ورفع الرسول طرفاً خاشعاً الى السماء ليدعو اللّه ان يوفق أبا رافع.
وتمر الأيام ثقيلة السير، مليئة بالأحداث، قد لبى الرسول الأعظم نداء ربه، والزمن يطوي خطواته، وأبو رافع قد استقر في خيبر يزرع أرضاً له هناك.
وأعلن الإمام علي (ع) حربه - على معاوية، وفي الشدة تعرف الرجال - وأخذ يجمع أصحابه من حوله ما يقتضيه لتلك الحرب.
وانتشر النبأ يسري كالبرق في أرجاء الجزيرة العربية أن علياً عزم على قتال معاوية، وعلم ابو رافع بجلية الأمر كما سمع غيره.
وعندما أصبح الصباح أعلن ابو رافع بأنه عازم على السفر الى علي (ع).
- يا أبا رافع أنت شيخ طاعن في السن أخذت من العقد التاسع نصفه، وقد سقط التكليف عن الشيوخ، فالجهاد لغيرك.
- لا تتحدث بمثل هذا أبداً، إن القتال مع علي عبادة، لقد أصبحت لا احد بمنزلتي، بايعت البيعتين: بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وصليت القبلتين وهاجرت الهجرات الثلاث: مع