الصلاة مع الحائل محمول على نفيها جماعة او محكوم بـ«لاتعاد» كسائر ادلة الشرائط والموانع. نعم اذا كان جاهلا بالحكم وكان جهله تقصيريا فالظاهر بطلان صلاته حتى منفردا اذا أخل بوظيفة المنفرد كتركه القراءة لعدم امكان تصحيح الصلاة بـ«لاتعاد» في مورد الجهل التقصيري، والتحقيق في محله.
الثامنة: اطلاق الشرط في الرواية أي «فلان كان بينهم سترة او جدار فليس تلك لهم بصلاة» يقتضي عدم الفرق بين كون الحائل في مجموع الصلاة او في بعضها فتبطل الجماعة من حين حدوث الحائل، فتوهم ان المانع وجود الحائل في مجموع الصلاة بدليل ان ليس تلك لهم بصلاة تدل على مفروضية الصلاة مع الحائل فاسد كما لايخفى.
التاسعة: اذا احتمل فساد صلاة الصف المتقدم فيجوز الاقتداء لا لما ذكره المحقق الهمداني من ان الاتصال الظاهري محفوظ، وبعد كشف الخلاف ينكشف بطلان جماعته لا اصل صلاته بل لان صلاة الواسطة صحيحة باصالة الصحة، فالاتصال بواسطة من يصلي صحيحا موجود وليس له كشف الخلاف فتصح جماعته حتى بعد كشف بطلان صلاتهم.
العاشرة: الحائل اذا كان قصيرا بحيث يكون حائلا في بعض احوال الصلاة كحال الجلوس او السجود ففيه اشكال لايترك معه الاحتياط، بل لا تخلو المانعية عن قوة لاطلاق الدليل.
الحادية عشرة: قيل الصف المتقدم اذا لم يدخلوا في الصلاة ولكن كانوا متهيئين لها لايقدح حيلولتهم فيجوز الاقتداء. ولكن يشكل ذلك في مثل الصلاة المعهودة من توالي الافتتاح في صلاة المأمومين، نعم اذا كانت الصلوات موافقة للنص الوارد في صلاة الجماعة من انه اذا قال الامام الله اكبر فيقول المأمومون الله اكبر دفعة عرفية يمكن القول بمجرد التهيؤ حينئذ لاستظهار ذلك من النص، ولكن في امثال صلواتنا اعتبار توالي الافتتاح لايخلو عن وجه.
الثانية عشرة: لا بأس الحائل غير المستقر لعدم صدق الحائل عليه عرفا، وان شئت قلت لانصراف النص عن مثله، ومن ذلك تمامية صلاة الصف المتقدم اذا قاموا بعد الاتمام بلا فصل ودخلوا مع الامام في صلاة اخرى بحيث يكون الفصل قليلا ولا يصدق عليه الحيلولة عرفا وكان النص منصرفا عن مثله فتصح صلاة من يتصل بواسطتهم.
قوله «قده»: ولا تنعقد والامام اعلى من المأمومين بما يعتد به كالابنية على تردد.
اقول: يستدل على ذلك بعدة امور، (منها) صحيحة زرارة المتقدمة بدعوى ان المراد من الموصول في قوله «مالايتخطى» مطلق البعد ولو من جهة العلو. وفيه: ان ظاهر الرواية اعتبار ذلك في الارض المبسوطة. (ومنها) موثقة عمار المتقدمة في اقتداء النساء خلف الدار بعد