مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن

مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن0%

مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 221

مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن

مؤلف: السيد محمد باقر الصدر
تصنيف:

الصفحات: 221
المشاهدات: 50830
تحميل: 6387

توضيحات:

مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 221 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 50830 / تحميل: 6387
الحجم الحجم الحجم
مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن

مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن

مؤلف:
العربية

هي في الحقيقة تحتوي على جانبين:

١- تحتوي على عناصر ثابتة.

٢- وتحتوي على عناصر متحركة ومرنة.

وهذه العناصر المتحرّكة والمرنة التي تُرك للحاكم الشرعي أنْ يملأها، فُرضت أمامه مؤشِّرات إسلامية عامّة أيضاً، لكي يملأ هذه العناصر المتحرّكة وِفقاً لتلك المؤشّرات الإسلامية العامّة.

وهذا بحث يحتاج إلى كلام أكثر من هذا، تفصيلاً وإطناباً. من المفروض أنْ نستوعب هذا البحث - إن شاء الله تعالى - لكي نربط الجانب التشريعي من الإسلام بالجانب النظري التحليلي من القرآن الكريم لعناصر المجتمع.

وبعد ذلك يبقى علينا بحث آخر في نظرية الإسلام عن أدوار التاريخ، عن أدوار الإنسان على الأرض، فإنّ القرآن الكريم يقسّم حياة الإنسان على الأرض إلى ثلاثة أدوار:

١- دور الحضانة.

٢- ودور الوحدة.

٣- ودور التشتت والاختلاف.

وهذه أدوار ثلاثة تحدّث عنها القرآنُ الكريم، بيّن لِكُلِّ دورٍ الحالات والخصائص والمميِّزات التي يتميَّز بها ذلك الدور، هذا أيضا بحث سوف نخرج منه بنظرية شاملة كاملة لهذا الجانب من تاريخ الإنسان، كل ذلك لا يمكن أنْ يسعه يوم واحد وبحث واحد. إذاً فمن الأفضل أنْ نؤجِّل ذلك.

وننصرف الآن من منطقة الفكر إلى منطقة القلب، من منطقة العقل إلى منطقة الوجدان.

٢٠١

أريد أنْ نعيش معاً لحظات بقلوبنا لا بعقولنا فقط، بوجداننا، بقلوبنا، نريد أنْ نعرض هذه القلوب على القرآن الكريم، بدلاً عن أنْ نعرض أفكارنا وعقولنا.

* نعرض صدورنا، لِمَنْ وَلاؤُها؟

* ما هو ذاك الحب الذي يسوِّدها ويُمحورها ويَستقطبها؟

إنّ الله سبحانه وتعالى لا يجمع في قلب واحد ولاءين، لا يجمع حبين مستقطبين. إمّا حب الله وإمّا حب الدنيا، أمّا حب الله وحب الدنيا معاً فلا يجتمعان في قلب واحد، فَلْنَمتحِن قلوبنا، فلنرجع إلى قلوبنا لنمتحنها، هل تعيش حب الله سبحانه وتعالى، أو تعيش حب الدنيا؟

- فإنْ كانت تعيش حب الله، زِدْنا ذلك تعميقاً وترسيخاً.

- وإنْ كانت (نعوذ بالله ) تعيش حب الدنيا، حاولنا أنْ نتخلّص من هذا الداء الوبيل، من هذا المرض المهلك.

إنّ كلّ حبٍّ يستقطب قلب الإنسان يتّخذ إحدى صيغتين وإحدى درجتين:

* الدرجة الأولى:

أنْ يشكّل هذا الحب محوراً وقاعدةً لمشاعر وعواطف وآمال وطموحات هذا الإنسان، قد ينصرف عنه في قضاء حاجة في حدود خاصة ولكنْ يعود، سرعان ما يعود إلى القاعدة؛ لأنّها هي المركز، وهي المحور، قد ينشغل بحديث، قد ينشغل بكلام، قد ينشغل بعمل، بطعام، بشراب، بمواجهة، بعلاقات ثانوية، بصداقات، لكن يبقى ذاك الحب هو المحور، هذه هي الدرجة الأولى.

٢٠٢

* والدرجة الثانية من الحب المحور:

أنْ يستقطب هذا الحب كلّ وجدان الإنسان بحيث لا يشغله شيء عنه على الإطلاق، ومعنى أنّه لا يشغله شيء عنه:

أنّه سوف يرى محبوبه وقِبْلَته وكَعْبَته أينما توجّه، أينما توجّه سوف يرى ذلك المحبوب. هذه هي الدرجة الثانية من الحب المحور.

هذا التقسيم الثنائي ينطبق على حب الله وينطبق على حب الدنيا. حب الله سبحانه وتعالى، الحب الشريف لله المحور يتّخذ هاتين الدرجتين:

* الدرجة الأولى:

يتّخذها في نفوس المؤمنين الصالحين الطاهرين الذين نظّفوا نفوسهم من أوساخ هذه الدنيا الدنية، هؤلاء يجعلون من حب الله محوراً لكل عواطفهم ومشاعرهم وطموحاتهم وآمالهم، قد ينشغلون:

- بوجبة طعام.

- بمتعة من المتع المباحة.

- بلقاء مع صديق.

- بتنزه في شارع. ولكن يبقى هذا هو المحور الذي يرجعون إليه بمجرد أنْ ينتهي هذا الانشغال الطارئ.

* وأمّا بالدرجة الثانية:

فهي الدرجة التي يصل إليها أولياء الله من الأنبياء والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ( علي بن أبي طالب ) الذي نحظى بشرف مجاورة قبره، هذا الرجل العظيم، كلّكم تعرفون ماذا قال، هو الذي قال:

(( بأنّي ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله معه وقبله وبعده وفيه )) (١) ؛ لأنّ حب الله في هذا القلب العظيم استقطب وجدانه إلى الدرجة التي منعه

-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-

(١) لم نعثر على الرواية بكاملها، والموجود في كتاب علم اليقين ١: ٤٩ ( للفيض الكاشاني ):(( ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيتُ الله قبله )) .

٢٠٣

منْ أنْ يرى شيئاً آخر غير الله، حتّى حينما كان يرى الناس، كان يرى فيهم عَبِيْد الله، حتّى حينما كان يرى النعمة الموفورة، كان يرى فيها نعمة الله سبحانه وتعالى. دائماً هذا المعنى الحرفي، هذا الربط بالله، دائماً وأبداً يتجسّد أمام عينه؛ لأنّ مَحْبُوبه الأَوْحد، ومَعشوقه الأكمل، قِبْلَة آماله وطموحاته، لم يسمح له بشريك في النظر، فلم يكن يرى إلاّ الله سبحانه وتعالى. هذه هي الدرجة الثانية.

نفس التقسيم الثنائي يأتي في حب الدنيا، الذي هو رأسُ كلّ خطيئةٍ على حدِّ تعبير رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حب الدنيا يتّخِذ درجتَين:

* الدرجة الأولى:

- أنْ يكونَ حبُّ الدنيا محوراً للإنسان.

- قاعدةً للإنسان في تصرّفاته وسلوكه.

- يتحرَّك حينما تكون المصلحة الشخصيّة في أنْ يتحرّك.

- ويَسْكن حينما تكون المصلحة الشخصية في أنْ يَسْكن.

- يتعبّد حينما تكون المصلحة الشخصية في أن يتعبّد. وهكذا.

الدنيا تكون هي القاعدة، لكنْ أحياناً أيضاً يُمكن أنْ يفلتَ مِن الدنيا، يَشتغِل أشغالاً أُخرى نظيفةً، طاهرة:

- قد يُصلِّي لله سبحانه وتعالى.

- قد يصوم لله سبحانه وتعالى. لكنْ سُرعان ما يرجع مرةً أُخرى إلى ذلك المحور، ويَنْشَدُّ إليه، فَلَتَاتٌ يخرج بها من إطار ذلك الشيطان، ثم يرجع إلى الشيطان مرةً أُخرى. هذه درجة أولى من هذا المرض

٢٠٤

الوبيل، مرض حبِّ الدنيا.

* وأمّا الدرجة الثانية من هذا المرض الوبيل:

فهي الدرجة المُهْلِكة، حينما يعمي حبُّ الدنيا هذا الإنسان، يَسُدّ عليه كلّ منافِذ الرؤية، يكون بالنسبة إلى الدنيا كما كان سيِّد الموحِّدين وأمير المؤمنين بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى:

إنّه لم يكنْ يرى شيئاً إلاّ وكان يرى الله معه وقَبْله وبَعْده.

حبُّ الدنيا في الدرجة الثانية يَصِلُ إلى مستوى بحيث:

- إنّ الإنسان لا يرى شيئاً إلاّ ويرى الدنيا فيه وقبله وبعده ومعه.

- حتّى الأعمال الصالحة تتحوّل عنده وبمنظاره إلى دُنْيا، تتحوّل عنده إلى مُتْعة، إلى مصلحة شخصيّة، حتّى الصلاة، حتّى الصيام، حتّى البَحْث، حتّى الدرس، هذه الألوان كلّها تتحوّل إلى دُنْيا لا يمكنه أنْ يرى شيئاً:

- إلاّ من خلال الدنيا.

- إلاّ مِن خلال مقدار ما يُمكن لهذا العمل أنْ يُعطيه، يعطيه مِن حَفْنَةِ مالٍ أو مِن كَوْمَةِ جاهٍ، لا يمكن أنْ يستمرَّ معه إلاّ بِضْعة أيّام معدودة. هذه هي الدرجة الثانية.

وكلّ مِن الدرجتَين مُهلِكة، والدرجة الثانية أشدّ هَلَكَة من الدرجة الأولى، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

(( حبُّ الدنيا رأْسُ كلِّ خطيئة )) .

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ):

(( الدنيا كماء البحر مَنْ ازداد شُرْباً مِنْه ازداد عَطَشَاً )) .

لا تقل: فَلآخُذ هذه الحَفْنَة من الدنيا ثمّ أنْصرِفُ عنها،

٢٠٥

فلأحصل على هذه المرتبة من جاه الدنيا ثم أنصرفُ إلى الله. ليس الأمر كذلك، فإنّ أيّ مقدار تحصل عليه من مال الدنيا، من مقامات هذه الدنيا الزائلة، سوف يزداد بك العطش والنهم إلى المرتبة الأخرى:

(( الدنيا كماء البحر ))، (( الدنيا رأس كل خطيئة )) .

الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول:

(( من أصبح وأكبر همّه الدنيا فليس له من الله شيء )) .

* هذا الكلام يعني:

- قَطْع الصِلَة مع الله.

- يعني أنّ ولاءين لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ.

- مَنْ كان ولاءُه للدنيا فليس له من الله شيء.

- ليس له صِلَةٌ مع الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ ولاءين لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ.

(( حب الدنيا رأس كل خطيئة ))؛ لأنّ حبَّ الدنيا هو الذي يُفْرِغُ الصلاة من معناها، ويفرغ الصيام من معناه، ويفرغ كل عبادة من معناها، ماذا يبقى من معنى لهذه العبادات إذا استولى حبُّ الدنيا على قلب الإنسان.

أنا وأنتم نعرف أنّ أولئك الذين نُآخِذُهم على ما عملوا مع أمير المؤمنين، أولئك:

- لم يتركوا صلاةً.

- ولم يتركوا صياماً.

- ولم يشربوا خمراً، على الأقلّ عدد كبير منهم لم يقوموا بشيء من هذا القبيل.

* لكنّهم مع هذا، ما هي قيمة هذه الصلاة؟

* وما هي قيمة هذا الصيام؟

* وما هي قيمة العفّة عن شرب الخمر إذا كان حب الدنيا هو الذي يملأ

٢٠٦

القلب؟

* ما قيمة صلاة عبد الرحمن بن عوف؟

- عبد الرحمن بن عوف كان صحابيّاً جليلَ القدر.

- كان من السابقين إلى الإسلام.

- كان مِمَّنْ أسْلم والناس كفّارٌ ومشركون.

- تربّى على يَدِ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).

- عاش مع الوحي، مع القرآن، مع آيات الله تَتْرَى.

* لكنْ ماذا دهاه؟

* ماذا دهاه حينما فتح الله على المسلمين بلادَ كِسْرَى وقَيْصَر، وكنوز كسرى وقيصر؟

* ماذا دهى هذا الرجل المسكين؟

هذا الرجل المسكين مَلأَ قلبَه حبُّ الدنيا.

كان يُصلِّي وكان يصوم، ولكنْ مَلأَ قلبَه حبُّ الدنيا.

حينما وقف في خيار واحد بين عثمان وعلي ( عليه السلام ): إمّا أنْ يكون عثمانُ خليفةَ المسلمين، وإمّا أنْ يكون علي خليفةَ المسلمين، وهو يعلم:

- أنّه لو أعطى هذه الخلافة لعليٍّ لأَسْعَدَ المسلمين إلى أَبَد الدهر.

- ولكنّه يعلم أيضاً أنّه حينما يعطيها إلى عثمان فقد فتح بذلك باب الفتن إلى آخر الدهر.

يعلم بذلك وقد سمع ذلك مِنْ عمر نَفْسِه أيضاً، ولكنّه في هذا الخيار غَلَبَ حبُّ الدنيا على قلبِه، ضرب على يَدِ عثمان وترك يَدَ عليٍّ مبسوطةً تنتظر مَنْ يُبايع، جعل عثمان خليفةً، وأَقْصَى عليّاً ( عليه السلام ) عن الخلافة.

قد تقولون: إنّ هذه معصيةٌ، هذا كتَرْكِ الصلاة؛ لأنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) جعل عليّاً خليفةً بعده بلا فصل.

هذا صحيح، تولِّي عليّ بن أبي طالب أَهَمّ

٢٠٧

الواجبات، ولكن افْرُضُوا - وفَرْض المُحَال ليس بمحال - لو أنّ رسول الله لم يَنُص على عليِّ بن أبي طالب،

* أَكَانَ هذا الموقف من عبد الرحمن بن عوف مهضوماً؟

* أكان هذا الموقف من عبد الرحمن بن عوف صحيحاً؟

- لو تَرَكْنَا كلَّ نصوص الرسول.

- وتَرَكْنا حديثَ الغدير وحديثَ الثقلين، لو تركْنا كلَّ ذلك،

لكنْ:

- بمنطق حبِّ الله وحبِّ الدنيا.

- بمنطق الحرص على الإسلام.

- بمنطق الغيرة على الدين والمسلمين.

أكان هذا الموقف من عبد الرحمن بن عوف سليماً، أنْ يطرح يَدَ عليٍّ ( عليه السلام ) مبسوطةً دون أنْ يُبَايعها، ويبايع إنساناً غيرَ جديرٍ بأنْ يتحمَّل الأمانة، ان يبايع عثمان بن عفان.

إذاً، المسألة هنا ليست فقط مسألة نص، وإنّما المسألة هنا مسألة حبّ الدنيا، مسألة خيانة الأمانة؛ لأنّ حبّ الدنيا يعمي ويصم، حبّ عبد الرحمن بن عوف للدنيا أفْقَدَ الصلاة معناها، أَفْقَدَ الصيام معناه، أفْقَدَ شهر رمضان معناه، أفقد كل شيء مغزاه الحقيقي ومحتواه النبيل الشريف.

(( حبّ الدنيا رأْسُ كلِّ خطيئة )) ، وحبّ الله سبحانه وتعالى أساسُ كلِّ كمال، حبّ الله هو الذي يُعطي للإنسان الكمال، العزّة، الشرف، الاستقامة، النظافة، القدرة على مُغَالَبَة الضعف في كلّ الحالات، حبّ الله سبحانه وتعالى هو الذي جعل أولئك السحرة،

٢٠٨

يتحوّلون إلى رُوَّاد على الطريق، فقالوا لفرعون:

( فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنّمَا تَقْضِي هذِهِ الْحَيَاةَ الدّنْيَا ) (١).

كيف قالوا هكذا؟

لأنّ حبَّ الله اشتعل في قلوبهم، فقالوا لفرعون بكلِّ شجاعة وبطولة:

( فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنّمَا تَقْضِي هذِهِ الْحَيَاةَ الدّنْيَا ) .

حبُّ الله هو الذي جعل عليّاً عليه الصلاة والسلام دائماً يقف مواقف الشَجَاعة، مواقف البطولة. هذه الشجاعة شجاعة علي ( عليه السلام ) ليست شجاعة السباع، ليست شجاعة الأسود، وإنّما هي شجاعة الإيمان وحبّ الله، لماذا؟

لأنّ هذه الشجاعة لم تكن فقط شجاعة البراز في ميدان الحرب، بل كانت:

- أحياناً شجاعة الرفض.

- أحياناً شجاعة الصبر.

علي بن أبي طالب ضرب المثل الأعلى في شجاعة المُبَارَزَة في ميدان الحرب:

- شَدَّ حِزَامَهُ وهو ناهز الستِّين من عمره الشريف.

- وهَجَمَ على الخوارج وَحْدَهُ، فقاتل أربعة آلاف إنسان.

هذه قِمّة الشجاعة في ميدان المبارزة؛ لأنّ حبّ الله أَسْكَرَهُ، فلم يجعلْه يلْتفت أنّ هؤلاء أربعة آلاف وهو واحد، وضرب قِمَّة الشجاعة:

- في الصبر.

- في السكوت عن الحق، حينما فرض عليه الإسلام أنْ يصبر عن حَقِّه وهو في قِمَّة شبابه، لم يكن في شيخوخته، كان في قِمَّة شبابه، كانت حرارة الشباب مِلْءَ وِجْدَانه، ولكنّ الإسلام قال له:

اسْكُتْ، اصْبِر عن حقِّك حِفاظاً على

-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ

(١) سورة طه: الآية (٧٢)

٢٠٩

بيضة الدين، ما دام هؤلاء يتحمّلون حِفْظ الشعائر الظاهرية للإسلام وللدين.

سَكَتَ ما دام هؤلاء كانوا يتحفَّظون على الظواهر والشعائر الظاهرية للإسلام والدين، وكان هذا قِمّة الشجاعة في الصبر أيضاً، هذه ليست شجاعة الأسود، هذه شجاعة المؤمن الذي أسْكَرَهُ حبُّ الله، وكان قِمَّة الشجاعة في الرفض، وفي الإِبَاءِ حينما طرح عليه ذلك الرجل أنْ يُبَايعه على شروط تُخالِف كتابَ الله وسُنَّة رسوله بعد مقتل الخليفة الثاني، ماذا صنع هذا الرجل العظيم؟

هذا الرجل العظيم الذي كان:

- يَحْتَرِق؛ لأنّ الخلافة ذهبتْ مِن يده.

- يحترق مِن أَجْل الله، لا مِن أَجْل نفسه، يقول:

(( وَلَقَد تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَة وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّ مَحَلِّيَ مِنْهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَحَى )) .

هذا الرجل الذي كان يحترق لأنّ الخلافة خرجت مِن يده، لو أنّ إنساناً يقرأ هذه العبارة وَحْدها لقال: ما أكثر شهوة هذا الرجل إلى السلطان وإلى الخلافة!

لكن هذا الرجل نَفْسُهُ، هذا الرجل بذاته عُرِضَتْ عليه الخلافة، عُرضتْ عليه رئاسة الدنيا فرفضها، لا لشيء إلاّ لأنّها شُرِطَتْ بشرط يُخالف كتابَ الله وسُنَّةَ رسوله، من هنا نعرف أنّ ذلك الاحتراق لم يكن مِن أَجْل ذاته، وإنّما كان مِن أَجْل الله سبحانه وتعالى.

إذاً، هذه الشجاعة:

- شجاعة البراز في يوم البراز.

- وشجاعة الصبر في يوم

٢١٠

الصبر.

- وشجاعة الرفض في يوم الرفض.

هذه الشجاعة خَلَقها في قلب علي حُبُّهُ لله لا اعتقاده بوجود الله، هذا الاعتقاد الذي يشاركه في فلاسفة الإغريق أيضاً:

- أرسطو أيضاً يعتقد بوجود الله.

- أفلاطون أيضاً يعتقد بوجود الله.

- الفارابي أيضاً يعتقد بوجود الله.

* ماذا صنع هؤلاء للبشرية؟

* وماذا صنعوا للدين أو للدنيا؟

ليس الاعتقاد وإنّما حبّ الله إضافةً إلى الاعتقاد. هذا هو الذي صنع هذه المواقف، ونحن أَوْلَى الناس بأنْ نُطَلِّق الدنيا،

- إذا كان حبُّ الدنيا خطيئةً، فهو مِنَّا نحن الطَلَبَة(١) مِن أَشَدّ الخَطَايَا.

- هذا الشيء الذي هو خطيئة مِن غَيْرِنَا هو أكثر خطيئة مِنَّا.

- نحن أَوْلَى مِن غَيْرِنا بأنْ نكون على حَذَر من هذه الناحية:

أوّلاً لأنّنا نَصَبْنَا أنفسَنا أَدِلاّءَ على طريق الآخرة.

* ما هي مُهِمَّتُنا في الدنيا؟

* ما هي وظيفتنا في الدنيا؟

إذا سَأَلَكَ إنسانٌ: ماذا تعمل؟ ما هو مُبَرِّر وُجُوْدك؟ ماذا تقول؟

تقول: بأنِّي أُريد أنْ أَشُدَّ الناسَ إلى الآخرة، أَشُدَّ دُنْيَا الناسِ إلى الآخرة، إلى عالَم الغيب، إلى الله سبحانه وتعالى.

* إذاً، كيف تقطع دنياك عن الآخرة؟

إذا كانت دُنْيَاك مقطوعةً عن الآخرة، فسوف تَشُدُّ دُنْيَا الناس إلى دُنْياك لا إلى آخرة رَبِّك، سوف نتحوّل إلى قُطَّاع طريق،

____________

(١) يقصد طلبة العلوم الدينية الإسلامية في النجف.

٢١١

ولكنْ أيّ طريق؟ الطريق إلى الله، لا طريق ما بين بلدٍ وبلد، هذا الطريق إلى الله نحن رُوَّادُه، نحن القائمون على الدَلاَلَة إليه، على الأخْذِ بِيَد الناس فيه، فلو أنّنا أَغْلقنا بابَ هذا الطريق، لو أنّنا تحوَّلْنا عن هذا الطريق إلى طريقٍ آخر، إذن سوف نكون حاجباً عن الله، حاجباً عن اليوم الآخر.

كلُّ إنسانٍ يَستَوْلِي حبُّ الدنيا على قَلْبه يَهْلَكُ هو، أمّا الطَلَبَة، أمّا نحن إذا استَوْلَى حبُّ الدنيا على قلوبنا سوف نَهلك ونُهلك الآخرين؛ لأنّنا وَضَعْنا أنفسنا:

- في موضع المسؤولية.

- في موضع رَبْط الناس بالله سبحانه وتعالى، والله لا يعيش في قلوبنا.

إذاً، سوف لنْ نتمكّن مِن أنْ نربط الناس بالله، نحن أَوْلى الناس وأحقّ الناس باجتناب هذه المهلكة؛ لأنّنا ندَّعي:

- أنّنا وَرَثَة الأنبياء.

- وَوَرَثَة الأئمّة والأولياء.

- أنّنا السائرون على طريق محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وعلي والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام.

أَلَسْنَا نُحاول أنْ نعيش شَرَفَ هذه النسبة؟ هذه النسبة تَجْعل مَوْقِفَنا أَدَقّ من مواقف الآخرين؛ لأنّنا نحن حَمَلَةُ أقوال هؤلاء وأفعال هؤلاء، أَعْرف الناس بأقوالهم، وأَعْرف الناس بأفعالهم، أَلَم يَقُل رسولُ الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

(( إنّا مَعَاشِر الأنبياء لا نُوَرِّثُ ذَهَبَاً ولا فِضَّةً ولا عقاراً، إنّما نُوَرِّث العِلْمَ والحكمةَ )) (١).

ألم يقل عليُّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام:

(( إِنّ

-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج١٦: ص٢١٤.

٢١٢

إمَارَتَكُم هذه أو خِلاَفَتَكُم هَذِهِ لاَ تُسَاوِي عِنْدِي شَيْئَاً إلاّ أنْ أُقِيْمَ حقّاً أو أدْحَضَ بَاطِلاً )) .

أَلَمْ يَقُلْ عليُّ بن أبي طالب ذلك، أَلَم يُجَسِّد هذا في حياته، في كلِّ حياته؟!

عليُّ بن أبي طالب كان يعمل لله سبحانه وتعالى، لم يكن يعمل لدنياه، لو كان عليّ يعمل لدنياه لكان أشْقى الناس وأتْعس الناس؛ لأنّ عليّاً حَمَلَ دَمَهُ على يده منذ طفولته، منذ صِبَاه، يذبُّ عن وجْه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وعن دين الله وعن رسالة الله.

- لم يتردَّد لحظة في أنْ يُقدِّم.

- لم يكن يحسب للموت حساباً.

- لم يكن يحسب للحياة حساباً.

- كان دَمُهُ دائماً على يده.

- كان أَطْوَع الناس لرسول الله في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان أطوع الناس لرسول الله بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).

- كان أكثر الناس عملاً في سبيل الدين، ومعاناة من أجل الإسلام.

* ماذا حصل، ماذا حصل عليه علي بن أبي طالب ( عليه السلام )؟

* لو جئنا إلى مقاييس الدنيا، ماذا حصل عليه هذا الرجل العظيم؟

* أَلَمْ يُقْصَى هذا الرجل العظيم؟

* أَلَمْ يكن جليس بيته فترةً من الزمن؟

* أَلَمْ يُسَبّ هذا الرجل العظيم ألْف شَهْر على منابر المسلمين؟ التي أُقيمت أعوادها بجهاده، بدمه، بتضحياته؟ سُبَّ على منابر المسلمين.

إذاً، لم يحصل على شيء من الدنيا، لا على حطامٍ، ولا على مالٍ، ولا على منصبٍ، ولا على

٢١٣

كنى(١) ولا على تقديرٍ، ولكنّه على الرغم من ذلك حينما ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالسيف على رأسه(٢) ماذا قال هذا الإمام العظيم؟

قال: ( لقد فُزْتُ وربِّ الكَعْبَة ).

لو كان عليٌّ يعمل لدنياه لقال: والله إنّي أتْعس إنسان؛ لأنّي لم أحصل على شيءٍ في مقابل عُمْرٍ كُلّه جهاد، كلّه تضحية، كلّه حبّ لله، لم أحصل على شيءٍ، لكنّه لم يقل ذلك، قال: ( لقد فُزْتُ وربِّ الكَعْبَة ).

إنّها والله الشهادة؛ لأنّه لم يكن يعمل لدنياه، كان يعمل لربه، والآن لحظة اللقاء مع الله، هذه اللحظة هي اللحظة التي سوف يلتقي بها عليٌّ مع الله سبحانه وتعالى فَيُوَفِّيْه حسابه ويعطيه أجره، يُعَوِّضُهُ عمّا تحمّل مِن شدائد، عمّا قاسى من مصائب.

* أليس هذا الإمام هو مَثَلُنَا الأعلى؟!

* أليستْ حياة هذا الإمام هي السُنَّة؟!

* أليستْ مصادر التشريع عندنا الكتاب والسُنَّة؟!

* أليستْ السُنَّة هي قول المعصوم وفِعْلُه و تقريره؟!

* علينا أنْ نحذر مِن حبّ الدنيا؛ لأنّه لا دنيا عندنا لكي نُحِبُّهَا. ماذا نحب؟ نحب الدنيا؟!

* نحن الطلبة! ما هي هذه الدنيا التي نُحِبّها ونُريد أنْ نُغْرِق أنفسَنا فيها ونترك رضواناً من الله أكبر؟

* نترك ما لا عَيْن رَأَتْ ولا

____________

(١) كنى: جمع كنية.

(٢) ضربه في مسجد الكوفة وهو ساجد في صلاة الفجر.

٢١٤

أُذْنٌ سَمِعَتْ، ولا اعترض على خَيَال بَشَر.

* ما هي هذه الدنيا؟

هذه الدنيا دنيانا هي مجموعة من الأوهام، كلُّ دُنْيَا وَهْم، لكنّ دُنْيَانَا أكثرُ وَهْمَاً مِن دُنيا الآخرين، مجموعةٌ من الأوهام، ماذا نحصل من الدنيا إلاّ على قدرٍ محدودٍ جدّاً.

لسنا نحن أولئك الذين نهبوا أموال الدنيا وتحدثنا عنهم سابقاً، لسنا نحن أولئك الذين تركع الدنيا بين أيدينا لكي نُؤْثِر الدنيا على الآخرة، دنيا هارون الرشيد كانت عظيمة، نَقِيْسُ أنفسنا بهارون الرشيد، هارون الرشيد نَسُبُّهُ ليلاً نهاراً؛ لأنّه غرق في حب الدنيا، لكنْ تَعْلَمُوْن:

* أيّ دُنْيا غرق فيها هارونُ الرشيد؟!

* أيّ قصورٍ مرتفِعة عاش فيها هارون الرشيد؟!

* أيّ بَذَخٍ وَتَرَفٍ كان يحصل عليه هارون الرشيد؟!

* أيّ زَعَامَة وخِلافة وسُلطان امتدّ مع أرجاء الدنيا حصل عليه هارون الرشيد؟!

هذه دُنْيا هارون الرشيد.

نحن نقول بأنّنا:

- أفضل من هارون الرشيد.

- أوْرَع من هارون الرشيد.

- أتْقَى من هارون الرشيد.

عجباه! نحن عُرِضَتْ علينا دُنيا هارون الرشيد فرفضناها حتى نكون أورع من هارون الرشيد. يا أولادي، يا أخواني، يا أعزّائي، يا أبناء علي.. هل عُرِضَتْ علينا دُنْيا هارون الرشيد؟

لا.. عُرِضَتْ علينا دُنْيا هزيلة، محدودة، ضئيلة، دنيا ما أسرع ما تَتَفَتَّتُ، ما أسرع ما تزول، دُنْيا لا يستطيع

٢١٥

الإنسانُ أنْ يتمدّد فيها كما كان يتمدّد هارونُ الرشيد.

هارون الرشيد يلتفت إلى السحابة يقول لها: أيْنَما تَمْطُرِيْنَ يأتيني خِرَاجُكِ، في سبيل هذه الدنيا سَجَنَ موسى بن جعفر (عليه السلام).

* هل جَرَّبْنا أنّ هذه الدنيا تأتي بِيَدِنا ثمّ لا نَسْجن موسى بن جعفر؟

* جربنا أنفسنا؟ سألْنا أنفسَنا؟ طَرَحْنا هذا السؤال على أنفسِنا؟

كلُّ واحدٍ مِنَّا يطرح هذا السؤال على نفسه: بينه وبين الله أنّ هذه الدنيا، دنيا هارون الرشيد كلَّفَتْه أنْ يسجن موسى بن جعفر، هل وُضِعَتْ هذه الدنيا أمامنا لكي نفكِّر بأنّنا أتْقى مِن هارون الرشيد؟

* ما هي دنيانا؟

- هي مَسْخٌ من الدنيا.

- هي أَوْهَامٌ من الدنيا.

- ليس فيها حقيقة إلاّ حقيقة رِضَى الله سبحانه وتعالى، إلاّ حقيقة رضوان الله.

كلُّ طالب عِلْمٍ حَالُه حالُ عليِّ بن أبي طالب: إذا كان يعمل للدنيا فهو أتْعَسُ إنسانٍ؛ لأنّ أبواب الدنيا مفتوحة، خاصةً إذا كان طالبٌ له قابلية، له إمكانية، له ذكاء، له قابليّات، هذا أبواب الدنيا مفتوحةٌ له، فإذا كان يعمل للدنيا فهو أتْعَسُ إنسان؛ لأنّه سوف يخسر الدنيا والآخرة، لا دنيا الطلبة دنيا ولا الآخرة يحصل عليها، فَلْيَكُن هَمُّنا أنْ نعمل للآخرة، أنْ نعيش في قلوبنا حبّ الله سبحانه وتعالى بدلاً عن حبّ الدنيا؛ لأنّه لا دنيا مُعْتَد بها عندنا.

٢١٦

الأئمة عليهم السلام علّمونا بأنّ تذكّر الموت دائماً يكون من العِلاجات المفيدة لحبِّ الدنيا، أنْ يتذكّر الإنسان الموت.

كلّ واحدٍ مِنّا يعتقد: بأنّ كلّ مَنْ عليها فَانٍ، لكن القضية دائماً وأبداً لا يُجسِّدُها بالنسبة إلى نفسه، من العلاجات المفيدة أنْ يُجسِّدها بالنسبة إلى نفسه، دائماً يتصوّر: بأنّه يمكن أنْ يموت بين لحظة وأخرى.

كلّ واحدٍ مِنَّا:

- يوجد لديه أصدقاء ماتوا.

- إخوان انتقلوا من هذه الدار إلى الدار الأخرى.

- أبي لم يعش في الحياة أكثر مِمَّا عِشْتُ حتّى الآن.

- أخي لم يعش في الحياة أكثر مِمَّا عشت حتّى الآن.

أنا الآن استَوْفَيْتُ هذا العمر:

- من المعقول جدّاً أنْ أموت في السنِّ الذي مات فيها أبي.

- من المعقول جدّاً أنْ أموتَ في السنِّ التي مات فيها أخي.

كلُّ واحد مِنَّا لا بدّ وأنْ يكون له قدوةٌ مِن هذا القبيل، لا بدّ وأنّ أحباباً له قد رحلوا، أَعِزَّةً له قد انتقلوا، لم يبقَ مِن طموحاتهم شيء، لم يبقَ مِن آمالهم شيء. إنْ كانوا قد عملوا للآخرة فقد رحلوا إلى مليكٍ مُقْتَدِرٍ، إلى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيْكٍ مُقْتَدِرٍ، وإذا كانوا قد عملوا للدنيا فقد انتهى كلُّ شيء بالنسبة إلَيْهِم.

هذه عِبَرٌ، هذه العِبَر التي علَّمَنَا الأئمّة عليهم السلام أنْ نَسْتَحْضِرَهَا دائماً، تَكْسِرُ فينا شَرَهَ الحياة، ما هي هذه الحياة؟ لعلّها أيامٌ فقط، لعلّها أشهرٌ فقط، لعلّها

٢١٧

سنواتٌ.

* لماذا نعمل دائماً ونحرص دائماً على أساسِ أنّها حياةٌ طويلةٌ؟

- لعلّنا لا ندافع إلاّ عن عشرة أيّام.

- إلاّ عن شَهْرٍ.

- إلاّ عن شهرين.

* لا ندري عن ماذا نُدافِع؟

لا ندري أنّنا نحتمل هذا القدر من الخطايا؟ هذا القدر من الآثام؟ هذا القدر من التقصير أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام ديننا؟ نتحمّله في سبيل الدفاع عن ماذا، عن عشرة أيام، عن شهر، عن أشهر...؟ هذه بضاعة رخيصة، نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يُطهّر قلوبنا ويُنَقِّي أرواحنا، ويجعل الله أكثر همّنا، ويملأها حبّاً له، وخشيةً منه، وتصديقاً به، وعملاً بكتابه.

٢١٨

Contents

مقدمة الناشر ٣

( مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ) ٣

تقديم. ٥

الدرس الأوّل: ٧

الاتجاه الأوّل: ٨

الاتجاه الثاني: ١١

الدرس الثاني: ٢١

الدرس الثالث: ٢٩

الجانب الأوّل: ٣٥

لكنْ هناك جانباً آخر: ٣٥

الدرس الرابع: ٤٢

الدرس الخامس: ٥٨

الحقيقة الأولى: ٥٨

الحقيقة الثانية: ٦٠

الحقيقة الثالثة: ٦٥

الدرس السادس: ٧١

الإحضار الفردي: ٧٨

إحضار للفرد في وسط الجماعة: ٧٩

الدرس السابع: ٨٢

الشكل الأوّل للسنة التاريخية: ٨٢

الشكل الثاني الذي تتّخذه السُنَن التاريخيّة: ٨٧

الشكل الثالث للسُنّة التاريخيّة: ٩١

الدرس الثامن: ١٠١

الدرس التاسع: ١١٣

٢١٩

الدرس العاشر: ١٢٨

الإجراء التاريخي الأوّل: ١٣٢

والإجراء التاريخي الثاني: ١٣٢

والإجراء التاريخي الثالث: ١٣٣

* التعميم الأفقي الخاطئ: ١٣٦

المرحلة الأولى: ١٤١

المرحلة الثانية: ١٤٢

ثم تأتي المرحلة الثالثة: ١٤٣

المرحلة الرابعة: ١٤٣

الدرس الحادي عشر: ١٤٦

* أمّا التغيّر الكمِّي. ١٥٠

* وأما التغيير الكيفي. ١٥١

* التوحيد: ١٦٢

* العدل: ١٦٢

* الأصل الثالث النبوّة: ١٦٣

الإمامة: ١٦٣

والأصل الخامس هو إيمان بيوم القيامة: ١٦٣

الدرس الثاني عشر: ١٦٦

مقدمة في تحليل عناصر المجتمع. ١٦٦

فالخط الأوّل: ١٦٧

وأمّا الخط الثاني من العلاقات: ١٦٩

الدرس الثالث عشر: ١٨٤

* أمّا العلاقة الأولى: ١٨٤

* وأمّا العلاقة القرآنية الثانية: ١٨٧

٢٢٠