وقال أبو جعفر الطبريّ:
(وفيها - في سنة 233 هـ - غضبَ المتوكّل على عمر بن فرج، وذلك في شهر رمضان، فدُفعَ إلى إبراهيم بن إسحاق بن مصعب، فحُبسَ عنده , وكُتب في قبض ضِياعه وأمواله، وصار نجاح بن سلمة إلى منزله فلم يجد فيه إلاّ خمسة عشر ألف درهم.
وحضرَ مسرور سمانة فقبضَ جواريه، وقُيّد عمر ثلاثين رطلاً! - أي كان ثقل قيد الحديد في يديه ورجليه بهذا الوزن -. وأُحضرَ مولاه نصر من بغداد فحملَ ثلاثين ألف دينار، وحملَ نصر من مال نفسه أربعة عشر ألف دينار، وأُصيب له بالأهواز أربعون ألف دينار، ولأخيه محمد بن فرج مئة ألف دينار وخمسون ألف دينار، وحُمل من داره من المتاع ستّة عشر بعيراً فرشاً، ومن الجواهر قيمة أربعين ألف دينار، وحُمل من متاعه وفرشه على خمسين جَملاً كرّت مراراً! وأُلبِس فرجيّة صوفٍ وقُيّد فمكثَ بذلك سبعاً، ثمّ أُطلِق عنه وقُبض قصره، وأُخِذ عياله ففُتّشوا، وكنّ مئة جارية! ثمّ صولِح على عشرة آلاف ألف درهم - أي عشرة ملايين - على أن يردّ عليه ما حيز عنه من ضِياع الأهواز فقط، ونُزعت عنه الجبّة الصوف والقيد، وذلك في شوّال،.. وقال علي بن الجهم بن بدر لنجاح بن سلمة يُحرّضه على عمر بن الفرج:
أبلِغ نجاحاً فتى الكُتّاب مَأْلُكةً
|
|
يمضي بها الرّيح إصداراً وإيراداً
|
لا يخرج المال عفواً من يدي (عمر)
|
|
أو يُغمد السيف في فوديه إغماداً
|
الرُخّجيّون لا يوفون ما وعدوا
|
|
والرُخّجيّات لا يخلفن ميعاداً!
|
وويلٌ لِمن كفّره النمرود! فقد ذمّ هذا الشاعر البذيء السّكّير الخمّير عمر بن الفرج وعشيرته وهجاهم بأقبح الهجاء؛ إذ رماهم بعدم الوفاء بالعهود، ثمّ ذمّ نساءهم بأخسّ من ذلك وجعلهنّ - جميعهنّ - وفيّاتٍ مع مَن يطلب وصالهنّ، وفاجراتٍ لا يخلفن موعداً مع عشيقٍ أو طالب هوى وفسق!!
____________________