ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ٢
0%
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 241
مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: دواوين
الصفحات: 241
ديوان السيد حيدر الحلّي
حَقّقهَ
علي الخاقاني
الجزء الثاني
منشورات
مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
بيروت - لبنان
ص. ب 7120
بسم اللّه الرّحمن الرحيم
هذا جملة ما نظمه وما نثره المرحوم المبرور السّيد حيدر أبو سليمان ابن سليمان بن داود بن سليمان بن حيدر بن أحمد بن محمود بن شهاب بن علي بن محمد بن أبي عبد اللّه بن أبي القاسم ابن أبي البركات ابن القاسم ابن علي بن أبي طالب ابن محمد بن أبي علي عمر الشريف ابن يحيى بن أبي عبد اللّه الحسين النّسابة ابن أحمد المحدّث ابن أبي علي عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدّمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم (أفضل التحية والسّلام عليهم) كما قال:
نسبٌ عقدن أصوله |
بذوآئب العليا فروعه |
وكيفية ترتيب هذا الديوان: فالسيّد (تغمّده اللّه برحمته، وأسكنه فسيح جنّته) لمّا كان الغالب من شعره المدح والرثاء لأهل البيت (عليهم السّلام) صدّرنا غالب الفصول فيه بمدحهم ورثائهم (عليهم السّلام)، وكلّ حرفٍ من الحروف المذكورة مرتّب على فصول مدح ورثاء وعتاب.
وأمّا الشّعر: فقد رتّبناه على ثمانية وعشرون باباً:
الباب الأوّل: في الألف الممدودة
وهي على ثلاث فصول:
الفصل الأوّل: في المديح
قال (تغمدّه اللّه برحمته) يمدح النبي (صلّى اللّه عليه وآلهِ) في يوم مبعثه، ويمدح العسكريّين (عليهما السّلام)، ويهنئ به جناب فريد عَصره، وغرّة جبين دهره، العالم العامل، والمجتهد الفاضل، حجّة الإسلام، ومفزع الأنام، إنسان ناضرة الزّمن، السيّد ميرزا حسن الشّيرازي (أدام اللّه أيام إفادته بمحمدّ وآله، ومَنْ سلك من صحبه على منواله، إنّه على كلّ شيء قدير، وبالإجابة جدير)، قال:
أيّ بشرى كست الدنيا بهاءا |
قم فهني الأرض فيها والسماءا |
|
طبق الأرجاء منها أَرج |
عطرت نفحة ريّاه الفضاءا |
صورة أوّل صفحة من الديوان الذي خطّه الشاعر المطبوع، والخطيب المصقع، الشيخ قاسم نجل الشاعر الشيخ محمد الملاّ الحلّي سنة 1305 هـ، وقد قابلنا عليه هذا الديوان.
فذلك أليق وأحرى من جلب الوقيعة فيه وفيك؛ فلقد ثبت عندنا إنّ مَنْ بالغتما بتأييده، وشدّ أزرهِ وتشييده، هو العالم الربّاني، بل فرد الفضل الذي لولا مَنْ لا نصرّح به لحلفنا أنّه ليس له ثاني؛ إذ لو لم يكن عن سيدنا أخذ، وعلى قوله اعتمد، وإلى رأيه في جميع الأمور قد استند حتى صار من أهل الكشف والاستقامة، الذين تتنزّل عليهم الملائكة بالأسرار، لما نصّ عليه ربُّ الفضل بالإمامة.
فيا أيّها الرئيس الأجلّ: سبَقَ السيف العدل، ولبث قليلاً يلحق الهيجا حمر، فلقد أطلق غربه لساني، وحلف أن لا يكفكف من جري أمرهَم القلم بناني، حتى يأخذ غرار براعتي مأخذه، وحتى ينفذ غرب براعتي منفذه، والبادي أظلم، وسيعَلمُ أيّنا الذي يقرع السِنّ من النَدم:
ما المجدُ لا ما بناهُ لساني |
لا ما تزخرفهُ من البنيانِ |
|
وعلى جيدِ الفضلِ نظمُ فرائدي |
لا ما تنظمُ من فريدِ جمانِ |
|
يا فاخراً لا في ملابس مدحتي |
هذي ثيابُ الفخرِ لا ثوبانِ |
|
ومتناولاً لا في صلاتِ قصائدي |
هنَّ المكارمُ هنَّ لا قعبانِ |
|
ولقد صدقتُ فقلتُ أيّةُ حكمةٍ |
لمّا نطقتُ جرت بأيّ لسانِ |
|
مَنْ لم تصدّقهُ الفعالُ |
ضربَ عن الخليطِ والهذيانِ |
حرزه منشؤه الفقير إلى رحمة ربّه الغني
حيدر بن سليمان الحسيني الحلّي
صورة آخر صفحة من الديوان الذي خطّه السيّد حيدر الحلّي قابلنا عليه هذا المطبوع.
مقَدّمة
كلمة موجزة تفضّل بها الإمام المصلح الأكبر، حجّة الإسلام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء عندما مثل بين يديه هذا الديوان، واطّلع على ما فيه من زيادات وتحقيق، وضبط وفنّ في الإخراج:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
وله الحمد
من المعلوم أنّ دواوين الشعر كثيرة، ومتفاوتة في القوة والضعف، وكذلك تختلف في الحسن والإجادة، ولا شك أنّ أقواها وأحسنها ما وافق الواقع، وأصاب كبد الحقيقة، وكان من صميم الحقّ وقول الصدق، وإن صحَّ هذا في موضوع فأصحَّه ما قيل في مدائح أهل البيت (عليهم السّلام) ومراثيهم.
وهذا الديوان للشاعر الشهير السيّد حيدر (حشره اللّه مع أجداده الطاهرين)، قد حوى النفيس، بل الأنفس من المراثي والمدائح لأئمة الهدى، فشكر اللّه مساعي الأدباء الساعين لإعادة طبعه، واستقصاء الوسع في تصحيحه وجمعه، وحيّا اللّه كلَّ مَنْ سعى لإحياء مآثر أهل البيت وآثارهم، وتخليد مفاخرهم وأخبارهم، وخاصة الأديب المهذّب الأستاذ الشيخ علي الخاقاني، وفّق اللّه الجميع لمناصرة الحق والأخذ به بدعاء.
محمد الحسين آل كاشف الغطاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحماسة
قال (رحمه اللّه) متحمّساً:
وراءكِ اليوم عن لهوي وعن طرَبي |
فإنذ قلبيَ أمسى كعبةَ النوبِ |
|
لا تطمعي في وصالي إنَّ لي كبدا |
تهوى وصال العُلى لا الخُرَّد العرُبِ |
|
أبعدَ حفظي لأسباب العُلى زمنا |
أضيعها لك بين اللهو واللعبِ |
|
ما بتُّ مستمطرا من مقلتي جزعا |
نوء المدامع بين النؤى والطنبِ |
|
قدحُ الأسى البرق والرعد الحنين وأنـ |
فاسي الجنوبُ ودمعي ديمةُ السحبِ |
|
ولا صبا أبداً قلبي لغانيةٍ |
إذ ليس في حُسنها شغلي ولا أربي |
|
في السُمر لا السُمر (1) معقودٌ هوايَ وللـ |
بيض الظُبا ليس للبيض الظِبا طربَي |
|
وما عشقتُ سوى بكر العُلى أبدا |
ولستُ أخطبها إلاّ بذي شُطَب (2) |
|
وطالما صرفُ هذا الدهر قلَّبني |
فلم يكن لسوى العلياء منقلبي |
|
ما ضرَّني بين قومٍ خفضَ منزلتي |
ومنزلي فوق هام السبعة الشُهبِ |
|
وحسب نفسي وإن أصبحت ذا عُدُمِ |
من ثروةٍ أنّني مُثرٍ من الأدبِ |
|
ولست آسي (3) على عُمرٍ أطايبه |
أنفقتها في ابتغاء المجد في الكُرَب |
|
يأسى على العمر مَنْ باتت تقلبّهُ |
في مطرح الذلِّ كفُّ الخوفِ والرهبِ |
|
لم يسرق الدهرُ لي فضلاً ولا شرفا |
وما ادّعائي العُلى والمجد بالكذَبِ |
|
وإنّها لمساعٍ لا نظير لها ورثتها |
عن أبٍ من هاشمٍ فأبِ |
|
مِن معشرٍ عقدوا قِدما مآزرهم |
على العفاف وكانوا أنجبَ العَربِ |
|
والأرض لم تبقَ منها بقعة أبدا |
إلاّ سقوها برقراق الدمِ السربِ |
____________________
1 - السمر الأولى: الرماح. والثانية: الغيد الملاح.
2 - الشطب: جمع شطبة، وهي الخطّ في متن السيف. يقول: لست أخطب بكر العُلى إلاّ بالسيف.
3 - آسي: آسف.
ومنها:
حتفُ الحُماةِ ومقدامُ السراة له |
في الروعِ سطوةُ هجّامٍ على النوَبِ |
|
محضُ الضريبةِ مغوارُ الكتيبةِ محـ |
مودُ النقيبةِ يومَ السبقِ والغَلبِ |
|
في كفّهِ مرهفٌ ماضي المضاربِ في |
يومِ القراعِ تراهُ ساطعُ اللهبِ |
|
يمضي ولم يعتلق في شفرتيهِ دمٌ |
من سرعةِ القطعِ يومَ الروع والرهبِ |
|
في موقفٍ بين أنيابِ الحِمام به الآ |
سادُ لم تنجُ بالإقدام والهربِ |
|
أعيا المنيّةَ حتى أنّها سئمتْ |
قبضَ النفوسَ بهِ من شدَّة التعبِ |
وقال مستنهضاً الإمام الحجّة المنتظر (عليه السّلام) (1) :
يا غمرةٌ مَنْ لنا بمعَبرِها |
مواردُ الموتِ دونَ مصدرِها |
|
يطفحُ موجُ البلا الخطير بها |
فيغرقُ العقلُ في تصوّرِها |
|
وشدّةً عندها انتهت عِظمَا |
شدائدُ الدهرِ مَعْ تكثرِها |
|
ضاقت ولم يأتها مُفرِّجُها |
فجاشتِ النفسُ في تحيّرِها |
|
الآنَ رجسُ الضلالةِ استغرقَ الـ |
أرضَ فضجَّت إلى مطهّرِها |
|
وملّةُ اللّهِ غُيّرت فغدت |
تصرخُ للهِ من مُغيِّرِها |
|
مَنْ مخبري والنفوسُ عاتبةٌ |
ماذا يؤدّي لسانُ مخبرِها؟ |
|
لِمْ صاحبُ الأمرِ عن رعيته |
أغضى فغصَّت بجورِ أكفرِها؟ |
|
ما عذرُهُ نصبَ عينه اُخِذتْ |
شيعتُهُ وهو بينَ أظهُرِها |
|
يا غيرةَ اللهِ لا قرارَ على |
ركوبِ فحشائها ومنكرِها |
|
سيفُكَ والضرب إنّ شيعتكم |
قد بلغ السيفُ حزَّ منحرِها |
|
ماتَ الهدى سيّدي فقم وأمِت |
شمسَ ضُحاها بليلِ عثيرِها |
____________________
1 - نُظمت هذه القصيدة إثر عزم الوالي عمر باشا على تطبيق نظام التجنيد الإلزامي في العراق عام 1274 هـ، وقد وقعت حوادث هامّة في الفرات وقابلها الوالي بالعنف. راجع كتاب (الشعر السياسي العراقي) ص 194 - 197 للوائلي.
واترك منايا العدى بأنفسِهم |
تكثرُ في الروعِ من تعّثرِها |
|
لم يُشفَ من هذه الصدورِ سوى |
كسرُكَ صدرَ القنا بمُوغرِها |
|
وهذه الصحفُ محو سيفك للأ |
عمار منهم أمحي لأسطرِها |
|
فالنطفُ اليوم تشتكي وهي في الـ |
أرحامِ منها إلى مصورِّها |
|
فالله يا ابنَ النبيِّ في فئةٍ |
ما ذخرت غيركم لمحشرِها |
|
ماذا لأعدائها تقول إذا |
لم تنجها اليومَ من مدمّرِها |
|
أشُقةَ البعدِ دونكَ اعترضت |
أم حُجبت عنكَ عينُ مبصرِها؟ |
|
فهاكَ قلِّب قلوبنا ترَها |
تفطَّرت فيكَ من تنظّرِها |
|
كم سهرت أعينٌ وليسَ سوى |
انتظارِها غوثكم بمُسهرِها |
|
أينَ الحفيظُ العليمُ للفئة الـ |
مضاعةِ الحقِّ عند أفجرِها |
|
تغضي وأنتَ الأبُ الرحيمُ لها |
ما هكذا الظنُّ يا ابن أطهرِها |
|
إن لم تغثها لجُرمِ أكبرِها |
فارحم لها ضعفَ جرمِ أصغرِها |
|
كيفَ رقابٌ من الجحيم بكم |
حررَّها اللهُ في تبصُّرِها |
|
ترضى بأن تسترقّها عُصبٌ |
لم تلهُ عن نايها ومزمرِها |
|
إن ترضَ يا صاحبَ الزمانِ بها |
ودامَ للقومِ فعلُ منكرِها |
|
ماتت شعارُ الإيمان واندفنت |
ما بينَ خمرِ العدى وميسرِها |
|
أبعِدْ بها خطةً تُرادُ بها |
لا قرِّبَ اللهُ دارَ مؤثرِها |
|
الموتُ خيرٌ من الحياةِ بها |
لو تملكُ النفسُ من تخُيّرِها |
|
ما غرَّ أعداءنا بربِّهم |
وهو مليٌ بقصمِ أظهرِها |
|
مهلاً فللّهِ في برَّيته |
عوائدٌ جلَّ قدرُ أيسرِها |
|
فدعوةُ الناسِ إن تكن حُجبت |
لأنّها ساءَ فعلُ أكثرِها |
|
فرُبَّ حرَّى حشىً لواحدها |
شكت إلى اللهِ في تضوّرِها |
|
توشكُ أنفاسُها وقد صعدت |
أن تحرقَ القومَ في تسعُّرِها |
وقال متحمّساً:
سنامُ علائيَ لم يُقرَعِ |
وهضبةُ مجديَ لم تطلَعِ |
|
فقلْ لرجالٍ سعت جُهدها |
لتدركَ فوقَ السهى موضعي (1) |
|
ولو أنَّ للشمسِ أحسابها |
حياءً من الخزي لم تطلعِ |
|
قفي حيثُ أوقفكِ العجزُ أو |
فطيري لأمّ السما أو قعي |
|
فلستِ بحائزةٍ سعيَ مَنْ |
لهُ حوزةُ الشرفِ الأرفعِ |
|
فنحنُ بنو هاشمٍ لا نزالُ |
لنا الصدرُ في الجمعِ والمجمعِ |
|
ومن عزميَ البيضُ مطبوعةٌ |
ولولا مضائيَ لم تقطعِ |
وقال أيضاً:
ألفتُ قراعَ الخطبِ مذ أنا يافعُ |
فكيفَ تروعُ اليومَ قلبي الروائعُ |
|
لقد عركت منّي الليالي ابن حرَّةٍ |
على العركِ منهُ لا تلينُ الأخادعُ (2) |
|
وسيانِ عندي سلمُ دهري وحربُه |
وما هو مُعطٍ لي وما هو مانعُ |
|
لعمري ليصنع أيّما شاءَ إنّه |
حقيرٌ بعيني كلّ ما هو صانعُ |
|
سأنشدُ لا عجزاً ولكن تحمّسا |
ليَ اللهُ أيَّ الحادثاتِ أصانعُ |
|
وأيَّ الأعادي أتّقي وهمُ الحصى |
عديداً وكلُّ مجهرٌ ومصانعُ |
|
فحيثُ طرحتُ اللحظَ أبصرتُ منهمُ |
أخا حنقٍ شخصي لأحشاهُ صادعُ |
|
إذا ما رآني أزوَّرَ عنّيَ طرفهُ |
كأنّيَ رمحٌ بينَ جنبيهِ شارعُ |
|
وإنّي ولا فخرٌ، كفاني تغرُّدي |
تحاشدهم أنَّى حوتنا المجامعُ |
|
أُريهم بأنّي عن دُهاهم مغفلٌ |
وعندي لهم خبُّ (3) من العزمِ رادعُ |
|
كذئبِ الفضا تلقاهُ رخواً إذا مشى |
ويشتدُّ إن واثبتَهُ وهو قاطعُ |
____________________
1 - وفي نسخة: مطلعي.
2 - الأخادع: جمع أخدع، وهو عرق يتفرّع من الوريد.
3 - الخب: الرجل الخدّاع.
(ينامُ بإحدى مقلتيه ويتّقي |
بأخرى الأعادي فهو يقظانُ هاجعُ (1) |
وقال متحمّساً:
اضرب بسيفٍ أو لسانِ |
واطعن برمحٍ أو بنانِ |
|
يُغني اللسانُ عن المهنَّدِ |
والبنانُ عن السنانِ |
|
ورُمِ الفخار بهمّةٍ |
رجُحت على الشُّمِّ الرعانِ |
|
واسبقْ لغاياتِ المعالي |
مالكاً قصبَ الرهانِ |
|
مُت تحت ظلِّ المرهفاتِ |
فإنَّ هذا العمر فاني |
|
أو عِش كريماً في حياتك |
هاجراً دارَ الهوانِ |
|
وإذا رأيتَ العزَّ أبعدَ |
والهوانَ إليكَ داني |
|
فالحزمُ موتٌ باعتزازٍ |
لا حياةَ في هوانِ |
|
فالحرُّ إن سيمَ المذلّةَ |
صاحبَ العضب اليماني |
|
وإذا نبت فيه المعاهدُ |
حلَّ في كُورِ الهجانِ (2) |
وقال متحمّساً:
لا تحنّي إذا أخو الشوقِ (3) حنّا |
أنا يا ورقُ للشجا منك أدنى |
|
وعلى مائسِ الأراكِ تغنّي |
ودعي النوح للكئيبِ المعنّى |
|
ليتَ عهدي بحيِّ نعمان يغدو |
راجعاً والمحالُ ما أتمنّى |
|
نزلوا بالغضا فأضحت عليه |
أضلعي من ترادفِ الشوقِ تحنى |
|
لفتاةٍ في ذلك الحيِّ تغدو |
وهي من نشوة الصِبا تتثنّى |
____________________
1 - البيت لحميد بن ثور الهلالي يصف به الذئب؛ لأنّ العرب تزعم أنّ الذئب ينام بعين واحدة ويفتح الأخرى للحراسة، ويروي بأخرى المنايا.
2 - الكور: ما يوضع على البعير كالسرج على الفرس، والهجان: الإبل البيض.
3 - وفي نسخة: الوجد.
عوَّذت خدرَها الفوارسُ بالبيض |
وسمر الرماحِ ضرباً وطعنا |
|
أين منها متيّمٌ كلّما اشتاق |
إليها هفا غراماً وأنّا |
|
طوحته يدُ الليالي بهيماءَ |
فأمسى مستوحشَ الفكرِ مضنى |
|
نازحاً عن دياره تترامى |
فيهِ أيدي المطيِّ سهلاً وحَزنا |
|
قد رثى لي الأنامَ إنسٌ وجنٌ |
مذ شجيت الأنامُ إنساً وجنّا |
|
طرح الدهرُ كفّة الغدرِ يصطاد |
بها الماجدين في كلّ مغنى |
|
يبتغي ذلّهم ونقصَ عُلاهم |
ومحالٌ ما يبتغي الدهرُ منّا |
|
نحنُ أبناءُ هاشمٍ أربط العا |
لم جأشاً وأكثرُ الناسِ مَنّا |
|
قد قفونا آباءَنا الغرَّ بالما |
ل سخاءً وبالمكارم ضنّا |
المدائح
قال يمدح الحاج صالح كبّه:
فيا نيَّر الدنيا الذي بضيائه |
جلا عن محيِّاها ظلامَ الغياهبِ |
|
عجبتُ لمَنْ يبغي عُلاك بسعيه |
وما هو من أبناءِ هذي المطالبِ |
|
وما هو إلاّ كالمناسم لو سعتْ |
مدى الدهرِ لا تسمو سموَّ الغواربِ (1) |
|
وأعجبُ منه مَنْ يجاريك (2) في الندى |
وعندك يُلغى باسطاً كفَّ طالبِ |
|
يهابك إذ تبدو ومِرجل ضِغنه |
من الغيظِ يغلي (3) منه خلفَ الترائبِ |
|
ويطرقُ إجلالا بحيث تظنّه |
قد انعقدت أهدابهُ بالحواجبِ |
|
فحسبك فخراً أنَّ فرعك ينتمي |
لعرقِ عليٍّ في طينةِ المجدِ (4) ضاربِ |
|
ولو بنداك البحرُ يُقرنُ لم يكنْ |
بجنبِ نداك البحرُ نهلةَ شاربِ |
وقال يمدح السيد سلمان النقيب (5) ، وقد التمسه بعض الأشراف:
حدرتْ بأطرافِ البنانِ نقابَها |
مرحاً فأخجلَ حسنُها أترابَها (6) |
|
وجلت غداةَ تبسَّمت عن واضحٍ |
تستعذبُ العشّاقُ فيه عذابها |
|
قتّالةَ اللحظات، فهي إذا رنت |
وجَد المشوقُ سهامها أهدابها |
|
من حورِ (عدنٍ) أقبلت لكنَّها |
لم يحكِ مختومُ الرحيق رضابها |
|
سارقتُها النظرَ المريبَ بمقلةٍ |
لم تقضِ من لمحاتها آرابها |
____________________
1 - المناسم: مفرده منسم، طرف خفّ الإبل. الغارب: السنام، أعلى كلّ شيء.
2 - في الديوان المطبوع: يجاديك.
3 - وفيه: يغلو.
4 - وفي نسخة: العرب.
5 - هو السيد سلمان ابن السيد علي ابن السيد سلمان النقيب الكيلاني الملقّب بالمحض، تلقّى النقابة بعد أبيه ببغداد، وكان له قدر كبير عند ملوك آل عثمان ورجالات العراق، وكان مهيباً ذكيّاً، استطاع أن يمدّ نفوذه إلى كثير من بلدان العراق، توفّي ببغداد عام 1315 هـ، وتأريخ وفاته:
وثقتُ بالفردِ وأرّخته |
مضى نقيبُ الملكِ سلمانُ |
6 - جمع ترب: المتساويات في السن.
فرأيتُ في تلك الغلائلِ (1) طفلةً |
لم تدرِ إلاّ عطرها وخضابَها |
|
ولقد دعوتُ وما دعوتُ مجيبةً |
ودعَتْ بقلبي للهدى فأجابها |
|
أعقيلةَ الحيَيّن شقتُ فنوِّلي |
كبداً هوتك فكابدتْ أوصابها (2) |
|
ما دميةُ المحرابِ أنتِ بل التي |
تُنسين نُسّاكَ الورى محرابها |
|
وأسرُّ ما ضمَّ الضجيعُ غريرةً |
لبست شبابكَ لا نزعتَ شبابها |
|
يا هل سبتْكَ بلحنها ابنةُ نشوةٍ |
إن تشدُ رقصَّت الكؤوسَ حبابها |
|
بعثتْ حديث عبيرها لكَ في الصَبا |
فأرقَّ أنفاس الصَبا وأطابها |
|
طربتْ لوصلك فاصطفت لك دّلها |
وأتتك تغربُ في الهوى إغرابها |
|
وحبتك ما خلفَ النقاب وإنّها |
لمراشفٌ حدر (3) الهلالُ نقابها |
|
حدَرَته عن قمرٍ يودُّ رقيبه |
لو أنّها استغشت عليه ثيابها |
|
وانشق معطَّرة الثرى بمطارفٍ |
خطرتْ تجرُّ على الثرى هُدَّابها |
|
نضتْ الحجاب ولو عليها أسبلتْ |
تلك الفروعَ إذا أعدنَ حجابها |
|
هتكتْ أشعةُ نورها ستر الدجى |
وجلونَ من تلك الفجاج ضبابها |
|
فكأنَّ ليلة وصلها زنجيةٌ |
حنقتْ عليكَ فمزّقت جلبابها |
|
وكأنَّ أنجمها الثواقب في الدجى |
حدقٌ تراقبُ في الحجال كِعابها |
|
تحكي وقد قلقت أُميمةُ عندما |
وصفتْ لعينكَ قرطها وحقابها |
|
لا بل حكتْ قلقاً قلوبَ معاشرٍ |
ضمِنَ (النقيبُ) بعزّه إرهابها |
|
وأرى السهى خفيت خفاءَ عِداته |
لحقارةٍ حتى على مَن هابها |
|
خفَّت مراسيلُ الثناء بمُثقِلٍ |
في شكر أنعمهِ الثقال رقابها |
____________________
1 - الغلائل:الثياب الرقيقة.
2 - جمع وصب: السقم.
3 - في الديوان المطبوع: حسد.
لمقلّمٍ ظفرَ الخطوب بنجدةٍ |
قلقتْ لأفواه النوائبِ نابَها |
|
ملكٍ إذا استنهضته نهضتْ به |
هممٌ تدكُّ على السهولِ هضابها |
|
وإذا الحميَّة ألبستهُ حفيظةً |
نزعتْ لخيفته الضراغمُ غلبها |
|
فإذا المطالبُ دون قصدكَ أُرتجتْ |
فاقرعْ بهمّته، وحسبك بابها |
|
رضع المكارمَ ناشئاً في حجرها |
وكفى العظائمَ واطئاً أعقابها |
|
فوقاءُ طلعته الكريمة أوجهٌ |
جَعلت عن الوفد القطوب حجابها |
|
وفداءُ أنمله النديَّة أنملٌ |
لم تندَ لو قرض القريض إهابها |
|
ما زال يبتدئ المكارم غضَّةً |
حتى على الدنيا أعاد شبابها |
|
أبنى الزمان وراءكم عن غايةٍ |
ما فيكم مَنْ يستطيعُ طلابها |
|
كم تجذبون مطارفَ الفخر التي |
نسجتْ لسيد (هاشمٍ) فاجتابها |
|
اللهُ جلببه الرياسة فيكمُ |
أفعنه ينزع غيرُه جلبابها؟ |
|
فدعوا له صدرَ الوسادة واقعدوا |
قاصين عنها، لستمُ أربابها |
|
للفاطميّ (القادري) ومَنْ له |
حسبٌ من الأحساب كان لبابها |
|
تنميه من علياء (هاشم) اُسرةٌ |
وصل الإله بعرشه أنسابها |
|
أنتَ الذي ورث السيادة عن أبٍ |
ورث النبوةَ: وحيَها وكتابها |
|
أقررتَ أعين (غالبٍ) تحت الثرى |
وسررت ثمّ (قصيّها) و(كلابها) |
|
كانت مقلدَةً رقابَ مضاربٍ |
منها تعلّمت السيوفُ ضِرابها |
|
واليوم لو شهدتْ لسانك لانتضتْ |
منه بكلّ وقيعةٍ قِرضابها |
|
وأرى النقابة منكَ لابن سمائها |
ضرب الإلهُ على النجوم قبابها |
|
وأحلَّك الدار التي لجلالها |
عنت الملوكُ وقبَّلت أعتابها |
|
دارٌ تمنّى النيراتُ لو أنها |
لثمت بأجفانِ العيون ترابها |
|
هي منتدى شرفٍ من الدار التي |
كانت ملائكةُ السما حجّابها |
|
حزتم بني النبأ العظيم مآثراً |
حتى الملائك لا تطيق حسابها |
فيمَنْ تفاخرُ والورى بأكفكم |
جعل الإلهُ ثوابها وعقابَها |
|
كنتم على أولى الزمان رؤوسها |
شرقاً وكان سواكمُ أذنابها |
|
ولهاشمٍ في كلّ عصرٍ سيّدٌ |
يجدونهُ لصدوعهم رءابها (1) |
|
واليومَ أنت وحسبهم بك سيّدا |
لهم تروض من الأمورِ صعابها |
|
فحدتْ قوافي الشعرِ باسمك مذ لها |
راضت خلائقك الحسان صعابها (2) |
|
ولقد رأيتك في المكارم مسهبا |
فأطلنَ عندك في الثنا إسهابها |
|
فطرحنَ في أفناء مجدك ثقلها |
ونضونَ عن أنضائهن حقابها |
|
وأطفن منك بجنبِ أكرم منْ رعى (3) |
لبنى أرومة مجده أنسابها |
|
يطلبن منك عناية نسمو بها |
حتى نطاول في العُلى أربابها |
|
فإذا بمنْ لكَ تصطفيه خلطتنا |
كنّا لدائرة العُلى أقطابها |
|
ونرى لكَ الدنيا بعزِّك أعتبتْ |
منِ بعدما كنّا نملُّ عتابها |
|
يا منْ له انتهتِ العُلى من (هاشم) |
قد سدتَ هاشم شيبها وشبابها |
|
فاضرب خيامك في الذرى من مجدها |
واعقد بناصيةِ السهى أطنابها |
وقال يمدح بعض إخوانه:
هل الحبُّ إلاّ ما أذاب حشا الصبِ |
فإن لم تذبْ فيه فلا خيرَ في الحبِّ |
|
وخيرُ خليليكَ الصفيين مَنْ صفا |
لك الودُّ منه في بعادك والقربِ |
|
على النأي يُمسي ذا جفونٍ كأنّما |
تكلَّف أن يُحصى بها عدد الشهبِ |
|
ولا خير في ودِّ امرئٍ تستديمه |
بعتبٍ، وأوشك أن يزول مع العتبِ |
|
ألم ترني أصفيتُ ودِّي لماجدٍ |
كأنَّ على ما نابني قلبُه قلبي |
____________________
1 - الرءاب: الذي يصلح الصدع.
2 - الصعب في البيت السابق: ضد السهل. وفي البيت الثاني: الجمل المتروك الذي لم يرض.
3 - وفي نسخة: دعا.
وقال، وقد أرسلها في ضمن كتاب عن لسان الميرزا جعفر القزويني إلى السيد عبد الرحمن النقيب:
بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ |
أضاء حمى (الزوراء) من كل جانبِ |
|
طلعتَ طلوع البدر فيها فلم تدعْ (1) |
على الأرض فخراً للسما في الكواكبِ |
|
خلعت عليها من بهائكَ حُلةً |
بها اختالت اليوم اختيال الكواعبِ |
|
وألبستَها عِقداً من الفخر ناظما |
لها الدرَّ فيه وهو درُّ المناقبِ |
|
فما أنت إلاّ بحرُ علمٍ تتابعتْ |
عجائبه والبحر جمُّ العجائبِ |
|
وما أنت إلاّ روضُ فضل تحدّثتْ |
بريّاه أنفاسُ الصِبا والجنائبِ |
|
وما أنت إلاّ ديمةٌ مستهلةُ |
بعرفٍ من اللطف الإلهيِّ ساكبِ |
|
أخو هممٍ لو زاحم الدهرُ بعضها |
ثنته بصغراها حطيمَ المناكبِ |
|
سما مفرقَ الجوزاء مجدُك عاقدا |
ذوائبه منها عُلىً في الذوائبِ |
|
وجاراك (2) من قلنا له: أين مَنْ جرى |
على الأرضِ من مجرى النجوم الثواقبِ |
|
أرحْ غاربَ الأمالِ عنك فلم ينلْ |
مكانَ الدراري فوق هذي الغواربِ |
|
وراءك أبرادٌ لعلياء (3) لم تكنْ |
تمدُّ الثريا نحوها كفَّ جاذبِ |
|
فيابن المزايا (القادرية) أعجزتْ |
مزاياك في تعدادها كلَ حاسبِ |
|
غلبنا بك الصيدَ الكرام على العُلى |
فحقُك أن تُدعى بسيّد غالبِ |
|
يروقك ما قد طرَّزتْ لك وشيَه |
صناعُ القوافي لا صناعُ الكواعبِ |
|
فدمتَ على هام المجرَّة ساحبا |
مطارف فخرٍ طاهرات المساحبِ |
وقال يمدحه أيضاً (4) :
لقد قلتُ للأرضِ ادعتْ بنجومها: |
عليكِ السما فخراً فقالت: أجيبُها |
|
لئن هي بالإشراق منها تزيَّنتْ |
فما الفخرُ إلاّ حيث حلَّ (نقيبها) |
____________________
1 - في نسخة: يدع.
2 - وفي نسخة: وأجراك.
3 - في نسخة: وراءك عن أبراد علياء. وفي المطبوع: ودائك عن إيراد.
4 - لم يثبت البيتان في الديوان المطبوع.
وقال يمدح بعضهم:
يا خير مَنْ صنع الجميلَ |
لربّهِ متقرِّبا |
|
وحنا على أبناءِ فا |
طمةَ فكان لهم أبا |
|
ورعى حقوق المؤمنينَ |
ترؤفاً وتحدُّبا |
|
قد جئتَ في زمن القطيـ |
عةِ واصلاً من أتربا |
|
لحَظ الإله بك الكرا |
مَ فكنت مُنهض مَنْ كبا |
|
وحفظتَ ماء وجوههم |
عن أن يُراق ويُسكبا |
وقال يمدح السيد علي النقيب (1) ضمن رسالة بعث بها إليه عن لسان بعض سادة آل القزويني:
الفخرُ شاد بكم قبابَه |
والشعرُ زان بكم كعابه |
|
والعلمُ في الدنيا بثا |
قب فكركم أذكى شهابه |
|
لكم الكلامُ وأنتم |
أمراءُ معركةُ الخطابه |
|
مَنْ ذا يراجح حلمكم؟ |
والحلمُ ما زلتم هضابه |
|
أم مَنْ يطاولكم عُلاً |
ومن العُلى لكم الذؤابه |
|
لكم النبوّةُ، والإما |
مةُ، والسيادةُ، والنقابه |
|
مَنْ قال: لي فخرٌ كهـ |
ذا فليعِدَّ لنا انتسابه |
|
هذي الرياسة لا كمن |
كانت رياسته ثيابه |
____________________
1 - هو السيد علي ابن السيد سلمان بن مصطفى بن زين الدين الصغير ابن محمد درويش بن حسام الدين، من ذرية الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر الكيلاني، في طليعة الشخصيات العراقية في عصره، كان مهيباً عند سلاطين آل عثمان، ومحترماً عند ولاتهم الذين يفدون إلى بغداد، وكان نقيب أشراف بغداد خلفه في النقابة ولده السيد سلمان في 28 ربيع الأوّل من عام 1289 هـ، وقد توفّي هو في 24 ربيع الأوّل يوم السبت من العام نفسه، وخلف من الأولاد خمسة وهم: سلمان، عبد الرحمن، زين الدين، عبد اللّه، أحمد.
هتف الرجاءُ فكنتمُ |
بالفضلِ أوّل مَنْ أجابَه |
|
وحميتمُ ثغر العُلى |
وكذاك يحمي الليثُ غابه |
|
أنفتْ يداكم أن تسا |
جل بالندى حتى السحابه |
|
وبجودها حلفتْ بأن |
تدع الكرامَ ولا صُبابه (1) |
|
يا ابن الذين رواقُ عزِّ |
همُ يحجّب بالمهابه |
|
واللابسين رداءَ فخـ |
رهُم تطرزه النجابه |
|
ماذا أقول ومدحكم |
شحنَ الإلهُ به كتابه |
وقال يمدح صبحي بك عن لسان العلاّمة السيد ميرزا جعفر القزويني:
لتلق (2) ملوكُ الأرضِ طوعاً يدَ الصلح |
حذار حسامٍ صاغه الله للفتحِ |
|
وأجرى فرنداً فيه من جوهرِ العُلى |
غدا يخطفُ الأبصارَ باللمعِ واللمحِ |
|
فكم شقَّ فجراً من دجى ليل حادثٍ |
وأضحك للأيام من أوجهٍ طلحِ |
|
لو الدولة الغراءُ يوماً تفاخرتْ |
مع الشمس قالت أين صبحك من (صبحي) |
|
فتىً في صريح المجدِ يُنمى لمعشرٍ |
بيوتهم في المجدِ سامية الصرحِ |
|
فتىٍ ولدتْ منه النجابةُ حازماً |
بعيدَ مجالٍ يرفدُ الملكَ بالنصحِ |
|
أغرُّ لسيماء العُلى في جبينه |
سناً في حشاً الحسّادِ يذكى جوى البرحِ |
|
له طلعةٌ غرّاء دائمةُ السنا |
هي الشمس لو تُمسي هي البدرُ لو يُضحي (3) |
|
هو البحرُ، بل لا يشبه (4) البحرُ جودَه |
وهل يستوي العذبُ الفرات مع الملحِ |
____________________
1 - الصبابة: آخر قطرات الماء في الإناء.
2 - وفي مخطوطة الملاّ: لتلو.
3 - في الديوان المطبوع: لو تضحي، كذا أثبت الأصل في النسخ الثلاث، وفي نسخة (هي البدر لو تمسي، هي الشمس لو تضحي).
4 - في الديوان المطبوع: هي البحر، ولا بل: جاءت في المخطوطتين.
يزوّجُ آمالَ العفاةِ بجوده |
ويقرنهُ في الحالِ في مولدِ النجحِ |
|
ويبسط كفّاً رطبة من سماحةٍ |
إذا قبضَ اليبسُ الأكفَّ من الشحِ |
|
أرى المدحَ في الأشرافِ أفضل زينةٍ |
ولكنّه في فضلهِ شرف المدحِ |
|
هو السيفُ، بل لا (1) يفعلُ السيفُ فعله |
بقومٍ على الأضغانِ مطويّة الكشحِ |
|
فقاتلُ أهلَ الضغنِ بالبطشِ لم يكن |
كقاتلِ أهلِ الضغنِ بالبطشِ والصفحِ |
|
هو الرمحُ سلْ عنه فؤادَ حسوده |
بما بات يلقى من شبا ذلك الرمحِ |
|
تجدْه كليماً وهو أعدل شاهدٍ |
فيا شاهداً أضحى يعدِّلُ بالجرح (2) |
|
إليكَ ابن أمّ المجدِ (3) عذراء تجتلى |
كأنَّ محيّا وجهها فلقُ الصبحِ |
|
بها أرجٌ من طيب ذكرك نشره |
يعطّر أنفاس الصبا لك بالنفحِ |
|
تودُّ بناتُ النظم أنْ لو حكينَها |
ويا بعدَ ما بين الملاحةِ والقبحِ |
|
لقد فاز فيها قدحُك اليوم مثلما |
غدت وهي فيك اليوم فائزة القدحِ |
|
فليس لها كفُّ سواكَ ولم يكن |
يليقُ سواها فيك من خرَّد المدحِ |
وقال مادحاً الحاج محمد صالح كبّه:
لا زلت يا ربع الشبابِ حميدا |
باقٍ وإن خلقَ الزمانُ جديدا |
|
ما أنتَ للعشاق إلاّ جنَّةٌ |
صحبوا بها العيشَ القديمَ رغيدا |
|
أيام كان العيشُ غضاً ناعما |
والدهرُ مقتبلَ الشبابِ وليدا |
|
والدار طيّبة الثرى ممّا بها |
يسحبنَ ربّات الخدور برودا |
|
يستاف زائرُها ثراها عنبرا |
فيكذِّبَن طرفاً يراه صعيدا |
|
يعطو إلى عذبات فرع أراكةٍ |
ظبيُّ تفيأَ ظلَّها الممدودا |
|
غنجٌ يسلُّ من اللواحظ مرهفا |
يغدو عليه قتيله محسودا |
____________________
1 - في المخطوطتين: لا بل.
2 - أجمل تورية جاء بها الشاعر في هذا البيت.
3 - في الديوان المخطوط: ابن أمّ الموت.