الغيبة

الغيبة0%

الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 480

  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25045 / تحميل: 4996
الحجم الحجم الحجم
الغيبة

الغيبة

مؤلف:
العربية

القائمعليه‌السلام فقال: ليغيبن عنهم حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة(١) .

٢٩١ - عنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالرحمن بن سيابة(٢) ، عن عمران بن ميثم(٣) ، عن عباية بن ربعي الاسدي(٤) قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: [كيف](٥) أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى يبرأ بعضكم من بعض(٦) .

٢٩٢ - وقد روي(عن)(٧) علي بن يقطين قال: قال لي أبوالحسنعليه‌السلام : يا علي(إن)(٨) الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة(٩) .

______________________

(١) عنه البحار: ٥٢ / ١٠١ ح ١ وإثبات الهداة: ٣ / ٥١٠ ح ٣٣٣ وأخرجه في البحار: ٥١ / ١١٩ ح ١٩ والاثبات المذكور ص ٤٦٣ ح ١١٠ وص ٤٦٤ ح ١١٦ وإعلام الورى: ٤٠٠ عن كمال الدين: ٣٠٢ ح ٩ - باسناده عن جعفر بن محمد بن مالك وص ٣٠٣ ح ١٥ - باسناده عن إسحاق بن محمد الصيرفي [عن هشام] عن فرات بن أحنف، عن الاصبغ بن نباتة، عنهعليه‌السلام باختلاف يسير. وفي البحار: ٥١ / ١١٢ ذح ٧ عن غيبة النعماني: ١٤٠ ذح ١ ورواه في دلائل الامامة: ٢٩٣ - باسناده عن أبي هاشم باختلاف يسير. وفي إثبات الوصية: ٢٢٤ باسناده عن إبراهيم بن هاشم مثله. وفي تقريب المعارف: ١٨٩ عن فرات بن أحنف.

(٢) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الصادقعليه‌السلام قائلا: عبدالرحمن بن سيابة الكوفي البجلي البزار، مولى بياع السابري.

(٣) قال النجاشي: عمران ين ميثم بن يحيى الاسدي، مولى ثقة، روى عن أبي عبدالله وأبي جعفرعليهما‌السلام .

(٤) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الحسنعليه‌السلام قائلا: عباية بن عمرو بن ربعي.

وعده البرقي في رجاله من خواص أصحاب عليعليه‌السلام .

(٥) من نسخة " ف ".

(٦) عنه البحار: ٥١ / ١١١ ح ٥ وإثبات الهداة: ٣ / ٥١٠ ح ٣٣٤.

(٧، ٨) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٩) قوله: " تربى بالاماني منذ مائتي سنة " أي يربيهم ويصلحهم أئمتهمعليهم‌السلام بأن يمنوهم تعجيل الفرج، وقرب ظهور الحق لئلا يرتدوا وييأسوا. والمائتان مبني على ما هو المقرر عند المنجمين والمحاسبين من إتمام الكسور - إن كانت أكثر من النصف - وإسقاطها - إن كانت أقل منه - وإنما قلنا ذلك لان صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظمعليه‌السلام كان أنقص من المأتين بكثير إذ وفاتهعليه‌السلام كانت في سنة ثلاث وثمانين ومائة، فكيف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف، كذا خطر بالبال.

وبدا لي وجه آخر أيضا وهو أن يكون إبتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالاخبار بالائمةعليهم‌السلام ومدة ظهورهم وخفائهم، فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين، ولو كان كسر قليل في العشر الاخير يتم على القاعدة السالفة.

ووجه ثالث وهو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق واللاحق معا، ولذا أتى بالمضارع، ويكون الابتداء من الهجرة، فينتهي إلى ظهور أمر الرضاعليه‌السلام وولاية عهده، وضرب الدنانير باسمه، فإنها كانت في سنة المائتين.

ووجه رابع وهو أن يكون " تربى " على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي والآتي، لكن يكون إبتداء التربية بعد شهادة الحسينعليه‌السلام ، فإنها كانت الطامة الكبرى، وعندها احتاجت الشيعة إلى أن تربى، لئلا يزلوا فيها، وانتهاء المائتين أول إمامة القائمعليه‌السلام وهذا مطابق للمائتين بلا كسر. وإنما وقتت التربية والتنمية بذلك، لانهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم.

وأيضا بعد علمهم بوجود المهديعليه‌السلام يقوى رجاؤهم، فهم مترقبون بظهوره لئلا يحتاجون إلى التنمية، ولعل هذا أحسن الوجوه التي خطر جميعها بالبال، والله أعلم بحقيقة الحال.

٣٤١

وقال يقطين(١) لابنه علي، ما بالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا من مخرج واحد غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه، وكان(٢) كما قيل لكم، وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني.

ولو قيل [لنا](٣) إن هذا الامر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجعت(٤) عامة الناس عن الاسلام، ولكن قالوا: ما أسرعه وما

______________________

(١) يقطين كان من أتباع بني العباس، فقال لابنه علي - الذي كان من خواص الكاظمعليه‌السلام - ما بالنا وعدنا دولة بني العباس على لسان الرسول والائمة صلوات الله عليهم فظهر ما قالوا، ووعدوا وأخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل؟ والجواب متين ظاهر مأخوذ عن الامامعليه‌السلام .

(٢) في نسخ " أ، ف، م " فكان.

(٣) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٤) في نسخة " ف " ولرجع وكذا في نسختي " أ، م ".

(*)

٣٤٢

أقربه؟ تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج(١) .

٢٩٣ - وروى الشلمغاني في كتاب الاوصياء: أبوجعفر المروزي قال: خرج جعفر بن محمد بن عمر [و](٢) وجماعة إلى العسكر(٣) ورأوا أيام أبي محمدعليه‌السلام في الحياة، وفيهم علي بن أحمد بن طنين(٤) ، فكتب جعفر بن محمد بن عمر [و](٥) يستأذن في الدخول إلى القبر(٦) فقال له علي بن أحمد: لا تكتب إسمي فإني لا أستأذن، فلم يكتب إسمه، فخرج إلى جعفر.

" أدخل أنت ومن لم يستأذن "(٧) .

______________________

(١) عنه البحار: ٥٢ / ١٠٢ ح ٤ وعن غيبة النعماني: ٢٩٥ ح ١٤ نقلا من الكافي: ١ / ٣٦٩ ح ٦ - باسناده عن علي بن يقطين.

(٢) من نسخة " ف ".

(٣) العسكر: إسم قرية أو محلة في سامراء للامام علي النقي والحسن العسكريعليهما‌السلام .

(٤) في نسخ " أ، ف، م " ظنين.

(٥) من نسخ " أ، ف، م ".

(٦) المراد بالقبر هي المقبرة المطهرة للامامين العسكريينعليهما‌السلام .

(٧) عنه البحار: ٥١ / ٢٩٣ ح ٢ وتبصرة الولي: ح ٧٩.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٧٦ ح ٦٧ عنه وعن كمال الدين: ٤٩٨ ح ٢١ باسناده عن أبي جعفر المروزي عن جعفر بن عمرو نحوه.

وأخرجه في البحار المذكور ص ٣٣٤ ذح ٥٨ عن الكمال.

وأورده في الخرائج: ٣ / ١١٣١ ح ٥٠ عن جعفر بن عمرو كما في الكمال.(*)

٣٤٣

٣٤٤

٦ - فصل: في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة

وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة نذكر طرفا من أخبار من كان يختص بكل إمام، ويتولى له الامر على وجه من الايجاز، ونذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة، ومن كان مذموما سيئ المذهب ليعرف الحال في ذلك.

٢٩٤ - وقد روي في بعض الاخبار(١) أنهمعليهم‌السلام قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله، وهذا ليس على عمومه، وإنما قالوا لان فيهم من غير وبدل وخان على ما سنذكره(٢) .

٢٩٥ - وقد روى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمانعليه‌السلام إن أهل بيتي يؤذوني ويقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائكعليهم‌السلام أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتب: ويحكم ما تقرؤن ما قال الله تعالى: *(وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا

______________________

(١) لم نجد له تخريجا.

(٢) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٣ ح ١.

(*)

٣٤٥

فيها قرى ظاهرة) *(١) فنحن والله القرى التي بارك [الله](٢) فيها وأنتم القرى الظاهرة(٣) .

فمن المحمودين حمران بن أعين:

٢٩٦ - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام - وذكرنا حمران بن أعين - فقال: لا يرتد والله أبدا، ثم أطرق هنيئة، ثم قال: أجل لا يرتد والله أبدا(٤) .ومنهم المفضل بن عمر:

٢٩٧ - بهذا الاسناد، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن أسد بن أبي علاء، عن هشام بن أحمر قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل على صدره فابتدأني فقال: نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل ابن عمر الجعفي، نعم والله الذي لا إله إلا هو، الرجل(هو)(٥) المفضل بن عمر الجعفي حتى أحصيت

______________________

(١) سبأ: ١٨.

(٢) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٣) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٣ ذح ١ والوسائل: ١٨ / ١١٠ ح ٤٦ والمحجة للبحراني(ره): ١٧٥ وعن كمال الدين: ٤٨٣ ح ٢ عن أبيه وابن الوليد معا، عن الحميري.

وأخرجه في البحار: ٥٣ / ١٨٤ ح ١٥ وإعلام الورى: ٤٢٤ ونور الثقلين ٤ / ٣٣٢ ح ٥١ عن الكمال.

وفي ينابيع المودة: ٤٢٦ عن المحجة.

وأورده في منتخب الانوار المضيئة: ١٣٧.

(٤) عنه البحار: ٤٧ / ٣٤٢ ح ٣١.

(٥) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(*)

٣٤٦

بضعا وثلاثين مرة يكررها وقال: إنما هو والد بعد والد(١) .

٢٩٨ - وروي عن هشام بن أحمر قال: حملت إلى أبي إبراهيمعليه‌السلام إلى المدينة أموالا فقال: ردها فادفعها إلى المفضل بن عمر، فرددتها إلى جعفي فحططتها على باب المفضل(٢) .

٢٩٩ - وروي عن موسى بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسنعليه‌السلام فلم أكن أرى شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه ويقول: أوصله إلى المفضل(٣) .

ومنهم المعلى بن خنيس، وكان من قوام أبي عبداللهعليه‌السلام ، وإنما قتله داود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه، وأمره مشهور.

٣٠٠ - فروي عن أبي بصير قال: لما قتل داود بن(علي)(٤) المعلى بن خنيس فصلبه(٥) ، عظم ذلك على أبي عبداللهعليه‌السلام واشتد عليه وقال له: يا داود ! على ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلى عيالي؟ والله إنه لاوجه عند الله منك، في حديث طويل(٦) .

٣٠١ - وفي خبر آخر أنه قال: أما والله لقد دخل الجنة(٧) .

ومنهم نصر بن قابوس اللخمي:

٣٠٢ - فروي أنه كان وكيلا لابي عبدالله عشرين سنة، ولم يعلم أنه

______________________

(١) عنه البحار: ٤٧ / ٣٤٠ ح ٢٤ وإثبات الهداة: ٣ / ٩٥ ح ٦٢.

(٢) عنه البحار: ٤٧ / ٣٤٢ ح ٢٩.

(٣) عنه البحار: ٤٧ / ٣٤٢ ح ٣٠.

(٤) ليس في نسخة " ف ".

(٥) في البحار ونسخة " ف " وصلبه.

(٦) عنه البحار: ٤٧ / ٣٤٢ ح ٣٢.

(٧) رواه الكشي في رجاله: ٣٧٦ ح ٧٠٢.

(*)

٣٤٧

وكيل، وكان خيرا فاضلا، وكان عبدالرحمن بن الحجاج وكيلا لابي عبداللهعليه‌السلام ، ومات في عصر الرضاعليه‌السلام على ولايته(١) .

ومنهم عبدالله بن جندب البجلي وكان وكيلا لابي إبراهيم وأبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما، على ما روي في الاخبار(٢) .

٣٠٣ - ومنهم: ما رواه أبوطالب القمي(٣) قال: دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان، وزكريا بن آدم وسعد بن سعد عني خيرا، فقد وفوا لي، وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم.

وخرج(فيه)(٤) عن أبي جعفرعليه‌السلام : ذكرت ما جرى من قضاء الله في الرجل المتوفىرحمه‌الله تعالى يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به، صابرا محتسبا(للحق)(٥) ، قائما بما يجب لله ولرسوله عليه، ومضىرحمه‌الله غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه جزاء سعيه(٦) .

٣٠٤ - وأما محمد بن سنان: فإنه روي عن علي بن الحسين بن داود قال: سمعت أبا جعفر الثانيعليه‌السلام يذكر محمد بن سنان بخير ويقول:رضي‌الله‌عنه برضائي عنه فما خالفني وما خالف أبي قط(٧) .

______________________

(١) عنه البحار: ٤٧ / ٣٤٣ ذح ٣٢.

(٢) عنه البحار: ٤٩ / ٢٧٤.

وراجع رجال الكشي والبحار: ٤٨ و ٤٩ والعوالم: ٢١.

(٣) قال النجاشي: عبدالله بن الصلت أبوطالب القمي مولى بني تيم اللات بن ثعلبة، ثقة مسكون إلى روايته، روى عن الرضاعليه‌السلام ، يعرف، له كتاب التفسير.

(٤) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٥) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٦) عنه البحار: ٤٩ / ٢٧٤ ذح ٢٣.

(٧) عنه البحار: ٤٩ / ٢٧٥ ذح ٢٣.

(*)

٣٤٨

ومنهم عبدالعزيز بن المهتدي القمي الاشعري:

٣٠٥ - خرج فيه عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قبضت والحمد لله وقد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها غفر الله لك ولهم الذنوب ورحمنا وإياكم.

وخرج فيه: غفر الله لك ذنبك ورحمنا وإياك ورضي عنك برضائي عنك(١) .ومنهم علي بن مهزيار الاهوازي وكان محمودا:

٣٠٦ - أخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الاسكافي، عن العلاء النداري(٢) ، عن الحسن بن شمون قال: قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني بخطه: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي أحسن الله جزاك، وأسكنك جنته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا، يا علي قد بلوتك وخبرتك(٣) في النصيحة والطاعة والخدمة، والتوقير والقيام بما يجب عليك، فلو قلت إني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفي علي مقامك ولا خدمتك في الحر والبرد، في الليل والنهار، فأسأل الله إذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنه سميع الدعاء(٤) .

ومنهم أيوب بن نوح بن دراج:

٣٠٧ - ذكر عمرو بن سعيد المدائني - وكان فطحيا - قال: كنت عند أبي الحسن العسكريعليه‌السلام بصريا(٥) إذ دخل أيوب بن نوح ووقف قدامه فأمره

______________________

(١) عنه البحار: ٥٠ / ١٠٤ ح ٢٢.

وروى ذيله في الكشي: ٥٠٦ رقم ٩٧٦.

(٢) في البحار: المذاري، والمذار: في ميسان بين واسط والبصرة.

وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير على أحمر بن سميط النخلي(معجم البلدان).

(٣) في البحار ونسخة " ف " خيرتك.

(٤) عنه البحار: ٥٠ / ١٠٥ ذح ٢٢.

(٥) قد ذكرنا في ح ١٦٥ إنها قرية أسسها موسى بن جعفرعليه‌السلام .

(*)

٣٤٩

بشئ، ثم انصرف، والتفت إلي أبوالحسنعليه‌السلام وقال: يا عمرو إن أحببت أن تنظر إلى رجل من أهل الجنة فانظر إلى هذا(١) .ومنهم علي بن جعفر الهماني وكان فاضلا مرضيا من وكلاء أبي الحسن وأبي محمدعليهما‌السلام .

٣٠٨ - روى أحمد بن علي الرازي، عن علي بن مخلد الايادي قال: حدثني أبوجعفر العمريرضي‌الله‌عنه قال: حج أبوطاهر بن بلال(٢) فنظر إلى علي بن جعفر وهو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمدعليه‌السلام فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبى قبوله(٣) إبقاء علينا، ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه، قال: ودخل على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام فأمر له بثلاثين ألف دينار(٤) .

ومنهم أبوعلي بن راشد(٥) :

٣٠٩ - أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى قال: كتب أبوالحسن العسكريعليه‌السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها: قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه(٦) ومن قبله من وكلائي، وقد أوجبت في طاعته طاعتي، وفي

______________________

(١) عنه البحار: ٥٠ / ٢٢٠ ح ٧.

(٢) هو محمد بن علي بن بلال.

(٣) في نسخة " ف " قبولها.

(٤) عنه البحار: ٥٠ / ٢٢٠، مع ح ١٨٠ باختلاف.

(٥) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الجوادعليه‌السلام قائلا: الحسن بن راشد يكنى أبا علي، مولى لآل المهلب، بغدادي، ثقة.وعده أيضا من أصحاب الهاديعليه‌السلام .

وعده الشيخ المفيد(ره) في رسالته العددية من الفقهاء الاعلام، ورؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم بشئ ولا طريق لذم واحد منهم.

(٦) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الهاديعليه‌السلام ، ويظهر من ترجمة الحسن بن راشد أنه كان وكيلا لابي محمد العسكريعليه‌السلام .

(*)

٣٥٠

عصيانه الخروج إلى عصياني، وكتبت بخطي(١) .

٣١٠ - وروى محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن فرج(٢) قال: كتبت إليه أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسى بن جعفر [بن عاصم](٣) وعن ابن بند، وكتب إلي: ذكرت ابن راشدرحمه‌الله فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا، ودعا لابن بند والعاصمي(٤) وابن بند ضرب بعمود وقتل، وابن عاصم ضرب بالسياط على الجسر ثلاثمائة سوط ورمي به في الدجلة(٥) .فهؤلاء جماعة المحمودين، وتركنا ذكر استقصائهم لانهم معروفون مذكورون في الكتب.فأما المذمومون منهم فجماعة:

٣١١- فروى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثانيعليه‌السلام إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل الهمداني - وكان يتولى له(٦) - فقال له: جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فإني أنفقتها، فقال له أبوجعفر: أنت في حل.

فلما خرج صالح من عنده قال أبوجعفرعليه‌السلام : أحدهم يثب(٧) على(أموال حق)(٨) آل محمد وفقرائهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم، فيأخذه ثم

______________________

(١) عنه البحار: ٥٠ / ٢٢٠.

(٢) قال النجاشي: محمد بن الفرج الرخجي، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام له كتاب مسائل.

وعده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الرضاعليه‌السلام قائلا: محمد بن فرج الرخجي، ثقة، وأخرى من أصحاب الجوادعليه‌السلام .وثالثة في أصحاب الهاديعليه‌السلام .

(٣) من نسخ " أ، ف، م ".

(٤) العاصمي هو عيسى بن جعفر بن عاصم، وابن عاصم أيضا هو العاصمي المزبور.

(٥) عنه البحار: ٥٠ / ٢٢٠ ورواه الكشي في رجاله: ٦٠٣ رقم ١١٢٢.

(٦) في نسخة " ف " وكان مولى له.

(٧) في نسخ " أ، ف، م " بيت.

(٨) ليس في نسخة " ح " وغيبة النعماني وفي البحار ونسخة " ف " على مال آل محمد.

(*)

٣٥١

يقول: إجعلني في حل، أتراه ظن(بي)(١) أني أقول له لا أفعل؟ والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(٢) .

ومنهم علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى الرواسي، كلهم كانوا وكلاء لابي الحسن موسىعليه‌السلام ، وكان عندهم أموال جزيلة، فلما مضى أبوالحسن موسىعليه‌السلام وقفوا طمعا في الاموال، ودفعوا إمامة الرضاعليه‌السلام وجحدوه، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى فلا نطول بإعادته(٣) .

ومنهم فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني:

٣١٢ - على ما رواه عبدالله بن جعفر الحميري قال: كتب أبوالحسن العسكريعليه‌السلام إلى علي بن عمرو القزويني(٤) بخطه: إعتقد فيما تدين الله تعالى به أن الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت عنه، وهو فارس لعنه الله فإنه ليس يسعك إلا الاجتهاد في لعنه، وقصده ومعاداته، والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل إليه.

ما كنت آمر أن يدان الله بأمر غير صحيح، فجد وشد في لعنه وهتكه، وقطع أسبابه، وصد(٥) أصحابنا عنه، وإبطال أمره وأبلغهم ذلك مني، واحكه

______________________

(١) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٢) عنه البحار: ٩٦ / ١٨٧ ح ١٣ وفي ج ٥٠ / ١٠٥ ح ٢٣ عنه وعن الكافي: ١ / ٥٤٨ ح ٢٧.

وأخرجه في الوسائل: ٦ / ٣٧٥ ح ١ عن الكافي والتهذيب: ١ / ١٤٠ ح ١٩ والاستبصار: ٢ / ٦٠ ح ١١ والمقنعة: ٤٦.

وفي حلية الابرار: ٢ / ٤٠٧ عن الكافي.

وفي نسختي " أ، ف " خبيثا بدل " حثيثا ".

(٣) قد مضى في ح ٦٥ - ٧٥.

(٤) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الهاديعليه‌السلام قائلا: علي بن عمرو العطار القزويني.

وعده ابن شهر اشوب في المناقب ممن روى النص على أبي محمد العسكريعليه‌السلام .

(٥) في البحار: سد.

(*)

٣٥٢

لهم عني، وإني سائلكم بين يدي الله عن هذا الامر المؤكد، فويل للعاصي وللجاحد.

وكتبت بخطي ليلة الثلاثاء لتسع ليال من شهر ربيع الاول سنة خمسين ومائتين، وأنا أتوكل على الله وأحمده كثيرا(١) .ومنهم أحمد بن هلال العبرتائي(٢) :

٣١٣ - روى محمد بن يعقوب قال: خرج إلى العمري في توقيع طويل إختصرناه: ونحن نبرأ إلى الله تعالى من ابن هلال لارحمه‌الله ، وممن لا يبرأ منه، فأعلم الاسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع ما كان سألك ويسألك عنه(٣) .

ومنهم أبوطاهر محمد بن علي بن بلال وغيرهم مما لا نطول بذكرهم، لان ذلك مشهور موجود في الكتب(٤) .

فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة: فأولهم: من نصبه أبوالحسن علي بن محمد العسكري وأبومحمد الحسن بن علي بن محمد إبنهعليهم‌السلام وهو الشيخ الموثوق به أبوعمرو عثمان بن سعيد العمريرحمه‌الله وكان أسديا وإنما سمي العمري:(٥) .

٣١٤ - لما رواه أبونصر هبة الله بن محمد بن أحمد(٦) الكاتب ابن بنت أبي

______________________

(١) عنه البحار: ٥٠ / ٢٢١ ح ٨.

(٢) نسبة إلى عبرتا وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي النهروان بين بغداد وواسط(معجم البلدان).

(٣) عنه البحار: ٥٠ / ٣٠٧ ح ٣.

(٤) راجع البحار: ٥٠ / ٣٠٩ - ٣٢٣.

(٥) من قوله " فأما السفراء الممدوحون " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٣٤٤.

(٦) تقدم في ح ٢٤٨ عن النجاشي أنه هبة الله بن أحمد بن محمد.

(*)

٣٥٣

جعفر العمريرحمه‌الله (١) ، قال أبونصر: كان أسديا فنسب(٢) إلى جده فقيل العمري، وقد قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الحسن بن عليعليه‌السلام (قال: لا يجمع على امرئ بين عثمان وأبوعمرو)(٣) وأمر بكسر كنيته، فقيل العمري، ويقال له: العسكري أيضا، لانه كان من عسكر سر من رأى، ويقال له: السمان، لانه كان يتجر في السمن تغطية على الامر.

وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمدعليه‌السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلى أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمدعليه‌السلام تقية وخوفا(٤) .

٣١٥ - فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى، عن أبي علي محمد بن همام الاسكافي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الامين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه.

فلما مضى أبوالحسنعليه‌السلام وصلت إلى أبي محمد إبنه الحسن العسكري(٥) عليه‌السلام ذات يوم فقلت لهعليه‌السلام مثل قولي لابيه، فقال لي: هذا أبوعمرو الثقة الامين ثقة الماضى وثقتي في المحيا(٦) والممات، فما قاله

______________________

(١) هو على ما في كتب الرجال ويأتي في بعض الاخبار أيضا ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري، فهو إما من باب إضافة البنت إلى الجد أو إضافة الابن إلى الجدة وذلك لان عمروا جده وهو عثمان بن سعيد بن عمرو، ويأتي بهذا العنوان في بعض الاخبار الآتية.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " ونسب وفي البحار: ينسب.

(٣) في نسخة " ف " قال له: لا تجمع على أمرين عثمان وأبوعمرو.

وفي البحار: إبن بدل بين.

(٤) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٤.

(٥) في البحار ونسخ " أ، ف، م " صاحب العسكر.

(٦) في البحار: في الحياة.

(*)

٣٥٤

لكم فعني يقوله، وما أدى(١) إليكم فعني يؤديه.

قال أبومحمد هارون: قال أبوعلي: قال أبوالعباس الحميري: فكنا كثيرا ما نتذاكر هذا القول ونتواصف جلالة محل أبي عمرو(٢) .

٣١٦ - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون، عن محمد بن همام، عن عبدالله بن جعفر قال: حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمدعليه‌السلام فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده، فقلت إن هذا الشيخ وأشرت إلى أحمد بن إسحاق، وهو عندنا الثقة المرضي، حدثنا فيك بكيت وكيت، واقتصصت عليه ما تقدم يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحله، وقلت: أنت الآن ممن(٣) لا يشك في قوله وصدقه فأسألك بحق الله وبحق الامامين اللذين وثقاك هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمانعليه‌السلام ؟ فبكى ثم قال: على أن لا تخبر بذلك أحدا وأنا حي قلت: نعم.

قال: قد رأيتهعليه‌السلام وعنقه هكذا - يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا وتماما - قلت: فالاسم؟ قال: نهيتم عن هذا(٤) .

٣١٧ - وروى أحمد بن علي بن نوح أبوالعباس السيرافي، قال: أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب، قال: حدثني بعض الشراف من الشيعة الامامية أصحاب الحديث، قال: حدثني أبومحمد العباس بن أحمد الصائغ قال: حدثني الحسين بن أحمد الخصيبي قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيان قالا: دخلنا على أبي محمد الحسنعليه‌السلام بسر من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته، حتى دخل عليه بدر خادمه فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " أداه.

(٢) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٤.

(٣) في البحار ونسخ " أ، ف، م " من.

(٤) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٥ وذيله في إثبات الهداة: ٣ / ٥١١ ح ٣٣٥.

(*)

٣٥٥

غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلى أن ينتهي إلى أن قال الحسنعليه‌السلام لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتى دخل عثمان، فقال له سيدنا أبومحمدعليه‌السلام : امض يا عثمان، فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال.

ثم ساق الحديث إلى أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا ! والله إن عثمان لمن خيار شيعتك، ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك، وأنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى، قال: نعم واشهدوا على أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم(١) .

٣١٨ - عنه، عن أبي نصر هبة الله [بن محمد](٢) بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه وأرضاه، عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن عليعليهما‌السلام حضر غسله عثمان بن سعيدرضي‌الله‌عنه وأرضاه وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره، مأمورا بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الاشياء في ظواهرها.

وكانت توقيعات صاحب الامرعليه‌السلام تخرج على يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلى شيعته وخواص أبيه أبي محمدعليه‌السلام بالامر والنهي والاجوبة عما يسأل(٢) الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسنعليه‌السلام ، فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما إلى أن توفي عثمان بن سعيدرحمه‌الله ورضي عنه وغسله ابنه أبوجعفر وتولى القيام به وحصل الامر كله مردودا إليه، والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته، لما تقدم

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٥ ومنتخب الاثر: ٣٩٣ ح ٢.

وذيله في إثبات الهداة: ٣ / ٥١١ ح ٣٣٦.

وأخرجه في تنقيح المقال: ٢ / ٢٤٦عن البحار.

(٢) من نسخ " أ، ف، م " البحار.

(٣) في البحار: تسأل.

(*)

٣٥٦

له من النص عليه بالامانة والعدالة والامر بالرجوع إليه في حياة الحسنعليه‌السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله عليه(١) .

٣١٩ - قال: وقال جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال(٢) وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح(٣) في خبر طويل مشهور قالوا جميعا: إجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن عليعليهما‌السلام نسأله عن الحجة من بعده، وفي مجلسهعليه‌السلام أربعون رجلا، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يا بن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني.

فقال له: إجلس يا عثمان، فقام مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلى(أن)(٤) كان بعد ساعة، فصاحعليه‌السلام بعثمان، فقام على قدميه فقال: أخبركم بما جئتم؟ قالوا: نعم يا بن رسول الله قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي؟ قالوا: نعم، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمدعليه‌السلام فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلى أمره، واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والامر إليه في حديث طويل(٥) .

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٧.

(٢) قال النجاشي: علي بن بلال بغدادي، إنتقل إلى واسط، روى عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، وعده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الجوادعليه‌السلام قائلا: علي بن بلال بغدادي، ثقة، وأخرى في أصحاب الهادي وثالثة في أصحاب العسكريعليهما‌السلام .

(٣) عنونه الوحيد في التعليقة وقال: يأتي في آخر الكتاب أنه من رؤساء الشيعة(المامقاني)، وكذا محمد بن معاوية بن حكيم.

(٤) ليس في البحار.

(٥) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٦ ومنتخب الاثر: ٣٥٥ ح ٢ وتبصرة الولي ح ٧٦ وصدره في إثبات الهداة: ٣ / ٤١٥ ح ٥٦، وذيله في الاثبات المذكور ص ٥١١ ح ٣٣٧. وأخرج قطعة منه في البحار: ٥٢ / ٢٥ ح ١٩ وإثبات الهداة: ٣ / ٤٨٥ ح ٢٠٤ عن كمال الدين: ٤٣٥ ح ٢.

وفي حلية الابرار: ٢ / ٥٥٠ وإعلام الورى: ٤١٤ عن ابن بابويه وفي كشف الغمة: ٢ / ٥٢٧ عن إعلام الورى.

وأورده في العدد القوية: ٧٣ ح ١٢١ مختصرا.

٣٥٧

٣٢٠ - قال أبونصر هبة الله بن محمد: وقبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام، في شارع الميدان، في أول الموضع المعروف [في الدرب المعروف](١) بدرب جبلة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجدرحمه‌الله .

قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب: رأيت قبره في الموضع الذي ذكره وكان بني في وجهه حائط وبه(٢) محراب المسجد، وإلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم، فكنا ندخل إليه ونزوره مشاهرة، وكذلك من وقت دخولي إلى بغداد، وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وربعمائة.

ثم نقض ذلك الحائط الرئيس أبومنصور محمد بن الفرج وأبرز القبر إلى برا(٣) وعمل عليه صندوقا وهو تحت سقف يدخل إليه من أراده ويزوره، ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح، وربما قالوا: هو ابن داية الحسينعليه‌السلام ولا يعرفون حقيقة الحال فيه، وهو إلى يومنا هذا - وذلك سنة سبع وأربعين وأربعمائة - على ما هو عليه(٤) (٥) .

______________________

(١) من البحار وفيه حبله بدل جبلة.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " فيه بدل " وبه ".

(٣) إلى برا، أي إلى خارج، ولعل الالف في آخره زيادة من النساخ.

(٤) ولكنه اليوم مشيد معروف في بغداد يزار ويتبرك به.

(٥) من قوله " قال أبونصر " إلى هنا في البحار: ٥١ / ٣٤٧ وتنقيح المقال: ٢ / ٢٤٦.

(*)

٣٥٨

*(ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري والقول فيه) * فلما مضى أبوعمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمدعليه‌السلام عليه ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائمعليه‌السلام .

٣٢١ - فأخبرني جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي وابن قولويه(عن أبيه)(١) عن سعد بن عبدالله، قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعريرحمه‌الله ، وذكر الحديث الذي قدمنا ذكره(٢) .

٣٢٢ - وأخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وأبي محمد التلعكبري، كلهم عن محمد بن يعقوب الكلينيرحمه‌الله تعالى، عن محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: إجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري القمي، فغمزني أحمد [بن إسحاق](٣) أن أسأله عن الخلف.

فقلت له: يا با عمرو إني أريد [أن](٤) أسألك وما أنا بشاك فيما أريد أن

______________________

(١) ليس في البحار.

(٢) عنه البحار: ٥١ / ٣٤٧ وتقدم ذكره في ح ٢٤٦.

(٣) من البحار ونسخ " أ، ف، ح ".

(٤) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(*)

٣٥٩

أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل(يوم)(١) القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك وقعت(٢) الحجة وغلق باب التوبة *(فلم يكن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) *(٣) فأولئك أشرار من خلق الله عزوجل، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكن(٤) أحببت أن أزداد يقينا، فإن إبراهيمعليه‌السلام سأل ربه *(أن يريه كيف يحيي الموتى فقال: أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) *(٥) وقد أخبرنا أحمد بن إسحاق أبوعلي عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته فقلت له: لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي، وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون.

قال: وأخبرني أبوعلي أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عن مثل ذلك فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.

قال: فخر أبوعمرو ساجدا وبكى، ثم قال: سل فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمدعليه‌السلام ؟ فقال: أي والله ورقبته مثل ذا وأومأ بيديه، فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات قلت: فالاسم قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنهعليه‌السلام .

فإن الامر عند السلطان أن أبا محمدعليه‌السلام مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه، وأخذه من لا حق له، وصبر على ذلك، وهو ذا عياله يجولون وليس(٦)

______________________

(١) ليس في البحار.

(٢) في البحار ونسخ " أ، ف، م " رفعت.

(٣) مقتبس من آية: ١٥٨ أنعام.

(٤) في نسخ " أ، ف، م " لكنني.

(٥) مقتبس من آية: ٢٦٠ البقرة.

(٦) في نسخ " أ، ف، م " فليس.

(*)

٣٦٠