الأسرة وقضايا الزواج

الأسرة وقضايا الزواج0%

الأسرة وقضايا الزواج مؤلف:
تصنيف: الأسرة والطفل
الصفحات: 210

الأسرة وقضايا الزواج

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علي القائمي
تصنيف: الصفحات: 210
المشاهدات: 61936
تحميل: 6421

توضيحات:

الأسرة وقضايا الزواج
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 210 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61936 / تحميل: 6421
الحجم الحجم الحجم
الأسرة وقضايا الزواج

الأسرة وقضايا الزواج

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وقد تتجسد الهدية في بعض الأحيان في كلمة شكر وتقدير ، تهمس بها في أذن زوجتك ، تثميناً لها على جهودها المبذولة ليلَ نهار ، في سبيل تحويل البيت إلى جُنينَة وارِفة الظلال ينعم بها الصغار في بحبوحة من العيش الكريم.

الإخلاص:

إنّ على الزوجين أن يكونا روحاً واحدة في جسدين ، يبكيان معاً ، ويبتسمان معاً ، ويتقاسمان هموم الحياة وأفراحها.وإنّ على الزوج أن يكون إخلاصه لزوجه أسمى بكثير من مظاهر الحياة الفارغة ، كالمال ، والثراء ، والجمال ؛ وذلك لأنّ الحب الحقيقي لا يعرف هذا المنطق.

ليس من الإنصاف أبداً أن يحب الرجل زوجته لجمالها مثلاً ، فإذا حدث وتشوه ذلك الجمال لفظها وأخرجها من دائرة حياته، وليس من العدل أن تحب المرأة زوجها لثرائه ، فإن ضربه القدر وتحول إلى إنسان فقير هجرته إمرأته وتركته وحيداً ، أو صبّت عليه جام غضبها في كل لحظة أو مناسبة.السعادة ليست في المال أو في الجمال.إنّها وليدة الحب والإخلاص.

الحذر عند الانتقاد:

إنّ ما يضعف العلاقات بين الزوجين ويعرضها للتفكك هو الانتقاد المرّ ، وتحطيم روح الثقة في قلب الزوجة ، أو الزوج.فعندما يتعرض الرجل للسخرية من سلوك زوجته ، أو موقفها تجاه بعض المسائل ، فإنّه في الحقيقة يهدم أسس العلاقات بينهما بمعول خطر.

الانتقاد في حقيقته عمل إيجابي ، إذا توفرت فيه المقومات الصحيحة ، التي تعني تقويم الشخصية واكتشاف مواطن الضعف ووضع الاصبع على العيب ؛ على أنّ ذلك كله يجب أن يتم في ظروف مناسبة تفعل فعلها الايجابي.أمّا أن يتحول الانتقاد إلى أسلوب مرير في السخرية من الآخر فإنّه سيكون بمثابة المعول الهدام الذي يأتي على القواعد برمتها ، فينهار السقف من فوقها.

٢٠١

الابتعاد عن الاستفزاز:

الاستفزاز هو الآخر ينسف العلاقات الزوجية ، فقد يخطىء أحدهما - مثلاً - في سلوكه خارج المنزل فيضمر الآخر له ذلك، حتى إذا عادا إلى البيت حاول أن يستفزّه من أجل الانتقام منه ، وذلك بالتدخل في شؤونه الخاصّة.أو يخطئ الطفل فيحاول الأب معاقبته فتقف الأم حائلاً دون ذلك ، ممّا يفجّر غضب الرجل تجاهها ، أو يقوم الرجل بإهانة زوجته أمام الطفل فيتجرأ الطفل على أمه وعندها يتفجر غضب المرأة تجاه زوجها بسبب ذلك.

وفي كل الأحوال فإنّ علاج المشاكل والخلافات عن طريق الشجار والاستفزاز له عواقبه المؤسفة التي لا يمكن أن تكون حلاً بل تعقيداً للأوضاع.

اجتناب الإهانة:

الإهانة جرح عميق الأثر في النفس يصعب علاجه ؛ قد تكون متفوقاً على زوجتك في نواح عديدة ؛ قد تكون ثرياً مثلاً ، أو حاصلاً عى شهادة علمية رفيعة ؛ ولكن كل ذلك لا يبرر - أبداً - استعلاءك على زوجتك وشريك حياتك.إنّ إهانة زوجتك أو التدليل بفضلك عليها سوف يجعلها تشعر بالصَغار والحقارة ، ممّا يترك آثاره السلبية في نفسها.وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ ذلك سوف يؤثر في تربية أطفالك ، عرفنا مدى فداحة ذلك الأسلوب اللاإنساني في التعامل معها.

لقد انتخبت زوجتك من قبل ، وكنت راضياً وسعيداً بها ، ولذا فليس من الأدب واللياقة أن تحاول تحقيرها أو إهانتها.وإذا كان هناك ما يدعو للخلاف معها فإنّه توجب عليك حل المشكلة من الجذور ، ففي هذا سعادة لك ولأسرتك.

٢٠٢

الابتعاد عن العنف:

الحياة الزوجية تحتاج إلى السلام ؛ لكي تتوثق العلاقات وتتجذر المحبة في القلوب.فالتعامل الإنساني والسلوك الأخلاقي كفيل بصنع أسرة ناجحة وسعيدة.

إنّ ما يدعو للأسف أن يجعل بعض الرجال وبعض النساء بيوتهم حلبة للصراع والملاكمة والشجار ، الذي يعرض حرمة الزواج وقداسته للخطر.

الحياة الزوجية حياة دافئة ، حياة ينبغي أن تنهض على أساس الحب والمودّة والإخلاص.أمّا العداوة والبغضاء والشجار والضرب فأمور تتناقض مع الحياة الزوجية وقدسيتها ، بل إنّها تمسخ الإنسان وتحوّله إلى مجرد حيوان مفترس لا همّ له سوى الانقضاض على ضحاياه والإجهاز عليها.

العامل الاقتصادي:

ليس هناك من لا يدرك مرارة الفقر ودوره الهدّام في الحياة ؛ على أنّ ذلك لا يمكن أن يكون مبرراً لتفجر النزاع في الحياة الأسرية وتفككها.وليس من الإنسانية أن تتخلى المرأة عن زوجها بسبب فقره وضيق ذات يده ، إلاّ إذا كان إنساناً يميل إلى الكسل ويمقت النشاط والعمل في ميدان الحياة.

الفقر ليس عاراً أبداً ، كما أنه ليس قدراً محتوماً ، ولذا ينبغي على المرء أن يكون متفائلاً في حياته ، يتطلع إلى المستقبل بشوق وحب وأمل.وينبغي على المرأة أن توقد في قلب زوجها شعلة الأمل ، فتدفعه صوب العمل من أجل حياة افضل.وعلى الرجل أن يمحو من ذهن زوجته ضباب اليأس لتشرق شمس الأمل في نفسها ، وتغمرها بنور المستقبل الزاهر في غد مشرق سعيد.

٢٠٣

الفصل الرابع

الأبناء

تحتاج الحياة المشتركة إلى عامل قوي يمدّها بالديمومة والاستمرار ، فلو أراد شخصان السفر معاً مدة أسبوع واحد فإنّهما يحتاجان إلى أساس مشترك يجذبهما للسفر سوية وتحمّل أحدهما الآخر.

أمّا الحياة الزوجية ، ولأنّها رحلة العمر - كما يقولون - ، فإنّها تحتاج إلى عوامل جذب قوية تدفع الطرفين للحياة معاً ، والسفر سوية في طريق الحياة.وعوامل الجذب هذه عديدة ، منها: الأبناء ، فهم ثمرة الحياة الزوجية التي تشدّ من روابط الزوجين وتعزز من أواصرهما المشتركة.

أهداف الزواج:

لقد أشرنا في بحوث سابقة إلى أهداف الزواج المتعددة ، وهي: التكامل الإنساني ، الشعور بالطمأنينة ، والاستقرار ، إشباع الجانب الجنسي .واستمرار النوع البشري.

الطفل يجلب معه الإحساس بالفرح ، ويشيع في البيت البهجة والسعادة ، فيشعر الأب بالغبطة وهو يرى فلذة كبده يحبو على الأرض ، في حين تشعر الأم بأنّها قد وجدت متنفساً لها من ذلك المخزون العاطفي المتفجر ، فتغمر وليدها بذلك الفيض الإلهي من الحنان.

الأبناء هم الإمتداد الطبيعي للآباء وهم إحدى حلقات الشعور بالكمال لدى البشر.

٢٠٤

الطفل والسعادة الزوجية:

الطفل ثمرة الزواج والحب ، والبيت الذي يخلو من الأطفال بيت خاوٍ ، خال من السعادة ، فالأطفال هم مصدر الفرح الإنساني ، وبهم يصبح الرجل أباّ رحيماً والمرأة أمّاً رؤوفاً.

إنّ وجود الأطفال يعزز من العلاقات الزوجية ويزيدها متانة وقوة ، ومن هنا يعتبر الطفل نعمة من الله تبارك وتعالى.وبوجود الطفل يشعر الزوجان بأنّهما قد حقّقا واحداً من أهل الأهداف في حياتهما المشتركة ، وأنّهما وضعا حجر الأساس في بناء المستقبل المشترك.

مستقبل الطفل:

تظهر علامات الحمل على المرأة ويبدأ معها التخطيط لمستقبل الطفل ، ويبدأ الرجل يعد الأيام والليالي انتظاراً لتلك اللحظة السعيدة التي يصبح فيها اباً ، وتعدّ المرأة اللحظات والدقائق وهي تنتظر اليوم السعيد الذي يصل فيه الضيف العزيز.

وتبدأ الأحاديث الجميلة بين الزوجين حوّل شكل الطفل وهل هو صبي أم بنت ، ويولد الطفل وتبدأ معه هموم تربيته كمسؤولية تضاف إلى الزوجين اللذين أصبحا والدين لهما ما يشغلهما من العمل والتفكير بمستقبل أبنائهما.

الطفل يراقب:

إنّ وجود الطفل سوف يفرض نفسه على سلوك الزوجين تجاه بعضهما البعض ؛ فالرجل سوف يأخذ جميع احتياطاته أثناء الحديث وسوف يبتعد ما أمكنه من استخدام الكلمات النابية ، والحديث الذي من شانه استفزاز امرأته.وفي المقابل ستكون المرأة أكثر تيقّظاً في مواقفها تجاه زوجها وتعاملها معه ، وسيكون الزوجان حريصين على توفير جو هادئ مفعم بالدفء والحنان ، لينعم طفلهما بالسعادة.

٢٠٥

الطفل عبء جديد:

يتصور البعض بأنّ الأطفال مجرد أعباء جديدة تضاف إلى أعبائهم ، ولذا يصمم بعض الأزواج على عدم الإنجاب مدّة من الزمن للاستمتاع بالحياة أكثر فأكثر.

وإذا كان البعض يفكر بأنّ الأطفال سوف يكونون عوامل لتعكير سير الحياة الزوجية ، فإنّهم غافلون عن أنّ وصول الطفل سيقضي على اضطراب الأسرة ، وسيكون عاملاً مهمّا في تثبيت دعائم الاستقرار والمحبة بين الزوجين ، ويشد من أواصرهما المشتركة.

وفي رأينا أنّ من الضروري أن يفكر الزوجان بتربية الأطفال في الأيام الأولى لزواجهما ، فهذه المسألة ، وإضافة إلى كونها واجباً إنسانياً وشرعياً ، لها دور كبير في تحكيم الروابط الزوجية ، ولعل تلك الأوقات التي يقضيها الوالدان مع أطفالهما هي من أسعد الأوقات في عمرها.

وفي الختام:

وفي نهاية هذا الفصل ينبغي أن نشير إلى نقطتين مهمتين:

الأولى : إنّ الإنجاب هو الذي يرفع من شأن الزوجين ويجعلهما في مصاف الوالدين ، وهو أمر له شأنه الكبير من الناحية الدينية ، إضافة إلى أنّ الطفل يمنح الإحساس بالاكتفاء والمسؤولية ، وهما أمران في غاية الأهميّة.

الثانية : في حالة اندلاع النزاع بين الزوجين لا يشعر الزوجان أبداً بأنهما قد وصلا إلى نقطة النهاية ، فالأطفال روابط قوية مشتركة لها دورها في تحكيم العلاقات بين الزوجين ، كأسرة متماسكة.

النزاع حالة طبيعية في الحياة الأسرية قد يكون لها جانبها الإيجابي في اكتشاف الزوجين نقاط القوة والضعف في حياتهما المشتركة ، ومن ثمّ تغيير بعض مواقفهما ، وبداية عهد جديد من الحياة الزوجية القائمة القائمة على أسس صُلبة.

وفي كل هذه الأحوال ينبغي أن نراقب

٢٠٦

الله سبحانه في كل أعمالنا ومواقفنا ، فهو وحده ملاذنا وسندنا في هذه الحياة ، وهو وحده الذي يدافع عنا إذا آمنّا به ذلك:( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) .

والسلام.

٢٠٧

الفهرس

الأُسرة وقضايا الزواج الدكتور علي القائمي ١

الإهداء ٣

مقدِّمة المترجم ٥

القسم الأوّل الفصل الأوّل الحياة في ساحة العمل: ٧

النزاع في الحياة الزوجية: ٨

بواعث النزاع: ٩

نتائج النزاع: ١٠

أساس الحياة المشتركة: الزواج والواجب: ١١

عملنا وهدفنا: أسلوب العمل: ١٢

الفصل الثاني أهداف الحياة العائلية ١٤

أهداف الزواج: ١٥

الاستعداد للحياة: ١٩

الفصل الثالث ضرورات الحياة المشتركة أسس الحياة المشتركة: ٢٠

تعزيز الروابط: ٢٤

القسم الثاني بواعث النزاع ٢٧

الفصل الأول غياب الخبرة في الحياة الزوجية أ - عوامل ما قبل الزواج ب - وعوامل ما بعد الزواج ٢٩

أ - عوامل ما قبل الزواج: ٣٠

ب - عوامل ما بعد الزواج: ٣٣

في الوقت الحاضر: في طريق الإصلاح: ٣٥

٢٠٨

الفصل الثاني الطموحات اللامحدودة ٣٧

الفصل الثالث الشكوك وسوء الظن ٤٤

الفصل الرابع الرغبات ٥١

الفصل الخامس عقدة التفوق ٥٨

الفصل السادس تعيين الحدود ٦٤

الفصل السابع تحمّل الآخر ٧١

الفصل الثامن الأهداف المادية ٧٩

الفصل التاسع الزواج الثاني ٨٨

الفصل العاشر بواعث أخرى ٩٤

توصيات عامة: ٩٩

القسم الثالث مواقف في قِبال النزاع ١٠١

الفصل الأوّل تأمّل في بواعث النزاع ١٠٣

الفصل الثاني الاعتراف بالخطأ ١٠٧

الفصل الثالث التسامح والصبر ١١٣

الفصل الرابع التحكيم ١١٩

القسم الرابع نتائج النِّزاع ١٢٧

الفصل الأوّل مَرارَة الحياة ١٢٩

الفصل الثاني الشِّجار ١٣٥

الفصل الثالث الطلاق ١٤١

الفصل الرابع الأطفال ١٤٧

القسم الخامس في طريق تعزيز العلاقات الزوجية ١٥٣

الفصل الأوّل الجَمال الظاهري ١٥٥

الفصل الثاني الجَمال الباطني ١٦١

الفصل الثالث الحبُّ ١٦٦

الفصل الرابع التقوى والعفاف ١٧٢

٢٠٩

الفصل الخامس الانسجام ١٧٩

القسم السادس الطريق نحو ديمومة الحياة الزوجية ١٨٥

الفصل الأوّل الأمن العائلي ١٨٧

الفصل الثاني الحقوق الزوجيّة ١٩٣

الفصل الثالث الإخلاص ١٩٨

الفصل الرابع الأبناء ٢٠٤

وفي الختام: ٢٠٦

الفهرس ٢٠٨

٢١٠