الغيبة

الغيبة0%

الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 480

  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25048 / تحميل: 4996
الحجم الحجم الحجم
الغيبة

الغيبة

مؤلف:
العربية

٤ - فصل وأما ظهور المعجزات الدالة على صحة إمامته في زمان الغيبة

فهي أكثر من أن تحصى غير أنا نذكر طرفا منها:

٢٣٩ - أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضي أبي محمدعليه‌السلام ، وكان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب السفينة، وخرجت معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا.

فقال: يا بني ردني(ردني)(١) فهو الموت، واتق الله في هذا المال، وأوصى إلي ومات.

فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي(٢) بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط، ولا أخبر أحدا، فإن وضح لي شئ كوضوحه أيام أبي محمدعليه‌السلام أنفذته وإلا تصدقت به.

فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما، فإذا أنا برسول معه

______________________

(١) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٢) في البحار ونسخ " أ، ف، م " يوصى.

(*)

٢٨١

رقعة فيها: يا محمد معك كذا(وكذا)(١) في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما، فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي(٢) رأس، فاغتممت.

فخرج(٣) إلي: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله(٤) .

٢٤٠ - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن الفضل بن يزيد(٥) اليماني قال: كتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويته مفسرا(٦) .

٢٤١ - وبهذا الاسناد، عن بدر - غلام أحمد بن الحسن - قال: وردت

______________________

(١) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٢) في البحار ونسخة " ف " لي.

(٣) في نسخة " ف " وخرج.

(٤) عنه البحار: ٥١ / ٣١٠ ح ٣١ و ٣٢ وعن إرشاد المفيد: ٣٥١ بإسناده عن الكليني.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٥٨ ح ٤ عنهما وعن الكافي: ١ / ٥٨١ ح ٥ وإعلام الورى: ٤١٧ - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: ٢ / ٤٥٠ - نقلا من الارشاد - والخرائج: ١ / ٤٦٢ ح ٧ باختلاف.

وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: ١١٥ عن المفيد باختلاف.

وفي البحار المذكور: ٣٦٤ ح ١٢ عن الخرائج.

وفي مدينة المعاجز: ٦٠٠ ح ٢٥ عن محمد بن يعقوب.

ورواه في تقريب المعارف: ١٩٢ عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار مثله.

والحضيني في هدايته: ٩٠ عن محمد بن جمهور عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار باختلاف يسير.

(٥) في البحار ونسخ " أ، ح، ف، م " زيد.

(٦) عنه البحار: ٥١ / ٣١١ ح ٣٣.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٦١ ذح ١٢ عنه وعن الكافي: ١ / ٥٢١ ضمن ح ١٣ عن الحسن بن الفضل وإعلام الورى: ٤٢٠ والخرائج: ٢ / ٧٠٤ ذح ٢١ وإرشاد المفيد: ٣٥٣ - بإسناده عن الحسن بن الفضل - وكشف الغمة: ٢ / ٤٥٣ - نقلا من الارشاد - وعن كمال الدين: ٤٩٠ قطعة من ح ١٣ بإسناده عن الحسن بن الفضل اليماني نحوه.

وأخرجه في البحار: ٥١ / ٣٢٩ قطعة من ح ٥٢ عن الكمال.

وفي مدينة المعاجز: ٦١١ ح ٧٨ عن عيون المعجزات: ١٤٦ نحوه.

ورواه في تقريب المعارف: ١٩٤ عن الحسن بن الفضل مثله.

(*)

٢٨٢

الجبل وأنا لا أقول بالامامة، أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبدالملك(١) ، فأوصى إلي في علته أن يدفع الشهري(٢) السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن لم أدفع الشهري إلى إذ كوتكين نالني منه استخفاف، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي، ولم أطلع عليه(٣) أحدا، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق أن وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري السمند والسيف والمنطقة(٤) .

٢٤٢ - وبهذا الاسناد، عن علي، عمن حدثه قال: ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره(في)(٥) اليوم السابع، فورد لا تفعل، فمات اليوم السابع أو الثامن، ثم كتبت بموته فورد سيخلف الله غيره وتسميه أحمد ومن بعد أحمد جعفر، فجاء كما قال(٦) .

٢٤٣ - وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر

______________________

(١) في الكافي والارشاد: يزيد بن عبدالله.

(٢) الشهرية بالكسر ضرب من البراذين(قاموس) والسمند: الفرس.

(٣) في نسخة " ف " عليها ولفظ عليه ليس في نسخة " م ".

(٤) عنه البحار: ٥١ / ٣١١ ح ٣٤ وعن إرشاد المفيد: ٣٥٤ بإسناده عن الكليني.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٦٢ ح ١٥ عنهما وعن الكافي ١ / ٥٢٢ ح ١٦ وكشف الغمة: ٢ / ٤٥٤ نقلا من الارشاد وإعلام الورى: ٤٢٠.

وأخرجه في مدينة المعاجز: ٦٠٢ ح ٣٦ عن محمد بن يعقوب.

ورواه في الخرائج: ١ / ٤٦٤ ح ٩ عن بدر غلام أحمد بن الحسن مثله وفي الصراط المستقيم: ٢ / ٢١١ عن بدر غلام أحمد بن الحسن مختصرا وفي عيون المعجزات: ١٤٤ مفصلا باختلاف.

وفي تقريب المعارف: ١٩٥ عن بدر غلام أحمد بن الحسن.

والحضيني في هدايته: ٩٠ مع زيادة في آخره.

(٥) ليس في نسخ " أ، ف، م " والبحار.

(٦) عنه البحار: ٥١ / ٣٠٨ صدر ح ٢٤ وعن إرشاد المفيد: ٣٥٥ - بإسناده عن الكليني باختلاف.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٦٢ ح ١٦ عنهما وعن الكافي ١ / ٥٢٢ صدر ح ١٧ والخرائج: ٢ / ٧٠٤ ح ٢١ أبي جعفر مثله وكشف الغمة: ٢ / ٤٥٥ نقلا من الارشاد.

وأخرجه في البحار المذكور ص ٣٢٨ قطعة من ح ٥١ عن كمال الدين: ٤٨٩ - بإسناده عن محمد بن صالح، عن أبي جعفر باختلاف - ودلائل الامامة: ٢٨٨ بإسناده عن أبي جعفر أيضا وفرج المهموم: ٢٤٤ عن أبي جعفر الطبري والشيخ أبي العباس الحميري.

(*)

٢٨٣

قال: كتب علي بن زياد الصيمري يلتمس كفنا، فكتب إليه: إنك تحتاج [إليه](١) في سنة ثمانين.

فمات في سنة ثمانين، وبعث إليه بالكفن قبل موته(٢) .

٢٤٤ - محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحير(٣) .

فلما كان بعد أشهر، دعا الوزير الباقطاني فقال له: إلق بني الفرات والبرسيين(٤) وقل لهم لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض(٥) عليه(٦) .

______________________

(١) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٢) عنه البحار: ٥١ / ٣١٢ ح ٣٥.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٦٤ ح ٢٦ عنه وعن الكافي: ١ / ٥٢٤ ح ٢٧ وإرشاد المفيد: ٣٥٦ - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: ٤٢١ عن محمد بن يعقوب وكشف الغمة: ٢ / ٤٥٦ نقلا من الارشاد.

وأخرجه في كشف الغمة: ٢ / ٥٠٠ والاثبات المذكور: ٦٩٤ ح ١١٦ عن الخرائج: ١ / ٤٦٣ ح ٨، وفي المستجاد: ٥٤١ عن الارشاد.

وفي مدينة المعاجز: ٦٠٢ ح ٤٧ عن الكافي، وفي ص ٦١١ ح ٨١ عن عيون المعجزات: ١٤٦ باختلاف يسير.

وفي الصراط المستقيم: ٢ / ٢٤٧ ح ١٢ عن الارشاد مختصرا ورواه في تقريب المعارف: ١٩٦ عن عيسى بن نصر.

وفي ثاقب المناقب: ٢٥٧ عن أبي عقيل عيسى بن نصر.

وفي الصراط المستقيم: ٢ / ٢١١ ح ٨ عن علي بن زياد مختصرا.

(٣) كذا في نسخ، ويحتمل أن يكون رسم خط للحائر كالحرث والقسم في الحارث والقاسم، وفي القاموس في معاني الحائر قال: وكربلا كالحير أو موضع بها وفي الخرائج: قبر الحسينعليه‌السلام .

(٤) في البحار بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات كان من وزراء بني العباس، وهو الذي صحح طريق الخطبة الشقشقية.ويحتمل أن يكون المراد النازلين بشط الفرات.وبرس قرية بين الحلة والكوفة.

والمراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمينعليهما‌السلام " انتهى ".

(٥) في نسخ " أ، ف، م " فيقص عليه.

(٦) عنه البحار: ٥١ / ٣١٢ ح ٣٦. وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٦٥ ح ٣٠ عنه وعن الكافي ١ / ٥٢٥ ح ٣١ وإرشاد المفيد: ٣٥٦ - باسناده عن الكليني - والخرائج: ١ / ٤٦٥ ح ١٠ وإعلام الورى: ٤٢١ وتقريب المعارف: ١٩٧ ومدينة المعاجز: ٦٠٣ ح ٥١ عن محمد بن يعقوب وكشف الغمة: ٢ / ٤٥٦ نقلا من الارشاد.

وأخرجه في المستجاد: ٥٤٢ عن الارشاد.

٢٨٤

وأما ما ظهر من جهتهعليه‌السلام من التوقيعات فكثيرة نذكر طرفا منها.

٢٤٥ - أخبرني جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي(١) القمي، قال: حدثني محمد بن علي بن بنان(٢) الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، قال: حدثني علي بن إبراهيم الرازي، قال: حدثني الشيخ الموثوق(٣) به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمدعليه‌السلام مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموه(٤) بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياكم من الضلالة(٥) والفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب أنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساء‌نا فيكم لا فينا، لان الله معنا ولا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا.

يا هؤلاء ! ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعكسون(٦) ؟ أو ما سمعتم الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي

______________________

(١) في البحار ونسخة " ف " الحسين بن محمد القمي.

(٢) في البحار: زبيان الطلحي.

(٣) في نسخة " ف " الموثق.

(٤) في البحار واعلموا.

(٥) في نسخة " أ، ف، م " من الضلال.

(٦) كذا في نسخ الاصل والبحار والاحتجاج، والظاهر " تنتكسون " يقال: انتكس أي وقع على رأسه، وانقلب على رأسه حتى جعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره(من حاشية البحار).

(*)

٢٨٥

الامر منكم) *(١) ؟ أوما علمتم ما جاء‌ت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن(٢) الماضين والباقين منهمعليهم‌السلام ؟ أوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدمعليه‌السلام إلى أن ظهر الماضيعليه‌السلام ، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم؟ فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون.

وإن الماضيعليه‌السلام مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائهعليهم‌السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه ومن هو يسد مسده، لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أن أمر الله تعالى لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبين(٣) منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب.

فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى الشمال، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل(٤) الضال المتتابع في غيه، المضاد لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.

وفي ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداء‌ة(٥) عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالك

______________________

(١) النساء: ٥٩.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " على.

(٣) في نسخة " ف " ابتهر وفي البحار ونسختي " أ، م " تبهر.

(٤) في البحار، الظالم العتل جعفر الكذاب، ويحتمل خليفة ذلك الزمان، " انتهى ".

والعتل بضمتين مشدودة اللام الاكول المنيع الجافي الغليظ(القاموس).

(٥) يقال: أردأه: أهلكه، كقوله: تنادوا فقالوا أردت الخيل نائبا(حاشية البحار).

(*)

٢٨٦

والاسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته، فإنه ولي ذلك والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا، والسلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما(١) .

٢٤٦ - وبهذا الاسناد، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسديرضي‌الله‌عنه ، عن سعد بن عبدالله الاشعري قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعريرحمه‌الله ، أنه جاء‌ه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه(٢) ، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها.

قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمانعليه‌السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إلي في ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه، وتكرر الخطأ فيه، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على(٣) إحسانه إلينا، وفضله علينا، أبى الله عزوجل للحق إلا إتماما(٤) ، وللباطل إلا زهوقا، وهو شاهد علي بما أذكره، ولي عليكم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمة، وسأبين لكم جملة(٥) تكتفون بها إن شاء الله تعالى.

______________________

(١) عنه البحار: ٥٣ / ١٧٨ ح ٩ وعن الاحتجاج: ٤٦٦.

وفي إثبات الهداة: ١ / ١٢٤ ح ١٩٩ مختصرا.

وأورده في منتخب الانوار المضيئة: ١١٨ عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى علي بن محمد الرازي.

وفي الصراط المستقيم: ٢ / ٢٣٥ عن عثمان بن سعيد العمري مختصرا.

(٢) في البحار: أبيه.

(٣) في نسختي " أ، ف " في إحسانه.

(٤) في نسخة " ف " تماما.

(٥) في البحار: ذمة بدل " جملة ".

(*)

٢٨٧

يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا، ولا أهملهم سدى، بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا، ثم بعث إليهم النبيينعليهم‌السلام مبشرين ومنذرين، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتابا، وبعث إليهم ملائكة يأتين(١) بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة.

فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله، وأبرأ الاكمه والابرص بإذن الله، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ، ثم بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رحمة للعالمين، وتمم به نعمته، وختم به أنبياء‌ه، وأرسله إلى الناس كافة، وأظهر من صدقه ما أظهر، وبين من آياته وعلاماته ما بين.

ثم قبضهصلى‌الله‌عليه‌وآله حميدا فقيدا سعيدا، وجعل الامر [من](٢) بعده إلى أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ثم إلى الاوصياء من ولده واحدا واحدا، أحيى بهم دينه، وأتم بهم نوره، وجعل بينهم وبين إخوانهم(٣) وبني عمهم والادنين فالادنين من ذوي أرحامهم فرقانا(٤) بينا يعرف به الحجة من المحجوج، والامام من المأموم.

بأن عصمهم من الذنوب، وبرأهم من العيوب، وطهرهم من الدنس، ونزههم من اللبس، وجعلهم خزان علمه، ومستودع حكمته، وموضع سره، وأيدهم بالدلائل، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عزوجل كل أحد، ولما عرف الحق من الباطل، ولا العالم من الجاهل.

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " بائن.

(٢) من نسخ " أ، ف، م ".

(٣) في نسخ " أ، ف، م " إخوتهم.

(٤) في نسخ " أ، ف، م " فرقا.

(*)

٢٨٨

وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه، أبفقه في دين الله؟ فو الله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب الشعوذة(١) ، ولعل خبره قد تأدى إليكم، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة، أم بآية فليأت بها، أم بحجة فليقمها، أو بدلالة فليذكرها.

قال الله عزوجل في كتابه: *(بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) *(٢) .

فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره(٣) ونقصانه، والله حسيبه.

حفظ الله الحق على أهله، وأقره في مستقره، وقد أبى الله عزوجل أن تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق، واضمحل الباطل، وانحسر عنكم، وإلى الله أرغب في

______________________

(١) قال في القاموس: الشعوذة خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشئ بغير ما عليه، أصله في رأي العين.

(٢) الاحقاف: ١ - ٦.

(٣) العوار: بالفتح وقد يضم: العيب.

(*)

٢٨٩

الكفاية، وجميل الصنع والولاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآل محمد(١) .

٢٤٧ - وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري(وغيرهما)(٢) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمريرحمه‌الله أن يوصل لي كنابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولينا صاحب الدارعليه‌السلام (٣) .

أما ما سألت عنه أرشد الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عزوجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوحعليه‌السلام (٤) .

وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف على نبينا وآله وعليه‌السلام (٥) .

وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب(٦) .

وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع، فما آتانا الله خير مما آتاكم.

______________________

(١) عنه البحار: ٥٣ / ١٩٣ ح ٢١ وفي نور الثقلين: ٥ / ٧ ح ٤ مختصرا وفي البحار: ٥٠ / ٢٢٨ ح ٣ عنه وعن الاحتجاج: ٤٦٨ باختلاف يسير وقطعة منه في إثبات الهداة: ١ / ٥٥٠ ح ٣٧٧.

وأخرجه في البحار: ٢٥ / ١٨١ ح ٤ ومعادن الحكمة: ٢ / ٢٧٥ عن الاحتجاج.

ويأتي الاشارة إلى هذا الحديث في ح ٣٢١.

(٢) ليس في نسخة " ف ".

(٣) في نسخ " أ، ف، م " والبحار: صاحب الزمانعليه‌السلام .

(٤) من أوله إلى هنا في نور الثقلين: ٢ / ٣٦٨ ح ١٣٨.

(٥) من أوله إلى هنا في البحار: ٥٠ / ٢٢٧ ح ١ عن الاحتجاج: ٤٦٩ - ٤٧٠.

(٦) من قوله " وأما الفقاع " إلى هنا في البحار: ٧٩ / ١٦٦ ح ٢ عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج: ٤٧٠.

وأخرجه في البحار: ٦٦ / ٤٨٢ ح ٢ والوسائل: ١٧ / ٢٩١ ح ١٥ عنه وعن كمال الدين: ٤٨٤.

وشلماب، شلمابة: شربة تتخذ من مطبوخ الشلجم.

(*)

٢٩٠

وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله عزوجل، كذب(١) الوقاتون(٢) .

وأما قول من زعم أن الحسينعليه‌السلام لم يقتل، فكفر وتكذيب وضلال(٣) .

وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله(عليكم)(٤)(٥) .

وأما محمد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي(٦) .

وأما محمد بن علي بن مهزيار الاهوازي فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شكه.

وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام(٧) .

وأما محمد بن شاذان بن نعيم فإنه رجل من شعيتنا أهل البيت.

وأما أبوالخطاب محمد بن(أبي)(٨) زينب الاجدع [فإنه](٩) ملعون

______________________

(١) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وكذب.

(٢) من قوله: " وأما ظهور الفرج " إلى هنا في البحار: ٥٢ / ١١١ ح ١٩ عن الاحتجاج: ٤٧٠.

(٣) من قوله: " وأما من زعم " إلى هنا في إثبات الهداة: ٣ / ٧٥٧ صدر ح ٤٢ عن كتابنا هذا.

وأخرجه في البحار: ٤٤ / ٢٧١ ح ٣ والعوالم: ١٧ / ٥١٨ ح ٣ عن الاحتجاج: ٤٧٠.

(٤) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٥) من قوله: " وأما الحوادث الواقعة " إلى هنا في البحار: ٢ / ٩٠ ح ١٣ والعوالم: ٣ / ٤١٠ ح ١٠ عن الاحتجاج: ٤٧٠.

(٦) من قوله: " وأما محمد بن عثمان " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٣٤٩ عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج: ٤٧٠.

ومن قوله: " وأما الحوادث الواقعة " إلى هنا في الوسائل: ١٨ / ١٠١ ح ٩ عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج والكمال: ٤٨٤ - ٤٨٥.

(٧) من قوله: " وأما ما وصلتنا " إلى هنا في الوسائل: ١٢ / ٨٦ ح ٣ عن الكمال: ٤٨٥.

(٨) ليس في نسخة " ف ".

(٩) من البحار.

(*)

٢٩١

وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم وإني منهم برئ وآبائيعليهم‌السلام منهم براء(١) .

وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران.

وأما الخمس(٢) فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث(٣) .

وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله على ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا في صلة الشاكين.

وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) *(٤) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي(٥) .

وأما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الابصار السحاب، وإني لامان أهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء، فاغلقوا [أبواب](٦) السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم، وأكثروا

______________________

(١) من قوله: " وأما أبوالخطاب " إلى هنا في إثبات الهداة: ٣ / ٧٥٧ ذح ٤٢ ومستدرك الوسائل: ١٢ / ٣١٦ ح ٢٣ عن كتابنا هذا وعن الكمال: ٤٨٥.

وأخرجه في البحار: ٤٧ / ٣٣٤ ح ٢ عن الاحتجاج: ٤٧٠.

(٢) تحقيق ما أحل من الخمس للشيعة في زمان الغيبة يطلب من الكتب الفقهية وفيه روايات وأقوال، والاظهر والاشهر أن المراد بهذا الخبر وأمثاله إباحة الخمس في المناكح للشيعة في زمان الغيبة لتطيب ولادتهم دون الخمس في غيرها فإن الخمس في غيرها واجب في زمان الغيبة أيضا والله العالم.

(٣) من قوله: " وأما المتلبسون " إلى هنا في البحار: ٩٦ / ١٨٤ ح ١ عن الاحتجاج.

وفي الوسائل: ٦ / ٣٨٣ ح ١٦ عن الكمال: ٤٨٥ والاحتجاج.

(٤) المائدة: ١٠١.

(٥) من قوله: " وأما علة ما وقع من الغيبة " إلى هنا في نور الثقلين: ١ / ٦٨٢ ح ٤٠٨ عن كمال الدين: ٤٨٥.

(٦) من البحار.

(*)

٢٩٢

الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى(١) .

٢٤٨ - وأخبرنا الحسين بن إبراهيم(٢) ، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح(٣) ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب(٤) قال: حدثني أبوالحسن أحمد بن محمد بن تربك(٥) الرهاوي، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أو قال أبوالحسن(علي بن)(٦) أحمد الدلال القمي قال: إختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض إلى الائمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا؟ فقال قوم هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لان الاجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزوجل وقال آخرون بل الله تعالى أقدر الائمة على ذلك وفوضه إليهم فخلقوا ورزقوا وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا.

______________________

(١) عنه البحار: ٥٣ / ١٨٠ ح ١٠ وعن الاحتجاج: ٤٦٩ عن الكليني وكمال الدين: ٤٨٣ ح ٤ عن ابن عصام عن الكليني باختلاف.

وفي منتخب الانوار المضيئة: ١٢٢ والخرائج: ٣ / ١١١٣ ح ٣٠ عن ابن بابويه وفي كشف الغمة: ٢ / ٥٣١ عن إعلام الورى.

وفي البحار: ٧٨ / ٣٨٠ ح ١ عن الدرة الباهرة: ٤٧ مختصرا.

وأورده في إعلام الورى: ٤٢٣ عن محمد بن يعقوب مثله.

(٢) هو أما الحسين بن إبراهيم القزويني الذين ذكره الشيخ في ترجمة الحسين بن أبي غندر أو الحسين بن إبراهيم القمي المعروف بابن الخياط: فاضل، جليل من رجال الخاصة الذي ذكره العلامة في إجازته الكبيرة لبني زهرة وكناه بأبي عبدالله.

ويأتي في ح ٣٣٥ بعنوان الحسين بن إبراهيم القمي.

(٣) قال النجاشي: أحمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح السيرافي: نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه، متقنا لما يرويه، فقيها، بصيرا بالحديث والرواية، وهو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه.

(٤) قال النجاشي: هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب أبونصر المعروف بابن برينة، كان يذكر أن أمه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، سمع حديثا كثيرا.

(٥) في نسختي " ف، م " تريك.

(٦) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(*)

٢٩٣

فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك فيوضح(١) لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلى صاحب الامر عجل الله فرجه، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: " إن الله تعالى هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق، لانه ليس بجسم ولا حال في جسم، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم، وأما(٢) الائمةعليهم‌السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق، إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم "(٣) .

٢٤٩ - وبهذا الاسناد، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبوالحسن بن كثير النوبختي(٤) رحمه‌الله ، وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه أنه حمل إلى أبي [جعفر](٥) رضي‌الله‌عنه في وقت من الاوقات ما ينفذه إلى صاحب الامرعليه‌السلام من قم ونواحيها.

فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودعه وجاء لينصرف، قال له أبوجعفر: قد بقي شئ مما استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبق شئ يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته، فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شئ فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك.

فمضى الرجل، فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره

______________________

(١) في البحار ونسخ " أ، ف، م " ليوضح.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " فأما.

(٣) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٧٥٧ ح ٤٣ وعن الاحتجاج: ٤٧١ نحوه.

وأخرجه في البحار: ٢٥ / ٣٢٩ ح ٤ وإثبات الهداة: ٣ / ٧٦٣ ح ٦٥ عن الاحتجاج.

(٤) الظاهر أنه أبوالحسن بن كبرياء النوبختي الآتي ذكره في ح ٣٤٨.

وفي إثبات الهداة ونسخ " أ، ف، م " أبوالحسن بن زكريا النوبختي.

(٥) من نسخ " أ، ف، م " والبحار.

(*)

٢٩٤

من كان في جملته، فرجع إلى أبي جعفر فقال له: لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي(وقد حملته)(١) إلى حضرتك، فقال له أبوجعفر: فإنه يقال: لك الثوبان السردانيان(٢) اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما، فمضى الرجل، فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله(٣) وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر، فرجع إلى أبي جعفر(فأخبره)(٤) .

فقال له أبوجعفر يقال لك: إمض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن، فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما(٥) في جانبه، فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر، ومضى لوجهه إلى الموضع، ففتق العدل الذي قال له: افتقه، فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء(بهما)(٦) إلى أبي جعفر، فسلمهما(٧) إليه وقال له: لقد نسيتهما(٨) لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليكون ذلك أحفظ لهما.

وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبوجعفر عن عجيب الامر الذي لا يقف إليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما أنفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد

______________________

(١) في البحار: إلا وقد حملت إليك.

(٢) السردانية جزيرة كبيرة ببحر المغرب(قاله في القاموس).

ولعل الثواب السرداني منسوب إلى هذه الجزيرة.

(٣) في نسخ " أ، ف، م " إلا وفتشه وحمله.

(٤) ليس في نسخة " ف ".

(٥) في نسخة " ف " وإنهما.

(٦) ليس في نسخة " ف ".

(٧) في نسخة " ف " وسلمهما.

(٨) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أنسيتهما.

(*)

٢٩٥

من يثقون به، ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب، لان الامر كان حادا(جدا)(١) في زمان المعتضد، والسيف يقطر دما كما يقال: وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن، وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف من يحمله على خبره ولا حاله، وإنما يقال: إمض إلى موضع كذا وكذا، فسلم ما معك(من)(٢) غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب، لئلا يوقف على ما تحمله منه(٣) .

٢٥٠ - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي الكوفيرضي‌الله‌عنه أنه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله عن محمد بن عثمان العمريقدس‌سره : وأما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقول الناس: إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان، فما أرغم أنف الشيطان بشئ أفضل من الصلاة(٤) فصلها وارغم [أنف](٥) الشيطان(٦) .

٢٥١ - [و](٧) قال أبوجعفر بن بابويه في الخبر الذي روي(٨) فيمن أفطر

______________________

(١) ليس في البحار.

(٢) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٣) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٦٨٦ ح ٩٧ والبحار: ٥١ / ٣١٦ ح ٣٨.

(٤) في البحار: بشئ مثل الصلاة، وفي نسخة " ف " فصليها بدل " فصلها ".

(٥) من البحار.

(٦) أخرجه في البحار: ٥٣ / ١٨٢ ح ١١ وج ٨٣ / ١٤٦ ح ١ عن الاحتجاج: ٤٧٩ وكمال الدين: ٥٢٠ قطعة من ح ٤٩ وفي الوسائل: ٣ / ١٧٢ ح ٨ عنهما وعن الفقيه: ١ / ٤٩٨ ح ١٤٢٧ والتهذيب: ٢ / ١٧٥ ح ١٥٥ والاستبصار: ١ / ٢٩١ ح ١.

(٧) من نسخ " أ، ح، ف، م ".

(٨) رواه إبن عيسى في نوادره: ٦٧ ح ١٤٠ وعنه الوسائل: ٧ / ٣٢ ح ١٣ وعن التهذيب: ٤ / ٢٠٨ ح ١١ والاستبصار: ٢ / ٩٧ ح ٦. وفي الوسائل المذكور ص ٣٦ ح ٢ عن التهذيبين ولكن في الوسائل " أو " بدل " و ".وفي البحار: ٩٦ / ٢٨١ ح ٧ عن النوادر.

٢٩٦

يوما في(١) شهر رمضان متعمدا أن عليه ثلاث كفارات: فإني أفتي به فيمن أفطر بجماع محرم عليه أو بطعام محرم عليه، لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الاسدي(٢) فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه (٣) .

٢٥٢ - أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون، عن أبي علي محمد بن همام، قال أبوعلي: وعلى خاتم أبي جعفر السمانرضي‌الله‌عنه لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فسألته عنه فقال: حدثني أبومحمد يعني صاحب العسكرعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام (أنهم)(٤) قالوا: كان لفاطمةعليها‌السلام خاتم فصه عقيق، فلما حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسنعليه‌السلام ، فلما حضرته الوفاة دفعه إلى الحسينعليه‌السلام .

قال الحسينعليه‌السلام فاشتهيت أن أنقش عليه شيئا، فرأيت في النوم المسيح عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه‌السلام ، فقلت له: يا روح الله ما أنقش على خاتمي هذا؟ قال: انقش عليه لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فإنه أول التوراة وآخر الانجيل(٥) .

٢٥٣ - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام (٦) قال: حدثنا، علي بن محمد الكليني، قال: كتب محمد بن زياد

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " من.

(٢) هو محمد بن جعفر بن عون الاسدي.

(٣) الفقيه: ٢ / ١١٨ ذح ١٨٩٢ وعنه الوسائل: ٧ / ٣٦ ح ٣.

وأخرجه في البحار: ٩٦ / ٢٨٠ ح ٤ عن الاحتجاج: ٤٨٠ نقلا عن ابن بابويه.

(٤) ليس في نسخة " ف " وكذا في نسختي " أ، م ".

(٥) لم نجد له تخريجات.

(٦) قال النجاشي: الحسن بن حمزة بن علي بن عبد(عبيد) الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بنعلي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبومحمد الطبري يعرف بالمرعش(المرعشي) كان من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنة ٣٥٦ ومات سنة ٣٥٨، له كتب منها كتاب في الغيبة كتاب جامع.

٢٩٧

الصيمري يسأل صاحب الزمان عجل الله فرجه كفنا يتيمن بما يكون من عنده، فورد إنك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين فماترحمه‌الله في [هذا](١) الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر(٢) .

٢٥٤ - وأخبرني جماعة، عن أحمد بن محمد بن عياش(٣) ، قال حدثني ابن مروان الكوفي(٤) ، قال: حدثني ابن أبي سورة قال: كنت بالحائر زائرا عشية عرفة فخرجت متوجها على طريق البر، فلما انتهيت [إلى](٥) المسناة جلست إليها مستريحا، ثم قمت أمشي وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي: هل لك في الرفقة؟ فقلت: نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي، فأعلمته أني مضيق لا شئ معي ولا في يدي، فالتفت إلي فقال لي: إذا دخلت الكوفة فائت [دار](٦) أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه، فإنه سيخرج إليك(٧) وفي يده دم الاضحية، فقل له: يقال لك إعط هذا الرجل

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) عنه البحار: ٥١ / ٣١٧ ح ٣٩ وعن فرج المهموم: ٢٤٤ باسناده إلى الطبري ودلائل الامامة: ٢٨٥ باسناده إلى علي بن محمد السمري.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٧٧ ح ٧٣ عن كتابنا هذا وعن كمال الدين: ٥٠١ ح ٢٦ عن علي بن محمد الصيمري نحوه وفي ص ٧٠١ ح ١٤٠ عن دلائل الامامة.

وأخرجه في البحار المذكور: ٣٣٥ ح ٥٩ ومنتخب الانوار المضيئة: ١٢٧ عن الكمال.

وتقدم نحو هذا الخبر في ح ٢٤٣ بسند آخر عن علي بن زياد الصيمري، ولا يبعد تعدد القضية.

(٣) قال النجاشي: أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري، أبوعبدالله، كان سمع الحديث فأكثر، واضطرب في آخر عمره.

وعنونه الشيخ أيضا في فهرسته ورجاله وقال: مات سنة ٤٠١.

(٤) هو أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان الآتي ذكره في ح ٢٥٥.

(٥) من البحار وتبصرة الولي.

(٦) من البحار وتبصرة الولي.

(٧) في المصدر: عليك.

(*)

٢٩٨

الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني ومضى لوجهه لا أدري أين سلك.

ودخلت الكوفة فقصدت [دار](١) أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري(٢) ، فقرعت [عليه](٣) بابه كما قال لي وخرج إلي وفي يده دم الاضحية فقلت له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فقال: سمعا وطاعة ودخل فأخرج إلي الصرة فسلمها إلي فأخذتها وانصرفت(٤) .

٢٥٥ - وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان(٥) ، قال: حدثني أبوعيسى محمد بن علي الجعفري وأبوالحسين محمد بن علي بن الرقام قالا: حدثنا أبوسورة - قال أبو غالب: وقد رأيت ابنا لابي سورة، وكان أبوسورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين.

قال أبوسورة: خرجت إلى قبر أبي عبداللهعليه‌السلام أريد يوم عرفة فعرفت(٦) يوم عرفة، فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد، وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي(٧) ، فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلى(٨) شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض فمضيت

______________________

(١، ٢) من البحار وتبصرة الولي.

(٣) قال النجاشي: محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبوطاهر الزراري حسن الطريقة، ثقة عين، وله إلى مولانا أبي محمدعليه‌السلام مسائل والجوابات مات في سنة: ٣٠١ وكان مولده سنة: ٢٣٧.

(٤) عنه البحار: ٥١ / ٣١٨ ح ٤٠ وإثبات الهداة: ٣ / ٦٨٧ ح ٩٨ وتبصرة الولي ح ٧١.

(٥) هو محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان، أبوعبدالله البغدادي نزيل الكوفة، روى عن عبدالله بن ناجية وحامد بن شعيب(العبر: ٢ / ١٥٠).

(٦) عرفت من باب التفعيل، أي أدركت عرفة عند قبرهعليه‌السلام .

(٧) في البحار: مسيفي.

(٨) في نسخ " أ، ف، م " على.

(*)

٢٩٩

طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر.

قال أبوسورة: ثم أسفت على فراقه فاتبعته فقال لي: تعال فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي(١) على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري فيخرج إليك(٢) من منزله وفي يده الدم من الاضحية(٣) فقل له: شاب من صفته كذا يقول: لك صرة فيها عشرون دينارا جاء‌ك بها بعض إخوانك فخذها منه.

قال أبوسورة: فصرت إلى أبي طاهر [بن](٤) الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال: الحمد لله ورأيته، فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت.

قال أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان - وهو أيضا من أحد مشايخ الزيدية - حدثت بهذا الحديث أبا الحسن(٥) محمد بن عبيدالله العلوي ونحن نزول بأرض الهر، فقال: هذا حق جاء‌ني رجل شاب فتوسمت(٦) في وجهه سمة فانصرف(٧) الناس كلهم، وقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلفعليه‌السلام إلى بعض إخوانه ببغداد فقلت له: معك راحلة فقال: نعم في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئ بها، ووجهت معه غلاما فأحضر راحلته وأقام عندي يومه ذلك، وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري، قال: فقلت له على أي طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلى

______________________

(١) في الخرائج: الغري.

(٢) في البحار والخرائج: فسيخرج.

(٣) في نسختي " أ، ف " دم الاضحية.

(٤) من البحار.

(٥) في البحار وتبصرة الولي: أبا الحسين.

(٦) توسمت في وجهه الخير أي تفرست(البحار).

وفي نسخ " أ، ف، م " فتأسمت.

(٧) في نسخة " ف " والبحار: فصرفت الناس.

(*)

٣٠٠