الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد0%

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 563

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

الصفحات: 563
المشاهدات: 173160
تحميل: 8968


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 563 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 173160 / تحميل: 8968
الحجم الحجم الحجم
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء 2

مؤلف:
العربية

فإِذا اسْتَغْفَرْتَ الله فاللهُّ يَغْفِر لك، وإذا كانت عزيمتُك وعَقْدُ نِيَّتِك فيما حَمَلْناه إِليك ألاّ تُحْدِثَ فيه حَدَثاً إِذا رَدَدْناه اليك ولا تَنْتَفِعَ به في طريقك فقد صَرَفْناه عنك، فأمّا الثوبُ فخُذْه لتُحْرمَ فيه ».

قالَ: وكَتَبْتُ في معنيين وأرَدْتُ أنْ أكتُبَ في الثالثِ فامْتَنَعْتُ منه، مخافَة أن يَكْرَهَ ذلك، فوَردَ جواب المعنيين والثالثِ الذي طَوَيتُ مفسَّراً، والحمدُ الله.

قالَ: وكُنْتُ واقَفْت جعفرَ بن إِبراهيم النيسابوري - بنيسابور - على أنْ أرْكَبَ معه إِلى الحجِّ وأُزامِلَه، فلمّا وافَيْتُ بغداد بدا لي(١) وذَهَبْتُ أطلُبُ عديلاً، فلَقِيَني ابنُ الوجناء(٢) وكُنْتُ قد صِرْتُ اليه وسَألتُه أن يَكْتَريَ لي فوَجَدْتُه كارهاً، فلمّا لَقِيَني قالَ لي: أنا في طَلبك، وقد قيلَ لي: لا إنّه يَصْحَبُك فأحْسِنْ عِشْرتَه واطْلُبْ له عديلاً واكْتِرله »(٣) .

عليُّ بن محمد، عن الحسن بن عبد الحميد قالَ: شَكَكْتُ في أمْرِ حاجزٍ(٤) ، فَجَمَعْتُ شيثاً ثم صِرْتُ إِلى العَسْكرِ، فخَرَجَ إِلَيَّ: «ليس فينا

__________________

(١) في الكافي: بدا لي فاستقلته.

(٢) قال العلامة المجلسيرحمه‌الله في مرآة العقول ٦: ١٨٨: يظهر من كتب الغيبة ان ابن الوجناء هوأبو محمد ابن الوجناء، وكان من نصيبين وممن وقف على معجزات القائم عجل الله فرجه.

(٣) الكافي ١: ٤٣٦ / ١٣، وذكره الطبرسي بحذف قطعة من آخره في اعلام الورى: ٤١٩، والصدوق باختلاف يسير في إكمال الدين: ٤٩٠ / ١٣.

(٤) في «م» وهامش «ش»: حاجر، هكذا مهملاً، وعلى آخره في هامش «ش» صح، وما أثبتناه من «ش» و «ح »، وفي المصادر وكتب الرجال: حاجز بالمعجمة أيضاً، وقد ورد اسمه في إكمال الدين: ٤٤٢ / ١٦ في من وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه من الوكلاء ببغداد، ويستفاد ذلك من نفس المصدر ص ٤٨٨ / ٩ و ١٠ وقد عبّرعنه بالحاجزي أيضاً، وهو: حاجز ابن يزيد الوشاء كما يظهر من آخر الحديث.

٣٦١

شكٌّ ولا فيمن يقومُ مقامَنا بأمرِنا، فرُدٌ ما معك إِلى حاجزِ بن يزيد»(١) .

عليُّ بن محمد، عن محمد بن صالح قالَ: لمّا ماتَ أبي وصارَ الأمْرُ إِلَيَّ(٢) ، كانَ لأبي على الناسِ سفاتجُ(٣) من مالِ الغريم، يعني صاحبَ الأمْرِعليه‌السلام .

- قالَ الشيخُ المفيد: وهذا رمز كانت الشيعةُ تَعْرِفُه قديماً بينها، ويكونُ خطابُها عليه للتقية -.

قالَ: فكتَبْتُ إِليه أُعْلِمُه، فكَتَبَ إِلَيَّ: «طالِبْهم واستقْصِ عليهم » فقضاني الناسُ إلاّ رجلاً واحداً وكانتْ عليه سُفتجةٌ باربعمائة دينارٍ، فجِئْتُ إليه أطْلبُهُ فمَطَلَني واسْتَخَفَّ بي ابنُه وسَفِهَ عَلَيَّ، فشَكَوْتُه إِلى أبيه فقالَ: وكانَ ماذا؟! فقَبَضْتُ على لحيته وأخَذْتُ برِجْلِه وسَحِبْتُه إِلى وسطِ الدارِ، فَخَرَجَ ابنُه مستغيثاً باهلِ بغداد وهو يقولً: قميّ رافضيٌ قد قَتَلَ والدي. فاجْتَمَعَ عَلَيَّ منهم خلقٌ كثيرٌ، فَرَكِبْت دابَّتي وقُلْتُ: أحْسَنْتُم - يا أهلَ بغداد - تَميلونَ مع الظالمِ على الغريب المظلومِ، أنا رجل من أهلِ همذانِ من أهلِ السُنة، وهذا يَنْسبُني إِلى قُم ويَرْميني بالرَفْضِ ليَذْهبَ بحقّي ومالي، قالَ: فمالُوا عليه وأرادُوا أنْ يَدْخُلوا إِلى حانوته حتى سَكَّنْتُهم، وطَلَبَ إِلَيَّ صاحبُ السُفْتَجَةِ أنْ آخُذَ مالَها وحَلفَ

__________________

(١) الكافي ١: ٤٣٧ / ١٤، اعلام الورى: ٤٢٠.

(٢) يعني أمر الوكالة.

(٣) السفاتج: جمع سفتجة، وهي ان تعطي مالاً لأخر له مال في بلد آخر وتأخذ منه ورقة فتأخذ مالك من ماله في البلد الأخر، فتستفيد أمن الطريق وهي في عصرنا الحوالة المالية، انظر.

« مجمع البحرين - سفتج - ٢: ٣١٠ ».

٣٦٢

بالطلاقِ أنْ يوَفِّيَني مالي في الحالِ، فاسْتَوْفَيْتهُ منه(١) .

عليُّ بن محمد، عن عدّةٍ من أصحابِنا، عن أحمدَ بن الحسن والعلاءِ بن رزق اللّه، عن بدر غُلامِ أحمدَ بن الحسن، عنه(٢) قالَ: وَردْت الجَبَلَ وأنا لا أقولُ بالإمامةِ، اُحِبُّهم جملة، إلى أن ماتَ يزيدُ بن عبداللهِ فأوْصى في علته أن يُدْفَعَ (الشهري السمند )(٣) وسَيْفُه ومِنْطَقَتُه إِلى مولاه، فخِفْتُ إن لم أدفَعْ الشهري الى أذكوتكين(٤) نالَني منه استخفاف، فقوَّمْتُ الدابَّةَ والسيفَ والمِنْطقةَ سبعمائة دينارٍ في نفسي، ولم أُطْلعْ عليه أحداً، ودَفَعْتُ الشهري إِلى أذكوتكين، واذا الكتابُ قد وَرَدَ عَلَيَّ من العراقِ أن وَجِّهِ السبعَ مائة دينارٍ التي لنا قِبَلَك من ثَمَنِ الشهري والسيفِ والمِنْطَقَةِ(٥) .

عليُّ بن محمد قالَ: حَدثَني بعض أصحابِنا قالَ: وُلِدَ لي ولدٌ فكَتَبتُ أستأذنُ في تطهيره يوم السابع، فورد: « لاتفعل » فمات يوم السابع أو الثامن، ثم كَتَبْتُ بمَوْته، فوَرَدَ: «ستُخْلَفُ غيرَه وغيرَه، فسٌم الأولَ أحمدَ، ومن بعد أحمدَ جعفراً» فجاءَ كما قالَ.

__________________

(١) الكافي ١: ٤٣٧ / ١٥.

(٢) ظاهره رجوعه الى أحمد بن الحسن فهو راوي الخبرففي السند تحويل، لكن قد خلت المصادر من كلمة (عنه) فراوي الخبرهو بدر غلام أحمد بن الحسن.

(٣) الشهري السمند: اسم فرس. «مجمع البحرين - شهر - ٣: ٣٥٧».

(٤) اذكوتكين: قائد عسكري تركي للعباسيين وقد أغار على بلاد الجبل. ومن اراد التوضيح فليراجع المحاسن للبرقي بقلم المحدث الارموي ص (لا - نب).

(٥) الكافي ١: ٤٣٨ / ١٦، الغيبة للطوسي: ٢٨٢ / ٢٤١، وفيه: يزيد بن عبد الملك بدل: يزيد بن عبدالله، ورواه الطبري في دلائل الامامة: ٢٨٥ باختلاف يسير، والطبرسي في اعلام الورى: ٤٢٠، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١: ٣١١ / ٣١.

٣٦٣

قالَ: وتَهيأْتُ للحجِّ وودَعْتُ الناسَ وكُنْتُ على الخروجِ، فوَردَ: «نحن لذلك كارهونَ، والأمرُ إِليك » فضاقَ صَدْري واغْتَمَمْتُ وكَتَبْتُ: أنا مُقيمٌ على السمعِ والطاعةِ، غيرَ انّي مُغتم بتَخَلُّفي عن الحجٌ، فوَقَعَ: «لا يضيقَنَّ صدْرُك، فإِنَّك سَتَحجًّ قابلاً إِن شاءَ الله » قالَ: فلمّا كانَ من قابلٍ كَتَبْتُ أسْتَأْذِنُ، فوَردَ الإذنُ، وكَتَبْتُ: إِنّي قد عادَلْتُ محمّدَ بن العباس، وأنا واثقٌ بديانتِه وصيانتِه، فوَردَ: «الأسدي نِعْمَ العديلُ، فإِن قَدِم فلا تَخْتَرْ عليه » فقَدِمَ الأسديُ وعادَلْته(١) .

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن عليِّ ابن محمد، عن الحسن بن عيسى العُريضي قالَ: لمّا مضى أبومحمد الحسنُ بن عليِّعليهما‌السلام وَرَدَ رجلٌ من مصربمالٍ إِلى مكة لصاحبِ الامْرِ، فاختُلِفَ عليه، وقالَ بعضُ الناسِ: إِنّ أبا محمد قد مَضى عن غير خَلَفٍ. وقال آخرونَ: الخَلَفُ من بعدِه جعفرُ. وقالَ آخرونَ: الخَلَفُ من بعدِه ولدُه. فبَعَثَ رجلاً يكنّى أبا طالب إِلى العسكرِيَبْحَثُ عن الامْرِ وصحّتِه ومعه كتابُ، فصارَ الرجلُ إِلى جعفر وسأله عن برهان، فقالَ له جعفرُ: لا يتهيّأْ لي في هذا الوقتِ. فصارَ الرجلُ إِلى الباب وأْنفَذَ الكتابَ إِلى أصحابِنا المرسومينَ بالسفارةِ، فخَرَجَ إِليه: «آجَرَكَ ُ الله في صاحبِك فقد ماتَ، وأوصى بالمالِ الذي كانَ معه إِلى ثقةٍ يَعْمَلُ فيه بما

__________________

(١) الكافي ١: ٤٣٨ / ١٧، والغيبة للطوسي: ٢٨٣ / ٢٤٢ و ٤١٦ / ٣٩٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١: ٣٠٨ / ٤٢، وذكر صدره باختلاف يسير الطبري في دلائل الامامة: ٢٨٨، والصدوق في إكمال الدين: ٤٨٩.

والأسدي هو محٌمد بن جعفر بن محٌمد بن عون الاسدي ابو الحسين الرازي احد الابواب.

رجال الشيخ: ٤٩٦ / ٢٨ - في من لم يرو -، رجال النجاشي: ٣٧٣ / ١٠٢٠.

٣٦٤

يَجبُ واُجيبَ عن كتابِه » وكان الأمرُ كما قيلَ له(١) .

وبهذا الإسنادِ عن عليِّ بن محمد قالَ: حَمَلَ رجلٌ من أهلِ آبة(٢)
شيئاً يُوصِلُه ونَسِيَ سيفاً كان أراد حَمْلَه، فلمّا وَصَلَ الشيءُ كتِبَ إِليه بوصوله وقيلَ في الكتابِ: «ما خبرُ السيفِ الذي أُنسِيتَه؟»(٣) .

وبهذا الإسناد عن عليِّ بن محمد، عن محمد بن شاذان(٤) النيسابوري قالَ: اجْتَمعَ عندي خمسمائةُ درهمٍ يَنْقصُ عشرون درهماً، فلم أُحبُ أن أنْفذَها ناقصةً، فوَزَنْتُ من عندي عشرين درهماً وبَعَثْتُ بها إِلى الأسدي ولم أكْتُب ما لي فيها، فَوَردَ الجواب: «وَصَلَتْ خمسمائةُ درهم، لك منها عشرون درهماً»(٥) .

الحسنُ(٦) بن محمد الأشعري قالَ: كانَ يَردُ كتابُ أبي محمدعليه‌السلام في الإجراءِ على الجنيد - قاتلِ فارسِ بن حاتم بن ماهويه(٧) -

__________________

(١) الكافي ١: ٤٣٩ / ١٩، إكمال الدين: ٤٩٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١: ٢٩٩ / ١٦.

(٢) آية: بليدة تقابل ساوة، وأهلها شيعة « معجم البلدان ١: ٥٠».

(٣) الكافي ١: ٣٩ ٤ / ٢٠، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١: ٢٩٩ / ١٧.

(٤) في الكافي: محمد بن علي بن شاذان و (علي بن) زائد كما يظهر من سائر المصادر.

(٥) الكافي ١: ٤٣٩ / ٢٣، رجال الكشي ٢: ٨١٤ / ١٠١٧، إكمال الدين: ٤٨٥ / ٥ و ٥٠٩ / ٣٨، والغيبة للشيخ: ٤١٦ / ٣٩٤، دلائل الامامة: ٢٨٦، اعلام الورى: ٤٢٠، الخرائج والجرائح ٢: ٦٩٧ / ١٤ وفيه: بعثت بها الى احمد بن محمد القمي بدل الأسدي، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١: ٤٢٥ / ٤٤.

(٦) كذا في النسخ والبحار، والظاهر انّ الصواب: الحسين كما في سائر المصادر ومن تتبع الاسناد.

(٧) في الكشي ٢: ١٠٠٦ / ٨٠٧ سنده عن محمد بن عيسى بن عبيد: ان فارس كان فتاناً يفتن الناس ويدعو إِلى البدعة وان أبا الحسنعليه‌السلام أمر بقتله وضمن لمن قتله الجنة، فقتله جنيد

٣٦٥

وأبي الحسن، وأخي، فلمّا مَضى أبومحمدعليه‌السلام وَرَدَ استئنافٌ من الصاحبعليه‌السلام بالاجراءِ لأبي الحسن وصاحبه، ولم يَرِدْ في أمْرِ الجنيدِ شيءٌ. قال: فاْغتَمَمْتُ لذلك، فوَردَ نعيُ الجنيدَِ بعدَ ذلك(١) .

عليٌ بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصرقالَ: كَتَبَ عليُّ بن زياد الصيمري(٢) يَسألُ كَفَنَاً، فكَتَبَ إليه: «إِنَك تَحْتاجُ إليه في سنةِ ثمانين »(٣) . فماتَ في سنةِ ثمانين، وبعثَ إليه بالكفن قَبْلَ مَوْته(٤) .

عليّ بن محمد، عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قالَ: كانَ

__________________

ورمى الساطور الذي قتله به من يديه وأخذه الناس ولم يجدوا هناك أثراً من السلاح. انظره مفصلاً في الكشي.

(١) الكافي ١: ٤٣٩ / ٢٤، اعلام الورى: ٤٢٠، وفيهما: آخر بدل أخي، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١: ٢٩٩ / ١٨.

(٢) في إكمال الدين: كتب علي بن محمد الصيمري فورد: أنه يحتاج اليه سنة ثمانين أو احدى وثمانين وبعث اليه بالكفن قبل موته بشهر.

وفي غيبة الشيخ: علي بن محمد الكليني قال: كتب محمد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمانعليه‌السلام كفناً فورد: انك تحتاج اليه سنة احدى وثمانين وبعث اليه بالكفن قبل موته بشهر.

وروى ما يقرب منه في دلائل الامامة باسناده الى الكليني قال: كتب علي بن محمد السمري، انتهى.

والظاهر انه عليّ بن محمد بن زياد الصيمري، وقد يعبٌرعنه بعلي بن زياد الصيمري نسبة الى الجدَ اختصاراً، لاحظ: رجال الشيخ: ٤١٨ / ١٢ و ٤١٩ / ٢٥ و ٤٣٢ / ٣، معجم رجال الحديث ١٢: ١٤١.

(٣) يقول العلامة المجلسيرحمه‌الله في المرآة ٦: ١٩٩: أي في سنة ثمانين من عمرك، أو أراد الثمانين بعد المائتين من الهجرة.

(٤) الكافي ١: ٤٤٠ / ٢٧، الغيبة للطوسي: ٢٨٤ / ٢٤٤، اعلام الورى: ٤٢١، ومرسلاً في عيون المعجزات: ١٤٦، ورواه باختلاف يسير الصدوق في إكمال الدين: ٥٥١ / ٢٦، والطبري في دلائل الامامة: ٢٨٥.

٣٦٦

للناحيةِ(١) عليَ خمسمائةُ دينارٍ فضِقْتُ بها ذَرْعاً، ثم قُلْتُ في نفسي: لي حوانيت اشْتَرَيْتُها بخمسمائة دينارٍ وثلاثين ديناراً قد جَعَلْتُها للناحيةِ بخمسمائةِ دينارٍ، ولم أنطِقْ بذلك، فكَتَبَ إلى محمد بن جعفر: «اقبَض الحوانيتَ من محمد بن هارون بالخمسمائةِ دينارٍ التي لنا عليه »(٢) .

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن عليّ ابن محمد قالَ: خَرَجَ نهيٌ عن زيارةِ مقابرِ قريشء(٣) والحائرِ على ساكنيهما السلامُ، فلمّا كانَ بَعْدَ أشْهر دعا الوزيرُ الباقطائي(٤) فقالَ له: إلْقَ بني فرات والبرسيين وقُلْ لهم: لا تَزُوروا مقابرَ قريشٍ، فقد أمَرَ الخليفةُ أن يُفْتَقدَ كلُّ مَنْ زاره فيُقْبَضُ عليه(٥) .

والأحاديثُ فى هذا المعنى كثيرةْ، وهي موجودةٌ في الكتب المصنَّفةِ المذكورةِ فيها أخبارُّ القائمِعليه‌السلام وإن ذَهَبْتُ إِلى إِيرادِ جَميعِها طالَ بذلك هذا الكتابُ، وفيما أثْبَتُه منها مُقْنِعٌ والمنّةُ الله.

__________________

(١) الناحية: كناية عن صاحب الأمرعليه‌السلام كما يقال: الجهة الفلانية والجانب الفلاني هامش «ش» و «م».

(٢) الكافي ١: ٤٤٠ / ٢٨، اعلام الورى: ٤٢١، الخرائج والجرائح ١: ٤٧٢ / ١٦، وروى نحوه الصدوق في كمال الدين: ٤٩٢ / ١٧.

(٣) أي: مشهد الكاظم والجوادعليهما‌السلام ببغداد.

(٤) باقطايا بالعراق كلمة نبطية، وهي قرية، وكذلك بَاكُسَايا وبادَرايا قريتان بالعراق. هامش «ش» و «م».

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: باقطايا ويقال: باقطيا من قرى بغداد على ثلاتة فراسخ من ناحية قطربُل. «معجم البلدان١: ٣٢٧».

(٥) الكافي ١: ٤٤١ / ٣١، الغيبة للطوسي: ٢٨٤ / ٢٤٤، اعلام الورى: ٤٢١، وفيها: يتَفَقّد (بدل) يُفتقد.

٣٦٧

باب ذِكْرِ علاماتِ قيامِ القائمِ عليه السلامُ

ومُدَةِ أيّام ظهورِه، وشرحِ سيرتِه وطريقةِ أحكامِه،

وطَرَفٍ مَما يَظْهرُ في دولتِه وايامِه صلواتُ الله عليه

قد جاءتِ الأخبار(١) بذِكْرِ علاماتٍ لزمانِ قيامِ القائمِ المهديعليه‌السلام وحوادثَ تكون أماَمَ قيامِه، وآيات ودلالات: فمنها: خروجُ السفياني، وقَتْلً الحَسَني، واخْتلافُ بني العباس في الملكِ الدنياوي، وكسوفُ الشمسِ في النصفِ من شهرِ رمضان، وخسوفُ القمرِ في آخره على خلافِ العاداتِ، وخَسْفٌ بالبيداءِ، وخَسْف بالمغرب، وخَسْفٌ بالمشرقِ، وركودُ الشمسِ من عندِ الزوالِ إلى وسطِ أوقاَتِ العصرِ، وطلوعُها من المغرب، وقَتْلُ نفسٍ زكية بظَهْرِالكوفةِ في سبعينَ من الصالحينَ، وذبْحُ رَجلٍ هاشمي بين الركنِ والمقامِ، وهَدْمُ سورِ(٢) الكوفةِ، وإقبالُ راياتٍ سُود من قِبَلِ خراسان، وخُروجُ اليماني، وظهور المغربي بمصرَ وتمَلُّكُه للشاماتِ، ونزول التُرْكِ الجزيرةَ، ونُزولُ الرومِ الرملةَ، وطلوعُ نَجْمٍ بالمشرقِ يُضيءُ كما يُضيءُ القَمَرُ ثم يَنْعطف حتى يكادُ يلتقيَ طَرَفاه، وحُمْرَةٌ تَظْهرُ في السماءِ وتنتَشِرُ(٣) في آفاقِها، ونارٌ

__________________

(١) في هامش «ش» و «م»: الأثار.

(٢) في هامش «ش» و «م»: حائط مسجد.

(٣) في «ح » وهامش «ش»: ويلتبس.

٣٦٨

تَظْهَرُ بالمشرقِ طُولاً وتبقى في الجَوِّ ثلاثة أيّامِ أو سبعة أيّامٍ، وخَلْعُ العربِ أعنَّتَها وتَملُّكها البلادَ وخُروجُها عن سلطانَ العجمِ، وقَتْلُ أهلِ مصر أميرهم، وخَرابُ الشام، واخْتِلافُ ثلاثةِ راياتٍ فيه، ودخولُ راياتِ قيس والعرب إلى مصرَ وراياتِ كندة إلى خراسان، ووُرود خيلٍ من قِبَلِ المغرب حتى تُربَط بفَناءِ الحيرةِ، وِإقبال راياتٍ سودِ من المشرقِ نحوَهاَ، ويثق(١) في الفراتِ حتى يَدْخُل الماءُ أَزِقَّةَ الكوفةِ، وخروجُ ستينَ كذّاباً كلُّهم يَدَّعي النُبوّةَ، وخُروجُ اثنَيْ عَشَرَ من آلِ أبي طالب كُلُّهم يَدَّعي الإمامةَ لنَفْسِهِ، وإحراقُ ِ(٢) رجلِ عظيمِ القدرِمنِ شيعةِ بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعَقْدُ الجسرِممّاَ يلي الكَرْخَ بمدينةِ السلام(٣) ، وارتْفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أوّلِ النهارِ ؛ وزلزلة حتى يَنْخسفَ كثيرٌ منهاَ، وخوفٌ يَشْمَلُ أهلَ العراقِ(٤) ، وموتٌ ذريع فيه، ونَقْص من الأنفسِ والأَموالِ والثمراتِ، وجرادٌ يَظهرُ في أوانِه وفي غير أوانِه حتى يأتيَ على الزرعِ والغلاّتِ، وقلّةُ ريْعٍ لما يَزْرَعَه الناسُ، واختلافُ صنفينِ من العجمِ، وسَفْكُ دماءٍ كثيرِة فيما بينهم، وخروجُ العبيدِ عن طاعةِ ساداتِهم وقَتْلُهم مَواليَهم، ( ومَسْخٌ لقومٍ )(٥) من أهلِ البِدَعِ حتى يصيروا قردةً وخنازير، وغَلبةُ العبيدِ على بلاَدِ الساداتِ، ونداءٌ من السماءِ حتى يَسْمَعَه أهلُ الأرضِ كلُّ أهلِ لغةٍ بلغتِهِم، ووجهٌ وصدْر يظهرانِ من السماءِ للناسِ في عينِ الشمسِ، وأمواتٌ

__________________

(١) انبثق الماء: انفجر وجرى مجمع البحرين - بثق - ٥: ١٣٦ ».

(٢) في «م» وهامش «ش»: وخروج.

(٣) في «م» وهامش «ش»: بغداد.

(٤) في هامش «ش» و «م»: بغداد والعراق.

(٥) في هامش «ش» و «م»: ومسخ قوم.

٣٦٩

يُنْشَرونَ من القبورِ حتى يَرْجِعوا إلى الدنيا فيتعارَفونَ فيها وَيتزاوَرُونَ.

ثم يُختَمُ ذلك بأربع وعشرين مَطْرَةً تَتَّصِلُ فتَحْيى بها الأرضُ من بعد مَوْتِها وتُعرفُ بَرَكاتُها، وتَزُولُ بعد ذلك كلُّ عاهةٍ عن مُعتقدي الحقِّ من شيعةِ المهديعليه‌السلام ، فيَعْرِفونَ عند ذلك ظُهورَه بمكةَ فيَتَوَجَّهونَ نَحْوَه لنُصرتِه. كما جاءتْ بذلك الأخْبارُ.

ومن جُملةِ هذهِ الأحداثِ محتومةٌ ومنها مُشتَرَطَة(١) ، واللهُ أعلم بما يكونُ، وإنَّما ذَكَرْناها على حسب ما ثَبَتَ في الأصولِ وتَضمَّنها الأثرُ المنقولُ، وباللهِ نستعينُ وإيّاهُ نَسْألَُ التوفيقَ.

أَخْبَرَني أَبو الحسن عليُّ بن بلال المهلّبي قالَ: حَدَّثَني محمَّدُ بن جعفر المؤدّب، عن أَحمدَ بن إدريس، عن عليِّ بن محمد بن قتيبة، عن الفضلِ بن شاذان، عن إسماعيل بن الصباح قالَ: سَمِعْتُ شيخاً من أَصحابنا يَذْكُرُ عن سيف بن عُميْرَة قالَ: كُنْتُ عند أَبي جعفر المنصورِ فقالَ ليَ ابتداءً: يا سيفَ بن عُميرةَ، لا بدَّ من منادٍ ينادي من السماءِ بأسمِ رجل من ولدِ أَبي طالبٍ، فقُلْتُ: جُعِلْتُ فداك يا أَميرَ المؤمنينَ تَرْوي هذا؟ قالَ: إي والَذي نَفْسي بيدِه لِسماعِ أُذُني له، فقُلْتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ، إنَّ هذا الحديثَ ما سَمِعْتُه قَبْلَ وقتي هذا! فقالَ: يا سيفُ، إنَّه لحقٌّ، وإذا كانَ فنحنُ أَوّلَ مَنْ يُجيبُه، أَما إنَّ النداءَ إلى رجلٍ من بني عمِّنا، فقُلْتُ: رجلٌ من ولدِ فاطمة؟ فقالَ: نعَمْ يا سيفُ، لولا أَنَّني سَمِعْتُ من أَبي جعفر محمد بن علي يُحَدِّثُني به، وحَدَّثَني به أَهلُ الأرضِ كُلّهم ما قَبِلْتُه

__________________

(١) في هامش «ش» و «م»: محتوم ومنها مشترط.

٣٧٠

منهم، ولكنَّه محمدُ بن عليّ(١) (٢) .

وروى يحيى بن أَبي طالب، عن عليِّ بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن أَبيه، عن عبدالله بن عمر قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وآلهِ: «لا تقومُ الساعةُ حتى يَخْرُجَ المهديُّ من ولدي، ولا يَخْرُجُ المهديُّ حتى يَخْرُجَ ستونَ كذّاباً كُلُّهم يقولُ: أَنا نبيٌّ »(٣) .

الفضلُ بن شاذان، عمّن رواه، عن أَبي حمزة قالَ: قُلت لأبي جعفرعليه‌السلام : خروجُ السفياني من المحتومِ؟ قالَ: «نعَمْ، والنداءُ من المحتوم، وطُلوعُ الشمسِ من مَغْرِبها محتومٌ، واختلافُ بني العباس في الدولةِ مَحتومٌ، وقَتْلُ النفس الزكيةِ محتومٌ، وخروجُ القائمِ من آلِ محمد محتومٌ » قُلتُ له: وكيفَ يكونُ النداءُ؟ قال: «ينادِي مُنادٍ من السماءِ أَولَ النهار: أَلا إنَّ الحق مع عَليٍّ وشيعتِه، ثُمَّ ينادِي إبليسُ في آخرِ النهارِ من الأرضِ: أَلا إنَ الحق مع عثمان(٤) وشيعتِه، فعندَ ذلكَ يَرْتاب

__________________

(١) في هامش «ش» و «م»: محمد بن علي هو: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. انتهى.

والمراد من هامش النسختين تفسيره بوالد المنصور، وهو تأويل ضعيف، اذ لا دلالة فيه، لاستبعاد تعبير المنصور عن ابيه بهذا الشكل، مضافاً الى ان المذكور يكنى بابي عبدالله لا ابي جعفر، نظر: «وفيات ألاعيان ٤: ١٨٦، شذرات الذهب ١: ١٦٦ ».

والظاهر ان المراد به هو الامام ابو جعفر الباقرعليه‌السلام ، لعدم استبعاد رواية المنصور عن الامام عليه‌السلام ، بل قد وقع نظيرها، حيث عده الشيخ الطوسي في اصحاب الصادق عليه‌السلام . فتأمل.

(٢) الكافي ٨: ٢٠٩ / ٢٥٥، بطريق آخر عن اسماعيل بن الصباح، والغيبة للطوسي: ٤٣٣ / ٤٢٣، بطريق آخر عن احمد بن ادريس، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٨٨ / ٢٥.

(٣) الغيبة للطوسي: ٤٣٤ / ٤٢٤، اعلام الورى: ٤٢٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٠٩ / ٤٦.

(٤) المْراد به عثمان بن عنبسة، وهو السفياني، وقد جاء في إكمال الدين: ٦٥٢ / ١٤: أنّ الحقّ مع السفياني وشيعته.

٣٧١

المُبْطِلونَ »(١) .

الحسنُ بن عليّ الوشّاء، عن أَحمدَ بن عائذ، عن أَبي خديجة، عن أَبي عبداللهعليه‌السلام قال: «لا يَخْرُجُ القائمُ حتى يَخْرُجَ قَبْلَه اثنا عشرمن بني هاشم كُلُّهم يَدْعُو إلى نَفْسِه » ِ(٢) .

محمّدُ بن أَبي البلاد، عن عليِّ بن محمد الأودي، عن أَبيه، عن جدِّه قالَ: قالَ أَميرُ المؤمنينَعليه‌السلام : «بين يدي القائم موتٌ أَحمرُ وموتٌ أَبيضُ، وجرادٌ في حينهِ وجرادٌ في غير حينهِ كأَلوانِ الدمِ، فأمّا الموتُ الأحمرُ فالسيفُ، وأَمّا الموتُ الأبيضُ فالطاعونُ »(٣) .

الحسنُ بن محبوب، عن عمرو بن أَبي المقدام، عن جابرِ الجعفي، عن أَبي جعفرعليه‌السلام قالَ: «الزَم الأرْضَ ولا تُحرِّك يداً ولا رِجْلاً حتى ترى علاماتٍ أذكرها لك، وماَ أَراك تُدْرِك ذلك: اخْتلافُ بني العبّاس، ومنادٍ ينادي من السماءِ، وخَسْفُ قريةٍ من قرى الشامِ تسمّى الجابيةَ(٤) ، ونُزولُ التركِ الجزيرةَ، ونزولُ الروم الرملةَ. واختلافٌ كثيرٌ عند ذلك في كلِّ أَرضٍ، حتى تَخْرُبَ الشامُ ويكَونَ سببُ خرابِها

__________________

(١) اعلام الورى: ٤٢٦، ورواه الصدوق باختلاف يسير عن ابي حمزة الثمالي قال: قلت لابي عبد الله: ان ابا جعفر كان يقول: ....، وفي إكمال الدين: ٦٥٢ / ١٤، والغيبة للطوسي: ٤٣٥ / ٤٢٥، وقطعة منه في: ٤٥٤ / ٤٦١.

(٢) الغيبة للطوسي: ٤٣٧ / ٤٢٨، اعلام الورى: ٤٢٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٠٩ / ٤٧.

(٣) غيبة النعماني: ٢٧٧ / ٦١، بطريق آخر عن ابراهيم بن ابي البلاد، عن علي بن محمد بن الاعلم الأزدي ...، غيبة الطوسي: ٤٣٨ / ٤٣٠، اعلام الورى: ٤٢٧، الفصول المهمة: ٣٠١، ورواه الصدوق في إكمال الدين: ٦٥٥ / ٢٧ باختلاف يسير، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١١ / ٥٩.

(٤) في هامش «ش» و «م»: الجابية: هي في غربي دمشق في طريق صيداء.

٣٧٢

اجتماعَ ثلاثِ راياتٍ فيها: راية الأصهبِ، وراية الأبقع، وراية السفياني »(١) .

عليُّ بن أَبي حمزة، عن أَبي الحسن موسىعليه‌السلام في قوله جلّ قائلاً:( سَنُريهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَين لَهُمْ أَنَّه الحَقُّ ) (٢) قالَ: «الفِتَنُ في الآفاقِ، والمسْخُ في أًعداءِ الحقِّ »(٣) .

وُهيب بن حفص، عن أَبي بصير قالَ: سَمِعْتُ أَبا جعفرَعليه‌السلام يقولُ في قوله تعالى:( إِنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (٤) قالَ: «سَيَفْعَلُ الله ذلك بهم » قُلْتُ: مَنْ هم؟ قالَ: «بنو أُميةَ وشيعتُهم» قُلْتُ: وما الآيةُ؟ قالَ: «رُكودُ الشمسِ ما بين زوالِ الشمسِ إِلى وَقْتِ العصرِ، وخُروجُ صَدرْ(٥) ووَجْهٍ في عينِ الشمسِ يُعْرفُ بحسبِه ونَسَبِه، وذلك في زمانِ السفياني، وعندها يكونُ وبَوارُه وبَوارُ قومِه »(٦) .

عبدُ الله بن بُكير، عن عبدِ الملك بن اسماعيل، عن أَبيه، عن سعيدِ ابن جبير قالَ: إِنَّ السَنَة التي يقوم فيها المهديُّعليه‌السلام تُمْطَرُ الأرض أربعاً وعشرين مطرةً، تُرى آثارها وبركاتها(٧) .

__________________

(١) غيبة الطوسي: ٤٤١ / ٤٣٤، اعلام الورى: ٤٢٧، الفصول المهمة: ٣٠١، وروى نحوه مفصلاً النعماني في غيبته: ٦٧ / ٢٧٩، الاختصاص: ٢٥٥، والعياشي في تفسيره ١: ٦٤ / ١١٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١٢ / ٦٢.

(٢) فصلت ٤١: ٥٣.

(٣) اعلام الورى: ٤٢٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٢١ / ٨٣.

(٤) الشعراء ٢٦: ٤.

(٥) في «ح » زيادة: رجل. وفي «ش»: رجل، معلّم عليها بانها زائدة.

(٦) اعلام الورى: ٤٢٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٢١ / ٨٤.

(٧) الغيبة للطوسي: ٤٤٣ / ٤٣٥، اعلام الورى: ٤٢٩.

٣٧٣

الفضلُ بن شاذان، عن أحمدَ بن محمد بن أَبي نصر، عن ثعلبة الأزدي(١) قالَ: قالَ أَبو جعفرعليه‌السلام : «آيتانِ تكونانِ قبلَ القائمِ: كُسوفُ الشمس في النصفِ من شهرِ رمضانَ، والقمر في آخرِه «قالَ:قُلْتُ: يا ابنَ رسول الله، تنكسف ِ(٢) الشمس في اخرِ الشهرِ، والقَمَر في النصف. فقالَ أَبو جعفرُعليه‌السلام : «أَنا أَعْلَمُ بما قُلْت، إِنَّهما آيتانِ لم تكونا منذُ هَبَطَ آدَمُعليه‌السلام »(٣) .

ثعلبةُ بن ميمونَ، عن شعيب الحداد(٤) ، عن صالح بن ميثم قالَ: سَمِعْتُ أَبا جعفرَعليه‌السلام يقولُ: «ليس بين قيام القائمِعليه‌السلام وقَتْلِ النفس الزكيةِ أَكْثَرَمن خمس عشرة ليلة»(٥) .

عمرو بن شمر، عن جابر قالَ: قُلْتُ لأبي جعفرعليه‌السلام : متى يَكونُ هذا الأمرُ؟ فقالَ: «أَنّى يكون ذلك - يا جابر - ولمّا يَكثُرالقتلُ

__________________

(١) كذا في النُسخ، وأورد الخبرفي البحار عن الإرشاد وغيبة الطوسي عن ثعلبة عن بدر بن الخليل الأزدي. وثعلبة هو ثعلبة بن ميمون كما في سائر المصادر، فالظاهر سقوط «عن بدر بن الخليل» من السند هنا.

(٢) في «ش»: أتكسف، وفي هامش «ش» و «م»: لم تنكسف، وما أثبتناه لكن «م».

(٣) الغيبة للطوسي:٤٤٤ / ٤٣٩، اعلام الورى: ٤٢٩، وروى نحوه الكليني في الكافي ٨: ٢١٢ / ٢٥٨، والنعماني في غيبته: ٢٧١ / ٤٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١٣ / ٦٧.

(٤) في إكمال الدين واعلام الورى والبحار: الحذّاء. وهو تصحيف كما يعلم من كتب الرجال، وهو شعيب بن اعين الحدّاد، لاحظ: رجال النجاشي:١٩٥ / ٥٢١، فهرست الشيخ الطوسي: ٨٢ / ٣٤٣، رجال الشيخ الطوسي:٢١٧ / ٢ ر ٤٧٦ / ٢، رجال البرقي: ٢٩، معجم رجال الحديث ٩: ٢٩ و ٣٧، تنقيح المقال ٣: ٦٢.

(٥) إكمال الدين: ٦٤٩ / ٢، الغيبة للطوسي: ٤٤٥ / ٤٤٠، اعلام الورى: ٤٢٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٠٣ / ٣٠.

٣٧٤

بين الحيرةِ والكوفةِ»(١) .

محمَّدُ بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قالَ: «إِذا هُدِمَ حائط مسجدِ الكوفةِ ممّا يلي دارَ عبداللهِّ بن مسعود، فعند ذلك زوالُ مُلْكِ القوم، وعند زوالِه خُروجُ القائمِعليه‌السلام » ِ(٢) .

سيفُ بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أَبي عبداللهعليه‌السلام قالَ: «خُروجُ الثلاثةِ: السفياني والخراساني واليماني، في سنةٍ واحدةٍ في شهر واحدٍ في يومٍ واحدٍ، وليس فيها راية أَهْدى من رايةِ اليماني، لأنَّه يَدْعُو إلى الحقَ »(٣) .

الفضلُ بن شاذان، عن أَحمدَ بن محمد بن أبي نصر، عن أَبي الحسن الرضاعليه‌السلام قالَ: «لا يكونُ ما تَمُدُّونَ إِليه أَعْناقَكُمْ حتى تميّزوا وتُمَحَصوا فلايَبْقى منكم إِلاّ القليلُ(٤) ، ثم قَرَأ:( ألم * أحسِبَ الناَّسُ أَنْ يُتْركوا أَنْ يَقُولوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (٥) ثم قال: إِنّ من علاماتِ الفَرَجِ حدثاً يكون بين المسجدين(٦) ، ويقْتُلُ فلانٌ من ولدِ فلانِ خمسةَ

__________________

(١) الغيبة للطوسي:٤٤٥ / ٤٤١، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٠٩ / ٥٠.

(٢) روى نحوه النعماني في غيبته: ٢٧٦ / ٥٧، والطوسي في غيبته: ٤٤٦ / ٤٤٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١٠ / ٥١.

(٣) الغيبة للنعماني: ٢٥٥ نحوه، الغيبة للطوسي: ٤٤٦ / ٤٤٣، اعلام الورى: ٤٢٩، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١٠ / ٥٢.

(٤) في هامش «ش» و «م»: الأندر.

(٥) العنكبوت ٢٩: ١ - ٢.

(٦) في هامش «ش»: «مسجد البصرة والكوفة أو مسجد الكوفة والمدينة والله اعلم ».

وفي هامش ثانٍ: «رأيت في موضع اخر من قول السيد أدام الله ظله (يعني السيد فضل الله الراوندي الذي قوبلت على نسخته هذه النسخة ) كأنهما مسجد الكوفة ومسجد السهلة».

٣٧٥

عَشَرَكَبْشاً من العربِ »(١) .

الفضلُ بن شاذان، عن معمر بن خلادِ(٢) ، عن أَبي الحسنعليه‌السلام قالَ: «كأَنّي براياتٍ من مصرَ مُقْبلاتٍ خُضْرٍ مُصَبَّغاتٍ، حتى تَأْتي الشاماتِ فتهدى إِلى ابن صاحبِ الوصيّات ».

حماد بن عيسى، عن إِبراهيم بن عمر اليماني، عن أَبي بصير، عن أَبي عبد اللهعليه‌السلام قالَ: «لا يَذْهَبُ مُلْكُ هؤلاءِ حتى يَسْتَعْرِضوا(٣) الناسَ بالكوفةِ في يوم الجمعةِ، لَكَأَنّي أَنظُرُ إِلى رُؤوس تَنْدُرُ(٤) فيما بين باب الفيلِ وأصحابَِ الصابونِ »(٥) .

عليُّ بن أَسباط، عن الحسن(٦) بن الجهم قالَ: سَألَ رجلٌ أَبا الحسنعليه‌السلام عن الفَرَجِ فقالَ: «تُريدُ الإكثارَأَم اُجْمِلُ لك؟» قالَ: بل تُجْمِلُ لي، قالَ: «إِذا رُكِزَتْ راياتُ قيس بمصرَ، وراياتُ كِنْدةَ

__________________

(١) اُنظر: ذيله في الغيبة للطوسي: ٤٤٨ / ٤٤٧، ونقل ذيله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١٠ / ٥٦.

(٢) في «ش» و «م»: ميمون بن خلاد، وما اثبتناه من «ح » وهامش «ش» عن نسخة، وهو الصواب، انظر «رجال النجاشي: ٤٢١ / ١١٢٨»، رجال الشيخ في اصحاب الرضاعليه‌السلام : ٣٩٠ / ٤٥، وفي فهرسته: ١٧٠ / ٧٤٢، ومعمر هذا ممن روى النص على الامام الجوادعليه‌السلام في ج ٢:٢٧٦ من هذا الكتاب.

(٣) الاستعراض: عرض القوم على السيف من غير تمييز. هامش «ش» و «م».

(٤) تندر: تسقط الصحاح - ندر - ٢: ٨٢٥».

(٥) الغيبة للطوسي: ٤٤٨ / ٤٤٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١١ / ٥٧.

(٦) في «ش» و «م»: عن ابي الحسن، وما اثبتناه من «ح » وهو الصواب. انظر «رجال البرقي: ٥٢، رسالة ابي غالب الزراري: ٨، رجال النجاشي: ٥٠ / ١٠٩، رجال الشيخ: ٣٤٧ / ١٠».

٣٧٦

بخراسانَ ».(١)

الحسينُ بن أبي العلاء، عن أَبي بصير، عن أَبي عبداللهعليه‌السلام قالَ: «إنَّ لولد فلانِ عند مسجدِكم - يعني مسجدَ الكوفةِ - لوقْعةً في يومِ عَرُوبَة ِ(٢) ، يُقْتَلُ فيها أَربعةُ آلافٍ من باب الفيلِ إلى أَصحاب الصابونِ، فإِيّاكم وهذا الطريقَ فاجْتنبوه، وأَحْسَنُهم حَالاً مَنْ أَخَذَ في دَرْبِ الأنصارِ».

عليُّ بن أَبي حمزة، عن أَبي بصير، عن أَبي عبداللهعليه‌السلام قالَ: «إنَّ قُدّامَ القائمِعليه‌السلام لسنة غَيْداقَةً، يَفْسُدُ فيها الثمار والتمر في النخلِ، فلا تَشُكُّوا في ذلك »(٣) .

إِبراهيم بن محمد، عن جعفر بن سعد(٤) ، عن أَبيه، عن أَبي عبداللهعليه‌السلام قالَ: «سَنَةُ الفتحِ يَنْبثقُ الفراتُ حتى يَدْخُل على أَزِقَّةِ الكوفةِ»(٥) .

وفي حديثِ محمد بن مسلم قالَ: سَمِعْتُ أَبا عبداللهعليه‌السلام يقولُ: «إِنَّ قُدّامَ القائمِ بلوى من اللهِ » قُلتُ: ما هو، جُعِلْتُ

__________________

(١) الغيبة للطوسي: ٤٤٨ / ٤٤٩، اعلام الورى: ٤٢٩، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢١٤ / ٦٨.

(٢) يوم عروبة: اي يوم الجمعة «الصحاح - عرب - ١: ١٨٠ » ».

(٣) الغيبة للطوسي: ٤٤٩ / ٤٥٠، اعلام الورى: ٤٢٨.

(٤) كذا في «ش» و «م» وفي «ح »: جعفر بن سعيد. وقد ذكر الشيخ في أصحاب الصادقعليه‌السلام سعداً والد جعفر بن سعد الأسدي (رجال الشيخ الطوسي: ٢٠٣ / ١٣).

وقد وقع تحريف في اعلام الورى، فذكر: ابراهيم بن محمد بن جعفر، عن أبيه، عن أبي عبدالله. وفي الغيبة للشيخ الطوسي: جعفر بن سعيد الأسدي.

(٥) الغيبة للطوسي: ٤٥١ / ٤٥٦، اعلام الورى: ٤٢٩.

٣٧٧

فداك؟ فقَرَأ:( وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بشيَءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشرِّ الصَابرينَ ) (١) ثم قالَ: «الخوفُ من مُلوكِ بني فلان، والجوعُ من غلاءِ الأسْعارِ، ونَقْصٌ من الأموالِ من كسادِ التجاراتِ وقِلةِ الفَضْلِ فيها، ونَقْصُ الأنفسِ بالموتِ الذريعِ، ونَقْصُ الثمراتِ بقلَّةِ ريعِ الزرعِ وقِلّةِ بركةِ الثمارِ» ثم قالَ: «وبشرِّ الصابرينَ عند ذلك بتعجيلِ خُروجِ القائمعليه‌السلام »(٢) .

الحسينُ بن يزيد، عن منذر الخوزي(٣) عن أَبي عبداللهعليه‌السلام ، قالَ: سَمِعْتهُ يقولُ: «يُزْجَرُ الناس قَبْلَ قيام القائمِعليه‌السلام عن معاصيهم بنارٍ تَظْهَرُ في السماءِ، وحُمْرَة تًجَلِّلُ الَسماءَ، وخسفٍ ببغدادَ، وخَسْفٍ ببلدِ البصرةِ، ودماءٍ تُسْفكُ بها، وخراب دوُرِها، وفناءٍ يَقَعُ في أَهْلِها، وشُمولِ أَهْلِ(٤) العراقِ خوفٌ لا يكونُ لهَم معه قَرارٌ»(٥) .

فصل

فأمّا السَنَةُ التي يَقومُ فيهاعليه‌السلام واليومُ بعينهِ، فقد جاءَتْ فيه آثارٌ عن الصادقينَعليهم‌السلام .

روى الحسنُ بن محبوب، عن عليِّ بن أَبي حمزة، عن أَبي بصير، عن

__________________

(١) البقرة ٢:١٥٥.

(٢) رواه باختلاف في الفاظه الطبري في دلائل الامامة: ٢٥٩، والصدوق في إكمال الدين: ٦٤٩ / ٣، والنعماني في غيبته: ٢٥٠ / ٥، والطبرسي في اعلام الورى: ٤٢٧.

(٣) في البحار عن الكتاب: الحسين بن زيد عن منذر الجوزي.

(٤) الى هنا آخر الموجود في نسخة «ح ».

(٥) اعلام الورى: ٤٢٩، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٢١ / ٨٥.

٣٧٨

أَبي عبداللهعليه‌السلام قالَ: «لا يَخْرُجُ القائمُعليه‌السلام إلاٌ في وِتْرٍ من السِنينَ: سنة إحدى، أَو ثلاثٍ، أَو خمْسٍ، أَو سَبْعٍ، أَو تِسْعٍ »(١) .

الفَضل بن شاذان، عن محمد بن عليٍّ الكوفي، عن وُهَيْب بن حفص، عن أَبي بصير قالَ: قالَ أبوعبداللهّعليه‌السلام : «ينادى باسمِ القائمِعليه‌السلام في ليلةِ ثلاث وعشرين، ويقومُ في يوم عاشوراء، وهو اليومُ الذي قُتِلَ فيه الحسينُ بن عليّعليهما‌السلام ، لَكَأنَي به في يومِ السبت العاشرِ من المحرّم قائماً بين الركنِ والمقامِ، جبرئيلُعليه‌السلام على (يدِه اليُمنى )(٢) ينادي: البيعةُ للهِ، فتصيرُ إليه شيعته من أطرافِ الأرضِ تُطْوى لهم طَيّاً حتى يُبايعُوه، فيَمْلأ اللهُ به الأرضَ عدلاً كما مُلِئَت ظُلْماً وجَوْراً»(٣) .

فصل

وقد جاءَ الأثرُ بأَنَّه -عليه‌السلام - يَسيرُمن مكّةَ حتى يَأْتيَ الكوفةَ فيَنْزِلُ على نجفِها، ثم يُفرِّقُ الجنودَ منها في(٤) الأمصارِ.

ورَوى الحجّال، عن ثعلبة، عن أَبي بكر الحضرمي، عن أَبي جعفر الباقرعليه‌السلام قالَ: «كأَنّي بالقائمِعليه‌السلام على نجفِ الكوفةِ،

__________________

(١) اعلام الورى: ٤٢٩، الفصول المهمة: ٣٠٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٢٩١ / ٣٦.

(٢) في هامش «ش» و «م»: يمينه.

(٣) اعلام الورى: ٤٣٠، وفيه: ليلة ست وعشرين من شهر رمضان، وبحذف اوله في الفصول المهمة: ٣٠٢، وباختلاف يسير في غيبة الطوسي: ٤٥٢ / ٤٥٨.

(٤) في «م» وهامش «ش»: الى.

٣٧٩

قد سارَ إِليها من مكّةَ في خمسةِ آلافٍ من الملائكةِ، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنونَ بين يديه، وهو يُفرِّقُ الجنودَ في البلادِ»(١) .

وفي رواية عَمرو بن شمر، عن أَبي جعفرعليه‌السلام قالَ: ذَكَرَ المهديَّ فقالَ: «يَدْخُلُ الكوفةَ وبها ثلاثُ راياتٍ قد اضْطَرَبتْ فتَصْغوِ(٢) له، ويَدْخُلُ حتى يأْتي المنبرَ فيَخْطُبُ فلا يدْري الناسُ ما يَقولُ من البكاءِ، فإِذا كانَتِ الجمُعة الثانيةِ سَأَلَه الناسُ أَنْ يُصَلّيَ بهم الجمُعةَ، فيَأْمُرُأَنْ يُخطَّ له مسجدٌ على الغري ويُصلّي بهم هناك، ثم يَأْمُرُ مَنْ يحفرُ من ظَهْرِمشهدِ الحسينعليه‌السلام نَهراً يَجْري إِلى الغريَّين حتى يَنْزِل الماءُ في النجفِ، ويعمل على فوهته القناطيرَ والأرحاءَ(٣) ، فكَأَنّي بالعجوزِ على رأسهِا مِكْتل(٤) فيه بُرتَأْتي تلك الأرحاءَ فتَطْحَنَه بلا كِراءِ»(٥) .

وفي روايةِ صالح بن أَبي الأسود، عن أَبي عبداللهّعليه‌السلام ، قالَ: ذَكَرَ مسجدَ السهلةِ فقالَ: « أَما إِنّه مَنْزِلُ صاحبِنا إِذا قَدِمَ بأَهلِه »(٦) .

وفي رواية المفضّل بن عمر قالَ: سَمِعْت أَبا عبداللهّعليه‌السلام يقولُ: «إِذا قامَ قائمُ آلِ محمدٍعليه‌السلام بَنى في ظَهْرِ الكوفةِ مَسجداً له أَلفُ باب، واتَّصلَتْ بُيوتُ أَهلِ الكوفةِ بنَهْرَيْ كربلاء»(٧) .

__________________

(١) اعلام الورى: ٤٣٠، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٣٣٦ / ٧٥.

(٢) تصغو: تميل. «الصحاح - صغا - ٦: ٢٤٠٠» وفي هامش «ش» فتصفو.

(٣) الارحاء: جمع رحى، وهي آلة طحن الحنطة، انظر«الصحاح - رحا - ٦: ٢٣٥٣».

(٤) المكتل: الزنبيل. « الصحاح - كتل - ٥: ١٨٠٩ ».

(٥) اعلام الورى: ٤٣٠، ورواه الشيخ في الغيبة: ٤٦٨ / ٤٨٥، باختلاف يسير مع زيادة، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢: ٣٣١ / ٥٣.

(٦) الكافي ٣: ٤٩٥ / ٢، التهذيب ٣: ٢٥٢ / ٦٩٢، الغيبة للطوسي: ٤٧١ / ٤٨٨.

(٧) رواه الشيخ (ره) في الغيبة مع زيادة: ٢٨٠، والطبرسي في اعلام الورى: ٤٣٠، ونقله

٣٨٠