رسائل الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثى العاملي

رسائل الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثى العاملي14%

رسائل الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثى العاملي مؤلف:
تصنيف: فقه استدلالي
الصفحات: 414

رسائل الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثى العاملي
  • البداية
  • السابق
  • 414 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192636 / تحميل: 9154
الحجم الحجم الحجم
رسائل الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثى العاملي

رسائل الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثى العاملي

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

[٣١٦٦] يحيى بن سابق المدني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣١٦٧] يحيى بن سابور القائد:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) عنه: معاوية بن وهب، في الكافي، في باب ما يعاين المؤمن والكافر(٣) .

وفي الروضة في الصحيح: عن عبد الله بن مسكان، عن بدر بن الوليد الخثعمي، قال: دخل يحيى بن سابور على أبي عبد اللهعليه‌السلام ليودّعه فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أما والله إنّكم لعلى الحقّ وإنّ من خالفكم لعلى غير الحقّ، والله ما أشكُّ لكم في الجنّة [وإنّي(٤) ] لأرجو أن يقرّ الله بأعينكم إلى قريب(٥) (٦) .

وفي ترجمة زكريا بن سابور خبر(٧) ينبغي أن يلاحظ.

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ١٦.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٨، ورجال البرقي: ٣٠.

(٣) الكافي ٣: ١٣٣ / ٦.

(٤) في الأصل والحجرية: (وإن)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٥) كذا في بعض نسخ الكافي، وفي البعض الآخر: (لأعينكم عن قريب)

(٦) الكافي ٨: ١٤٥ / ١١٩، من الروضة.

(٧) ذكرت المصادر الرجالية في ترجمة زكريا بن سابور الخبر الذي أورده الكشي في رجاله ٢: ٦٢٦ / ٦١٤، عن سعيد بن يسار: أنّه حضر أحد ابني سابور، وكان لهما ورع وإخبات. (الخبر).

ولقد تأمّل الحائري في منتهى المقال: ٣٢٦، والسيد الخوئي في معجم الرجال ٢٠: ٥١ في الاستدلال بالخبر المذكور على حسن حال يحيى بن سابور فلاحظ.

٢٠١

[٣١٦٨] يحيى بن سعيد بن أبان القرشي:

الكُوفيّ، نزل بغداد، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣١٦٩] يحيى بن سعيد بن (٢) فَرُّوخ القطَّان:

أبو سعيد البصري(٣) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، وفي رجال ابن داود: من أئمة الحديث(٥) .

[٣١٧٠] يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري:

المدني، تابعي، أسْنَدَ عَنْهُ، يكنّى أبا سعيد، توفى بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قاضياً بها لأبي جعفرعليه‌السلام ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣١٧١] يحيى بن سُلَيم:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٥.

(٢) في المصدر: « بن » لم ترد، ومثله في رجال ابن داود: ٢٠٣ / ١٧٠٤ وما في: منهج المقال: ٣٧٠، ومجمع الرجال ٦: ٢٥٨، ونقد الرجال: ٣٧٣، وجامع الرواة ٢: ٣٢٩، وتنقيح المقال ٣: ٣١٦ وتهذيب الكمال ٣١: ٣٢٩ / ٦٨٣٤ وغيرها، موافق لما في الأصل والحجرية وهو الصحيح.

(٣) في المصدر: (الهروي)، وما في: رجال ابن داود: ٢٠٣ / ١٧٠٤ ومنهج المقال: ٣٧٠، ونقد الرجال: ٣٧٣، وغيرها موافق لما في الأصل والحجرية.

(٤) رجال الشيخ: ٣٢٣ / ٦.

(٥) رجال ابن داود: ٢٠٣ / ١٧٠٤.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ٤، مع زيادة جملة: « أحد بنى مالك بني النجار ».

(٧) رجال البرقي: ٣١، والنسخة المطبوعة والخطية من رجال الشيخ خالية منه.

٢٠٢

[٣١٧٢] يحيى بن سليم الطائفي:

أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) عنه: أحمد بن محمّد بن عيسى، في الكافي، في باب الصبر(٢) .

[٣١٧٣] يحيى بن سُليمان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، واحتمل اتحادهما مع أبي البلاد، جدّ يحيى بن إبراهيم المذكور في الأصل، وتقدّم يحيى بن أبي سليمان(٤) .

[٣١٧٤] يحيى صاحب الديلم:

هو ابن عبد الله الآتي.

[٣١٧٥] يحيى بن طلحة النَّهْديّ:

عنه: الفقيه ثعلبة، في الكافي(٥) ، والتهذيب(٦) ، ومنذر بن جيفر(٧) .

[٣١٧٦] يحيى الطويل:

عنه: ابن أبي عمير، في الكافي(٨) ، والتهذيب(٩) ، في كتاب الجهاد

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٣٨.

(٢) أُصول الكافي ٢: ٧٥ / ١٥.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٣٢.

(٤) تقدّم في الجزء التاسع صحيفة: رقم: [٣٢٥٧].

واحتمال الاتحاد يعني: اتحاد أبي البلاد مع يحيى بن سليمان ويحيى بن أبي سليمان.

(٥) الكافي ٣: ٣٣٧ / ٣، وفيه: يحيى بن طلحة.

(٦) تهذيب الأحكام ٢: ١٠١ / ٣٧٥، وفيه: يحيى بن طلحة.

(٧) الفقيه ٢: ١٩٣ / ٨٨٠.

(٨) الكافي ٥: ٥٥ / ١.

(٩) تهذيب الأحكام ٦: ١٧٨ / ٣٦١، ٣٦٢.

٢٠٣

مكرّراً، ووصف في بعض الأسانيد: بصاحب المصري(١) .

[٣١٧٧] يحيى بن عبادة (٢) المكّي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، صاحب كتاب معتبر في مشيخة الفقيه(٤) ، [يروي(٥) ] عنه: حنان بن سدير(٦) .

[٣١٧٨] يحيى بن عبد الله بن الحسن:

ابن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السّلام) المدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) . هو صاحب الديلم في الأسانيد، المشروح حاله في السير(٨) والأنساب(٩) .

عنه: الحسن بن محبوب، في الكافي، في باب ان مستقى العلم من بيت آل محمّدعليهم‌السلام (١٠) ، وفي باب إنظار المعسر(١١) ، وفي باب طلاق

__________________

(١) انظر: الوسائل ١٦: ١٢٧ / ٢١١٥٣ (الهامش)، ومعجم رجال الحديث ٢٠: ١٠٠.

(٢) في حاشية الأصل والحجرية: « عباد رجال البرقي ». وأُنظر رجال البرقي: ٣١، ومثله في مشيخة الفقيه: ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٣٩، ورجال البرقي: ٣١.

(٤) الفقيه ٤: ٢١، من المشيخة.

(٥) في الأصل والحجرية: (يرويه)، والصحيح ما أثبتناه بين المعقوفين، وأُنظر رواية الكافي ٣: ١٥٢ / ٢، ولاحظ أيضاً مشيخة الفقيه ٤: ٢١.

(٦) الكافي ٣: ١٥٢ / ٢.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣٢ / ٢، مع زيادة: الشهيد. الهاشمي.

(٨) انظر: تاريخ الطبري ٨: ٢٤٢، والكامل في التاريخ ٦: ١٢٥.

(٩) راجع: المجدي: ٣٧، وعمدة الطالب: ١٥١.

(١٠) أُصول الكافي ١: ٣٢٨ / ١.

(١١) الكافي ٤: ٣٥ / ٤.

٢٠٤

المضطر(١) ، وفي التهذيب، في باب أحكام الطلاق(٢) ، وعبد الله بن حماد الأنصاري(٣) .

[٣١٧٩] يحيى بن عبد الله بن محمّد:

ابن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الهاشمي، الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ويعرف في كتب الأنساب: بيحيى الصالح(٥) ، صاحب كتاب معتمد في المشيخة(٦) ، ومرّ في (شمط)(٧) .

[٣١٨٠] يحيى بن عبد الله بن معاوية:

الكندي، أبو حجية، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) عنه: خلف بن حماد(٩) .

[٣١٨١] يحيى بن عتبة (١٠) بن أسماء بن جُويرة:

البصري، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١١) .

__________________

(١) الكافي ٦: ١٢٧ / ٤.

(٢) تهذيب الأحكام ٨: ٧٤ / ٢٤٨.

(٣) أُصول الكافي ٢: ٢٥٣ / ٥.

(٤) رجال الشيخ: ٣٣٢ / ٣.

(٥) راجع عمدة الطالب: ٣٦٥.

(٦) الفقيه ٤: ٢٥، من المشيخة.

(٧) في الأصل والحجرية (شمح)، والصحيح ما أثبتناه كما مرّ في الجزء الخامس صحيفة: ٣٨١، وهو المساوي لرقم الطريق: [٣٤٩].

(٨) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٤١، وفيه زيادة: الأجلح.

(٩) الكافي ٦: ٣٣٩ / ٢، وفيه: يحيى بن عبد الله.

(١٠) بن عتبة » لم يرد في المصدر. وفي حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: بن عيينة (نسخة بدل)

(١١) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٣.

٢٠٥

[٣١٨٢] يحيى بن عُقْبة بن أبي العِيزار:

أبو القاسم الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣١٨٣] يحيى بن علي التّمِيمي:

الربْعيّ، الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣١٨٤] يحيى بن المبارك:

من أصحاب الرضاعليه‌السلام (٣) . عنه: الحسن بن محبوب، في التهذيب، في باب العاجز عن الصيام(٤) ، ويعقوب بن يزيد(٥) ، والسندي ابن الربيع(٦) ، وسهل بن زياد(٧) ، وإبراهيم بن هاشم(٨) .

[٣١٨٥] يحيى بن محمّد بن سعيد بن دينار:

كُوفيّ، يكنّى أبا الشبل، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) . في الجامع: عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الفقيه، في باب الإشهاد على الوصيّة(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢١، مع زيادة جملة: أسْنَدَ عَنْه.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٤٣.

(٣) رجال الشيخ: ٣٩٥ / ٣، ورجال البرقي: ٥٤.

(٤) تهذيب الأحكام ٤: ٢٣٩ / ٦٩٩.

(٥) تهذيب الأحكام ٤: ٣٣٣ / ١٠٤٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٦: ٣١٠ / ٨٥٦.

(٧) الكافي ٨: ١٤٧ / ١٢٥.

(٨) تهذيب الأحكام ٨: ٣١٥ / ١١٧٤.

(٩) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٣٤، ورجال البرقي: ٣١.

(١٠) جامع الرواة ٢: ٣٣٩، وأُنظر الفقيه ٤: ١٤٢ / ٤٨٧.

٢٠٦

[٣١٨٦] يحيى بن [معمر(١) ] العطار:

في التعليقة: روى عنه جعفر بن بشير في الحسن بإبراهيم(٢) .

[٣١٨٧] يحيى بن المساور:

أبو زكريا التميمي، مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، عنه: محمّد بن إسماعيل بن بزيع(٤) ، وموسى بن القاسم(٥) .

[٣١٨٨] يحيى بن مُقْسم الكُوفيّ:

أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣١٨٩] يحيى بن موسى الصنعاني:

عنه: ابن أبي عمير(٧) ، في الكافي، في باب الموز(٨) ، وعلي بن أسباط(٩) .

__________________

(١) في الأصل والحجرية: « بن محمد » وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، الموافق لما في كتب الرجال والمصادر الروائية، انظر: منتهى المقال: ٣٢٩، تنقيح المقال ٣: ٣٢٢، معجم رجال الحديث ٢٠: ٩٢، أُصول الكافي ١: ٢٣٥ / ٤، كامل الزيارات: ٧٩ باب ٢٦ ح ٢.

(٢) أُصول الكافي ١: ٢٣٥ / ٤، علي بن إبراهيم عن أبيه وصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطار عن بشير الدهان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وراجع تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٣٧٤.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ١٣، ورجال البرقي: ٣١.

(٤) الكافي ٦: ٣١١ / ٧.

(٥) الكافي ٦: ٣٠٦ / ١١.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ١٤.

(٧) في حاشية الأصل: « محمد بن أبي عمر نسخة بدل »، وفوق الكلمة في متن الحجرية: « أبي عمرو نسخة بدل ».

(٨) الكافي ٦: ٣٦٠ / ١.

(٩) الكافي ٦: ٣٦٠ / ٣.

٢٠٧

[٣١٩٠] يحيى بن مهران الثَّوري:

الكُوفيّ، أبو عبيد الحنائي(١) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، عنه: علي بن الحكم(٢) .

[٣١٩١] يحيى بن يحيى الحَنَفي:

له كتاب في الفهرست، يرويه علي بن الحسن بن فضال، عن أخيه، عن أبيه الحسن بن علي بن فضال(٣) .

[٣١٩٢] يحيى بن يعقوب:

أبو طالب القاضي، خال أبي يوسف القاضي، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣١٩٣] يزيد:

أبو خالد الأعور، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١٩٤] يزيد:

أبو خالد الكُناسي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) . وفي إيضاح العلاّمة: وجدت بخطّ السعيد صفي الدين بن معد حاشية صورتها: إن أراد

__________________

(١) في المصدر: « الجبائي » ومثله في: منهج المقال: ٣٧٣، وتنقيح المقال ٣: ٣٢٢. وفي مجمع الرجال ٦: ٢٦٥ (الخبابي)، وما في: نقد الرجال: ٣٧٦، وجامع الرواة ٢: ٣٤٠، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ١٩.

(٣) فهرست الشيخ: ١٧٨ / ٧٧٤، وفيه: يحيى الحنفي.

(٤) رجال الشيخ: ٣٢٥ / ٤٢.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٨ / ٧٣.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥٠، ١٤٠ / ٧، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

٢٠٨

بيزيد هذا الكناسي فالذي ذكره الدارقطني انه بريد بالباء المنقطة نقطة واحدة من تحتها، قال: وهو شيخ من شيوخ الشيعة، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السّلام)(١) ، والشيخ الطوسي ذكره في رجال أبي جعفر(٢) وأبي عبد الله (عليهما السّلام)(٣) ، وقال: يزيد بياء منقطة نقطتين من تحتها، ذكر ذلك في كتابه كتاب الرجال والله أعلم(٤) . انتهى.

عنه: الحسن بن محبوب، في الفقيه، في باب ما يجب به التعزير(٥) ، ولكن في التهذيب: الحسن عن أبي أيوب الخزّاز عنه(٦) ، واستصوبه في الجامع(٧) لكثرة رواية أبي أيوب عنه. وعنه: علي بن رئاب(٨) ، وهشام بن سالم(٩) ، وأبو أيوب الخزاز(١٠) .

[٣١٩٥] يزيد البزاز:

يكنى أبا خالد، مولى حكم بن أبي الصلت الثقفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١١) .

__________________

(١) المؤتلف والمختلف ١: ١٧٥.

(٢) رجال الشيخ: ١٤٠ / ٧.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥٠.

(٤) إيضاح الاشتباه: ٣٢١، في ترجمة يزيد أبو خالد القماط، وأُنظر تعليقة السيد محمد صادق بحر العلوم في رجال الشيخ: ١٤٠ / ٧ (الهامش)

(٥) الفقيه ٤: ٢٦ / ٦٣.

(٦) تهذيب الأحكام ٧: ٣٨٢ / ١٥٤٤.

(٧) جامع الرواة ٢: ٣٤١.

(٨) تهذيب الأحكام ٨: ٩٠ / ٢٢٥.

(٩) تهذيب الأحكام ٩: ٢٦٨ / ٩٧٤.

(١٠) تهذيب الأحكام ٧: ٣٨٢ / ١٥٤٤.

(١١) رجال الشيخ: ٣٣٨ / ٧٤.

٢٠٩

[٣١٩٦] يزيد بن خليفة الحارثي:

الحلواني، عربي، وليس من بني الحارث، ولكنه(١) من بني يأمن إخوته(٢) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الكافي(٤) ، والتهذيب، في باب الأوقات كثيراً(٥) ، وصفوان بن يحيى، في الكافي، في باب كفارة الصوم وفديته(٦) ، ومنه في باب نوادر كتاب الجنائز: صفوان بن يحيى، عن يزيد ابن خليفة الخولاني، وهو يزيد بن خليفة الحارثي(٧) . إلى آخره، وفي باب الورع(٨) ، ومرّتين في التهذيب، في باب الغرر والمجازفة(٩) ، وفي الفقيه، في باب نوادر الطواف(١٠) ، وابن مسكان، فيه(١١) ، وفي الكافي(١٢) ، وأبو المغراء(١٣) ،

__________________

(١) في الحجرية: ولكن.

(٢) كذا في الأصل والحجرية، وفي المصدر: ولكنه من بني يأمن أخوه الحرث وعدادهم فيه.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٨ / ٧٥، ٣٦٤ / ١٥، في أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السّلام) وسينبه المصنفقدس‌سره على عدم اتحادهما فلاحظ، ورجال البرقي: ٣١ في أصحاب الصادقعليه‌السلام

(٤) الكافي ٣: ٢٦٥ / ٤.

(٥) تهذيب الأحكام ٢: ٢٠ / ٥٦.

(٦) الكافي ٤: ١٤٤ / ٦.

(٧) الكافي ٣: ٢٥١ / ٨.

(٨) أُصول الكافي ٢: ٦٢ / ٣.

(٩) تهذيب الأحكام ٧: ١٣٧ / ٦٠٩، ٦١٠.

(١٠) الفقيه ٢: ٢٥٥ / ١٢٣٥.

(١١) الفقيه ٢: ١٧٠ / ٧٤٥.

(١٢) الكافي ٤: ٢٣٦ / ٢٠.

(١٣) أُصول الكافي ٢: ٢٢٢ / ٣.

٢١٠

وحنان بن سدير(١) .

وفي الوجيزة: ثقة(٢) ، وفي البلغة: موثق(٣) ، والظاهر أنّه لظنه اتحاده مع ابن خليفة المذكور في أصحاب الكاظمعليه‌السلام وقال: إنّه واقفي(٤) . والظاهر أنّه غير ما في أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) ، بل وما في النجاشي، فإنّه قال: يزيد بن خليفة الحارثي، روى عن ابي عبد اللهعليه‌السلام له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا محمّد بن محمّد، وساق السند إلى علي بن الحسن، عن محمّد بن أبي حمزة، عن يزيد بكتابه(٦) . ولم يطعن عليه بالوقف.

وكذا ما في الكشي قال: ما روي في يزيد بن خليفة الحارثي، حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمّد بن عيسى ومحمّد بن مسعود، قال(٧) : حدثني علي بن محمّد، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى ابن عبيد، عن النضر بن سويد رفعه، قال: دخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل يقال له: يزيد بن خليفة فقال له: من أنت؟ فقال له(٨) : من الحرث ابن كعب، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس من أهل بيت إلاّ وفيهم

__________________

(١) الكافي ٦: ٤١١ / ١٦.

(٢) الوجيزة: ٦٠.

(٣) بلغة المحدثين: ٤٣٢ / ٢.

(٤) رجال الشيخ: ٣٦٤ / ١٥، والضمير يرجع إلى الشيخ الطوسيقدس‌سره

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٨ / ٧٥.

(٦) رجال النجاشي: ٤٥٢ / ١٢٢٤.

(٧) في الأصل فوق الكلمة: (قالا ظاهراً) وفي الحجرية: (قالا حدثنا نسخة بدل)

(٨) في الحجرية: (له) لم ترد.

٢١١

نجيب أو نجيبان، وأنت نجيب الحارث بن كعب(١) .

والنضر صحيح الحديث فلا يضرّ الإرسال، وفيه مدح عظيم.

وفي الكافي، في الصحيح: عن حنّان بن سدير، عن يزيد بن خليفة وهو رجل من بني الحارث بن كعب قال: سمعته يقول: أتيت المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي عليها، فاستأذنت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من مجلسي، قال: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّي رجل من بني الحارث وقد هداني الله عزّ وجلّ إلى محبّتكم ومودّتكم أهل البيت، قال: فقال لي: كيف اهتديت إلى مودّتنا أهل البيت، فوالله إنّ محبّتنا في بني الحارث لقليل؟! قال: فقلت له: جعلت فداك إنّ لي غلاماً خُراسانيّاً وهو يعمل القصارة، وله همشهريجون(٢) أربعة، وهم يتداعون كلّ جمعة لتقع الدعوة على رجل منهم، فيصيب غلامي كلّ خمس جمع جمعة، فيجعل لهم النبيذ واللحم، قال: ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بإجانة فملأها نبيذاً، ثمَ

__________________

(١) رجال الكشي ٢: ٦٢٥ ٦٢٦ / ٦١١ وفيه: (بلحارث) بدل (الحارث).

أقول: قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: قولهم بلحارث لبني الحارث بن كعب من شواذّ التّخفيف وكذلك يفعلون في كلّ قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، انظر القاموس المحيط ١: ١٦٥ (الحرث)

(٢) كذا في الأصل والحجرية والمصدر، والمراد منه أهل بلده، وفي الفارسية: (همشهري).

وورد في خبر التهذيب ٩: ٣٧٨ ح ١٣٨٢، في باب ميراث من لا وارث له من العصبة والموالي وذوي الأرحام، التعبير عن أهل البلد بلفظ (همشاريجه):

عن خلاد السّريّ يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام في الرجل يموت ويترك مالاً ليس له وارث قال: فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أعطه همشاريجه.

٢١٢

جاء بمطهرة فإذا ناول إنساناً منهم قال: لا تشرب حتى تصلّي على محمّد وآل محمّد، فاهتديت إلى مودّتكم بهذا الغلام.

قال: فقالعليه‌السلام لي: استوص به خيراً وأقرأه منّي السلام، وقل له: يقول لك جعفر بن محمّد: انظر شرابك هذا الذي تشربه فإن كان يسكر كثيره فلا تقربنَّ قليله، فإنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كلّ مسكر حرام، وقال: ما أسكر كثيره فإن قليله حرام، قال: فجئت إلى الكوفة وأقرأت الغلام السلام من جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: فبكى، ثمّ قال لي: اهتمّ بي جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) حتى يقرأني السلام؟! قال: قلت: نعم وقد قال لي: قل له: انظر شرابك هذا الذي تشربه فإن كان يسكر كثيره فلا تقربنَّ قليله فإنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كلّ مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وقد أوصاني بك فاذهب فأنت حرّ لوجه الله، قال: فقال الغلام: والله إنّه لشراب ما يدخل في جوفي ما بقيت في الدنيا(١) . والسند في غاية الاعتبار.

وفي الجامع: يدل الخبر على حسن اعتقاده وحاله، لكنه بنفسه في الطريق، وذلك في المقام غير مضرّ(٢) .

قلت: مرّ وجهه مراراً.

[٣١٩٧] يزيد بن سليط الزيدي:

عدّه المفيد في إرشاده: من خاصّة أبي الحسن الكاظمعليه‌السلام ، ومن

__________________

(١) الكافي ٦: ٤١١ / ١٦.

(٢) جامع الرواة ٢: ٣٤٣.

٢١٣

ثقاته، ومن أهل الورع والعلم والفقه من شيعته(١) . وفي مناقب ابن شهرآشوب: وروى صريح النص عليه أي الكاظمعليه‌السلام بالإمامة من أبيه: ثقات منهم أخوه علي. إلى أن قال: ويزيد بن سليط. إلى آخره(٢) .

وفي البلغة: وابن سليط ثقة(٣) ، وفي الوجيزة: وثقه المفيد(٤) ، وفي الكافي بسندين عنه، قال: لقيت أبا إبراهيمعليه‌السلام ونحن نريد العمرة في بعض الطريق فقلت: جعلت فداك هل تُثْبِتُ هذا الموضع الذي نحن فيه؟ قال: نعم، فهل تثبته أنت؟ قلت: نعم، إنّي أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وأُمّي أنتم كُلكم أئمة مُطهّرون والموت لا يَعْرى منه أحد، فأحْدِثْ إليّ شيئاً احَدِّثْ به من يَخْلُفُني من بعدي فلا يضلّ، فقال: نعم يا أبا عبد الله هؤلاء ولدي وهذا سيدهم وأشار إليك وقد عُلّم الحكم، والفهم، والسّخاء، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجواب، وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ، وفيه اخرى: خير من هذا كلّه، فقال له أبي: وما هي بأبي أنت وأُمّي؟ قالعليه‌السلام : يُخْرج الله عزّ وجلّ منه غوث هذه الأُمة وغياثها ونورها وفضلها وحكمتها خير مولود.

ثم أطالعليه‌السلام الكلام في مناقبه، وإن الإمامة من الله تعالى، وكنّى

__________________

(١) الإرشاد ٢: ٢٤٨.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٢١.

(٣) بلغة المحدثين: ٤٣٣ / ٢.

(٤) الوجيزة (للمجلسي): ٦٠.

٢١٤

يزيد في بعض كلامه بأبي عمارة. إلى أن قال: يا يزيد إنّها وديعة عندك فلا تخبر بها إلاّ عاقلاً وعبداً تعرفه صادقاً، وإنْ سُئِلْتَ عن الشّهادة فاشهد بها. وفي آخر الخبر قال يزيد: وكان اخوة عليّعليه‌السلام يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب، فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله لقد رأيته وإنّه ليقعد من أبي إبراهيم بالمجلس الذي(١) أجْلِسُ [فيه(٢) ] أنا(٣) .

ومن أمعن النظر في تمام الخبر لعلّه يقطع بوثاقته بل جلالته.

ومثله خبر آخر(٤) رواه فيه بعده، وهو أيضاً طويل شريف، يستفاد منه ما فوق الخبر الأول من المدح والجلالة، فلاحظ.

وفي تكملة الكاظمي: ويعلم منهما أنه من أصحاب الصادق، والكاظم، والرضا، والجوادعليهم‌السلام وأنه معتقد لإمامتهم ومعترف بها، فإن قلت: هو راويهما فيلزم الدور، قلت: اتفق الفقهاء وغيرهم على أنَّ الإقرار بالمذهب كاف لإثباته، وعليه جرت سيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين والأئمة بعدهما (صلوات الله عليهم) فإنهم يرضون من الكفار بالإقرار بالشهادتين والاعتراف بالمذهب، نعم ما يظهر منهما من عدالته وأمانته وجلالته كما لا يخفى على الناظر لا يكون دليلاً على ذلك ولو قيل: إنّ ذلك يثبت من قول الشيخ المفيد، وهذا يكون مؤيّداً له لكان حسناً، ويؤيّده

__________________

(١) لم ترد في الحجرية.

(٢) ما بين المعقوفتين لم يرد في الأصل والحجرية أثبتناه من المصدر لأن السياق يقتضيه.

(٣) أُصول الكافي ١: ٢٥٠ ٢٥٣ / ١٤.

(٤) أُصول الكافي ١: ٢٥٣ / ١٥.

٢١٥

أيضاً صحّة مضمون الخبرين(١) ، انتهى.

قلت: مضافاً إلى كونهما في الكافي وقد شهد بصحة ما فيه، وقال(٢) أيضاً: ولا يتوهم من هذه النسبة كونه زيدي المذهب، أي قائلاً بإمامة زيد كما اعترف به غير واحد.

قال الصالح: هذه النسبة باعتبار النسب لا باعتبار المذهب(٣) ، ثمّ استشهد(٤) لذلك بالخبرين، وقال في آخر كلامه: ويدلان على أن وصفه بالزيدية لا باعتبار المذهب(٥) . ولقد أجاد فيما أفاد.

[٣١٩٨] يزيد بن عبد الملك النّوفلي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣١٩٩] يزيد بن فَرْقَد النَّهْدِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: ابن مسكان(٨) ، وحريز(٩) ، وأبان بن عثمان، في التهذيب، في باب زكاة الفطرة(١٠) ، وعلي بن

__________________

(١) تكملة الرجال (للكاظمي) ٢: ٦١٨.

(٢) ضمير (قال) يرجع إلى صاحب تكملة الرجال، فلاحظ المصدر.

(٣) شرح الكافي (للمازندراني) ٦: ١٧١، وصرّح بأنّه: مجهول.

(٤) ضمير (استشهد) يرجع إلى صاحب التكملة أيضاً.

(٥) انظر تكملة الرجال (للكاظمي) ٢: ٦١٥ ٦١٦.

(٦) رجال الشيخ: ١٤٠ / ٦، في أصحاب الباقرعليه‌السلام .

وأمّا المذكور في أصحاب الصادق عليه‌السلام فهو بعنوان (يزيد بن عبد الملك) من دون توصيف انظر رجال الشيخ: ٣٣٨ / ٧١.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣٨ / ٧٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٤: ٧٤ / ٢٠٦.

(٩) تهذيب الأحكام ٤: ٧٣ / ٢٠٠.

(١٠) تهذيب الأحكام ٤: ٧٣ / ٢٠٢.

٢١٦

الحكم(١) .

[٣٢٠٠] يزيد بن قيس الأرجني (٢) :

في رجال الشيخ: إنّه كان عامل عليعليه‌السلام على الري، وهمدان، وأصفهان(٣) .

قال المحقق صدر الدين العاملي مستدركاً على أبي علي: لم يذكر المصنف يزيد بن قيس الارجني، مع أنَّ يزيد كان عاملاً لعليّعليه‌السلام ، والعمل يستلزم العدالة لأنّه أمين على أموال المسلمين ودمائهم(٤) ، انتهى.

وفي كتاب نصر بإسناده عن يوسف وأبي روق: أنّ علياًعليه‌السلام حين قدم من البصرة إلى الكوفة بعث يزيد بن قيس الأرجني على المدائن وجوخا كلّها(٥) .

ولعلّ ما في رجال الشيخ، كان بعد رجوعه من صفين، فإنّه ممّن شهدها.

ففي كتاب نصر: عن عمر بن سعد، عن أبي روق، قال: دخل يزيد ابن قيس الأرجني على عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين، نحن على جهاز وعدّة، وأكثر الناس من أهل القوّة، من ليس به ضعف

__________________

(١) لم نظفر برواية علي بن الحكم عنه.

(٢) كذا في الأصل والحجرية، وفي المصدر: (الأرحبي)، ومثله في: مجمع الرجال ٦: ٢٧١، ونقد الرجال: ٣٧٨، وجامع الرواة ٢: ٣٤٤.

وفي منهج المقال: ٣٧٤ (الأرجي)

(٣) رجال الشيخ: ٦٢ / ٦.

(٤) تعليقة وحواشي صدر الدين على منتهى المقال، غير متوفرة لدينا.

(٥) وقعة صفين: ١١، وفيه: (الأرحبي) بدل (الأرجني)

٢١٧

وليس به علّة، فمر مناديك فيناد في الناس فليخرجوا إلى أهل معسكرهم بالنخيلة؟ فإنَّ أخا الحرب ليس بالسؤوم ولا النَّؤوم، ولا أخاً من أمكنه الفرص آمالها واستشهار فيها، ولا من يؤخّر الحرب في اليوم إلى غد أو بعد.

فقال زياد بن النضر: نصح لك يا أمير المؤمنين يزيد بن قيس، وقال: ما يعرف فتوكل على الله، الخبر(١) .

وفيه بعد قصّة عطش أصحابه وإخراج العين عند دير الراهب وإسلام الراهب قال: ثم مضى أمير المؤمنينعليه‌السلام حتى نزل بأرض الجزيرة فاستقبله بنو تغلب والنمر بن قاسط بالجزيرة قال: قالعليه‌السلام ليزيد بن قيس الأرجني: يا يزيد بن قيس قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: هؤلاء قومك من طعامهم فاطعَمْ، ومن شرابهم فاشرَبْ(٢) .

[٣٢٠١] اليسع بن عبد الله القُمّي:

أبو علي، عنه: زرارة، في الكافي، في باب أنَّ الطلاق لا يقع إلاّ لمن أراد الطلاق(٣) ، وفي التهذيب، في باب أحكام الطلاق(٤) ، والحسن بن الجهم(٥) ، ومسعدة بن صدقة(٦) .

__________________

(١) وقعة صفين: ١٠١، وفيه: (الأرحبي) بدل (الأرجني) ومع اختلاف قليل في الألفاظ.

(٢) وقعة صفين: ١٤٥، ١٤٦، وفيه: أيضاً (الأرحبي) بدل (الأرجني)

(٣) الكافي ٦: ٦٢ / ٢، ٣.

(٤) تهذيب الأحكام ٨: ٥١ / ١٦٣.

(٥) تهذيب الأحكام ٣: ٣١٠ / ٩٦٠، وفيه: الحسن بن الجهم عن أبي علي عن اليسع القمي.

(٦) الكافي ٦: ٣٢٣ / ٥، وفيه: مسعدة بن صدقة عن ابن اليسع.

وفي جامع الرواة ٢: ٣٤٥ في ترجمته مسعدة بن صدقة عن اليسع فلاحظ.

٢١٨

[٣٢٠٢] يعقوب بن إبراهيم:

أبو إبراهيم الأنصاري، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣٢٠٣] يعقوب الأحمر:

روى عنه: ابن مسكان، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) . وعنه: حمّاد ابن عثمان، في التهذيب، في باب علامة أول شهر رمضان(٣) ، وأبو إسحاق ثعلبة بن ميمون(٤) ، وأبو المغراء(٥) .

[٣٢٠٤] يعقوب بن عيثم:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٦) ، يرويه عنه ابن أبي عمير، ومرّ في (شنا) ما يوضح وثاقته(٧) .

[٣٢٠٥] يعقوب بن عُذافِر:

يروي عنه: يونس بن يعقوب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥٢.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٧ / ٦٦.

(٣) تهذيب الأحكام ٤: ١٦٥ / ٤٧٠.

(٤) أُصول الكافي ٢: ٤٤٤ / ١.

(٥) الكافي ٣: ٢٥٦ / ٢٥.

(٦) الفقيه ٤: ٦، من المشيخة، وفيه: (ابن عثيم) بدل (ابن عيثم)، بتقديم الثاء على الياء وهو الموافق لما في: الفقيه ١: ١٥ / ٣٠، ٣٢، تهذيب الأحكام ١: ٢٣٣ / ٦٧٤ و ٢٤٥ / ٧٠٧ و ٤١٩ / ١٣٢٥، الاستبصار ١: ٣١ / ٨٤، ١: ٤١ / ١١٤، جامع الرواة ٢: ٣٤٩، معجم رجال الحديث ٢٠: ١٤٣.

(٧) تقدّم في الجزء الخامس صحيفة: ٣٨٣، الطريق رقم: [٣٥١].

(٨) رجال الشيخ: ٣٣٧ / ٦١.

٢١٩

[٣٢٠٦] يعقوب القمي:

عنه: حريز، في الكافي، في باب من قال لا إله إلاّ الله والله أكبر(١) .

[٣٢٠٧] يعقوب بن قيس البجلي:

الدُّهْني، والد يونس بن يعقوب(٢) ، عنه: ابنه يونس(٣) .

[٣٢٠٨] [يعقوب بن نُعيم بن قَرْقارة:

قال السيد علي بن طاوس في فلاح السائل بعد ذكر خبر حديث يتضمن تغيّر لون الحسن بن علي (عليهما السّلام) عند الوضوء قال: وروى نحو هذا الحديث عن مولانا الحسنعليه‌السلام يعقوب بن نعيم بن قرقارة من أعيان أصحاب الرضاعليه‌السلام في كتاب الإمامة(٤) ].

[٣٢٠٩] يعلى بن الحارث المحاربي:

الكُوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣٢١٠] يوسف بن إبراهيم:

أبو(٦) داود، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) . عنه: صفوان بن

__________________

(١) أُصول الكافي ٢: ٣٧٥ / ١.

(٢) كذا في الأصل والحجرية من دون ذكر الرمز الذي يشير إلى صحبته للإمام الصادقعليه‌السلام ، ولعله من سهو القلم، انظر رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥٥ في أصحاب الصادقعليه‌السلام

(٣) تفسير القمي ٢: ٣٠٩.

(٤) ما بين الحاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناه من الحجرية.

ولم نقف عليه في فلاح السائل، ولكن نقل عنه المجلسي في بحار الأنوار ٨٠: ٣٤٦ / ٣٠.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥١، ورجال البرقي: ٢٩.

(٦) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: (أبي نسخة بدل)

(٧) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥٧، ورجال البرقي: ٢٩.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

يا ضب إنك قد فجعت بفارس

حامي الحقيقة قاتل الأقران

عمرو بن يثرب الذي فجعت به

كل القبائل من بني عدنان

لم يحمه وسط العجاجة قومه

و حنت عليه الأزد أزد عمان

فلهم علي بذاك حادث نعمة

و لحبهم أحببت كل يمان

لو كان يدفع عن منية هالك

طول الأكف بذابل المران

أو معشر وصلوا الخطا بسيوفهم

وسط العجاجة و الحتوف دوان

ما نيل عمر و الحوادث جمة

حتى ينال النجم و القمران

لو غير الأشتر ناله لندبته

و بكيته ما دام هضب أبان(1)

لكنه من لا يعاب بقتله

أسد الأسود و فارس الفرسان

قال: أبو مخنف و بلغنا أن عبد الرحمن بن طود البكري قال لقومه: أنا و الله قتلت عمرا و إن الأشتر كان بعدي، و أنا أمامه في الصعاليك فطعنت عمرا طعنة لم أحسب أنها تجعل للأشتر دوني، و إنما الأشتر ذو حظ في الحرب، و إنه ليعلم أنه كان خلفي و لكن أبى الناس إلا أنه صاحبه و لا أرى أن أكون خصم العامة، و إن الأشتر لأهل ألا ينازع فلما بلغ الأشتر قوله قال: أما و الله لو لا أني أطفأت جمرته عنه ما دنا منه و ما صاحبه غيري، و إن الصيد لمن وقذه فقال عبد الرحمن: لا أنازع فيه ما القول إلا ما قاله و أنى لي أن أخالف الناس. قال: و خرج عبد الله بن خلف الخزاعي و هو رئيس البصرة و أكثر أهلها مالا و ضياعا، فطلب البراز و سأل ألا يخرج إليه إلا علي (عليه‌السلام ) و ارتجز فقال:

أبا تراب ادن مني فترا(2)

فإنني دان إليك شبرا

و إن في صدري عليك غمرا(3)

____________________

(1) أبان: من أسماء الجبال عندهم.

(2) كذا في ا، وفى " يا با تراب ".

(3) الغمر الحقد والعداوة.

٢٦١

فخرج إليه علي (عليه‌السلام ) فلم يمهله أن ضربه ففلق هامته. قالوا استدار الجمل كما تدور الرحى، و تكاثفت الرجال من حوله و اشتد رغاؤه و اشتد زحام الناس عليه، و نادى الحتات المجاشعي: أيها الناس، أمكم أمكم، و اختلط الناس فضرب بعضهم بعضا، و تقصد أهل الكوفة قصد الجمل و الرجال دونه كالجبال كلما خف قوم جاء أضعافهم، فنادى علي (عليه‌السلام ) ويحكم: ارشقوا الجمل بالنبل اعقروه لعنه الله، فرشق بالسهام فلم يبق فيه موضع إلا أصابه النبل، و كان مجففا(1) فتعلقت السهام به فصار كالقنفذ، و نادت الأزد و ضبة يا لثارات عثمان فاتخذوها شعارا، و نادى أصحاب علي (عليه‌السلام ) : يا محمد، فاتخذوها شعارا و اختلط الفريقان و نادى علي (عليه‌السلام ) بشعار رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : يا منصور أمت(2) ، و هذا في اليوم الثاني من أيام الجمل فلما دعا بها تزلزلت أقدام القوم و ذلك وقت العصر بعد أن كانت الحرب من وقت الفجر. قال الواقدي: و قد روي أن شعاره (عليه‌السلام ) كان في ذلك اليوم حم لا ينصرون اللهم انصرنا على القوم الناكثين، ثم تحاجز الفريقان و القتل فاش فيهما إلا أنه في أهل البصرة أكثر و أمارات النصر لائحة لعسكر الكوفة، ثم تواقفوا في اليوم الثالث فبرز أول الناس عبد الله بن الزبير و دعا إلى المبارزة فبرز إليه الأشتر، فقالت عائشة من برز إلى عبد الله، قالوا: الأشتر، فقالت: وا ثكل أسماء فضرب كل منهما صاحبه فجرحه، ثم اعتنقا فصرع الأشتر عبد الله و قعد على صدره، و اختلط الفريقان هؤلاء لينقذوا عبد الله و هؤلاء ليعينوا الأشتر و كان الأشتر طاويا ثلاثة أيام

____________________

(1) متجفجفا، من قولهم تجفجف الثوب، إذا ابتل ثم جف وفيه ندى.

(2) هو أمر بالموت، والمراد به التفاؤل بالنصر بعد الامر بالإماتة، مع حصول الغرض (النهاية لابن الأثير (.

٢٦٢

لم يطعم، و هذه عادته في الحرب و كان أيضا شيخا عالي السن فجعل عبد الله ينادي: اقتلوني و مالكا(1) فلو قال اقتلوني و الأشتر لقتلوهما إلا أن أكثر من كان يمر بهما لا يعرفهما لكثرة من وقع في المعركة صرعى بعضهم فوق بعض، و أفلت ابن الزبير من تحته و لم يكد فذلك قول الأشتر:

أعائش لو لا أنني كنت طاويا

ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا

غداة ينادي و الرجال تحوزه

بأضعف صوت اقتلوني و مالكا

فلم يعرفوه إذ دعاهم و غمه

خدب عليه في العجاجة باركا(2)

فنجاه مني أكله و شبابه

و أني شيخ لم أكن متماسكا

و روى أبو مخنف عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخل عمار بن ياسر و مالك بن الحارث الأشتر على عائشة بعد انقضاء أمر الجمل، فقالت عائشة: يا عمار، من معك؟ قال: الأشتر. فقالت: يا مالك، أنت الذي صنعت بابن أختي ما صنعت؟ قال: نعم، و لو لا أني كنت طاويا ثلاثة أيام لأرحت أمة محمد منه. فقالت: أما علمت أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال، لا يحل دم مسلم إلا بأحد أمور ثلاثة، كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير حق. فقال الأشتر: على بعض هذه الثلاثة قاتلناه يا أم المؤمنين، و ايم الله ما خانني سيفي قبلها و لقد أقسمت ألا يصحبني بعدها. قال أبو مخنف: ففي ذلك يقول الأشتر من جملة هذا الشعر الذي ذكرناه:

و قالت على أي الخصال صرعته

بقتل أتى أم رده لا أبا لكا

أم المحصن الزاني الذي حل قتله

فقلت لها لا بد من بعض ذلكا

____________________

(1) بقيته * واقتلوا مالكا معي * وانظر المسعودي376:2

(2) الخدب: الضخم.

٢٦٣

قال أبو مخنف: و انتهى الحارث بن زهير الأزدي من أصحاب علي (عليه‌السلام ) إلى الجمل و رجل(1) آخذ بخطامه لا يدنو منه أحد إلا قتله، فلما رآه الحارث بن زهير مشى إليه بالسيف و ارتجز فقال لعائشة:

يا أمنا أعق أم نعلم(2)

و الأم تغذو ولدها و ترحم

أما ترين كم شجاع يكلم

و تختلى هامته و المعصم(3)

فاختلف هو و الرجل ضربتين فكلاهما أثخن صاحبه. قال جندب بن عبد الله الأزدي: فجئت حتى وقفت عليهما و هما يفحصان بأرجلهما حتى ماتا. قال: فأتيت عائشة بعد ذلك أسلم عليها بالمدينة فقالت: من أنت؟ قلت: رجل من أهل الكوفة. قالت: هل شهدتنا يوم البصرة؟ قلت: نعم. قالت: مع أي الفريقين؟ قلت: مع علي (عليه‌السلام ). قالت: هل سمعت مقالة الذي قال:

يا أمنا أعق أم نعلم

قلت: نعم و أعرفه. قالت: و من هو؟ قلت: ابن عم لي. قالت: و ما فعل؟ قلت: قتل عند الجمل و قتل قاتله. قال: فبكت حتى ظننت و الله أنها لا تسكت، ثم قالت: لوددت و الله أنني كنت مت قبل ذلك اليوم بعشرين سنة. قالوا: و خرج رجل من عسكر البصرة يعرف بخباب بن عمرو الراسبي فارتجز فقال:

أضربهم و لو أرى عليا

عممته أبيض مشرفيا

أريح منه معشرا غويا

فصمد عليه الأشتر فقتله. ثم تقدم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس و هو

____________________

(1) هو عمرو بن الأشرف. الطبري211:5

(2) ذكر الطبري رواية أخرى في هذا الرجز: * يا أمنا يا خير أم نعلم *

(3) تختلي: تقطع

٢٦٤

من أشراف قريش و كان اسم سيفه ولول فارتجز فقال:

أنا ابن عتاب و سيفي ولول

و الموت دون الجمل المجلل(1)

فحمل عليه الأشتر فقتله، ثم خرج عبد الله بن حكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى، بن قصي من أشراف قريش أيضا، فارتجز و طلب المبارزة، فخرج إليه الأشتر فضربه على رأسه فصرعه، ثم قام فنجا بنفسه. قالوا و أخذ خطام الجمل سبعون من قريش قتلوا كلهم و لم يكن يأخذ بخطام الجمل أحد إلا سالت نفسه أو قطعت يده، و جاءت بنو ناجية فأخذوا بخطام الجمل و لم يكن يأخذ الخطام أحد إلا سألت عائشة من هذا فسألت عنهم. فقيل: بنو ناجية. فقالت عائشة: صبرا يا بني ناجية، فإني أعرف فيكم شمائل قريش. قالوا: و بنو ناجية مطعون في نسبهم(2 إلى قريش2) فقتلوا حولها جميعا. قال أبو مخنف: و حدثنا إسحاق بن راشد عن عبد الله بن الزبير، قال: أمسيت يوم الجمل و بي سبعة و ثلاثون جرحا من ضربة و طعنة و رمية و ما رأيت مثل يوم الجمل قط، ما كان الفريقان إلا كالجبلين لا يزولان.

قال أبو مخنف: و قام رجل إلى علي (عليه‌السلام )، فقال: يا أمير المؤمنين، أي فتنة أعظم من هذه إن البدرية ليمشي بعضها إلى بعض بالسيف؟ فقال علي (عليه‌السلام ) : ويحك أتكون فتنة أنا أميرها و قائدها و الذي بعث محمدا بالحق و كرم وجهه ما كذبت و لا كذبت، و لا ضللت و لا ضل بي، و لا زللت و لا زل بي و إني لعلى بينة من ربي بينها الله لرسوله و بينها رسوله لي، و سأدعى يوم القيامة و لا ذنب لي، و لو كان لي ذنب لكفر عني ذنوبي ما أنا فيه من قتالهم. قال أبو مخنف و حدثنا مسلم الأعور عن حبة العرني، قال: فلما رأى علي (عليه‌السلام )

____________________

(1) ب: " عند الجمل "

(2 – 2) ساقطة من ب

٢٦٥

أن الموت عند الجمل و أنه ما دام قائما فالحرب لا تطفأ، وضع سيفه على عاتقه و عطف نحوه و أمر أصحابه بذلك، و مشى نحوه و الخطام مع بني ضبة، فاقتتلوا قتالا شديدا و استحر القتل في بني ضبة، فقتل منهم مقتلة عظيمة و خلص علي (عليه‌السلام ) في جماعة من النخع و همدان إلى الجمل، فقال لرجل من النخع اسمه بجير دونك الجمل، يا بجير، فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه و ضرب بجرانه الأرض و عج عجيجا لم يسمع بأشد منه، فما هو إلا أن صرع الجمل حتى فرت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب، و احتملت عائشة بهودجها فحملت إلى دار عبد الله بن خلف، و أمر علي (عليه‌السلام ) بالجمل أن يحرق ثم يذرى في الريح، و قال (عليه‌السلام ) لعنه الله من دابة فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ثم قرأ:( وَ اُنْظُرْ إِلى‏ إِلهِكَ اَلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي اَلْيَمِّ نَسْفاً ) (1) .

____________________

(1) سورة طه 97

٢٦٦

14. و من كلام له (عليه‌السلام ) في مثل ذلك

) أَرْضُكُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ اَلْمَاءِ بَعِيدَةٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ خَفَّتْ عُقُولُكُمْ وَ سَفِهَتْ حُلُومُكُمْ فَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِنَابِلٍ وَ أُكْلَةٌ لآِكِلٍ وَ فَرِيسَةٌ لِصَائِلٍ [ صَائِدٍ ]) الغرض ما ينصب ليرمى بالسهام، و النابل ذو النبل و الأكلة بضم الهمزة المأكول و فريسة الأسد ما يفترسه. و سفه فلان بالكسر، أي صار سفيها، و سفه بالضم أيضا فإذا قلت سفه فلان رأيه أو حلمه أو نفسه لم تقل إلا بالكسر؛ لأن فعل بالضم لا يتعدى و قولهم سفه فلان نفسه، و غبن رأيه، و بطر عيشه، و ألم بطنه، و رفق حاله، و رشد أمره كان الأصل فيه كله سفهت نفس زيد، فلما حول الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بالمفعولية هذا مذهب البصريين و الكسائي من الكوفيين. و قال الفراء: لما حول الفعل إلى الرجل خرج ما بعده مفسرا ليدل على أن السفاهة فيه و كان حكمه أن يكون سفه زيد نفسا؛ لأن المفسر لا يكون إلا نكرة و لكنه ترك على إضافته و نصب كنصب النكرة تشبيها بها. و يجوز عند البصريين و الكسائي تقديم المنصوب كما يجوز ضرب غلامه زيد و عند الفراء لا يجوز تقديمه؛ لأن المفسر لا يتقدم(1) .

____________________

(1) الصحاح 6: 2235

٢٦٧

فأما قوله: (أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السماء)، فقد قدمنا(1) معنى قوله: قريبة من الماء و ذكرنا غرقها من بحر فارس دفعتين، و مراده (عليه‌السلام ) بقوله قريبة من الماء، أي: قريبة من الغرق بالماء، و أما بعيدة من السماء، فإن أرباب علم الهيئة و صناعة التنجيم يذكرون أن أبعد موضع في الأرض عن السماء الأبلة(2) ، و ذلك موافق لقوله (عليه‌السلام ). و معنى البعد عن السماء هاهنا هو بعد تلك الأرض المخصوصة عن دائرة معدل النهار و البقاع و البلاد تختلف في ذلك، و قد دلت الأرصاد و الآلات النجومية على أن أبعد موضع في المعمورة عن دائرة معدل النهار هو الأبلة و، الأبلة هي قصبة البصرة. و هذا الموضع من خصائص أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ؛ لأنه أخبر عن أمر لا تعرفه العرب و لا تهتدى إليه، و هو مخصوص بالمدققين من الحكماء، و هذا من أسراره و غرائبه البديعة

____________________

(1) ص 253 من هذا الجزء.

(2) الأبلة بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى، في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة. مراصد الاطلاع18:1

٢٦٨

15. و من كلام له (عليه‌السلام ) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمانرضي‌الله‌عنه

(وَ اَللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ اَلنِّسَاءُ وَ مُلِكَ [ تَمَلَّكَ ] بِهِ اَلْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ فَإِنَّ فِي اَلْعَدْلِ سَعَةً وَ مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ اَلْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ) القطائع ما يقطعه الإمام بعض الرعية من أرض بيت المال ذات الخراج، و يسقط عنه خراجه و يجعل عليه ضريبة يسيرة عوضا عن الخراج، و قد كان عثمان أقطع كثيرا من بني أمية و غيرهم من أوليائه و أصحابه قطائع من أرض الخراج على هذه الصورة، و قد كان عمر أقطع قطائع و لكن لأرباب الغناء في الحرب و الآثار المشهورة في الجهاد فعل ذلك ثمنا عما بذلوه من مهجهم في طاعة الله سبحانه، و عثمان أقطع القطائع صلة لرحمه و ميلا إلى أصحابه عن غير عناء في الحرب و لا أثر.

و هذه الخطبة ذكرها الكلبي مروية مرفوعة إلى أبي صالح عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ما أن عليا (عليه‌السلام ) خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة، فقال ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، و كل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شي‏ء و لو وجدته و قد(1) تزوج به النساء و فرق في البلدان لرددته إلى حاله(2) ، فإن في العدل سعة و من ضاق عنه الحق فالجور عليه أضيق.

____________________

(1) ب: " قد ".

(2) ب: " على حاله "

٢٦٩

و تفسير هذا الكلام أن الوالي إذا ضاقت عليه تدبيرات أموره في العدل فهي في الجور أضيق عليه؛ لأن الجائر في مظنة أن يمنع و يصد عن جوره. قال الكلبي ثم أمر (عليه‌السلام ) بكل سلاح وجد لعثمان في داره مما تقوى به على المسلمين فقبض، و أمر بقبض نجائب كانت في داره من إبل الصدقة فقبضت، و أمر بقبض سيفه و درعه و أمر ألا يعرض لسلاح وجد له لم يقاتل به المسلمون و بالكف عن جميع أمواله التي وجدت في داره و في غير داره، و أمر أن ترتجع الأموال التي أجاز بها عثمان حيث أصيبت أو أصيب أصحابها. فبلغ ذلك عمرو بن العاص و كان بأيلة من أرض الشام أتاها حيث وثب الناس على عثمان فنزلها، فكتب إلى معاوية ما كنت صانعا فاصنع إذ قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها. و قال الوليد بن عقبة و هو أخو عثمان من أمه يذكر قبض علي (عليه‌السلام ) نجائب عثمان و سيفه و سلاحه(1) :

بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم

و لا تنهبوه لا تحل مناهبه

بني هاشم كيف الهوادة بيننا

و عند علي درعه و نجائبه

بني هاشم كيف التودد منكم

و بز ابن أروى فيكم و حرائبه(2)

بني هاشم إلا تردوا فإننا

سواء علينا قاتلاه و سالبه

بني هاشم إنا و ما كان منكم

كصدع الصفا لا يشعب الصدع شاعبه

قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه

كما غدرت يوما بكسرى مرازبه(3)

____________________

(1) الأبيات في المسعودي 2: 356؛ والأغانى175:4(ساسى)، والكمل مع اختلاف في الرواية وترتيب الأبيات.

(2) البز: متاع البيت من الثياب. الحرائب: جمع حريبة، وهو مال الرجل الذي يقوم به أمره، وراية البيت في المسعودي:

بني هاشم، كيف الهوادة بيننا

وسيف ابن أروى عندكم وحرائبه

(3) رواية المسعودي: * غدرتم به كيما تكونوا مكانه *

٢٧٠

فأجابه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بأبيات طويلة(1) من جملتها:

فلا تسألونا سيفكم إن سيفكم

أضيع و ألقاه لدى الروع صاحبه

و شبهته كسرى و قد كان مثله

شبيها بكسرى هدبه و ضرائبه

أي: كان كافرا كما كان كسرى كافرا. و كان المنصوررحمه‌الله تعالى إذا أنشد هذا الشعر(2) يقول لعن الله الوليد، هو الذي فرق بين بني عبد مناف بهذا الشعر.

____________________

(1) نسبها المسعودي إلى الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب.

(2) ب: " البيت ".

٢٧١

16. و من خطبة له (عليه‌السلام ) لما بويع بالمدينة

(ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ اَلْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ اَلْمَثُلاَتِ حَجَزَتْهُ اَلتَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ اَلشُّبُهَاتِ أَلاَ وَ إِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اَللَّهُ نَبِيَّهُ(1) [ نَبِيَّكُمْ ] ص وَ اَلَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَ لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً وَ لَتُسَاطُنَّ سَوْطَ اَلْقِدْرِ حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ وَ أَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ وَ لَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا وَ لَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا وَ اَللَّهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً وَ لاَ كَذَبْتُ كِذْبَةً وَ لَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا اَلْمَقَامِ وَ هَذَا اَلْيَوْمِ أَلاَ وَ إِنَّ اَلْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ خُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِي اَلنَّارِ أَلاَ وَ إِنَّ اَلتَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ اَلْجَنَّةَ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ وَ لِكُلٍّ أَهْلٌ فَلَئِنْ أَمِرَ اَلْبَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ وَ لَئِنْ قَلَّ اَلْحَقُّ لَرُبَّمَا فَلَرُبَّمَا وَ لَعَلَّ وَ لَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْ‏ءٌ فَأَقْبَلَ)(2 قال الرضيعليه‌السلام 2) و أقول إن في هذا الكلام الأدنى من مواقع

____________________

(1) كذا في ا ومخطوطة النهج، وفى ب: " نبيهم ".

(2 – 2)ساقط من ب

٢٧٢

الإحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان و إن حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به، و فيه مع الحال التي وصفنا(1) زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسان و لا يطلع فجها(2) إنسان و لا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق، و جرى فيها على عرق( وَ ما يَعْقِلُها إِلاَّ اَلْعالِمُونَ ) و من هذه الخطبة: (شُغِلَ مَنِ اَلْجَنَّةُ وَ اَلنَّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بَطِي‏ءٌ رَجَا وَ مُقَصِّرٌ فِي اَلنَّارِ هَوَى اَلْيَمِينُ وَ اَلشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ اَلطَّرِيقُ اَلْوُسْطَى هِيَ اَلْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي اَلْكِتَابِ(3) وَ آثَارُ اَلنُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ اَلسُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ اَلْعَاقِبَةِ هَلَكَ مَنِ اِدَّعَى وَ خَابَ مَنِ اِفْتَرَى مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ عِنْدَ جَهَلَةِ اَلنَّاسِ وَ كَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّ يَعْرِفَ قَدْرَهُ لاَ يَهْلِكُ عَلَى اَلتَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ وَ لاَ يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَ اَلتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ وَ لاَ يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلاَّ رَبَّهُ وَ لاَ يَلُمْ لاَئِمٌ إِلاَّ نَفْسَهُ [ ذَنْبَهُ ])

____________________

(1) مخطوطة النهج: " وصفناه ".

(2).الفج: الطريق الواسع بين جبلين، وطلع الطريق:بلغه.

(3) مخطوطة النهج: " ما في الكتاب ".

٢٧٣

الذمة العقد و العهد يقول هذا الدين في ذمتي، كقولك في عنقي و هما كناية عن الالتزام و الضمان و التقلد و الزعيم الكفيل، و مخرج الكلام لهم مخرج الترغيب في سماع ما يقوله، كما يقول: المهتم بإيضاح أمر لقوم لهم أنا المدرك المتقلد بصدق ما أقوله لكم، و صرحت كشفت و العبر جمع عبرة، و هي: الموعظة و المثلات العقوبات و حجزه منعه. و قوله لتبلبلن، أي: لتخلطن تبلبلت الألسن، أي: اختلطت و لتغربلن يجوز أن يكون من الغربال الذي يغربل به الدقيق، و يجوز أن يكون من غربلت اللحم، أي: قطعته فإن كان الأول كان له معنيان أحدهما الاختلاط كالتبلبل؛ لأن غربلة الدقيق تخلط بعضه ببعض، و الثاني: أن يريد بذلك أنه يستخلص الصالح منكم من الفاسد و يتميز كما يتميز الدقيق عند الغربلة من نخالته. و تقول: ما عصيت فلانا وشمة، أي: كلمة و حصان شموس يمنع ظهره شمس الفرس بالفتح و به شماس، و أمر الباطل كثر. و قوله لقديما فعل، أي: لقديما فعل الباطل ذلك و نسب الفعل إلى الباطل مجازا، و يجوز أن يكون فعل بمعنى انفعل كقوله(1) :

قد جبر الدين الإله فجبر

أي: فانجبر و السنخ الأصل، و قوله سنخ أصل كقوله(2) :

إذا حاص عينيه كرى النوم

و في بعض الروايات من أبدى صفحته للحق هلك عند جهلة الناس و التأويل مختلف، فمراده على الرواية الأولى، و هي الصحيحة من كاشف الحق مخاصما له هلك

____________________

(1) مطلع أرجوزة للعجاج، ديوانه 15، واللسان 5: 185

(2) لتأبط شرا، والبيت برواية أبى تمام في الحماسة - بشرح المرزوقي 1: 97:

إذا خاط عينيه كرى النوم لم يزل

له كالئ من قلب شيحان فاتك

٢٧٤

و هي كلمة جارية مجرى المثل و مراده على الرواية الثانية من أبدى صفحته لنصرة الحق غلبه أهل الجهل؛ لأنهم العامة و فيهم الكثرة فهلك. و هذه الخطبة من جلائل خطبه (عليه‌السلام ) و من مشهوراتها قد رواها الناس كلهم، و فيها زيادات حذفها الرضي إما اختصارا أو خوفا من إيحاش السامعين، و قد ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان و التبيين على وجهها(1) و رواها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.

قال أول خطبة خطبها أمير المؤمنين علي (عليه‌السلام ) بالمدينة في خلافته(2 حمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )2) ، ثم قال ألا لا يرعين(3) مرع إلا على نفسه شغل من الجنة و النار أمامه(4) ساع مجتهد ينجو(5) و طالب يرجو، و مقصر في النار(6) ثلاثة و اثنان ملك طار بجناحيه و نبي أخذ الله بيده(7) ، لا سادس هلك من ادعى و ردي من اقتحم(8) اليمين و الشمال مضلة و الوسطى الجادة(9) ؛ منهج عليه باقي الكتاب و السنة و آثار النبوة إن الله داوى هذه الأمة بدواءين السوط و السيف لا هوادة عند الإمام فيهما استتروا في بيوتكم(10)، و أصلحوا ذات بينكم(11)، و التوبة من ورائكم من أبدى صفحته

____________________

(1) البيان والتبيين (2: 50 - 52)، ورواها أيضا ابن قتيبة في عيون الأخبار (2: 236).

(2 - 2 ) البيان: " أنه قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ".

(3) البيان: " أما بعد فلا يرعين ".

(4) في البيان: " فإن من أرعى على غير نفسه شغل عن الجنة والنار أمامه "

(5) تكملة من البيان والتبيين

(6) عند ابن قتيبة في العيون: " ساع سريع نجا، وطالب بطئ رجاء، ومقصر في النار هوى ".

(7) البيان والعيون: " بيديه "

(8) البيان: " فإن اليمين ".

(9 ) الجادة: الطريق الواضح.

(10) البيان: " استتروا بيوتكم "، والعيون " فاستتروا ببيوتكم ".

(11 ) البيان: " وأصلحوا فيما بينكم ".

٢٧٥

للحق هلك قد كانت لكم(1 أمور ملتم فيها على ميلة1) لم تكونوا عندي فيها محمودين(2) و لا مصيبين(1) ، أما إني لو أشاء لقلت عفا الله عما سلف سبق الرجلان، و قام الثالث كالغراب همته بطنه، ويحه(3) لو قص جناحاه و قطع رأسه لكان خيرا له انظروا، فإن أنكرتم فأنكروا، و إن عرفتم فآزروا حق و باطل و لكل أهل و لئن أمر الباطل لقديما فعل، و لئن(4) قل الحق لربما و لعل و قلما أدبر شي‏ء فأقبل(5) ، و لئن رجعت إليكم أموركم إنكم لسعداء، و إني لأخشى أن تكونوا في فترة و ما علينا إلا الاجتهاد. قال شيخنا أبو عثمانرحمه‌الله تعالى، و قال أبو عبيدة، و زاد(6 فيها في رواية جعفر بن محمد (عليه‌السلام ) عن آبائه (عليه‌السلام )6) ، ألا إن أبرار عترتي و أطايب أرومتي أحلم الناس صغارا، و أعلم الناس كبارا، ألا و إنا أهل بيت من علم الله علمنا و بحكم الله حكمنا، و من قول صادق سمعنا، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، و إن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا، ومعنا راية الحق من تبعها لحق، و من تأخر عنها غرق ألا و بنا يدرك ترة كل مؤمن، و بنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم(7) و بنا فتح(8) لا بكم و منا يختم لا بكم. قوله: لا يرعين، أي: لا يبقين أرعيت عليه، أي: أبقيت يقول من أبقى على الناس، فإنما أبقى على نفسه و الهوادة الرفق و الصلح، و أصله اللين و التهويد المشي

____________________

(1) تكملة من البيان والتبيين.

(2) البيان: " بمحمودين "

(3) البيان: " يا ويحه ".

(4) البيان: " ولئن قل ".

(5) البيان: " ما أدبر شئ فأقبل ".

(6 - 6) البيان: " وروى فيها جعفر بن محمد ".

(7) البيان: " من أعناقكم ".

(8) ا، والبيان: " فتح الله ".

٢٧٦

رويدا و في الحديث أسرعوا المشي في الجنازة و لا تهودوا كما تهود أهل الكتاب، و آزرت زيدا أعنته الترة و الوتر و الربقة الحبل يجعل في عنق الشاة، و ردي هلك من الردى، كقولك: عمي من العمى و شجي من الشجا. و قوله: شغل من الجنة و النار أمامه يريد به أن من كانت هاتان الداران أمامه، لفي شغل عن أمور الدنيا إن كان رشيدا. و قوله: ساع مجتهد إلى قوله لا سادس كلام تقديره المكلفون على خمسة أقسام ساع مجتهد، و طالب راج و مقصر هالك، ثم قال: ثلاثة، أي: فهؤلاء ثلاثة أقسام، و هذا ينظر إلى قوله سبحانه:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اَللَّهِ ) (1) ، ثم ذكر القسمين الرابع و الخامس، فقال: هما ملك طار بجناحيه و نبي أخذ الله بيده يريد عصمة هذين النوعين من القبيح، ثم قال لا سادس، أي: لم يبق في المكلفين قسم سادس، و هذا يقتضي أن العصمة ليست إلا للأنبياء و الملائكة و لو كان الإمام يجب أن يكون معصوما لكان قسما سادسا، فإذن قد شهد هذا الكلام بصحة ما تقوله المعتزلة في نفي اشتراط العصمة في الإمامة، اللهم إلا أن يجعل الإمام المعصوم داخلا في القسم الأول، و هو الساعي المجتهد و فيه بعد و ضعف. و قوله: هلك من ادعى و ردي من اقتحم يريد هلك من ادعى، و كذب لا بد من تقدير ذلك؛ لأن الدعوى تعم الصدق و الكذب و كأنه يقول هلك من ادعى الإمامة و ردي من اقتحمها و ولجها عن غير استحقاق؛ لأن كلامه (عليه‌السلام ) في هذه الخطبة كله كنايات عن الإمامة لا عن غيرها.

____________________

(1) سورة فاطر32.

٢٧٧

و قوله اليمين و الشمال مثال؛ لأن السالك الطريق المنهج اللاحب ناج و العادل عنها يمينا و شمالا معرض للخطر. و نحو هذا الكلام ما روي عن عمر أنه لما صدر عن منى في السنة التي قتل فيها كوم كومة من البطحاء(1) ، فقام عليها فخطب الناس فقال: أيها الناس، قد سنت لكم السنن و فرضت لكم الفرائض، و تركتم على الواضحة إلا أن تميلوا بالناس يمينا و شمالا، ثم قرأ:( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ وَ هَدَيْناهُ اَلنَّجْدَيْنِ ) (2) ، ثم قال: إلا إنهما نجدا الخير و الشر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير.

من كلام للحجاج و زياد نسجا فيه على منوال كلام علي (عليه‌السلام )

و قوله إن الله داوى هذه الأمة بدواءين كلام شريف و على منواله نسج الحجاج و زياد كلامهما المذكور فيه السوط و السيف، فمن ذلك قول الحجاج(3) من أعياه داؤه فعلي دواؤه و من استبطأ أجله فعلي أن أعجله و من استثقل رأسه وضعت عنه ثقله، و من استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه إن للشيطان طيفا، و إن للسلطان سيفا، فمن سقمت سريرته صحت عقوبته و من وضعه ذنبه رفعه صلبه، و من لم تسعه العافية لم تضق عنه الهلكة، و من سبقته بادرة فمه سبق بدنه سفك دمه إني لأنذر، ثم لا أنظر و أحذر، ثم لا أعذر و أتوعد، ثم لا أغفر إنما أفسدكم(4) ترقيق ولاتكم و من استرخى لببه(5) ساء أدبه إن الحزم و العزم سلباني

____________________

(1) البطحاء: التراب السهل مما جرته السيول.

(2) سورة البلد 8 - 10

(3) نهاية الإرب 7: 224، صبح الأعشى 1:220، سرح العيون 184

(4) في صبح الأعشى: " ترنيق "، والترنيق الضعف في الامر.

(5) اللبب: ما يشد في صدر الدابة ليمنع استئخار الرحل، يريد أن الهوادة واللين لمما يفسد الرعية.

٢٧٨

سوطي،(1 و جعلا سوطي سيفي1) فقائمه في يدي و نجاده(2) في عنقي و ذبابه(3) قلادة لمن عصاني، و الله لا آمر أحدا أن يخرج من(4 باب من4) أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه. و من ذلك قول زياد: إنما هو زجر بالقول، ثم ضرب بالسوط، ثم الثالثة التي لا شوى(5) لها فلا يكونن لسان أحدكم شفرة(6) تجري على أوداجه(7) و ليعلم إذا خلا بنفسه أني قد حملت سيفي بيده، فإن شهره لم أغمده و إن أغمده لم أشهره. و قوله (عليه‌السلام ) : كالغراب، يعني الحرص و الجشع و الغراب، يقع على الجيفة، و يقع على التمرة، و يقع على الحبة، و في الأمثال أجشع من غراب و أحرص من غراب. و قوله ويحه لو قص يريد لو كان قتل أو مات قبل أن يتلبس بالخلافة لكان خيرا له من أن يعيش و يدخل فيها، ثم قال لهم أفكروا فيما قد قلت فإن كان منكرا فأنكروه، و إن كان حقا فأعينوا عليه. و قوله استتروا في بيوتكم نهي لهم عن العصبية(8) و الاجتماع و التحزب، فقد كان قوم بعد قتل عثمان تكلموا في قتله من شيعة بني أمية بالمدينة.

____________________

(1 – 1)صبح الأعشى: " وأبدلاني به سيفي ".

(2) النجاد: علاقة السيف.

(3) ذباب السيف: حده.

(4 – 4)ساقط من ب، وهو في ا وصبح الأعشى.

(5) لا شوى لها، أي لا خطأ لها، أو لا براء، ومنه قول الكميت: أجيبوا رقى الآسي النطاسي واحذروا * مطفئة الرضف التي لا شوى لها

(6) الشفرة: السكين العظيم، أو ما عرض من الحديد وحدد.

(7) الأوداج: عروق العنق.

(8) ا: " المعصية "

٢٧٩

و أما قوله: قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين، فمراده أمر عثمان و تقديمه في الخلافة عليه، و من الناس من يحمل ذلك على خلافة الشيخين أيضا و يبعد عندي أن يكون أراده؛ لأن المدة قد كانت طالت و لم يبق من يعاتبه ليقول قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين، فإن هذا الكلام يشعر بمعاتبة قوم على أمر كان أنكره منهم و أما بيعة عثمان، ثم ما جرى بينه و بين عثمان من منازعات طويلة و غضب تارة و صلح أخرى و مراسلات خشنة و لطيفة و كون الناس بالمدينة كانوا حزبين و فئتين إحداهما معه (عليه‌السلام ) و الأخرى مع عثمان، فإن(1) صرف الكلام إلى ما قلناه بهذا الاعتبار أليق. و لسنا نمنع من أن يكون في كلامه (عليه‌السلام ) الكثير من التوجد و التألم لصرف الخلافة بعد وفاة الرسول (عليه‌السلام ) عنه، و إنما كلامنا الآن في هذه اللفظات التي في هذه الخطبة على أن قوله (عليه‌السلام ) سبق الرجلان و الاقتصار على ذلك فيه كفاية في انحرافه عنهما. و أما قوله حق و باطل إلى آخر الفصل فمعناه كل أمر فهو إما حق و إما باطل و لكل واحد من هذين أهل و ما زال أهل الباطل أكثر من أهل الحق، و لئن كان الحق قليلا لربما كثر و لعله ينتصر أهله. ثم قال على سبيل التضجر بنفسه و قلما أدبر شي‏ء فأقبل استبعد (عليه‌السلام ) أن تعود دولة قوم بعد زوالها عنهم، و إلى هذا المعنى ذهب الشاعر في قوله:

و قالوا يعود الماء في النهر بعد ما

ذوي نبت جنبيه و جف المشارع

فقلت إلى أن يرجع النهر جاريا

و يعشب جنباه تموت الضفادع

____________________

(1) ا: " وإن ".

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414