الأئمة الاثنا عشر

الأئمة الاثنا عشر0%

الأئمة الاثنا عشر مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 116

الأئمة الاثنا عشر

مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
تصنيف:

الصفحات: 116
المشاهدات: 66816
تحميل: 9003

توضيحات:

الأئمة الاثنا عشر
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 116 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 66816 / تحميل: 9003
الحجم الحجم الحجم
الأئمة الاثنا عشر

الأئمة الاثنا عشر

مؤلف:
العربية

السؤال الأول: كيف يكون إماماً وهو غائب؟ وما فائدته؟

إنّ القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة، هو الغاية من تنصيب الإمام، أو اختياره، وهو يتوقف على كونه ظاهراً بين أبناء الأمّة، مشاهداً لهم، فكيف يكون إماماً قائداً، وهو غائب عنهم؟!

والجواب: على وجهين نقضاً وحلاً.

أمّا النقض: فإنّ التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرّف على أولياء الله، وأنّهم بين ظاهرٍ قائم بالأمور ومُختَفٍ قائم بها من دون أن يعرفه الناس.

إنّ كتاب الله العزيز يعرّفنا على وجود نوعين من الأئمّة والأولياء والقادة للأمّة، وليّ غائب مستور، لا يعرفه حتى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسىعليه‌السلام بقوله:( فَوَجَدا عَبداً مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلماً * قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ على أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمتَ رُشداً ) الآيات(١) .

ووليّ ظاهر باسط اليد، تعرفه الأمّة وتقتدي به.

فالقرآن اذن يدلّ على أنّ الولي ربّما يكون غائباً، ولكنّه مع ذلك لا يعيش في غفلة عن أُمّته، بل يتصرّف في مصالحها ويرعى شؤونها، من دون أن يعرفه ابناء الأمّة.

فعلى ضوء الكتاب الكريم، يصحّ لنا أن نقول بأنّ الولي إمّا ولي حاضر مشاهد، أو غائب محجوب.

وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعيّ، يقول كميل: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فأخرجني إلى الجبّان، فلمّا أصحر، تنفَّس الصعداء، وكان مما قاله « اللهّم بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّةٍ، إمّا ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً لئلاّ تبطل حُجج الله وبيِّناته»(٢) .

وليست غيبة الإمام المهدي، بدعاً في تاريخ الأولياء، فهذا موسى بن عمران، قد غاب عن قومه قرابة أربعين يوماً، وكان نبيّاً وليّاً، يقول سبحانه:( وواعَدنا موسى ثلاثينَ لَيلةً وأتممناها بِعَشرٍ فَتمَّ ميقاتُ ربِّهِ أربعينَ لَيلةً * وقالَ مُوسى لأخيهِ هارونَ اخلُفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيلَ المفسدين ) (٣) .

___________________

(١) الكهف / ٦٥ _ ٨٢.

(٢) نهج البلاغة بتعليقات عبده، ج ٤، ص ٣٧ قصار الحكم، الرقم ١٤٧.

(٣) الأعراف / ١٤٢.

١٠١

وهذا يونس كان من أنبياء الله سبحانه، ومع ذلك فقد غاب في الظلمات كما يقول سبحانه:( وذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فظَنَّ أن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادى في الظُّلُماتِ أن لا إِله إلاّ أنت سُبحانكَ إِنّي كُنتُ من الظَّالمين * فاستجبنا له ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وكذلك نُنجي المُؤمنين ) (١) .

أولم يكن موسى ويونس نبيَّين من أنبياء الله سبحانه؟ وما فائدة نبي يغيب عن الأبصار، ويعيش بعيداً عن قومه؟

فالجواب في هذا المقام، هو الجواب في الإمام المهديعليه‌السلام ، وسيوافيك ما يفيدك من الانتفاع بوجود الإمام الغائب في زمان غيبته في جواب السؤال التالي.

وأمّا الحلّ: فمن وجوه:

الأوّل: إنّ عدم علمنا بفائدة وجوده في زمن غيبته، لا يدلّ على عدم كونه مفيداً في زمن غيبته، فالسائل جَعَلَ عدم العلم، طريقاً إلى العلم بالعدم!! وكم لهذا السؤال من نظائر في التشريع الإسلامي، فيقيم البسطاء عدم العلم بالفائدة، مقام العلم بعدمها، وهذا من أعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية، ولا شك أنّ عقول البشر لا تصل إلى كثير من الأمور المهمّة في عالم التكوين والتشريع، بل لا تفهم مصلحة كثير من سننه،، وإن كان فعله سبحانه منزّهاً عن العبث، بعيداً عن اللغو.

وعلى ذلك فيجب علينا التسليم أمام التشريع اذا وصل الينا بصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غَيبته.

الثاني: إنّ الغَيبَة لا تلازم عدم التصرف في الأمور، وعدم الإستفادة من وجوده، فهذا مصاحب موسى كان ولياً، لجأ إليه أكبر أنبياء الله في عصره، فقد خرق السفينة التي يمتلكها المستضعفون ليصونها عن غصب الملك، ولم يَعلَم أصحاب السفينة بتصرّفه، وإلاّ لصدُّوه عن الخرق، جهلاً منهم بغاية عمله. كما أنّه بنى الجدار، ليصون كنز اليتيمين، فأي مانع حينئذ من أن يكون للإمام الغائب في كلّ يوم وليلة تصرّف من هذا النمط من التصرّفات. ويؤيد ذلك ما دلّت عليه الروايات من أنّه يحضر الموسم في أشهر الحج، ويحجّ ويصاحب الناس، ويحضر المجالس، كما دلّت على أنّه يغيث المضطرين، ويعود المرضى، وربّما يتكفّل _ بنفسه الشريفة _ قضاء حوائجهم، وإن كان الناس لا يعرفونه.

___________________

(١) الأنبياء / ٨٧ _ ٨٨.

١٠٢

الثالث: المُسَلّم هو عدم إمكان وصول عموم الناس إليه في غَيبته، وأمّا عدم وصول الخواص اليه، فليس بأمر مسلّم، بل الذي دلّت عليه الروايات خلافه، فالصلحاء من الأمّة الذين يُستَدَرُّ بهم الغمام، لهم التشرّف بلقائه، والاستفادة من نور وجوده، وبالتالي تستفيد الأمّة بواسطتهم.

الرابع: لا يجب على الإمام أن يتولّى التصرّف في الأمور الظاهرية بنفسه، بل له تولية غيره على التصرف في الامور كما فعل الإمام المهدي _ أرواحنا له الفداء _ في غَيبته. ففي الغيبة الصغرى، كان له وكلاء أربعة، يقومون بحوائج الناس، وكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرّة بهم. وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام، للقضاء واجراء سياسات، وإقامة الحدود، وجعلهم حجة على الناس، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن التحريف، وبيان الأحكام، ودفع الشبهات، وبكل ما يتوقّف عليه نظم أمور الناس(١) .

وإلى هذه الأجوبة أشار الإمام المهديعليه‌السلام في آخر توقيع له إلى بعض نوّابه، بقول:«وأمّا وجهُ الإنتفاع بي في غَيبتي، فكالإنتفاع بالشَّمسِ إذا غيّبَها عن الأبصار السحاب» (٢) .

___________________

(١) المراد من الغيبة الصغرى، غيبته _ صلوات الله عليه _ منذ وفاة والده عام ٢٦٠ هجري الى عام ٣٢٩ هجري، وقد كانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بواسطة وكلائه الأربعة: الشيخ ابي عمرو عثمان بن سعيد العمري، وولده الشيخ ابي جعفر محمّد بن عثمان، والشيخ ابي القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت، والشيخ ابي الحسن علي بن محمد السَّمري.

والمراد من الغيبة الكبرى: غيبته من تلك السنة الى زماننا هذا، انقطعت فيها النيابة الخاصّة عن طريق أشخاص معينين، وحلّ محلّها النيابة العامّة بواسطة الفقهاء والعلماء العدول، كما جاء في توقيعه الشريف: «وأمّا الحوادث العامّة، فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله عليهم» (كمال الدين، الباب ٤٥، ص ٤٨٤).

(٢) الصدوق: كمال الدين، الباب ٤٥، ص ٤٨٥ الحديث ٤. وقد ذكر العلاّمة المجلسي في وجه تشبيهه بالشمس اذا سترها السحاب، وجوهاً، راجعها في بحار الأنوار ج ٥٢ الباب ٢٠ ص ٩٣ _ ٩٤.

١٠٣

السؤال الثاني: لماذا غاب المهديعليه‌السلام ؟

إنّ ظهور الإمام بين الناس، يترتّب عليه من الفائدة ما لا يترتب عليه في زمن الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتى حرموا من الإستفادة من وجوده، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟

الجواب:

إنّ هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:

أمّا النقض: فبما ذكرناه في الإجابة عن السؤال الأوّل، فانّ قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لا يجرّنا الى إنكار المتضافرات من الروايات، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولى من ردّ الروايات المتواترة، بل هو المتعيّن.

وأمّا الحلّ: فإنّ أسباب غيبته، واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات، فإنّ الإمام المهديعليه‌السلام هو آخر الأئمّة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزّة الإسلام بهم، ومن المعلوم أنّ الحكومات الإسلامية لم تُقدَّرهُم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم في السجون، وتريق دماءهم الطاهرة، بالسيف او السمّ، فلو كان ظاهراً، لاقدموا على قتله، إطفاءً لنوره، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة ان يكون مستوراً عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لايعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعدادٍ خاص في العالم لقبوله، والإنضواء تحت لواء طاعته، حتى يحقّق الله تعالى به ما وعد به الأمم جمعاء من توريث الأرض للمستضعفين.

وقد ورد في بعض الروايات إشارة الى هذه النكتة، روى زرارة قال: سمعت أبا جعفر (الباقرعليه‌السلام ) يقول: إنّ للقائم غَيبة قبل أن يقوم، قال: قلت: ولِمَ؟ قال: يخاف. قال زارة: يعني القتل.

وفي رواية أخرى: يخاف على نفسه الذبح(١) .

وسيوافيك ما يفيدك عند الكلام عن علائم ظهوره.

___________________

(١) لاحظ كمال الدين، الباب ٤٤ ص ٢٨١ الحديث ٨ و٩ و١٠.

١٠٤

السؤال الثالث: الإمام المهدي وطول عمره:

إنّ من الأسئلة المطروحة حول الإمام المهدي، طول عمره في فترة غَيبته، فإنّه ولد عام ٢٥٥ هجري، فيكون عمره إلى الأعصار الحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاماً، فهل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنساناً هذا العمر الطويل؟

والجواب:

من وجهين، نقضاً وحلاً.

أمّا النقض: فقد دلّ الذكر الحكيم على أنّ شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة، قال تعالى:( فَلَبِثَ فيهم أَلفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمسينَ عاماً ) (١) .

وقد تضمّنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمّرين، وذكرت أحوالهم في سِفر التكوين(٢) .

وقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمّرين، ككتاب «المعمّرين» لأبي حاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدُّة منهم في كتاب «كمال الدين»(٣) ،

والعلاّمة الكراجكي في رسالته الخاصّة، باسم «البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان»(٤) ، والعلاّمة المجلسي في البحار(٥) ، وغيرهم.

وأمّا الحلّ: فأنّ السؤال عن إمكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرّف على سعة قدرة الله سبحانه:( وما قدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ ) (٦) ، فإنّه إذا كانت حياته وغيبته وسائر شؤونه، برعاية الله سبحانه، فأي مشكلة في أن يمدّ الله سبحانه في عمره ما شاء، ويدفع عنه عوادي المرض ويرزقه عيش الهناء.

وبعبارة أُخرى: إنّ الحياة الطويلة إمّا ممكنة في حد ذاتها أو ممتنعة، والثاني لم يقل به احد، فتعيّن الأوّل، فلا مانع من أن يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من أغراض التشريع.

___________________

(١) العنكبوت / ١٤.

(٢) التوراة، سفر التكوين، الإصحاح الخامس، الجملة ٥، وذكر هناك أعمار آدم، وشيث ونوح، وغيرهم.

(٣) كمال الدين، ص ٥٥٥.

(٤) الكراجكي: البرهان على طول عمر صاحب الزمان، ملحق ب «كنز الفوائد»، له أيضاً، الجزء الثاني. لاحظ في ذكر المعمرين ص ١١٤ _ ١٥٥، ط دار الأضواء، بيروت ١٤٠٥ هجري.

(٥) بحار الأنوار ج ٥١، الباب ١٤، ص ٢٢٥ _ ٢٩٣.

(٦) الأنعام / ٩١.

١٠٥

أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة، من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحة، وأنّ موت الإنسان في فترة متدنية، ليس لقصور الإقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولو أمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره ما شاء.

وهناك كلمات ضافية من مَهَرة علم الطب في إمكان إطالة العمر، وتمديد حياة البشر، نشرت في الكتب والمجلات العلمية المختلفة(١) .

وبالجملة، اتّفقت كلمة الأطباء على أنّ رعاية أُصول حفظ الصحّة، توجب طول العمر، فكلّما كثرت العناية برعاية تلك الأصول، طال العمر، ولاجل ذلك نرى أنّ الوفيات في هذا الزمان، في بعض الممالك، أقلّ من السابق، والمعمّرين فيها أكثر من ذي قبل، وما هو إلاّ لرعاية أُصول الصحّة، ومن هنا أُسّست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقرّرات خاصة وحدود معيّنة، جارية على قوانين حفظ الصحّة، فلو فرض في حياة شخص إجتماع موجبات الصحّة من كلّ وجه، طال عمره إلى ما شاء الله.

وإذا قرأت ما تُدَوِّنه أقلام الأطباء في هذا المجال، يتّضح لك معنى قوله سبحانه:( فَلَو لا أنّه كانَ مِنَ المُسَبِّحينَ * لَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ ) (٢) .

فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان، في أعماق المحيطات، ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان، على اليابسة، في أجواء طبيعية، تحت رعاية الله وعنايته، إلى ما شاء الله؟

السؤال الرابع: علائم ظهورهعليه‌السلام ما هي؟

إذا كان للإمام الغائب، ظهور بعد غيبة طويلة، فلابدّ من أن يكون لظهوره علائم وأشراط تخبر عن ظهوره، فما هي هذه العلائم؟

الجواب:

إنّ ما جاء في كتب الأحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين:

قسم هو من أشراط الساعة وعلامات دنو القيامة.

وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر.

___________________

(١) لاحظ مجلة المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعة والخمسين.

(٢) الصافات / ١٤٣ و١٤٤.

١٠٦

وربّما وقع الخلط بينهما في الكتب، ونحن نذكر القسم الثاني منهما، وهو عبارة عن أُمور عدّة منها:

١ _ النداء في السماء.

٢ _ الخسوف والكسوف في غير مواقعهما.

٣ _ الشقاق والنفاق في المجتمع.

٤ _ ذيوع الجور والظلم والهرج والمرح في الأمّة.

٥ _ ابتلاء الإنسان بالموت الأحمر والأبيض.

٦ _ قتل النفس الزكية.

٧ _ خروج الدجّال.

٨ _ خروج السفياني.

وغير ذلك مما جاء في الأحاديث الإسلامية(١) . هذه هي علامات ظهوره، ولكن هناك أُموراً تمهّد لظهوره، وتسهّل تحقيق أهدافه نشير إلى أبرزها:

١ _ الاستعداد العالمي: والمراد منه أنّ المجتمع الإنساني _ وبسبب شيوع الفساد _ يصل إلى حدّ، يقنط معه من تحقّق الإصلاح بيد البشر، وعن طريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة، وأنّ ضغط الظلم والجور على الإنسان يحمله على أن يُذعن ويُقرّ بأنّ الإصلاح لا يتحّقق إلاّ بظهور إعجاز إلهي، وحضور قوّة غيبية، تدمّر كلّ تلك التكتلات البشرية الفاسدة، التي قَيَّدَت بأسلاكها أعناق البشر.

٢ _ تكامل العقول: إنّ الحكومة العالمية للإمام المهديعليه‌السلام لا تتحقّق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء، وإنّما تتحّقق برغبة الناس إليها، وتأييدهم لها، لتكامل عقولهم ومعرفتهم. يقول الإمام الباقرعليه‌السلام في حديث له يرشد فيه إلى أنّه إذا كان ذلك الظرف، تجتمع عقول البشر وتكتمل أحلامهم:« إذا قام قائمنا، وَضَعَ الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم» (٢) .

___________________

(١) لاحظ للوقوف على هذه العلائم، بحار الأنوار ج ٥٢، الباب ٢٥، ص ١٨١ _ ٣٠٨. كتاب المهدي، للسيد صدر الدين الصدر ( م ١٣٧٣ هجري). ومنتخب الأثر، ص ٤٢٤ _ ٤٦٢.

(٢) منتخب الأثر، ص ٤٨٣.

١٠٧

فقولهعليه‌السلام : فيجمع بها عقولهم، بمعنى أنّ التكامل الإجتماعي يبلغ بالبشر إلى الحدّ الذي يَقبَلُ فيه تلك الموهبة الإلهية، ولن يترصّد للثورة على الإمام والإنقلاب عليه، وقتله أو سجنه.

٣ _ تكامل الصناعات: إنّ الحكومة العالمية الموحّدة لا تتحقق إلاّ بتكامل الصناعات البشرية، بحيث يسمع العالم كلّه صوته ونداءه، وتعاليمه وقوانينه في يومٍ واحدٍ، وزمنٍ واحدٍ.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :«إنّ المؤمنَ في زمان القائم، وهو بالمشرق يرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق» (١) .

٤ _ الجيش الثوري العالمي: إنّ حكومة الإمام المهديعليه‌السلام وإن كانت قائمة على تكامل العقول، ولكن الحكومة لا تستغني عن جيش فدائي ثائر وفعّال، يُمَهِّد الطريق للإمامعليه‌السلام ، ويواكبه بعد الظهور إلى تحقّق أهدافه وغاياته المتوخّاة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

___________________

(١) منتخب الأثر، ص ٤٨٣.

١٠٨

فهرس مصادر الكتاب

_ نبدأ تبركاً بالقرآن الكريم.

_ حرف الألف _

١ _ الاتحاف بحب الأشراف: الشبراوي: عبد الله بن محمد، المطبعة الأدبية، مصر.

٢ _ اثبات الهداة: الحر العاملي: محمد بن الحسن (م ١١٠٤ هجري) المطبعة العلمية، قم المقدسة.

٣ _ اثبات الوصية: المسعودي: علي بن الحسين بن علي (م ٣٤٥ هجري) قم المقدسة _ ١٤٠٤ هجري.

٤ _ الاحتجاج: أبو منصور: أحمد بن علي الطبرسي ( من أعلام القرن السادس الهجري) مؤسسة الأعلمي، بيروت _ ١٤٠٣ هجري.

٥ _ الارشاد: المفيد: محمد بن محمد بن النعمان (م ٤١٣ هجري) قم المقدسة _ ١٤٠٢ هجري.

٦ _ الاصابة: ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (م ٨٥٢ هجري) دار احيار التراث العربي، بيروت.

٧ _ اعلام الورى: الطبرسي: الفضل بن الحسن ( ٤٧١ _ ٥٤٨ هجري) طبع إيران.

٨ _ أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين العاملي (م ١٣٧١ هجري) دار التعارف، بيروت.

٩ _ الأغاني: أبو الفرج الاصفهاني: علي بن الحسين(٣٥٦ هجري) دار احياء التراث العربي،، بيروت.

١٠ _ الإلهيات: محمد مكي العاملي من محاضرات الشيخ جعفر السبحاني، الدار الإسلامية، بيروت _ ١٤١٠ هجري.

١١ _ الإمام علي صوت العدالة الإنسانية: جورج جرداق، دار الروائع، بيروت.

١٢ _ الإمامة والسياسة: ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم الدينوري ( م ٢٧٦ هجري) مطبعة مصطفى محمد، مصر.

١٠٩

_ حرف الباء _

١٣ _ بحار الأنوار: العلاّمة محمد باقر المجلسي (م ١١١٠ هجري) مؤسسة الوفاء، بيروت _ ١٤٠٣ هجري.

١٤ _ البداية والنهاية: ابن كثير: الحافظ أبو الفداء (م ٧٧٤ هجري) دار الفكر، بيروت _ ١٤٠٢ هجري.

١٥ _ البرهان على طول عمر الإمام صاحب الزمان: أبو الفتح: محمد بن عثمان الكراجكي (م ٤٤٩ هجري).

١٦ _ بين يدي الساعة: الدكتور عبد الباقي المعاصر.

_ حرف التاء _

١٧ _ تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي: أحمد بن علي ( م ٤٦٣ هجري) المكتبة السلفية، المدينة المنورة.

١٨ _ تاريخ الخلفاء: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ( ٨٤٩ _ ٩١١ هجري) مطبعة المدني، القاهرة _ ١٣٨٣ هجري.

١٩ _ تاريخ الطبري المسمّى (تاريخ الأمم والملوك): محمد بن جرير (م ٣١٠ هجري) مؤسسة الأعلمي، بيروت.

٢٠ _ تاريخ مدينة دمشق: ابن عساكر: علي بن الحسين بن هبة الله (٠٠ ٥_ ٥٧٣ هجري) دار التعارف، بيروت _ ١٣٩٥.

٢١ _ تحف العقول: الحرّاني: الحسن بن علي (من أعلام القرن الرابع الهجري) مؤسسة الأعلمي، بيروت _ ١٣٩٤ هجري.

٢٢ _ تذكرة الخواص: سبط ابن الجوري (٥٨١ _ ٦٥٤ هجري) مؤسسة أهل البيت، بيروت _ ١٤٠١ هجري.

٢٣ _ ترجمة الآثار الباقية: أبو ريحان البيروني.

٢٤ _ تفسير مفاتيح الغيب: محمد بن عمر الخطيب الرازي ( ٥٤٤ _ ٦٠٦ هجري) دار احياء التراث العربي، بيروت.

٢٥ _ التوحيد: الصدوق: محمد بن بابويه القمي ( ٣٠٦ _ ٣٨١ هجري) مكتبة الصدوق، طهران.

١١٠

_ حرف الثاء _

٢٦ _ ثمار القلوب: الثعالبي.

_ حرف الجيم _

٢٧ _ جامع الأصول: ابن الاثير الجزري: المبارك بن محمد (٥٤٤ _ ٦٠٦ هجري) دار الفكر، بيروت _ ١٤٠٣ هجري.

٢٨ _ جنّة المأوى: محمد حسين كاشف الغطاء (م ١٣٧٣ هجري) مكتبة الحقيقة، تبريز _ ١٣٨٠ هجري.

_ حرف الحاء _

٢٩ _ حلية الأولياء: أبو نعيم: احمد بن عبد الله الاصبهاني (م ٤٣٠ هجري) دار الكتاب العربي، بيروت _ ١٣٨٧ هجري.

_ حرف الخاء _

٣٠ _ الخصال: الشيخ الصدوق: محمد بن بابويه (م ٣٨١ هجري) منشورات دار النشر الإسلامي، قم المقدسة _ ١٤٠٣ هجري.

_ حرف الراء _

٣١ _ ربيع الأبرار: الزمخشري: محمود بن عمر (٤٦٧ _ ٥٣٨ هجري) منشورات الشريف الرضي، قم المقدسة _ ١٤١٠ هجري.

٣٢ _ الرجال: النجاشي: أحمد بن علي ( ٣٧٢ _ ٤٥٠ هجري) بيروت _ ١٤٠٩ هجري.

_ حرف الزاي _

٣٣ _ زهر الآداب: الحصري.

_ حرف السين _

٣٤ _ سفينة البحار: الشيخ عباس القمي ( ١٢٩٤ _ ١٣٥٩ هجري) طبعة حجر، النجف الأشرف.

٣٥ _ السيرة النبوية: ابن هشام: عبد الملك بن أيوب الحميري (م ٢١٣ أو ٢١٨ هجري) دار التراث العربي، بيروت.

١١١

_ حرف الشين _

٣٦ _ شذرات الذهب: ابن عماد الحنبلي ( ١٠٣٢ _ ١٠٨٩ هجري) دار الفكر، بيروت _ ١٣٩٩ هجري.

٣٧ _ شرح الشفاء: القاضي عياض.

٣٨ _ شرح عينية عبد الباقي أفندي العمري.

٣٩ _ شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد (م ٦٥٥ هجري) دار احياء الكتب العربية، القاهرة _ ١٣٧٨ هجري.

٤٠ _ شواهد التنزيل: الحاكم الحسكاني: عبيد الله بن عبد الله، بيروت _ ١٩٧٤ م.

٤١ _ الشيعة والتشيّع: محمد جواد مغنية، مكتبة المدرسة ودار الكتاب العربي، بيروت.

_ حرف الصاد _

٤٢ _ الصحيفة السجادية الجامعة: الإمام زين العابدين علي بن الحسينعليهما‌السلام تحقيق مؤسسة الإمام المهدي _ عجل الله تعالى فرجه الشريف _ قم المقدسة _ ١٤١١ هجري.

٤٣ _ الصواعق المحرقة: أحمد بن حجر الهيتمي (م ٩٧٤ هجري) مكتبة القاهرة، مصر _ ١٣٨٥ هجري.

_ حرف العين _

٤٤ _ العقد الفريد: ابن عبد ربه الأندلسي ( ٢٤٦ _ ٣٢٨ هجري) دار الكتب العلمية، بيروت _ ١٤٠٤ هجري.

_ حرف الغين _

٤٥ _ الغدير: العلاّمة عبد الحسين أحمد الأميني(١٣٢٠ _ ١٣٩٠ هجري) دار الكتاب العربي، بيروت _ ١٣٨٧ هجري.

٤٦ _ الغيبة: الطوسي: محمد بن الحسن (م ٤٦٠ هجري) تحقيق مؤسسة المعارف الإسلامية، قم المقدسة _ ١٤١١ هجري.

١١٢

_ حرف الفاء _

٤٧ _ الفصول المهمة: ابن الصباغ المالكي (م ٨٥٥ هجري) المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف _ ١٣٨١ هجري.

٤٨ _ في رحاب أئمّة أهل البيت: السيد محسن الأمين العاملي (م ١٣٧١ هجري) دار التعارف، بيروت _ ١٤٠٠ هجري.

_ حرف الكاف _

٤٩ _ الكافي: محمد بن يعقوب الكليني (م ٣٢٩ هجري) دار الكتب الإسلامية، طهران _ ١٣٩٧ هجري.

٥٠ _ الكامل في التاريخ: ابن الأثير الجزري: محمد بن محمد (م ٦٣٠ هجري) دار الكتاب العربي، بيروت.

٥١ _ كشف الغمة: الأربلي: علي بن عيسى (م ٦٩٣ هجري) دار الأضواء، بيروت _ ١٤٠٥ هجري.

٥٢ _ كمال الدين: الصدوق: محمد بن بابويه (م ٣٨١ هجري) طهران _ ١٤٠٥ هجري.

_ حرف اللام _

٥٣ _ لسان العرب: العلاّمة ابن منظور: محمد بن مكرم (م ٧١١ هجري) قم المقدسة _ ١٤٠٥ هجري.

٥٤ _ اللهوف: السيد ابن طاووس، طبع بغداد.

_ حرف الميم _

٥٥ _ مجمع البيان: الفضل بن الحسن الطبرسي (٤٧١ _ ٥٤٨ هجري) دار المعرفة، بيروت _ ١٤٠٨ هجري.

٥٦ _ مروج الذهب: علي بن الحسين المسعودي (م ٣٤٥ هجري) منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت _ ١٩٦٥ م.

١١٣

٥٧ _ المسند: أحمد بن حنبل (م ٢٤١ هجري) دار الفكر، بيروت.

٥٨ _ مسند الإمام العسكري: العطاردي.

٥٩ _ معاني الأخبار: الصدوق: محمد بن بابويه القمي (م ٣٨١ هجري) دار المعرفة، بيروت _ ١٣٩٩ هجري.

٦٠ _ معاهد التنصيص: العباسي البغدادي.

٦١ _ مقاتل الطالبيين: أبو الفرج الاصفهاني ( ٢٨٤ _ ٣٥٦ هجري) مؤسسة دار الكتاب، قم المقدسة.

٦٢ _ مقتل الحسين: الخوارزمي: أبو المؤيد الموفق بن احمد المكي (م ٥٦٨ هجري) مطبعة الزهراء، النجف الأشرف _ ١٣٦٧ هجري.

٦٣ _ مناقب آل أبي طالب: ابن شهر آشوب: محمد بن علي السروي المازندراني (٤٨٨ _ ٥٨٨ هجري) المطبعة العلمية، قم المقدسة.

٦٤ _ مناقب أحمد: ابن الجوزي الحنبلي.

٦٥ _ منتخب الأثر: لطف الله الصافي الكلبايكاني، مركز نشر كتاب، طهران _ ١٣٧٣ هجري.

٦٦ _ المهدي: السيد صدر الدين الصدر (م ١٣٧٣ هجري) مؤسسة البعثة، طهران _ ١٤٠٣ هجري.

٦٧ _ ميزان الاعتدال: محمد بن أحمد الذهبي (م ٧٤٨ هجري) دار المعرفة، بيروت.

_ حرف النون _

٦٨ _ نهج البلاغة: جمع الشريف الرضي ( ٣٥٩ _ ٤٠٦ هجري) بيروت _ ١٣٨٧ هجري.

_ حرف الواو _

٦٩ _ وسائل الشيعة: الحر العاملي: محمد بن الحسن ( ١٠٣٣ _ ١١٠٤ هجري) دار احياء التراث العربي، بيروت _ ١٤٠٣ هجري.

٧٠ _ وفيات الأعيان: ابن خلّكان: احمد بن محمد (٦٠٨ _ ٦٨١ هجري) منشورات الشريف الرضي، قم المقدسة _ ١٣٦٤ هجري.

١١٤

الفهرست

التقديم: ٢

الإمام الأوّل: الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.... ٨

الإمام علي ومكوّنات الشخصية: ٩

الإمام علي عليه‌السلام والجانب الموروث في شخصيته: ١٠

النبي يأخذ عليّاً إلى بيته: ١٤

علي في غار حراء ١٥

تسليط الضوء على شخصيته السامية ٢١

تنصيب علي عليه‌السلام للإمامة: ٢٣

١ _ النبوّة والإمامة توأمان: ٢٦

٢ _ قصة الغدير: ٢٧

واقعة الغدير ورمز الخلود: ٣١

بعض خصائصه ٣٤

الإمام الثاني: أبو محمّد الحسن بن علي عليهما‌السلام المجتبى. ٣٥

صلح الحسن عليه‌السلام مع معاوية ٤٠

شهادته: ٤١

الإمام الثالث: الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام سيد الشهداء ٤٣

إباؤه للضيم ومعاندة الجور: ٤٤

رفضه البيعة ليزيد: ٤٥

الدافع الواقعي للهجرة إلى العراق: ٤٧

الإمام الرابع: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام زين العابدين. ٥٣

جوانب من سيرته عليه السلام ٥٣

الثروة العلمية للإمام: ٥٦

رسالة الحقوق: ٥٨

الإمام الخامس: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام الباقر ٥٨

١١٥

الإمام السادس: جعفر بن محمّد عليهما‌السلام الصادق. ٦٢

الإمام السابع: أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام الكاظم. ٦٨

روايات عن سيرته العطرة ٦٩

الإمام الثامن: علي بن موسى بن جعفر عليهم‌السلام الرضا ٧٤

الإمام التاسع: محمّد بن علي بن موسى عليهم‌السلام الجواد ٨١

رجوع الجواد إلى المدينة: ٨٤

الإمام العاشر: أبو الحسن علي بن محمّد بن علي عليهم‌السلام الهادي. ٨٥

آثاره العلمية: ٨٨

وفاته: ٨٨

الإمام الحادي عشر: أبو محمّد الحسن بن علي بن محمد عليهم‌السلام العسكري. ٨٩

حصيلة البحث: ٩٣

الإمام الثاني عشر: الإمام المهدي ابن الحسن بن علي عليهم‌السلام المنتظر ٩٤

في من رأى المهدي في بيت الإمام العسكري: ٩٨

أسئلة مهمّة حول المهدي _ عجّل الله تعالى فرجه _: ١٠٠

السؤال الأول: كيف يكون إماماً وهو غائب؟ وما فائدته؟ ١٠١

السؤال الثاني: لماذا غاب المهدي عليه‌السلام ؟ ١٠٤

السؤال الثالث: الإمام المهدي وطول عمره: ١٠٥

السؤال الرابع: علائم ظهوره عليه‌السلام ما هي؟ ١٠٦

فهرس مصادر الكتاب.. ١٠٩

١١٦