المسلمين، فدبَّ فيهم الذعر والرهبة، وخاصة في النفوس الضعيفة، مما اضطر النبي أن يجمع أهل الرأي من أصحابه ليتشاور معهم في الرأي.
كان سلمان أحد اولئك الأشخاص الذين جمعهم الرسول للمشورة والرأي، وطال الحديث في ذلك، وسلمان ساكت لم يتكلم، فيلتفت اليه النبي قائلاً:
- ولماذا لم تتكلم يا سلمان؟
- يا رسول اللّه: أفكر في أمر يمنع الأعداء من الوصول الينا.
- وكيف ذلك؟.
- يا رسول اللّه: نحفر خندقاً حول المدينة، فلا يستطيع العدو الوصول اليها.
- وكم تقدر المدة التي تستغرق لحفر هذا الخندق؟
- لا يزيد على الأسبوع.. ومسير الجيش بهذا العدد الذي نسمعه يحتاج إلى مسير عشرة أيام يقطعها بين مكة والمدينة. هذا إذا لم يصادف تأخر الركب، أو بعض القبائل، فيتأخر مسير الجيش يوماً أو أكثر عن موعده.
واستصوب الجميع رأي سلمان.. وأمر النبي بالعمل.. ولم يبق أحد من المسلمين إلا واشترك في الحفر.
وكانت المدينة حينذاك مشبكة بالبنيان والنخيل من سائر