ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١
0%
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
يُبْهِجُ الْعَيْنَ وَيَجْلُو الْكُرَبَا |
وَإلَى الْغَرْبِ بَهَاءُ الْمَشْرِقِ |
* * *
بَـشِّرِ الـدِّينَ بـهِ أَنْ سَـيَلِدْ
مَـنْ حُبَى الـدِّيْنِ عَلَـيْهِمْ تَنْعَقِـدْ
وَالْمَعَـالِي هَنِّهَـا أَنْ سَـتَجِدْ
مِنْهُ فِي أُفْقِ سَنَاهَا(١) شُهُبَا |
وَهْوَ بَيْنَ الشُّهْبِ بَدْرُ الأُفُقِ |
* * *
فَلَـهُ الأَمْـلاكُ لَمَّـا عَقَـدُوا
كُلُّهُـمْ للهِ شُـكْراً سَـجَدُوا
وَعَلَـى (الْمَهْـدِيِّ)(٢) طُـرّاً وَفَـدُوا
ثُمَّ هَنَّوْهُ وَقَالُوْا: لا خَبَا |
نُوْرُ هَذَا الفَرَحِ الْمُؤْتَلِقِ |
* * *
يَا صَبَا البشْرِ بنَشْرٍ رَوَّحِي
(شَيْبَةَ الْحَمْدِ) وَ(شَيْخِ الأَبْطَحِ)(٣)
وَعَلَى(الْهَادِي)(ص) برَيَّاكِ انْفَحِي
وَلأَنْفِ (الْمُرْتَضَى)(ع) وَالنُّقَبَا |
وِلْدِهِ، عَرْفَ التَّهَانِي أَنْشِقِي |
* * *
وَعَلَى (الْفَيْحَاءِ)(٤) زَهْواً عَرِّجِي
____________________
١- في(د): سماها.
٢- المهدي: هو السيد مهدي القزويني.
٣- شيخ الأبطحى: هو أبو طالب عم رسول الله(صلىاللهعليهوآله ). ينظر: أبو طالب حامي الرسول: ٣٣.
٤- الفيحاء: مدينة الحلة.
لا عَنِ الشِّيْحِ ولا عُوْدِ الْكِبَا(١) |
بَلْ عَنِ (الْمَهْدِيِّ)(٢) طَيْبَ الْخُلُقِ |
* * *
مَـنْ بـهِ الـدِّيْنُ الْحَنِيْفِـيِّ اعْتَـضَدْ
وَالْهُـدَى فِيْهِ اكْتَـسَى عِـزَّ الأَبَـدْ
جَـدَّ فِـي كَـسْبِ الْمَعَـالِي وَالجْتَهَـدْ
وَسِوَاهُ يَسْتَجِيْدُ الْلَقَبَا |
فَوْقَ فُرْشٍ حَفَّهَا(٣) بالنَّمْرَقِ |
* * *
ضَـمِنَ الْفَخْـرَ بمَثْنـَي بُـرْدِهِ
وَوَطَـى الـشُّهْبَ بعَـالِي جِـدِّهِ
كَـانَ نَـصْفاً لَـوْ أَعَـادِي مَجْـدِهِ
كُلَّمَا حُلَّتْ لِمَرْآهُ الْحُبَى |
رَفَعَتْ نَعْلَيْهِ فَوْقِ الْحَدَقِ |
* * *
نَـشَرَ الْمَطْـوِيَّ عَمَّـنْ سَـلَفُوا
فَطَـوَى مَـنْ نَـشَرَتْهُ الـصُّحُفُ
أَيْـنَ مِنْـهُ وَهْـوَ فِيْنَـا الْخَلَـفُ
إنَّهُ أَعْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَا |
مِنْ ذَوِي الْفَضْلِ وَأَعَلْى(٤) مَنْ بَقِي |
* * *
____________________
١- الكبا: أي الكباء وهو البَخُور(ينظر: لسان العرب: ١٥/٢١٤ مادة كبا)، والشيح نبت طيِّب الرائحة.
٢- المهدي: ممدوح الشاعر العلَّامة السيد مهدي القزويني.
٣- في(ب): حقنها.
٤- في(ب): واهدى.
لَيْتَهُ مَا(١) شَمَّ إلَّا التُرُبَا |
أَوْ أَطَاحَتْهُ مُدَى مُعْتَرِقِ(٢) |
* * *
لَـكَ لا مُـدَّتْ مِـنَ الـدَّهْرِ يَـدُ
فَلأَنْـتَ الـرُّوْحُ وَهْـوَ الْجَـسَدُ
وَهُـوَ الْبَاـعُ وَأَنْـتَ الْعَـضُدُ
كَمْ أَلَنَّا بكَ مِنْهُ الْمَنْكِبَا |
بَعْدَ مَا كَانَ شَدِيْدَ الْمِرْفَقِ |
* * *
تَزْدَهِـي الأَمْجَـادُ فِـي آبَائِهَـا
وَتُبَـاهِي الـصِّيْدَ مِـنْ أَكْفَائِهَـا
وَنَـرَى (هَاشِـمَ) فِـي عَلْيَائِهَـا
أَنْتَ قَدْ زَيَّنْتَ مِنْهَا الْحَسَبَا |
فَاكْتَسَى مِنْكَ بأَبْهَى رَوْنَقِ |
* * *
فَالْوَرَى شَخْصٌ بجَدْوَاكَ كَمَا
أَصْبَحَتْ فِي مَدْحِكَ الدُّنْيَا فَمَا
لَوْ بتَرِيْضِكَ أَفْنَى الْكَلِمَا
لَمْ يَصِفْ مِعْشَارَ مَا قَدْ طَلَبَا |
مِنْ مَعَانِيْكَ لِسَانَ الْمُفْلِقِ |
* * *
دَارُكَ الـدُّنْيَا وَأَنْـتَ الْبَـشَرُ
____________________
١- في(ب): لاشم.
٢- يقال: عَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه: أَكل ما عليه والمِعْرَقُ حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام يقال عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بمعرَقٍ أَي بشَفْرة (ينظر: لسان العرب:١٠/٢٤٥ مادة عرق).
فَالْوَرَى لَوْ كَفَرَتْ مِنْكَ الحِبَا |
لَكَفَى شُكْرُ الْغَمَامِ الْمُغْدِقِ |
* * *
هِـيَ أَرْضُ أَنْـتَ فِيْهَـا مَلِـكُ؟
أَمْ سَـمَاءٌ أَنْـتَ فِيْهَـا مَلَـكُ؟
دَارُ قُـدْسٍ يَتَمَنَّتى الْفَلَـكُ
لَوْ حَوَى مِمَّا حَوَتْهُ كَوْكَبَا |
وَلَهَا كُلُّ نُجُوْمُ الأُفُقِ |
* * *
كُـلُّ ذِي عِلْـمٍ فِمِـنْهُمْ يَـسْتَمِدْ
وَإلَـيْهِمْ كُـلُّ فَـضْلٍ يَـسْتَنِدْ
وَبتَطْهيْـرِهِمُ اللهُ شَـهِدْ
حَنَقَ الْخَصْمُ فَقُلْنَا: أَذْهَبَا |
عَنْهُمُ الرِّجْسَ لأَهْلِ الْحَنَقِ |
* * *
حَـسَدَتْ شَـمْسُ الـضُّحَى أُمَّ الْهُـدَى
فَتَمَنَّـتْ مِـثْلَهُمْ أَنْ تِلِـدَا
وَابْنُهَـا الْبَـدْرُ لَهُـمْ قَـدْ سَـجَدا
وَحَيَاءً مِنْهُ مَهْمَا غَرُبَا |
وَدَّ مِنْ بَعْدُ بأَنْ لَمْ يُشْرِق |
* * *
كُلُّهُـمْ جَعْفَـرُ فَـضْلٍ مَـنْ يَـرِدْ
خُلْقُـهُ الْعَـذْبُ ارْتَـوَتْ(١) مِنْـهُ الْكَبـدْ
أَبَـداً فـِي الْوَجْـهِ مِنْــهُ يَطَّـرِدْ
____________________
١- في(ب): ارتوى.
مَاءُ بشرٍ مَنْ رَآهُ عَجِبَا |
كَيْفَ قَدْ رَقَّ وَلَمَّا يُرَقِ |
* * *
فَفِـدَاءٌ لِمُحَيَّـاهُ الأَغَـرْ
أَوْجُـهٌ تُحْـسَبُ قُـدَّتْ مِـنْ حَجَـرْ
أَيْنَ هُمْ مِنْ ذِي سَـمَاحٍ لَـوْ قَـدَرْ
وَعَلَى قَدْرِ عُلاهُ وَهَبَا |
وَهَبَ الْمَغْرِبَ فَوْقَ الْمَشْرِقِ |
* * *
لا تَقِفـهُ(١) وَالْـوَرَى فِـي حَلْبَـةٍ
فَلَقَـدْ بَانَ بـأَعْلَى رُتْبَـةٍ
وَلِـئَنْ كَـانَ وَهُـمْ مِـنْ مَنْبَـتٍ
فَالثَّرَى يَنْبُتُ(٢) وَرْداً طَيِّبَا |
وَصَرِيْماً لَيْسَ بالْمُنْتَشَقِ |
* * *
جَـاءَ لِلْمَجْـدِ الْمُعَلَّـى (صَـالِحاً)
بَحْـرُ جُـوْدٍ بالْمَزَايَـا طَافِحـاً
فَغَـدَا فِكْـرِيَ فِيْـهِ سَـابحاً
يُبْرِزُ الْلُؤْلُؤَ عِقْداً رَطِبَا |
وَالعُلَى تَلْبَسُهُ فِي الْعُنُقِ |
* * *
فَـرْعُ مَجْـدٍ كَرُمَـتْ أَخْلاقُـهُ
فَكَـسَتْهَا طِيْبَهَـا أَعْرَاقُـهُ
يَهْجُـرُ الـشَّهْدَ لَهَـا مُـشْتَاقُهُ
لَوْ بكَأْسِ الدَّهْرِ مِنْهَا سُكِبَا |
ثَمُلَ الدَّهْرُ وَلَمَّا يَفِقِ |
* * *
____________________
١- في(د): لا تفقه.
٢- في(ب): ينبث.
لَوَقَتْهَا فِي الْمَعَادِ الْلَهَبَا |
أَو لِنَارٍ لَهَبٌ لَمْ يُخْلَقِ |
* * *
بـأَبي القَاسِـمِ قَـدْ حَلَّـتْ لَنَـا
رَاحَـةُ الأَفْـرَاحِ أَزْرَارَ(١) الْمُنـَى
لَـمْ يُزِنْـهُ بَـلْ بِـه زِيْـنَ الثَّنَـا
أُفْحِمَ الْمُطْرِي فَكَنَّى مُغْرِبَا(٢) |
إذْ رَأَى ذِكْرَ اسْمِهِ لَمْ يُطَقِ |
* * *
(بالْحُسَيْنِ)(٣) اسْتَبْـشِرَوا آلَ الْحَـسَبْ
وَابْلُغُـوْا فـِي عُرْسِـهِ أَسْـنَى الرُّتَبْ(٤)
وَلَكُـمْ دَامَ مَـدَى الـدَّهْرِ الطَّـرَبْ
بخِتَانِ الطَّيْبيْنِ النُّجَبَا |
خَيْرِ أَغْصَانِ العَلاءِ الْمُعْرِقِ(٥) |
* * *
____________________
١- في(ب): اذرار.
٢- المطري: هو الذي يحسن الثناء (ينظر: لسان العرب:١٥/٦ مادة طرا)، المغرب: من التَّغَرُّبُ وهو البُعْدُ(ينظر: لسان العرب: ١/٦٣٨ مادة غرب).
٣- هو السيد حسين بن السيد مهدي القزويني.
٤- في(ب) و(د): الارب.
٥- مُعْرِق: أَي عريق النسب أَصيل (ينظر: لسان العرب: ١٠/٢٤١ مادة عرق).
اجْتَل الْكَأسَ فَذِي كَفُّ الصَّبَا |
حَدَرَتْ عَنْ مَبْسَمِ الصُّبْحِ اللِثَامَا(٢) |
|
وَاصْطَبحْهَا مِنْ يَدَيْ غَضِّ الصِّبَا |
أَغْيَدٍ يَجْلُوْ مُحَيَّاهُ الظَّلامَا |
* * *
بنْتُ كَرْمٍ زُوِّجَتْ بابْنِ(٣) السُّحُبْ
فَتَحَلَّتْ(٤) فِـي لَئَـالٍ مِنْ حَبَـبْ(٥)
مُذْ جَلاهَا الشُّرْبُ فِـي نَادِي الطَّرَبْ
ضَحِكَتْ فِي الْكَاسِ حَتَّى قَطَّبَا(٦) |
كُلُّ مَنْ كَانَ لَهَا يُبْدِي ابْتِسَامَا |
|
وَانْثَنَى الزَّامِرُ يَشْدُو مُطْربَا(٧) |
غَرِّقُوا بالرَّاحِ (كِسْرَى) يَا نَدَامَى |
* * *
هِـيَ نَارٌ فـِي إنَاءٍ مِـنْ بَـرَدْ
عَجَبـاً ذَابَـتْ بهِ وَهْوَ جَمَـدْ
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: ٢/١٢٤-١٢٨ عدا الادوار (١٤-٢٠، ٣٠، ٣١، ٣٣) وفيها: البيت (٢) فيه: أَعْذَبَ مِنْ مَاءِ الزُّبَى، فاستلبا عقله حتى تراه، والدور (٩) وفيه: ناقلا من صفة الراح، الدور(١١) فيه: بيت المصطفى السامي دعاما، وفيه يروي من الظامي الأواما، والدور(١٣) فيه: من وقار وعلى، والدور(٢٤) فيه: ضوؤهما فيه ظلاما، الدور(٢٨): فيه: تلك الرتب، الدور (٢٩) فيه: قصروا الوفر على الجود، وفيه: رفعت منها يد الفخر، والدور(٣٢) فيه: تلقى ازدحاما،
٢- في(ب): الثماما
٣- في(ب): يابن
٤- في(أ)و(ب): فتجلت
٥- في(ب): حيب
٦- قَطَبَ: زَوَى ما بين عينيه وعَبَس وَكَلَح من شَرابٍ وغيره (ينظر: لسان العرب: ١/٦٨٠ مادة قطب)
٧- في(أ)و(ب): طربا
وَإَذَا مِنْهَا (الْخَلِيْلُ)(ع) اقْتَرَبَا |
غُوْدِرَتْ بَرْداً عَلَيْهِ وَسَلامَا(١) |
|
فَاحْتَسَى أَعْذَبَ مِنْ مَاءِ الرُّبَى |
خَمْرَةً أَطْيَبَ مِنْ نَشْرِ الْخُزَامَى |
* * *
أَشْـبَهَتْ صَـافِيَةً فِـي الأَكْـؤُسِ
دَمْعَةَ الْهَجْـرِ بخَـدَّي أَلْعَسِ(٢)
إنْ أُدِيْـرَتْ مُثِّلَـتْ لِلْمُحْتَـسِي(٣)
وَجْنَةُ السَّاقِي بهَا(٤) فَاسْتَلَبَا |
رُشْدَهُ حَتَّى تَرَاهُ مُسْتَهَامَا |
|
لَيْسَ يَدْرِي وَجْنَةً قَدْ شَرِبَا |
أَمْ سُلافاً عُتِّقَتْ عَاماً فَعَامَا |
* * *
تُنْـشِئُ الْخِفَّةَ فِـي رُوْحِ النَّـسَمْ
وَتَرُوْضُ الصَّعْبَ مِنْهُمْ(٥) لِلْكَرَمْ
لَـوْ حَسَاهَا وَهْوَ فِـي الْلُـؤْمِ عَلَمْ
(مَادِرٌ)(٦) مِنْهُ إذاً لانْقَلَبَا |
ذَلِكَ الْلُؤْمُ سَمَاحاً مُسْتَدَامَا |
|
وَدَعَا خُذْ مَعَ عَقْلِي النَّشَبَا(٧) |
آخِرَ الدَّهْرِ وَدَعْنِي وَالْمُدَامَا |
* * *
____________________
١- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( قُلْنَا يَا نَارُ کُونِي بَرْداً وَ سَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) (الأنبياء/٦٩)
٢- اللَّعَسُ: سَوادُ اللِّثَة والشَّفة (ينظر: لسان العرب: ٦/٢٠٧ مادة لعس).
٣- في(أ)و(ب): للمجلس.
٤- في(أ): لها.
٥- في(ب): منها.
٦- مادر: هو رجل من هلال بن عامر بن صعصعة، سمي مادر لأنه سقى إبله، فبقي في أسفل الحوض ماء، فسلح فيه، ومدر به بخلا أن يشرب من فضله.
شرح نهج البلاغة: ٥/هامش ص٣٣
٧- النَّشَبُ: المالُ والعقار(ينظر: لسان العرب: ١/٧٥٧ مادة نشب)
نَتَعَاطَى مِنْ كُؤُوْسٍ شُهُبَا(٣) |
تَطْرُدُ الْهَمَّ وَإنْ كَانَ لِزَامَا |
|
إذْ بهِ نَامَتْ عُيُوْنُ الرُّقَبَا |
لَيْتَهَا تَبْقَى إلَى الْحَشْرِ نِيَامَا |
* * *
وَنَـدِيْمِي مِـنْ بَنـِي التُّرْكِ أَغَنْ(٤)
شَـهْدَةُ النَّحْـلِ بفِيْـهِ تُخْتَـزَنْ
هَبَّ يُثْنـِي عِطْفَهُ سُكْرُ الْوَسَنْ
بمُدَامٍ خِلْتُ مِنْهَا خَضَّبَا |
أَنْمُلاً أَبْدَى بهَا الْحُسْنَ وَشَامَا(٥) |
|
وَكَأَنْ خَدَّاهُ(٦) مِنْهَا أُشْرِبَا |
حُمْرَةً(٧) إذْ زَفَّهَا(٨) جَاماً فَجَامَا(٩) |
* * *
رَشَـأٌ جَـسَّدَ صَـافِي جِـسْمِهِ
مِـنْ شُعَاعِ الْخَمْرِ لا مِـنْ جُرْمِـهِ
____________________
١- ذات الغضى: أرض يكثر فيها نبات الغضى (ينظر: لسان العرب: ١٥/١٢٩ مادة غضا)
٢- الحِنْدِسُ: الظُّلْمَة(ينظر: لسان العرب: ٦/٥٨ مادة حندس)، بُرد الحندس: ستر الظلمة
٣- الشُّهُبُ: جمع الشِّهَاب وهو الشُّعْلَةُ من النَّارِ (ينظر: لسان العرب: ١/٥٠٩ مادة شهب)
٤- في(أ): ونديم.
- الأغن: الذي يخرج كلامه من خياشيمه (ينظر: لسان العرب: ١٣/٣١٥ مادة غنن)
٥- شامها: من الشِّيمةُ أي الطبيعة (ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٢٩ مادة شيم).
٦- في(ب)و(د): وَكَأَنْ خَدَّيْهِ، لم يثبت هذا البيت في(أ).
٧- في(ب)و(د): خمرة، وفي العقد المفصل حُمرَة.
٨- في(ب): اذا رقها
٩- الجَامُ: إناء من فضة (ينظر: لسان العرب: ١٢/١١٢ مادة جوم)
- يريد الشاعر أن يقول: كأساً بعد كأس.
لِسَنَاهُ(١) مُذْ عَلَيْهَا غَلَبَا |
نُوْرٌ خَدَّيْهِ فَمَا تَدْرِي النَّدَامَى |
|
أَسَنَا خَدَّيْهِ أَبْدَى لَهَبَا؟ |
أَمْ سَنَا الْكَاسِ لَهُمْ أَبْدَى ضَرَامَا؟ |
* * *
إنْ يَقُـلْ لِلَّيْـلِ: عَـسْعِسْ، شَـعْرُهُ
قَالَ لِلـصُّبْحِ: تَـنَفَّسْ ثَغْـرُهُ
أَوْ مِـنَ الـرِّدْفِ تَشَكَّى خِـصْرُهُ
قَالَ يَا زَادَكَ: مَنْ زَانَ الظِّبَا |
بالْخُصُوْرِ الْهِيْفِ ضَعْفاً وَانْهِضَامَا |
|
وَلِكَاسْيكَ الْوِشَاحَ الْمُذْهَبَا |
زَادَ جَفْنِيْهِ فُتُوْراً وَسَقَامَا |
* * *
يَا أَلِيْفَـيْ صَـبْوَتِي بُشْرَاكُمَا
جَاءَ مَا قَـرَّتْ بهِ عَيْنَاكُمَـا
ذَا جَدِيْـدُ الأُنْـسِ قَـدْ حَيَّاكُمَـا
وَخَلاصاً لَكُمَا قَدْ جَلَبَا |
نَاقِلاً مِنْ صِفَةِ الرَّاحِ النِّظَامَا |
|
فَاجْعَلاهُ لِلتَّهَانِي سَبَبَا |
فِعْلَ مَنْ يَرْعَى لِذِي الْوِدِّ الذِّمَامَا |
* * *
خَلِّيَـا ذِكْـرَ أَحَادِيْـثَ الغَـضَى
وَاطْوِيَا مِنْ عَهْدِ (حُزْوَى)(٢) مَا مَضَى
وَانْشُرَا(٣) فَرْحَةَ اقْبَالِ (الرِّضَا)
وَأَخِيْهِ (الْمُصْطَفَى)(١) بنِ الْمُجْتَبَى |
إنَّ اقْبَالَهُمَا سِرُّ الأَنَامَا |
____________________
١- في العقد المفصل لسناها.
٢- حزوى: منطقة بعينها
٣- في(أ): وانشري.
وَكَذَا الدُّنْيَا اسْتَهَلَّتْ طَرَبَا |
إذْ مَعاً آبَا وَقَدْ نَالا الْمَرَامَا |
* * *
بُوْرِكَا فِـي (الْكَرْخِ) مِنْ بَدْرَيْ عُلا
شَـعَّ بُـرْجُ الْمَجْـدِ لَمَّـا أَقْـبَلا
وَمُحَيَّـا الْفَخْـرِ بالبـشْرِ انْجَلَـى
وَغَدَا زَهْواً يُنَادِي مَرْحَبَا |
بمُنِيْرَي أَبْرُجَ الْمَجْدِ الْقُدَامَى |
|
بكُمَا قَرَّتْ عُيُوْنُ النُّجَبَا |
آلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَى(٢) السَّامِي مُقَامَا |
* * *
رَجَـعَ الـسَّعْدُ إلَـى مَطْلَعِـهِ
وَالْبَهَـا رَدَّ إلَـى مَوْضِـعِهِ
وَالنَّـدَى عَـادَ إلَـى مَنْبَعِـهِ
بسِرَاجَيْ شَرَفٍ قَدْ أَذْهَبَا |
بالسَّنَا مِنْ(٣) أُفُقِ (الْكَرْخِ) الظَّلامَا |
|
وَخِضَمَّيْ كَرَمٍ قَدْ عَذُبَا |
مَوْرِداً يَرْوِي مِنَ الصَّادِي الأُوَامَا(٤) |
* * *
هَلْ بَنَاتُ السَّيْرِ فِـي تِلْكَ الفَلا؟
عَلِمَـتْ عَاذِبُهَـا(١) مَـا حَمَـلا؟
____________________
١- الرضا ومصطفى: ابنا الحاج محمد صالح كبة وقد عادا من الحج.
٢- هم آل كبَّه نسبة إلى جدهم مصطفى الكبير.
٣- في العقد المفصل عن أفق الكرخ.
٤- الصادي: العطشان من الصَّدَى وهو شدَّةُ العَطَشِ( ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٥٣ مادة صدي)، الأُوامُ: العَطَش(ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٨ مادة أوم).
رَحَلَتْ بالأَمْسِ تَطْوي السَّبْسَبَا |
جُدداً(٢) تَهْبطُ أَوْ تَعْلُوْ إكَامَا(٣) |
|
وَأُرِيْحَتْ بالْمُصَلَّى لُغَّبَا(٤) |
قَدْ بَرَتْ أَقْتَابَهَا مِنَهَا السَّنَامَا |
* * *
حَمَلَتْ مِنْ حِـرَمِ الْمَجْـدِ الْكَـرَمْ
وَانْبَـرَتْ تَسْعَى إلَـى نَحْـوِ الْحَـرَمْ
وَأَلَمَّـتْ لا لِتَمْحِـيْصِ الْلَمَـمْ
بمَقَامِ الْبَيْتِ لَكِنْ طَلَبَا |
لِمَزِيْدِ الأَجْرِ وَافَيْنَ الْمَقَامَا |
|
وَبمَغْنَاهُ طَرَحَنَ الْقَتَبَا(٥) |
بُغْيَةَ الْفَوْزِ وَأَلْقَيْنَ الْخِطَامَا |
* * *
قَرَّبَـتْ مِنْـهُ وَمُنْـشِي الْفَلَـكِ(٦)
صَـفْوَتَيْ بَيْـتِ التُّقَـى وَالنُّـسُكِ
بالـسَّمَا أُقْـسِمُ ذَاتِ الْحُبُـكِ(٧)
لَهُمَا بالْحَجِّ حَازَا رُتَبَا |
مَا حَبَا فِي مِثْلِهَا اللهُ الأَنَامَ |
|
هِيَ كَانَتْ مِنْ سَوَاهَا أَقْرَبَا |
عِنْدَهُ زُلْفَى وَأَعْلاهَا مَقَامَ |
____________________
١- في(أ) عاذبها، وفي(ب): عاديها، وفي عَادَ بهَا، وفي العقد المفصل: غاربها.
- الغاربان: مقدم الظهر ومؤخره (ينظر: لسان العرب: ١/٦٤٤ مادة غرب).
٢- في(ب): نجداً تهبط، وفي(د): حدراً.
٣- الإكامٌ: جمع أَكَمة وهي المكان المرتفع، دون الجبل (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٠ مادة أكم).
٤- لغبَا: من اللغب وهو التعب (ينظر: لسان العرب: ١/٧٤٢ مادة لغب).
٥- القَتَبُ: إكافُ البعير(ينظر: لسان العرب: ١/٧٤٢ مادة قتب).
٦- في(ب): تنتشي الخفة وتنشي الفلك.
٧- الشاعر: بقتبس من قوله تعالى:( وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُکِ ) (الذاريات/٧).
- الحُبُك: جمع حَبيكة وهي طرائق النجوم (ينظر: لسان العرب: ١٠/٤٠٨ مادة حبك).
وَاسْتَوَوْرا فِي الإثْمِ شَخْصاً مُذْنِبَا |
لَمَحَى اللهُ بهِ عَنْهُ الآثَامَا |
|
وَلَهُ مِنْ حَسَنَاتٍ كَتَبَا |
ضِعْفَ مَنْ حَجَّ وَمَنْ صَلَّى وَصَامَا |
* * *
بِهمَا سَائِلْ، تَجِدْ حَتَّى الحَجَرْ
شَـاهِداً أَنَّهُمَـا بَـيْنَ الْبَـشَرْ
خَيْـرُ مَـنْ طَافَ وَلَبَّـى وَاعْتَمَـرْ
وَهُمَا مُذْ لِلْحَطِيْمِ اقْتَرَبَا |
مَسَّحَاهُ بيَدٍ تُنْشِي الْحُطَامَا |
|
هِيَ بالْجُوْدِ لإجْزَالِ الْحِبَا(١) |
كَعْبَةٌ تَعْتَادُهَا الْوَفْدُ اسْتِلامَا |
* * *
حَيْـثُ كُلٌ مِنْهُمَـا أَنّـى يَحِلْ
بَيْنَ إحْرَامٍ عَنِ الإثْمِ وَحِـلْ
وَيُرَى لِلْهَـدْيِ بالنَّحْرِ يَصِلْ
كُلَّ يَوْمٍ وَيَمِيْحُ النَّشَبَا(٢) |
بيَدٍ لَمْ يَحْكِهَا(٣) الْغَيْثُ انْسِجَامَا(٤) |
|
كَانَ طَبْعاً جُوْدُهَا مُحْتَلَبَا |
لا كَمَا تَحْتَلِبُ الْغَيْثَ النُّعَامَا |
* * *
____________________
١- الحِباءُ: العَطاء بلا مَنٍّ ولا جَزاءٍ، الإجزال: من أجْزَلْت له من العطاء أَي أَكثرت (ينظر: لسان العرب: ١١/١٠٩ مادة جزل).
٢- يميح: من ماحَه مَيْحاً أي أَعطاه (ينظر: لسان العرب: ٢/٦٠٩ مادة ميح).
٣- في(أ): يحكه.
٤- انسجام: أي انصباب.
قَصْدَ مَنْ أَلْبَسَ فَخْراً (يَثْرِبَا) |
وَحَبَاهَا شَرَفَ الذِّكْرِ دَوَامَا |
|
وَبهِ فَاقَ سَنَاهَا الشُّهُبَا |
فَاشْتَهَتْ تَغْدُوْ لَهَا الشُّهْبُ رَغَامَا(١) |
* * *
وَنَحَـى كُـلٌ ضَرِيْحَ (الْمُصْطَفَى)(ص)
نَاشِـقاً طِيْـبَ ثَـرَاهُ عَرَفَـا
وَبـهِ طَـافَ وَمِنْـهُ عَطَفَـا
نَحْوَ مَغْنَى (الْمُرْتَضَى)(ع) مُرْتَغِبَا |
لِسِوَاهُ عَنْهُ لا يَلْوِي الزِّمَامَا |
|
فَقَضَى مِنْ حَقَّهِ مَا وَجَبَا |
وَأَتَى (الكَرْخَ) فَحَيَّا وَأَقَامَا |
* * *
كَـمْ لأَيْـدِي الْعِـيْسِ يَـا سَعْدُ يَدُ
أَبَـداً مَـشْكُوْرَةٌ لا تُجْحَـدُ
فَعَلَيْهَـا لَـيْسَ يَنْـأَى(٢) بَلَـدُ
وَبهَا وَخْداً سَرَتْ أَوْ خَبَبَا(٣) |
يُدْرِكُ السَّارِي أَمَانِيْهِ الْجِسَامَا |
|
وَيَرَى أَوْطَأَ شَئٍ مَرْكَبَا |
ظَهْرَهَا مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ وَرَامَا |
* * *
أَطْلَعَتْ بـ(الْكَرْخِ) مِنْ حُجْبِ الـسُّرَى
قَمَـرَيْ سَـعْدٍ بهَـا قَـدْ أَزْهَـرَا
وَغَرَامـاً بهِمَـا أُمُّ الْقُـرَى
____________________
١- الرَّغام: التراب (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٤٦ مادة رغم).
٢- في(ب): يناء.
٣- الوخد والخبب: نوعان من السير.
لَوْ أَطَاقَتْ لَهُمَا أَنْ تَصْحَبَا |
حِيْنَ آبَا لأَتَتْ تَسْعَى غَرَامَا |
|
وَأَقَامَتْ لا تَرَى مُنْقَلَبَا |
عَنْ حِمَى(الزَّوْرَاءِ) مَا دَامَتْ دَوَامَا(١) |
* * *
أَوْبَـةٌ جَـاءَتْ بنَيْـلِ الْمِـنَحِ
ذَهَبَـتْ فَرْحَتُهَـا(٢) بـالتَّرَحِ
فِبهَـذَا الْعَـامِ أُمُّ الْفَـرَحِ
وَلَدَتْهَا فَأَجَدَّتْ طَرَبَا |
بَعْدَ مَا جَاءَتْ بهَا مِنْ قَبْلِ عَامَا |
|
وَلَهَا الإقْبَالُ قَدْ كَانَ أَبَا |
سَعْدُهُ أَخْدَمَهُ الْيُمْنَ غُلامَا |
* * *
فَـاهْنَ وَالْبُشْرَى أَبَا(الْمَهْدِيِّ)(٣) لَكْ
تِلْـكَ عَلْيَـاكَ لِبَدْرِيْكَ فَلَـكْ
قَدْ بَدَا كُلٌ بهَا يَجْلُو الْحَلَـكْ(٤)
فَتَرَى الأَقْطَارَ شَرْقاً مَغْرِبَا |
لَمْ يَدَعْ ضَوْؤُهَمَا فِيْهَا ظَلامَا |
|
وَالْوَرَى أَبْعَدُهَا وَالأَقْرَبَا |
بِهمَا تَقْتَسِمُ الزَّهْوَ اقْتِسَامَا |
* * *
مَلَـتِ الْقَلْـبَ سُـرُوْراً مِثْلَمَـا
قَـدْ مَلأْتَ الْكَـفَّ مِنْهَـا كَرَمَـا
وَاحْتَبَـتْ زَهْـواً تُهَنِّيْـكَ(٥) بمَـا
خَصَّكَ الرَّحْمَانُ مِنْ هَذَا الْحِبَا |
حَيْثُ لا زِلْتَ لَهَا تَرْعَى الذِّمَامَا |
____________________
١- في(ب): وداما.
٢- في(أ): أوبتها.
٣- أبو المهدي: هو ممدوح الشاعر الحاج محمد صالح كبّة.
٤- في(أ): الهلك.
٥- في(أ): تحييك.
جَالِياً، إنْ وَجْهُ عَامٍ قَطَّبَا، |
لِلْوَرَى وَجْهاً بهِ تَسْقِي الْغَمَامَا |
* * *
فَفِـدَاءٌ لَـكَ يَا أَنْـدَى يَـدا
مِـنْ بَنِي الدَّهْرِ وَأَزْكَـى مَحْتِدَا
مَعْـشَرٌ مَـا خُلِقُـوا إلَّا فِـدَا
لَبسُوا الْفَخْرَ مُعَاراً فَنَبَا |
عَنْ أُنَاسٍ تلْبَسُ الْفَخْرَ حَرَامَا |
|
كُلُّ مَنْ(١) فِيْهِمْ عَلَى الْحَظِّ أَبَى |
قَدْرُهُمْ عَنْ ضِعَةٍ إلَّا الرَّغَامَا |
* * *
تَـشْتَكِي مِـنْ مَـسِّ أَبَـدَانِهِمُ
حُلَـلٌ تَرْفَـعُ مِـنْ شَـانِهِمُ
وَإذَا صَـرَّ بأَيْمَـانِهِمُ
قَلمٌ فَهْوَ يُنَادِي عَجَبَا |
صِرْتُ فِي أَنْمُلَةِ الْلُؤُمِ مُضَامَا |
|
مَنْ بهَا قَرَّ مُقِيْماً(٢) عُذِّبَا |
إنَّهَا سَاءَتْ مَقَراً وَمُقَامَا(٣) |
* * *
هَـبْ لَهُـمْ دِرْهَمُهُـمْ أَصْـبَحَ أَبْ
فَـسَمَا فِـيْهِمْ إلَى أَعْلَى(٤) الرُّتَبْ
أَكِرَامٌ هُمْ لَدَى نَصِّ النَّـسَبْ؟
إنْ يَعِدُّوا نَسَباً مُقْتَضَبَا |
لا عَرِيْقاً فِي الْمَعَالِي أَوْ قُدَامَى |
|
عَدِمُوا الْجُوْدَ مَعاً وَالْحَسَبَا |
فَبمَاذَا يُتَسَمَّوْنَ كِرَامَا |
* * *
____________________
١- في(ب): كلما.
٢- في(ب): قديما.
٣- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَ مُقَاماً ) (الفرقان/٦٦).
٤- في(ب): تلك.
وَأَعِدْ ذِكْرَ كِرَامٍ نُجَبَا |
قَصَرُوا الْوَفْرَ عَلَى الْوَفْدِ دَوَامَا |
|
وَبَنُوا لِلضَّيْفِ قِدْماً قِبَبَا |
رَفَعَتْ مِنْهَا يَدُ الْمَجْدِ الدُّعَامَا |
* * *
إذْ عَلَى تَقْوَى مِـنَ اللهِ الـصَّمَدْ
أَسَّـسَ الْبُنْيَـانَ مِنْهَـا وَوَطَـدْ
مَنْ لَـهُ كُلُّ يَدٍ تَشْكُرُ يَدْ(١)
(مُصْطَفَى(٢) الفَخْرِ(٣) وَفِيْهَا أَعْقَبَا |
عَشْرَةً أَلْقَى لَهُ(٤) الْفَضْلُ الزِّمَامَا |
|
إذْ سِهَامُ الْفَضْلِ عَشْرٌ قَصَبَا(٥) |
فِيْهِ كُلٌ فَحَوَى الْعَشْرَ السِّهَامَا |
* * *
أَعْقَـبَ (الـصَّالِحَ)(٦) فِيْهَـا خَلَفَـا
وَأَبَا (الكَـاظِمِ) مَـنْ قَـدْ شَرَفَا
وَ(الرِّضَا) (الْهَادِي) (حُسَيْناً) (مُصْطَفَى)
وَ(أَمِيْناً) (كَاظِماً) إنْ أُغْضِبَا |
وَ(جَوَاداً) (جَعْفَراً) كُلاً هُمَامَا(١) |
____________________
١- اليد الأولى: هي الكف، واليد الثانية: الكرم والعطاء.
٢- هو مصطفى الكبير جد آل كبّة.
٣- في (ب): الفضل.
٤- في(ب): لها.
٥- قصِبا: يقال للسابق أَحْرَزَ القَصَبَ لأَنَّ الغاية التي يسبق إليها تُذْرَعُ بالقَصَبِ وَتُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عند مُنْتَهى الغاية فَمَنْ سَبَقَ إليها حازها واسْتَحَقَّ الخَطَر ويقال حازَ قَصَبَ السَّبْق (ينظر: لسان العرب: ١/٦٧٧ مادة قصَب).
٦- في هذا الشطر وما بعده الشاعر يذكر أسماء شخصيات آل كبّه: الصالح: هو الحاج محمد صالح كبّة، وأبو كاظم هو أخوه الحاج عبد الكريم كبّة والباقون هم أبناءهما.
صِبْيَةٌ سَادُوا وَلَكِنْ فِي الصِّبَا |
بأَبي (الْمَهْدِيِّ) قَدْ سَادُوا الأَنَامَا |
* * *
مَعْشَرٌ بَيْتُ عَلاهُمْ عَامِرُ
بهِمُ لِلضَّيْفِ زَاهٍ زَاهِرُ
فِيْهِ مَا أُمُّ الأَمَانِي عَاقِرُ
تَلِدُ النُّجْحَ فَتَكْفِي الطَّلَبَا |
وَأَبُو الآمَالِ لا يَشْكُوا الْعَقَامَا |
|
وَعَلَى أَبْوَابهِ مِثْلُ الدَّبَى |
نِعَمُ الْوَفْدِ لَهَا تُلْقَى الزِّمَامَا |
* * *
أَرْضَـعَتْ أُمُ الْعُلَـى مَا وَلَـدُوْا
فَزَكَـى مِـيْلادُهُمْ وَالْمَوْلِـدُ
إنَّهُـمْ طِفْلَهُمُ وَالـسُّؤْدَدُ
يَسْتَهِلَّانِ فَدَاعٍ لِلْحِبَا |
ذَا وَهَذَا قَائِلٌ طِبْتَ غُلامَا |
|
إبقِ فِي حِجْرِ الْمَعَالِي حِقَبَا |
لا تَرَى مِنْ لَبَنِ العَلْيَا فِطَامَا |
* * *
صَـفْوَةَ (الْمَعْـرُوْفِ) قَـرُّوا أَعْيُنَـا
واهْنَـأوا بالـصَّفْوِ مِـنْ هَذَا الْهَنَا
لَكُـمُ السَّعْدُ جَلا وَجْهَ الْمُنـَى
بيَدِ اليُمْنِ وَمِنْهُ قَرَّبَا |
لَكُمُ الإقْبَالُ(٢) مَا يَنْأَى مَرَامَا |
|
فَالْبسُوا أَبْرَادَ زَهْوٍ قُشُبَا |
عَنْكُمُ(٣) لا نُزِعَتْ مَا الدَّهْرُ دَامَا |
* * *
وَإلَيْكُمْ غَادَةً وَشَّحْتُهَا
____________________
١- في (ب): كلَّا هما.
٢- في(ب): الآمال.
٣- في(أ) و(ب)و(د): منكم لا نزعت، وفي العقد المفصل عنكم لا نزعت.
فَلَهَا جَاءَ افْتِتَاحاً طَيِّبَا |
نَشْرُ رَاحِ الأُنْسِ مِنْكُمْ لا الخُزَامَى |
|
وَلَهَا تَشْهَدُ أَنْفَاسُ الصَّبَا |
مِنْ ثَنَاكُمْ مِسْكُهُ كَانَ خِتَامَا |
* * *
____________________
١- في(د): أرففتها.