الإمام جعفر الصادق عليه السلام الجزء ١

الإمام جعفر الصادق عليه السلام0%

الإمام جعفر الصادق عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الصادق عليه السلام
الصفحات: 228

الإمام جعفر الصادق عليه السلام

مؤلف: العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر
تصنيف:

الصفحات: 228
المشاهدات: 77053
تحميل: 6334


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 228 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77053 / تحميل: 6334
الحجم الحجم الحجم
الإمام جعفر الصادق عليه السلام

الإمام جعفر الصادق عليه السلام الجزء 1

مؤلف:
العربية

حجرها مهد قد مهدته، وأن ثديها وعاء قد شربته، فلا تغلظ لها(١) .

ودخل عليه رجل فقال له الصادقعليه‌السلام : تُب الى اللّه ممّا صنعت البارحة، وكان الرجل نازلاً بالمدينة في دار وفيها وصيفة أعجبته، فلمّا انصرف ليلاً ممسياً واستفتح الباب وفتحت له مدَّ يده الى ثديها وقبض عليه(٢) .

وقَدِمَ رجل من أهل الكوفة على أهل خراسان يدعوهم الى ولاية الصادقعليه‌السلام ، فاختلفوا في الأمر، فبين مطيع مجيب، وبين جاحد مُنكر، وبين مُتورّع واقف، فأرسلوا من كلّ فِرقة رجلاً الى الصادقعليه‌السلام لاستيضاح الحال، ولمّا كانوا في بعض الطريق خلا واحد منهم بجارية كانت مع بعض القوم، وعندما وصلوا الى الصادقعليه‌السلام عرفوه بالذي أقدمهم، فقال للمتكلّم وكان الذي وقع على الجارية: من أيّ الفِرق الثلاث أنت ؟ قال: من الفِرقة التي ورعت، قالعليه‌السلام : فأين كان ورعك يوم كذا وكذا مع الجارية ؟ فسكت الرجل(٣) .

وهذه لعمر الحقّ اكبر دلالة على الامامة لو كان القوم طالبين للحقّ وللدلالة على الامامة.

وكان عبد اللّه النجاشي(٤) زيديّاً منقطعاً الى عبد اللّه بن الحسن فدخل يوماً

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٥/٢٦٣.

(٢) بصائر الدرجات: ٥/٢٦٢.

(٣) المناقب، وبصائر الدرجات: ٥/٢٦٥، وهو لمحمّد بن الحسن الصفّار القمّي أبي جعفر الأعرج، وكان وجهاً في القمّيين ثقة عظيم القدر، قليل السقط في الرواية، وله كتب كثيرة جليلة، توفي عام ٢٩٠ وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الحسن العسكريعليه‌السلام ، وكتابه بصائر الدرجات جليل كبير النفع.

(٤) أبو بجير الأسدي وكان والياً على الأهواز وبعد أن رجع الى القول بإمامة الصادق صار يراسله ويسأله عن أشياء من وظيفته وللامام كتاب كبير أرسله اليه جواب سؤال منه ذكر فيه ما يجب عليه من السيرة والعمل الصالح، وسنذكره في وصاياه.

٢٢١

على الصادقعليه‌السلام فقال له: ما دعاك الى ما صنعت، تذكّر يوم مررت على باب قوم فسال عليك الميزاب من الدار فسألتهم فقالوا: إِنه قذر، فطرحت نفسك في النهر بثيابك فكانت منشغة(١) عليك فاجتمع عليك الصبيان يضحكون منك ويصيحون عليك، فلمّا خرج من عند الصادقعليه‌السلام قال: هذا صاحبي دون غيره(٢) .

وجاء من عدَّة طرق دخول أبي بصير على الصادقعليه‌السلام وهو جُنب، وردع الصادق إِيّاه، ومن ذلك ما قاله أبو بصير، قال: دخلت على أبي عبد اللّهعليه‌السلام وأنا اُريد أن يعطيني من دلالة الامامة مثلما أعطاني أبو جعفرعليه‌السلام ، فلمّا دخلت وكنت جُنباً قال: يا أبا محمّد تدخل عليّ وأنت جُنب، فقلت: ما عملته إِلا عمداً، قال: أوَلم تؤمن ؟ قلت: بلى ولكن ليطمئن قلبي، فقلت عند ذلك: إِنه إِمام(٣) .

إِعلامه عمّا في النفس

إِن نفس المؤمن اذا زكت من درن الرذائل عادت كالمرآة الصافية، ينطبع فيها كلّ ما يكون أمامها، ولذا قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّه، هذا شأن المؤمن فكيف بإمام المؤمنين ؟

وهذا الخضرعليه‌السلام أعاب السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام، وما كان ذلك منه إِلا علماً منحه به العليم سبحانه.

____________________

(١) تسيل.

(٢) المناقب، وبصائر الدرجات: ٥/٢٦٥ وغيرها.

(٣) وسائل الشيعة: ١/٤٩٠/٣ وذكر بعض أحاديث أبي بصير الشيخ المفيد في الارشاد، وابن بابويه في دلائل الامامة، والطبرسي في أعلام الورى وغيرهم.

٢٢٢

فلا عجب إِذن لو أعلم الامام الصادقعليه‌السلام عن أشياء تتلجلج في النفوس عند إِظهار الكرامة.

دخل عمر بن يزيد(١) على الصادق وهو وجع وقد ولاه ظهره ووجهه للحائط، وقد قال عمر في نفسه: ما أدري ما يصيبه في مرضه لو سألته عن الامام بعده، فبينا يفكّر في ذلك إِذ حوَّل الصادق اليه وجهه، فقال: الأمر ليس كما تظنّ ليس عليَّ من وجعي هذا بأس(٢) .

ودخل عليه الحسن بن موسى الحنّاط(٣) وجميل بن درّاج(٤) وعائذ الأحمسي(٥) وكان عائذ يقول: إِن لي حاجة اُريد أن أسأله عنها، فلمّا سلّموا وجلسوا أقبل بوجهه على عائذ فقالعليه‌السلام : من أتى اللّه بما افترض عليه لم يسأله عمّا سوى ذلك، فغمزهم فقاموا، فلمّا خرجوا قالوا له: ما كانت حاجتك ؟ قال: الذي سمعتم، لأني رجل لا اُطيق القيام بالليل فخفت أن اكون مأخوذاً به فأهلك(٦) .

ودخل عليه شهاب بن عبد ربّه(٧) وهو يريد أن يسأله عن الجنب يغرف

____________________

(١) هل هما اثنان بيّاع السابري والصيقل أو واحد ؟ وعلى كلّ حال فهما من أصحاب الصادق وثقات رواته.

(٢) بصائر الدرجات: ٥/٢٥٩.

(٣) بالحاء المهملة والنون المضاعفة، وقيل بالخاء المعجمة والياء التحتانيّة المضاعفة، هو من أصحاب الصادق، روى عنه بعض الثقات وأصحاب الاُصول ومن لا يروي إِلا عن ثقة كابن أبي عمير.

(٤) النخعي وسنذكره في مشاهير الثقات من رواته.

(٥) بالذال المعجمة في آخره، روى عنه الثقات مثل جميل بن درّاج، وأن للصدوق طرقاً اليه.

(٦) الشيخ في التهذيب والأمالي، والكليني في الكافي، والصدوق في الفقيه، ذكروه في كتاب الصلاة في القيام بالليل، المناقب: ٣/٢٢٦.

(٧) الكوفي من أصحاب الصادق ورواته الثقات.

٢٢٣

الماء من الحِبّ فلمّا صار عنده اُنسي المسألة، فنظر اليه أبو عبد اللّهعليه‌السلام فقال: يا شهاب لا بأس أن يغرف الجنب من الحِبّ(١) .

وكان جعفر بن هارون الزيّات(٢) يطوف بالكعبة وأبو عبد اللّهعليه‌السلام في الطواف، فنظر اليه الزيّات وحدّثته نفسه فقال: هذا حجّة اللّه، وهذا الذي لا يقبل اللّه شيئاً إِلا بمعرفته، فبينا هو في هذا التفكير إِذ جاءه الصادق من خلفه فضرب بيده على منكبه ثمّ قال:( أبشراً واحداً منّا نتبعه إِنّا إِذن لفي ضلال وسعر ) (٣) ثمّ جازه(٤) .

ودخل عليه خالد بن نجيح الجواز(٥) وعنده ناس فقنّع رأسه وجلس ناحية وقال في نفسه: ويحَكم ما أغفلكم عند مَن تتكلّمون، عند ربّ العالمين، فناداه الصادقعليه‌السلام : ويحَك يا خالد إِني واللّه عبد مخلوق ولي ربّ أعبده، إِن لم أعبده واللّه عذبني بالنار، فقال خالد: لا واللّه لا أقول فيك أبداً إِلا قولك في نفسك(٦) .

وهذا قليل من كثير ممّا روته الكتب الجليلة من الكرامات والمناقب لأبي عبد اللّه الصادقعليه‌السلام ، ولا غرابة لو ذكرت له الكتب أضعاف ما استطردناه بعد أن أوضحنا في صدر البحث أمر الكرامة.

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٥/٦٣، بحار الأنوار: ٤٧/٦٨/١٣.

(٢) لم ينصّوا على توثيقه ولكنهم استظهروا أنه من الحسان.

(٣) القمر: ٢٤.

(٤) بصائر الدرجات: ٥/٦٥، بحار الأنوار: ٤٧/٧٠/٢٥.

(٥) نجيح بالجيم المعجمة والحاء المهملة، وأمّا الجواز فقيل بالمعجمتين الجيم والزاء مع تضعيف الواو، وقيل بإهمالها، وقيل بإعجام الاولى وإِهمال الثانية، وقيل: الجوان بالجيم والنون، وعلى كلّ حال فقد حسنت عقيدته بعد هذا الردع، وعدّوه في أصحاب الكاظمعليه‌السلام وهو المشير الى الرضاعليه‌السلام من بعده.

(٦) بصائر الدرجات: ٥/٢٦١.

٢٢٤

أجل بعد أن فاتتنا المشاهدة فلا طريق لنا لإثبات الكرامة غير النقل وإِن المشاهدة لا تكون إِلا لأفراد من معاصري النبي أو الامام، فكيف حال الناس مع الكرامة من أهل الأجيال المتأخّرة، هذا سوى الناس من أهل زمانه ممّن لم يحضر الكرامة، فهل طريق إِذن لإثباتها غير النقل، فالنقل إِن صحَّ لاعتبار المؤلّف والراوي فذلك المطلوب، وإِلا فاعتباره اذا بلغ التواتر لقضيّة خاصّة أو لقضايا يحصل من جميعها الاعتقاد بصدور الكرامة من النبي أو الوصي وإِن لم يحصل الاعتقاد بواحدة منها خاصّة.

٢٢٥

الفهرست

الإهداء ٣

الطليعة ٤

أهل البيت.. ٥

مَن هُم أهل البيت ؟ ٥

بنو اُميّة ٨

مَن هُم بنو اُميّة ؟ ٨

بنو العبّاس. ٢٠

ما جناية أهل البيت ؟ ٢٤

المذاهِب والنِّحَل. ٣٢

اُصول الفِرَق الإسلاميّة: ٣٢

١ - المرجئة ٣٣

٢ - المعتزلة ٣٥

٣ - الشيعة ٣٦

الكيسانيّة:(١) ٣٨

الزيديّة: ٣٩

البتريّة: ٤٢

السليمانيّة: ٤٣

الجاروديّة: ٤٣

الصالحيّة: ٤٤

الإسماعيليّة: ٤٤

الإماميّة: ٤٦

٤ - الخوارج. ٥٠

الغلاة ومن خرج عن الاسلام ببعض العقائد: ٥٣

شبه الإلحاد: ٥٣

الإمامة ٥٤

٢٢٦

مَن هو الصادق ؟ ٥٨

التقيّة ٦٧

تمهيد: ٦٧

دليل التقيّة: ٦٨

إبتداء التقيّة ومبرّراتها: ٧٠

أثر التقيّة في خدمة الدين: ٧٤

الصادق والمحن. ٧٦

مواقفه مع المنصور وولاته ٩٧

الصادق في العراق. ١٠٤

حياته العلميّة (علمه إِلهامي) ١١٢

مدرسته العلميّة ١١٥

تعاليمه لتلاميذه ١١٦

الحديث.. ١٢٠

الفقه ١٢٢

الأخلاق. ١٢٣

التفسير. ١٢٤

علم الكلام ١٢٥

الوجود والتوحيد. ١٢٧

توحيد المفضّل. ١٢٧

الإهليلجة ١٣٩

موجز براهينه على الوجود والوحدانيّة ١٤٢

نفي التجسيم. ١٤٣

صفات الحدوث.. ١٤٦

لا تدركه الأبصار ١٤٩

الطبّ.. ١٥١

الجفر ١٥٢

٢٢٧

الكيمياء وجابر بن حيّان. ١٥٢

سائر العلوم ١٥٤

كيف صار مذهباً ؟ ١٥٥

مناظراته ١٥٨

مناظراته في التوحيد. ١٥٨

مناظرته مع طبيب.. ١٦٨

تفضيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم..... ١٧٢

العدل بين النساء ١٧٣

رؤساء المعتزلة في البيعة لمحمّد. ١٧٤

مناظرته في الزهد. ١٧٦

مناظرته في صدقة ١٨٢

سيرته وأخلاقه ..(تمهيد) ١٨٤

آدابه في العِشرة ١٨٥

سخاؤه ١٨٨

هباته السرّية ١٩٠

حلمُه ١٩٢

عطفه ١٩٦

جَلده ١٩٨

هيبته ١٩٩

عبادته ٢٠٢

شجاعته ٢٠٢

زهده ٢٠٣

كراماته ٢٠٦

ما الآية؟ ٢٠٧

دعاؤه المجاب.. ٢١٠

إِعلامه عن الحوادث.. ٢١٧

إِعلامه عمّا في النفس.. ٢٢٢

٢٢٨