عن السبب، ولكن محاولتهم تذهب سدى، ويلتفت اليه بعضهم يخاطبه:
- ما حلّ بك يا أبا الحباب؟
فيمتعض الرجل، ويزداد ضيقاً، ثم يلتفت اليهم، وصفرة وجهه قد مالت الى الكدرة:
- لا تدعوني بهذا الإسم بعد هذا، لقد هدم شموخي الحباب وخابت آمالي فيه، فلا أرغب به.
وتعلو على الوجه مسحة من تساؤل، لماذا يا ابن أبي؟
- لقد صبا الحباب لدين محمد، وخلص له، وأبدل اسمه بعبد اللّه.
أتريدون أن أعتز بهذا الولد بعد هذه المصيبة؟
وخرست الألسن، وكفوا عن الحديث.
وامتد الزمن، والولد يحظى بالعطف عند الرسول، ويزداد كرهاً لأبيه، الذي ما فتأ يحارب رسول اللّه، ويعلن المعصية عليه في كل مناسبة، وعجز الولد في محاولاته المتكررة لتوجيه والده إلى طريق الصواب، ولم يترك طريقة توصله إلى مرماه إلا وسلكها، ولكن مع الأسف كانت النتيجة الفراق مما اضطر الابن أن يهجر أباه، ويترك داره.
والأب متمادي في غيه لا يرتدع عن عقد الاجتماعات المشبوهة