ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١
0%
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400
لَكُمْ قَوْلَةُ الفَصْلِ يَوْمَ الخِصَامْ |
وَيَومَ النَّدَى الكَرَمُ الغَامِرُ |
|
وَفَرْتَ عَلَى النَّاسِ دُنيَاهُمُ |
فَكُلٌ لَهُ حُسْنُهَا سَاحِرُ |
|
وَكُلٌ نُجُومُ هُدَى مِنْ عُلاكَ |
بهَا فَلَكٌ بالهَنَا دَائِرُ(١) |
|
فَإنْ جُدْتَ، فَالعَارِضُ الْمُسْتَهلُّ(٢) |
وإنْ قُلْتَ ، فالْمَثَلُ السَائِرُ(٣) |
|
فَدُم دارُ مَجْدِكَ مَأْهُولَةٌ |
وَبَابُ عُلاكَ بهَا عَامِرُ |
____________________
١- في(ب): لها فلك.
٢- العارِضُ: السَّحابُ المـُطِلُّ يَعْتَرِض في الأُفُقِ (ينظر:لسان العرب:٧/١٧٤ مادة عرض)، هَلَّ السحابُ بالمطر واسْتَهَلَّ وهو شَدَّة انضبابه (ينظر: لسان العرب: ١١/٧٠١ مادة هلل).
٣- البيت فيه توجيه باسم كتاب مشهور هو: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير.
١٠- وقال في ذكرى ولادة الإمام المنتظر (عج) مهنئاً السيد ميرزا حسن الشيرازي(١) :
[من الكامل والقافية من المتواتر]
بُشرَى فَمُولِدُ (صَاحِبِ الأَمْرِ) (عج) |
أَهْدَي إليكَ طَرائِفَ البشْرِ(٢) |
|
وَبطَلْعَةٍ مِنْهُ مُبَارَكَةٍ |
حَيِّ بوَجْهِكَ طَلعةَ البَدْرِ |
|
وَكَسَاكَ أَفْخَرَ خِلْعَةٍ(٣) مَكَثَتْ |
زَمَناً تُنَمِّقُهَا(٤) يَدُ الفَخْرِ |
|
هِيَ مِنْ طِرازِ(٥) الوَحْي لا نُزِعَتْ |
عَنْ عِطْفِ(٦) مَجْدِكَ آخِرَ العُمْرِ(٧) |
|
وإليكَ نَاعِمَةَ الهُبُوبِ سَرَتْ |
قُدْسِيَّةَ النَّفَحَاتِ وَالنَّشْرِ |
|
فَحَبَتْكَ عِطْراً ذَاكِياّ وَسِوَى |
أَرَجِ النُّبُوَّةِ لَيْسَ بالْعِطْرِ(٨) |
|
الآنَ أَضْحَى الدِّينُ مُبتَهِجاً |
وَفَمُ الإمَامَةِ بَاسِمَ الثَّغْرِ |
|
وَتَباشَرَتْ أَهْلُ السَّماءِ بمَنْ |
حَفَّتْ بهِ البُشْرَى إلَى الحَشْرِ |
|
فَرِحَتْ بمَنْ لَولاهُ مَا حُبيتْ |
شَرَفَ التَنَزُّلِ ليلةُ القَدْرِ |
|
وَلَمَا أَتَتْ فِيْهِ مُسَلَّمةً |
بالأَمْرِ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ(٩) |
____________________
١- في (أ) و(ب) : قال رحمه الله تعالى يمدح الصاحب عجل الله فرجه في مولده ويهني السيد ميرزا حسن الشيرازي.
- في (د): وقال رحمه الله يمدح الإمام المنتظر (عج) في ذكرى مولده ويهنئ حجة الإسلام السيد ميرزا حسن الشيرازي.
٢- طرائفُ الحديث: مُختاره (ينظر: لسان العرب: ٩/٢١٨ مادة طرف).
٣- كلُّ ثوب تَخْلَعُه عنك: خِلْعةٌ ، ويقال خَلَع عليه خِلْعةً (ينظر: لسان العرب: ٨/٧٦ مادة خل).
٤- نَمَّقه: حسَنه وجَوَّده (ينظر: لسان العرب: ١٠/٣٦١ مادة نمق).
٥- الطِّراز: ما ينسج من الثياب للسلطان(ينظر: لسان العرب: ٥/٣٦٨ مادة طرز).
٦- العِطْفُ: المـَنْكِب (ينظر: لسان العرب: ٩/٢٥٠ مادة عطف).
٧- في (أ): آخر الدهر.
٨- في (ب)و(د): من عطر.
٩- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (القدر/٥).
للهِ مَولِدُهُ فَفِيْهِ غَدَا الـْ |
إسلامُ يَخْطُرُ أَيَّمَا خَطْرِ(١) |
|
هُوَ مَوْلِدٌ قَالَ الإلَهُ بهِ |
كَرَماً لِعَيْنِكَ بالهَنَا(٢) قَرِّي |
|
وَحَبَاكَ أَنظَرَ نِعْمَةٍ وَفَدَتْ |
فيهِ برَائِقِ عَيْشِكَ النَضْرِ(٣) |
|
بَاكِرْ بهِ كَأْسُ السُّرُوْرِ فَمَا |
أَحْلاهُ عِيداً مَرَّ فِي الدَّهْرِ |
|
صَقَلَتْ بهِ الأَيَّامُ غُرَّتَهَا |
وَجَلَتْ وُجُوهَ سُعُودِهَا الغُرِّ(٤) |
|
هُوَ نِعْمَةٌ للهِ لَيْسَ لَهَا |
مَنْ فِي الوُجُوْدِ يَقُوْمُ بالشُّكْرِ |
|
فَلَكَمْ حَشَىً مِنْ أُنسِهِ حَبُرَتْ |
فِي رَوْضَةٍ(٥) مَطْلُوْلَةَ الزَّهْرِ ؟ |
|
وَلَكَمْ عَلَى نَشْرِ الحُبُورِ طَوَتْ |
طَيَ السِّجِلِّ(٦) حَشىً عَلَى جَمْرِ؟ |
____________________
١- الشاعر يضطر لحذف حركة حرف الطاء ذلك لأن الضرب عنده أحذ مضمر.
ينظر ضرائر الشعر:٨٤
- الخَطَرُ: التبختر أو الخيلاء (ينظر:لسان العرب: ٤/٢٥٠ مادة خطر).
٢- في (أ): بامنى.
- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( فَکُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً ) (مريم/٢٦).
٣- في (أ) و(ب) وحباك أنظر نعمة، عيشك النظر، وفي (د): وحباك أنظر نعمة.
- النَّضْرة: النَّعْمة والعَيْش والغِنى، نَضِر: أي حَسَنِ (ينظر: لسان العرب:٥/٢١٢ مادة نضر).
- شاعر يحذف حركة حرف الضاد.
- في (أ) و(ب): عيشك النظر.
٤- الغُرَّةُ: بياض في الجبهة، الغُرُّ: جمع الأَغَرّ: الوجوه البيض (ينظر: لسان العرب: ٥/١٤ مادة غرر).
- البيت فيه اصراف. ربما حصل ذلك نتيجة لخطأ في النسخ، فربما قال الشاعر: وجلت سِعودَ وجوهِهَا الغُرِّ.
٥- الحَبْرُ والحُبُور: هنا النعمة. وحبرت: بمعني تنعمت.
- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) (الروم/١٥).
- مَطْلُوْلَةَ: أصابها الطَّلُّ وهو المَطَرُ (ينظر: لسان العرب:١١/٤٠٥ مادة طلل).
٦- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ کَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْکُتُبِ ) (الأنبياء/١٠٤).
مِنْ عُصْبَةٍ وَتَرُوا الهُدَى فَلِذَا |
حَنَقُوا بمَوْلِدِ مُدْرِكِ الْوِتْرِ(١) |
|
سَيْفٌ كَفَاكَ بأَنَّ طَابعَهُ(٢) |
مُلْكُ السَّمَا لِجَمَاجِمِ الْكُفْرِ |
|
بيَدَيْهِ قَائِمُهُ وَعَنْ غَضَبٍ |
سَيَسِلُّهُ لِطُلَى(٣) ذَوي الغَدْرِ |
|
فَتَرَى بهِ كَمْ خِدْرِ مُلحِدَةٍ |
نَهْبٍ، وَكَمْ دَمِ مُلحِدٍ هَدْرِ |
|
حَتَّى يُعِيدَ الحَقُّ دَوْلَتَهُ |
تَخْتَالُ بَيْنَ الفَتْحِ وَالنَّصْرِ |
|
لِلْمُجْتَبَى (الحَسَنِ الزَكِيِّ)(٤) زَكَى |
عَيْصٌ أَلَفَّ بطِيْنَةِ الفَخْرِ(٥) |
|
نَشَأَتْ (بسَامَرَّاءَ) أَنْمُلُهُ |
دِيَماً تَعِّمُ الأَرْضَ بالقَطْرِ |
|
وَكَأَنَّه فِيهَا وَصَفْوَتَهُ |
أَهْلُ النُهَى وَالأَوجُهِ الغُرِّ |
|
قَمَرٌ تَوسَّطِ هَالةً فَغَدَا |
فِيهَا يُحَفُّ بشُهْبهَا الزَّهْرِ |
|
مُتَضَوِّعٌ أَرَجُ السِّيادَةِ مِنْ |
عِطْفَيْ عُلاهُ بأَطْيَبِ النَّشْرِ(٦) |
|
عَفُّ السَّرَائِرِ طَاهِرُ الأُزْرِ |
عَذْبُ الشَّمائِلِ طَيِّبُ الذِّكْرِ(٧) |
|
عَمَّارُ مِحْرَابِ العِبَادَةِ قَدْ |
نَشَرَ الإلَهُ بهِ (أَبَا ذَرِّ) (رض) |
|
وَحَبَاهُ عِلماً لَو يُقَسِّمُهُ |
فِي دَهْرِهِ لَكَفَى بَنِي الدَّهْرِ |
____________________
١ - الوتْرُ: الذَّحْلُ (ينظر: لسان العرب: ٥/٢٧٤ مادة وتر).
٢- طابَعٌ : أَي طَبيعةٌ (ينظر: لسان العرب : ٨/٢٣٢ مادة طبع).
٣- في (أ) و (ب): لطلا وهو خطأ لأن الطلا هي الخمرة.
- الطُّلى: الأَعْناق (ينظر: لسان العرب: ١٥/١٣ مادة طلي).
٤- الشاعر يوري عن ممدوحه السيد حسن الشيرازي.
٥- العِيصُ: الأَصلُ(ينظر: لسان العرب: ٧/٥٩ مادة عيص)، أَلفَّ: التف ، أي اجتمع (ينظر: لسان العرب: ٩/٣١٨ مادة لفف)، الطِّينة: الخِلْقة والجِبلَّة، (ينظر :لسان العرب: ١٣/٢٧٠ مادة طين).
٦- تَضَوَّعَ الطِّيبُ: فاحتْ ريحه (ينظر: لسان العرب: مادة ضوع ٨/٢٢٩).
٧- البيت مصرَّع.
- والأُزْرُ: جمع الإزار (ينظر: لسان العرب: ٤/١٦ مادة أزر)، كانوا إذا قتل رجل رجلا قيل: دم فلان في ثوب فلان أي هو قتله.
حُرُّ العَوَارِفِ يَسْتَرِقُّ(١) بهَا |
فِي كُلِّ آنٍ أَلْسُنَ الشُّكْرِ |
|
وَمُنَزَّهٌ ، مَا غَبَّرَتْ يَدَهُ |
تَبعَاتُ هَذِي البيْضِ وَالصُّفْرِ(٢) |
|
جَذْلانُ يَبْدَأُ بالسَّخَا كَرَماً |
وَيُعِيدُهُ وَيَضُنُّ بالعُذْرِ(٣) |
|
وَلَهُ شَمَائِلُ بالنَّدَى كَرُمَتْ |
فَغَمَرْنَ مَنْ فِي البَرِّ والبَحْرِ |
|
وَالْمَرءُ لَمْ تَكْرُمْ شَمَائِلُهُ |
حَتَّى يُهِيْنَ كَرَائِمَ الوَفْرِ(٤) |
|
مَولىً عَلَتْ (فِهْرٌ) بسُؤدَدِهِ |
وَلَهُ انْتَهَى إرْثاً عُلَى (فِهْرِ) |
|
مَنْ لو مَشَى حَيْثُ استَحَقَّ إذاً |
لَمَشَى عَلَى (العَيُّوْقِ والنَّسْرِ)(٥) |
|
الخُلْقُ مِنْ مَاءٍ لِرِقَّتِهِ |
وَالْحِلْمُ مَفْطُورٌ مِنَ الصَّخْرِ |
|
تَبْرِي طُلَى الإعْدَامِ(٦) أَنْمُلُهُ |
بصَنَائِعٍ مِنْ مَعْدِنِ التِّبْر(٧) |
|
لَمْ تَتَّرِكْ خَطْباً تُصَادِفُهُ |
إلا ثَنَتْهُ مُقَلَّمَ الظُفْرِ |
|
يَا وَاحِدَ العَصْرِ اسْتَطِلْ شَرَفاً |
فَقَدِ اسْتَنَابَكَ (صاحبُ العصرِ) (عج) |
____________________
١- نفْسٌ عارفةٌ: أَي صابرة، العَوارفُ الصُّبُر (ينظر: لسان العرب: ٩/٢٣٨ مادة عرف).
يَسْتَرِقٌّ: من الرِّقُّ وهو المِلك والعُبودِيَّةُ (ينظر: لسان العرب: ١٠/١٢٣ مادة رقق).
٢- البيضُ والصفر: تورية عن الفضة والذهب.
٣- يضن بالعذر: أي لا يعتذر للعافي.
٤- الوَفْرُ: المال الكثير (ينظر: لسان العرب: ٥/٢٧٨ مادة وفر) والكرائم من المال الطيّب، ويهين يبذل للمحتاجين من الناس.
٥- العَيُّوق: نجم أَحمر مضيء في طرف المـَجَرَّة الأَيمن يتلو الثُّرَيّا (ينظر: لسان العرب: ١٠/٢٨٠ مادة عوق)، النَّسْران: كوكبان في السماء معروفان (ينظر: لسان العرب: ٥/٢٠٤ مادة نسر).
٦- في (أ): طلا الأعداء.
- الشاعر نظر إلى قول أمير المؤمنين علي (عليهالسلام ): لو كان الفقر رجلاً لقتلته، فالإعدام: من العُدْم وهو الفقر (ينظر: لسان العرب: مادة عدم ١٢/٣٩٢)، والطُّلى: الرقاب، وتبري: تقطع.
٧- الصَّنائِعُ: واحدتها الصَّنِيعةُ، وهي العطية والكرامة والإحسان (ينظر: لسان العرب: ٨/٢٠٩ مادة صنع).
وَرَأَى (وَلِىُّ الأَمْرِ) (عج) فِيْكَ نُهىً |
فَدَعَاكَ: قُمْ بالنَّهْيِ والأَمَرِ |
|
فَمَثُلتَ فِي الدُّنيا وَكُنتَ لهَا |
عَلَماً بهِ هُدِيَتْ بَنُو الدَّهْرِ |
|
يَا خَيْرَ مَنْ وَفَدَتْ لِنَائِلِهِ |
وَأَجَلَّ مَنْ يَمْشِيْ عَلَى العَفْرِ |
|
بكَ إنْ عَدِلْتُ سِوَاكَ كُنْتُ كَمَنْ |
يَزِنُ الْجِبَالَ الشُّمَ(١) بالذَّرِّ |
|
إنْ كَانَ زَانَ الشِّعْرُ غَيْرَكَ فِي |
مَدْحٍ فَمَدْحُكَ زِيْنَةُ الشِّعْرِ |
|
مَاذا أَقُولُ بمَدْحِكُمْ وَلَكُمْ |
جَاءَ الْمَدِيْحُ بمُحْكَمِ الذِّكْرِ |
|
كَيْفَ الثَّنَاءُ عَلَى مَكَارِمِكُمْ |
عَجَزَ الْبَلِيغُ وَأُفْحِمَ(٢) الْمـُطْرِي |
|
فَاسْلَمْ ولا سَلِمَتْ عِدَاكَ وَدُمْ |
وَلَكَ الْعُلَى وَنَبَاهَةُ الْقَدْرِ |
١١- و يخاطب الإمام المنتظر (عج) مستغيثاً به:
[ من الكامل والقافية من المتراكب عدا البيت الأول من المتواتر]
يَا (قَائِماً بالْحَقِّ)(٣) حَلَّ بنَا |
مَا لا يُفَرِّجُهُ سِوَى لُطْفِكْ |
|
بكَ عَنْهَ لُذنَا حَيْثُ لا شَرَفٌ |
عِنْدِ الإلَهِ أَجَلُّ مِنْ شَرَفِكْ |
|
تَرْضَى تَعُودُ نُفُوسُنَا سَلَباً |
بيَدِ الحِمَامِ وَنَحْنُ فِي كَنَفِكْ(٤) ؟ |
|
وَيَرُوعُنَا رَيْبُ الْمَنُونِ وَقَدْ |
عُذْنَا بجَاهِ الْغُرِّ مِنْ سَلَفِكْ؟ |
____________________
١- في (ب): الجبال الشيم.
٢- في(ب): وأفخم.
- المطري: اسم فاعل من الإطراء وهو المديح.
٣- الشاعر يخاطب الإمام القائم (عج).
٤- كَنَفُ الرجل: حضنه ، وهي كناية عن كلاءته وحرزه (ينظر: لسان العرب:٩/٣٠٨ مادة كنف).
١٢- من قصيدة يمدح بها الإماميين الكاظمين (عليهماالسلام )(١) (٢) :
[من السريع والقافية من المتدارك]
قَضَاءُ حَقِّ الضَّيْفِ أَوْلَى بهِ |
مَنْ شَرَّعَ الواجِبَ مِنْ حَقِّهِ |
|
وَعِلَّةُ الْمَرْءِ أَرَى بُرءَهَا |
أَرْجَى لِذِي الْعِلِّةِ مِنْ خَلْقِهِ |
|
والعبْدُ لا يُصْلِحُ مِنْ شَأْنِهِ |
إلَّا الَّذِي يَمْلِكُ مِنْ رِقِّهِ |
١٣- وقال مادحاً الإمام الحسين (عليهالسلام )(٣) :
[من الطويل والقافية من المتدارك]
إذَا لَمْ أُعَوَّدْ مِنْكَ غَيْرَ التَّفَضُّلِ |
فَهَلْ كَيْفَ لا أَرْجُوكَ فِي كُلِّ مُعْضِلِ؟ |
|
وَإيَاكَ فِي عَتْبي أُطِيْلُ جَرَاءَةً |
لأَنَّكَ فِي كُلَّ الأُمُوْرِ مُؤَمَّلِي(٤) |
|
وَأَنَّكَ بَعْدَ اللهِ لَلْمُرْتَجَى(٥) الَّذِي |
عَلَيْهِ اتِّكَالِي بَلْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي |
|
وَمَا أَحَدٌ إلَّا وَيُقْبَرُ مَيِّتاً |
وَهَا(٦) أَنَا ذَا حَيّاً قُبرْتُ بمَنْزِلِي |
____________________
١- التخريج: ديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبى:٨٢.
٢- في(أ): وقال رحمه الله ونور مرقده يمدح الكاظمين (عليهماالسلام ) وقد ذهبت إلا هذا.
- في(ب): وقال رحمه الله تعالى يمدح الكاظميين (عليهماالسلام ) وقد ذهبت والباقي هذا.
- في (د): وقال يمدح الإمامين الكاظمين (عليهماالسلام ) في قصيدة لم يبق منها هذه الأبيات الثلاثة.
٣- التخريج: ديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبي:٦١ القطعة كاملة (١-١٠) وفيها: البيت (٦) فيه: على كاهل منها.
٤- الجَريءُ: المِقْدامُ (ينظر: لسان العرب: ١/٤٤ مادة جرأ).
٥- في (أَ) وفي (د): بعد الله لا المرتجى وفي: (ب): بعد الله المرتجى.
- في (ب): المرتجى.
٦- في (ب): فها.
عَلَى أَنَّ هَذا الدَّهْرَ طَبَّقَ سَيْفُهُ الْـ |
ـجَوَارِحَ مِنِّي مَفْصِلاً بَعْدَ مَفْصِلِ |
|
وَحَمَّلَنِي أَعْبَاءَهُ فَكَأَنَّنِي |
عَلَى كَاهِلِي(١) مِنْهَا أَنُوءُ بأَجْبُلِ |
|
وَمُذْ سَدَّ أَبْوَابَ الرَّجَا دُونَ مَقْصَدِي |
قَرَعتُ بعَتْبي مِنْكَ بَابَ التَّفَضُّلِ |
|
أَأَصْدُرُ ضَمآناً وَقَدْ جِئْتُ مَوْرِداً |
رَجَائِيَ مِنْ جَدْوَاكَ أَعْذَبَ مَنْهَلِ |
|
وَتُسْلِمُني للدَّهْرِ بَعْدَ تَيَقُّنِي |
بأَنَّكَ مَهْمَا رَاعَنِي الدَّهْرُ مَعْقِلِي |
|
فَهَبْ سُوءُ فِعْلِي مِنْ صِلاتِكَ مَانِعِي |
فَحُسْنُ رَجَائِي نَحْوَ جُوْدِكَ مُوْصِلِي |
١٤- وقال مخاطباً الإمام الحسين وأولاده (عليهمالسلام )(٢) :
[ من الطويل والقافية من المتواتر]
إليْكُمْ تَذِلُّ النَّفْسُ مِنْ بَعْدِ عِزَّةٍ |
وَلَيْسَتْ تَذِلُّ النَّفْسُ إلا لَمِنْ تَهْوَى |
|
فَلا تُحْوِجُوهَا بالسُّؤالِ لِغَيْرِكُمْ |
فَتَسأَلَ مَنْ يَسْوى وَمَنْلَمْ يَكُنْ يَسْوَى(٣) |
____________________
١- في (ب): على كاهل.
٢- لم تذكر إلا في (د).
٣- لا يَسْوى : هذه لغة أَهلِ الحجاز (ينظر لسان العرب: ١٤/٤٠٨ مادة سوا).
مراثي آل البيت
(عليهمالسلام )
١- قال يرثي جدَّه الإمام الحسين (عليهالسلام )(١) :
[من الكامل والقافية من المتدارك]
كَمْ ذَا تُطَارِحُ فِي (مِنَى) وَرقَاءَهَا |
خَفِّضْ(٢) عَلَيكَ فَلَيسَ دَاؤُكَ دَاءَهَا(٣) |
|
أَتَظُنُّهَا وَجَدَتْ لِبَيْنٍ فَانْبَرَتْ |
جَزَعاً تَبُثُّكَ وَجْدَهَا وَعَنَاءَهَا(٤) |
|
فَحَلَبتَ قَلْبَكَ مِنْ جِفُونِكَ أَدْمُعاً |
وَسَمَتْ كَرِبْعِيِّ الحَيَا جَرْعَاءَهَا(٥) |
|
هَيْهَاتَ مَا بنْتُ الأَرَاكَةِ وَالجَوَى |
نَضْجُ الزَّفِيْرُ حَشَاكَ لا أَحْشَاءَها(٦) |
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: المقدمة (د) الأبيات (١، ٢، ٣، ٦، ٨، ١٠، ١١)، والدر النضيد: ١٥ وفيه الأبيات (١٧-٨٣) عدا الأبيات: (٣٩، ٤٠، ٥٣، ٥٩، ٦١، ٦٢، ٦٤، ٦٥) فيها : البيت (١٧) وفيه بوغاها، (١٨) فيه: سحائب، (١٩-٢٥ فيه: لكى جزعاً)، و (٢٦-٣١ فيه واصطلك) ، و (٣٢، ٣٣ فيه: ولتعد حائمه، و لاسيل ينقع)،و(٣٤-٣٨)، و (٤١-٥٠ فيه: فاستوطنت) و (٥١، ٥٢، ٥٤-٥٨، ٦٠، ٦٣، ٦٦-٦٩ فيه: صائمة الهواجر، والدماء ظماءها) ، و(٧٠-٨٣ فيه: عودها بداءها)، البابليات ٢/١٦٢ البيت (٤٦)، ديوان السيد حيدر لناشره محمدرضا الكتبي: المقدمة (د) البيت (١)، والمصدر نفسه: المقدمة(ه) الأبيات:(٦٧) فيه: وثوت، (٦٨) فيه: يغلي الهواجر، (٦٩) فيه: صائمة الجوارح، وفيه أيضاً الدماء ضماءها،٧٠، ٧١، ٧٢، ٧٣، ٧٤، ٧٦، ٧٧)، والمصدر نفسه: ٢ القصيدة كاملة (١-٨٩) وفيها: البيت (١٣) فيه: اريت ريقة ، والبيت (١٩) فيه: واديت روح، والبيت(٦١) فيه: من حيث، والبيت(٦٨) فيه: يغلي الهواجر ، وأدب الطف: ٨/١٨ البيت (٦٢) ،والمصدر نفسه: ٨/١٩ البيت(٦٨) فيه: يغلي الهواجر ، وأدب الطف:٨/١٨ البيت(٦٢)، والمصدر نفسه: ٨/١٩ البيت(٢٨)، والمصدر نفسه: ٨/٣٢ البيت(١)، نفس المهموم: ٤٥٦ الأبيات(٤٢-٥٩) عدا: ٤٥، ٤٨، ٥٦.
٢- مِنَى: هو الوادي الذي ينزله الحاج ويرمي فيه الجمار من الحرم، سمي بذلك لما يمني به من الدماء أي يراق (ينظر: معجم البلدان: ٥/١٩٨).
- في(ب): خفِظ.
٣- الوَرْقاءُ : الحَمامةُ (ينظر: لسان العرب: ١٠/٣٧٦ مادة ورق).
٤- وجدت: حزنت (ينظر: لسان العرب: ٣/٤٦٦ مادة وجد).
٥- أَرضٌ مَوْسومةٌ: أَصابها الوَسْمِيُّ، وهو مطرٌ أَوَّلُ الربيع (ينظر: لسان العرب: ١٢/٦٣٦ مادة وسم)، الحيا: المطر ، الجرعاء: الرملة التي لا تنبت شيء.
٦- في(ب): فلقد أذاب حشا[ك] لا أحشائها =
فاسْتَبقِ مَا أَبقَى الأَسَى مِنْ مُهْجَةٍ |
لكَ، قَدْ عَصَرْتَ مَعَ الدُّمُوعِ دِمَاءَهَا |
|
كَذَبَتكَ وِرْقُ الأَبْطَحَيْنِ فَلوْ بَكَتْ |
شَجَناً لأَخضَلَ دَمْعُهَا بَطْحَاءَهَا(١) |
|
فَاطْرَحْ لِحَاظَكَ فِي ثَنَايَا أُنْسِهَا |
مِنْ أَيِّ ثَغْرٍ طَالَعَتْ مَا سَاءَهَا |
|
لا إلفُهَا صَدَعَتهُ شَاعِبَةُ النَّوَى |
يَوماً ولا فَطَمَ الغَمَامُ كَبَاءَهَا(٢) |
|
وَغَدِيرُ رَوْضَتِهَا عَلَيْهِ رَفْرَفَتْ |
عَذَبُ الأَراكِ وَأَسْبَغَتْ أَفْيَاءَهَا(٣) |
|
لَكِنْ بزِينَةِ طَوقِهَا(٤) لَمَّا زَهَتْ |
مَزَجَتْ بأَشْجَانِ الأَنِيْنِ غِنَاءَهَا |
|
وَرَأَتْ خِضَابَ الراحَتِينِ فَطَرَّبَتْ |
وَظَنَنْتُ تَطرِيْبَ الحَمَامِ بُكَاءَهَا؟ |
|
أَأَخَا الْمَلامَةِ كَيفَ تَطْمَعُ ضِلَّةً(٥) |
بالعَذْلِ مِنْ نَفْسِي تَرُوضُ إبَاءَهَا؟ |
|
أَرَأَيتَ رِيقَةَ إفْعِوانِ صَرِيمَةٍ |
نَفْسُ السَّلِيمِ بهَا تَرُومُ شِفَاءَهَا؟(٦) |
____________________
= الأراكة: شجرة تنبت فِي الصحراء يُتخذ منها السواك، والجمع أراك، بنت الأراكة هي الورقاء أو الحمامة، الجَوَى: هو فسادُ الجَوْف (ينظر: لسان العرب: ١/٥٣ مادة جيأ)
١ - بَطحاءُ الوادي: تراب لين مما جرته السيول (ينظر: لسان العرب: ٢/٤١٣ مادة بطح)، الخَضِل والخاضِل: كلُّ شيءٍ نَدٍ يَتَرَشَّش من نَدَاه فهو خَضِلٌ (ينظر: لسان العرب: ١١/٢٠٨ مادة خضل).
٢ - صَدَعَتْهِم النَّوَى: وصَدَّعَتْهم فرَّقَتْهم ( ينظر: لسان العرب: ٨/١٩٥ مادة صدع)، الشَّعْبُ: الجَمعُ والتَّفْريقُ (ينظر: لسان العرب: ١/٥٠١ مادة شعب) والشاعبة هنا: المفرِّقة النوى : الفراق، الماء الكباء: هو العظيم العالي (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢١٤ مادة كبا).
٣- عدبة الشجر: غصنه، والجمع عَذَب (ينظر: لسان العرب:١/٥٨٥ مادة عذب) سابغٌ: كامِلٌ وافٍ واسع (ينظر: لسان العرب: ٨/٤٣٢ مادة سبغ).
- كم جميلة وناعمة ورقيقة هذه الصورة التي يرسمها الشاعر بِهذا البيت؟ ما مررت به وقرأته إلا وشعرت كأنني جالسٍ على حافةٍ ذلك الغدير الخلاب تحت عذبات الأراك الخضراء يهبُّ علي النسيم ندياً باردا عليلاً معطراً بأريج الزهور، تحمل أمواجه هديل الحمائم وزقزقة الطيور فلا يسعني فراقه والإنتقال عنه.
٣ - الورقاء ، ألأراك : هي شجر ، واحدته أراكة ، والجمع أرك وأرائك
٤ - المقصود: طوق الحمامة.
٥ - في (ب): ظلة.
٦ - ريقة الأفعوان: سم الثعبان، الصَّريمةُ القِطعة المنقطعة من معظم الرمل (ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٣٦ مادة صرمٍ)، السَّلِيمُ: اللَّدِيغُ (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٩٢ مادة سلم )، الشاعر يخاطب عاذله قائلاً: كأنك بعذلك لي تروم مداوة اللديغ بسم الأفعى وهذا هو القتل المحقق.
عَنِّي، فَمَا هَبَّتْ بوَجْدِيَ سَاجِعٌ |
تَدْعُو هَدِيلاً صُبْحَهَا وَمَسَاءَهَا(١) |
|
مَا نَبَّهَتْ شَوْقِي عَشِيَّةَ غَرَّدَتْ |
بظِبَاءِ (كَاظُمَةٍ)(٢) عُدِمْتُ ضِبَاءَهَا(٣) |
|
لكِنَّمَا نَفْسِي بمُعْتَرَكِ الأَسَى |
أَسَرَتْ فَوَادِحُ (كَرْبَلاءَ) عَزَاءَهَا |
|
يا تُربَةَ (الطَّفِ) الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي |
هَالوا عَلَى (ابْنِ مُحَمَّدٍ)(ع) بَوْغَاءَهَا(٤) |
|
حَيَّتْ ثَرَاكِ فَلاطَفَتْهُ سَحَابَةٌ |
مِنْ كَوْثَرِ الفِرْدَوسِ تَحْمِلُ مَاءَهَا |
|
وارَيْتِ(٥) رُوْحَ الأَنْبيَاءِ وَإنَّمَا |
وارَيْتِ(٦) مِنْ عَيْنِ الرَّشَادِ ضِيَاءَهَا |
|
فَلأَيِّهِمْ تَنْعَى الْمَلائِكُ مَنْ لَهُ |
عَقَدَ الإلَهُ ولاءَهُمُ وَوَلاءَهَا؟ |
|
أَلآدَمٍ تَنعَى؟ وَأَينَ خَليفَةُ الـْ |
ـرَّحْمنِ (آدَمُ) (ع) كَي يُقِيمَ عَزَاءَهَا |
|
وَبكِ انطَوَى وَبَقِيَّةُ اللهِ التي |
عُرِضَتْ وَ عُلِّمَ (آدمٌ) أَسْمَاءَهَا(٧) |
|
أَم هَلْ إلَى (نُوحٍ) (ع) ؟ وَأَينَ نَبيُّهُ |
(نُوحٌ) (ع) فَيُسْعِدُ نَوْحَهَا وَبُكَاءَهَا |
|
وَلَقَدْ ثَوَى بثَرَاكِ وَالسَّبَبُ الذي |
عَصَمَ السَّفِينَةَ مُغْرِقاً أَعْدَاءَهَا |
____________________
١- سَجْعُ الحمامةِ: موالاة صوتها على طريق واحد تقول العرب سِجَعَت الحمامة إذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ في صوتها (ينظر: لسان العرب: ٨/١٥٠ مادة سجع)، الهدِيل: صوتُ الحمَام (ينظر: لسان العرب: ١١/ ٦٩١ مادة هدل).
٢- كاظمة: أرض على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة بينها وبين البصرة مرحلتان.
(معجم البلدان: ٤/٤٣١)
٣- في(ب): ضباءها.
٤- الطف: اسم موضع بناحية الكوفة. وفي حديث مقتل الحسين (عليهالسلام ) أنه يقتل بالطف، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات وكان يجري يومئذ قريباً منه (ينظر: لسان العرب: ٩/٢١ مادة طفف).
- البوغاء: التراب (ينظر: لسان العرب: ٨/٤٢١ مادة بوغ).
٥- في(ب): واديت.
٦- في(ب): واديت.
٧- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ کُلَّهَا ) (البقرة/٣١).
٨- السفينة: هي سفينة نوح (عليهالسلام ) قال تعالى:( فَأَنْجَيْنَاهُ وَ أَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَ جَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ) (عنكبوت/١٥).
أمْ هَلْ إلَى (مُوسَى) (ع)؟ وَأَيْنَ كَلِيمُهُ |
(مُوسَى) (ع) لِكَي وَجْداً يُطِيْلُ نُعَاءَهَا |
|
وَلَقَدْ تَوَارَى فِيكِ وَالنَّارُ التي |
فِي الطُّورِ(١) قَدْ رَفَعَ الإلَهُ سَنَاءَهَا |
|
لا بَلْ غَدَاةَ عَرَتْ(٢) رَزِيَّتُكَ الَّتِي |
حَمَلَ الأَئِمَةُ كَرْبَهَا وَبَلاءَهَا |
|
دَفَنُوا النُّبُوَّةَ وَحْيَهَا وَكِتَابَهَا |
بكِ والإمَامَةَ حُكْمَهَا وَقَضَاءَهَا |
|
لا ابيَضَّ يَوْمٌ بَعْدَ يَوْمِكَ إنَّهُ |
ثَكَلَتْ سَمَاءُ الدِّينِ فِيْهِ ذُكَاءَهَا |
|
يومٌ عَلَى الدُّنيَا أَطَلَّ برَوْعَةٍ |
مَلأَتْ صُرَاخاً أَرْضَهَا وَسَمَاءَهَا |
|
واسْتَكَّ مَسْمَعُ خَافِقَيْهَامُذْ بهَا |
هَتَفَ النَّعِيُّ مُطَبِّقاً أَرْجَاءَهَا(٣) |
|
طَرَقَتْكِ سَالِبَةُ البَهَاءِ فَقَطِّبي(٤) ، |
مَا بشْرُ مَنْ سَلَبَ الْخُطُوبُ بَهَاءَهَا؟ |
|
وَلِتَغْدُ حَائمَةُ الرَّجَاءِ طَرِيدَةً |
لا سَجْلَ يُنقِعُ بُرْدُهُ أَحْشَاءَهَا(٥) |
|
فَحَشَا (ابنِ فَاطِمَةٍ) (ع) بعَرْصَةِ (كَرْبَلا) |
بَرَدَتْ غَلِيلاً، وَهْوَ كَانَ رَوَاءَهَا |
|
وَلْتُطْبقِ الخَضْراءُ فِي أَفْلاكِهَا |
حَتَّى تَصُكَّ عَلَى الوَرَى غَبرَاءَهَا(٦) |
____________________
١- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَ هَلْ أَتَاکَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْکُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيکُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ) (طه/٩-١٠).
٢ - عَرَتْ: غشيت (ينظر: لسان العرب: ١٥/٤٤ مادة عرا).
٣ - اسْتَكَّتْ مَسامِعُه: صَمَّ (ينظر: لسان العرب: ١٠/٤٣٩ مادة سكك)، الخافِقَانِ: المشرق والمغرب، أو طرَفا السماء والأرض (ينظر: لسان العرب: ١٠/٨٣ مادة خفق).
٤ - طَرَق القومَ: جاءَهم ليلاً (ينظر: لسان العرب: ١٠/٢١٧ مادة طرق)، سالبة البهاء: تورية عن المنية، قَطَبَ: زَوَى ما بين عينية وعَبَس وكَلَح (ينظر: لسان العرب: ١/٦٨٠ مادة قطب)، البشْرُ: الطَّلاقَةُ عكس التقطيب (ينظر: لسان العرب: ٤/٦١ مادة بشر).
٥ - الحائمةَ: هي التي تحوم بحثاً عن ماءٍ تَردُهُ (ينظر: لسان العرب: ١٢/١٦٢ مادة حوم)، السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْعَة المملوءةُ ماءً (ينظر: لسان العرب: ١١/٣٢٥ مادة سجل)، بَردُهُ: ماءه.
٦- الخَضراء: السماء، والغَبْراء: الأَرض (ينظر: لسان العرب: ٥/٥ مادة غبر).
فَوَدِيْعَةُ الرَّحْمَنِ(١) بَيْنَ عِبَادِهِ |
قَدْ أَوْدَعَتُهُ (أُمَيَّةٌ ) رَمْضَاءَهَا(٢) |
|
صَرَعَتهُ عَطْشَانَاً صَريْعَةُ كَأسِهَا |
بتَنوُفَةٍ سَدَّتْ عَلَيهِ فَضَاءَهَا(٣) |
|
فَكَسَتهُ مَسْلُوبَ الْمَطَارِفِ نَقعَهَا |
وَسَقَتْهُ ظَمْآنَ الْحَشَا سَمْرَاءَهَا(٤) |
|
يومَ اسْتَحَالَ الْمَشْرِقَانُ ضَلالَةً |
تَبعَتْ بِه شِيَعُ الضَّلالِ شَقَاءَهَا(٥) |
|
إذْ أَلقَحَ ابنُ طَلِيق (أَحْمدَ)(ص) (٦) فِتنَةً |
وَلَدَتْ قُلُوبُهُمُ بهَا شَحْنَاءَهَا(٧) |
|
حَشَدَتْ كَتَائِبَهَا عَلَى (ابنِ مُحَمَّدٍ)(ع) |
بـ(الطَّفِ) حَيْثُ تَذَكَّرَتْ آبَاءَهَا |
|
اللهُ أَكْبَرُ ، يَا رَوَاسِيَ هَذهِ الـ |
أَرضِ البَسِيْطَةِ زَايِلي(٨) أَرْجَاءَهَا |
|
يَلقَى ابْنُ مُنتَجَعِ الصَلاحِ كَتَائِباً |
عَقَدَ ابنُ مُنْتَجَعِ السَّفَاحِ لواءَهَا(٩) |
____________________
١ - وديعة الرحمن: تورية عن الإمامِ الحسين (عليهالسلام ).
٢ - الرَّمَضُ والرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ، والرَّمَضُ: حَرُّ الحجارة من شدّة حَر الشمس (ينظر: لسان العرب: ٧/١٦٠ مادة رمض).
٣ - التَّنُوفةُ: القَفْرُ من الأَرض (ينظر: لسان العرب: ٩/١٨ مادة تنف)، صريعة كأسها: أي شاربة الخمور هذه صرعت ابن رسول الله ظمآناً.
٤ - المـَطارِفِ: الأَرْدِية (ينظر: لسان العرب:٩/٢٢٠ مادة طرف)، النقْعُ: الغُبارُ(ينظر: لسان العرب:٨/٣٦٣ مادة نقع)، يقال: قناة سمراء (ينظر: لسان العرب: ٤/٣٧٦ مادة سمر) والقناة: الرمح. يقول الشاعر: سلبته أرديته ومطارفه وكسته بدلاً منها من النقع وهو غبار المعركة وسقته وهو الظمآن الرماح بدلاً عن الماء.
٥ - في (ب): سقائها.
٦ - ابن الطليق: هو يزيد بم معاوية.
- الطُّلَقاء: هم كفار قريش الذين خَلَّى عنهم رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) يوم فتح مكة و أَطْلَقَهم فلم يَسْتَرقَّهم (ينظر: لسان العرب: ١٠/٢٢٧ مادة طلق).
٧ - الشَّحْناء: الحقد والعداوة (ينظر: لسان العرب: ١٣/٢٣٤ مادة شحن).
٨ - زايَلَ: فارَق (ينظر: لسان العرب: ١١/٣١٧ مادة زيل).
٩- المـُنْتَجَعُ: المـَنْزِلُ في طَلب الكلإ (ينظر: لسان العرب: ٨/٣٤٧ مادة نجع)، ومنتجع الصلاح المكان الذي يطلب فيه الصلاح وينشر منه هنا رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) وآل بيته الطاهرين وابنهم هنا الحسين سلام الله عليه. و عكسه منتجع السفاح الذي يطلب من بيت قام ونشأ على هذا وابنهم هنا عبيد الله بن زياد بن أبيه.
مَا كَانَ أَوقَحَهَا صَبيحَةَ قَابَلَتْ |
بالبيْضِ جَبْهَتَهُ تُرِيقُ دِمَاءَهَا؟ |
|
ما بلَّ أَوجُهَهَا الحَيَا وَلَو أَنَّهَا |
قِطَعُ الصَّفَا بَلَّ الحَيَا مَلسَاءَهَا |
|
مِنْ أَيْنَ تَخْجَلُ أَوْجُهٌ أَمَوَيَّةٌ |
سَكَبَتْ بلَذَّاتِ الفُجُورِ حَيَاءَهَا ؟ |
|
قَهَرَتْ (بَنِي الزَّهْرَاءَ) (ع) في سُلطَانِهَا |
واسْتأَصَلَتْ بصِفَاحِهَا أُمَرَاءَهَا(١) |
|
مَلَكَتْ عَلَيهَا الأَمْرَ حَتَّى حَرَّمَتْ |
فِي الأَرْضِ مَطْرَحَ جَنْبهَا وَثَوَاءَهَا |
|
ضَاقَتْ بهَا الدُّنيَا فَحَيثُ تَوَجَّهَتْ |
رَأَتِ الحُتُوفَ أَمَامَهَا وَوَرَاءَهَا |
|
فاسْتَوطأَتْ ظَهْرَ الحِمَامِ وَحَوَّلَتْ |
للعِزِّ عَنْ ظَهْرِ الْهَوَانِ وِطَاءَهَا(٢) |
|
طَلَعَتْ ثَنِيَّاتِ الحُتُوفِ بعُصْبَةٍ |
كانوا السُّيُوفَ قَضَاءَهَا وَمَضَاءَهَا(٣) |
|
مِنْ كُلِّ مُنْتَجِعٍ برَائِدِ رُمْحِهِ |
في الرَّوْعِ مِن مُهَجِ العِدَى سَوْدَاءَهَا(٤) |
|
إنْ تَعْرَ(٥) نَبْعَةُ عِزِّهِ لَبسَ الوَغَى |
حَتَّى يُجَدَّلَ أَو يَعِيدَ لِحَاءَهَا(٦) |
|
مَا أَظْلَمَتْ بالنَّقْعِ غَاسِقَةُ الوَغَى |
إلا تَلَهَّبَ سَيْفُهُ فَأَضَاءَهَا(٧) |
____________________
١ - القَهْرُ: الغَلَبة(ينظر: لسان العرب: ٥/١٢٠ مادة قهر)، الصِّفاحِ: من صفات السيوف أي العِراض( ينظر: لسان العريب: ٢/٥١٣ مادة صفح).
٢ - الوِطاءُ: خلافُ الغِطاء، يقال اسْتَوْطَأَ المـَرْكبَ: أَي وجَده وَطِيئاً (ينظر: لسان العرب: ١/١٩٩ مادة وطأ).
٣ - الثَّنِيَّةُ: طرِيِق العقِبة (ينظر: لسان العرب: ١٤/١٢٣ مادة ثني).
٤ - النُّجْعةُ: طَلَبُ الكلإ والعًرْفِ ويستعار فيما سواهما (ينظر: لسان العرب: ٨/٣٤٧ مادة نجع)، الرائد: مقبض الرحى (ينظر: لسان العرب :٣/١٩١ مادة رود) وقد استعمله الشاعر للسيف. يشبه الشاعر مقبض رمح المقاتل الشجاع بمقبض الرحِي ذلك لأنه سوف يطحن مهج الأعداء في المعركة كما تطحن الحبوب في الرحي، سواد القَلْبِ: حبَّتُه (ينظر: لسان العرب: ٣/٢٢٧ مادة سود).
٥ - تعرى: تصبح عارية.
٦ - اللِّحاء: ما على العَصا من قِشرها (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٤٢ مادة لحا).
- هكذا ترسم الصورة الفنية أو لا، الشاعر يتحدث عن بطله يقول إنه يرتدي الحرب كما تُرتِدى البرود ويقاتل حتى يقع شهيداً على الأرض أو يفتح الله له فيمحق أعداء الله.
٧- غَسَقُ الليل: ظلمته(ينظر: لسان العرب: ١٠/٢٨٨ مادة غسق)، النقع: الغبار، الوغى: الحرب.
يَعْشُو الحِمَامُ لِشُعْلَةٍ مِنْ عَضْبهِ |
كَرِهَتْ نُفُوْسُ الدَّارِعِينَ صَلاءَهَا(١) |
|
فَحُسَامُهُ شَمْسٌ وَ(عِزْرَائِيلُ)(ع) في |
يَومِ الكِفَاحِ تَخَالُهُ حِرْبَاءَهَا(٢) |
|
وَأَشَمُّ قَدْ مَسَحَ النُّجُوْمَ لِوَاؤُهُ |
فَكَأَنَّ مِنْ عَذَبَاتِهِ جَوْزَاءَهَا(٣) |
|
زَحَمَ السَّماءَ فَمِنْ مَحَكِّ سِنَانِهِ |
جَرْبَاءُ لَقَّبَتِ الوَرَى خَضْرَاءَهَا(٤) |
|
أَبنَاءُ مَوتٍ عَاقَدَتْ أَسْيَافَهَا |
(بالْطَفِّ) أَنْ تَلقَى الكُمَاةُ لِقَاءَهَا |
|
لِقُلُوبِهَا امْتَحَنَ الإلَهُ بمُوْقِفٍ |
مَحَضَتْهُ(٥) فِيهِ صَبْرَهَا وَبَلاءَهَا |
|
في(٦) حَيْثُ جَعْجَعَتِ الْمَنَايَا بَرْكَهَا(٧) |
وَطَوَائِفُ الآجَالِ طِفْنَ إزَاءَهَا |
|
وَوَفَتْ بمَا عَقَدَتْ فَزَوَّجَتِ الطُّلَى(٨) |
بالْمُرْهَفَاتِ وَطَلَّقَتْ حَوْبَاءَهَا(٩) |
|
كَانَتْ سَوَاعِدُ (آلِ بَيْتِ مَحَمَّدٍ) (ع) |
وَسُيوُفُ نَجْدَتِهَا عَلَى مَنْ سَاءَهَا |
|
جَعَلَتْ بثَغْرِ الْحَتْفِ مِنْ زُبَرِ الظُبَى(١٠) |
رَدْماً يَحُوطُ مِنَ الرَّدَى حُلْفَاءَهَا(١١) |
____________________
١- الصِّلاءُ: الشِّواءُ لأَنَّه يُصْلَى بالنَّارِ ( ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٦٧ مادة صلا).
٢- المعروف عن الحرباء أنها تتجهَ للشمس دائماً، وعزرائيل (عليهالسلام )، كما يقول الشاعر، يتجه نحو سيف الإمام لقبض الأرواح التي يضربها ذلك السيف.
٣- العَذَبِة: الغُصْنُ، وأَطْرافُ السُّيوفِ عَذَبُها وعَذَباتُها (ينظر: لسان العرب: ١/٥٨٥ مادة عذب) الجَوْزاءُ: نَجْم يقال إنه يعترض في جَوْز السماء (ينظر: لسان العرب: ٥/٣٢٩ مادة جوز)، الشاعر يشير إلى العباس بن أمير المؤمنين حامل لواء الحسينعليهالسلام يوم الطف.
٤- الجَرْباءُ والمـَلْساءُ : السماءُ الدُّنيا.(ينظر: لسان العرب:١/٢٦٠ مادة جرب )، الخَضْراءُ: السماء لخُضْرَتِها (ينظر: لسان العرب : ٤/٢٤٥ مادة خضر) ورد في الحديث الشريف قوله (صلىاللهعليهوآله ): " ما أَظلَّت الخَضراء ولا أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ "
٥- المحض: الخالص، ومحضته: أخلصته (ينظر: لسان العرب: ٧/٢٢٧ مادة محض)
٦- في (ب): من حيث.
٧- البَرْك: كلكل البعير وصدره (ينظر: لسان العرب: ١٠/٣٩٧ مادة برك)، الشاعر يستعير كلكل البعير وصدره إلى كلكل المنايا.
٨- في(أ)و(ب): الطلا.
٩- الطلى: الرقاب، المرهفات: السيوف، الحوباء: النفس.
١٠- في(أ)و(ب): الضبا
١١- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( أَجْعَلْ بَيْنَکُمْ وَ بَيْنَهُمْ رَدْماً * آتُونِي زُبَرَ =
وَاسْتَقْبَلَتْ هَامَ الكُمَاةِ فَأَفْرَغَتْ |
قِطْراً عَلَى رَدْمِ السُّيُوفِ دِمَاءَهَا(١) |
|
كَرِهَ الحِمَامُ لِقَاءَهَا فِي ضَنْكِهِ |
لَكِنْ أَحَبَّ اللهُ فيهِ لِقَاءَهَا(٢) |
|
فَثَوَتْ بأَفْئِدَةٍ صَوَادْ لَمْ تَجِدْ |
رِيّاً يَبلُّ سِوى الرَّدَى أَحْشَاءَهَا |
|
تَغْلِي(٣) الهَوَاجِرُ مِنْ هَجيرِ غَلِيلِهَا |
إذْ كَانَ يُوْقِدُ حَرُّهُ رَمْضَاءَهَا(٤) |
|
مَا حَالُ صَائِمَةِ الجَوَانِحِ(٥) أَفْطَرَتْ |
بدمٍ وَهَلْ تَرْوِي(٦) الدِّمَا إظْمَاءَهَا؟(٧) |
|
مَا حَالُ عَافِرَةِ الجِسُومِ عَلَى الثَّرَى |
نَهَبَتْ سُيُوْفُ (أُمَيَّةٍ) أَعْضَاءَهَا؟ |
|
وَأَرَاكَ تُنْشِئُ يَا غَمَامُ عَلَى الْوَرَى |
ظِلاًّ وَتَرْوي مِنْ حَيَاكَ ظِمَاءَهَا(٨) |
|
وَقُلُوبُ ( أَبْنَاءِ النَّبيِّ) (صلىاللهعليهوآله ) تَفَطَّرَتْ |
عَطَشاً بقَفْرٍ أَرْمَضَتْ أَشْلاءَهَا(٩) |
____________________
=الْحَدِيدِ ) ( الكهف/٩٥-٩٦).
- الرَّدْمُ: السَّدُّ (ينظر: لسان العرب:٣/٢٠٧ مادة سدد)، الحفاء: نبت معروف، والآجامُ ومَنابتُ الحلفاء موطن الوحوش والسباع ومصدر للشر الداهم.
١- في (أ): هذا البيت غير موجود.
- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ) (الكهف/٩٦)
- القِطْرُ: النُّحاس(ينظر: لسلان العرب: ٥/١٠٥ مادة قطر).
٢- الضَّنْكُ: الضِّيقُ والشدّة (ينظر: لسان العرب: ١٠/٤٦٢ مادة ضنك).
٣- في(ب): يغلي.
٤- الهواجر: جمع الهاجِرَةُ نصف النهار عند زوال الشمس إِلى العصر وقيل في ذلك إِنه شدة الحر(ينظر: لسان العرب: ٥/٢٥٤ مادة هجر).
٥- الجوانح: النفوس، أخذها الشاعر من جناح الشيء: نفسه (ينظر: لسان العرب: ٢/٤٢٩ مادة جنح).
٦- في (ب): يروي.
٧- في (أ): هذا البيت يتأخر بعد الذي يليه مباشرة.
٨- في(ب): من حبال ضمائها.
- الحيا: المطر.
٩- الرَّمَضُ والرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ، ورَمِضَتْ أحشاءه: احترَقَتْ (ينظر: لسان العرب: ٧/١٦٠ مادة رمض).
وَأَمَضُّ مَا جَرَعَتْ مِنَ الغُصَصِ التي |
قَدَحَتْ بجَانِحَةِ الهُدَى إيرَاءَهَا(١) |
|
هَتْكُ الطُغَاةِ عَلَى ( بَنَاتِ مُحَمَّدٍ) (ص) |
حُجُبَ النُّبُوَّةِ خِدْرَهَا وَخِبَاءَهَا(٢) |
|
فَتَنَازَعَتْ أَحْشَاءَهَا حُرَقُ الجَوَى |
تَجَاذَبَتْ أَيْدِي العَدُوِّ رِدَاءَهَا |
|
عَجَباً لِحِلمِ اللهِ وَهيَ بعَيْنِهِ |
بَرَزَتْ تُطِيلُ عَوِيلَهَا وَبُكَاءَهَا |
|
وَيَرَى مِنَ الزَّفَرَاتِ تَجْمَعُ قَلْبَهَا |
بيَدٍ وَتَدْفَعُ فِي يَدٍ أَعْدَاءَهَا |
|
حَالٌ لِرُؤيَتِهَا وَإنْ شَمُتَ العِدَى |
فِيهَا فَقَدْ نَحَتِ الجَوَى أَحْشَاءَهَا(٣) |
|
مَا كَانَ أَوْجَعَهَا لِمُهْجَةِ (أَحْمَدٍ) (ص) |
وَأَمَضَّ فِي كَبَدِ ( الْبَتُوْلَةِ) (ع) دَاءَهَا |
|
تَرِبَتْ أَكُفُّكِ يَا (أُمَيَّةَ) إنَّهَا |
فِي (الغَاضِرِيَّةِ) تَرَّبَتْ أُمَرَاءَهَا(٤) |
|
مَا ذَنْبُ (فاَطِمَةٍ) (ع) وَحَاشَا فَاطِماً |
حَتَّى أَخَذْتِ بذَنْبهَا أَبْنَاءَهَا |
|
لا بلَّ مِنْكِ الْمُزْنُ غُلَّةَ عَاطِشٍ |
فِيْمَا سَقَيْتِ (بَنِي النَّبيِّ)(ص) دِمَاءَهَا(٥) |
|
فَعَلَيْكِ، مَا صَلَّى عَلَيْهَا اللهُ ،لَعْـ |
ـنَتُهُ يُشَابهُ عَوْدُهَا إبْدَاءَهَا |
|
بوَلاءِ أَبْنَاءِ الرِّسَالَةِ أَتَّقِي |
يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَوْلَهَا وَبَلاءَهَا |
|
آليتُ أُلزِمُ طَائراً ، مَدْحِي لَهُمْ، |
عُنْقِي إذا مَا اللهُ شَاءَ فَنَاءَهَا(٦) |
____________________
١ - أَمَضَّ: أحرق (ينظر: لسان العرب: ٧/٢٣٣ مادة مضض)، جرعت: بلعت (ينظر: لسان العرب: ٨/٤٦ مادة جرع)، الغُصص: جمع الغُصَّة وهي: الشَّجَا (ينظر: لسان العرب: ٧/٦٠ مادة غصص)، قَدَحَ بالزَّنْدِ: رام الإيراءَ به (ينظر: لسان العرب: ٥/٥٥٤ مادة قدح)، إِيراء النار اشعالها (ينظر: لسان العرب: ١٥/٣٨٩ مادة الوري).
٢ - الهَتْكُ: خَرْقُ السِّتْر (ينظر: لسان العرب: ١٠/٥٠٢ مادة هتك).
٣ - في(أ): هذا البيت غير موجود.
٤ - الغاضرَّية : قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء، فيها وقعت معركة الطف التي استشهد فيها الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه (عليهمالسلام )، وهي تنسب إلى غاضرة من بني أسد.
معجم البلدان: ٤/١٨٣
- تَربَ: لَصقَ بالتُّراب من الفَقْر (ينظر: لسان العرب: ١/٢٢٨ مادة ترب).
٥- المـَزْنُ: السحاب عامةٌ (ينظر: لسان العرب : ١٣/٤٠٦ مادة مزن).
٦- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَ کُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) (الإسراء/١٣).
لِيَرَى الإلَهُ ضَجِيْعَ قَلْبيْ حُبَّهَا |
وَضَجِيْعَ جِسْمِيْ مَدْحَهَا وَرِثَاءَهَا |
|
مَاذَا تَظُنُّ إذَا رَفَعْتُ وَسِيلَتِي |
للهِ حَمْدَ أَئِمَّتِي وَوَلاءَهَا؟ |
|
أَتُرَى يُقَلِّدُنِي صَحِيْفَةَ شِقْوَتِي |
وَيَبُزُّ عُنْقِي مَدْحَهَا وَثَنَاءَهَا(١) ؟ |
|
بَلْ أَيْنَ مِنْ عُنْقِي صَحِيفَتِيَ الَّتِي |
أَخْشَى وَقَدْ ضَمِنَ الوَلاءُ جَلاءَهَا؟ |
٢- وقال يرثي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهالسلام )(٢) :
[ من الرجز والقافية من المتدارك]
قُمْ نَاشِدِ الإسْلامَ عَنْ مُصَابهِ |
أُصِيْبَ (بالنَّبيِّ) (ص) أَمْ كِتَابهِ؟ |
|
أَمْ أَنَّ رَكَبَ الْمَوْتِ عَنهُ قَدْ سَرَى |
بالرُّوْحِ مَحْمُولاً عَلَى رِكَابهِ؟ |
|
بَلَى قَضَى نَفْسُ (النَّبيِّ)(ص) الْمُرْتَضَى(ع) |
وَأُدْرِجَ الْلَيْلَةَ فِيْ أَثْوَابهِ |
|
مَضَى عَلَى اهْتِضَامِهِ بغُصَّةٍ |
غَصَّ بهَا الدَّهْرُ مَدَى أَحْقَابهِ |
|
عَاشَ غَرِيْباً بَيْنَهَا وَقَدْ قَضَى |
بسَيْفِ أَشْقَاهَا عَلَى اغْتِرَابهِ |
____________________
١- بَزَّهُ: غلبه وغصبه (ينظر: لسان العرب: ٥/٣١٢ مادة بزر)
٢- التخريج: شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي٢/ هامش ٤٥٥، الأبيات (١-٣ فيه: بل قد قضى)، والبيت (٤) فيه: بغضة غض بها الدهر، والأبيات (٥-١٠ فيه: من فدغدا)، والأبيات: (١١-٣٤ فيه: في ذيابه)، والأبيات: (٣٦، ٣٧ فيه: ظلت طريق)، والبيت (٣٩) فيه: من بيابه، والأبيات(٤٠-٤٧ فيه: يأنس من عقابه)، والأبيات(٤٨-٥٢)، شعراء الحلة: ٢/٣٣٤ البيتان (٦، ٩وفيه: الاسلام)، الأنوار العلوية: ٣٩٤ الأبيات (١، ٢، ٣ وفيه النبى المصطفى، ٤، ٥-٩ وفيه وانقلب الإسلام، ١٦ وفيه ما لم يكن،( ٣٧، ٤١، ٤٣-٥٠، ٥٢، ٥٣، ١٩-٢٩)، وعلي في الكتاب السنة والأدب: ٥/١٤ الأبيات (١، ٢، ٣، ٦، ١٠، ١٢، ١٣،١٥، ١٦، ١٧، ٢٢، ٢٤، ٣٢، ٤٥، ٤٦، ٤٧، ٤٨، ٤٩، ٥٠، ٥٤)، وديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبي: ٧٨-٨٠ القصيدة كاملة (١-٥٤) وفيها: البيت: (٦) فيه: انضبن في انصابه، والبيت (٩) فيه: وانقلب الاسلام، والبيت (١٥) فيه: نضخوا دمي ، والبيت (٣٠) فيه: ساغهما، والبيت (٣٨) فيه: العجز ناقص، والبيت (٤٧) فيه: الف الهيحاء.