ذلك حتى انعقد لسانه، وامتد الذهول الى الجالسين، ومرّت بهم لحظات كأنها السنين العجاف في ثقلها.
وأخرج أمية القوم من ذهولهم قائلاً:
- يا إخوان ما رأيكم في هذا الحبشي أأقتله وأستريح؟؟
- لا يا أمية لا تتعجل بقتله. إن في تأديبه لفائدة. تفنن في تعذيبه.
- دونكم الرجل فاعملوا به ما تشاؤون.
- لا نريد ان نتدخل بين العبد وسيده إنما نشير عليك.
فصاح أحدهم: ولماذا لا نتولى نحن مجتمعين تعذيبه بدلاً من أمية؟.. فالتفت اليه أحد الجالسين وهمس في أذنه: دعه يموت على يد صاحبه، كي لا نخسر قيمته.
وامتد بالجالسين الوقت حتى حانت الظهيرة، وقبل أن يتفرقوا اقترح البعض منهم ان يذهبوا مع أمية لمشاهدة بلال فلاقى هذا الطلب من نفس أمية كل الارتياح، ورافق الرجل بعض من القوم حتى إذا أشرفوا على بيوت أمية، ألفوا بلالاً ممدوداً في ظل جدار، مقوس الظهر من الألم.. وأشار أمية اليه. إنه بلال.
وتضاحك المشاهدون، وأكبروا بطولة أمية وحرصه على حفظ مجد آلهتهم.