الغيبة

الغيبة0%

الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 480

  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25051 / تحميل: 4996
الحجم الحجم الحجم
الغيبة

الغيبة

مؤلف:
العربية

عنهم قال له أخوه أبوالطيب:من أين رأيت صاحب الزمان؟.

فقال أبوطاهر:أدخلني أبوجعفررضي‌الله‌عنه إلى بعض دوره، فأشرف علي من علو داره فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه، فقال له أبوالطيب:ومن أين علمت أنه صاحب الزمانعليه‌السلام ؟ قال:(قد)(١) وقع علي من الهيبة له ودخلني من الرعب منه ما علمت أنه صاحب الزمانعليه‌السلام ، فكان هذا سبب انقطاعي عنه(٢) .

ومنهم الحسين بن منصور الحلاج.

٣٧٦ - أخبرنا الحسين بن إبراهيم، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال:لما أراد الله تعالى أن يكشف أمر الحلاج ويظهر فضيحته ويخزيه، وقع له أن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي(رض) ممن تجوز عليه مخرقته(٣) وتتم عليه حيلته، فوجه(٤) إليه يستدعيه وظن أن أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الامر بفرط جهله، وقدر أن يستجره إليه فيتمخرق(به)(٥) ويتسوف بانقياده على غيره، فيستتب له ما قصد إليه من الحيلة والبهرجة على الضعفة، لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والادب أيضا عندهم، ويقول له في مراسلته إياه:إني وكيل صاحب الزمانعليه‌السلام - وبهذا أولا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره - وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك، ولا ترتاب بهذا الامر.

فأرسل إليه أبوسهلرضي‌الله‌عنه يقول له:إني أسألك أمرا يسيرا يخف

______________________

(١) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٢) عنه البحار:٥١ / ٣٦٩ وتبصرة الولي ح ٨٠.

(٣) قال في تاج العروس:المخرقة إظهار الخرق توصلا إلى حيلة، وقد مخرق والممخرق المموه.

(٤) في نسخة " ح " وجه.

(٥) ليس في البحار وفي نسخ " أ، ف، م " فيتحرف به.

(*)

٤٠١

مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن، ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن [ويبغضني إليهن](١) وأحتاج أن أخضبه في كل جمعة، وأتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلك، وإلا انكشف أمري عندهن، فصار القرب بعدا والوصال هجرا، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء، فإني(٢) طوع يديك، وصائر إليك، وقائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة.

فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا، ولم يرسل إليه رسولا، وصيره أبوسهلرضي‌الله‌عنه أحدوثة وضحكة ويطنز(٣) به عند كل أحد(٤) ، وشهر أمره عند الصغير والكبير، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه(٥) .

٣٧٧ - وأخبرني جماعة، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أن ابنالحلاج(٦) صار إلى قم، وكاتب قرابة(٧) أبي الحسن(٨) يستدعيه ويستدعي أبا الحسن أيضا ويقول:أنا رسول الامام ووكيله، قال:فلما وقعت المكاتبة في يد أبيرضي‌الله‌عنه خرقها وقال لموصلها إليه:ما أفرغك

______________________

(١) من نسختي " ف، م ".

(٢) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فإنني.

(٣) طنز يطنز طنزا:كلمه باستهزاء(لسان العرب).

(٤) في نسخة " ف " واحد.

(٥) عنه البحار:٥١ / ٣٦٩.

(٦) المعروف الدائر على الالسنة والمضبوط في الكتب أن الحلاج لقب للحسين نفسه كما مر في الحكاية الاولى أيضا من قوله:" أن يكشف أمر الحلاج "، وتعبيره عنه في هذا المقام بابن الحلاج يفهم منه أن الحلاج لقب لوالده وهو خلاف المعروف، ولعل الحلاج لقب للوالد والولد كليهما أو أن الابن زائد ولكن النسخ من هذا الكتاب والمنقول منه في كتب أخرى متفقة على وجود الابن، والله العالم.

(من هامش نسخة ح).

(٧) في نسخ " أ، ف، م " كانت قرابة لابيه بدل " كاتب قرابة ".

(٨) هو علي بن الحسين بن بابويه والد الصدوق(ره).

(*)

٤٠٢

للجهالات؟ فقال له الرجل - وأظن أنه قال:أنه ابن عمته أو ابن عمه - فإن الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته وضحكوا منه وهزؤا به، ثم نهض إلى دكانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه.

قال:فلما دخل إلى الدار التي كان فيها دكانه نهض له من كان هناك جالسا غير رجل رآه جالسا في الموضع فلم ينهض له ولم يعرفه أبي فلما جلس وأخرج حسابه ودواته كما يكون التجار أقبل على بعض من كان حاضرا، فسأله عنه فأخبره فسمعه الرجل يسأل عنه، فأقبل عليه وقال له:تسأل عني وأنا حاضر؟ فقال له أبي:أكبرتك أيها الرجل وأعظمت قدرك أن أسألك، فقال له:تخرق رقعتي وأنا أشاهدك تخرقها؟ فقال له أبي:فأنت الرجل إذا.

ثم قال:يا غلام برجله وبقفاه، فخرج من الدار العدو لله ولرسوله، ثم قال له:أتدعي المعجزات عليك لعنة الله؟ أو كما قال فأخرج بقفاه فما رأيناه بعدها بقم(١) .

ومنهم ابن أبي العزاقر.

٣٧٨ - أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمريرضي‌الله‌عنه قال:حدثتني الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر العمريرضي‌الله‌عنه قالت:كان أبوجعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام.

وذاك أن الشيخ أبا القاسم رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لابي القاسمرضي‌الله‌عنه ، فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراء‌ة منه فلم ينتهوا وأقاموا على توليه.

وذاك أنه كان يقول لهم:إنني أذعت السر وقد أخذ علي الكتمان، فعوقبت

______________________

(١) عنه البحار:٥١ / ٣٧٠.

(*)

٤٠٣

بالابعاد بعد الاختصاص، لان الامر عظيم لا يحتمله(١) إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم عظم الامر وجلالته.

فبلغ ذلك أبا القاسمرضي‌الله‌عنه فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراء‌ة منه وممن تابعه على قوله، وأقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما، ثم قال:إن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الابعاد، فمعنى قوله:لعنه الله أي باعده الله عن العذاب والنار، والآن قد عرفت منزلتي ومرغ خديه على التراب وقال:عليكم بالكتمان لهذا الامر.

قالت الكبيرة رضي ‌الله‌ عنها:وقد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أن أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوما وقد دخلنا إليها فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت علي رجلي تقبلها.

فأنكرت ذلك وقلت لها:مهلا يا ستي فإن هذا أمر عظيم، وانكببت(٢) على يدها فبكت ثم قالت:كيف لا أفعل بك هذا وأنت مولاتي فاطمة؟ فقلت لها وكيف ذاك يا ستي؟.

فقالت لي:إن الشيخ أبا جعفر محمد بن علي خرج إلينا بالسر(٣) ، قالت:فقلت لها:وما السر(٤) ؟ قالت:قد أخذ علينا كتمانه وأفزع إن أنا أذعته عوقبت، قالت:وأعطيتها(٥) موثقا أني لا أكشفه لاحد واعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخرضي‌الله‌عنه يعني أبا القاسم الحسين بن روح.

قالت:إن الشيخ أبا جعفر قال لنا:إن روح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنتقلت إلى أبيك يعني أبا جعفر محمد بن عثمانرضي‌الله‌عنه ، وروح أمير المؤمنينعليه‌السلام إنتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، وروح مولاتنا فاطمةعليها‌السلام انتقلت إليك، فكيف لا أعظمك يا ستنا.

فقلت لها:مهلا لا تفعلي فإن هذا كذب يا ستنا، فقالت لي:[هو](٦)

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " يحمله.

(٢) في نسخة " ف " فانكببت.

(٣، ٤) في البحار:بالستر.

(٥) في نسخ " أ، ف، م " فأعطيتها.

(٦) من نسخ " أ، ف، م ".

(*)

٤٠٤

سر عظيم وقد أخذ علينا أننا(١) لا نكشف هذا لاحد، فالله الله في لا يحل لي(٢) العذاب، ويا ستي فلو [لا](٣) أنك حملتيني على كشفه ما(٤) كشفته لك ولا لاحد غيرك.

قالت الكبير أم كلثوم رضي ‌الله‌ عنها:فلما انصرفت من عندها دخلت إلى الشيخ أبي القاسم بن روحرضي‌الله‌عنه فأخبرته بالقصة، وكان يثق بي ويركن(٥) إلى قولي، فقال لي:يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعدما جرى منها، ولا تقبلي(لها)(٦) رقعة إن كاتبتك، ولا رسولا إن انفذته(إليك)(٧) ولا تلقيها بعد قولها، فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم، ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم:بأن الله تعالى اتحد به وحل فيه، كما يقول النصارى في المسيحعليه‌السلام ، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله.

قالت:فهجرت بني بسطام وتركت المضي إليهم، ولم أقبل لهم عذرا ولا لقيت أمهم بعدها، وشاع في بني نوبخت الحديث، فلم يبق أحد(٨) إلا وتقدم إليه الشيخ أبوالقاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراء‌ة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته.

ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمانعليه‌السلام بلعن أبي جعفر محمد بن علي والبراء‌ة منه، وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله، وأقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع.

______________________

(١) في البحار:أن لا نكشف.

(٢) في البحار ونسخ " أ، ف، م " بي العذاب.

(٣) من نسخة " ف " وفي البحار:ولو [لا] حملتني.

(٤) في نسخ " أ، ف، م " لما كشفته.

(٥) في نسخة " ح " وكان يثق لي وركن إلى قولي.

(٦، ٧) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٨) في نسخ " أ، ف، م " فلم يبق أحد من الاهل.

(*)

٤٠٥

وله حكايات قبيحة وأمور فظيعة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح وغيره.

وكان سبب قتله:أنه لما أظهر لعنه أبوالقاسم بن روحرضي‌الله‌عنه ، واشتهر أمره وتبرأ منه وأمر جميع الشيعة بذلك، لم يمكنه التلبيس، فقال - في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة، وكل يحكي عن الشيخ أبي القاسم لعنه والبراء‌ة منه -:أجمعوا بيني وبينه حتى آخذ يده(١) ويأخذ بيدي، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه وإلا فجميع ما قاله في حق، ورقي ذلك إلى الراضي - لانه كان ذلك في دار ابن مقلة - فأمر بالقبض عليه وقتله، فقتل واستراحت الشيعة منه(٢) .

٣٧٩ - وقال أبوالحسن محمد بن أحمد بن داود:كان محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر لعنه الله يعتقد القول بحمل الضد، ومعناه أنه لا يتهيأ إظهار فضيلة للولي إلا بطعن الضد فيه، لانه يحمل سامعي(٣) طعنه على طلب فضيلته فإذا هو أفضل من الولي، إذ لا يتهيأ إظهار الفضل إلا به، وساقوا المذهب من وقت آدم الاول إلى آدم السابع، لانهم قالوا:سبع عوالم وسبع أوادم، ونزلوا إلى موسى وفرعون ومحمد وعلي مع أبي بكر ومعاوية.

وأما في الضد(٤) فقال بعضهم:الولي ينصب الضد ويحمله على ذلك، كما قال قوم من أصحاب الظاهر(٥) :إن علي بن أبي طالبعليه‌السلام نصب أبا بكر في ذلك المقام.

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " آخذ بيده.

(٢) عنه البحار:٥١ / ٣٧١ - ٣٧٣.

(٣) في نسخة " ف " السامع.

(٤) في نسخة " ف " فاختلفوا في الضد وكذا في نسختي " أ، م ".

(٥) هو جماعة ينتحلون مذهب داود بن علي الاصبهاني الملقب بالظاهري، تنسب إليه الطائفة الظاهرية.

وسميت بذلك لاخذها بظاهر الكتاب والسنة واعراضها عن التأويل والرأي والقياس.

وكان داود بن علي أول من جهر بهذا القول وتوفي سنة ٢٧٠(راجع الاعلام للزركلي، وفيات الاعيان:٢ / ٢٥٥، الانساب للسمعاني:٤ / ٩٩، ميزان الاعتدال:٢ / ١٤، تاريخ بغداد:٨ / ٣٦٩ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي:٢ / ٢٨٤ والفهرست للنديم:٢٧١).

(*)

٤٠٦

وقال بعضهم:لا ولكن هو قديم معه لم يزل.

قالوا:والقائم الذي ذكروا أصحاب الظاهر أنه من ولد الحادي عشر فإنه يقوم، معناه إبليس لانه قال *(فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس) *(١) فلم يسجد(٢) ، ثم قال:*(لاقعدن لهم صراطك المستقيم) *(٣) فدل على أنه كان قائما في وقت ما أمر بالسجود، ثم قعد بعد ذلك، وقوله:يقوم(القائم " إنما هو ذلك القائم)(٤) الذي أمر بالسجود فأبى وهو إبليس لعنه الله.

وقال شاعرهم لعنهم الله:

يا لاعنا للضد من عدي

ما الضد إلا ظاهر الولي

والحمد للمهيمن الوفي

لست على حال كحمامي(٥)

ولا حجامي ولا جغدي

قد فقت من قول على الفهدي(٦)

نعم وجاوزت(٧) مدى العبد(ي)(٨)

فوق عظيم ليس بالمجوسي

لانه الفرد بلا كيفي(٩)

متحد(١٠) بكل أوحدي

مخالط النور(ي)(١١) والظلمي

يا طالبا من بيت هاشمي

وجاحدا من بيت كسروي

قد غاب في نسبة أعجمي

في الفارسي الحسب الرضي

كما التوى في العرب من لوي(١٢)

______________________

(١) الحجر:٣٠ وص:٧٣.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " أبي ولم يسجد وفي البحار:ولم يسجد.

(٣) الاعراف:١٦.

(٤) ليس في نسخة " ف ".

(٥) في البحار ونسخ " أ، ف، م " كهمامي.

(٦) في نسخ " أ، ف، م " فدفعت من قولي على القهرى وفي نسخة " ح " قولي بدل " قول ".

(٧) في نسختي " ف، م " جاورت.

(٨) ليس في البحار.

(٩) في البحار بلا كيف.

(١٠) في نسخ " أ، ف، م " متحمل.

(١١) ليس في نسخ " أ، ف، م " وفي البحار:للنوري.

(١٢) عنه البحار:٥١ / ٣٧٣ - ٣٧٤.

(*)

٤٠٧

٣٨٠ - وقال الصفواني:سمعت أبا علي بن همام يقول:سمعت محمد بن علي العزاقري الشلمغاني يقول:الحق واحد وإنما تختلف قمصه(١) ، فيوم يكون في أبيض، ويوم يكون في أحمر، ويوم يكون في أزرق.

قال ابن همام:فهذا أول ما أنكرته من قوله، لانه قول أصحاب الحلول(٢) (٣) .

٣٨١ - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى، عن أبي علي محمد بن همام أن محمد بن علي الشلمغاني لم يكن قط بابا إلى أبي القاسم ولا طريقا له، ولا نصبه أبوالقاسم لشئ(٤) من ذلك على وجه ولا سبب، ومن قال بذلك فقد أبطل، وإنما كان فقيها من فقهائنا وخلط(٥) وظهر عنه ما ظهر، وانتشر الكفر والالحاد عنه.

فخرج فيه التوقيع على يد أبي القاسم بلعنه والبراء‌ة [منه](٦) ممن تابعه وشايعه وقال بقوله(٧) .

٣٨٢ - وأخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن علي بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد، قال:حدثني أبوعبدالله الحسين بن أحمد الحامدي البزاز المعروف بغلام أبي علي بن جعفر المعروف بابن زهومة(٨) النوبختي - وكان شيخا مستورا - قال:سمعت روح بن أبي القاسم بن روح يقول:

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " قميصه.

(٢) هم طائفة:زعموا أن كل من انتسب إلى أنه من آل أحمد برا كان أو فاجرا فالله حال فيه، وهم جميعا مساكنه لانهم الحجب وأبطلوا ولاداتهم، وزعموا أن ذلك تلبيس وأن محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلياعليه‌السلام لم يلدا ولم يولدا(المقالات والفرق ٦٣).

(٣) عنه البحار:٥١ / ٣٧٤.

(٤) في البحار:بشئ.

(٥) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فخلط.

(٦) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٧) عنه البحار:٥١ / ٣٧٤.

(٨) في البحار ونسخ " أ، ف، م " المعروف بابن رهومة.

(*)

٤٠٨

لما عمل محمد بن علي الشلمغاني كتاب التكليف، قال [الشيخ](١) يعني أبا القاسمرضي‌الله‌عنه :اطلبوه إلي لانظره، فجاؤا به فقرأه من أوله إلى آخره، فقال:ما فيه شئ إلا وقد روي عن الائمة إلا(٢) موضعين أو ثلاثة، فإنه كذب عليهم في روايتها لعنه الله(٣) .

٣٨٣ - وأخبرني جماعة، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود وأبي عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أنهما قالا:مما أخطأ محمد بن علي في المذهب في باب الشهادة، أنه روى عن العالمعليه‌السلام أنه قال:إذا كان لاخيك المؤمن على رجل حق فدفعه(عنه)(٤) ولم يكن له من البينة عليه إلا شاهد واحد، وكان الشاهد ثقة رجعت إلى الشاهد فسألته عن شهادته، فإذا أقامها عندك شهدت معه عند الحاكم على مثل ما يشهده(٥) عنده لئلا يتوى(٦) حق امرئ مسلم(٧) .واللفظ لابن بابويه وقال، هذا كذب منه ولسنا نعرف ذلك.

وقال:في موضع آخر كذب فيه(٨) .نسخة التوقيع الخارج في لعنه:

٣٨٤ - أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى قال:حدثنا محمد بن همام قال:خرج على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه

______________________

(١) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٢) في البحار:[في] موضعين.

(٣) عنه البحار:٥١ / ٣٧٥ ومستدرك الوسائل:١٧ / ٤٤٧ ح ٦.

(٤) ليس في الاصل.

(٥) في البحار ونسخ " أ، ف، م " يشهد.

(٦) توي يتوى:كرضي هلك(القاموس).

(٧) من قوله:" روي عن العالمعليه‌السلام " إلى هنا، رواه في فقه الرضا:٣٠٨، وفي غوالي اللئالي:١ / ٣١٥ ح ٣٦ عن كتاب التكليف لابن أبي العزاقر.

(٨) عنه البحار:٥١ / ٣٧٥ ومستدرك الوسائل:١٧ / ٤٤٧ ح ٧.

(*)

٤٠٩

في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة في [لعن](١) ابن أبي العزاقر والمداد رطب لم يجف.

وأخبرنا جماعة، عن ابن داود، قال:خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني، وأنفذ نسخته إلى أبي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

قال ابن نوح:وحدثنا أبوالفتح أحمد بن ذكا - مولى علي بن محمد بن الفراترحمه‌الله قال:أخبرنا أبوعلي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

قال محمد بن الحسن بن جعفر بن(إسماعيل بن)(٢) صالح الصيمري:أنفذ الشيخ الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وأملاه أبوعلي [علي](٣) وعرفني إن أبا القاسمرضي‌الله‌عنه راجع في ترك إظهاره، فإنه في يد القوم وحبسهم، فأمر بإظهاره وأن لا يخشى ويأمن، فتخلص وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله.

التوقيع عرف - قال الصيمري(٤) عرفك الله الخير أطال الله بقاء‌ك وعرفك الخير كله وختم به عملك - من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أسعدكم الله - وقال ابن داود:أدام الله سعادتكم من تسكن إلى دينه وتثق بنيته - جميعا(٥) بأن

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) ليس في نسخة " ح ".

(٣) من البحار.

(٤) الظاهر أن المراد أن التوقيع برواية غير الصيمري:عرف من تثق بدينه(الخ) وفي رواية الصيمري زيادة وهي هكذا عرف عرفك الله الخير(الخ).

(٥) الظاهر أن المراد الرواة اتفقوا جميعا في نقل قولهعليه‌السلام " بأن محمد بن علي المعروف بالشلمغاني " وهكذا الحال في سائر الفقرات.ويحتمل أن يكون صفة لمن تسكن.

(*)

٤١٠

محمد بن علي المعروف بالشلمغاني - زاد بن داود وهو ممن عجل الله له النقمة ولا أمهله - قد ارتد عن الاسلام وفارقه - اتفقوا - وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق - قال هارون:فيه بالخالق -(١) جل وتعالى، وافترى كذبا وزورا، وقال بهتانا وإثما عظيما -(٢) قال هارون:وأمرا عظيما - كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا، وإننا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم بمنه(٣) ، ولعناه عليه لعائن الله - إتفقوا(٤) زاد بن داود تترى - في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى من شايعه وتابعه أو بلغه هذا القول منا وأقام على توليه بعده وأعلمهم - قال الصيمري:تولاكم الله(٥) .

قال ابن ذكا:أعزكم الله - أنا من التوقي - وقال ابن داود:اعلم أننا من التوقي له.

قال هارون:وأعلمهم أننا في التوقي - والمحاذرة منه.

قال ابن داود وهارون:على مثل(ما كان)(٦) من تقدمنا لنظرائه، قال الصيمري:على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه.

وقال ابن ذكا:على ما كان عليه من(٧) تقدمنا لنظرائه.

اتفقوا - من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم وعادة الله - قال ابن داود وهارون:جل ثناؤه.

واتفقوا - مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة، وبه نثق، وإياه نستعين، وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل.

قال هارون:وأخذ أبوعلي هذا التوقيع ولم يدع أحدا من الشيوخ إلا وأقرأه إياه، وكوتب من بعد منهم بنسخته في ساير الامصار، فاشتهر ذلك في الطائفة

______________________

(١) يعني أن هارون جاء بفقرة " فيه بالخالق " بدل " معه بالخالق ".

(٢) في نسخة " ف " إثما مبينا.

(٣) في البحار:منه.

(٤) يعني اتفقوا على الفقرات المتقدمة، وزاد ابن داود بعد قوله:" عليه لعائن الله " كلمة " تترى " وفي نسخ " أ، ف، م " تبرأ بدل " تترى ".

(٥) لا يخفى أن كل ما جاء بعد أقوال الرواة من الكلمات فإنما هي من زياداتهم في التوقيع حسب رواياتهم وسماعاتهم.

(٦) ليس في الاصل وفي البحار:ممن تقدمنا.

(٧) في البحار:ممن.

(*)

٤١١

فاجتمعت(١) على لعنه والبراء‌ة منه(٢) .وقتل محمد بن علي الشلمغاني في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

ذكر أمر أبي بكر البغدادي ابن أخي الشيخ أبى جعفر محمد بن عثمان العمري، وأبي دلف المجنون.

٣٨٥ - أخبرني الشيخ أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي قال:سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه يقول:أما أبودلف الكاتب - لا حاطه الله - فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو، ثم جن وسلسل، ثم صار مفوصا وما عرفناه قط إذا حضر في مشهد إلا استخف به، ولا عرفته الشيعة إلا مدة يسيرة، والجماعة تتبرأ(٣) منه وممن يومي إليه وينمس به.

وقد كنا وجهنا إلى أبي بكر البغدادي لما ادعى له هذا ما ادعاه، فأنكر ذلك وحلف عليه، فقبلنا ذلك منه، فلما دخل بغداد مال إليه وعدل عن الطائفة وأوصى إليه، لم نشك أنه على مذهبه، فلعناه وبرئنا منه، لان عندنا أن كل من ادعى الامر بعد السمريرحمه‌الله فهو كافر منمس ضال مضل، وبالله التوفيق(٤) .

٣٨٦ - وذكر أبوعمرو محمد بن محمد بن نصر السكري قال:لما قدم ابن محمد بن الحسن بن الوليد القمي من قبل أبيه والجماعة [على أبي بكر

______________________

(١) في نسختي " ف، أ " واجتمعت.

(٢) عنه البحار:٥١ / ٣٧٦، وأخرج التوقيع فقط في معادن الحكمة ٢ / ٢٨٥ عن الاحتجاج:٤٧٤.

(٣) في نسخ " أ، ف، م " تبرأ.

(٤) عنه البحار:٥١ / ٣٧٧.

(*)

٤١٢

البغدادي](١) وسألوه عن الامر الذي حكي فيه من النيابة أنكر ذلك وقال:ليس إلي من هذا شئ،(وعرض عليه مال فأبى وقال:محرم علي أخذ شئ منه، فإنه ليس إلي من هذا الامر شئ)(٢) ، ولا ادعيت شيئا من هذا، وكنت حاضرا لمخاطبته إياه بالبصرة(٣) .

٣٨٧ - وذكر ابن عياش قال:اجتمعت يوما مع أبي دلف، فأخذنا في ذكر أبي بكر البغدادي فقال لي:تعلم من أين كان فضل سيدنا الشيخ قدس الله روحه وقدس به على أبي القاسم الحسين بن روح وعلى غيره؟ فقلت له:ما أعرف قال:لان أبا جعفر محمد بن عثمان قدم اسمه على اسمه في وصيته، قال:فقلت له:فالمنصور [إذا](٤) أفضل من مولانا أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال:وكيف؟ قلت:لان الصادقعليه‌السلام قدم اسمه على اسمه في الوصية.

فقال لي:أنت تتعصب على سيدنا وتعاديه، فقلت(٥) :والخلق كلهم تعادي أبا بكر البغدادي وتتعصب عليه غيرك وحدك، وكدنا نتقاتل ونأخذ بالازياق(٦) (٧) .

وأمر أبي بكر البغدادي في قلة العلم والمروة أشهر، وجنون أبي دلف أكثر من أن يحصى لا نشغل كتابنا بذلك، ولا نطول بذكره، وذكر ابن نوح طرفا من ذلك(٨) .

٣٨٨ - وروى أبومحمد هارون بن موسى، عن أبي القاسم الحسين بن

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) ما بين القوسين ليس في البحار.

(٣) عنه البحار:٥١ / ٣٧٨.

(٤) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٥) في نسخ " أ، ف، م " فقلت له.

(٦) زيق القميص:بالكسر ما أحاط بالعنق منه(القاموس).

(٧) عنه البحار:٥١ / ٣٧٨.

(٨) عنه البحار:٥١ / ٣٧٨.(*)

٤١٣

عبدالرحيم الابراروري(١) قال:أنفذني أبي عبدالرحيم إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه في شئ كان بيني وبينه، فحضرت مجلسه وفيه جماعة من أصحابنا، وهم يتذاكرون شيئا من الروايات وما قاله الصادقونعليهم‌السلام حتى أقبل أبوبكر محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادي ابن أخي أبي جعفر العمريرضي‌الله‌عنه ، فلما بصر به أبوجعفررضي‌الله‌عنه قال للجماعة:أمسكوا فإن هذا الجائي ليس من أصحابكم(٢) .

٣٨٩ - وحكي أنه توكل لليزيدي بالبصرة، فبقي في خدمته مدة طويلة وجمع مالا عظيما، فسعي به إلى اليزيدي، فقبض عليه وصادره وضربه على أم رأسه حتى نزل الماء في عينيه، فمات أبوبكر ضريرا(٣) .

٣٩٠ - وقال أبونصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه إن أبا دلف محمد بن مظفر الكاتب كان في ابتداء أمره مخمسا مشهورا بذلك، لانه كان تربية الكرخيين وتلميذهم وصنيعتهم، وكان الكرخيون مخمسة(٤) لا يشك في ذلك أحد من الشيعة، وقد كان أبودلف يقول ذلك ويعترف به ويقول:نقلني سيدنا الشيخ الصالح قدس الله روحه ونور ضريحه عن مذهب أبي جعفر الكرخي إلى المذهب الصحيح، يعني أبا بكر البغدادي(٥) .وجنون أبي دلف وحكايات فساد مذهبه أكثر من أن تحصى، فلا نطول بذكرها الكتاب ها هنا.قد ذكرنا جملا من أخبار السفراء والابواب في زمان الغيبة، لان صحة ذلك

______________________

(١) في نسخ " ف، أ، م " الابراردوري.

(٢) عنه البحار:٥١ / ٣٧٨.

(٣) عنه البحار:٥١ / ٣٧٩.

(٤) هم فرقة من الغلاة قالوا:إن الخمسة:سلمان وأبوذر والمقداد وعمار وعمرو بن أمية الضمري هم الموكلون من قبل الرب بإدارة مصالح العالم وسلمان رئيسهم في هذا الامر.(راجع تعليقات كتاب المقالات والفرق، معجم الفرق الاسلامية).

(٥) عنه البحار:٥١ / ٣٧٩.

(*)

٤١٤

مبني على ثبوت إمامة صاحب الزمانعليه‌السلام وفي ثبوت وكالتهم، وظهور المعجزات على أيديهم دليل واضح على إمامة من انتموا إليه(١) ، فلذلك ذكرنا هذا، فليس لاحد أن يقول:ما الفائدة في ذكر أخبارهم فيما يتعلق بالكلام في الغيبة، لانا قد بينا فائدة ذلك، فسقط هذا الاعتراض(٢) وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل.

منهم أبوالحسين محمد بن جعفر الاسديرحمه‌الله .

٣٩١ - أخبرنا أبوالحسين بن أبي جيد القمي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى(٣) ، عن صالح بن أبي صالح قال:سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شئ، فامتنعت من ذلك وكتبت أستطلع الرأي، فأتاني الجواب:" بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا "(٤) .

٣٩٢ - وروى محمد بن يعقوب الكليني عن أحمد بن يوسف الشاشي(٥) قال:قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي:وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم(٦) بذلك فخرج الوصول، وذكر:أنه كان [له](٧) قبلي ألف دينار وأني وجهت إليه مائتي دينار، وقال:إن أردت أن تعامل أحدا فعليك

______________________

(١) في البحار:ائتموا إليه.

(٢) من قوله:" وجنون أبي دلف " إلى هنا في البحار:٥١ / ٣٧٩.

(٣) قال النجاشي:محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران بن عبدالله بن سعد بن مالك الاشعري القمي، أبوجعفر، كان ثقة في الحديث.

(٤) عنه البحار:٥١ / ٣٦٢ ح ١٠.

(٥) قال السمعاني في الانساب:الشاشي بالالف الساكنة بين الشينين، هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها:" الشاش " وهي من ثغور الترك.

وفي الخرائج وعنه البحار:محمد بن يوسف الشاشي.

(٦) قال الشيخ المفيد(ره) في الارشاد:٣٥٤ هذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابهاعليه‌السلام للتقية.

(٧) من نسخ " أ، ف، م ".

(*)

٤١٥

بأبي الحسين الاسدي بالري.فورد الخبر بوفاة حاجزرضي‌الله‌عنه بعد يومين أو ثلاثة، فأعلمته بموته، فاغتم.

فقلت [له](١) :لا تغتم فإن لك في التوقيع إليك دلالتين، إحداهما إعلامه إياك أن المال ألف دينار، والثانية أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الاسدي لعلمه بموت حاجز(٢) .

٣٩٣ - وبهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال:عزمت على الحج وتأهبت(٣) فورد علي:" نحن لذلك كارهون " فضاق صدري واغتممت وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج، فوقع " لا يضيقن صدرك، فإنك تحج من قابل ".

فلما كان من قابل استأذنت فورد الجواب، فكتبت إني عادلت محمد بن العباس وأنا واثق بديانته وصيانته فورد الجواب:" الاسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختر(٤) عليه " قال:فقدم الاسدي فعادلته(٥) .

٣٩٤ - محمد بن يعقوب(٦) عن علي بن محمد، عن محمد بن شاذان النيشابوري قال:اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب أن ينقص هذا المقدار، فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى الاسدي، ولم أكتب بخبر نقصانها وأني أتممتها من مالي، فورد الجواب:

______________________

(١) من البحار ونسختي " ف، ح ".

(٢) عنه البحار:٥١ / ٣٦٣.

وفي إثبات الهداة:٣ / ٦٩٣ ح ١١٤ عنه وعن الخرائج:٢ / ٦٩٥ ح ١٠ عن محمد بن يوسف الشاشي نحوه مفصلا.

وأخرجه في البحار:٥١ / ٢٩٤ ح ٥ ومدينة المعاجز:٦١٦ ح ١٠٠ عن الخرائج.

(٣) في نسخة " ف " تهيأت.

(٤) في البحار:فلا تختره عليه.

(٥) عنه البحار:٥١ / ٣٦٣.

(٦) الكافي:١ / ٥٢٣ ح ٢٣ باختلاف يسير وعنه إعلام الورى:٤٢٠ ومدينة المعاجز:٦٠٢ ح ٤٣.

(*)

٤١٦

" قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون "(١) .

ومات الاسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم:

٣٩٥ - روى أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي قال:كنت وأحمد بن أبي عبدالله بالعسكر، فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال:أحمد بن إسحاق الاشعري، وإبراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات(٢) .

______________________

(١) عنه البحار:٥١ / ٣٦٣.

وأخرجه في البحار المذكور ص ٣٢٥ ح ٤٤ عن كمال الدين:٤٨٥ ح ٥ - باسناده عن علي بن محمد نحوه - وإرشاد المفيد:٣٥٥ - باسناده إلى الكليني - والخرائج:٢ / ٦٩٧ ح ١٤ نحوه.

وفي البحار المذكور ص ٣٣٩ ح ٦٥ عن الكمال:٥٠٩ ح ٣٨ باسناده عن محمد بن شاذان بن نعيم الشاذاني.

وفي البحار أيضا ص ٢٩٥ ح ٨ عن الخرائج.

وفي منتخب الانوار المضيئة:١١٦ عن المفيد.

وفي الصراط المستقيم:٢ / ٢٤٧ وكشف الغمة:٢ / ٤٥٦ والمستجاد:٥٤٠ عن الارشاد.

وفي إثبات الهداة:٣ / ٦٦٣ ح ٢٢ عن الكافي والكمال والخرائج وكتابنا هذا وإعلام الورى والارشاد والكشف وعن تقريب المعارف:١٩٦ عن محمد بن شاذان النيسابوري.

ورواه في دلائل الامامة:٢٨٦ باسناده عن علي بن محمد كما في الكمال ص ٤٨٥ باختلاف يسير.

(٢) عنه البحار:٥١ / ٣٦٣.(*)

٤١٧

٤١٨

٧ - فصل: فيما ذكر في بيان(١) عمرهعليه‌السلام .

قد بينا بالاخبار الصحيحة بأن مولد صاحب الزمانعليه‌السلام كان في سنة ست وخمسين ومائتين وأن أباهعليه‌السلام مات في سنة ستين(٢) فكانت له حينئذ أربع سنين فيكون عمره إلى حين خروجه ما يقتضيه الحساب ولا ينافي ذلك الاخبار التي رويت في مقدار سنه مختلفة الالفاظ.

٣٩٦ - نحو ما روي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال:ليس صاحب هذا الامر(من جاز من أربعين)(٣) ، صاحب هذا الامر القوي المشمر(٤) .وما أشبه ذلك من الاخبار التي وردت مختلفة الالفاظ متباينة المعاني(٥) .

فالوجه فيها إن صحت أن نقول إنه يظهر في صورة شاب من أبناء أربعين سنة أو ما جانسه، لا أنه يكون عمره كذلك لتسلم الاخبار.

______________________

(١) في نسخ " أ، ح، ف، م " مقدار.

(٢) أي في سنة ستين بعد المائتين وفي نسخ " أ، ف، م " وكان بدل " فكانت ".

(٣) في نسخ " أ، ف، م " بدل ما بين القوسين:جاز الاربعين.

(٤) المشمر:أي المرفوع وفي نسخة " ح " المستتر(الشمر خ ل).

(٥) راجع بصائر الدرجات:١٨٨ ح ٥٦ والخرائج:٢ / ٦٩١ ح ٢ وعنهما البحار:٥٢ / ٣١٩ ذح ٢٠.

وفي حلية الابرار:٢ / ٥٧٧ وإثبات الهداة:٣ / ٥٢٠ ح ٣٩٣ عن البصائر.

(*)

٤١٩

٣٩٧ - ويقوي ذلك ما رواه أبوعلي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن عمر بن طرخان(١) ، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين(٢) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال:إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة(٣) ، ويظهر في صورة فتى موفق(٤) ابن ثلاثين سنة(٥) .

٣٩٨ - وعنه، عن الحسن بن علي العاقولي(٦) ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال:لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابا موفقا، فلا يلبث(٧) عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الاول(٨) .

______________________

(١) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهمعليهم‌السلام قائلا:روى عنه حميد كتاب أبي يحيى المكفوف.

(٢) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادقعليه‌السلام قائلا علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، المدني.

(٣) في البحار:لعل المراد عمره في ملكه وسلطنته، أو هو مما بدا لله تعالى فيه، وفي الاصل:عمر عمر إبراهيم الخليل.

(٤) الموفق:الرشيد(تاج العروس).

(٥) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١١ ح ٣٣٩.

وفي البحار:٥٢ / ٢٨٧ ح ٢٢ عنه وعن غيبة النعماني:١٨٩ صدر ح ٤٤ نحوه.

وأخرجه في حلية الابرار:٢ / ٥٨٤ عن غيبة النعماني ورواه في دلائل الامامة:٢٥٨ باسناده عن أبي علي محمد بن همام نحوه.

(٦) هو الحسن بن علي بن سهل أبومحمد العاقولي كما في أمالي الطوسي:ج ٢ / ١١١ و ١٢٢.

(٧) في نسخة " ف " فلا يثبت وكذا في نسخة " أ ".

(٨) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١٢ ح ٣٤٠.

وفي البحار:٥٢ / ٢٨٧ ح ٢٣ و ٢٤ عنه وعن غيبة النعماني ١٨٨ ح ٤٣ وص ٢١١ ح ٢٠ باسناده عن أبي حمزة عن أبي عبداللهعليه‌السلام باختلاف.

وأخرجه في الاثبات المذكور ص ٥٣٦ ح ٤٨٣ وحلية الابرار:٢ / ٥٨٣ عن غيبة النعماني.

وفي الاثبات المذكور أيضا ص ٥٨٣ ح ٧٧٨ عن البحار:٥٢ / ٣٨٥ ح ١٩٦ نقلا من الغيبة للسيد علي بن عبدالحميد باختلاف وأورده في منتخب الانوار المضيئة:١٨٨ عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى أبي بصير مثله.

(*)

٤٢٠