الغيبة

الغيبة0%

الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 480

  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24334 / تحميل: 4058
الحجم الحجم الحجم
الغيبة

الغيبة

مؤلف:
العربية

١٨٣ - وقول أمير المؤمنينعليه‌السلام : اللهم إنك لا تخلي الارض من حجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا(١) يدل على ذلك.

على أن قوله: " يقوم بعدما يموت " لو صح الخبر احتمل أن يكون أراد " يقوم(٢) بعدما يموت ذكره " ويخمل ولا يعرف، وهذا جائز في اللغة، وما دللنا به على أن الائمة اثنا عشر يبطل هذا المقام لان الحسن بن عليعليه‌السلام هو الحادي عشر فيبطل قولهم، على أن القائلين بذلك قد انقرضوا ولله الحمد، ولو كان حقا لما انقرض القائلون به.

وأما من ذهب إلى الفترة بعد الحسن بن عليعليه‌السلام وخلو الزمان من إمام.

فقولهم(٣) باطل بما دللنا عليه من أن الزمان لا يخلو عن(٤) إمام في حال من الاحوال، بأدلة عقلية وشرعية، وتعلقهم بالفترات بين الرسل باطل، لان الفترة عبارة عن خلو الزمان من نبي ونحن لا نوجب النبوة في كل حال، وليس في ذلك دلالة على خلو الزمان من إمام، على أن القائلين بذلك قد انقرضوا ولله الحمد فسقط هذا القول أيضا.

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ٢١١، وفي إثبات الهداة: ١ / ٨٦ ح ٤٩ عنه وعن الكافي: ١ / ٣٣٥ ح ٣.

وأخرجه في البحار: ٢٣ / ٢٠ ح ١٧ عن علل الشرائع: ١٩٥ ح ٢ بإسناده عن عليعليه‌السلام وفي ص ٤٤ ح ٩١ عن كمال الدين: ٢٨٩ - ٢٩٤ ح ٢ بعدة طرق.

ورواه في دلائل الامامة: ٢٣٢ - بإسناده عن علي بن الحسين بن بابويه كما في العلل - ونهج البلاغة قصار الحكم رقم ١٤٧.

وأورده في حقائق الايمان: ١٥٤ مرسلا عن عليعليه‌السلام وله تخريجات أخر تركناها حفظا للاختصار.

(٢) في نسخة " ف " أن يقوم.

وقد ذكرنا أنه صرح بذلك في الكمال: ٣٧٨ ح ٣ وغيره.

(٣) في نسخ " أ، ف، م " فقوله.

(٤) في البحار ونسخ " أ، ف، م " من.

(*)

٢٢١

وأما القائلون بإمامة جعفر بن علي بعد أخيهعليه‌السلام .

فقولهم باطل بما دللنا عليه من أنه يجب أن يكون الامام معصوما لا يجوز عليه الخطأ، وأنه يجب أن يكون أعلم الامة بالاحكام، وجعفر لم يكن معصوما بلا خلاف، وما ظهر من أفعاله التي تنافي العصمة أكثر من أن يحصى، لا نطول بذكرها الكتاب، وإن عرض فيما بعد ما يقتضي ذكر بعضها ذكرناه.

وأما كونه عالما فإنه كان خاليا منه فكيف تثبت إمامته، على أن القائلين بهذه المقالة قد انقرضوا أيضا ولله الحمد والمنة.

وأما من قال: لا ولد لابي محمدعليه‌السلام ، فقوله يبطل بما دللنا عليه من إمامة الاثني عشر، وسياقة الامر فيهم(١) .

ويزيده بيانا ما رواه:

١٨٤ - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عقبة بن جعفر قال: قلت لابي الحسنعليه‌السلام : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد، فقال: يا عقبة بن جعفر إن صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى ولده من بعده(٢) .١٨٥ - عنه، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الخزاز، عن عمر بن أبان(٣) عن الحسن(٤) بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر

______________________

(١) من قوله " على أن قوله " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٢١١ - ٢١٢.

(٢) عنه البحار: ٢٥ / ٢٥٠ ح ٣ وإثبات الهداة: ٣ / ١٨٦ ح ٤٢.

وأخرجه في البحار: ٥٠ / ٣٥ ح ٢٢ والاثبات: ٣ / ٣٢٥ ح ٢١ وحلية الابرار: ٢ / ٤٣٢ عن كفاية الاثر: ٢٧٤ بإسناده عن الحميري.

وفي البحار: ٢٣ / ٤٢ ح ٨٠ عن كمال الدين: ٢٢٩ ح ٢٥ باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله.

(٣) قال النجاشي: عمر بن أبان الكلبي أبوحفص، مولى، كوفي ثقة، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، له كتاب.

(٤) في نسخ " أ، ف، م " الحسين بن أبي حمزة.

(*)

٢٢٢

عليه‌السلام قال: يا با حمزة إن الارض لن تخلو إلا وفيها عالم منا، فإن زاد الناس قال: قد زادوا، وإن نقصوا قال: قد نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله(١) .

١٨٦ - وروى محمد بن يعقوب الكليني رفعه قال: قال أبومحمدعليه‌السلام - حين ولد الحجةعليه‌السلام - زعم الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا(٢) هذا النسل، فكيف رأو قدرة الله وسماه المؤمل(٣) .

١٨٧ - وروى سعد بن عبدالله، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنت محبوسا مع أبي محمدعليه‌السلام في حبس المهتدي بن الواثق، فقال لي: يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث(٤) بالله في هذه الليلة وقد بتر الله تعالى عمره، وقد جعله الله للقائم من بعده ولم يكن لي ولد، وسأرزق ولدا.

قال أبوهاشم: فلما أصبحنا [وطلعت الشمس] شغب(٥) الاتراك على المهتدي فقتلوه، وولي المعتمد مكانه وسلمنا الله(٦) .

فأما من زعم أن الامر قد اشتبه عليه فلا يدري هل لابي محمدعليه‌السلام ولد أم لا إلا أنهم متمسكون بالاول حتى يصح لهم الآخر.

فقوله باطل بما دللنا عليه: من صحة إمامة ابن الحسن: وبما بينا من أن الائمة اثنا عشر، ومع ذلك لا ينبغي التوقف بل يجب القطع على إمامة ولده.

______________________

(١) عنه البحار: ٢٥ / ٢٥٠ ح ٤ وإثبات الهداة: ١ / ١٢٣ ح ١٩٥.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " ليقطع.

(٣) عنه البحار: ٥١ / ٣٠ ح ٥ ولم نجده في الكافي، ورواه في مهج الدعوات: ٢٧٦ عن نصر بن علي الجهضمي عن العسكريعليه‌السلام وفي تاريخ الائمة: ٢٢ باختلاف يسير ويأتي الاشارة إلى هذا الحديث في ح ١٩٧.

(٤) في نسخة " ف " يتعبث وكذا في البحار ونسختي " أ، م ".

(٥) من نسخ " أ، ف، م " وفيها: سعت بدل " شغب ".

(٦) تقدم في ح ١٧٣ وله تخريجات ذكرناها هناك.

(*)

٢٢٣

وبما قدمناه أيضا من أنه " لا يمضي إمام حتى يولد له ويرى عقبه "(١) .

ويؤكد ذلك ما رواه.

١٨٨ - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن سليمان بن رشيد(٢) ، عن الحسن بن علي الخزاز قال: دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقال له: أنت إمام؟ قال: نعم، فقال له: إني سمعت جدك جعفر بن محمدعليهما‌السلام يقول: لا يكون الامام إلا وله عقب.

فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت(٣) ؟ ليس هكذا قال جعفرعليه‌السلام ، إنما قال جعفرعليه‌السلام : لا يكون الامام إلا وله عقب إلا الامام الذي يخرج عليه الحسين بن عليعليهما‌السلام فإنه لا عقب له، فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول(٤) .وما دللنا عليه من أن الزمان لا يخلو من إمام عقلا وشرعا يفسد هذا القول أيضا.

١٨٩ - فأما تمسكهم بما روي: " تمسكوا بالاول حتى يصح لكم الآخر "(٥) .

فهو خبر واحد، ومع هذا فقد تأوله سعد بن عبدالله بتأويل قريب قال: قوله: " تمسكوا بالاول حتى يظهر لكم الآخر " هو دليل على إيجاب الخلف، لانه يقتضي وجوب التمسك بالاول ولا يبحث عن أحوال الآخر إذا كان مستورا غائبا في تقية حتى يأذن الله في ظهوره، ويكون الذي يظهر أمره ويشهر نفسه، على أن

______________________

(١) من قوله " فأما من زعم " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٢١٢.

(٢) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهاديعليه‌السلام قائلا: علي بن سليمان بن رشيد بغدادي وكذا ذكره البرقي في أصحاب الهاديعليه‌السلام .

(٣) في نسخ " أ، ف، م " أم تناسيت.

(٤) عنه البحار: ٢٥ / ٢٥١ ح ٥ وج ٥٣ / ٧٥ ح ٧٧ وإثبات الهداة: ١ / ١٢٤ ح ١٩٦ والايقاظ من الهجعة: ٣٥٤ ح ٩٦.

(٥) رواه النعماني في غيبته: ١٥٨ - ١٥٩ ح ٢، ٤ وعنه البحار: ٥٢ / ١٣٢ ح ٣٧.

(*)

٢٢٤

القائلين بذلك قد انقرضوا والحمد لله.

وأما(١) من قال بإمامة الحسنعليه‌السلام وقالوا: انقطعت الامامة كما انقطعت النبوة.

فقولهم باطل بما دللنا عليه من أن الزمان لا يخلو عن(٢) إمام عقلا وشرعا وبما بيناه من أن الائمة اثنا عشر، وسنبين(٣) صحة ولادة القائمعليه‌السلام بعده، فسقط قولهم من كل وجه، على أن هؤلاء قد انقرضوا بحمد الله.

وقد بينا فساد قول الذاهبين إلى إمامة جعفر بن علي من الفطحية الذين قالوا بإمامة عبدالله بن جعفر [لما مات](٤) الصادقعليه‌السلام ، فلما مات عبدالله ولم يخلف ولدا رجعوا إلى القول بإمامة موسى بن جعفر، ومن بعده إلى الحسن بن عليعليهم‌السلام فلما مات الحسنعليه‌السلام قالوا بإمامة جعفر، وقول هؤلاء يبطل من وجوه أفسدناها(٥) ولانه لا خلاف بين الامامية أن الامامة لا تجتمع في أخوين بعد الحسن والحسين وقد رووا في ذلك أخبارا كثيرة(٦)(٧) .

١٩٠ - منها ما رواه سعد بن عبدالله، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: أبى الله أن يجعل الامامة لاخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام (٨) .

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " فأما.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " والبحار: من.

(٣) في نسخ " أ، ف، م " سنبين أيضا.

(٤) من البحار.

(٥) كذا في البحار وفي نسخ الاصل، ولعله من سهو القلم بدل بيناها ونحوه أو الضمير راجع إلى إمامة جعفرعليه‌السلام والجملة مستأنفة.

(٦) من قوله " وما دللنا عليه " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٢١٢ - ٢١٣.

(٧) كالسيد المرتضى في عيون المعجزات: ١٣٤ والصدوق في العلل: ٢٠٨ وغيرهما، راجع البحار: ٢٥.

(٨) عنه إثبات الهداة: ١ / ١٢٤ ح ١٩٧ وفي البحار: ٢٥ / ٢٥١ ح ٦ عنه وعن كمال الدين: ٤١٥ ح ٣ بإسناده عن يونس بن يعقوب باختلاف يسير. وأخرجه في الاثبات المذكور ص ٥١٩ ح ٢٦٣ عن الكمال.

ورواه في الكافي: ١ / ٢٨٦ ح ٢ باسناده عن محمد بن الوليد مثله.

وفي الامامة والتبصرة: ٥٧ ح ٤١ عن سعد وص ٥٨ / ٤٣ باسناده عن يونس بن يعقوب.

٢٢٥

١٩١ - عنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن سليمان بن جعفر، عن حماد بن عيسى الجهني قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام ، لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام ، إنما هي في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(١) .

١٩٢ - وروى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: لا تعود الامامة في أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام أبدا، إنها جرت من علي بن الحسينعليهما‌السلام كما قال عزوجل: *(وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) *(٢) فلا تكون بعد علي بن الحسينعليهما‌السلام إلا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(٣) .

ومنها أنه لا خلاف أنه لم يكن معصوما وقد بينا أن من شرط الامام أن يكون معصوما، وما ظهر من أفعاله ينافي العصمة.

١٩٣ - وقد روي(٤) أنه لما ولد لابي الحسنعليه‌السلام جعفر هنأوه به فلم

______________________

(١) عنه إثبات الهداة: ١ / ١٢٤ ح ١٩٨ وفي البحار: ٢٥ / ٢٥١ ح ٧ عنه وعن كمال الدين: ٤١٤ ح ٢ بإسناده عن سليمان.

وأخرجه في الاثبات المذكور ص ٨٥ ح ٤٦ عن الكافي: ١ / ٢٨٦ ح ٤ بإسناده عن سليمان بن جعفر الجعفري.

(٢) الاحزاب: ٦.

(٣) عنه البحار: ٢٥ / ٢٥٢ ح ٨ وعن كمال الدين: ٤١٤ ح ١ بإسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد مثله وفيه " لا تكون " بدل " لا تعود ".

وفي إثبات الهداة: ١ / ٨٥ ح ٤٨ عن كتابنا هذا وعن الكافي: ١ / ٢٨٥ ح ١ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى مثله.

(٤) رواه في كمال الدين: ٣٢١ بإسناده عن الهاديعليه‌السلام وعنه البحار: ٥٠ / ٢٣١ ح ٥.

(*)

٢٢٦

يروا به سرورا، فقيل له في ذلك فقال: هون عليك أمره سيضل خلقا كثيرا(١) .

١٩٤ - وروى سعد بن عبدالله، قال: حدثني جماعة منهم أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري، والقاسم بن محمد العباسي، ومحمد بن عبيدالله، ومحمد بن إبراهيم العمري وغيرهم ممن كان حبس بسبب قتل عبدالله بن محمد العباسي أن أبا محمدعليه‌السلام وأخاه جعفرا دخلا(٢) عليهم ليلا.

قالوا: كنا ليلة من الليالي جلوسا نتحدث إذ سمعنا حركة باب السجن فراعنا ذلك، وكان أبوهاشم عليلا، فقال لبعضنا: اطلع وانظر ما ترى فاطلع إلى موضع الباب فإذا الباب فتح، وإذا هو برجلين قد أدخلا إلى السجن ورد الباب وأقفل، فدنا منهما فقال: من أنتما؟ فقال أحدهما:(نحن قوم من الطالبية حبسنا فقال: من أنتما؟ فقال)(٣) أنا الحسن بن علي وهذا جعفر بن علي، فقال لهما جعلني الله فداكما إن رأيتما أن تدخلا البيت، وبادر إلينا وإلى أبي هاشم فاعلمنا ودخلا.

فلما نظر إليهما أبوهاشم قام من مضربة(٤) كان تحته فقبل وجه أبي محمدعليه‌السلام وأجلسه عليها وجلس(٥) جعفر قريبا منه، فقال جعفر: واشطناه بأعلى صوته - يعني جارية له - فزجره أبومحمدعليه‌السلام وقال له: أسكت وأنهم رأوا فيه آثار السكر وأن النوم غلبه وهو جالس معهم، فنام على تلك الحال(٦) .

وما روي فيه وله من الافعال والاقوال الشنيعة أكثر من أن تحصى ننزه كتابنا عن ذلك.

______________________

(١) من قوله " ومنها " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٢١٣.

(٢) في البحار: وأخاه جعفر أدخلا.

(٣) ليس في البحار.

(٤) المضربة بفتح الميم وتكسر رائها وتضم في الاخير: القطعة من القطن، ولعل المراد منه ما يطرح على الارض ويقعد عليه(القاموس).

(٥) في البحار: فجلس.

(٦) عنه البحار: ٥٠ / ٣٠٦ ح ٢.

(*)

٢٢٧

فأما من قال: إن للخلف ولدا وأن الائمة ثلاثة عشر.

فقولهم يفسد بما دللنا(١) عليه من أن الائمةعليهم‌السلام اثنا عشر، فهذا القول يجب إطراحه، على أن هذه الفرق كلها قد انقرضت بحمد الله ولم يبق قائل يقول بقولها، وذلك دليل على بطلان هذه الاقاويل(٢) .

______________________

(١) في الاصل: دللناه.

(٢) من قوله " وما روى " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٢١٣.(*)

٢٢٨

٢ – فصل: فأما الكلام في ولادة صاحب الزمان وصحتها فأشياء إعتبارية وأشياء إخبارية

فأما الاعتبارية فهو أنه إذا ثبت إمامته بما دللنا عليه من الاقسام، وإفساد كل قسم منها إلا القول بإمامته ثبت(١) إمامته وعلمنا بذلك صحة ولادته إن لم يرد(٢) فيه خبر أصلا.

وأيضا ما دللنا عليه من أن الائمة اثنا عشر يدل على صحة ولادته، لان العدد لا يكون إلا لموجود.

وما دللنا على أن صاحب الامر لابد له من غيبتين يؤكد ذلك، لان كل ذلك مبني على صحة ولادته.

وأما تصحيح ولادته من جهة الاخبار فسنذكر في هذا الكتاب طرفا مما روي فيه جملة وتفصيلا، ونذكر بعد ذلك جملة من أخبار من شاهده ورآه لان استيفاء ما روي في هذا المعنى يطول به الكتاب.

١٩٥ - أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدثني محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا، عن

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " ثبتت.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " لم يرو.

(*)

٢٢٩

الثقة قال: حدثني عبدالله بن العباس العلوي - وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا(١) في أشياء كثيرة - قال: حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي(٢) ، قال: دخلت على أبي محمدعليه‌السلام بسر من رأى فهنأته بسيدنا صاحب الزمانعليه‌السلام لما ولد(٣) .

١٩٦ - محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن جعفر الاسدي، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة(٤) بنت محمد بن علي الرضاعليهما‌السلام سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم، قالت فلان ابن الحسن فسمته.

فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبرا؟ فقالت: خبرا عن أبي محمدعليه‌السلام كتب به إلى أمه قلت لها: فأين الولد؟ قالت: مستور فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ قالت: إلى الجدة أم أبي محمدعليه‌السلام ، فقلت:(أقتدي)(٥) بمن وصيته إلى امرأة.

فقالت: إقتد(٦) بالحسين بن عليعليهما‌السلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليعليه‌السلام في الظاهر وكان(٧) ما يخرج من علي بن الحسينعليهما‌السلام من علم ينسب إلى زينب سترا على علي بن الحسينعليهما‌السلام .

ثم قالت: إنكم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسينعليه‌السلام يقسم ميراثه وهو في الحياة؟.

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " كان يخالفنا.

(٢) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهمعليهم‌السلام قائلا الحسين بن الحسن الحسيني الاسود، فاضل، يكنى أبا عبدالله، رازي.

(٣) عنه البحار: ٥١ / ١٧ ح ٢٤ وإثبات الهداة: ٣ / ٥٠٦ ح ٣١٢.

(٤) في نسخ الاصل: خديجة والصحيح ما أثبتناه من البحار وغيره.

(٥) ليس في نسخة " ف ".

(٦) في البحار: إقتداء.

(٧) في نسخ " أ، ف، م " فكان.

(*)

٢٣٠

وروى هذا الخبر التلعكبري، عن الحسن بن محمد النهاوندي(١) ، عن الحسن بن جعفر بن مسلم الحنفي، عن أبي حامد المراغي قال: سألت حكيمة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري، وذكر مثله(٢) .

١٩٧ - وقد تقدمت(٣) الرواية من قول أبي محمدعليه‌السلام حين ولد له: وزعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل فكيف رأوا قدرة الله وسماه المؤمل.

١٩٨ - وروى محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الاشعري، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد قال: خرج عن أبي محمدعليه‌السلام حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افترى على الله وعلى أوليائه زعم أنه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله، وولد له ولد وسماه محمدا سنة ست وخمسين ومائتين(٤)(٥) .

______________________

(١) قال النجاشي: الحسن بن محمد النهاوندي، أبوعلي، متكلم جيد الكلام، له كتب.

(٢) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٥٠٦ ح ٣١٣.

وفي البحار: ٥١ / ٣٦٣ ح ١١ عنه وعن كمال الدين: ٥٠١ ح ٢٧ وص ٥٠٧ بإسناده عن محمد بن جعفر.

ورواه في إثبات الوصية: ٢٣٠ عن أبي الحسن محمد بن جعفر الاسدي باختلاف يسير.

وفي الهداية الكبرى للحضيني: ٨٩ بإسناده عن الاسدي باختلاف.

(٣) في ح ١٨٦.

(٤) قال في البحار: ربما يجمع بينه وبين ما ورد من خمس وخمسين بكون السنة في هذا الخبر ظرفا لخرج أو قتل، أو أحداهما على الشمسية والاخرى على القمرية " انتهى ".

نقول: والحمل الاخير لا وجه له، إذ تفاوت الشمسية والقمرية في مدة ست وخمسين ومائتي سنة يكون بما يقرب من ثمان سنين لا سنة واحدة.

(٥) عنه البحار: ٥١ / ٤ ح ٤ وعن كمال الدين: ٤٣٠ ح ٣ عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٤٤١ ح ١١ عنهما وعن الكافي: ١ / ٣٢٩ ح ٥ وص ٥١٤ ح ١ وفيه أحمد بن محمد بن عبدالله الانباري.

وأخرجه في إعلام الورى: ٤١٤ وحلية الابرار: ٢ / ٥٤٩ عن الكافي، وفي كشف الغمة: ٢ / ٤٤٩ عن إرشاد المفيد: ٣٤٩ بإسناده عن الكليني.

ورواه في تقريب المعارف: ١٨٤ عن أحمد بن محمد بن عبيدالله مثله.

(*)

٢٣١

١٩٩ - أبوهاشم الجعفري قال: قلت لابي محمدعليه‌السلام : جلالتك تمنعني عن مسألتك فتأذن لي في أن أسألك؟ قال: سل، قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم، قلت: فإن حدث حدث فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة(١) .

٢٠٠ - وروى محمد بن يعقوب رفعه عن نسيم الخادم، وخادم أبي محمدعليه‌السلام قال: دخلت على صاحب الزمانعليه‌السلام بعد مولده بعشر ليال فعطست عنده.

فقال: يرحمك الله ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك في العطاس؟ هو أمان من الموت ثلاث أيام(٢) .

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ١٦١ ح ١١.

وأخرجه في إعلام الورى: ٤١٣ وحلية الابرار: ٢ / ٥٤٩ وإثبات الهداة: ٣ / ٤٤١ ح ١٠ عن الكافي: ١ / ٣٢٨ ح٢.

وفي كشف الغمة: ٢ / ٤٤٩ والمستجاد: ٥٢٧ والصراط المستقيم: ٢ / ١٧١ عن إرشاد المفيد: ٣٤٩ بإسناده عن محمد بن يعقوب.

ورواه في تقريب المعارف: ١٨٤ وروضة الواعظين ٢٦٢ والفصول المهمة: ٢٩٢ عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري مثله.

(٢) عنه إعلام الورى: ٣٩٥.

وفي البحار: ٥١ / ٥ ح ٨ عنه وح ٧ عن كمال الدين: ٤٣٠ ذح ٥ بإسناده عن نسيم الخادم باختلاف.

وأخرجه في البحار: ٧٦ / ٥٤ ح ١٢ عن الكمال وفي ج ٥٢ / ٣٠ ح ٢٤ عن الكمال: ٤٤١ ح ١١ بسند آخر عن نسيم خادمة أبي محمدعليه‌السلام باختلاف.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٦٨ ح ٣٥ عنها وعن الخرائج: ٢ / ٦٩٣ ح ٧ وج ١ / ٤٦٥ ح ١١ وفي الوسائل: ٨ / ٤٦١ ح ١ عن الكمال بكلا سنديه.

وفي كشف الغمة: ٢ / ٥٠٠ ومنتخب الانوار المضيئة ١٦٠ عن الخرائج.

وفي حلية الابرار: ٢ / ٥٤٤ وتبصرة الولي ح ١١ عن الكمال بالسند الاول.

وفي مستدرك الوسائل: ٨ / ٣٨٣ ح ١ - عن هداية الحضيني: ٨٦ عن غيلان الكلابي عن نسيم - وإثبات الوصية: ٢٢١ عن علان، عن نسيم نحوه.

وأورده في الصراط المستقيم: ٢ / ٢٣٥ عن إبراهيم عن نسيم مثله.

وفي ثاقب المناقب: ٨٦ عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله، عن نسيم باختلاف.

(*)

٢٣٢

٢٠١ - وروى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسي، عن سالم بن أبي حية، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إذا اجتمع ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع القائمعليه‌السلام (١) .

٢٠٢ - وروى محمد بن يعقوب بإسناده، عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس - سماه - قال: أتيت سر من رأى ولزمت باب أبي محمدعليه‌السلام ، فدعاني من غير أن أستأذنت(٢) ، فلما دخلت فسلمت قال لي: يا فلان كيف حالك؟ ثم قال: اقعد يا فلان.

ثم سألني عن جماعة من رجال ونساء من أهلي.

ثم قال لي: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال: فالزم الدار، قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، وكنت أدخل عليه بغير إذن إذا كان في دار الرجال.

فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال، فسمعت حركة في البيت وناداني: مكانك لا تبرح ! فلم أجسر أخرج ولا أدخل فخرجت علي جارية معها شئ مغطى، ثم ناداني: أدخل فدخلت، ثم نادى الجارية فرجعت، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه فكشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم.

ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبومحمدعليه‌السلام .

فقال ضوء بن علي: قلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ قال:

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ١٤٣ ح ٥ وإثبات الهداة: ٣ / ٤٧٠ ح ١٣٩ وعن كمال الدين: ٣٣٣ ح ٢ بإسناده عن أحمد بن هلال باختلاف يسير.

ورواه في إثبات الوصية: ٢٢٧ عن الحميري نحوه، وفي إعلام الورى: ٤٠٣ عن أحمد بن هلال كما في كمال الدين.

(٢) في نسخة " ف " أستأذن وكذا في البحار.

(*)

٢٣٣

سنتين قال العبدي:(١) فقلت لضوء: كم تقدر أنت فقال: أربع عشرة سنة.

قال أبوعلي وأبوعبدالله:(٢) ونحن نقدر إحدى وعشرين سنة(٣) .

٢٠٣ - وبهذا الاسناد، عن عمرو الاهوازي قال: أراني أبومحمدعليه‌السلام إبنه وقال: هذا صاحبكم من بعدي(٤) .

٢٠٤ - وأخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمي، عن أبي عبدالله المطهري، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت: بعث إلي أبومحمدعليه‌السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله

______________________

(١) هو علي بن عبدالرحمن العبدي راوي الخبر عن ضوء بن علي.

(٢) أبوعلي وأبوعبدالله هما محمد والحسن إبنا علي بن إبراهيم روياه عن العبدي على ما في سند الخبر في الكافي وغيره.

(٣) عنه البحار: ٥٢ / ٢٦ ح ٢١ وعن كمال الدين: ٤٣٥ ح ٤ بإسناده عن الكليني.

وقطعة منه في إثبات الهداة ٣ / ٤٤١ ح ١٢ عنهما وعن الكافي.

وأخرجه في حلية الابرار: ٢ / ٥٥٠ ومدينة المعاجز: ٥٩٨ ح ٢١ وتبصرة الولي ح ٢٠ و ١١٥ عن الكافي: ١ / ٥١٤ ح ٢ وص ٣٢٩ ح ٦ إلى قوله " حتى مضى أبومحمدعليه‌السلام " وفيه: نقدر له الآن...الخ.

وقطعة منه في تبصرة الولي: ح ١١٣ عن الكافي: ١ / ٣٣٢ ح ١٤ ورواه في تقريب المعارف: ١٨٤ عن نصر بن علي العجلي مثله.

وفي الخرائج: ٢ / ٩٥٧ عن ضوء بن علي العجلي.

(٤) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٥٠٦ ح ٣١٤.

وأخرجه في إعلام الورى: ٤١٤ وحلية الابرار: ٢ / ٥٤٩ وتبصرة الولي ح ١٩ و ١١١ عن الكافي: ١ / ٣٢٨ ح ٣مثله وص ٣٣٢ ح ١٢ نحوه.

وفي كشف الغمة: ٢ / ٤٤٩ والمستجاد: ٥٢٨ والصراط المستقيم: ٢ / ١٧١ عن إرشاد المفيد: ٣٤٩ بإسناده عن الكليني.

وفي الاثبات المذكور: ٤٤١ ح ٨ عن الكافي وفي ص ٥٨٦ ح ٨٠٢ عن تقريب المعارف: ١٨٤ عن عمرو الاهوازي.

وفي البحار: ٥٢ / ٦٠ ح ٤٨ والصراط المستقيم: ٢ / ٢٤٠ عن إرشاد المفيد ٣٥١ بإسناده عن الكليني كما في الكافي الثاني.

(*)

٢٣٤

عزوجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي.

قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمدعليه‌السلام ، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي ! الخلف ممن هو؟ قال: من سوسن فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن.

قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة(١) ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبومحمدعليه‌السلام من أمر ولي اللهعليه‌السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت(فزعة)(٢) [وخرجت](٣) وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر(قد)(٤) قرب فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمدعليه‌السلام ، فناداني من حجرته: لا تشكي وكأنك(٥) بالامر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى.

قالت حكيمة: فاستحييت من أبي محمدعليه‌السلام ومما وقع في قلبي، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة فلقيتها على باب البيت فقلت: بأبي أنت(وأمي)(٦) هل تحسين شيئا؟ قالت: نعم يا عمة ! إني لاجد أمرا شديدا قلت: لا خوف عليك إن شاء الله تعالى، وأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة

______________________

(١) غفا يغفو غفوا: نام، وقيل: نعس، وقيل: نام نومة خفيفة.

(من هامش البحار).

(٢) ليس في البحار.

(٣) من نسخ " أ، ف، م ".

(٤) ليس في نسخة " ف ".

(٥) في نسخ " أ، ف، م " فكأنك.

(٦) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(*)

٢٣٥

من المرأة للولادة، فقبضت على كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنت أنة وتشهدت ونظرت تحتها، فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الارض بمساجده.

فأخذت بكتفيه فأجلسته في حجري، فإذا هو نظيف مفروغ منه، فناداني أبو محمدعليه‌السلام : يا عمة هلمي فأتيني بابني فأتيته به، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه على عينيه ففتحها(١) ، ثم أدخله في فيه فحنكه ثم [أدخله](٢) في أذنيه وأجلسه في راحته اليسرى، فاستوى ولي الله جالسا، فمسح يده على رأسه وقال له: يا بني انطق بقدرة الله فاستعاذ ولي اللهعليه‌السلام من الشيطان الرجيم واستفتح: *(بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) *(٣) وصلى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى أمير المؤمنين والائمةعليهم‌السلام واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه، فناولنيه(٤) أبومحمدعليه‌السلام وقال: يا عمة رديه إلى أمه *(حتى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *(٥) فرددته إلى أمه وقد انفجر الفجر الثاني، فصليت الفريضة وعقبت إلى أن طلعت الشمس، ثم ودعت أبا محمدعليه‌السلام وانصرفت إلى منزلي.

فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلى ولي الله، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها، فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا فكرهت أن أسأل، فدخلت على أبي محمدعليه‌السلام فاستحييت أن أبدأه بالسؤال، فبدأني فقال:(هو)(٦)

______________________

(١) في نسخة " ف " ففتحتهما.

(٢) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٣) القصص: ٥، ٦.

(٤) في نسخة " ف " وناولنيه وكذا في نسخة " أ ".

(٥) مقتبس من آية: ١٣ من القصص.

(٦) ليس في البحار.

(*)

٢٣٦

يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم، وليكن عندك وعندهم مكتوما، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرئيلعليه‌السلام فرسه *(ليقضي الله أمرا كان مفعولا) *(١) .

٢٠٥ - وبهذا الاسناد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حمويه الرازي، عن الحسين بن رزق الله، عن موسى بن محمد بن جعفر(٢) قال حدثتني حكيمة بنت محمدعليه‌السلام بمثل معنى الحديث الاول إلا أنها قالت: فقال لي: أبومحمدعليه‌السلام يا عمة إذا كان اليوم السابع فأتينا.

فلما أصبحت جئت لاسلم على أبي محمدعليه‌السلام وكشفت عن الستر لاتفقد سيدي فلم أره، فقلت له: جعلت فداك ما فعل سيدي فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسى.

فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلموا إبني، فجئ بسيدي وهو في خرق صفر ففعل به كفعله(٣) الاول، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا وعسلا، ثم قال: تكلم يا بني فقالعليه‌السلام : أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى الائمةعليهم‌السلام حتى وقف على أبيه، ثم قرأ *(بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين - إلى قوله - ما كانوا يحذرون) *(٤) .

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ١٧ ح ٢٥ وحلية الابرار: ٢ / ٥٣٨ وتبصرة الولي: ح ٥.

وقطعة منه في نور الثقلين: ٤ / ١١١ ح ١٦.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٤١٤ ح ٥٢ وص ٥٠٦ ح ٣١٥ وص ٦٨٢ ح ٨٩ تقطيعا.

والآية في الانفال: ٤٢.

(٢) هو موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفرعليهما‌السلام كما في الكافي والكمال.

(٣) في نسخة " ف " كفعاله وكذا في نسختي " أ، م ".

(٤) أخرجه في البحار: ٥١ / ٢ ح ٣ وإعلام الورى: ٣٩٤ والبرهان: ٣ / ٢١٨ ح ٤ ومدينة المعاجز: ٥٨٦ ح ١ وتبصرة الولي: ح ١ وحلية الابرار: ٢ / ٥٢٢ عن كمال الدين: ٤٢٤ ح ١ مفصلا إلى قوله تعالى: *(ما كانوا يحذرون) *.

وأورده في روضة الواعظين: ٢٥٦ مرسلا كما في الكمال.

وفي ثاقب المناقب: ٨٥ عن موسى بن محمد بن القاسم مختصرا.

٢٣٧

٢٠٦ - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن سميع بن بنان، عن محمد بن علي بن أبي الداري، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن روح الاهوازي، عن محمد بن إبراهيم، عن حكيمة بمثل معنى الحديث الاول إلا أنه قال: قالت بعث إلي أبومحمدعليه‌السلام ليلة النصف من شهر رمضان سنه خمس وخمسين ومائتين قالت وقلت له: يا بن رسول الله من أمه؟ قال: نرجس، قالت: فلما كان في اليوم الثالث اشتد شوقي إلى ولي الله، فأتيتهم عائدة فبدأت بالحجرة التي فيها الجارية، فإذا أنا بها جالسة في مجلس المرأة النفساء وعليها أثواب صفر، وهي معصبة الرأس فسلمت عليها والتفت إلى جانب البيت وإذا بمهد عليه أثواب خضر، فعدلت إلى المهد ورفعت عنه الاثواب فإذا أنا بولي الله نائم على قفاه غير محزوم ولا مقموط، ففتح عينيه وجعل يضحك ويناجيني باصبعه(١) ، فتناولته وأدنيته إلى فمي لاقبله، فشممت منه رائحة ما شممت قط أطيب منها، وناداني أبومحمدعليه‌السلام يا عمتي ! هلمي فتاي إلي، فتناوله وقال(٢) : يا بني انطق وذكر الحديث.

قالت ثم تناولته(٣) منه وهو يقول: يا بني استودعك الذي استودعته أم موسى، كن في دعة الله وستره وكنفه وجواره، وقال: رديه إلى أمه يا عمة واكتمي خبر هذا المولود علينا، ولا تخبري به أحدا حتى يبلغ الكتاب أجله، فأتيت أمه وودعتهم وذكر الحديث إلى آخره.

أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال:

______________________

(١) في نسخة " ف " باصبعيه وكذا في نسختي " أ، م ".

(٢) في نسخ " أ، ف، م " وقال له.

(٣) في البحار: ثم تناوله.

(*)

٢٣٨

حدثني الثقة، عن محمد بن علي بن بلال،(١) عن حكيمة بمثل ذلك(٢) .

٢٠٧ - وفي رواية أخرى عن جماعة من الشيوخ أن حكيمة حدثت بهذا الحديث وذكرت أنه كان ليلة النصف من شعبان وأن أمه نرجس وساقت الحديث إلى قولها فإذا أنا بحس سيدي وبصوت أبي محمدعليه‌السلام وهو يقول: يا عمتي هاتي إبني فكشفت عن سيدي.

فإذا هو ساجد متلقيا الارض بمساجده، وعلى ذراعه الايمن مكتوب *(جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)*(٣) فضممته إلي فوجدته مفروغا منه فلففته في ثوب وحملته إلى أبي محمدعليه‌السلام وذكروا الحديث إلى قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين حقا، ثم لم يزل يعد السادة الاوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه ودعا لاوليائه بالفرج على يديه ثم أحجم.

وقالت: ثم رفع بيني وبين أبي محمدعليه‌السلام كالحجاب فلم أر سيدي فقلت: لابي محمد: يا سيدي أين مولاي؟ فقال: أخذه من هو أحق منك ومنا ثم ذكروا الحديث بتمامه وزادوا فيه.

فلما كان بعد أربعين يوما دخلت على أبي محمدعليه‌السلام فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته، فقال أبومحمدعليه‌السلام : هذا المولود الكريم على الله عزوجل فقلت: سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوما، فتبسم وقال: يا عمتي أما علمت أنا معاشر الائمة ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في السنة، فقمت فقبلت رأسه وانصرفت، ثم عدت وتفقدته فلم أره فقلت لابي محمدعليه‌السلام : ما فعل

______________________

(١) عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسكريعليه‌السلام قائلا: محمد بن علي بن بلال ثقة.

وعده في الكنى من أصحاب الهاديعليه‌السلام قائلا: أبوطاهر محمد وأبوالحسن وأبوالمتطبب بنو علي بن بلال بن راشتة المتطبب.

(٢) عنه البحار: ٥١ / ١٩ ح ٢٦ وقطعة منه في تبصرة الولي ح ٨١.

(٣) مقتبس من الاسراء آية ٨١.

(*)

٢٣٩

مولانا.

فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسى(١) .

٢٠٨ - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال: حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب، وكان عاميا بمحل من النصب لاهل البيتعليهم‌السلام يظهر ذلك ولا يكتمه، وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق، فيقول - كلما لقيني - لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به، فأتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه موضع خلوة، فاستقصيت عنه(٢) وسألته أن يخبرني به، فقال: كانت دورنا بسر من رأى مقابل دار ابن الرضا يعني أبا محمد الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فغبت عنها دهرا طويلا إلى قزوين وغيرها، ثم قضي لي الرجوع إليها، فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها وكانت من طبع الاول(٣) مستورة صائنة لا تحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار، فأقمت عندهن(٤) أياما ثم عزمت الخروج، فقالت العجوزة(٥) كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا؟ فأقم عندنا لنفرح بمكانك، فقلت لها على جهة الهزء: أريد أن أصير إلى كربلاء، وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة، فقالت: يا بني أعيذك بالله أن تستهين ما ذكرت أو تقوله على وجه الهزء فإني أحدثك بما رأيته يعني(٦) بعد

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ١٩ ح ٢٧ وصدره في إثبات الهداة: ٣ / ٦٨٢ ح ٩٠.

وأخرجه بطوله في حلية الابرار: ٢ / ٥٢٩ وتبصرة الولي ح ٧ ومدينة المعاجز: ٥٨٨ ح ٤ والبحار: ٥١ / ٢٥ - ٢٧ عن هداية الحضيني: ٧٠ - ٧١.

ورواه بطوله أيضا في إثبات الوصية: ٢١٨ - ٢٢٠.

وأورده في عيون المعجزات: ١٣٩ - ١٤١ كما في إثبات الوصية.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " عليه.

(٣) أي كانت من طبع الخلق الاول هكذا، أي كانت مطبوعة على تلك الخصال في أول عمرها(من البحار).

(٤) في البحار: عندهم.

(٥) في البحار: فقالت العجوز.

(٦) في نسخ " أ، ف، م " بعيني.

(*)

٢٤٠