وذات يوم يقبل أبو سفيان على البيت، وقد بدا عليه الغضب ونزَّ الحقد من عينيه، فالتفت القوم اليه، وشيء من الاهتمام قد ظهر عليهم، انهم جميعاً يعرفون أن وراء أبي سفيان حدثاً جديداً وصاح به عتبة:
- ماذا وراءك يا أبا معاوية؟
واجتاز أبو سفيان هذه الحلقة دون أن يلتفت الى السؤال وهو يتعثر في مشيته، فلا يكاد يبصر طريقه من ظلام الحقد.
وأحس شيبة بخواطر صاحبه، فاستقبله وقد افتعل موجة من الحزن، وبدا كأنه يواسيه في بليته:
يا أبا معاوية، لو تجلس معنا قليلاً نتراشد أمر هذه الجماعة التي انداحت لسحر محمد.
وتكشفت أسارير الرجل، ورضي من شيبة هذا الاستقبال وتوسط القوم وأخذ يضحك حتى انقلب على قفاه من الضحك ولم يستغرب الجالسون منه هذا الحال، فقد تعودوا ان يروا منه هذه النوبة كلما طرأ عليه جديد، أو ألح عليه حدث، يدور حول محمد ودعوته.
وأفاق قليلاً قليلاً من حالته، فالتفت الى الجالسين قائلاً: أتعلمون ما حدث اليوم؟ لقد أخبرني عثمان بن طلحة، بأن فتى