وأعلن الرسول ساعة الرحيل في صباح لم تشرق فيه الشمس بعد من أيام رمضان في السنة الثانية للهجرة، وعددهم لم يتجاوز الثلاثمائة وخمسة أشخاص.
قد ملكوا من الإبل سبعين بعيراً، وكانوا يتعاقبونها، حتى رسول اللّه، فقد أردف خلفه علي بن ابي طالب، وزيد بن حارثة وذكر ان المقداد كان فارساً.
وكانت راية المهاجرين بيد علي بن ابي طالب، وراية الأنصار - من الأوس والخزرج - مع سعد بن معاذ.
وبعد قليل صاح رسول اللّه بأعلى صوته:
«سيروا وأبشروا فإن اللّه تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين واللّه لكأني الآن أنظر الى مصارع القوم».
وعلى جانبي الطريق وقفت نساء المهاجرين والأنصار يودعن الركب الراحل بقلوب مفعمة بالإيمان والإجلال، وزغردات تبشر بالنصر والمجد.
ولم تمضِ أيام حتى تقابل الطرفان يستقبلان الحرب ورفع رسول اللّه يديه إلى السماء قائلاً:
«اللهم إنك أنزلت عليَّ الكتاب، وأمرتني بالقتال، ووعدتني إحدى الطائفتين وأنت لا تخلف الميعاد، اللهم هذه قريش قد