أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة

أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة0%

أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة مؤلف:
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 79

أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: رسول جعفريان
تصنيف: الصفحات: 79
المشاهدات: 34452
تحميل: 7446

توضيحات:

أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 79 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 34452 / تحميل: 7446
الحجم الحجم الحجم
أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة

أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ما يسمّونه؟ فقال بعضهم: سمّوه السفر، قال: ذلك تسمية اليهود، فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحَبَشَة يسمّى المُصْحَف فاجتمع رأيهم على أن يسمّوه المصحف)(١) .

* وعن زيد بن ثابت: ( كتبنا المصاحف، فُفِقدت آية كنت أسمعها مِن رسول الله فوجِدَت عند خزيمة(  مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا... ) وكان عمر لا يقبل آية من كتاب الله حتى يُشهد عليها شاهدان، فجاء رجل من الأنصار بآيتين، فقال عمر: لا أَسألك عليها شاهداً غيرك)(٢) .

* وعن يحيى بن عبد الرحمن حاطب، قال: ( أراد عمر أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: مَن كان تلقّى من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئاً مِن القرآن، فليأتِنا به ) وكانوا كتبوا ذلك في الصحف، والألواح، والعُسُب، وكان لا يقبل شيئا من ذلك حتى يشهد عليه شاهدان. فجاء خُزيمة فقال: إني رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما، فقال: وما هما؟ قال: تلقّيت من رسول الله(  لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ... ) )(٣) .

*عن أنس بن مالك: ( كنت فيمن أُملي عليهم، فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقّاها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولعلّه يكون غائباً أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبل الآية وما بعدها ويَدَعُون موضعها حتى يجيء الرَّجل أو يُرسل إليه )(٤) .

* عن أُبيّ بن كعب: ( أنّهم جَمعوا القرآن في المصاحف في خلافة أبي بكر -رحمه‌الله - وكان رجالٌ يكتبون ويملي عليهم أُبيّ فلمّا انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة :(  ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللّهُ... ) فظنّوا أنّ هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال: أُبيّ بن كعب: اقرأني بعدها آيتين(  لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ... ) ) (٥) .

* عن أبي داود بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر ولزيد: ( أُقعدا على باب المسجد، فمَن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله، فاكتباه)(٦) .

____________________

(١) الإتقان: ج١ ص٥٨.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق: ج٥ ص١٣٦، والبخاري: كتاب التفسير، وراجع البرهان: ج١ ص٢٣٤ عنه.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق: ج٤ ص١٣٦.

(٤) تفسير الطبري: ج١ ص٢١.

(٥) مَجْمع الزوائد: ج٧ ص٣٥.

(٦) إرشاد الساري: ج٧ ص٤٤٧.

٤١

* عن ابن سيرين: ( مات أبو بكر، وعُمَر لم يجمع القرآن )(١) .

* وروى ابن سعد ( إنّ أوّل من جَمَع القرآن عُمَر)(٢) .

فهذه الروايات وأمثالها كثيرة في كتب الصحاح وغيرها، والقبول بها في شأن جمع القرآن إنّما يعني القبول بعدم تواتر القرآن، وثباته بإخبار آحاد كقول خزيمة، أو بشاهدين، أو بنقل أُبي بن كعب، أو بقول رجلٍ كان في البوادي فيُرْسَل إليه حتى يقرأها لهم، أو كانت الآية مع رجل قُتل في اليمامة، أو غير ذلك من المسائل التي لا يمكن التغاضي عنها لو أريد قبول مرويّات الصِحاح بهذا الشأن.

وقد تنبه الزركشي لهذا الأمر، وذكر توجيهاً في المقام لا يمكن قبوله؛ يقول: بالنسبة لقول زيد بأخذ آيتين من خزيمة:

(ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد، لأنّ زيداً كان قد سمعها وعَلِم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبيّ، فكذلك غيره من الصحابة، ثمّ نسيها فلمّا سَمع، ذَكره، وتتبّعه للرجال كان للاستظهار لا استحداث العلم )(٣) .

ولكن لا دليل على مثل هذا التوجيه؛ إذ لو قَبِلنا ذلك فهل ثبت التواتر بعلم زيد وخزيمة فقط؟ وهل نَسيّ كلّ الصحابة هذه الآية؟!! وإذاً، فلعلّهم جميعاً قد نسوا بعض الآيات، حتى خزيمة!!!! ولم يوجد من يذكّرهم ويستظهر لهم العِلم!!!.

وأقبح من هذا توجيهه حول آيات آخر سورة التوبة، التي قال زيد عنها: ( وجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت ولم أجدها مع غيره ) إذ يقول الزركشي: ( يعني ممّن كانوا في طبقة زيد ممّن لم يَجْمع القرآن )(٤) . فهذا توجيه لا سَنَدَ له.

وقد حاول آخرون تصحيح قصّة خزيمة بأنّ معناها: ( أنّ الصحابة لم يجدوا تلك الآية مكتوبة إلاّ عند خزيمة، بخلاف غيرها من الآيات)(٥) . لأنّ هذا القيد - قيد الكتابة - لم يوجد في أي رواية تتعلق بهذا الأمر ولا يمكن قبوله بدون

____________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة: ج١٣ ص٩٠، والطبقات الكبرى: ج٣ ص٢١١.

(٢) الطبقات الكبرى: ج٣ ص٢٨١.

(٣) البرهان: ج١ ص٢٣٦.

(٤) نفس المصدر: ص٢٣٩.

(٥) مناهل العرفان: ج١ ص٢٦٦.

٤٢

دليل، بالإضافة إلى أنّ قيد شهادة خزيمة بمنزلة الشهادتين ينفي ذلك. كما أنّ توجيه البعض الآخر بالقول: ( إنّ معنى ذلك هو أنّ زيدا يطلب التثبّت عمّن تلقّاها بغير واسطة)(١) كذلك هذا التوجيه لا دليل عليه أيضاً. كما أنّ توجيه ابن حجر - لقصة قبول الآيات في معنى الشاهدين - غير صحيح؛ لأنه بدون دليل ، كما أنّ المعنى المتبادر من الشاهدين ينفي هذا التوجيه(٢) . أمّا نحن فنرفض هذه الروايات حول جَمْع القرآن؛ وذلك لما يلي:

أ - لوجود التناقض في نقل هذه الروايات كثيراً، ولا يمكن جمعها بوجه، فهل الجامع هو أبو بكر؟ أم عمر ؟ أم حذيفة ؟ أم كما قال ابن سيرين غيرهم.

ب - قيل إنّ علّة جمع القرآن هو قتل القُرّاء في اليمامة. وهذا لا يمكن قبوله لأنّ كُتّابَ الوحي والحافظين له كلهم موجودون في المدينة كعلي بن أبي طالب، وأُبيِّ بن كعب الذي قال فيه النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ): ( أقرؤهم أُبيّ بن كعب )(٣) وكذا عبد الله بن مسعود الذي قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه: (اقرؤوا بقراءة ابن أمّ عبد)(٤) . فمع وجود هؤلاء الأفراد في المدينة لا يمكن تصور خوف أبي بكر وعمر من ذهاب القرآن!؟

ج - إنّنا أثبتنا في السابق أنّ القرآن قد جُمع في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنّ قصة جمع القرآن في عهد الخلفاء كذب محض، وقدّح في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ بعدم اهتمامه بجمع القرآن. مع أنّه لم يكن له شغل أهمّ مِن جمع القرآن وحِفْظُه للأجيال المسلمة اللاحقة. فإذا ثبت أنّ جَمْع القرآن كان في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلا يمكن قبول هذه الروايات.

د - بعد قبول تواتر القرآن كله وعدم وجود نقص أو زيادة فيه عند الجميع، وجب طرح هذه الروايات التي تثبت القرآن بالآحاد.

____________________

(١) إرشاد الساري: ج٧ ص٤٤٨.

(٢) الإتقان: ج١ ص٥٨.

(٣) مُسْتَدرك الصحيحين: ج٣ ص٥٣، والطبقات الكبرى: ج٢ ص٣٤٠، وأخبار أصبهان: ج٢ ص١٣.

(٤) المصنّف لابن أبي شيبة: ج١٠ ص٥٢٠ و٥٢١.

٤٣

التّحريف وروايات الشيعة

لقد نقل رواة الشيعة بعض الروايات التي يُشمّ منها التّحريف ووقوعه في كتاب الله ظاهراً، واستدلّ البعض - من غير المُتَثَبِتين في الأمور - بهذه الروايات على أنّ الشيعة قائلون بالتحريف. ونحن نقول في جواب هؤلاء المستدلِّين:

١ - إنّ ذكر الروايات ونقلها في الكتب لا يعني الاعتراف الضمني بصحتها، لا سيّما عند عامة الإمامية، وكذلك الحال بالنسبة لأهل السنّة، وإن كانوا يعتقدون بصحة كل ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من الصحاح الستة، وكيف يمكن قبول دعوى صحة كل ما في الكتب في حين نجدهم يذكرون روايات متناقضة في كثير من المسائل الإسلامية من الأصول والفروع، وعلى فرض تصريح مُصَنِف بأنّه ذكر الروايات الصحيحة فقط، فإنّه لا يمكن الاعتماد على قوله والحكم بصحة جميع مَرْويّاته.

وخلاصة الأمر هي: أنّ الشيعة لا يعتقدون بصحة جميع مرويّاتهم. ولذا ذكروا أسانيد الأحاديث لكي ينظر المدقق ويتحقق - بعد إنعام النظر في رجال الحديث، أو غير ذلك من المزايا - من صحة الحديث أو ضعفه. وهذا ما ينسحب على كتاب الكافي وغيره من كتب الشيعة.

أمّا بالنسبة إلى تفسير القمّي، الذي ذكر بعض هذه الروايات، فنقول: إنّ ما ذكرناه آنفا يشمل هذا الكتاب أيضاً، إضافة إلى أنّه قد خلط مع تفسير آخر يسمى بـ (تفسير أبي الجارود) وقد ذكر ذلك وثبته: الشيخ آقا بزرك الطهراني(١) . فهذا التفسير - تفسير أبي الجارود - بالإضافة إلى أنّ في سنده كثير بن عيّاش - وهو ضعيف - فإنّه ينتهي إلى أبي الجارود المنحرف عن مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام ، والذي كان قد لعنه الإمام الصادقعليه‌السلام - كما قال ابن النديم - وقال فيه وفي جماعة آخرين بأنهم كذابون، ووردت روايات في جرحه وعدم مقبوليّته عند أهل البيتعليهم‌السلام (٢) .

____________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج٤ ص٣٠٣ - ٣٠٤.

(٢) مجمع الرجال: ج٣ ص٧٣ و٧٤، وقاموس الرجال: ج٤ ص٢٢٨ و٢٣٠، وجامع الرواة: ج١ ص٣٣٩.

٤٤

وأمّا توثيق السيد الخوئي لأبي الجارود لأجل وقوعه في أسانيد كامل الزيارات الذي قد شهد محمد بن قولوّيه بوثاقة جميع رواته(١) فغير صحيح؛ لتقدّم الجرح على التوثيق، وَورُد الروايات في ذم أبي الجارود يُقدّم على توثيق ابن قولوّيه له، بالإضافة إلى عدم صحة ما ذكره من وثاقة جميع رجال كامل الزيارات، وابن قولوّيه لا يظهر من كلامه ذلك. وعلى كل حال فقد قال المامقاني بعد نقل الروايات في جرح أبي الجارود: ( إنّ الرجل لم يَرِد فيه توثيق بوجه، بل هو مذموم أشدّ الذمّ وقد ضَعّفه في الوجيزة وغيرها )(٢) . أمّا نقل بعض الثقات عنه فلا يوجب توثيقه. كما صرّح بذلك السيد الخوئي بالنسبة إلى أبي الجارود(٣) .

وأمّا بالنسبة إلى الكافي الذي أُلّف خلال عشرين سنة بيد الشيخ المتقي الكلينيرحمه‌الله ، فنحن لا نقول بصحة كل الروايات التي نقلها الكليني فيه؛ لأن قسْماّ منها يعدّ من حيث السند ضعيفاً أو مرسلاً أو غير ذلك، وقسْماً آخر منها لا يوافق الكتاب ويمكن أن يُخدش فيه من حيث المتن، ومنها روايات التحريف إن وجدت. فليس الكافي في نظر الإمامية كالبخاري، ومسلم، وسائر السنن في نظر أهل السنّة الذين يقولون بصحة كل مرويّات تلك الكتب وان خالفت الكتاب!!! بل يقولون بأنّ: ( السنّة قاضية على الكتاب )(٤) فراجع مرآة العقول للعلامة المجلسي، وانظر ما أصدره المجلسي من أحكام بالنسبة إلى الروايات، من حيث السند فقط، لترى انه يحكم بضعف جمع من الروايات، أو بإرساله أو غير ذلك من وجوه الضعف.

يقول السيد هاشم معروف الحسني: ( إنّ المتقدمين لم يُجمِعوا على

____________________

(١) معجم رجال الحديث: ج٧ ص٣٢٥.

(٢) تنقيح المقال: ج١ ص٤٦.

(٣) معجم رجال الحديث: ج٧ ص٣٢٥.

(٤) تأويل مختلف الحديث: ص١٩٩، وسنن الدارمي: ج١ ص١٤٥، ومقالات الإسلاميين: ج١ ص٣٢٤ و٢٥١، ودلائل النبوة: ج١ ص٢٦، وعون المعبود: ج٤ ص٤٢٩، كل ذلك عن بحوث مع أهل السنّة والسلفية: ص٦٧ و٦٨.

٤٥

الاعتماد على جميع مرويّاته جملة وتفصيلا )(١) .

ويقول أيضاً: ( إنّ أحاديث الكافي التي بلغت ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين - ١٦١٩٩ - حديثاً، يكون الصحيح منها: خمسة آلاف واثنين وسبعين حديثا، والحَسِن: مائة وأربعة وأربعين حديثا، والمُوّثّق: ألفاً ومائة وثمانية وعشرين حديثا، والقوي ثلاثمائة وحَديثَين، والضعيف تسعة آلاف وأربعمائة وثمانين حديثا )(٢) . هذا من حيث السند فقط.

بعد ذلك نقول: إنّ أكثر روايات التحريف روايات ضعيفة ينتهي إسنادها إلى الضعفاء(٣) والذين هم متهمون بالغُلو وفساد المذهب.

فقسم كبير من هذه الروايات ينتهي إلى أحمدبن محمد السَيّاري. يقول الشيخ ميرزا مهدي البروجردي: عَدَدتُ روايات التحريف، فرأيت أنّ أكثر من ١٨٨ منها ينتهي إلى السَيّاري، ولكنّا عددنا هذه الروايات فرأينا أنّها أكثر من ثلاثمائة حديث عنه، ويقول الشيخ النجاشي في رجاله حول السَيّاري:

(ضعيف الحديث، فاسد المذهب، و...)، وذكر النجاشي عبارة يفهم منها أنّه مُتّهمٌ بالغلو(٤) . وحَكَم الشيخ الطوسي عليه بالضَّعف في الإستبصار بعد نقل حديث عنه(٥) .

وقال ابن الغضائري - عن السَيّاري - : ( يكنّى أبا عبيد الله المعروف بالسَيّاري، ضعيف متهالك غالٍ منحرف)(٦) . وأيضاً عن الشيخ بشأن السَيّاري: (ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجْفو الرواية، كثير المراسيل)(٧) .

ومن رواة هذه الروايات يونس بن ظبيان الذي قال فيه النجاشي:

____________________

(١) دراسات في الحديث والمحدثين: ص١٣٢ و١٣٤.

(٢) دراسات في الحديث والمحدثين: ص١٣٧ ، عن روضات الجنات.

(٣) مجمع البيان: ج١ ص١٥، وأوائل المقالات: ص١٩٥ الهامش، وبحار الأنوار: ج٨٩ ص٧٥.

(٤) رجال النجاشي: ص٥٨.

(٥) قاموس الرجال: ج١ ص٤٠٣ - ٤٠٤، وراجع: معجم رجال الحديث: ج٣ ص٢٩٠.

(٦) قاموس الرجال: ج١ ص٤٠٣.

(٧) معجم رجال الحديث: ج٢ ص٢٩٠.

٤٦

(ضعيف جداً، لا يلتفت إلى ما رواه، كل كُتُبَه تخليط )، وقال ابن الغضائري: ( ابن ظبيان كوفي غالٍ كذّابٌ، وضّاع الحديث )(١) .

ومنهم، منخل بن جميل الكوفي: نصّ المؤلفون في الرجال على أنّه (ضعيفٌ، فاسدُ الرواية) وأضافوا إلى ذلك ( أنّه من الغلاة المنحرفين)(٢) .

ومنهم، محمد بن حسن بن جمهور، الذي قال الحلّي فيه: (كان ضعيفاً في الحديث، غالياً في المذاهب، فاسداً في الرواية، لا يلتفت إلى حديثه، ولا يعتمد على ما يرويه)(٣) وكذا قال النجاشي فيه: ( ضعيف الحديث، فاسد المذهب)(٤) .

وهكذا يتضح: أنّ هؤلاء الأشخاص ما كانوا مقبولين عند الرجاليين، بل هم من الغلاة، و.. و.. الخ. ورواية بعض الإخباريين عنهم لم تكن عن دقّة وتأمل، ولذا اعتقد بعضهم - طبقا لهذه الروايات عن هؤلاء الضعفاء - بالنقص في القرآن ولكنّ هؤلاء ليسوا إلاّ شرذمة قليلين، وكما يقول الشيخ أبو زهرة: ( خالفهم في ذلك الكثيرون من الإمامية، وعلى رأسهم المرتضى، والطوسي، وغيرهما)(٥) .

٢ - ومن الروايات في هذا الباب قسم يرجع إلى الاختلاف في القراءات، وقد ذُكر بعض هذه الروايات في كتب الشيعة، وقسم كبير منها في كتب أهل السنّة، وما جاء في كتب الشيعة قد نسب أكثره إلى أهل البيتعليهم‌السلام ولا سيّما إلى مُصْحَف علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، كما نسبت هذه الاختلافات التي جاءت في كتب أهل السنّة إلى الصحابة، كابن مسعود أو أُبيّ أو غيرهما.

ونقول: إنّ هذه الروايات - التي وردت فيها الآيات - مخالفةٌ لما هو المتواتر والمشهور بين الناس، وهي أخبار آحاد، لا يثبت بها القرآن، ولا يمكن رفع اليد عن المتواتر بالآحاد، وكما إنّ الأئمةعليهم‌السلام قد أمروا متابعيهم بقراءة القرآن كما يقرؤه الناس(٦) .

____________________

(١) رجال النجاشي: ص٨٣٨ ، وخلاصة الرجال: للعلامة الحلي ص٢٦٦ ، وراجع: اختيار معرفة الرجال: ص٣١٨، ملحقات.

(٢) دراسات في الحديث والمحدثين: ص١٩٨.

(٣) خلاصة الرجال: ص٢٥١.

(٤) رجال النجاشي: ص٢٣٨.

(٥) الإمام زيد بن علي: ص٣٥٠ و٣٥١.

(٦) الكافي: ج٢ ص٢١٩.

٤٧

يقول الدكتور عبد الصبور شاهين:

(إنّ جميع ما روي من وجوه القراءة بزيادة أو نقصان عن المصحف الذي بين أيدينا، لا يخرج عن كونه شاذّ الرواية وهو لا يُثْبت قرآنا، أو هو من المدرج الذي أُقحم في النص تفسيراً، أو بيانا، وذلك ليس بقرآن)(١) .

فعلى هذا لا يمكن ولا يجوز استعمال هذه القراءات الشاذة في القرآن لأنها آحاد، بالإضافة إلى إمكان كون هذه القراءات بياناً لأصل الآيات، وتفسيرا للبيّنات ، كما أشار إليه الدكتور عبد الصبور، ويؤيد ما قاله أبو حيان في تعليقه على قراءة ابن مسعود:(فوسْوَس لهما الشيطان عنها ) في موضع(  فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا   ) : وهذه القراءة مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه، فينبغي أن تجعل تفسيراً(٢) وهكذا الحال بالنسبة إلى بعض الروايات التي نقلها الإمامية. ويوجد في كتب أهل السنّة الاختلاف في القراءات أيضا، كما ألّفت في اختلاف القراءات والمصاحف عشرات الكتب، راجع كتاب المصاحف لابن أبي داود السِجِسْتاني حول اختلاف المصاحف، أو تفسير الزمخشري، أو الطبري، أو غير ذلك، فسترى شيئا تتعجب منه قطعاً، وراجع أمثلة أخرى لاختلاف المصاحف في كتب أهل السنّة، مما نذكره من المصادر في الهامش(٣) .

فهذه الاختلافات يرجع أكثرها إلى التفسير والبيان، لاسيما بالنسبة إلى بعض من كان يعتقد بجواز تبديل كلمات القرآن لأجل توضيحه(٤) ، وإن كان هذا يؤدي بمرور الزمان إلى القول بالتّحريف.

وأمّا ما روي عن أهل السنّة من أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف(٥) وحملها

____________________

(١) تاريخ القرآن: ص٨١.

(٢) البحر: ج١ ص١٥٩ ، نقلا عن تاريخ القرآن: ص٩٦.

(٣) سنن أبي داود: ج٢ ص٣١ إلى ٣٨، ومصنف ابن أبي شيبة: ج٢ ص٥٠٤، ومجمع الزوائد: ج٧ ص١٥٤، ١٥٥، و١٥٦، وسنن الدار قطني: ج٢ ص١٩٢، والمصنف، لعبد الرزاق: ج٧ ص٣١٢ ، وج٤ ص٢٤٢ ، وج٣ ص٢٠٧ ، وج٨ ص٣٠٥ ، و٥١٤ و٥٦٠، وج٥ ص٧٥ ، وج١ ص٥٧٨ و٥٧٩، وتاريخ بغداد: ج٢ ص١٨٩ ، وج١ ص٣٧٣ و٣٧٢، وحياة الصحابة: ج٣ ص٥٠٦ ،عن (كنز العمال: ج٢ ص١٣٧، والطبقات الكبرى: ج٣ ص٣٧١، والتراتيب الإدارية: ج٢ ص١٦٣، وتاريخ بغداد: ج١ ص٣٠٣، والمجروحين: ج٢ ص٢٦٩.

(٤) المصنف: ج١١ ص٢١٩.

(٥) صحيح مسلم: ج٢ ص٢٠٢، ٢٠٣، وصحيح البخاري: ج٦ ص١٠٠ و١١١ ، وج٣

٤٨

على جواز قراءة القرآن بقراءات مختلفة، فمما لا يمكن قبوله نقلا ولا عقلا؛ ذلك لأنّ الرواية معارِضة لِما نقل عنهم أيضا من أن القرآن نزل على ثلاثة أحرف(١) . كما أنّها مناقِضة لما روي صحيحاً من طريق الإمامية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لمّا سأله فُضَيل بن يسار حول ما روي في نزول القرآن على سبعة أحرف فقال الإمامعليه‌السلام :«  كَذَبوا - أعداء الله - لكنّه نَزَل على حرفٍ واحدٍ من عند الواحد » (٢) .

كما روي عن أبي جعفرعليه‌السلام :« إنّ القرآن واحدٌ، نَزَل من عند واحد، ولكنّ الاختلاف يجيء من قِبَل الرواة » (٣) .

وأيضاً، ينفي تفسير سبعة أحرف بتجويز سبع قراءات، ما روي عن طريق الخاصة، من أنّ المقصود من سبعة أحرف أحرف المعاني، وهي أَمْرٌ وزجْرٌ وترغيب وترهيب وجدل ومَثَلٌ وقَصَصٌ(٤) .

وعن طريق العامة نقل عن ابن مسعود في نزول القرآن على خمسة أحرف وهو: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال(٥) . وروي أيضاً، عن عليعليه‌السلام : أنّ القرآن نزل على أرباع، ربع حلال، وربع حرام، وربع مواعظ ومثل وربع قصص وآثار(٦) . ومثل هذه الروايات كثيرة عن أهل السنة(٧) .

ومَن روى من الشيعة حول نزول القرآن على سبعة: إمّا أنّه مجهولٌ(٨) وإمّا غالٍ متهم في دينه(٩) أو كان المقصود منه غير ما ذكره من تجويز اختلاف القراءات.

وأيضا فقد ورد في الروايات ما ينكر اختلاف القراءات مثل: ما رواه احمد

____________________

ص٩٠، وصحيح الترمذي: ج١١ ص٦٠ و٦٢، وتفسير الطبري: ج١ ص٩ - ١٥، وتفسير القرطبي: ج١ ص٤٣.

(١) مصنف ابن أبي شيبة: ج١٠ ص٥١٧.

(٢) الكافي: كتاب فضل القرآن، باب النوادر، حديث ١٣.

(٣) الكافي: كتاب فضل القرآن، باب النوادر حديث ١٢. مثل هذه الرواية كثير عن الشيعة ، راجع فصل الخطّاب: ص٢١٣.

(٤) رسالة النعماني في صنوف آي القرآن، راجع: التمهيد في علوم القرآن: ج٢ ص٩٤.

(٥) تفسير الطبري: ج١ ص٢٤.

(٦) مسند زيد بن عليعليه‌السلام : ص٣٨٥.

(٧) آلاء الرحمن: ص٣٠ و٣١ ، عن المستدرك وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري، وراجع البصائر والذخائر: ص١٣٠ ، عن أبي عبيدة، ومجمع الزوائد: ج٧ ص١٥٣.

(٨ ) و(٩) البيان.

٤٩

في مُسنَده: عن زُر بن حبيش عن ابن مسعود قال: ( أقرأني رسول الله سورة الأحقاف، فخرجت إلى المسجد فإذا رجلٌ يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله. قال: قلت للآخر: اقرأها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت: يارسول الله هذان يخالفاني في القراءة، فغضب وتعمَّر وجهه، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما أَهلك مَن كان قَبْلكم الاختلاف، قال زُر: وعندهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فقال: إنّ رسول الله يأمركم أن يقرأ كلُ رجلٍ كما أُقِرئَ، فإنّما أَهلك من كان قبلكم الاختلاف(١) .

فصريح الرواية نهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الاختلاف في القراءة، والغضب من ذلك، ويتبين من الرواية أنّ الاختلاف لم يكن من ناحية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤكد أنّ هذا الاختلاف هو الذي اهلك الأمم السابقة، ولا ينبغي أن يوجد في أُمة الاسلام.

فهذا الاختلاف الذي وجِد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من ناحية بعض الصحابة لاختلاف لَهَجاتهم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبيلته ، أو وجِد بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيّما بعدما انتشر الأصحاب في الآفاق، فقرؤوا القرآن عند الناس كل واحد منهم على قراءة خاصة في بعض المواضع من الكتاب، هذا الاختلاف هو الذي خاف منه بعض الأصحاب وأوجب على عثمان أن يجمع الناس على قراءة واحدة، وهي القراءة المتواترة عن النبي، ويظهر ذلك من الروايات التالية - حول جمع عثمان له -:

عن أنس: أنّ حذيفة بن اليمان قِدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأمر عثمان بجمع المصاحف(٢) .

وأيضا، أنّ حذيفة قال: غزوت في فتح أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل الشام يقرؤون على قراءة أُبيّ بن كعب فيأتون بما لم يَسمع أهل العراق، فتكفرهم أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة ابن مسعود، فيأتون

____________________

(١) راجع مسند احمد: ج١ ص٤١٩ و٤٢١.

(٢) صحيح البخاري: كتاب التفسير، باب جمع القرآن، ج٦ ص٢٢٦، وتفسير الطبري: ج١ ص٢٣.

٥٠

بما لم يسمع أهل الشام، فتكفرهم أهل الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بجمع القرآن(١) .

فإذا كان الاختلاف في القراءة بحيث ينتهي إلى القول بالتحريف كما اتفق ذلك بالنسبة إلى اليهود والنصارى، فهل يجوز عقلا أن يجوّزه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!! وما معنى قول الطبري: إنّ أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقراءة القرآن على سبعة أحرف - التي لم يعمل بها عثمان بل حمل الناس على قراءة واحدة - أمر رخصة وإيجاب(٢) فلا يمكن أن يكون معنى الحديث هو اختلاف اللهجات، والإشارة إلى تباين مستويات الأداء، الناشئة عن اختلاف الألسن وتفاوت التعليم، والى اختلاف بعض الألفاظ وترتيب الجمل، ولو لم يتغير به المعنى، كما اختار ذلك الدكتور عبد الصبور. لأنّ ذلك عين القول بالتّحريف وهو الذي غَضَب النبي له، وخاف منه حذيفة وأمر عثمان بجمعه لحفظه من هذه الاختلافات، وأيّده الإمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وقال: (لو ولّيت لفعلت مثل الذي فعل)(٣) .

٣ - ومن الروايات في هذا الباب - التي ذكرت فيها بعض الآيات على خلاف ما هو المتواتر - ما يشير إلى شأن نزول الآيات وإضافة بعض الكلمات لتوضيح الآيات. أمّا من قِبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتوضيح الآية، وإضافة بعض أصحابه في مصحفه، وأمّا من قِبل نفس الصحابة.

فيقول عليعليه‌السلام : ولقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل(٤) .

وقلنا أنّ الإمام قد ذكر في مصحفه شأن نزول الآيات، وقد طلب ابن سيرين ذلك المصحف من أجل هذه المطالب التي فيه ولكنه لم يجده. فالروايات التي ذُكر فيها اسم عليعليه‌السلام في بعض الآيات - بالإضافة إلى إمكان الخدش في سندها - يمكن أن تكون من هذا القسم.

ويدلّ على أنّ بعض الروايات تنفي وجود اسم (عليّ ) في القرآن:

عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له:( إنّ الناس يقولون، فما له لَمْ يسمّ

____________________

(١) تفسير الطبري: ج١ ص٢١.

(٢) تفسير الطبري: ج١ ص٢٢.

(٣) البرهان في علوم القرآن: ج١ ص٢٤٠، ومناهل العرفان: ج١ ص٢٥٥، وتاريخ القرآن للزنجاني: ص٤٥، وسعد السعود: ص٢٧٨، والمصاحف: ص١٢، وإرشاد الساري: ج٧ ص٤٤٨.

(٤) آلاء الرحمن: ص٢٥٧.

٥١

عليّاً في القرآن وأهل بيته في كتاب الله؟ فقال: «  فقولوا لهم إن رسول الله نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله ثلاثا وأربعا حتى كان رسول الله هو الذي فسر لهم ذلك » )(١) .

فهذه الرواية صريحة في نفي كون اسم عليّعليه‌السلام قد ورد في القرآن، فتحمل الروايات التي ذكرت في بعض الآيات اسم علي، على الشرح والتفصيل.

كما إنّ الإمام الصادقعليه‌السلام كان كثيرا ما يقرأ آية:(  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ، ولكنّه لم يقرأ منها ولم يضف إليها اسم عليعليه‌السلام (٢) .

والحال إنّ أهل السنّة أيضاً قد رووا هذه الآية مع إضافة اسم عليعليه‌السلام إليها(٣) ، وأيضاً يدلّ على ما ذُكر، رواية أخرى عن أبي الحسن الماضي، قال:( قلت: هذا الذي كنتم به تكذبون، «  فقال الإمام عليه‌السلام : يعني أمير المؤمنين، قلت: تنزيل؟ قال: نعم » ) (٤) .

فهذا يدل على أنّ اسم أمير المؤمنين لم يكن من القرآن، بل من التنزيل الذي نزل من عند الله تفسيراً للمراد من الآية(٥) . والرواية تدل على ذلك.

ومن مصاديق هذا الباب ما رواه السنّة والشيعة على حد سواء بشأن آية:( حافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَى ) حيث أضيف إليها صلاة العصر(٦) .

واضح أن إضافة (صلاة العصر) في المصحف لم يكن بمعنى أنّها من الآية، بل هو تفسير لهذه الكلمة. ولذا قال القاضي رداً على من نَسب إلى ابن مسعود حَذْف المعوذتين من مصحفه، وأنّ أُبي بن كعب أضاف إلى مصحفه سورتي الحَفْد والخلع، أنّه يمكن أن يكون قد أثبت بعض التأويلات والدعاء في مصحفه ويقول: ( قد ثبت في مصحفه ما ليس بقرآن من دعاء أو تأويل )(٧) .

وأيضا فقد أجاب الباقلاني عن ذلك: ( بأن الذِّكْر في القنوت، المروي أنّ

____________________

(١) أصول الكافي: كتاب الحجة باب نص الله ورسوله على الأئمة.

(٢) راجع رواياته في الكافي، وراجع آلاء الرحيم في الرد على تحريف القرآن: ص١٧ ط ١٣٨١.

(٣) الدر المنثور ج٢ ص٢٩٨.

(٤) أصول: الكافي كتاب الحجة باب النكت من التنزيل في الولاية.

(٥) على ما نقل عن بعض الأعلام حول معنى التنزيل والرواية أيضا تدل على ذلك.

(٦) تفسير القمّي: ج١ ص٨٤، ومصنف ابن أبي شيبة: ج٢ ص٥٠٤، وراجع الإتقان، عن عائشة، وكذا ابن أبي شيبة: ج٢ ص٥٠٦، ومجمع الزوائد: ج٧ ص١٥٤ ، وقال: رجاله ثقات.

(٧) البرهان في علوم القرآن: ج٢ ص١٢٨.

٥٢

أبيّ بن كعب قد أثبته في مصحفه، لم تقم الحجة بأنّه قرآن منزل، بل هو ضَرْب من الدعاء وأنّه لو كان قرآنا لَنُقل إلينا، وحصل العلم بصحته)(١) .

ونحن هنا نشير إلى السؤال التالي: كيف يقولون هذا بالنسبة إلى ما رواه كبراؤهم، ولا يقولون بنفس هذا الكلام في توجيه ما روي عن أئمة الشيعةعليهم‌السلام (إن صحّ وثبت عنهم) ؟ ولكنّ البعض - وقد يكون بدافع الاتهام لا الموضوعية - ذكر بعض هذه الروايات وزعم أنّه قد اثبت أنّ الشيعة يقولون بالتحريف.

يقول الفيض الكاشاني: ( ولا يبعد أيضا أن يقال: إنّ بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى، أي: حرفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله، أعني حملوه على خلاف ما هو به، فمعنى قولهمعليهم‌السلام ( كذا نزلت ) أنّ المراد به ذلك، لا أنّها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ )(٢) .

٤ - ومن الروايات التي ذكر أنّها يشمّ منها التحريف، الروايات التي ذكر فيها أنّ القرآن محرف.

ولكننا نقول: إنّ الروايات التي تقول بتحريف القرآن إنّما تشير إلى التحريف المعنوي لا اللفظي، بقرينة تصريح رواية أخرى بذلك:

عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فَضّال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي، نقل رسالة الإمام أبي جعفرعليه‌السلام إلى سعد الخير جاء فيها:« وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده، فهم يَرْوونه ولا يَرْعونه، والجهّال يعجبهم حِفظهم للرواية، والعلماء يُحزنهم تركهم للرعاية، وكان من نبْذهم الكتاب أن وَلَوه الذين لا يعلمون، فأوردوهم الهوى واصدروهم إلى الردى وغيّروا عُرى الدين، ثم ورثوه في السفه والصبا » (٣) .

فالإمامعليه‌السلام يصرح بأنهم أقاموا حروف القرآن ولكن حرَّفوا حدوده. فعلى ذلك تحمل الروايات التي ورد فيها ذكر تحريف القرآن. أي إنّ المراد هو التحريف

____________________

(١) مناهل العرفان: ج١ ص٢٦٤ ، عن الانتصار.

(٢) تفسير الصافي: ج١ ص٥٢.

(٣) روضة الكافي: ج١ ص٧٦ ، ط/ إسلامية.

٥٣

المعنوي. كرواية ( ٩٥ ) من الروضة وما ذكره الصدوق في خصاله ص٩٣.

فمع اعتقاد الصدوق بعدم التحريف، وذكره أيضا هذه الرواية، نفهم أنّ المقصود من التحريف، هو التّحريف المعنوي لا اللفظي.

كما إنّ ذكر كلمة التمزيق والنبذ بالنسبة إلى القرآن في بعض الروايات (الخصال ص٨٣) أيضا يدلّ على التحريف المعنوي.

بعد كل ما مرّ نقول:

إذا وجِدت رواية لا يمكن تطبيقها على واحد من التوجيهات ( الأربعة ) التي ذكرنا، فانا نعرضها على القرآن. ولمّا كان القرآن يصرح بحفظ الله له فقد وجب أن نضرب هذه الروايات عرض الجِدار. وهذا ما أمرنا به النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة البررةعليهم‌السلام .

الشيعة والتحريف

توجد في كتب أعلام الشيعة بعض النصوص الدالة على اعتقادهم بسلامة القرآن من التبديل والنقصان، وهذه النصوص أتمّ دليل على أنّ القرآن الموجود بين الدفتين هو عين ما انزل الله، وعدم اعتقاد الإمامية بزيادة فيه أو نقصان منه، وهنا نذكر كلمات زعماء الشيعة وكبار علمائهم وبعض كتبهم ورسالاتهم في إثبات عدم التحريف.

١ - الفضل بن شاذان: وهو احد مصنِّفي الشيعة في القرن الثالث الهجري، ومن يقرأ كتابه المسمى بـ (الإيضاح) يفهم منه أنّه اتهم بعض فرق أهل السنّة باعتقادهم بالتحريف، وخطابه في الكتاب يوجّه إليهم بما رووا حول نقص القرآن. فأمّا مَن استنبط من نقله هذه الروايات أنّه قائل بالتحريف فهو واهِم قطعا، بل هو في كتابه يقول: (ومما رويتم...) ويكرر هذا في صفحات متعددة.

٢ - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المشهور بالصدوق المتوفى ٣٨١ يقول:

(اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هو بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك... ومن نسب إلينا أن نقول

٥٤

أكثر من ذلك فهو كاذب)(١) .

فالصدوق من أجل علماء الشيعة وهو مع تبحره في الحديث والتاريخ ينكر نسبة الاعتقاد بالتحريف الى الامامية.

٣ - السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي المتوفى ٤٣٦هـ، يقول في جواب المسائل الطرابلسيات: (... إنّ العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار، والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسْطُورة. فإنّ العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حدّ لم يبلغه فيما ذكرناه... إنّ القرآن كان على عهد رسول الله مجموعا مؤلفاً على ما هو عليه في ذلك الزمان، حتى عيّن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على جماعة من الصحابة حفظهم له، وكان يُعرض على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويُتلى عليه، وإنّ جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود، وأُبي بن كعب، وغيرهما ختموا القرآن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدة خَتَمات، وكل ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على أنّه كان مجموعاً مرتبا غير مبتور ولا مبثوث... وأنّ من خالف من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث، نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحتها، لا يُرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته)(٢) .

٤ - شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى ٤٦١هـ يقول: (وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به، لان الزيادة فيه مُجمَعٌ على بطلانها، وأمّا النقصان منه فالظاهر أيضا من مذاهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضىرضي‌الله‌عنه ، وهو الظاهر من الروايات، غير أنّه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آيّ القرآن، ونقل شيء منه من موضع إلى موضع، طريقها الآحاد ولا يستوجب علماً فالأولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها، لأنّه يمكن تأويلها، ولو صحّت لمَا كان ذلك طعناً على ما هو موجود بين الدفتين، فإنّ ذلك معلوم صحته، لا يعترضه أحد من الأمّة ولا يدفعه، وروايتنا متناصرة على قراءته والتمسك بما فيه، وردِّ ما يَرِد من

____________________

(١) الاعتقادات للشيخ الصدوق.

(٢) مجمع البيان: ج١ ص١٥.

٥٥

اختلاف الأخبار في الفروع إليه وعرضها عليه، فما وافقه عُوِّلَ عليه، وما خالفه يجتنب ولم يلتفت إليه، وقد ورد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رواية لا يدفعها أحد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:«  إنّي مخلّف فيكم الثَقَلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض  » وهذا يدلّ على أنّه موجود في كل عصر، لأنّه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما إنّ أهل البيتعليهم‌السلام ومن يجب إتباع قوله حاصل في كل وقت، وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي أن يتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه)(١) .

٥ - أبو علي الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان يقول:

(... الكلام في زيادة القرآن ونقصانه. فأمّا الزيادة فيه فمجمع على بطلانها، وأمّا النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من الحشوية العامة أنّ في القرآن تغييرا أو نقصانا، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه )(٢) .

٦ - السيد ابن طاووس المتوفى: ٦٦٤هـ يقول في كتابه المسمى بسعد السعود:

(ان رأي الإمامية هو عدم التحريف)(٣) . ويقول ردّاً على أهل السنّة:

( قد تعجبت ممّن استدلّ على أنّ القرآن محفوظ من عند رسول الله وهو الذي جمعه، ثم ذكر هاهنا اختلاف أهل مكّة والمدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة واختار أنّ(  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ   ) ليست من السورة، وأعجب من ذلك احتجاجه بأنّها لو كانت من نفس السورة لكان قد ذكر قبلها افتتاح. فيا لله ويا للعجب إذا كان القرآن مصونا من الزيادة والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع فكيف يلزم أن يكون قبلها ما ليس فيها وكيف كان يجوز ذلك أصلا)(٤) .

____________________

(١) راجع تفسير الصافي: ج١ ص٥٥ ،عن الشيخ الطوسي.

(٢) مجمع البيان: ج١ ص١٥.

(٣) سعد السعود: ص١٤٤ و١٤٥ و١٩٢ و١٩٣.

(٤) نفس المصدر: ص١٩٣.

٥٦

٧ - ملا محسن المعروف بالفيض الكاشاني المتوفى( ١٠٩١هـ) : بعد نقل جمع من الروايات التي يشمّ منها التحريف يقول:

( ويرد على هذا كلّه إشكال وهو أنّه على هذا التقدير لم يبقَ لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل في كل آية منه أن يكون محرّفاً ومغيّرا، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم تبق لنا في القرآن حجّة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر بإتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك، وأيضا قال الله تعالى(  لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه ِ ) ، وقال:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ   ) . فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير!! وأيضاً قد استفاض عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمةعليهم‌السلام حديث عَرْض الخبر المروي على الكتاب؛ لتُعلم صحته بموافقته له، وفساده بمخالفته. فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرّفاّ فما فائدة العَرْض، مع أنّ خبر التّحريف مُخالف لكتاب الله مُكَذِّب له فيجب ردّه والحُكم بفساده أو تأويله)(١) .

ويقول أيضاً في إثبات عدم التحريف في سائر كتبه(٢) : ( هذا صريح قول الفيض في عدم التحريف، بعد نقله بعض روايات التحريف، وإنّك ترى انّه يحكم بمخالفتها للكتاب ولزوم الحكم بفسادها عند المخالفة، ولكن بعض المنحرفين الذين يسعون في الأرض فساداً ينسبون القول بالتحريف إلى الفيض لنقله بعض الروايات ، ولكن لم يذكر حكمه عليها ؛ ليشوّش الأذهان حول الإمامية، وهو يؤكد على نسبة القول بالتحريف بالنسبة إلى الفيض في صفحات من كتابه(٣) ( إن هذا إلاّ ضَلال مبين).

٨ - محمد بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي المتوفى سنة ١٠٣٠هـ يقول:

(... والصحيح أن القرآن العظيم محفوظ من ذلك زيادة كان أو نقصانا، ويدلّ عليه قوله تعالى -( إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ   ) - وما اشتهر بين الناس من إسقاط اسم أمير المؤمنين في بعض المواضع، مثل قوله:(يا أيّها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في

____________________

(١) تفسير الصافي: ج١ ص٥١.

(٢) راجع الوافي: ج٥ ص٢٧٤، وعلم اليقين: ص١٣٠ ، نقلا عن البيان: ص٢١٩.

(٣) الشيعة والسنة، إحسان الّهي ظهير: ص٩٢ و١٣٣ و١٣٦.

٥٧

علي) وغير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء(١) .

٩ - الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي: صاحب الكتاب القيّم وسائل الشيعة (المتوفى ١١٠٤هـ). يقول في رسالة في إثبات عدم التحريف ( بالفارسي) ما تعريبه:

(ومن له تَتَبّع في التاريخ والأخبار والآثار يعلم علماً يقينا بأنّ القرآن ثبت بغاية التواتر وبنقل آلاف من الصحابة، وأنّ القرآن كان مجموعا مؤلفاً في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

هذا صريح قول الشيخ الحر العاملي، احد أعلام الشيعة ومحدثيهم، أثبته في رسالة له في إثبات عدم نقص القرآن، ولكنك ترى أنّ بعض الكذابين ينسبون إليه القول بالتحريف(٣) .

١٠ - العالم المحقق زين الدين البياضي، صاحب كتاب (الصراط المستقيم)، يقول - في تفسير قوله تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ   ) - : أي إنّا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان)(٤) .

١١ - القاضي سيد نور الله التستري، يقول:

(ما نسب إلى الشيعة الإمامية من وقوع التغيير في القرآن ليس مما يقول به جمهور الإمامية، إنّما قال به شرْذِمة قليلة منهم لا اعتداد بهم في ما بينهم )(٥) .

١٢ - المقدس البغدادي: في كتابه (شرح الوافية) نقل الإجماع على عدم النقيصة بين أصحابنا(٦) .

____________________

(١) راجع تفسير آلاء الرحمن: ص٢٦.

(٢) إظهار الحق، رحمة الله الهندي: ج٢ ص١٢٩ ، وراجع كتاب أفسانه تحريف: ص٢٣٩ ( فارسي ).

(٣) السنة والشيعة: ص٩٣.

(٤) إظهار الحق: ج٢ ص١٣٠.

(٥) آلاء الرحمن، للشيخ المجاهد البلاغي: ص٢٥ - ٢٦ ، عن مصائب النواصب وإظهار الحق: ج٢ ص١٢٩.

(٦) آلاء الرحمن: ص٢٦، والشيعة في الميزان: ص٣١٤، وبرهان روشن: ص١١٣ (فارسي).

٥٨

١٣ - كاشف الغطاء: وهو ينفي القول بالتحريف ونسبته إلى الإمامية في كتابه ( كَشْف الغِطاء عن مُبهمات الشريعة الغرّاء ).

١٤ - السيد المجاهد محمد جواد البلاغي: في كتابه التفسير المسمى بـ ( آلاء الرحمن) ينكر نسبة التحريف إلى الإمامية.

١٥ - السيد مهدي الطباطبائي المعروف ببحر العلوم: في كتابه (فوائد الأصول) في قسم حجية الكتاب يقول بعدم التحريف(١) .

١٦ - آية الله كوه كمري: يقول بعدم التحريف على ما حَكى عنه تلميذه في كتاب (بشرى الأصول).

١٧ - السيد محسن الأمين العاملي: ينادي بالقول بعدم التحريف في كتابه أعيان الشيعة الذي ألّف حول حياة شخصيات الشيعة وأعيانها في التاريخ ويقول - بالنسبة إلى من نسب ذلك إلى الشيعة - :

( فهذا كذب وافتراء تَبع فيه ابن حزم... ونص كبراء الشيعة ومحدثيهم على خلافه). ويقول أيضاً في موضع آخر:

( لايقول احد من الإمامية - لا قديما ولا حديثا - أنّ القرآن مزيد فيه قليل أو كثير، بل كلهم متفقون على عدم الزيادة ومن يعتد بقولهم متفقون على أنّه لم ينقص منه... ومن نَسب إليهم خلاف ذلك فهو كاذب مفتر مجترئ على الله ورسوله )(٢) .

١٨ - ملا فتح الله الكاشاني: صاحب تفسير منهج الصادقين(٣) .

١٩ - المِيرْزا حسن الاشتياني: في كتابه بحر الفوائد.

٢٠ - الشيخ المامقاني: في كتابه تنقيح المقال...

٢١ - الشيخ محمد النهاوندي: في تفسيره المسمى بنفحات الرحمن.

٢٢ - السيد علي نقي الهندي: في مقدمة كتابه المسمى بتفسير القرآن.

____________________

(١) راجع كشف الارتياب في رد فصل الخطاب.

(٢) أعيان الشيعة: ج١ ص٥١ و٤٦ ، ط/ دار التعارف.

(٣) راجع كتاب: برهان روشن، للميرزا مهدي البروجردي.

٥٩

٢٣ - السيد محمد مهدي الشيرازي .

٢٤ - السيد شهاب الدين المرعشي النجفي .

٢٥ - السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي: في كتابه ( أجوبة مسائل موسى جار الله ).

٢٦ - السيد محمد رضا الكُلبايْكاني .

٢٧ - السيد الإمام الخميني في كتاب كشف الأسرار.

وهناك نصوص أخرى من علماء الشيعة حول نَفْيهم القولَ بالتحريف، لم نذكرها هنا فمن أراد فليراجع كتبهم الأصولية، في بحث حجية الكتاب وأيضا كتاب: (كشف الارتياب في رد فصل الخطاب).

وقد ترك لنا هؤلاء العلماء الذين ذكرناهم أخيرا كتابات تدل على قولهم بعدم التحريف أوردها صاحب كتاب (برهان روشن) الميرزا مهدي البروجردي (حفظه الله)، وذكر أيضا عدة من الأفاضل غير مَن ذكرنا. راجع كتابه ( كتابات ورسالات حول إثبات عدم التحريف) :

١ - رسالة من الشيخ الحر العاملي، نقله صاحب كتاب لؤلؤة البحرين(١) .

٢ - رسالة من الشيخ عبد العالي الكركي في نفي النقيصة(٢) .

٣ - رسالة من الشيخ العالم آقا بزرك الطهراني المسمّى ( النقد اللطيف في نفي التحريف)(٣) .

٤ - بحث للسيد الخوئي في كتابه ( البيان في تفسير القرآن ).

٥ - بحث للسيد العلامة محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الكبير المسمى بـ (الميزان في تفسير القرآن)، ذيل آية:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ... ) .

٦ - رسالة من عبد الحسين الرشْتِي الحائري: باسم ( كشف الاشتباه ) في رد موسى جار الله.

٧ - الشيخ عبد الرحيم التبريزي: ألف كتابه المسمّى ( آلاء الرحيم ) في الرد على التحريف.

____________________

(١) أفسانه تحريف: ٢٣٩. (فارسي).

(٢) آلاء الرحمن: ص٢٦.

(٣) الذريعة: ج١٦.

٦٠