وظهور الماء على وجه الأرض يكون عند فيضانٍ عظيم لنهر دجلة تغرق فيه أزقّة الكوفة، وقد أشارت إليه أخبار أخرى بالتفصيل ليس هنا محلّ ذكرها.
فما أقوى إيمان هذا الإمام الذي يروي ذلك عن آبائه، عن جدّه الأكبر أمير المؤمنين (عليهم السلام) جميعاً، بشأن بلدةٍ نائيةٍ عنه، كانت غارقةً في المجوسية - يومئذٍ - إلى ما فوق قمّة رأسها، وهو يقول - باطمئنانٍ -: (يجتمع فيها عباد الله المؤمنون المنتظرون)!
وإنّه ليقولها فما يُصدّقه يوم قالها إلاّ مَن امتحنَ الله قلبه للإيمان،.. أمّا الأكثرية الساحقة من سواد الناس فتقول: هذا كلام غير مسؤول.. ورجْم بالغيب! فما هو رأيُنا - اليوم - بهذا القول، بعد أن فسّرته لنا الأيّام فيما فسّرت من أقوال أئمّتنا الصادقين صلوات الله وسلامه عليهم؟!
الجواب:
عند مَن مَنحهُ الله تعالى القدرة على الإذعان للحقّ.. فقط؛ لأنّ مدينة قمّ - التي كانت بؤرة مجوسيّةٍ يومذاك - أصبحت اليوم منارة علمٍ ومنار هدىً ومركزاً للمرجعية الإسلامية الواسعة، ومكان انتظارٍ للفرج القريب إن شاء الله تعالى.
***
ومن حِكمه وأقواله الكريمة (عليه السلام):
(مَن رضيَ عن نفسه، كثرَ السّاخطون عليه).
(راكب الحَرون أسير نفسه، والجاهل أسير لسانه).
(النّاس في الدّنيا بالأموال، وفي الآخرة بالأعمال).
(المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان).
(الهزَل - الهزء - فكاهة السفهاء وصناعة الجهّال)!
(السهر ألذّ المنام، والجوع يزيد في طيب الطعام) - يريد (عليه السلام) بالسّهر الحثّ على قيام الليل بالعبادة، وصيام النّهار -.
(اُذكر مصرعك بين أهلك، فلا طبيب يمنعك، ولا حبيب ينفعك).
(المقادير تريك ما لا يخطر ببالك).
وقال (عليه السلام) لرجل، وقد أكثر من إفراط الثناء عليه:
(أقبل على شأنك؛ فإنّ كثرة المَلَق يهجم على الظّنة، وإذا حللتَ من أخيك في محلّ الثقة فاعدل عن المَلق إلى حُسن النيّة) - والمَلق: التودّد والتذلّل باللسان دون القلب -.
(الحكمةُ لأنجع في الطّباع الفاسدة).