ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١

ديوان السيد حيدر الحلي0%

ديوان السيد حيدر الحلي مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400

ديوان السيد حيدر الحلي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: الصفحات: 400
المشاهدات: 48256
تحميل: 12468


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 400 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48256 / تحميل: 12468
الحجم الحجم الحجم
ديوان السيد حيدر الحلي

ديوان السيد حيدر الحلي الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وَبَهَـاءُ الْغَـرْبِ لِلـشَّرْقِ انْتَهَـى

يُبْهِجُ الْعَيْنَ وَيَجْلُو الْكُرَبَا

وَإلَى الْغَرْبِ بَهَاءُ الْمَشْرِقِ

* * *

بَـشِّرِ الـدِّينَ بـهِ أَنْ سَـيَلِدْ

مَـنْ حُبَى الـدِّيْنِ عَلَـيْهِمْ تَنْعَقِـدْ

وَالْمَعَـالِي هَنِّهَـا أَنْ سَـتَجِدْ

مِنْهُ فِي أُفْقِ سَنَاهَا(١) شُهُبَا

وَهْوَ بَيْنَ الشُّهْبِ بَدْرُ الأُفُقِ

* * *

فَلَـهُ الأَمْـلاكُ لَمَّـا عَقَـدُوا

كُلُّهُـمْ للهِ شُـكْراً سَـجَدُوا

وَعَلَـى (الْمَهْـدِيِّ)(٢) طُـرّاً وَفَـدُوا

ثُمَّ هَنَّوْهُ وَقَالُوْا: لا خَبَا

نُوْرُ هَذَا الفَرَحِ الْمُؤْتَلِقِ

* * *

يَا صَبَا البشْرِ بنَشْرٍ رَوَّحِي

(شَيْبَةَ الْحَمْدِ) وَ(شَيْخِ الأَبْطَحِ)(٣)

وَعَلَى(الْهَادِي)(ص) برَيَّاكِ انْفَحِي

وَلأَنْفِ (الْمُرْتَضَى)(ع) وَالنُّقَبَا

وِلْدِهِ، عَرْفَ التَّهَانِي أَنْشِقِي

* * *

وَعَلَى (الْفَيْحَاءِ)(٤) زَهْواً عَرِّجِي

____________________

١- في(د): سماها.

٢- المهدي: هو السيد مهدي القزويني.

٣- شيخ الأبطحى: هو أبو طالب عم رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ). ينظر: أبو طالب حامي الرسول: ٣٣.

٤- الفيحاء: مدينة الحلة.

٣٨١

وَانْقُلِي فِيْهَا حَدِيْثْ الأَرَجِ

وَانْشُرِي وَسْطَ حِمَاهَا الْمُبْهِجِ

لا عَنِ الشِّيْحِ ولا عُوْدِ الْكِبَا(١)

بَلْ عَنِ (الْمَهْدِيِّ)(٢) طَيْبَ الْخُلُقِ

* * *

مَـنْ بـهِ الـدِّيْنُ الْحَنِيْفِـيِّ اعْتَـضَدْ

وَالْهُـدَى فِيْهِ اكْتَـسَى عِـزَّ الأَبَـدْ

جَـدَّ فِـي كَـسْبِ الْمَعَـالِي وَالجْتَهَـدْ

وَسِوَاهُ يَسْتَجِيْدُ الْلَقَبَا

فَوْقَ فُرْشٍ حَفَّهَا(٣) بالنَّمْرَقِ

* * *

ضَـمِنَ الْفَخْـرَ بمَثْنـَي بُـرْدِهِ

وَوَطَـى الـشُّهْبَ بعَـالِي جِـدِّهِ

كَـانَ نَـصْفاً لَـوْ أَعَـادِي مَجْـدِهِ

كُلَّمَا حُلَّتْ لِمَرْآهُ الْحُبَى

رَفَعَتْ نَعْلَيْهِ فَوْقِ الْحَدَقِ

* * *

نَـشَرَ الْمَطْـوِيَّ عَمَّـنْ سَـلَفُوا

فَطَـوَى مَـنْ نَـشَرَتْهُ الـصُّحُفُ

أَيْـنَ مِنْـهُ وَهْـوَ فِيْنَـا الْخَلَـفُ

إنَّهُ أَعْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَا

مِنْ ذَوِي الْفَضْلِ وَأَعَلْى(٤) مَنْ بَقِي

* * *

____________________

١- الكبا: أي الكباء وهو البَخُور(ينظر: لسان العرب: ١٥/٢١٤ مادة كبا)، والشيح نبت طيِّب الرائحة.

٢- المهدي: ممدوح الشاعر العلَّامة السيد مهدي القزويني.

٣- في(ب): حقنها.

٤- في(ب): واهدى.

٣٨٢

يَـا بْـنَ مَـنْ قَـدْ عُبـدَ اللهُ بهِـمْ

وَلَهُـمْ مَـنْ سَـلَّمَ الأَمْـرَ سَـلِمْ

إنَّ أَنْفـاً إنْ مَـدَحْنَاكَ رُغِـمْ

لَيْتَهُ مَا(١) شَمَّ إلَّا التُرُبَا

أَوْ أَطَاحَتْهُ مُدَى مُعْتَرِقِ(٢)

* * *

لَـكَ لا مُـدَّتْ مِـنَ الـدَّهْرِ يَـدُ

فَلأَنْـتَ الـرُّوْحُ وَهْـوَ الْجَـسَدُ

وَهُـوَ الْبَاـعُ وَأَنْـتَ الْعَـضُدُ

كَمْ أَلَنَّا بكَ مِنْهُ الْمَنْكِبَا

بَعْدَ مَا كَانَ شَدِيْدَ الْمِرْفَقِ

* * *

تَزْدَهِـي الأَمْجَـادُ فِـي آبَائِهَـا

وَتُبَـاهِي الـصِّيْدَ مِـنْ أَكْفَائِهَـا

وَنَـرَى (هَاشِـمَ) فِـي عَلْيَائِهَـا

أَنْتَ قَدْ زَيَّنْتَ مِنْهَا الْحَسَبَا

فَاكْتَسَى مِنْكَ بأَبْهَى رَوْنَقِ

* * *

فَالْوَرَى شَخْصٌ بجَدْوَاكَ كَمَا

أَصْبَحَتْ فِي مَدْحِكَ الدُّنْيَا فَمَا

لَوْ بتَرِيْضِكَ أَفْنَى الْكَلِمَا

لَمْ يَصِفْ مِعْشَارَ مَا قَدْ طَلَبَا

مِنْ مَعَانِيْكَ لِسَانَ الْمُفْلِقِ

* * *

دَارُكَ الـدُّنْيَا وَأَنْـتَ الْبَـشَرُ

____________________

١- في(ب): لاشم.

٢- يقال: عَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه: أَكل ما عليه والمِعْرَقُ حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام يقال عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بمعرَقٍ أَي بشَفْرة (ينظر: لسان العرب:١٠/٢٤٥ مادة عرق).

٣٨٣

وَلَـكَ الْـوِرْدُ مَعَـا وَالـصَّدْرُ

وَبتَعْلِيْمِـكَ جَـادَ الْمَطَـرُ

فَالْوَرَى لَوْ كَفَرَتْ مِنْكَ الحِبَا

لَكَفَى شُكْرُ الْغَمَامِ الْمُغْدِقِ

* * *

هِـيَ أَرْضُ أَنْـتَ فِيْهَـا مَلِـكُ؟

أَمْ سَـمَاءٌ أَنْـتَ فِيْهَـا مَلَـكُ؟

دَارُ قُـدْسٍ يَتَمَنَّتى الْفَلَـكُ

لَوْ حَوَى مِمَّا حَوَتْهُ كَوْكَبَا

وَلَهَا كُلُّ نُجُوْمُ الأُفُقِ

* * *

كُـلُّ ذِي عِلْـمٍ فِمِـنْهُمْ يَـسْتَمِدْ

وَإلَـيْهِمْ كُـلُّ فَـضْلٍ يَـسْتَنِدْ

وَبتَطْهيْـرِهِمُ اللهُ شَـهِدْ

حَنَقَ الْخَصْمُ فَقُلْنَا: أَذْهَبَا

عَنْهُمُ الرِّجْسَ لأَهْلِ الْحَنَقِ

* * *

حَـسَدَتْ شَـمْسُ الـضُّحَى أُمَّ الْهُـدَى

فَتَمَنَّـتْ مِـثْلَهُمْ أَنْ تِلِـدَا

وَابْنُهَـا الْبَـدْرُ لَهُـمْ قَـدْ سَـجَدا

وَحَيَاءً مِنْهُ مَهْمَا غَرُبَا

وَدَّ مِنْ بَعْدُ بأَنْ لَمْ يُشْرِق

* * *

كُلُّهُـمْ جَعْفَـرُ فَـضْلٍ مَـنْ يَـرِدْ

خُلْقُـهُ الْعَـذْبُ ارْتَـوَتْ(١) مِنْـهُ الْكَبـدْ

أَبَـداً فـِي الْوَجْـهِ مِنْــهُ يَطَّـرِدْ

____________________

١- في(ب): ارتوى.

٣٨٤

مَاءُ بشرٍ مَنْ رَآهُ عَجِبَا

كَيْفَ قَدْ رَقَّ وَلَمَّا يُرَقِ

* * *

فَفِـدَاءٌ لِمُحَيَّـاهُ الأَغَـرْ

أَوْجُـهٌ تُحْـسَبُ قُـدَّتْ مِـنْ حَجَـرْ

أَيْنَ هُمْ مِنْ ذِي سَـمَاحٍ لَـوْ قَـدَرْ

وَعَلَى قَدْرِ عُلاهُ وَهَبَا

وَهَبَ الْمَغْرِبَ فَوْقَ الْمَشْرِقِ

* * *

لا تَقِفـهُ(١) وَالْـوَرَى فِـي حَلْبَـةٍ

فَلَقَـدْ بَانَ بـأَعْلَى رُتْبَـةٍ

وَلِـئَنْ كَـانَ وَهُـمْ مِـنْ مَنْبَـتٍ

فَالثَّرَى يَنْبُتُ(٢) وَرْداً طَيِّبَا

وَصَرِيْماً لَيْسَ بالْمُنْتَشَقِ

* * *

جَـاءَ لِلْمَجْـدِ الْمُعَلَّـى (صَـالِحاً)

بَحْـرُ جُـوْدٍ بالْمَزَايَـا طَافِحـاً

فَغَـدَا فِكْـرِيَ فِيْـهِ سَـابحاً

يُبْرِزُ الْلُؤْلُؤَ عِقْداً رَطِبَا

وَالعُلَى تَلْبَسُهُ فِي الْعُنُقِ

* * *

فَـرْعُ مَجْـدٍ كَرُمَـتْ أَخْلاقُـهُ

فَكَـسَتْهَا طِيْبَهَـا أَعْرَاقُـهُ

يَهْجُـرُ الـشَّهْدَ لَهَـا مُـشْتَاقُهُ

لَوْ بكَأْسِ الدَّهْرِ مِنْهَا سُكِبَا

ثَمُلَ الدَّهْرُ وَلَمَّا يَفِقِ

* * *

____________________

١- في(د): لا تفقه.

٢- في(ب): ينبث.

٣٨٥

وَرِعٌ أَعْمَالُـهُ لَـوْ وَزِّعَـتْ

فـِي الْـوَرَى عَنْهَا الْحُدُوْدُ ارْتَفَعَتْ

أَوْ بتَقْـوَاهُ الأَنَـامُ ادَّرَعَـتْ

لَوَقَتْهَا فِي الْمَعَادِ الْلَهَبَا

أَو لِنَارٍ لَهَبٌ لَمْ يُخْلَقِ

* * *

بـأَبي القَاسِـمِ قَـدْ حَلَّـتْ لَنَـا

رَاحَـةُ الأَفْـرَاحِ أَزْرَارَ(١) الْمُنـَى

لَـمْ يُزِنْـهُ بَـلْ بِـه زِيْـنَ الثَّنَـا

أُفْحِمَ الْمُطْرِي فَكَنَّى مُغْرِبَا(٢)

إذْ رَأَى ذِكْرَ اسْمِهِ لَمْ يُطَقِ

* * *

(بالْحُسَيْنِ)(٣) اسْتَبْـشِرَوا آلَ الْحَـسَبْ

وَابْلُغُـوْا فـِي عُرْسِـهِ أَسْـنَى الرُّتَبْ(٤)

وَلَكُـمْ دَامَ مَـدَى الـدَّهْرِ الطَّـرَبْ

بخِتَانِ الطَّيْبيْنِ النُّجَبَا

خَيْرِ أَغْصَانِ العَلاءِ الْمُعْرِقِ(٥)

* * *

____________________

١- في(ب): اذرار.

٢- المطري: هو الذي يحسن الثناء (ينظر: لسان العرب:١٥/٦ مادة طرا)، المغرب: من التَّغَرُّبُ وهو البُعْدُ(ينظر: لسان العرب: ١/٦٣٨ مادة غرب).

٣- هو السيد حسين بن السيد مهدي القزويني.

٤- في(ب) و(د): الارب.

٥- مُعْرِق: أَي عريق النسب أَصيل (ينظر: لسان العرب: ١٠/٢٤١ مادة عرق).

٣٨٦

- وقال مهنئاً الحاج محمد صالح كبَّة عند عودة ولديه الحاج محمد رضا والحاج مصطفى من الحج(١) . [ من الرمل والقافية متغيرة]

اجْتَل الْكَأسَ فَذِي كَفُّ الصَّبَا

حَدَرَتْ عَنْ مَبْسَمِ الصُّبْحِ اللِثَامَا(٢)

وَاصْطَبحْهَا مِنْ يَدَيْ غَضِّ الصِّبَا

أَغْيَدٍ يَجْلُوْ مُحَيَّاهُ الظَّلامَا

* * *

بنْتُ كَرْمٍ زُوِّجَتْ بابْنِ(٣) السُّحُبْ

فَتَحَلَّتْ(٤) فِـي لَئَـالٍ مِنْ حَبَـبْ(٥)

مُذْ جَلاهَا الشُّرْبُ فِـي نَادِي الطَّرَبْ

ضَحِكَتْ فِي الْكَاسِ حَتَّى قَطَّبَا(٦)

كُلُّ مَنْ كَانَ لَهَا يُبْدِي ابْتِسَامَا

وَانْثَنَى الزَّامِرُ يَشْدُو مُطْربَا(٧)

غَرِّقُوا بالرَّاحِ (كِسْرَى) يَا نَدَامَى

* * *

هِـيَ نَارٌ فـِي إنَاءٍ مِـنْ بَـرَدْ

عَجَبـاً ذَابَـتْ بهِ وَهْوَ جَمَـدْ

____________________

١- التخريج: العقد المفصل: ٢/١٢٤-١٢٨ عدا الادوار (١٤-٢٠، ٣٠، ٣١، ٣٣) وفيها: البيت (٢) فيه: أَعْذَبَ مِنْ مَاءِ الزُّبَى، فاستلبا عقله حتى تراه، والدور (٩) وفيه: ناقلا من صفة الراح، الدور(١١) فيه: بيت المصطفى السامي دعاما، وفيه يروي من الظامي الأواما، والدور(١٣) فيه: من وقار وعلى، والدور(٢٤) فيه: ضوؤهما فيه ظلاما، الدور(٢٨): فيه: تلك الرتب، الدور (٢٩) فيه: قصروا الوفر على الجود، وفيه: رفعت منها يد الفخر، والدور(٣٢) فيه: تلقى ازدحاما،

٢- في(ب): الثماما

٣- في(ب): يابن

٤- في(أ)و(ب): فتجلت

٥- في(ب): حيب

٦- قَطَبَ: زَوَى ما بين عينيه وعَبَس وَكَلَح من شَرابٍ وغيره (ينظر: لسان العرب: ١/٦٨٠ مادة قطب)

٧- في(أ)و(ب): طربا

٣٨٧

أَبَـداً تُحْـرِقُ نَمْـرُوْدَ الْكَمَـدْ

وَإَذَا مِنْهَا (الْخَلِيْلُ)(ع) اقْتَرَبَا

غُوْدِرَتْ بَرْداً عَلَيْهِ وَسَلامَا(١)

فَاحْتَسَى أَعْذَبَ مِنْ مَاءِ الرُّبَى

خَمْرَةً أَطْيَبَ مِنْ نَشْرِ الْخُزَامَى

* * *

أَشْـبَهَتْ صَـافِيَةً فِـي الأَكْـؤُسِ

دَمْعَةَ الْهَجْـرِ بخَـدَّي أَلْعَسِ(٢)

إنْ أُدِيْـرَتْ مُثِّلَـتْ لِلْمُحْتَـسِي(٣)

وَجْنَةُ السَّاقِي بهَا(٤) فَاسْتَلَبَا

رُشْدَهُ حَتَّى تَرَاهُ مُسْتَهَامَا

لَيْسَ يَدْرِي وَجْنَةً قَدْ شَرِبَا

أَمْ سُلافاً عُتِّقَتْ عَاماً فَعَامَا

* * *

تُنْـشِئُ الْخِفَّةَ فِـي رُوْحِ النَّـسَمْ

وَتَرُوْضُ الصَّعْبَ مِنْهُمْ(٥) لِلْكَرَمْ

لَـوْ حَسَاهَا وَهْوَ فِـي الْلُـؤْمِ عَلَمْ

(مَادِرٌ)(٦) مِنْهُ إذاً لانْقَلَبَا

ذَلِكَ الْلُؤْمُ سَمَاحاً مُسْتَدَامَا

وَدَعَا خُذْ مَعَ عَقْلِي النَّشَبَا(٧)

آخِرَ الدَّهْرِ وَدَعْنِي وَالْمُدَامَا

* * *

____________________

١- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( قُلْنَا يَا نَارُ کُونِي بَرْداً وَ سَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ‌ ) (الأنبياء/٦٩)

٢- اللَّعَسُ: سَوادُ اللِّثَة والشَّفة (ينظر: لسان العرب: ٦/٢٠٧ مادة لعس).

٣- في(أ)و(ب): للمجلس.

٤- في(أ): لها.

٥- في(ب): منها.

٦- مادر: هو رجل من هلال بن عامر بن صعصعة، سمي مادر لأنه سقى إبله، فبقي في أسفل الحوض ماء، فسلح فيه، ومدر به بخلا أن يشرب من فضله.

شرح نهج البلاغة: ٥/هامش ص٣٣

٧- النَّشَبُ: المالُ والعقار(ينظر: لسان العرب: ١/٧٥٧ مادة نشب)

٣٨٨

كَمْ عَلَى ذَاتِ الْغَضَا(١) مِنْ مَجْلِسِ؟

قَدْ كَـسَاهُ الرَّوْضُ أَبْهَـى مَلْـبَسِ

فِيْـهِ بتْنَا تَحْتَ بُرْدِ الْحَنْدَسِ(٢)

نَتَعَاطَى مِنْ كُؤُوْسٍ شُهُبَا(٣)

تَطْرُدُ الْهَمَّ وَإنْ كَانَ لِزَامَا

إذْ بهِ نَامَتْ عُيُوْنُ الرُّقَبَا

لَيْتَهَا تَبْقَى إلَى الْحَشْرِ نِيَامَا

* * *

وَنَـدِيْمِي مِـنْ بَنـِي التُّرْكِ أَغَنْ(٤)

شَـهْدَةُ النَّحْـلِ بفِيْـهِ تُخْتَـزَنْ

هَبَّ يُثْنـِي عِطْفَهُ سُكْرُ الْوَسَنْ

بمُدَامٍ خِلْتُ مِنْهَا خَضَّبَا

أَنْمُلاً أَبْدَى بهَا الْحُسْنَ وَشَامَا(٥)

وَكَأَنْ خَدَّاهُ(٦) مِنْهَا أُشْرِبَا

حُمْرَةً(٧) إذْ زَفَّهَا(٨) جَاماً فَجَامَا(٩)

* * *

رَشَـأٌ جَـسَّدَ صَـافِي جِـسْمِهِ

مِـنْ شُعَاعِ الْخَمْرِ لا مِـنْ جُرْمِـهِ

____________________

١- ذات الغضى: أرض يكثر فيها نبات الغضى (ينظر: لسان العرب: ١٥/١٢٩ مادة غضا)

٢- الحِنْدِسُ: الظُّلْمَة(ينظر: لسان العرب: ٦/٥٨ مادة حندس)، بُرد الحندس: ستر الظلمة

٣- الشُّهُبُ: جمع الشِّهَاب وهو الشُّعْلَةُ من النَّارِ (ينظر: لسان العرب: ١/٥٠٩ مادة شهب)

٤- في(أ): ونديم.

- الأغن: الذي يخرج كلامه من خياشيمه (ينظر: لسان العرب: ١٣/٣١٥ مادة غنن)

٥- شامها: من الشِّيمةُ أي الطبيعة (ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٢٩ مادة شيم).

٦- في(ب)و(د): وَكَأَنْ خَدَّيْهِ، لم يثبت هذا البيت في(أ).

٧- في(ب)و(د): خمرة، وفي العقد المفصل حُمرَة.

٨- في(ب): اذا رقها

٩- الجَامُ: إناء من فضة (ينظر: لسان العرب: ١٢/١١٢ مادة جوم)

- يريد الشاعر أن يقول: كأساً بعد كأس.

٣٨٩

خَفِيَـتْ صَـهْبَاؤُهُ مِـنْ كَتْمِـهِ

لِسَنَاهُ(١) مُذْ عَلَيْهَا غَلَبَا

نُوْرٌ خَدَّيْهِ فَمَا تَدْرِي النَّدَامَى

أَسَنَا خَدَّيْهِ أَبْدَى لَهَبَا؟

أَمْ سَنَا الْكَاسِ لَهُمْ أَبْدَى ضَرَامَا؟

* * *

إنْ يَقُـلْ لِلَّيْـلِ: عَـسْعِسْ، شَـعْرُهُ

قَالَ لِلـصُّبْحِ: تَـنَفَّسْ ثَغْـرُهُ

أَوْ مِـنَ الـرِّدْفِ تَشَكَّى خِـصْرُهُ

قَالَ يَا زَادَكَ: مَنْ زَانَ الظِّبَا

بالْخُصُوْرِ الْهِيْفِ ضَعْفاً وَانْهِضَامَا

وَلِكَاسْيكَ الْوِشَاحَ الْمُذْهَبَا

زَادَ جَفْنِيْهِ فُتُوْراً وَسَقَامَا

* * *

يَا أَلِيْفَـيْ صَـبْوَتِي بُشْرَاكُمَا

جَاءَ مَا قَـرَّتْ بهِ عَيْنَاكُمَـا

ذَا جَدِيْـدُ الأُنْـسِ قَـدْ حَيَّاكُمَـا

وَخَلاصاً لَكُمَا قَدْ جَلَبَا

نَاقِلاً مِنْ صِفَةِ الرَّاحِ النِّظَامَا

فَاجْعَلاهُ لِلتَّهَانِي سَبَبَا

فِعْلَ مَنْ يَرْعَى لِذِي الْوِدِّ الذِّمَامَا

* * *

خَلِّيَـا ذِكْـرَ أَحَادِيْـثَ الغَـضَى

وَاطْوِيَا مِنْ عَهْدِ (حُزْوَى)(٢) مَا مَضَى

وَانْشُرَا(٣) فَرْحَةَ اقْبَالِ (الرِّضَا)

وَأَخِيْهِ (الْمُصْطَفَى)(١) بنِ الْمُجْتَبَى

إنَّ اقْبَالَهُمَا سِرُّ الأَنَامَا

____________________

١- في العقد المفصل لسناها.

٢- حزوى: منطقة بعينها

٣- في(أ): وانشري.

٣٩٠

وَكَذَا الدُّنْيَا اسْتَهَلَّتْ طَرَبَا

إذْ مَعاً آبَا وَقَدْ نَالا الْمَرَامَا

* * *

بُوْرِكَا فِـي (الْكَرْخِ) مِنْ بَدْرَيْ عُلا

شَـعَّ بُـرْجُ الْمَجْـدِ لَمَّـا أَقْـبَلا

وَمُحَيَّـا الْفَخْـرِ بالبـشْرِ انْجَلَـى

وَغَدَا زَهْواً يُنَادِي مَرْحَبَا

بمُنِيْرَي أَبْرُجَ الْمَجْدِ الْقُدَامَى

بكُمَا قَرَّتْ عُيُوْنُ النُّجَبَا

آلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَى(٢) السَّامِي مُقَامَا

* * *

رَجَـعَ الـسَّعْدُ إلَـى مَطْلَعِـهِ

وَالْبَهَـا رَدَّ إلَـى مَوْضِـعِهِ

وَالنَّـدَى عَـادَ إلَـى مَنْبَعِـهِ

بسِرَاجَيْ شَرَفٍ قَدْ أَذْهَبَا

بالسَّنَا مِنْ(٣) أُفُقِ (الْكَرْخِ) الظَّلامَا

وَخِضَمَّيْ كَرَمٍ قَدْ عَذُبَا

مَوْرِداً يَرْوِي مِنَ الصَّادِي الأُوَامَا(٤)

* * *

هَلْ بَنَاتُ السَّيْرِ فِـي تِلْكَ الفَلا؟

عَلِمَـتْ عَاذِبُهَـا(١) مَـا حَمَـلا؟

____________________

١- الرضا ومصطفى: ابنا الحاج محمد صالح كبة وقد عادا من الحج.

٢- هم آل كبَّه نسبة إلى جدهم مصطفى الكبير.

٣- في العقد المفصل عن أفق الكرخ.

٤- الصادي: العطشان من الصَّدَى وهو شدَّةُ العَطَشِ( ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٥٣ مادة صدي)، الأُوامُ: العَطَش(ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٨ مادة أوم).

٣٩١

وَبمَـاذَا؟ بوَقَـارٍ وَعُلَـى

رَحَلَتْ بالأَمْسِ تَطْوي السَّبْسَبَا

جُدداً(٢) تَهْبطُ أَوْ تَعْلُوْ إكَامَا(٣)

وَأُرِيْحَتْ بالْمُصَلَّى لُغَّبَا(٤)

قَدْ بَرَتْ أَقْتَابَهَا مِنَهَا السَّنَامَا

* * *

حَمَلَتْ مِنْ حِـرَمِ الْمَجْـدِ الْكَـرَمْ

وَانْبَـرَتْ تَسْعَى إلَـى نَحْـوِ الْحَـرَمْ

وَأَلَمَّـتْ لا لِتَمْحِـيْصِ الْلَمَـمْ

بمَقَامِ الْبَيْتِ لَكِنْ طَلَبَا

لِمَزِيْدِ الأَجْرِ وَافَيْنَ الْمَقَامَا

وَبمَغْنَاهُ طَرَحَنَ الْقَتَبَا(٥)

بُغْيَةَ الْفَوْزِ وَأَلْقَيْنَ الْخِطَامَا

* * *

قَرَّبَـتْ مِنْـهُ وَمُنْـشِي الْفَلَـكِ(٦)

صَـفْوَتَيْ بَيْـتِ التُّقَـى وَالنُّـسُكِ

بالـسَّمَا أُقْـسِمُ ذَاتِ الْحُبُـكِ(٧)

لَهُمَا بالْحَجِّ حَازَا رُتَبَا

مَا حَبَا فِي مِثْلِهَا اللهُ الأَنَامَ

هِيَ كَانَتْ مِنْ سَوَاهَا أَقْرَبَا

عِنْدَهُ زُلْفَى وَأَعْلاهَا مَقَامَ

____________________

١- في(أ) عاذبها، وفي(ب): عاديها، وفي عَادَ بهَا، وفي العقد المفصل: غاربها.

- الغاربان: مقدم الظهر ومؤخره (ينظر: لسان العرب: ١/٦٤٤ مادة غرب).

٢- في(ب): نجداً تهبط، وفي(د): حدراً.

٣- الإكامٌ: جمع أَكَمة وهي المكان المرتفع، دون الجبل (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٠ مادة أكم).

٤- لغبَا: من اللغب وهو التعب (ينظر: لسان العرب: ١/٧٤٢ مادة لغب).

٥- القَتَبُ: إكافُ البعير(ينظر: لسان العرب: ١/٧٤٢ مادة قتب).

٦- في(ب): تنتشي الخفة وتنشي الفلك.

٧- الشاعر: بقتبس من قوله تعالى:( وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُکِ‌ ) (الذاريات/٧).

- الحُبُك: جمع حَبيكة وهي طرائق النجوم (ينظر: لسان العرب: ١٠/٤٠٨ مادة حبك).

٣٩٢

رُتَبـاً لا يَتَنَـاهَى قَـدْرُهَا

يَـسَعُ الْخَلْـقَ جَمِيْعـاً برُّهَـا

حَيْـثُ لَـوْ عَادَ إلَيْهِمْ أَجْرُهَـا

وَاسْتَوَوْرا فِي الإثْمِ شَخْصاً مُذْنِبَا

لَمَحَى اللهُ بهِ عَنْهُ الآثَامَا

وَلَهُ مِنْ حَسَنَاتٍ كَتَبَا

ضِعْفَ مَنْ حَجَّ وَمَنْ صَلَّى وَصَامَا

* * *

بِهمَا سَائِلْ، تَجِدْ حَتَّى الحَجَرْ

شَـاهِداً أَنَّهُمَـا بَـيْنَ الْبَـشَرْ

خَيْـرُ مَـنْ طَافَ وَلَبَّـى وَاعْتَمَـرْ

وَهُمَا مُذْ لِلْحَطِيْمِ اقْتَرَبَا

مَسَّحَاهُ بيَدٍ تُنْشِي الْحُطَامَا

هِيَ بالْجُوْدِ لإجْزَالِ الْحِبَا(١)

كَعْبَةٌ تَعْتَادُهَا الْوَفْدُ اسْتِلامَا

* * *

حَيْـثُ كُلٌ مِنْهُمَـا أَنّـى يَحِلْ

بَيْنَ إحْرَامٍ عَنِ الإثْمِ وَحِـلْ

وَيُرَى لِلْهَـدْيِ بالنَّحْرِ يَصِلْ

كُلَّ يَوْمٍ وَيَمِيْحُ النَّشَبَا(٢)

بيَدٍ لَمْ يَحْكِهَا(٣) الْغَيْثُ انْسِجَامَا(٤)

كَانَ طَبْعاً جُوْدُهَا مُحْتَلَبَا

لا كَمَا تَحْتَلِبُ الْغَيْثَ النُّعَامَا

* * *

____________________

١- الحِباءُ: العَطاء بلا مَنٍّ ولا جَزاءٍ، الإجزال: من أجْزَلْت له من العطاء أَي أَكثرت (ينظر: لسان العرب: ١١/١٠٩ مادة جزل).

٢- يميح: من ماحَه مَيْحاً أي أَعطاه (ينظر: لسان العرب: ٢/٦٠٩ مادة ميح).

٣- في(أ): يحكه.

٤- انسجام: أي انصباب.

٣٩٣

ثُّـمَّ لَمَّا أَكْمَلا الْحَجَّ مَعَا

وَدَّعا (مَكَّةَ) فِيْمَنْ وَدَّعَا

وَإلَى (يَثْرِبَ) مِنْهَا أَزْمَعَا

قَصْدَ مَنْ أَلْبَسَ فَخْراً (يَثْرِبَا)

وَحَبَاهَا شَرَفَ الذِّكْرِ دَوَامَا

وَبهِ فَاقَ سَنَاهَا الشُّهُبَا

فَاشْتَهَتْ تَغْدُوْ لَهَا الشُّهْبُ رَغَامَا(١)

* * *

وَنَحَـى كُـلٌ ضَرِيْحَ (الْمُصْطَفَى)(ص)

نَاشِـقاً طِيْـبَ ثَـرَاهُ عَرَفَـا

وَبـهِ طَـافَ وَمِنْـهُ عَطَفَـا

نَحْوَ مَغْنَى (الْمُرْتَضَى)(ع) مُرْتَغِبَا

لِسِوَاهُ عَنْهُ لا يَلْوِي الزِّمَامَا

فَقَضَى مِنْ حَقَّهِ مَا وَجَبَا

وَأَتَى (الكَرْخَ) فَحَيَّا وَأَقَامَا

* * *

كَـمْ لأَيْـدِي الْعِـيْسِ يَـا سَعْدُ يَدُ

أَبَـداً مَـشْكُوْرَةٌ لا تُجْحَـدُ

فَعَلَيْهَـا لَـيْسَ يَنْـأَى(٢) بَلَـدُ

وَبهَا وَخْداً سَرَتْ أَوْ خَبَبَا(٣)

يُدْرِكُ السَّارِي أَمَانِيْهِ الْجِسَامَا

وَيَرَى أَوْطَأَ شَئٍ مَرْكَبَا

ظَهْرَهَا مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ وَرَامَا

* * *

أَطْلَعَتْ بـ(الْكَرْخِ) مِنْ حُجْبِ الـسُّرَى

قَمَـرَيْ سَـعْدٍ بهَـا قَـدْ أَزْهَـرَا

وَغَرَامـاً بهِمَـا أُمُّ الْقُـرَى

____________________

١- الرَّغام: التراب (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٤٦ مادة رغم).

٢- في(ب): يناء.

٣- الوخد والخبب: نوعان من السير.

٣٩٤

لَوْ أَطَاقَتْ لَهُمَا أَنْ تَصْحَبَا

حِيْنَ آبَا لأَتَتْ تَسْعَى غَرَامَا

وَأَقَامَتْ لا تَرَى مُنْقَلَبَا

عَنْ حِمَى(الزَّوْرَاءِ) مَا دَامَتْ دَوَامَا(١)

* * *

أَوْبَـةٌ جَـاءَتْ بنَيْـلِ الْمِـنَحِ

ذَهَبَـتْ فَرْحَتُهَـا(٢) بـالتَّرَحِ

فِبهَـذَا الْعَـامِ أُمُّ الْفَـرَحِ

وَلَدَتْهَا فَأَجَدَّتْ طَرَبَا

بَعْدَ مَا جَاءَتْ بهَا مِنْ قَبْلِ عَامَا

وَلَهَا الإقْبَالُ قَدْ كَانَ أَبَا

سَعْدُهُ أَخْدَمَهُ الْيُمْنَ غُلامَا

* * *

فَـاهْنَ وَالْبُشْرَى أَبَا(الْمَهْدِيِّ)(٣) لَكْ

تِلْـكَ عَلْيَـاكَ لِبَدْرِيْكَ فَلَـكْ

قَدْ بَدَا كُلٌ بهَا يَجْلُو الْحَلَـكْ(٤)

فَتَرَى الأَقْطَارَ شَرْقاً مَغْرِبَا

لَمْ يَدَعْ ضَوْؤُهَمَا فِيْهَا ظَلامَا

وَالْوَرَى أَبْعَدُهَا وَالأَقْرَبَا

بِهمَا تَقْتَسِمُ الزَّهْوَ اقْتِسَامَا

* * *

مَلَـتِ الْقَلْـبَ سُـرُوْراً مِثْلَمَـا

قَـدْ مَلأْتَ الْكَـفَّ مِنْهَـا كَرَمَـا

وَاحْتَبَـتْ زَهْـواً تُهَنِّيْـكَ(٥) بمَـا

خَصَّكَ الرَّحْمَانُ مِنْ هَذَا الْحِبَا

حَيْثُ لا زِلْتَ لَهَا تَرْعَى الذِّمَامَا

____________________

١- في(ب): وداما.

٢- في(أ): أوبتها.

٣- أبو المهدي: هو ممدوح الشاعر الحاج محمد صالح كبّة.

٤- في(أ): الهلك.

٥- في(أ): تحييك.

٣٩٥

جَالِياً، إنْ وَجْهُ عَامٍ قَطَّبَا،

لِلْوَرَى وَجْهاً بهِ تَسْقِي الْغَمَامَا

* * *

فَفِـدَاءٌ لَـكَ يَا أَنْـدَى يَـدا

مِـنْ بَنِي الدَّهْرِ وَأَزْكَـى مَحْتِدَا

مَعْـشَرٌ مَـا خُلِقُـوا إلَّا فِـدَا

لَبسُوا الْفَخْرَ مُعَاراً فَنَبَا

عَنْ أُنَاسٍ تلْبَسُ الْفَخْرَ حَرَامَا

كُلُّ مَنْ(١) فِيْهِمْ عَلَى الْحَظِّ أَبَى

قَدْرُهُمْ عَنْ ضِعَةٍ إلَّا الرَّغَامَا

* * *

تَـشْتَكِي مِـنْ مَـسِّ أَبَـدَانِهِمُ

حُلَـلٌ تَرْفَـعُ مِـنْ شَـانِهِمُ

وَإذَا صَـرَّ بأَيْمَـانِهِمُ

قَلمٌ فَهْوَ يُنَادِي عَجَبَا

صِرْتُ فِي أَنْمُلَةِ الْلُؤُمِ مُضَامَا

مَنْ بهَا قَرَّ مُقِيْماً(٢) عُذِّبَا

إنَّهَا سَاءَتْ مَقَراً وَمُقَامَا(٣)

* * *

هَـبْ لَهُـمْ دِرْهَمُهُـمْ أَصْـبَحَ أَبْ

فَـسَمَا فِـيْهِمْ إلَى أَعْلَى(٤) الرُّتَبْ

أَكِرَامٌ هُمْ لَدَى نَصِّ النَّـسَبْ؟

إنْ يَعِدُّوا نَسَباً مُقْتَضَبَا

لا عَرِيْقاً فِي الْمَعَالِي أَوْ قُدَامَى

عَدِمُوا الْجُوْدَ مَعاً وَالْحَسَبَا

فَبمَاذَا يُتَسَمَّوْنَ كِرَامَا

* * *

____________________

١- في(ب): كلما.

٢- في(ب): قديما.

٣- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَ مُقَاماً ) (الفرقان/٦٦).

٤- في(ب): تلك.

٣٩٦

عَبَـدُوا فِلْـسَهُمُ دَهْـرَهُمُ

وَعَلَيْـهِ قَـصَرُوا شُـكْرَهُمُ

فَـاطَّرِحْ بَيْنَ الْـوَرَى ذِكْـرَهُمُ

وَأَعِدْ ذِكْرَ كِرَامٍ نُجَبَا

قَصَرُوا الْوَفْرَ عَلَى الْوَفْدِ دَوَامَا

وَبَنُوا لِلضَّيْفِ قِدْماً قِبَبَا

رَفَعَتْ مِنْهَا يَدُ الْمَجْدِ الدُّعَامَا

* * *

إذْ عَلَى تَقْوَى مِـنَ اللهِ الـصَّمَدْ

أَسَّـسَ الْبُنْيَـانَ مِنْهَـا وَوَطَـدْ

مَنْ لَـهُ كُلُّ يَدٍ تَشْكُرُ يَدْ(١)

(مُصْطَفَى(٢) الفَخْرِ(٣) وَفِيْهَا أَعْقَبَا

عَشْرَةً أَلْقَى لَهُ(٤) الْفَضْلُ الزِّمَامَا

إذْ سِهَامُ الْفَضْلِ عَشْرٌ قَصَبَا(٥)

فِيْهِ كُلٌ فَحَوَى الْعَشْرَ السِّهَامَا

* * *

أَعْقَـبَ (الـصَّالِحَ)(٦) فِيْهَـا خَلَفَـا

وَأَبَا (الكَـاظِمِ) مَـنْ قَـدْ شَرَفَا

وَ(الرِّضَا) (الْهَادِي) (حُسَيْناً) (مُصْطَفَى)

وَ(أَمِيْناً) (كَاظِماً) إنْ أُغْضِبَا

وَ(جَوَاداً) (جَعْفَراً) كُلاً هُمَامَا(١)

____________________

١- اليد الأولى: هي الكف، واليد الثانية: الكرم والعطاء.

٢- هو مصطفى الكبير جد آل كبّة.

٣- في (ب): الفضل.

٤- في(ب): لها.

٥- قصِبا: يقال للسابق أَحْرَزَ القَصَبَ لأَنَّ الغاية التي يسبق إليها تُذْرَعُ بالقَصَبِ وَتُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عند مُنْتَهى الغاية فَمَنْ سَبَقَ إليها حازها واسْتَحَقَّ الخَطَر ويقال حازَ قَصَبَ السَّبْق (ينظر: لسان العرب: ١/٦٧٧ مادة قصَب).

٦- في هذا الشطر وما بعده الشاعر يذكر أسماء شخصيات آل كبّه: الصالح: هو الحاج محمد صالح كبّة، وأبو كاظم هو أخوه الحاج عبد الكريم كبّة والباقون هم أبناءهما.

٣٩٧

صِبْيَةٌ سَادُوا وَلَكِنْ فِي الصِّبَا

بأَبي (الْمَهْدِيِّ) قَدْ سَادُوا الأَنَامَا

* * *

مَعْشَرٌ بَيْتُ عَلاهُمْ عَامِرُ

بهِمُ لِلضَّيْفِ زَاهٍ زَاهِرُ

فِيْهِ مَا أُمُّ الأَمَانِي عَاقِرُ

تَلِدُ النُّجْحَ فَتَكْفِي الطَّلَبَا

وَأَبُو الآمَالِ لا يَشْكُوا الْعَقَامَا

وَعَلَى أَبْوَابهِ مِثْلُ الدَّبَى

نِعَمُ الْوَفْدِ لَهَا تُلْقَى الزِّمَامَا

* * *

أَرْضَـعَتْ أُمُ الْعُلَـى مَا وَلَـدُوْا

فَزَكَـى مِـيْلادُهُمْ وَالْمَوْلِـدُ

إنَّهُـمْ طِفْلَهُمُ وَالـسُّؤْدَدُ

يَسْتَهِلَّانِ فَدَاعٍ لِلْحِبَا

ذَا وَهَذَا قَائِلٌ طِبْتَ غُلامَا

إبقِ فِي حِجْرِ الْمَعَالِي حِقَبَا

لا تَرَى مِنْ لَبَنِ العَلْيَا فِطَامَا

* * *

صَـفْوَةَ (الْمَعْـرُوْفِ) قَـرُّوا أَعْيُنَـا

واهْنَـأوا بالـصَّفْوِ مِـنْ هَذَا الْهَنَا

لَكُـمُ السَّعْدُ جَلا وَجْهَ الْمُنـَى

بيَدِ اليُمْنِ وَمِنْهُ قَرَّبَا

لَكُمُ الإقْبَالُ(٢) مَا يَنْأَى مَرَامَا

فَالْبسُوا أَبْرَادَ زَهْوٍ قُشُبَا

عَنْكُمُ(٣) لا نُزِعَتْ مَا الدَّهْرُ دَامَا

* * *

وَإلَيْكُمْ غَادَةً وَشَّحْتُهَا

____________________

١- في (ب): كلَّا هما.

٢- في(ب): الآمال.

٣- في(أ) و(ب)و(د): منكم لا نزعت، وفي العقد المفصل عنكم لا نزعت.

٣٩٨

وَبرَيَّـا ذِكْرِكُمْ عَطَّرْتُهَــا

وَإلَـى عَلْيَـاكُمُ أَزْفَفْتُهَـا(١)

فَلَهَا جَاءَ افْتِتَاحاً طَيِّبَا

نَشْرُ رَاحِ الأُنْسِ مِنْكُمْ لا الخُزَامَى

وَلَهَا تَشْهَدُ أَنْفَاسُ الصَّبَا

مِنْ ثَنَاكُمْ مِسْكُهُ كَانَ خِتَامَا

* * *

____________________

١- في(د): أرففتها.

٣٩٩

الفهرس

مقدمة ١٠

تمهيد: ١١

منهج التحقيق ٢٥

وصف مخطوطة الديوان ٢٨

مدائح آل البيت ( عليهم‌السلام ) ٣٣

مراثي آل البيت ٦٩

الوجدانيّات ١٧٩

الاخوانيات ١٨١

التهاني ٢٠٩

العتاب ٣١٥

الهجاء ٣٣٥

الغزل ٣٣٩

الموشحات ٣٥٥

الفهرس ٤٠٠

٤٠٠