الإمامة الإلهية الجزء ١

الإمامة الإلهية13%

الإمامة الإلهية مؤلف:
المحقق: محمد بحر العلوم
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 440

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 440 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 137390 / تحميل: 8169
الحجم الحجم الحجم
الإمامة الإلهية

الإمامة الإلهية الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

هـ - أوّل اعتبار قام الذهن بتصويره حتّى يُحرِّك الإرادة هو إيجاد نسبة الضرورة بين موضوع ومحمول لم تكن بينهما تلك النسبة من قبل؛ بيان ذلك:

إن الإنسان يرى وجود نسبة حقيقية بين ذاته وبين أعضائه، فيقوم بجعل نفس هذه النسبة بين نفسه وبين الأكل، فيسعى نحو تحقيقه، فيتحرك نحو الغذاء. وعبّر عن هذا بأنه أوَّل خديعة.

بعض تلامذة العلاّمة يصوّر الخديعة بنحو أخر؛ وذلك بأن الخديعة التي تقوم بها هي: تصوير أن حاجات البدن هي حاجات الروح، ويجعلها ضرورية لها، وتفسير هبوط آدم إنه هبوط إدراكي؛ حيث جعلت الروح البدن جزءَ حقيقةٍ نفسها، فجعلت كمالات البدن وحاجاته هي حاجات لها، فأول خديعة هي من جعل البدن جزء من الروح؛ خدعته بها الفطرةُ الإنسانية؛ لتتوصَّل بها إلى الخير بالذات والكمال المطلق الحقيقي.

و - إن نسبة الضرورة تعني الوجوب، وهو متقدِّم على الحرمة، كما أن الاستحباب متقدِّم على الكراهة؛ وذلك لأن الشعور بالحاجات والضرورات متقدِّم على الشعور بالمضرَّات والمؤذيات التي هي نسبة الامتناع.

ز - مثال آخر على نشأة اعتبار آخر؛ هو (اعتبار الملكية) وكيفية حصوله: هو أنه رأى وجود نسبة حقيقية بين الإنسان وسلطته على أعضائه وتصرُّفه بها كما يشاء، فجعل هذه السلطة بين الأمر الخارجي وبين نفسه حتّى يستطيع التصرُّف والاستفادة منه وحده؛ لا ينازعه فيه أحد.

ح - وأوَّل اعتبار اجتماعي نشأ؛ هو: اعتبار الألفاظ ودلالتها على المعاني، ثُم بعد ذلك تولَّد اعتبار العقد والمعاملات، واعتبار الرئاسة؛ وذلك لأن في الإنسان توجد قوة العقل التي تكون مهيمنة على بقيَّة القوى، فانتزع العقل هذه النسبة وجعلها في مملكة صغيرة هي مملكة الأسرة ورئاسة وهيمنة ربِّها، ثُم للمجتمع.

٨١

ط - إن الاعتبارات غير ثابتة و متزلزلة، فلا يمتنع أن لا يأتمر و لا يتبع الإنسان ذلك الاعتبار، لذا مسَّت الحاجة إلى أن تَعتبر ما يدعم هذا الاعتبار ويجعله مؤثِّراً في إرادة الإنسان، فاعتُبر الثواب والعقاب، واعتُبر المدح والذم. فاعتبار المدح والذم إنما هو لأجل أن يكون دافعاً لأن يتَّبع الإنسان الاعتبار الأصلي؛ حيث يضعف تأثيره، وكلَّما قوي تأثيره، ضعفت الحاجة إلى الثواب والعقاب أو إلى مدح وذم العقلاء.

والعلاّمة الطباطبائي في المقالة الثانية من رسالة الاعتباريات يركِّز على أمر مهم؛ وهو كيفية نشأة التكوين من الاعتبار، حيث أوضح في مقالته الأولى كيفية نشأة الاعتبار من التكوين والحقيقة، وكيف أن الاعتبار هو إعطاء حد الشي‏ء أو حكمه لشئ آخر بتصرف الوهم، وأنه ينشأ بسبب النقص؛ وهو أمر حقيقي. أمّا في المقالة الثالثة، فبيّن أن الاعتبار يولِد الإرادة، والإرادة تُحقِّق الفعلَ التكويني الخارجي؛ وهو إما كمال للإنسان أو نقص، فينشأ حينئذ التكوين من الاعتبار، فولِّد العقلُ التكوين من خلال عنوانٍ اعتباري.

وجوه التأمل في نظرية العلاّمة:

لا يخفى ما في النظرية من ظرافة ودقَّة نظر، ويظهر كذلك مدى أهميتها في صياغة الفكر البشري، وهذا لا يمنع من وجود بعض التأملات لنا عليها:

١ - إننا نتَّفق مع العلاّمة في:

* إن العقل النظري لا يحرِّك الإرادة؛ لذا سوف يأتي في الفصل الثاني أن التوحيد النظري من دون التوحيد العملي؛ وهو تولّي وليّ اللَّه الذي يهدي لإرادات اللَّه ومشيئآته، لا يوجب تحرَّك الإنسان، بل توجد مراتب أخرى متوسطة حتّى تصل إلى مدرَكات العقل العملي.

٨٢

* إن الفاعل الإرادي لا يتكامل إلاّ بتوسط إرادته.

* إن الإرادة لا تسعى إلى تحصيل ما هو متحقق بالفعل لأنه تحصيل للحاصل.

لكن نختلف مع العلاّمة في تحديد القضايا الحقيقية، فقد ذكر أن كل ما ليس له تحقق خارجي فعلي فهو قضية اعتبارية، وهذا غير صحيح وغفلة منه‏(قدِّس سرُّه)؛ وذلك لأن القضية الحقيقة لا تساوي القضية الخارجية، بل هي تشمل ما يكون الموضوع فيها حاكٍ عن وجودات في ظرف الاستقبال، وما تكون حاكية عن وجود تقديري، وما تكون حاكية عن موضوعات ممتنعة وهي القضايا غير البتِّية التي ليس فيها سوى فرض الوجود، وهذا أمر متسالم عليه، وبناء عليه فإن القضية التي يتصورها العقل ويحكم بها العقل العملي هي غير حاصلة في الخارج فعلاً، لكنها ليست اعتباراً محضا، بل تكون قضية حقيقية.

٢ - لقد حصر العلاّمة (رحمه الله) ‏الحاجة إلى الاعتبار في أنه مولِّد للإرادة، وهذا غير صحيح، بل إن الحاجة للاعتبار هو أمر آخر ذكره المتكلِّمون والأصوليون؛ حاصله:

إن الإرادة تنبعث من مدرَكات العقل العملي، ومدرَكات العقل العملي هي من الكلِّيات الفوقانية كحسن العدل وقبح الظلم، ومن هذه المدرَكات التي تمثِّل رأس مال العقل العملي ينطلق في سلسلة إدراكاته، وكذلك يستطيع إدراك الكلِّيات القريبة وفوق المتوسطة كحسن الصدق وقبح الكذب. أمَّا الكلِّيات النازلة والجزئيات الحقيقية، فإن العقل العملي لا يصل إليها كما في قبح القمار، ونكاح الشغار، ناهيك عن الجزئيات الحقيقية المتكثِّرة وغير المتناهية، من هنا يُحتاج إلى ضابطة تكون كاشفة عن حسن هذه الأمور وقبحها؛ وهذه الضابطة تكون بالاعتبار، فالاعتبار وظيفته الكشف عن الحقائق وما تخبِّأه من حسن وقبح، وحينئذٍ تنطلق الإرادة من هذا الاعتبار الكاشف، لا من كونه اعتباراً محضا.

والاعتبار إنما يكون كاشفاً صائباً للواقع في حال صدوره من العقل اللاّمحدود

٨٣

الذي يعلم بحسن وقبح جميع الأفعال.

٣ - ما ذكره من توسُّط الاعتبار بين حقيقتين وتكوينين صحيح، لكنَّه الاعتبار بما هو كاشف، لا بما هو اعتبار.

ونضيف على ما ذكره العلاّمة، وتكملة لِمَا ذكرناه من الحاجة للاعتبار:

ـ إنه قد يُتساءل: لماذا لجأ إلى الاعتبار - الذي هو إنشاء - في الكشف عن الحقائق، ولم يلتجأ إلى الإخبار عن حقيقة الأفعال الخارجية؟

والجواب عنه:

أ - إن الجزئيات غير متناهية، فإذا اعتمد أسلوب الإخبار التفصيلي، فهذا يعني إخبارات غير متناهية؛ لعدم تناهي الأفعال وعدم تناهي الأشخاص، فيجب أن يكون إخباراً لكل واحد. ويترتَّب عليه أن يُجعل كل الناس أنبياء، وأن لا يخطئ الكل في فعل، وهذا يبطل عالم الامتحان والابتلاء.

ب - إن برهان النظام الأصلح يقتضي وجود مراتب في العلم والوجود، والإخبار التفصيلي لكل واحد يقتضي عدم وجود مراتب، ويبطل النظام الأصلح.

جـ - إن الإخبار قد يؤدِّي إلى اختلاط الجزئيات؛ حيث إن الجزئي قد تكون له جهة حسن، وله قبح من جهة أخرى هي العامة، وقد يختلف الجزئي الواحد في تقديم جهة على جهة عن جزئي آخر، فلا تنضبط القضايا بضابط معين، بخلاف ما لو جعل ضابط يكون غالب المطابقة للواقع، فإنه ينظِّم حالة الإنسان بنحو أفضل. فالاعتبار أحد أمثلته: القانون الوضعي؛ حيث يراد من وضعه أن يكون كشفه غالبيا.

د - إن وساطة الاعتبارين الحقيقين هي وساطة إثباتية؛ باعتبار كشفه عن الواقع، ولا يتبعه الإنسان لأنه اعتبار، بل لأنه كاشف عن الواقع؛ وما ذلك إلاّ لأن الإنسان لا ينطلق إلاّ من الحقائق.

وما ذكره من أن أول اعتبار هو الأكل ونحوه، محلُّ إشكال؛ إذ لا داعي فيه إلى الاعتبار؛ حيث إن الأكل يُعتبر مكمِّلاً للبدن، ويَشعر الإنسان

٨٤

بحاجته ويقصد إليه، وهذه حقيقة يتولَّد منها الشوق والإرادة، وهذه الواقعية يدركها العقل - سواء العملي أم النظري - بسهولة، فلا حاجة إلى الاعتبار.

وهنا قد يرد تساؤل حول ما يظهر من التناقض بين قولنا فيما سبق: إن الإرادة تنطلق دوماً من

الحقائق( القضايا الحقيقية)، وبين ما ذكرناه في الأسطر السابقة من انطلاق الفاعل الإرادي من القضايا الاعتبارية.

وحلُّ هذا الإشكال يتمُّ بالتدقيق فيما بيَّناه من الحاجة إلى الاعتبار؛ إذ إنما يَلجأ إليه العقل لجهة كشفه عن جهات الحسن والقبح في الفعل، فهذا الاعتبار يساوق الحقيقة؛ لأنه يكون كاشفاً عن أمر واقعي، وليس بما هو اعتبار محض. ومن هنا لا يتَّبع الفاعل الإرادي أيَّ مُعتبر كان، بل يتحرى المُعتبرَ المطّلع على جهات الحسن والقبح، وخير مثال على ذلك: الاعتبار التشريعي الإلهي. فالإنسان يتَّبعه لأنه صادر من عقل لا محدود ومن المحيط بكل شي‏ء، فهو كاشف عن الواقع والتكوين، وهكذا الاعتبار في القانوني الوضعي؛ لأنه يقتضي صدوره من الكُمّلين في مجتمع بشري ما، فيتَّبعه لهذا الكشف أيضا؛ ومن ثَمّ ذكر أرسطو أنه لا يمكن أن يصدر التقنين إلاّ ممَّن يكون إنساناً إلهيَّا.

أمّا ما ذكر من الإثارة، وهي التغيُّر في التشريع وعدم الثبات، فيمكن الجواب عنه بما يلي:

١ - إن الحسن والقبح واقعيان، فأحكام العقل العملي ليست متغيِّرة، وقد برهنا على ذلك.

٢ - إن الاعتبار ليس أمراً اعتباطياً يقوم به كل واحد، بل لأجل الكشف عن الواقع، فيجب أن يتولاَّه مَن تكون له تلك القدرة؛ وآية ذلك أن المقنِّن الوضعي لا يُوكل كلَّ مَن هب ودبّ، بل يتخيَّر من أفراد المجتمع فئة خاصة تمتلك الخبرة والتجربة.

٣ - هناك نظريتان مشهورتان؛ أحدهما: المسمَّاة بنظرية التضاد أو الديالكتيكية.

٨٥

والأخرى: نظرية العقل التجريدي.

الأولى؛ تفترض عدم الثبات والتغيُّر الدائم. أمَّا الثانية، فتفترض الثبات ولو بنحو الموجبة الجزئية. وقد أُثري البحث فيهما بنحو تام وكامل، وثبت خطأ الأولى؛ لأنهم لابدّ أن يفترضوا ثوابت حتّى في نفس نظريتهم، فيكون نقضاً عليهم. إذن؛ لابدَّ من الاستناد إلى ثوابت، وإذا افترض أن كل شي‏ء في تغيُّر وغير ثابت، فما هو الهدف من البحث والاكتشافات؟ فإن كان للإثبات، فالسعي من أجل اكتشاف المجهول لن يصل إلى حد وغاية؛ حيث لا واقع ثابت.

٤ - إنَّا نسلِّم بوجودِ ثابتٍ وبوجود متغيِّر، لكن المشكلة في تحديد ضابط كلٍّ منهما. فمنطقة الثبات - كما أشرنا إليها سابقا - هي منطقة الكلِّيات العالية - كحسن العدل وقبح الظلم - والكلِّيات المتوسطة القريبة من العالية كالأخلاق الفاضلة المنبعِثة عن المَلَكات الفاضلة. أمَّا ما دونها؛ وهي منطقة الاعتبار، فهي تحتاج إلى ضوابط لمعرفة المتغيِّر والثابت.

ونستطيع أن نستفيد من القانون الوضعي وتقسيمه لتقريب فكرة الثابت والمتغيِّر في الاعتبار، بعد ثبوت أن لغة القانون والاعتبار واحدة. فإن القانون الوضعي على ثلاثة أقسام: الدستور / التشريعات البرلمانية / التشريعات الوزارية. فالقسم الأول غير قابل للتغيُّر عادة (١) ، والقسم الثاني أقلُّ ثباتا. أما الثالث، فهو دائم التغيُّر، وهكذا في الاعتبار؛ فنجد بعض الاعتبارات غير قابلة للتغيير، والبعض الأخر يحصل فيه التغيير والتبديل.

لكن ما هي ضابطة الأمور والاعتبارات المتغيِّرة؟

لقد ذُكر هنا ضوابط متعدِّدة، نذكر منها:

____________________

(١) والدستور ينطلق في وضعه من أهداف وأغراض ثابتة بحسب رشد مقنِّني الأمة كهدف الاستقلال والحرية والعدالة.

٨٦

١ - ذكر الميرزا النائيني أن ما هو قابل للتغيُّر هو الأحكام السياسية. أمَّا بقيَّة التشريعات، فثابتة. وتوضيح المقصود من الأحكام السياسية كالتالي:

إن التسيُّس هو التدبير وكيفية جعل الجزئيات متطابقة مع الكلِّيات الفوقانية؛ حيث إن الأمر الكلي الذي يُكتشف بقوة العقل يتنزَّل حتّى يصل إلى هذا الجزئي الحقيقي، فابتداءً هذا الجزئي لا يكون مندرجاً تحت قانون معيَّن، ولا محدود بميزان مخصوص، وإنما يختلف باختلاف الأعصار والأمصار، ويتغيَّر بتغيُّر المصالح والمقتضيات، وبالتالي يجب أن تكون هناك قوة خاصة لدى الإنسان تُرجِع هذه الجزئيات إلى كلِّياتها حسب جهات الحسن والقبح، وهذا يكون بقوة الفطنة. وهذه الجزئيات هي منطقة البرهان العياني؛ فالفطنة لا تتدخَّل في الجزئي الخارجي بقدر ما تُشخِّص إنه تحت أي كلي؟ وكيف يتنزَّل هذا الكلي في مدارج النفس إلى العمل الجزئي؟

٢ - من الأمور التي تؤدِّي إلى تغيُّر الأحكام، هو تبدُّل الموضوع الجزئي.

٣ - وجود التزاحم والورود بالعناوين الثانوية كالعسر والحرج والضرر على صعيد الأحكام الاجتماعية والأمور العامة، ولكن ليُلْتفت إلى أن الحكم الثانوي لا يكون إلاّ مؤقَّتاً دائما، ولا ينقلب إلى الدوام؛ لأنه خروج عن مقتضاه.

٤ - الاختلاف في الإحراز ومدى رعاية الضوابط الموضوعة، سواء في فهم القانون الإلهي أم القانون الوضعي، فكم نجد من فقهاء القانون يختلفون في تفسير القواعد القانونية، وهكذا في فقهاء الشريعة؛ حيث يختلفون في تفسير وفهم بعض النصوص الإلهية.

وهذا الاختلاف لا يتناول الكلِّيات الفوقانية؛ وذلك لأنها ثابتة وغير متغيِّرة، والأمور الثابتة أكثر وضوحا، والخفاء فيها يقل، بل يندر، والخفاء يظهر في الجزئيات والمتوسطات التي هي ذات درجات كثيرة وعرض عريض؛ حيث تتداخل

٨٧

الجزئيات مع بعضها البعض، فيكون عنصر الغموض.

وتتفق هذه الأسباب الثلاث على أن مورد الاختلاف والتغيُّر هو في الجزئيات، ومن هنا تنشأ الحاجة إلى فهم الضوابط التي تمنع الإنسان من الوقوع في الاشتباه عند تمييز الجزئيات، وهذه الضوابط تقع في مباحث أصول الفقه.

و يتلخَّص من كل ما مر:

١ - إن الأساس للأحكام الشرعية هو الحسن والقبح العقليين، وهما برهانيان، وهذا يعني أن لا تبدل فيهما ولا تغيُّر.

٢ - إن منشأ الحاجة للاعتبار هو محدودية العقل البشري، فتظهر عناية ولطف واجب الوجود بأن يبيِّن لهم تشريعات ثابتة في تلك المنطقة التي لا يدركها العقل المحدود.

٣ - إن جهات التغيُّر والتبدُّل في الاعتبار هي غالباً في منطقة الجزئيات.

٨٨

التنبيه الرابع:

في تبعية الولاية التشريعية للولاية التكوينية

المقصود من هذا البحث بيان أن مَن له صلاحية التشريع وسنِّ القوانين يجب أن يكون له مقام

تكويني خاص. فبعد اتفاق جميع الموحِّدين أن المشرّع الأول والمحيط بالواقع وحقائق الوجود هو اللَّه عزَّ وجل، يرد التساؤل والبحث: هل أُعطيت صلاحية مقدار من التشريع للبشر؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فأي بشر هو الذي يمكنه سنُّ القوانين؟

للإجابة عن هذا التساؤل يوجد مسلكان:

المسلك الأول: النقل والاستدلال بالآيات القرآنية والروايات الشريفة الدالة على هذه التبعية؛ من نحو قوله تعالى: ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (١) ، ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسليماً ) (٢) ، ( لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (٣) .

ومن أمثلة الروايات: ما ورد أن الصلاة الرباعية كانت ثنائية، فأوكِل التشريع للرسول فجعلها رباعية، وغيرها من الروايات.

المسلك الثاني: العقل. وهذا هو المقصود بالبحث هنا، فيمكن إقامة وجوه ثلاثة لإثبات تلك التبعية:

____________________

(١) الحشر ٥٩: ٧.

(٢) النساء ٤: ٦٥.

(٣) الأحزاب ٣٣: ٢١.

٨٩

الوجه الأول:

وهو ما ذكرناه سابقاً في التنبيه الثاني من وجه الحاجة إلى الاعتبار؛ حيث بينَّا:

أ - الحاجة إلى التشريع والقانون لتنظيم الاجتماع ولمسيرة الإنسان في هذه الحياة.

ب - إن العقل البشري لمحدوديته لا يستطيع التوصل إلى الواقع، ولا يحيط بجهات الحسن والقبح والموازنة بينها.

ح - يحتاج العقل المحدود إلى مَن يسنُّ له تلك القوانين، فتتم صياغة الحقائق عن طريق قضايا اعتبارية قانونية.

وحتّى لا تكون هذه الصياغات جهلاً، يجب أن تكون مطابقة للواقع، فيجب أن يتصف مَن يسنُّ تلك التشريعات أن يكون له علم متصل ومرتبط بالذات المقدَّسة، وإلاّ لأصاب التشريع والتقنين التغيير والتبديل كما نراه في التشريعات الوضعية الحديثة على مرّ الزمان.

د - إن من رحمة اللَّه بعباده ورأفته بهم أن يوصل العباد إلى كمالاتهم ويُبعدهم عن نقائصهم، فطِبقاً لذلك، ولِمَا ذكره المتكلِّمون بقاعدة اللطف أو ما ذكره الفلاسفة بقاعدة العناية الإلهية، يجعل الباري تعالى في بني الإنسان مَن له ذلك الاتصال الغيبي وتلك المنزلة الرفيعة.

وبذلك يثبت أنَّ مَن تكون له الولاية التشريعية وصلاحية سنِّ القوانين، له أيضاً ولاية تكوينية واتصال غيبي بالذات المقدَّسة.

الوجه الثاني:

ويعتمد على:

١ - ملاحظة الجهاز الإدراكي للإنسان وتفصيل قواه العقلية وكيفية توصُّـله للنتائج. وقد ذكر الفلاسفة أن هناك جهازين يحكمان إدراكات الإنسان؛

أحدهما: الجهاز القلبي؛ وهو يُعني بالعلم الحضوري. ومراتبه أربع: قلب، وسر، وخفي، وأخفى.

٩٠

وثانيهما: الجهاز العقلي الذي يحكم إدراكاته الحصولية. ومراتبه هي: العقل النظري، والعقل العملي، وقوة الفطنة والرؤية، والقوة النازلة الإدراكية كقوة الوهم والخيال والحس، والقوى العملية النازلة كقوى الغضبية والشهوية.

وهذه القوى النازلة تكون منصاعة إلى قوة العقل العملي بحسب الفطرة الإلهية الأصلية، وهو يمارس هيمنته وتوجيهه لها.

٢ - ذكرنا في التنبيه الأول ما يميِّز العقل العملي عن النظري؛ فالإدراك لأيِّ قضية يمرُّ عَبر أفعال ثلاثة:

أحدها: الفحص والبحث في الفكر.

الثاني: إدراك النتيجة المتولِّدة من المقدمات.

الثالث: الإذعان بتلك النتيجة والتسليم بها.

وقد أشار صدر المتألهين في رسالته في التصوير والتصديق وتبعه جلُّ المتأخرين: أن النتيجة والحكم في القضية لا يعتبر جزءاً للقضية. فالتصور؛ وهو الصورة الحاصلة لدى الذهن، تارة تكون مؤدِّية ومؤثِّرة في حصول الحكم، فتكون تصديقا، وتارة لا تكون مؤثِّرة، فتسمّى تصورا. وهاتان المقدمتان هما من إدراك العقل النظري؛ فهو يدرك النتيجة المتولِّدة من المقدمات، لكن هذا غير الإذعان والحكم الذي هو من أفعال العقل العملي. ويفسر العلاّمة الطباطبائي الحكم بأنه (١) : قيام النفس بدمج صورة الموضوع مع صورة المحمول في صورة واحدة.

وقد تقدَّم منَّا الإشارة إلى أن المراد من وجوب المعرفة هو الفعل الثالث، ومن هنا قلنا بإمكانية كونه واجباً شرعياً.

٣ - كثير من المفكِّرين يتوهَّمون بأن العلاقة والارتباط بين المقدِّمات (الصغرى والكبرى) والنتيجة، والعلاقة بين النتيجة والحكم والإذعان، هي علاقة العلية والمعلولية؛ بمعنى استحالة تخلُّف النتيجة عن مقدِّماتها واستحالة تخلُّف الإذعان عن النتيجة، لكن الحق أن الفلاسفة اثبتوا خلاف ذلك. فقد ذكر السبزواري في منظومته في بحث القياس أن الرابطة ليست هي رابطة العلة والمعلول، بل المقدمات

____________________

(١) نهاية الحكمة، ص ٢٥٢.

٩١

إعدادية فقط. والمتكلِّمون ذكروا بأن سنَّة اللَّه جلَّ وعلا قد جرت على أنه إذا أُدركت تلك المقدمات، فإنها تكون مُعِدَّة لإفاضة النتيجة على الإنسان، وهذه الإفاضة من العقول العالية على العقل البشري النازل.

والذي أوقع البعض في هذا الوهم، هو عدم التخلّف، وغفلوا عن أن هذا لا ينحصر بالعلية. وقد ذكر الحق سبحانه في مثال الفلاح الذي يقوم بعملية الزرع؛ حيث نصَّ سبحانه على أن وظيفته ليست إفاضة وجود الشجرة على البذرة، بل يقوم الفلاح بالإعداد عن طريق تهيئة التربة ووضع البذرة وريّها. أمّا المُفيض لوجود هذا النبات فهو الحق سبحانه: ( ءَأَنتُمْ تَزرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) . وقد أثبت الفلاسفة أن الجسم لا يمكن أن يُفيض صورة جسمية أخرى. وهكذا الارتباط بين النتيجة والحكم والإذعان؛ فالوظيفة التي يقوم بها العقل العملي هي الإذعان بالنتيجة، فهذا هو الحالة الطبيعية، وهي بذلك تكون مُعِدَّة لحصول ذلك الإذعان وليست علة.

٤ - إن ما ذكرناه سابقاً في تسلسل عملية الإدراك في الجهاز الوجودي للإنسان هي الحالة الطبيعية والتي بمقتضاها ينصاع الأسفل إلى الأعلى، وتمارس القوى العُليا هيمنتها على القوى النازلة، وتنساب عملية الفكر والإدراك في هذه المراحل المتسلسلة، لكن هذا التسلسل لعملية الإدراك يواجه عوائق وموانع تمنع عن حصول الإدراك الصحيح، وتمنع من خروج التصرف الصحيح طبقاً للإدراك الصحيح، وتؤدِّي هذه العوائق إلى قلب عملية التفكير؛ حيث تُسيطر القوى النازلة على القوى العالية وتتحكَّم بإدراكاتها؛ بمعنى أن ما ندركه، هو ما يحقِّق كمالات تلك القوى، فيندفع الإنسان حينئذ إلى تحقيق شهواته وإشباع رغباته الفتَّاكة.

ومن هذه الأمراض (١) :

مرض الجُربزة؛ وهي مقابل للبلادة؛ وهي البطء الشديد في إدراك النتائج بعد

____________________

(١) لاحظ: ملاّ صدرا، الأسفار، ج٨.

٩٢

إدراك المقدمات.

العناد: وهو عدم انسياق العقل العملي لمدركات العقل النظري مع العلم بصحتها.

... الوسوسة، الاضطراب.

فهذه الأمراض هي التي تمنع من حصول إذعان النفس بمدركات العقل النظري، وهذه الأمراض هي التي تصيب قوى الإنسان في إدراكاته الحصولية. وهناك أمراض تصيب درجات إداركه الحضورية؛ حيث تمنعه من الترقِّي الوجودي، وتمنعه من الوصول إلى/ بل ومن الاتصال بـ الصقع الربوبي، فيبتعد أكثر عن ساحة الحق ويصير بينه وبين الحقائق حاجباً وساتراً لا يزول إلاّ بالتقوى والعمل الصالح ولقد قال عزَّ من قائل: ( اتَّقُوا اللَّهَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ) (١) .

ومن هذه المقدمات الأربع ننتقل إلى ما نريد التوصُّل إليه؛ وهو إنه مع وجود هذه المراحل في إدراك الإنسان، ووجود مثل تلك الموانع والعوائق التي تؤثِّر في صدور القرار الصحيح والفعل النافع، كيف يمكن تقليده صلاحية التقنين والتشريع؟ إذن؛ فإن من الواجب أن يمتلك زمام التشريع والتقنين مَن يكون جهازه الإدراكي في مأمن من تلك العوائق والموانع، ويكون محلّاً لإفاضة العلوم عليها من العوالم العلوية وتنزُّلها، في مأمن من تشويش ومشاغبة قوى النفس الدنيا؛ هذا إذا أرادنا تشريعاً يكون مظهراً للحقائق الواقعية، مطابقاً وصحيحا.

وهذا الإنسان الذي يمتلك تلك القابلية، هو الذي يكون مظهراً للرضا الإلهي وللغضب الإلهي وللعزائم الإلهية؛ وذلك لا يكون ألاّ بأن تتساوى كلُّ حركاته وسكناته بلحاظ التأثُّر بالعوالم العلوية. ومَن لا يمتلك تلك المكانة والقابلية لن يكون تشريعه سالماً وصحيحا؛ ومن هنا قلنا: إن الولاية التشريعية تابعة للمقام التكويني الخاص.

والمقام الأكمل الذي يصل إليه المشرِّع والمُسِن للقوانين هو مقام العصمة، وهي كما لا يخفى على درجات؛ فبعضهم أصحاب شرائع، وبعضهم أولوا عزم،

____________________

(١) البقرة: ٢٨٢.

٩٣

وبعضهم شرائعهم دائمة وأبدية، وهكذا تختلف درجاتهم العصموية باختلاف درجات قربهم من الصقع الربوبي، وتتنزَّل درجات العصمة حتّى تصل إلى العصمة في الإنسان العادي وتتمثَّل في حدود البديهيات الموجودة في العقل البشري؛ حيث إن عدم وجودها يؤدي إلى نوع من الاضطراب والخلل؛ حيث لا يوجد حينئذ ما يتَّكئ عليها الفكر البشري.

الوجه الثالث:

ذكرنا فيما سبق أن الإنسان يُركِّز ويستند في علومه إلى نوع محدود من العصمة؛ وذلك من خلال البديهيات الموجودة في العقل البشري والتي ينتهي إليها في كل قضية، وبدونها يحل الاضطراب في الفكر البشري، كما أشرنا فيما سبق إلى أن مدركات العقل العملي والنظري هي الكلِّيات الفوقانية، وأن العقل البشري - وبسبب محدوديَّـته - احتاج إلى التقنين والاعتبار لضبط الجزئيات الخارجية، وأن التفكير البشري يمرُّ في تنزُّل العلوم الكلية إلى الجزئيات بمراحل متعدِّدة، ويستعين بجملة من البراهين يُحرز من خلالها التفكير الصحيح؛ وهما: البرهان النظري؛ ورأس ماله العلوم البديهية. و البرهان العياني الذي يتَّصل بالجزئيات، وأنه يضمن اختيار الفعل الأصلح عن طريق قوَّة الفطنة والتروِّي التي تستلم من العقل العملي والبرهان النظري النتائج الصادقة الحقيقية. وتستخدم قوة الفطنة القوى الإدراكية الجزئية والقوى العمَّالة السفلية؛ حيث الغضب الرافع للموانع والشهوة المولِّدة للشوق، وبهذا الشكل يصدر الفعل الجزئي صحيحاً غير خاطئ.

٩٤

التنبيه الخامس:

العلاقة بين العقل العملي والعقل النظري

نلاحظ بعض الظواهر التي يتَّحد فيها حكم العقلين وإن اختلف طريقهما؛ من أمثلة ذلك: قاعدة اللطف الكلامية المعروفة، ومدركها العقل العملي، وقاعدة العناية الفلسفية، ومدركها العقل النظري، وهما قاعدتان ينتجان نتائج متشابهة بنحو كبير.

وهكذا في بحث العقوبة الأخروية؛ بمقتضى المعاد الجسماني وكون القبح والحسن عقليين، فإن العقل العملي يحكم بالعقوبة الأخروية؛ حيث إن مدح اللَّه ثوابُه وذمَّه عقابُه، أو أن مدح الفعل بالكمال المنتهي إليه وذمِّ الفعل بالنقص، والعقل النظري يحكم بالعقوبة الأخروية بتوسُّط نظرية تجسُّم الأعمال. وهكذا سوف نجد موازاة بين قواعد أخرى يحكم بها العقلان، فهذا الارتباط بينهما ليس ارتباطاً عفوياً وصدفة؛ وإنما له منشأ تكويني.

بيان ذلك : أن ضابطة مدركات العقل العملي هو ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله، وما ينبغي فعله هو الحب التكويني الفطري والانجذاب نحو الكمال؛ فلذا هو يطلبه طلباً تكوينياً ويبتغيه كغاية، وما لا ينبغي فعله هو خلافه؛ أي ما تنفر منه تكوينا.

والكمال هو الخير والوجود، والنقص هو الشر والعدم، وضابطة مدركات العقل النظري هي الوجود ونفي الوجود، فمباحث الحكمة النظرية مرتبطة بالكمال والوجود، ومباحثه تؤثِّر في العقل العملي الذي ينجذب تكويناً نحو الكمال الذي

٩٥

يحكم به العقل النظري، وقد ذكرنا فيما سبق أن محمولات العقل العملي هي الحسن والقبح بمعنى المدح والذم، والمدح هو الحكاية عمَّا يختزنه الفعل من الكمال، والذم هو الحكاية عمّا يكنزه من النقص.

وهكذا نلاحظ الارتباط الحاصل بين العقلين والاندماج بين مدركاتهما؛ بحيث يفتح باباً جديداً في الاستدلال الحِكمي البرهاني والمعرفة العقلية. ويمكن استخدام الأدلة الكلامية في المباحث الفلسفية؛ حيث تكون كاشفاً كشفاً إنيَّا، وكذلك العكس واستخدام الأدلة الفلسفية في المباحث الكلامية.

٩٦

المبحث الرابع:

حُجِّـيَّة المعارف القلبية

والبحث فيها من جهات:

الجهة الأولى:

في بيان المراد من المعارف القلبية.

إن الحديث عن المعارف القلبية مُتشعِّب وطويل، وسوف نتناول منه ما يهمُّنا في بحثنا و المقدار الذي يكون فيه حجة متميِّزة عن غير الحجة.

يتَّفق الفلاسفة على أن هناك نحوين من الإدراكات التي يتوصل بها الإنسان لمعرفة الحقائق؛

الأول: الإدراكات العقلية.

والثاني: الإدراكات القلبية.

وضابطة التفصيل بينهما يعتمد على كيفية الإدراك؛ فالأول يتمُّ عن طريق الصور الحصولية للأشياء، والثاني يتمُّ عن طريق الإدراكات الحضورية؛ وهو الارتباط بالشي‏ء ارتباطاً ما.

توضيح ذلك: أن الإدراكات العقلية تعتمد على الصور، ويختلف مدى ارتباط هذه الصور بالمادة حسب المراتب:

فالصورة الحسية وإن كانت مجرَّدة عن الخارج، إلاّ أن لها ثلاثة تعلُّقات:

١ - من جهة الأبعاد؛ الطول والعرض والعمق.

٢ - من جهة المشخِّصات والألوان.

٣ - لابدَّ من محاذات وجود خارجي محسوس.

فالصورة الحسية تنطوي على تجرُّد عن نفس المادة، ولها ثلاث تعلُّقات من لوازم المادة.

٩٧

أمَّا الصورة الخيالية، ففيها شي‏ء من اللطافة؛ إذ يضاف إليها تجرُّد عن المحاذات لشي‏ء محسوس، لكن مع تعلُّق من جهة الأبعاد ومن جهة العوارض المشخِّصة.

أمَّا الصورة الوهمية، فيضاف إليها تجرُّد عن الأبعاد الثلاثة وعن العوارض، لكن يبقى لها تعلُّق؛ باعتبار وجوب إضافتها إلى الجزئي الحقيقي كحبِّ زيد وبغض عمرو... وهكذا.

وأمَّا في العقل العملي والنظري، ففيه تجرُّدات تامة، لكن يبقى له تعلُّق بالصور.

والنفس في إدراكها لهذه الصور المختلفة، لها إياب وذهاب وخلط وترتيب وربط بين هذه الصور المختلفة؛ فقد تغرب عن الصور الحسية؛ أي الوهمية أو الخيالية، وتحمل المعنى الوهمي على المعنى الحسي... وهكذا؛ وهذا ما يسمّى في الاصطلاح: أن النفس لها حركة تجرُّد وتعلُّق.

أمّا المعارف القلبية، فهي أشدُّ تجرُّدا؛ حيث لا تتعلَّق بالصور كما في الإدراكات العقلية، بل هو الارتباط بالشي‏ء بنحو ما.

وللنفس أيضاً إياب وذهاب في مراتب المعارف القلبية الأربع وهي:

١ - القلب: وهو الارتباط بحقائق الأشياء من دون توسُّط الصور المادية، نعم، يُدرك في هذه المرحلة الصور العينية البرزخية كما في سماع أنين الموتى من الصالحين، وكذلك تشمل إدراكات عالم المثال، و يقال حينئذ: إنها تدرك صور الجوهر المثالي.

٢ - السر: وهي الإدراكات التي فوق عالم البرزخ والمثال، فهي أكثر سعة من مرتبة القلب، وأكثر إحاطة وجودية.

٣ و٤ - الخفي والأخفى وهما المرتبتان المتعلِّقتان بالأنوار الربوبية وإدراك الأسماء الإلهية.

إذا اتضح ذلك، نقول:

١ - إنه كما أن الإدراكات العقلية موجودة في كل إنسان، لكن قد لا يستطيع

٩٨

البعض استخدامها ويعجز عن الوصول حتّى إلى القوة الوهمية، بل تظل نفسه محبوسة بين الحس والخيال، فهكذا المراتب القلبية؛ فهي مراتب شأنية يستطيع كل إنسان أن ينالها، لكن تحتاج إلى قوة إيمانية وكمالات عالية حتّى يكون للنفس سبح في هذه المراتب، ولا ينالها إلاّ ذو حظٍ عظيم، والإنسان بعمله ومناعة نفسه يرتقي إلى هذه المراتب.

٢ - إن التمييز بين المراتب القلبية الأربعة هو التمييز في الحدود الوجودية.

٣ - إن مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام تبنَّت الرؤية القلبية للذات المقدسة، لا الرؤية الحصولية الوهمية، ولا الخيالية، ولا الحسية. وأمَّا الرؤية العقلية بتوسط المعاني المجردة، فقد أثبتتها العديد من الروايات الواردة عنهم، المتضمِّنة للتنبيه على لزوم الوحدة والبساطة في المعاني والصفات وعدم تطرُّق التركيب العقلي التحليلي فيها، وأنه الفارق في التوصيف العقلي للذات الواجبة عن الممكنات؛ وهو متطابق مع ما قام عليه البرهان الحكمي.

وفي بعض الروايات (١) أنه لو أحيل الإدراك بالمعاني ‏العقلية، لكانت المعرفة أمر لا يطاق عند عامة البشر، كما أن الروايات نبَّهت على أن المعبود هو المحكي بالمعاني العقلية وهو المسمَّى، لا نفس المعاني العقلية وهي الاسم. فالذات المقدَّسة لا تُقتنَص بحسٍ ولا بوهمٍ ولا بخيال؛ لعدم الحدود والمقدار فيه، فكيف يمكن اقتناصها بتلك القوى وإثبات الرؤية الحسية لها؟! نعم، الإدراكات العقلية هي الحالة الوسط بين الإدراكات الصورية النازلة وبين الإدراكات القلبية؛ ولذا فهي بوابة على الغيب، لكنَّها تبقى معانٍ حاكية، وليست هي نفس المحكي؛ أي ليست هي نفس الواقع. وهذه الإدراكات العقلية بهذا المقدار، والحاكية عن أقصى غيب

____________________

(١) أصول الكافي، ج١، ص٨٣، ح٦.

٩٩

الغيوب؛ وهو الباري جلَّ وعلا، هو المقدار المكلَّف به الناس؛ أي العبادة عبر إدراكاتهم العقلية.

٤ - فوائد المعارف القلبية:

أ - إن الإنسان لم يخلق للخلود في هذا العالم، بل هو مخلوق لعوالم أخرى، فهو يعيش منذ ولادته عالمَه البرزخي؛ بمعنى إنه يَصنع بأعماله وعقائده عالمَه البرزخي، وعندما يتكامل ويبلغ ويرشد يصنع حياته الأخروية التي هي بعد الحياة البرزخية في عين عيشه حالياً للحياة الدنيوية، والمراتب القلبية تجعله مشرفاً على تلكم العوالم.

وقد يظنُّ البعض أن هذا نوع من الخيال وتسطير الكلمات، فما الحاجة إلى الإشراف على هذه العوالم وهو لم يعشها؛ بمعنى لم يحن ظرفها الزماني، فنقول:

خير مثال على ذلك؛ الطفل الذي يعيش في بطن أمِّه، يكون له أذن وأنف وفم ولسان وشفتين... وكل شي‏ء، فَلِمَ كل هذه الأجهزة؟ هل هي حتّى يستعين بها في حياته داخل رحم أمه؟ بالطبع لا، من الواضح أن هذه الأجهزة لأجل أن يعيش بها في عالم آخر غير عالم الرحم؛ وهو عالم الدنيا. وهكذا الإنسان في مراحله القلبية؛ فالإنسان لا يحتاج إليها في إدارة شؤون عالم الدنيا، إلاّ إنه محتاج لها في عالم الآخرة.

ب - إن المراتب القلبية هي السبيل لمعرفة الغيب، فكلٌّ يستطيع إدراك الغيب وكلٌّ يعيش الغيب ولو مرتبة ضامرة.

جـ - الفائدة الجليلة والعظيمة في الإدراكات القلبية، هي رؤية أشرف مرئي وهو: نور واجب الوجود.

٥ - إن الإنسان إذا أدرك - بلحاظ المراتب القلبية - حقيقة من الحقائق وأرادها أن تنزل إلى الإدراك العقلي النظري، فلابدَّ أن تتنزَّل بمعناها لا بوجودها وحقيقتها؛ فالارتباط بين المراتب القلبية والعقل النظري هي بوحدة المعنى وبوحدة المفهوم،

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قال: قوله تعالى:( في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) وبالإسناد عن جابر بن عبد الله الأنصاريرضي‌الله‌عنه قال: كنّا عند رسول الله ص فتذاكر أصحابه الجنّة فقال صلى الله عليه وآله:[إنّ أوّل أهل الجنّة دخولا ((الجنّة)) بعد الأنبياء عليّ بن أبي طالب عليه السّلام] وفي الحديث، أنّه صلى الله عليه وآله قال:[لله تعالى لواء من نور وعمود من ياقوت، مكتوب على ذلك النور ((لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ خير البريّة)) وصاحب اللواء وإمام القيامة - وضرب بيده عليّ بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهه. فَسّر بذلك عليّ وقال:الحمد لله الذي شرّفنا بك فقال صلى الله عليه وآله: أبشر يا عليُّ، فإنّه ما من عبد يحبّك وينتحل مودّتك، إلّا بعثه الله تعالى يوم القيامة معي في ( في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) ].

١٤١

سورة الرحمن

( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ َيخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) (١)

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٣ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ٩٢٧ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد محمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، حدّثنا الحسين بن علي، حدّثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن جبلة، عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن جويبر عن الضحّاك في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) النبي صلى الله عليه وآله( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٤ ط ٣ في الحديث ٩٢٨ بروايته عن سلمان الفارسي،قال: أخبرناه أبو القاسم يوسف بن محمد البلخي - قدم علينا - وأبو عبد الرحمان محمد بن أحمد القاضي -بريوند -قالا: حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي الحسني - إملاء - حدّثنا أحمد بن سعيد بن عبد الرحمان الرجل الصالح،حدّثنا محمد بن أحمد السبيعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، حدّثنا قيس بن الربيع، عن محمد بن رستم، عن زاذان: عن سلمان، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: النبي صلى الله عليه وآله( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام (وذكراه) لفظا واحدا.

روى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ص ٣٣٥ ط٣ في الحديث ٩٢٩، بروايته عن ابن عباس، قال: حدّثنيه أبو عمرو المحتسب، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد المذكر، وأخبرنا أبو بكر علي بن عمر بن أحمد الزاهد - بقراءتي عليه - حدّثنا أبي، قال: حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد المنصوري المعروف بابن التّمار، حدّثنا الحسين بن محمد بن مصعب، حدّثنا جعفر بن أديم النيلي، عن عاصم بن علي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: حبٌّ دائم لا ينقطع ولا ينفد( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين.

____________________

١- سورة الرحمن: الآية ١٩، ٢٠، ٢١.

١٤٢

١- وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٦ ط ٣ في الحديث ٩٣٠ قال: حدّثنيه أبو عمرو (محمد بن عبد الله) الرزجاهي، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي في مسند علي، قال: أخبرني علي بن العباس المقانعى حدّثنا جعفر بن أديم النيلي، حدّثنا عاصم بن علي، قال: حدّثني أبي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: حبٌّ لاينقطع ولا ينفذ أبداً( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٦ ط٣ في الحديث ٩٣١ قال:

أخبرناه أبو سعد السعدي في فوائده، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السري الهمداني ببغداد، حدّثنا محمد بن هبة الله بن المهتدي بالله، حدَّثنا أبو منصور نصر بن عبد الرحمان المصيصي، حدَّثنا عبدالله بن عبد الرحمان البصري، حدَّثنا عمرو بن مرزوق، حدَّثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي عبد الرحمان السلمي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[إذا فقدتم الشمس فأتوا القمر، وإذا فقدتم القمر فأتوا الزهرة، فإذا فقدتم الزهرة فأتوا الفرقدين. قيل: يارسول الله ما الشمس؟ قالأنا ، قيل: ما القمر قالعليٌّ ، قيل: ما الزهرة؟ قال:فاطمة ، قيل: ما الفرقدان؟ قال:الحسن والحسين عليهم‌السلام ] .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٨ ط ٢، في الحديث ٩٣٢ قال: حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، قال: كتب إلينا أحمد بن حمّاد بن سفيان القاضي إجازة، قال: حدثني زيدان. حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، عن الفريابي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباس في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) ودٌّ لا يتباغضان( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

والّذي(ورد) عن أبي مالك عن ابن عبّاس (مثل ما)و(رد)في الباب عن أبي ذرّ وجعفر الصّادق وعليّ الرضا.

روى أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان: ج ٤ / الورق ٢٨٩/ب عند تفسيره للآيات الكريمة، قال: وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري، حدّثنا موسى بن محمد بن علي بن عبدالله قال: قرأ أبي على أبي محمد الحسين بن علوية القطان من كتابه وأنا أسمع، حدّثنا بعض أصحابنا قال: حدّثني رجل من أهل مصر يقال له: (هلسم) حدّثنا أبو حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله سبحانه:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) قال: فاطمة وعليّ عليهما السلام( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان ) قال: الحسن والحسين.

١٤٣

ثمّ قال الثعلبي: وروي هذا القول عن سعيد بن جبير وقال:( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) محمّد صلى الله عليه وآله.

روى الحافظ علي بن محمد الجلابي - المعروف بابن المغازلي في مناقب عليّ: ص ٣٣٩ في الحديث ٣٩٠ قال: أخبرنا أبوغالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي إذناً، أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدّثنا محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا جَدّي، حدثنا يحيى الحمّاني، حدّثنا قيس بن الربيع الأسدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، في قوله عزّ وجل:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال:محمّد صلى الله عليه وآله( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام.

وفي تفسير القمّي في قوله تعالى( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) (١) قال مَنْ على وجه الأرض( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَ‌بِّكَ ) (٢) قال دين ربّك، وقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام [نحن الوجه الذي يؤتى الله منه].

وفي مناقب ابن شهر آشوب قوله:( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) قال الصادق عليه السّلام:[نحن وجه الله] أقول: وفي معنى هاتين الروايتين، فقد تقدّم ما يوجه به تفسير الوجه بالدين وبالإمام.

روى جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٧ ص ٦٩٧ ط دار الفكر، قال: وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة عليهما السلام( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

____________________

١- سورة الرحمن: الآية ٢٦

٢- سورة الرحمن: الآية ٢٧

١٤٤

روى الموفق بن أحمد أبو المؤيّد أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في مقتل الحسين: ج١ ص ١١٣ في الفصل السادس،قال: وأخبرني سيد الحفّاظ أبو منصور شهر دار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان، حدثنا الرئيس أبو الفتح ابن عبد الله الهمداني كتابة حدّثنا الإمام عبد الله بن عبدان حدّثنا أبو عبد الله نافع بن علي، حدّثنا علي بن إبراهيم القطّان، حدّثنا أحمد بن حمّاد الكوفي، حدّثنا محمد بن زيدان الهاشمي، حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمان الموصلي حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان بن سعيد الثوري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباس في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: علي وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: ودٌّ لا يتباغضان( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

روى أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيّد الحموية،(الحموئي) في (فرائد السمطين) في الحديث ٣٦٧ في الباب الثالث من السمط الثاني، قال:

أخبرني أحمد بن إبراهيم الفاروقي، أنبأنا أبو طالب بن عبد السميع الهاشمي أنبأنا شاذان بن جبرئيل أنبأنا محمد بن عبد العزيز أنبأني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي، قال: أنبأنا أبو الفتح (الفتوح "ن.خ") المحسن بن أبي طاهر حامد بن أبي الصباح الماه آبادي، حدّثنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليم حدّثنا أبو الحسن علي بن جعفر الإمام حدّثنا عمر بن علي بن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى البغدادي أخبرنا القاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم،قال: أخبرنا عمرو بن مرزوق، عن شعبة بن الحجّاج عن الأعمش عن أبي عبد الرحمان السلمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[أُطلبوا الشمس، فإذا غابت فاطلبوا القمر فإذا غاب فاطلبوا الزهرة، فإذا غابت فاطلبوا الفرقدين قلنا يارسول الله ومن الشمس؟ قالأنا ، قلنا: ومن القمر قالعليٌّ ، قلنا ومن الزهرة؟ قالفاطمة ، قلنا: ومن الفرقدان؟ قال:الحسن والحسين عليهم‌السلام ].

أورد المولى حيدر علي بن محمد الشيرواني في كتابه، ماروته العامّة في مناقب أهل البيتعليهم‌السلام : ص ٩٨ مطبعة المنشورات الإسلاميّة في الآيات النازلة في فضل الإمام عليّعليه‌السلام والآية السابعة والعشرون قال: قال الثعلبي سندا عن سفيان الثوري في قول الله عزّ وجل:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: علي وفاطمة( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين عليهما السلام.

وروى هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) محمّد صلى الله عليه وآله.

ورواه السيوطي عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله، وعن أنس بن مالك وقال أخرجها ابن مردويه.

١٤٥

روى السيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي في كتابه، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار: ص ١١٥ قال: عن أنس بن مالك، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

روى الحافظ أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بأبي نعيم الأصبهاني فيمانزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : ص ٢٣٦ في الحديث ٦٤ ط ١ قال: أخبرني أبو إسحاق ابن حمزة إجازة قال حدّثنا القاسم خلف قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد، قال حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، عن السدي عن أبي مالك: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، في قوله عزَّ وجل:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال النبي صلى الله عليه وآله:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين عليهما السلام.

روى رشيد الدين ابن شهر آشوب في كتاب مناقب آل أبي طالب: ج ٣ ص ٣١٩ قال: أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس: أنَّ فاطمة (عليها السلام) بكت للجوع والعرى، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إقنعي يا فاطمة بزوجك فو الله إنّه سيّد في الدنيا سيّد في الآخرة وأصلح بينهما، فأنزل الله( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) يقول: أنا الله أرسلت البحرين: عليّ بن أبي طالب بحر العلم، وفاطمة بحر النبوّة،( يَلْتَقِيَانِ ) يتصلان، أنا الله أوقعت الوصلة بينهما. ثمّ قال:( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) مانع رسول الله يمنع علي بن أبى طالب أن يحزن لأجل الدنيا، ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا ) يا معشر الجن والانس( تُكَذِّبَانِ ) بولاية أمير المؤمنين وحبّ فاطمة الزهراء فـ( اللُّؤْلُؤُ ) الحسن( وَالْمَرْ‌جَانُ ) الحسين.

(وروى) القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة عن (الامام) جعفر الصادقعليه‌السلام في قوله (تعالى)( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال:[عليٌّ وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه وفي رواية( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) رسول الله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) الحسن والحسين عليهما السلام].

روى العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٧ ص ١٠٣ ط إسماعيليان، قال:

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس: في قوله:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ و فاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: النبي (صلى الله عليه (وآله) وسلم)( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن و الحسين.

أقول: و رواه أيضا عن ابن مردويه عن أنس بن مالك مثله، و رواه في مجمع البيان، عن سلمان الفارسي و سعيد بن جبير و سفيان الثوري.

١٤٦

أورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٩ -١٠ ص ٢٠١ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال بعد إيراده للأقوال، وحسب الروايات: و قد روي عن سلمان الفارسي و سعيد بن جبير و سفيان الثوري أنَّ البحرين عليٌّ و فاطمة (عليهما السلام) بينهما برزخ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان الحسن و الحسين (عليهما السلام) و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما فإنّ البحر إنّما يسمى بحراً لسعته. ومصادر أخرى أوردت نزول الآية في أهل البيت.

١- العلّامة الشيخ عبد الله بن طلحة الشافعي في مناقبه: ص ٢١٢.

٢- الميبذي اليزدي كمال الدين حسين بن معين الدين في كتابه: شرح ديوان أمير المؤمنين.

٣- العلّامة الأمرتسري في كتابه أرجح المطالب: ص ٧٠ و ٣٠٩ طبعة لاهور.

٤- شهاب الدين محمود الآلوسي في تفسيره، روح المعاني: ج ٢٧ ص ٩٣ طبعة مصر.

٥- البَدخشي ميرزا محمد بن معتمد خان كتابه، مفاتيح النجا في آل العبا: ص ١٣.

٦- الشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم الحسيني القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة: ص ١١٨ وص ٤٠٨ طبعة إسلامبول.

١٤٧

سورة الواقعة

( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) . الواقعة ١٠ - ١١

١- روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤١ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة، في الحديث ٩٣٣ قال: أخبرنا (أحمد بن محمد) أبو بكر التميمي، أخبرنا (عبد الله بن محمد بن محمد) أبو بكر القبّاب، أخبرنا أبو بكر الشيباني، حدّثنا محمد بن عبد الرحيم، حدّثنا ابن عائشة. وحدّثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ من خطّ يده، حدّثنا أحمد بن حمدويه البيهقي حدّثنا (محمد بن عبد الرحيم) أبو يحيى، حدّثنا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي، حدّثنا الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر، عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس، قال: السبّاق ثلاثة: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى، وسبق عليّ إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ).

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٣ ط٣، في الحديث ٩٣٤، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي، حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن فهد، حدّثنا عبد الله بن محمد التستري، حدّثنا سفيان بن عيينة. عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : السُّبّاق أربعة: سبق يوشع إلى موسى، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى، وسبق عليّ إلى محمّد، وسبق إبراهيم؟ ولم يسمَّ الآخر(١) .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٥ في الحديث ٩٣٦ قال: أخبرناه أبو عبد الرحمان أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الصوفي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي البخاري، حدثنا محمد بن علي الحسني، حدثنا عبد الله بن عبيد السكري، حدّثنا (أبو الحسن) محمد بن علي (بن الحسن) الشقيقي، حدّثنا أبو نعيم عن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك عن ابن عباس قال:

____________________

١- قال المحقق بهامش النسخة الثالثة: لعلّه إلى نوح، قال الله تعالى( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَ‌اهِيمَ ) والله أعلم.

١٤٨

سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال:[حدّثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك عليٌّ وشيعته إلى الجنّة].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٦ في الحديث ٩٣٧ قال: أخبرنا أبو سعد ابن علي، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي، حدثنا أبو جعفر الحضرمي، حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا الحكم بن ظهير: عن السدّي، في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال: نزلت في عليٍّ.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٦ - في الحديث ٩٣٨ قال: حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، حدّثنا وصيف الأنطاكي، حدّثنا الفضل بن يوسف القصباني، حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير العامري، حدّثنا أبي، عن السدي، عن أبي مالك الغفاري: عن ابن عباس، في قول الله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال: سابق هذه الأمّة عليُّ بن أبي طالب.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٧ في الحديث ٩٣٩ قال وفي (التفسير) العتيق: حدّثنا إسحاق بن الحسن بن زيد، عن محمد بن إسحاق الهاشمي عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عباس: في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (١) قال: نزلت في عليٍّ "عليه‌السلام ".

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٧ في الحديث ٩٤٠ قال: وحدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي، عن عبد الله بن واقد أبي قتادة الحّراني عن أيوب بن نهيك، عن عطاء بن أبي رباح: عن عبد الله بن عباس، (في قوله تعالى):( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: (سبق) يوشع بن نون إلى موسى، و (سبق) شمعون بن يوحنّا إلى عيسى، و (سبق) عليّ بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

____________________

١- سورة الواقعة: الآيتان ١٠ - ١١.

١٤٩

٢- روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيم في كتاب فضائل الصحابة: الورق ١٥/ب في فضائل عليّعليه‌السلام ، قال حدّثنا محمد بن عبد الرحيم حدّثنا ابن عائشة (أبو عبد الرحمان عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي البصري)، حدّثنا حسين بن حسن الأشقر، عن ابن عيينة،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: السُّباق ثلاثة: سبق يوشع إلى موسىعليه‌السلام وصاحب ياسين إلى عيسىعليه‌السلام وعليّ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

٣- روى محمد بن محمد العكبري في أماليه: ص ٢٩٨ في الحديث ٢٧ من المجلس ٣٥ قال: أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين المنقري قال: حدثنا عمر بن محمد الورّاق قال: أخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدّثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن تسنيم الوراق قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا مقاتل بن سليمان و عن الضحاك بن مزاحم: عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عزّ وجل:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّ‌بُونَ ﴿١١﴾ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) فقال:[قال لي جبرئيل: ذاك عليٌّ وشيعته هم السابقون إلى الجنّة المقرّبون إلى الله تعالى بكرامته لهم].

٤- روى الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي الشافعي في كتابه مناقب عليّعليه‌السلام : ص ٣٢٠ ط٣، في الحديث ٣٦٥ قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منصور، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين، قال: حدّثنا زكريا قال: حدثنا أبو صالح ابن الضحّاك، قال، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق عليّ إلى محمّد.

٥- روى الحافظ سليمان بن أحمد بن أبي أيّوب اللخمي الطبراني في كتابه المعجم الكبير: ج ٣ / الورق ١١٢. وفي ط٢ ج ١١ ص ٧٧ قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. عن ابن عباس قال: السبق ثلاثة، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمّد " صلّى الله عليه "عليُّ بن أبي طالب.

٦- روى الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني في كتابه مناقب عليّ، بسنده عن ابن عباس، قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى بن عمرانعليه‌السلام ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى بن مريم، وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

١٥٠

٧- وأورد الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي - الدمشقي في تفسيره: ج ٤ ص ٢٨٣ قال: وفي طبعة أخرى، ج ٤ - ص ٣٠٤ قال: عن محمد بن هارون الفلاس، عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز عن سفيان بن الضّحاك المدائني، عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباس (في قوله تعالى):( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى وعليّ بن أبي طالب سبق إلى محمّد رسول الله صلى الله علي وسلم.

٨- روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٧ص ٢١٥ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت و ج ٥ ص ٢٧٣ ط مؤسسة التاريخ العربي - بيروت. قال: وعن أبي جعفر عليه السلام قال: السابقون أربعة، ابن آدم المقتول، وسابق في أمّة موسىعليه‌السلام وهو مؤمن آل فرعون، وسابق في أمّة عيسىعليه‌السلام وهو حبيب النجّار، والسابق في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم عليّ بن أبي طالب.

٩- وروى الشيخ عبد الحسين الأميني عليه الرحمة في كتابه الغدير: ج ١ ص ٢٠٦ قال: وجاء في مناشدة أمير المؤمنين الإمام عليّ (ع) أيام عثمان بن عفّان، فروى شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين ابن الحمويه بإسناده في فرائد السمطين، في السمط الأوّل في الباب الثامن والخمسين عن التابعي سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليّاً صلوات الله عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان بن عفّان.... وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم عليّ بن أبي طالب وسعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة والزبير، والمقداد وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين، وابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر.... الخ. فناشدهم عليٌّ، ومن بين مناشدته قال: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت والسابقون الاوّلون من المهاجرين والأنصار والسابقون السابقون أولئك المقرّبون؟ سئل عنها رسول الله فقال:[أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصياهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعليّ بن أبي طالب وصييي أفضل الأوصياء] ثمّ قالوا: أللّهم نعم. أورد الشوكاني محمد ين علي الشوكاني اليماني في تفسيره فتح القدير: ج ٥ ص ١٥١ قال: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأخرج ابن مردويه أيضا في الآية قال:رضي‌الله‌عنه : نزلت في خرقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار الذي (جاء ذكره) في سورة يس وعليّ بن أبي طالب وكل رجل منهم سابق أمّته وعليٌّ أفضلهم سبقاً.

١٥١

١٠ - روى رشيد الدين محمد بن علي بن شهر أشوب المازندراني في كتابه مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٥ ط قم، في عنوان:(المسابقة بالإسلام) - قال: وأمّا الروايات في أنّ عليّاً أوّل الناس إسلاماً فقد صنف فيه كتب (وورد فيه أحاديث كثيرة جدّاً) منها ما رواه السدّي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ، فقال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب (وعن) مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عبّاس (قال): إنّها نزلت في أمير المؤمنين (عليّ) سبق والله كلّ أهل الإيمان.

١١- روى جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٥ ص ٢٦ و ج ٦ ص ١٥٤ قال وبإسناده عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى، وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

١٢- وأورد المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في كتابه ماروته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام : ص ١٠١ ط مطبعة المنشورات الاسلاميّة قال: وروى السيوطي في تفسيره، قال: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: نزلت في حزقيل آل فرعون، وحبيب النجّار وعليّ بن أبي طالب وكلّ رجل منهم سابق أمّته وعليٌّ أفضلهم سبقاً.

١٣- روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام : ص ٢٤٠ ط١ منشورات وزارة الارشاد الإسلامي في الحديث رقم ٦٥ قال حدثنا مسلم بن أحمد بن مسلم الدهّان، قال: حدّثنا (إبراهيم بن الحكم بن) ظهير (العامري) قال: حدثني أبي عن السّدي عن أبي مالك (الغفاري): عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) إلى آخر القصّة قال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٤- نقل عن العلّامة الحلّي في كتاب دلائل الصدق للشخ محمد حسن المظفر الجزء الثاني منه: ص ١٥٦ قال: قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة آية ١٠.روى الجمهور عن ابن عباس قال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٥- روى التابعي الكبير سُلَيم بن قيس الهلالي في كتابه؟، كتاب سليم بن قيس الهلالي: ص ١٩١ ط٢ مطبعة نكارش - مناشدة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في خلافة عثمان في المسجد النبوي في المدينة المنوّرة وممّا قال الإمام عليّعليه‌السلام في مناشدته: وفي المسجد أكثر من مائتي رجل.

[أنشدكم الله أتعلمون أنّ الله عزّ وجل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وإنّي لم يسبقني إلى الله عزّ وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآلهواحد من هذه الأمّة؟ قالوا: أللّهم نعم.

١٥٢

قال:فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِ‌ينَ وَالْأَنصَارِ‌ ) (١) ، ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ، سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم فانا أفضل أنبياء الله ورسله وعليّ بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء] قالوا: أللّهم نعم.

وروى سليم بن قيس، مناشدات أمير المؤمنينعليه‌السلام للمسلمين في صفّين، في كتابه ص٢٩٥ قال: ثمّ صعدعليه‌السلام المنبر في عسكره وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والأنصار، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

____________________

١- سورة التوبة: الآية ١٠٠.

١٥٣

[يا معاشر الناس إنّ مناقبي أكثر من أن تحصى أو تعد، ما أنزل الله في كتابه من ذلك وما قال فيَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي. أتعلمون أنّ الله فضّل في كتابه الناطق السابق إلى الاسلام - في غير آية من كتابه - على المسبوق وأنّه لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمّة؟ قالوا: أللّهم نعم، قال:أنشدكم الله، سئل رسول الله صلى الله عليه وآلهعن قوله ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنزلها الله في الأنبياء وأوصيائهم وأنا أفضل أنبياء الله وأخي ووصيي عليّ بن أبي طالب أفضل الأوصياء؟، فقام نحو من سبعين بدريّاً جلّهم من الأنصار وبقيّتهم من المهاجرين منهم أبو الهيثم بن التيهان وخالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري ومن المهاجرين عمّار بن ياسر وغيره، فقالوا: نشهد أنّا قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك] .

١٦- روى محمد بن العباس بن الماهيار في تفسيره، عند تفسير الآيتين ١٠ - ١١ من سورة الواقعة، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده عن رجاله عن سليم بن قيس عن الحسن بن عليّ عن أبيه عليهما السلام في قوله عزّ وجل:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال:[(إنّي أسبق السابقين إلى الله وإلى رسوله وأقرب المقرّبين إلى الله وإلى رسوله)].

١٧- أورد الشيخ الأمينيرضي‌الله‌عنه في كتابه الغدير: ج ٢ ص ٣٥٤ الطبعة الأولى المميزة - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - شعراً للعبدي ومنه البيت التالي:

الصّادقون النّاطقون

السّابقون إلى الرغائبْ

قال الشيخ الأميني، قوله: السابقون إلى الرغائب إشارةٌ إلى قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) وبأنّها نزلت في عليّعليه‌السلام .

أخرج ابن مروديه عن ابن عبّاس: انَّها نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجّار الذي ذُكر في يس وعليُّ بن أبي طالب وكلّ رجلٍ منهم سابق أُمَّته وعليٌّ أفضلهم.

وفي لفظ ابن أبي حاتم يوشع بن نون بدل حزقيل، وأخرج الديلمي عن عائشة، والطبراني وابن الضحّاك والثعلبي وابن مروديه وابن المغازلي عن ابن عبّاس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:[السَّبق . وفي لفظ:السُبّاق ثلاثة: السابق إلى موسى يوشع بن نون. وصاحب ياسين إلى عيسى. والسابق إلى محمَّد عليُّ بن أبي طالب. وزاد الثعالبي في لفظه: فهم الصدّيقون وعليٌّ أفضلهم..].

ورواه محبُّ الدين الطبري في رياضه: ج ١ ص ١٥٧، والهيثمي في المجمع: ج ٩ ص ١٠٢، والكنجي في الكفاية: ص ٤٦ بلفظ: سُبَّاقُ الأُمم ثلاثةٌ لم يشركوا بالله طرفة عين: عليّ بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون. فهم الصدِّيقون وعليٌّ أفضلهم. ثمّ قال: هذا سندٌ اعتمد عليه الدار قطني واحتجَّ به.

١٥٤

ورواه باللفظ الأوَّل الحافظ السيوطي في الدرِّ المنثور: ج ٦ ص ١٥٤ وابن حجر في الصواعق: ص ٧٤ وسبط ابن الجوزي في التذكرة: ص ١١، قوله:

فَولاهُم فرضٌ من الرَّ

حمان في القرآن واجبْ

١٨- روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٧ ص ١١٨ ط٥ مطبعة إسماعيليان، قال:وفي الدرِّ المنثور أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عليّ بن أبي طالب قال: الهباء المنبثّ رهج الذرّات والهباء المنثور غبار الشمس الّذي تراه في شعاع الكوّة.

وفيه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار الّذي ذكر في يس وعليُّ بن أبي طالب كلُّ رجل منهم سابق أُمّته وعليٌّ أفضلهم سبقاً.

وفي المجمع عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:[السابقون أربعة: ابن آدم المقتول وسابق أُمّة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق أُمّة عيسى وهو حبيب والسّابق في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلموهو عليُّ بن أبي طالب].

أقول: وروي هذا المعنى في روضة الواعظين عن الصادقعليه‌السلام . وفي أمالي الشيخ بإسناده إلى ابن عبّاس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عزّ وجل:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) فقال:[قال لي جبرئيل:ذلك عليٌّ وشيعته، هم السابقون إلى الجنّة المقرّبون من الله بكرامته لهم].

وفي كمال الدين بإسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث: ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون. وفي العيون في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة بإسناده عن عليّعليه‌السلام قال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فيَّ نزلت.

١٩- أخرج الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، في مناقبه: ص ١٨٧، بروايته عن ابن عباس، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) الآية، فقال صلى الله عليه وآله:[قال لي جبرئيل ذلك عليٌّ وشيعته السابقون إلى الجنّة المقرّبون من الله بكرامته لهم].

٢٠ - روى العلّامة الذهبي الشافعي صاحب كتاب ميزان الاعتدال في كتابه تاريخ الاسلام: ج ٢ ص ١٩٣ بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال: وثبت عن ابن عباس أنّه قال: أوّل من أسلم عليٌّ.

٢١- وروى الموفق بن أحمد أبو المؤيد أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه مناقب عليّ بن أبي طالب: ص ٣٢ وص ١٩٥ قال: قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قيل هم الذين صلّوا إلى القبلتين، وقيل السابقون إلى الطاعة وقبل إلى الهجرة، وقيل إلى الاسلام وإجابة الرسول صلى الله عليه وآله وكل ذلك موجود في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.

١٥٥

٢٢- روى محمد بن جرير الطبري في تاريخه: ج ٣ ص ى ٣١٢ بإسناده عن محمد بن المنكدر وربيعة بن أبي عبد الرحمان وأبي حازم المدني والكلبي، قالوا: (عليٌّ أوّل من أسلم).

٢٣ - روى العلّامة الكشفي المير محمد صالح الترمذي الحنفي في مناقبه، الباب الأوّل قال: عن ابن عباس أنّه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم عن هذه الأمّة من هم؟ فقال (صلى الله عليه (وآله) وسلم):[هم عليٌّ وشيعته فانّهم السابقون المقرّبون إلى الله وهم في جنّات النعيم].

٢٤- أخرج السيد شرف الدين الموسوي في كتابه المراجعات: ص ٤٥ المراجعة ١٢ قال: أخرج الديلمي كما في الحديث التاسع والعشرين من الفصل الثاني من الباب التاسع من الصواعق لابن حجر عن عائشة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:[السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمّد عليّ بن أبي طالب]. وأخرجه الموفق بن أحمد والفقيه ابن المغازلي بالإسناد إلى ابن عباس.

٢٥- روى سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص: ص ٢١ الباب الثاني، قال: روى سعيد بن جبير عن ابن عباس (قال) أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم عليٌّ، وفيه نزلت هذه الآية.

قال القاضي أبو حنيفة النعمان بن أحمد التميمي المغربي القاهري في كتابه شرح الأخبار: ص ٢٥٣ مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي: وكان عليٌّعليه‌السلام أوّل من آمن بالله عزّ وجل وتولّى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأوّل من صلّى معه وتزكّى وصام وأوّل من جاهد في سبيل الله وبذل مهجته دون رسول الله صلى الله عليه وآله ولما حَجَّ رسول الله أشركه في هديه فكان بذلك أفضل من حجَّ معه فجمع الله عزّ وجل له السبق إلى كلّ فضيلة، إبانة له بالفضل عمّن سواه، وأنّه أقرب الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله تبارك اسمه في كتابه تبارك اسمه:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فكان عليٌّعليه‌السلام أسبق الخلق إلى كل فضيلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولما يؤثر من سبقه إلى الجهاد وعنائه فيه وأنّه أوفر الأمّة حظّاً منه بما أبان الله عزّ وجل به فضله على سائر الأمّة لقوله عزّ وجل:( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (١) .

____________________

١- سورة النساء: الآية ٩٥.

١٥٦

( ثُلَّةٌ مِّنَ الأوّلين وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) الواقعة ١٣ - ١٤

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٨ ط٣ ط مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة، في الحديث ٩٤١ قال: أخبرنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه،أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن النخّاس - ببغداد، حدّثنا علي بن العباس بن الوليد، حدّثنا جعفر محمد بن الحسين الرمّاني، حدّثنا حسن بن حسين الأنصاري، حدّثنا محمد بن فرات قال: سمعت جعفر بن محمّد وسأله رجل عن هذه الآية:( ثُلَّةٌ مِّنَ الأوّلين وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) قال:[الثلّة من الأوّلين ابن آدم المقتول، ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين ( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) : عليّ بن أبي طالب] (و) رواه السبيعي عن علي بن العباس في تفسيره وله طرق عن جعفر.

والحديث ٩٤٢ من شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٨ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال حّدثني محمد بن زكريا حدثنا شعيب بن واقد حدثنا محمد بن سهل: عن جعفر بن محمد في قوله تعالى:( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ) قال:[ابن آدم الّذي قتله أخوه ( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) عليّ بن أبي طالب].

روى الحسكاني في الشواهد: ج ٢ ص ٣٤٩ في الحديث ٩٤٣ قال فرات، قال: حدّثني الحسين بن سعيد، حدّثنا عباد حدّثنا محمد بن فرات:

عن جعفر بن محمّد وسألته عن قول الله:( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ) قال:[ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وحبيب صاحب ياسين ( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) : عليّ بن أبي طالب] (وورد أيضا) عن مكحول مثله.

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٧ - ص ٢١٥ - ط دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال: وعن أبي جعفر عليه السلام قال:[ السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق في أمّه موسى عليه السلام وهو مؤمن آل فرعون وسابق في أمّة عيسى عليه السلام وهو حبيب النجّار والسابق في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلمعليّ بن أبي طالب عليه السلام]. ( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ) أي هم ثلّةٌ يعني جماعة كثيرة العدد من الأوّلين من الأمم الماضية،( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) من أمّة محمّد لأنّ من سبق إلى إجابة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم قليل بالاضافة إلى من سبق إلى إجابة النبييّن قبله.

١٥٧

( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أصحاب الْيَمِينِ ) الواقعة ٢٧

روى الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير: ج ٣ / الورق ٧٦ /ب. وفي الطبعة الثانية: ج ١٠ ص ١٨٣. وفي مسند عبد الله بن مسعود، عند الرقم - ١٠٣٩٦ - قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري حدّثنا بشر بن مهران حدّثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود، قال: أوّل شيء علمت من أمر رسول الله صلى الله عليه أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأُرشِدنا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه، أشم أقنًى أذلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كثُّ اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان، كأنَّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم إمرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحَجَر فاستلمه، ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمت المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، و الغلام والمرأة يطوفان معه، ثمّ استلم الركن ورفع يديه وكبّر، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه (وكبّر)، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت، وأطال القنوت، ثمّ ركع وأطال الركوع، ثمّ رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثمّ سجد وسجد الغلام و المرأة معه، يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه. قال (ابن مسعود): فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكّة، فأنكرنا فأقبلنا على العباس فقلنا: يا(أ)با الفضل إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم، أشيءٌ حدث؟ قال: أجل والله، أما تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة خديجة بنت خويلد، أمَا والله ما على ظهر الأرض أحدٌ يعبد الله على هذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢- ص ٣٥٠ ط ٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٩٤٤ قال أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى، قال: حدثني محمد بن زكرّيا، حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثني أبي، عن جابر الجُعْفِي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، قال: قال: عليّ بن أبي طالب:[أنزلت النبّوه على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلميوم الاثنين وأسلمت غداة يوم الثلاثاء، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلميصلّي وأنا أصلّي عن يمينه وما معه أحد من الرجال غيري فأنزل الله ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ ) ] ، إلى آخر الآية.

ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود: (ولاحقاً يورد الحسكاني رواية عبد الله بن مسعود).

يروي الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٥٠ ط ٣، حديث ٩٤٥ وبإسناده، عن ابن مسعود - قال: أخبرناه أبو بكر ابن فنجويه الاصبهاني - بقراءتي عليه -،

١٥٨

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمود الاصبهاني أنَّ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أخبرهم، (قال:) حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران، حدثنا شريك بن عبد الله.

وأخبرنا أبو عبد الله الجرجاني - و اللفظ له - قال: حدّثنا أبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي بالأهواز، حدّثنا أحمد بن زيد بن الحريش حدّثنا يحيى بن حاتم، حدّثنا بشر بن مهران أبو الحسن، حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه، (أنّي) قدمت مكّة في عمومة لي وأناس من قومي نبتاع منها متاعاً، وكان في أنفسنا شراء عطر، فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا اليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، و عليه ثوبان أبيضان يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق، تقفوهم إمرأة، ثمّ استقبل الركن ورفع يديه وكبّر، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه ثمّ كبَّر، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت، فأطال القنوت، وذكر (الحديث) إلى قول العباس: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة امرأته خديجة، ما على ظهر الارض يعبد الله بهذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

روى الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي الشهير بابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق: ج ١ ص ٢٢٩ ط دمشق وبتحقيق نشاط غزاوي، قال: كتب لي أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي، ثمّ حدّثني أبو أحمد عبد الملك المستملي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي، قال: أخبرنا جدّي لأُمّي أبو القاسم غانم بن محمد، وأبو علي الحدّاد، قالا: أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران حدّثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهاب، عن عبد الله بن مسعود قال: أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه، أقنى الأنف، أذلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كثّ اللحية، دقيق المسربة، شــثـن الكفّين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان، كأنّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحَجَر فاستلمه، ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمت المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، و الغلام والمرأة يطوفان معه. قلنا يا أبا الفضل إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم. أوَ شيء حدث؟ قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة امرأته خديجة (بنت خويلد)، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

١٥٩

وروى الحافظ ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق: ج ٣٩ ص ١٩ ط دمشق، في ترجمته لعبد الله بن مسعود قال: وبإسناد آخر أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي إجازة إن لم يكن سماعاً أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمان بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلال، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدّي، قال: حدّثنيه بشر بن مهران الخصاف أنبأنا شريك عن عثمان بن المغيرة، عن زيد وهب، قال: قال عبد الله (بن مسعود): إنّ أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قدمت مكّة مع عمومة لي أو أناس من قومي نبتاع منها متاعاً، وكان في بغيتنا شراء عطر، فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنية أشم أقني أذلف أدعج بالعينين برّاق الثنايا، دقيق المسربة، شـثـن الكفّين والقدمين كثّ اللحية، عليه ثوبان أبيضان، كأنّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم إمرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحجر فاستلمه، ثمّ استلمه الغلام ثمّ استلمته المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، و الغلام والمرأة يطوفان معه، ثمّ استقبل الركن فرفع يديه وكبّر،(وقام الغلام خلفه فرفع يديه وكبّر)، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت، ثمّ ركع فأطال الركوع، ثمّ رفع رأسه من الركوع فثبت مليّا ثمّ سجد وسجد الغلام معه والمرأة، يتبعونه يصنعون مثل ما يصنع فرأينا شيئاً أنكرنا، لم نكن نعرفه بمكّة فأقبلنا على العباس فقلنا: يا أبا الفضل إنّ هذا الدين حدث فيكم، أو أمرٌ لم نكن نعرفه فيكم؟ قال: أجل والله، ما تعرفون هذا؟ قلنا: لا، والله ما نعرفه: قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته، أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

قال يعقوب (بن شيبة) لا نعلمه رواه أحد عن شريك غير هذا الشيخ (بشر بن مهران الخصاف) وهو رجل صالح.

روى الموفق بن أحمد أبو المؤيد أخطب الخطباء الخوارزمي في مناقب عليّعليه‌السلام : ص ٢٠ في الحديث ٨ من الفصل الرابع قال: أخبرني سيّد الحفّاظ شهردار الديلمي، عن عبدوس الهمداني عن أبي طالب، عن ابن مردويه الحافظ، قال حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثني يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران،حدّثنا شريك بن عبد الله.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440