عندما ربط نفسه في المسجد، ألا يحلّه أحد إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجاءت فاطمة لتحلّه فأبى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(إنّما فاطمة بضعة منّي، فحلّته)
.
يقول السهيلي - في الروض الآنف - بعد ذلك: فصلى الله عليه، وعلى فاطمة، فهذا حديث يدلّ أنّ مَن سبّها فقد كفر، وأنّ مَن صلّى عليها فقد صلّى على أبيها، صلّى الله عليه وسلّم.
5 - الزهراء أحبّ الناس إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
أخرج الطبراني في الأوسط، عن أبي هريرة قال، قال علي:(يا رسول الله، أيّنا أحبّ إليك، أنا أم فاطمة؟)
قال صلّى الله عليه وسلّم:(فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها)
.
وروى ابن عبد البَر في الاستيعاب: سُئلت عائشة رضي الله عنها: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت: فاطمة، قيل: فمِن الرجال؟ قالت: زوجها؛ إذ كان - ما علمت - صوّاماً قوّاماً.
وروى الحاكم في المستدرك وصححه، بسنده عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع أمّي على عائشة، فسمعتها من وراء الحجاب، وهي تسألها عن علي، فقالت: تسألينني عن رجل، والله ما أعلم رجلاً كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عليّ، ولا في الأرض امرأة كانت أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فاطمة.
وروى الحاكم في المستدرك، عن عمر رضي الله عنه أنّه دخل على فاطمة رضي الله عنها، فقال: يا فاطمة، والله ما رأيت أحداً أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منكِ، والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إلي منكِ.
وروي عن عائشة رضي الله عنها، قالت، قلت: يا رسول الله، مالك إذا قبّلتَ فاطمة جعلت لسانك في فيها كأنّك تُريد أن تلعقها عسلاً؟! فقال صلّى الله عليه وسلّم أنّه:(لمّا أُسري بي أدخلني جبرئيل الجنّة، فناولني تفّاحة فأكلتها، فكلّما اشتقت إلى تلك التفّاحة قبّلت فاطمة، فأصبت من رائحتها رائحة تلك التفاحة).
وروى المُحب الطبري في (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى)، عن أسامة بن زيد، عن علي قال:(قلتُ: يا رسول الله، أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: فاطمة بنت محمّد)
، وروى ابن عساكر، عن علي، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:(أحبّ أهلي إليّ فاطمة).