القسم الأوّل : أبعاد الإنسان
نجد عنـّد التأمل في المفاهيم القرآنية أنّ للإنسان ، الذي يمثـّل مفردة من مفردات الوجود ، أبعاداً ثلاثة تميّزه عن باقي الموجودات - مجردة كانت أو مادية - ، ولكل بعدٍ من هذه الأبعاد ظهورات وتجليات يصفها القرآن بدقة فائقة تحيّر العقول .
أولاً - أبعاد الإنسان :
وهذه الأبعاد يعرضها القرآن الكريم كما يلي :
١ - البعد الطبيعي (الحيواني):
الإنسان في هذا البعد لا يرى سوى ذاته ، بل هو مستعد أنْ يضحّي بكل نفيسٍ وجميل لأجل ذاته فقط ونشير في مايلي إلى الخصوصيات التي يتجلـّى فيها الإنسان الطبيعي كما بيّنتها الرؤية القرآنية :
أ - يحبّ المال حبّاً شديداً:
قال تعالى:(
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
)
العاديات/الآية ٨ وقال تعالى :(
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر...ُ
)
التكاثر/١ ، وقال تعالى :(
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
)
الفجر/ ٢٠ .
ب - فرّارٌ مِنَ الضّرر :
قال تعالى :(
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ َ
)
وقال تعالى :(
وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ
)
الزمر/الآية ٨.
ج - ذو مكرٍ:
قال تعالى:(
إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُون
)
يونس/ ٢١ ، وقال تعالى :
(
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
)
الأنفال/٣٠، وقال تعالى :
(
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا
)
يونس/٢١.
د - الطغيان عن الاستغناء:
، قال الله تعالى :
(
كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى
)
العلق/٦-٧.
هـ - عجولٌ :
قال تعالى :(
خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ
)
الأنبياء / ٣٧، وقال أيضاً:(
وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً
)
الإسراء /١١ .