الخطر الأكبر على ديننا، وآلهتنا، وان محمداً يسحرهم بأقواله إذ يدس لهم بأنه «لا فرق لأبيض على أسود إلا بالتقوى» وهذا موضع الخطر.
وينتفض الحانق الغاضب كأنه أصابه مَسّ من جنون: أنا لكم، سوف أكتشف أمر هؤلاء.
نعم ما تصنع يا ابا جهل، ولا تكن متهوراً في بادئ الأمر.
ويرسل ابو جهل عيناً خفية إلى دار الأرقم - مركز التجمع المحمدي - ليرصد أحداً من آل ياسر هل تضمه تلك الدار كما تضم العديد من أولاد الأسر وغيرهم.
وإذا كان الحانقون على هذه الدعوة لم يتمكنوا من معاقبة أولاد الأسر والذوات والمتنفذين، فليلقنوا هذه الأسر الضعيفة درساً قاسياً، ليكونوا عبرة لمن اعتبر.
ويعود الرقيب إلى حلقة ابي جهل، وهو يهتز ويرعد، لقد هاله ما رأى.. وبين الغضب والحنق يقول: لا واللات والعزى لا يكون هذا، كفى سخرية وهزءاً.. عائلة دخيلة على مكة أحسنت وفادتها بنو مخزوم، وعاشت على فتات موائدها، تخرج علينا، فتقابل بالإساءة.. يا ويل لهم من غضبنا!.
وغامت الدنيا في عين ابي جهل، وهو يسمع حديث صاحبه ويضرب كفاً بكف، ويصك على أسنانه حقداً وغيظاً، ويصرخ