إدراكاً حسّياً مصدر هذه الأفكار .
الأفكار التي ترد إلى الإنسان كلّنا نؤمن بأنّها أفكار بقدرة الله وعنايته ورَدت إلى ذهن الإنسان و إلى فكره ، لكن إيماننا بذلك إيمان عقلي نظري لا حسّي ؛ لأنّ اللّه سُبحانه وتعالى هو مصدر العِلم والمعرفة والأفكار الخيرة في ذهن الإنسان ، ولهذا أي فكرة من هذا القبيل تطرأ في ذهن الإنسان نؤمن عقلياً بأنّها من اللّه سبحانه وتعالى .
لكن هناك فارق كبير بين حالتين : بين حالة أنْ ترد فكرة إلى ذهن الإنسان فيحسّ بأنّ هذه الفكرة أُلقيت إليه من أعلى ، بحيث يدرك إلقاءها من أعلى كما تدرك أنت الآن أنّ الحجَر وقَع من أعلى ، يدرك هذا بكلّ حسّه وبصره يدرك أنّ هذه القطرة هذا الفيض هذا الإشعاع قد وقَع من أعلى ، أُلقي عليه من اللّه سبحانه وتعالى .
وأُخرى لا يُدرك هذا على مستوى الحس يدركه عقلياً ، يُدرك أنّ هناك فكرة تعيش في ذهنه نيّرة خيّرة لكنّه لم يرَ بعينه أنّ هناك يداً قذَفت بهذه الفكرة إلى ذهنه .
وهذه الأفكار التي تُقذَف في ذهن الإنسان فيتوفّر لدى ذاك الإنسان حسٌّ بها بأنّها قُذِفت إليه من الله سُبحانه وتعالى وأُفيضت عليه من واجب الوجود واهب الوجود وواهب المعرفة فهي أيضاً على أقسام .
لأنّ هذا الإنسان تارةً قد بلَغ حسّه إلى القمّة فاستطاع أنْ يحس بالعطاء الإلهي من كلّ وجوهه وجوانبه ، يسمعه ويبصره يراه في جميع جهاته يتعامل معه ويتفاعل معه بكلّ ما يُمكن للحسّ أنْ يتفاعل مع الحقيقة هذا هو الذي يعبّر عنه بمصطلح الروايات على ما يظهر من بعضها بمقامٍ عال من الأنبياء مقام الرسول الذي يسمع الصوت ويرى الشخص أيضاً .
ويمكن أنْ نفترض أنّ هناك ألواناً أُخرى من الحسّ تدعم هذا الحس السمعي والبصري عند هذا الإنسان العظيم فهو يحس بالحقيقة المعطاة من الله تعالى من جميع جوانبها ، يحس بها بكلّ ما أُوتي من أدوات الحسّ بالنسبة إليه هذه هي الدرجة العالية من الحس وقابلية الاتصال مع العمل الإلهي .
وأُخرى يفترض أنّه يحسّ بها من بعض جوانبها وهو الذي عبّر عنه بأنّه