شبهات وردود حول القرآن الكريم

شبهات وردود حول القرآن الكريم13%

شبهات وردود حول القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 578

شبهات وردود حول القرآن الكريم
  • البداية
  • السابق
  • 578 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 297366 / تحميل: 13674
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود حول القرآن الكريم

شبهات وردود حول القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

* * *

والّذي جاء في القرآن بهذا الشأن ليس فيه ما يخالف التوراة جوهريّاً، وجاء تفصيل القصّة في القرآن في سورة الشعراء (١) وأوجزها في سائر السور (٢) وجاء التعبير في هذه الآيات بالبحر وباليمّ وهو: لجّةُ الماء ومعظمُهُ.

لكنْ هناك في التفاسير أمور يبدو عليها بعض الإبهام، فقد ذَكر المفسّرون: أنّ الطُرق التي انفلقت لبني إسرائيل للعبور كانت على عدد أسباطهم اثني عشرَ طريقاً، (٣) الأمر الّذي ليست عبارة القرآن نصّاً فيه بل ولا إشارةً إليه.

وأمّا قوله تعالى: ( فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) (٤) فالمعنى: أنّ البحر انشقّ وتجمّع الماء في كلّ جانبٍ يميناًَ ويساراً كالجبل، والفِرْق - بكسر الفاء - اسم لما انفرق، قال الراغب: الفِرق القطعة المنفصلة، فكلّ جانبٍ من البحر انفصل عن الجانب الآخر وصار كلّ جانب كجبلٍ عظيمٍ.

ولعلّ في قوله تعالى: ( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً ) (٥) ما يتنافى وقولهم بتعدّد الطرق على عدد الأسباط.

وهكذا نجد أنّ بعض المفسّرين احتمل أنْ يكون المقصود هو نهر النيل؛ بحجّة أنّ العرب تُسمّي الماء العَذِب أيضاً بحراً إذا كثُر، قال الآلوسي: واختلفوا في هذا البحر، فقيل: القُلزم، وكان بين طرفيه أربعة فراسخ!

وقيل: النيل، والعرب تُسمّي الماء المـَلِح والعَذِب بحراً إذا كثُر، ومنه: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) (٦) وقال الطبرسي: وهو نهر النيل ما بين أيلة

____________________

(١) الشعراء ٢٦: ٥٢ - ٦٨.

(٢) راجع: سورة البقرة ٢: ٥٠، والأعراف ٧: ١٣٦ - ١٣٨، ويونس ١٠: ٩٠، والإسراء ١٧: ١٠٣ و ١٠٤، وطه ٢٠: ٧٧، والقصص ٢٨: ٣٩ و ٤٠، والزخرف ٤٣: ٥٥ و ٥٦. والدخان ٤٤: ١٧ - ١٣، والذاريات ٥١: ٣٨ - ٤٠.

(٣) راجع: جامع البيان للطبري، ج ١، ص ٢١٩ تجد فيه العجائب والغرائب بهذا الشأن، وراجع أيضاً: مجمع البيان، ج ٧، ص ١٩١.

(٤) الشعراء ٢٦: ٦٣.

(٥) طه ٢٠: ٧٧.

(٦) الرحمان ٥٥: ١٩.

٦١

ومصر، وقيل هو بحر القُلزم ما بين اليمن ومكّة إلى مصر (١) .

ولقد فات هؤلاء أنّ بني إسرائيل أخذوا في طريقهم إلى أرض فلسطين عِبر وادي سيناء، ولم يعترض طريقهم إلى وادي سيناء سوى البحر الأحمر، أمّا النيل فلا مساس له بذلك ولم يكن على جهة مسيرتهم نحو فلسطين؛ إذ كان النيل على جهة الغرب وفلسطين على جهة الشرق حيث توجّه بنو إسرائيل، وليس في طريقهم ما يحول بينهم وبين فلسطين سوى مضيق السويس في نهاية البحر الأحمر.

قصّة العجل والسامري

تَنسب التوراة صُنْعَ العجل إلى هارون بدلَ السامري الّذي يذكره القرآن.

جاء في سِفر الخروج: أنّ موسى (عليه السلام) لمـّا أبطأ على بني إسرائيل طلبوا من هارون أنْ يصنع لهم آلهةً، فأجابهم هارون إلى ذلك، وأخذ أقراط الذهب وصنع منها عجلاً مسبوكاً، وقال: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أَصعَدَتْكَ من أرض مصر. فأصْعَدوا محرّقات وقدّموا ذبائح، وأكلوا وشربوا وقاموا باللعِب حول العجل.

وأخبر الربّ موسى أنّ الشعب قد أفسد، فقد صنعوا عجلاً وسجدوا له... فحميَ غضبُ الربِّ وأراد أنْ يَهلِكَهُم؛ لولا أنّ موسى تشفّع لهم، وكان عندما اقترب إلى المحلّة أبصر العجل والرقص، فحمي غضبُه وطرح اللوحين من يديه وكسرهما، ثُمّ أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار، وطحنه وذرّاه على الماء وسقاه بني إسرائيل.

وقال لهارون: ماذا صَنَع بك هذا الشعبُ حتّى جلبتَ عليه خطيئةً عظيمةً؟! فاعتذر أنّهم افتقدوك فصنعتُ لهم العجل (٢) .

* * *

ونقرأ في سورة طه:

( وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى * قَالَ

____________________

(١) روح المعاني، ج ١، ص ٢٣٣، وراجع: مجمع البيان، ج ٧، ص ١٩١.

(٢) سِفر الخروج، إصحاح ٣٢ / ١ - ٢٤.

٦٢

فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ * فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي * قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ * أَفَلا يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً *وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي * قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي * قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ) (١) .

مواضع الاختلاف بين القرآن والتوراة بشأن العجل

١ - ذكرت التوراة: أنّ الّذي صَنَع العجلَ هو هارون أخو موسى (عليه السلام).

وجاء في سورة طه: أنّه السّامري في ثلاثة مواضع (٢) ، وأنّ هارون أراد منعهم من ذلك فلم يستطع: ( قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٣) .

٢ - وذكرت: أنّ موسى لمـّا حَمَيَ غضبُه طرح اللوحَينِ من يديه وكسرهما.

وجاء في القرآن: أنّه ألقى الألواح (٤) - لكنّها لم تتكسّر - ومِن ثمّ ( وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) (٥) .

٣ - وذكرت: أنّ موسى أخذ العجل وأحرقه وطحنه وذرّاه في ماءٍ وسقاه بني إسرائيل.

____________________

(١) طه ٢٠: ٨٣ - ٩٧.

(٢) طه ٢٠: ٨٥ و ٨٧ و ٩٥.

(٣) الأعراف ٧: ١٥٠.

(٤) الأعراف ٧: ١٥٤.

(٥) الأعراف ٧: ١٥٤.

٦٣

وجاء في القرآن: أنّه حرّقه ونسفه في اليمّ نسفاً (١) .

٤ - وجاء في القرآن: أنّهم اتّخذوا ( عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ ) (٢) لكنّه لا يكلّمهم ولا يُرجع إليهم قولاً (٣) .

وقد سكتت التوراة عن ذلك.

٥ - وجاء في القرآن قولةُ السامري: ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) (٤) .

وسكتت التوراة عن ذلك.

* * *

وحَسَبَ الأُستاذ عبد الوهاب النجّار أنّ هناك وجهاً سادساً للفرق بين القرآن والتوراة بشأن قصّة العجل، قال: والّذي يظهر من عبارة سِفر الخروج: أنّ ذهاب الشيوخ السبعين كان قبل عبادة العجل، وأمّا القرآن فإنّه يَذكر أنّه ذهب لتلقّي الألواح قبل عبادتهم العجل، وذهب مع الشيوخ السبعين بعد ذلك، وهذا هو المعقول (٥) .

والّذي أوقع الأُستاذ في هذا الوهم أنّه وجد قوله تعالى: ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ) (٦) ، بعد قصّة العجل في نفس السورة (٧) .

لكنْ الثَبْتُ الموجود في المـُصحف الشريف لا يَصلح دليلاً على الترتيب في الحوادث التي يذكرها القرآن، بل لا دليل فيه على أنّ النزول كان على نفس ترتيب الثَبت، حسبَما نَبّهنا عليه في الجزء الأَوّل من التمهيد.

من ذلك قصّة ذبح البقرة ثبتت في المـُصحف قبل قصّة درءِ القتل في بني إسرائيل (٨) .

____________________

(١) طه ٢٠: ٩٧.

(٢) الأعراف ٧: ١٤٨، طه ٢٠: ٨٨.

(٣) الأعراف ٧: ١٤٨، طه ٢٠: ٨٩.

(٤) طه ٢٠: ٩٦.

(٥) قصص الأنبياء للنجّار، ص ٢٢٦، وراجع: القصّة في التوراة في سِفر الخروج، إصحاح ٣٢ - ٢٤.

(٦) الأعراف ٧: ١٥٥.

(٧) الأعراف ٧: ١٤٨ - ١٥٤.

(٨) البقرة ٢: ٦٧ - ٧٣.

٦٤

على أنّ في القرآن ما يشهد بوقوع مأساة العجل بعد ذهاب الشيوخ السبعين للميقات:

أوّلاً: أنّ ذهاب الشيوخ السبعين كان حسب الوعد للميقات، وقد صرّحت الآيات بأنّ مأساة العجل وقعت بعد هذا الميقات الذي طال أربعين ليلة.

قال تعالى: ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ - إلى قوله - وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ ) (١) .

وقال بشأن السبعين رجلاً: ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (٢) .

أما فَعْلُ السفهاء الذي يعتذر منه موسى فهو طلبهم الرؤية: ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباًٍ مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) (٣) .

ثانياً: التصريح بذلك في سورة النساء: ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) (٤) .

ومن المعلوم أنّ هؤلاء الشيوخ السبعين إنّما صحبوا موسى للميقات؛ لإبلاغ رسالة القوم في طلب الرؤية، ومِن ثَمّ جاء في سورة طه: ( وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى * قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) (٥) .

* * *

وهكذا جاء في سِفر الخروج (١ ص٢٤):

وقال لموسى اصعد إلى الربّ أنت وهارون وناداب وابيهو وسبعون من شيوخ نبي إسرائيل، واسجدوا من بعيد، ويقترب موسى وحده إلى الربّ وهم لا يقتربون، وأمّا الشعب فلا يصعد معه...

____________________

(١) الأعراف ٧: ١٤٢ - ١٤٨.

(٢) الأعراف ٧: ١٥٥.

(٣) النساء ٤: ١٥٣.

(٤) النساء ٤: ١٥٣.

(٥) طه ٢٠: ٨٣ - ٨٥.

٦٥

ثمّ يَذكر بتفصيلٍ ما جرى بين موسى والربّ وآتاه معالم الشريعة، وكان موسى يكتبها في الألواح... وهكذا يستغرق البيانُ عدّة إصحاحات.

ثمّ يقول: ولمـّا رأى الشعب أنّ موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم اصنع لنا آلهةً (١) .

نظرة في قولة السامري

( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) (٢) .

زعمت الحشويّة من أَهل الحديث أنّ السامريَّ هذا كان قد وُلِد أيّام فرعون، وكانت أُمّه قد خافت عليه فخلّفته في غارٍ وأطبقت عليه بالحجارة، فوكّل اللّه جبرائيل أنْ يأتيَه فيَغذوه بأصابعه بواحدةٍ لبَناً وبأخرى عسلاً وبثالثةٍ سَمناً، فلم يزل يَكفُله جبرائيل حتّى نشأ وشبّ، وأصبح يعرف جبرائيل بسماته.

ثمّ إنّ فرعون وأصحابه لمـّا هجموا البحر ورأى بني إسرائيل أحجم فرسُه عن الدخول، وعند ذلك تمثّل جبرائيل راكباً فرساً أُنثى في مقدمة فرعون وأصحابه، فلمـّا رآها فرسُ فرعون اقتحم البحر وراءها...

وعند ذلك كان السامريّ قد عرف جبرائيل، ورأى أنّ فرسه كلّما وضع حافره على تراب حصلتْ فيه رجفةٌ وحركةٌ وحياةٌ. فأُلقيَ في رَوعِه: أنّ مِن أثرِ حافر فرس جبرائيل أنْ لا يُقذف في شيء إلاّ حصلت له الحياة؛ ولذلك قبض قبضةً من أثر حافر فرسه وضمّها عنده.

ولمـّا أبطأ موسى في الميقات دعا بني إسرائيل أنْ يأتوا بحُليّهم ليصنع لهم آلهةً، فصاغها عِجلاً وألقى من تلك القبضة فيه، فأصبح ذا حياة يخور كما يخور البقر، وقال: هذا إلهُكم وإله موسى، وأضلّهم عن الطريق.

____________________

(١) سِفر الخروج، إصحاح ٣٢ - ٢٤.

(٢) طه ٢٠: ٩٦.

٦٦

هكذا رَوى الطبري بأسانيده والسيوطي وغيرهما من أرباب النقل في التفسير (١) وزادوا في الطين بلّةً، أنّهم قالوا: إنّ موسى سألَ ربَّه فقال: يا ربّ، مَن أَخارَ العجلَ؟ فقال اللّه: أنا، قال موسى: فمَن أحياه؟ قال اللّه: أنا وأردتُ فتنتَهم، فقال موسى: يا ربّ، فأنت إذن أظللتهم، إنْ هي إلاّ فتنتك (٢) ، وهذا عندما قال اللّه تعالى لموسى: ( وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) (٣) .

* * *

قال أبو مسلم الأصفهاني: ليس في القرآن تصريح بهذا الّذي ذكره المفسّرون، فهاهنا وجهٌ آخر، وهو: أنْ يكون المراد بالرسول هو موسى (عليه السلام)، وبأثَرِهِ سُنّته ورسمه الّذي أَمر به، فقد يقال: فلان يقْفوا أثرَ فلان ويقبض أَثره إذا كان يَمتثلُ رسمَه.

والتقدير: أنّ موسى (عليه السلام) لمـّا أقبل على السامريّ باللوم والسؤال عن الّذي دعاه إلى إضْلال القوم قال السامريّ: أي عرفتُ أنّ الّذي أَنتم عليه ليس بحقٍّ، وقد كُنت قبضتُ قبضةً مِن أَثرك أيّها الرسول، أي شيئاً من سنُّتك ودينِك، فقذفته أي طرحته... وإنّما أُورِد بلفظ الإخبار عن غائب، كما يقول الرجل لرئيسهِ وهو مواجهٌ له: ما يقول الأمير في كذا، وبماذا يأمر الأمير...

وأمّا دعاؤه موسى (عليه السلام) رسولاً مع جَحدِهِ وكُفرِهِ فعلى مثل ما حَكى اللّه عن المشركين: ( يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) (٤) وإن كانوا لم يؤمنوا بإنزالِ الذِكر عليه.

والإمام الرازي رجّح هذا القول وأيّده بوجوه، قال: إنّ هذا القول الذي ذَكره أبو مسلم ليس فيه إلاّ مخالفة المفسّرين، ولكنّه أقرب إلى التحقيق (٥) .

وهكذا الشيخ المراغي، قال: إنّ موسى لمـّا أقبل على السامريّ باللوم والتعنيف والسؤال عن الأمر الّذي دعاه إلى إضلال القوم ردّ عليه بأنّه كان استنّ بسنّته، واقتفى أثره

____________________

(١) راج: جامع البيان، ج١، ص٢٢٣، والدرّ المنثور، ج٥، ص٥٩٢، وتفسير الصافي للكاشاني، ج١، ص٩٢، وتفسير القمي، ج٢، ص٦٢، وتفسير ابن كثير، ج٣، ص١٦٤، وتفسير البيضاوي، ج٤، ص٢٩.

(٢) راجع: الدرّ المنثور، ج٥، ص٥٩٢، وتفسير الصافي، ج٢، ص٧٥.

(٣) طه ٢٠: ٨٥.

(٤) الحجر ١٥: ٦.

(٥) التفسير الكبير، ج٢٢، ص١١١.

٦٧

وتبع دينه، ثمّ استبان له أنّ ذلك هو الضَلال بعينه، وأنّه ليس من الحقّ في شيءٍ، فطرحه وراءه ظهريّاً وسار على النهج الّذي رأى (١) .

ما كانت صفة العِجل؟

جاء في تفسير ابن كثير وغيره: أنّ السامريّ أُلقي في رَوعِه أنّه لا ينبذ الترابَ الذي أَخذ مِن تحت حافر فرس جبرائيل على شيء، ويقول له كنْ كذا إلاّ كان كما أراد؛ ومِن ثَمّ لمـّا أخذ حُليَّ القوم وألقاها في النار قذف من تلك القبضةِ عليها وقال: كن عِجلاً، فصار عِجلاً ذا لحمٍ وعظمٍ ودمٍ، وجعل يَخور كما يخور وَلدُ البقر (٢) .

وقال بعضهم: إنّه جَعل مؤخّرةَ العِجل على حائط فيه ثُقب، وأقعد هناك مَن يتكلّم مع القوم ليظنّوا أنّ العِجل هُو الّذي يتكلّم معهم (٣) .

كلُّ ذلك مخالف لصريح القرآن؛ حيث إنّه عبّر بالجسد وصفاً للعِجل ( عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ ) ، (٤) وقال: ( أَفَلا يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً ) (٥) ، وقال: ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ) (٦) .

على أنّ الروايات بهذا الشأن - في المسائل الثلاث - على ما وردت في التفاسير المـُعتمدة على النقل والأثر كلّها متضاربة ومتعارضة بعضها مع البعض، فضلاً عن مخالفةِ أكثرها لفهمِ العقل الرشيد، ومِن ثَمّ فالإعراض عنها أجدر.

نعم، يبدو أنّ السامريُّ كان صاحبَ صنعة وصياغة الحُلّي، فسَبَك لهم مِن حُليّهم صَنماً بصورةِ عِجلٍ، وقال لهم: هذا إلهكم وإله مُوسى، فعبَّأ فيه مَساماتٍ ومنافذَ للهواء، بحيث يََحدثُ من ذلك صوتُ الخُوار، وهو صوت البقر، وهذا أمرٌ بسيط، ربما تُصنع أمثالُ ذلك لِلُعبة الصبيانِ اليوم وقبلَ اليوم، وليس من الأمر العجيب.

____________________

(١) تفسير المراغي، ج٦، ص١٤٥.

(٢) راجع: تفسير ابن كثير، ج٣، ص١٦٤، والدرّ المنثور، ج٥، ص٥٩٣، وتفسير البيضاوي، ج٤، ص٢٩، وتفسير القمي، ج٢، ص٦٢، وجامع البيان، ج١٦، ص١٤٩، وج ١، ص٢٢٣، وتفسير الميزان، ج١٤، ص٢١١.

(٣) راجع: التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص٢٥١، وبحار الأنوار، ج١٣، ص٢٣١.

(٤) طه ٢٠: ٨٨.

(٥) طه ٢٠: ٨٩.

(٦) الأعراف ٧: ١٤٨.

٦٨

مَن هُو السامريّ؟

ربّما تشككَّ بعض الكتّابِ المسيحيّين (١) في (السامريّ) نسبةً إلى السامرة بلدة كانت في أرض فلسطين بناها (عُمري) رابع مُلوك بني إسرائيل المتأخر عن عهد نبيّ اللّه موسى (عليه السلام) بخمسة قرون! فكيف يكون معاصراً له وقد صنع العِجل كما جاء في القرآن؟

جاء في سِفر الملوك: وفي السنة ٣١ لآسامَلِك يهوذا مَلَك عُمري على إسرائيل ١٢ سنة، مَلَك في ترصة ٦ سنين، واشترى جبل السّامرة من شامر بِوزنتَين من الفضّة، وبَنى على الجبل، ودعا اسم المدينة الّتي بناها باسم شامر صاحب الجبل: السامرة.

وكان ذلك بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر بنحو مِن ثلاث وعشرين وخمسمِئة عام (٢) .

لكنْ السامريُّ لفظةٌ معرّبةٌ وليست على أصالتِها العِبريّة، والشين العِبريّة تُبدّل سيناً في العربيّة كما في (موسى) معرّب (موشي) العبريّة، و(السيع) معرّب (اليشوع) (٣) ، وكما في (السامرة) نسبةً الى اسم صاحب الجبل (شامر).

أمّا السامريُّ - في القرآن - فليس منسوباً إلى بلدة السامرة هذه، وإنّما هي نسبةٌ إلى (شمرون) بلدة كانت عامرةً على عهد نبيّ اللّه موسى ووصيّه يوشع بن نون، والنسبة إليها شمروني عُرّبت إلى سامري، ويُجمع على شمرونيم (سامريّين)، وقد فتحها يوشع وجعلها في سبط (زبولون) كما جاء سِفر اليشوع (٤) وكان المـَلِك عليها حين افتتحها يوشع (مرأون) (٥) .

____________________

(١) مصادر الإسلام لتسدال، ص٣٧ فما بعد، وآراء المستشرقين حول القرآن، ج١، ص٣٥٢.

(٢) قاموس الكتاب المـُقدّس، ص٤٥٩، وراجع: سِفر الملوك، إصحاح ١٦/٢٤.

(٣) قاموس الكتاب المـُقدّس، ص٩٥١.

(٤) راجع: سِفر اليشوع، إصحاح ١١/١، و١٢/٢٠، و١٩/١٥.

(٥) المصدر: ١٢/٢٠.

٦٩

هذا ما حقّقه العلاّمة الحجّة البلاغي (١) .

والسين والشين كانا يتبادلان في العبريّة أيضاً، كان سبط يهوذا يَنطقون بالشين، وسبط افرايمي بالسين في مثل (اليسوع) و(اليشوع) (٢) .

قال الأُستاذ عبد الوهاب النجّار: ويغلب أن تكون (الشين) في العبريّة (سيناً) في العربيّة، كما كان ينطق بها أيضاً سبط افرايم بن يوسف، وقد كان رجال سبط يهوذا يختبرون الرجل ليعرف أنّه من سبط يهوذا أو افرايمي، فيأمروه أن ينطق بـ (شبولت) (سُنبلة) فإذا قال (سبولت) عُرف أنّه افرايمي.

واحتمل في السامريّ نسبةً إلى شامر أو سامر بمعنى (حارس) (٣) ونُطقُها في العِبريّة (شومير) مأخوذ من (شمر) أي حرس، فقد جاء في سِفر التكوين: فقال الربّ لقابيل: أين هابيل أخوك؟ فأجاب: لا أعلم، وعقّبه بقوله: هَـ شومير أحي أنو أخي؟ يعني: أحارسُ أنا لأخي؟ (٤) وما ذكره الحجّة البلاغي أقرب في النظر.

مَن هُو قارون؟ (٥)

يقول تعالى عنه: ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ ) (٦) .

قارون، هو: قُوْرَح بن يصهار بن قهات بن لاوي من أبناء عمّ موسى وهارون، ثار هو وجماعة من رؤساء بني إسرائيل في مئتين وخمسين شخصاً، وحاولوا مقابلة موسى وهارون؛ لينزعوا زعامة إسرائيل عنهما.

وكان قارون ثريّاً جدّاً ويعتزّ بثَرائه ويَفخر على سائر بني إسرائيل، وكان اُولو

____________________

(١) راجع: كتابه (الهدى إلى دين المصطفى)، ج١، ص١٠٣.

(٢) قاموس الكتاب المقدّس، ص٩٥١.

(٣) ذكر جيمس هاكس في قاموس الكتاب المقدّس، ص٥٣٠، أنّ أحد معنيي (شمرون): كشيكجي (نكهبان) يعني الحارس.

(٤) قصص الأنبياء للنجّار، ص٢٢٤، وراجع: سِفر التكوين، إصحاح ٤.

(٥) من شُبُهات أوردها هاشم العربي في مُلحق ترجمةِ كتاب الإسلام لجرجس سال، ص٣٨١. زاعماً أنّه تناقض في القرآن، فمرّة من قوم موسى وأُخرى مُردِفاً بفرعون وهامان؟!

(٦) القصص ٢٨: ٧٦.

٧٠

البصائر من قومه ينصحونه ويحذّرونه عاقبة ما هو عليه من الخُيَلاء والزهو، فكان يتبجّح ويقول: إنّما أُوتيتهُ على علمٍ عندي، - ويُقال: إنّه كان واقفاً على سرّ الصِناعة أي الكيمياء - (١) فكان يخرج على قومه في زينته مُفتخراً عليهم، ويتحسّره القوم ويقول الضعفاء: ( يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) (٢) ؛ وبذلك كاد أن يتغلّب على موسى وقومه، لولا أنْ خسف اللّه به وبداره الأرض، وبكلّ ما كان يَملكه من كنوزٍ (٣) .

وأمّا قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ) (٤) . حيث يبدو أنّه كان مع فرعون ومِن قَومه، فالظاهر إرادة أنّه بالذات كان مقصوداً بالإنذار إلى جنب فرعون وهامان من غير أنْ يستدعي ذلك أن يكون منهم، بل معهم في العتوّ والطغيان؛ ولعلّه كان واقفاً بصفّهم إزاء موسى وهارون، قال تعالى: ( وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ) (٥) ، فقد كان قارون مقصوداً كما كان فرعون وهامان، لعتّوهم واستكبارهم في الأرض جميعاً.

( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ)

قال تعالى بشأن ضخامة ثراء قارون: ( وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ) (٦) .

قال الطبرسي: (ما) هذه موصولة بمعنى الذي، وَصِلتها: إنّ، مع اسمها وخبرها. أي أعطيناه من الأموال المدّخرة قَدْرَ الذي تُنِيء مفاتحُه العُصبةَ (٧) ، أي يُثْقلُهم حملُه، والعُصبة: الجماعة المـُلتفّة بعضها ببعض، أي المتآزرة على عملٍ ثقيل، أي كان حملُها يُضني بالفئام من أقوياء الناس.

____________________

(١) أي إحالة الفلزّات الخسيسة إلى فلزٍ نفيس هو الذهب، وقد أحاله قوم، لكن الاستمرار في البحث في الذرّة - أو الجوهر الفرد - أصبح أنْ جعله ممكناً، والعلماء جادّون في تفريق أجزاء الذرّة، حتى إذا تَمَّ لهُم ذلك أمكنهم إيجاد أيّ مركّب شاءوا الذهب أو غيره، وحينذاك يكون ما كان يبدو مستحيلاً قد صار جائزاً، قصص الأنبياء للنجّار، ص٢٨٥.

(٢) القصص ٢٨: ٧٩.

(٣) راجع: سِفر الخروج، إصحاح ١٦/١ - ٣٠.

(٤) غافر ٤٠: ٢٣ و٢٤.

(٥) العنكبوت ٢٩: ٣٩.

(٦) القصص ٢٨: ٧٦.

(٧) مجمع البيان، ج٧، ص٢٦٦.

٧١

قال: والمـَفاتح - هنا - الخزائن في قول أكثر المفسّرين، وهو اختيار الزجّاج، كما في قوله سبحانه: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) (١) ، والمـَفاتح، جمع مَفتَح. والمِفتح بكسر الميم: المِفتاح. وبالفتح: الخُزانة، وكلّ خُزانة لصنفٍ من الأشياء أو الأموال، قال الفرّاء في قوله تعالى: ( إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ) : يعني خَزائنُه (٢) .

قال الفرّاء: نَوؤُها بالعُصبة أنْ تُثقلَهم. ومَفاتِحه: خزائنُه. والمعنى: ما إنّ مَفاتِح الكنوز أي خزائنها لتُنِيء العُصبةَ أي تُميلُهم من ثقلها، وإذا أدخلت الباء قلت: تنوءُ بهم (٣) .

قال الشاعر:

إلاّ عصا أَرزَنٍ طارت برايتها

تنوءُ ضربتُها بالكفِّ والعضُدِ (٤)

وفي مسائل نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاس: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول:

تمشي فتُثقِلُها عَجيزَتُها

مشيَ الضعيفِ ينوءُ بالوَسْقِ (٥)

والوَسْق: ستّون صاعاً، حِمل بعيرٍ، وكذا وَقْر النخلة.

ومن الغريب ما نجد هنا مِن أجنبيٍ عن اللغة - هو هاشم العربي - يعترض ويرى أنّ الصواب: ( لتنوء بها الْعُصْبَة ) . (٦) هذا في حين أنّ الزمخشري - وهو البطل الفَحل - يقول: يقال: ناء به الحملُ، إذا أَثقَله حتّى أَمالَهُ (٧) فسواء قلت: ناء به الحِملُ أو ناء بالحِمل فالمعنى واحد، فالمعنى على الأَوّل: مالَ به الحِملُ ثقلاً، وعلى الثاني: مال بالحِمل ثقلاً، وعلى الأَوّل هو على الحقيقة كما جاء في القرآن، وعلى الثاني كنايةً كما جاء في البيت.

حادث نُتُوق الجبل فوقَ رؤوسِ بني إسرائيل

وحادث نُتُوق الجبل - وهو زعزعته من الأعالي، وقد ذكره القرآن، وأنكره بعض

____________________

(١) الأنعام ٦: ٥٩. راجع: مجمع البيان، ج٧، ص٢٦٦.

(٢) المصدر: ج٤، ص ٣١٠.

(٣) معاني القرآن للفرّاء، ج٢، ص٣١٠.

(٤) الهدى إلى دين المصطفى، ج١، ص٣٨٩.

(٥) الدرّ المنثور، ج٦، ص٤٣٨.

(٦) ملحق ترجمة كتاب الإسلام، ٤٢٥ - ٤٢٦.

(٧) الكشّاف للزمخشري، ج٣، ص٤٣٠.

٧٢

المستشرقين؛ بحجّة أنّه لم يأتِ ذكرُه في العهد القديم (١) ، عُورِض أيضاً بأنّه من التعنيف على التكليف (٢) .

وجاء ذِكر هذا الحادث في القرآن في موضعين:

١ - سورة البقرة: ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

٢ - سورة الأعراف: ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (٤) .

ليس في الآيتين سوى اقتلاع جزء عظيم من أعالي الجبل أثناء رجفةٍ أو زلزال، رأَوه بأَعينهم وهم مجتمعون في سَفح الجبل، وانحدر هابطاً ليتوقّف في الأثناء، وكانت وقفته بصورة عموديّة مُطِلاًّ عليهم جانبيّاً فظنّوا أنّه واقع بهم، وصادف ذلك أنْ كان عند أخذ الميثاق منهم على العمل بشريعة التوراة، ولعلّ في هذه المصادفة حِكمةً إلهيةً بالغةً؛ ليُريَهم من آياتٍ كونيّة موجّهة لضمير الإنسان إلى جانب ضَعفِ مقدرته تجاه إرادة اللّه القادر الحكيم.

وهذا من قبيل إراءة المعاجز على أيدي الأنبياء، إيقاظاً للضمير وليس إكراهاً على التسليم.

وفي هذا المقدار من دلالة الآيتَين تَوافق مع ما جاء في العهد القديم.

فقد جاء في سِفر الخروج:

فانحدر موسى من الجبل - الطور - إلى الشّعب، وقَدَّس الشعب وغسلوا ثيابهم، وقال للشعب: كونوا مستعدّين لليوم الثالث، لا تقربوا امرأةً، وحدث في اليوم الثالث لمـّا

____________________

(١) راجع: مصادر الإسلام لتسدال، ص١٤ فما بعد، وآراء المستشرقين حول القرآن، ج١، ص٣٤٨.

(٢) راجع: تفسير المنار، ج١، ص٣٤٠، وتفسير الميزان للطباطبائي، ج١، ص٢٠٠.

(٣) البقرة ٢: ٦٣ و٦٤.

(٤) الأعراف ٧: ١٧١.

٧٣

كان الصباح أنّه صارت رعودٌ وبروقٌ وسَحاب ثقيل على الجبل، وصوتُ بوقٍ شديدٍ جدّاً، فارتعد كلّ الشَّعب الذي في المحلّة، وأخرج موسى الشَّعب مِن المحلّة لملاقاة اللّه، فوقفوا في أسفل الجبل، وكان جبل سَيناء كلّه يُدخّن؛ مِن أجلِ أنّ الربّ نزل عليه بالنار، وصعد دُخانُه كدُخان الأَتون وارتجف كلّ الجبل جدّاً، فكان صوت البوق يزداد اشتداداً جدّاً، موسى يتكلّم واللّه يجيب بصوت (١) .

ثمّ جاء فيه بعد ذلك:

وكان جميع الشعب يَرَون الرعود والبروق وصوتَ البوق، والجبل يُدخّن، ولمـّا رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد، وقالوا لموسى: تكلّم أنت معنا فنسمع، ولا يتكّلم معنا اللّه؛ لئلاّ نموت (٢) .

* * *

أمّا اقتلاع الجبل من أصله وبرّمته ورفعه في السماء فوق رؤوسهم، فهذا ما لم يَذكُرْه القرآن، ولا جاء في روايةٍ معتمدةٍ عندنا، وإنّما هو شيء جاء في روايات إسرائيليّة عامّية اغترّ بها بعض المفسّرين من غير تحقيق (٣) .

ففي الدّر المنثور: عن قُتادة ( وإذ نَتَقنا الجَبَل... ) قال: انتزعه اللّه من أصله ثم جعله فوق رؤوسهم، ثم قال: لتأخُذُنّ أمري أو لأَرمينّكم به...

قال مُحمّد رشيد رضا: شايَعَ الأُستاذُ الإمامُ [ مُحمّد عبدَه ] المفسّرين على أنّ رَفْعَ الطُورِ كان آيةً كونيّةً، أي أنّه اُنتُزِعَ مِن الأرض وصَار مُعلّقاً فوقَهم في الهواء، وهذا هو المـُتبادر من الآية بمَعونة السياق، وإنْ لم تكنْ ألفاظُها نصّاً فيه.

وقال في وجه عدم نصّية القرآن في ذلك: إنّ أصلَ النَتق - في اللغة - الزعزعة والزَلزلة، وأمّا الظُلّة فكلّ ما أظلّك وأَطلّ عليك سواء كان فوق رأسك أو في جانبك مرتفعاً له ظلّ، فيُحتمل أنّهم كانوا بجانب الطُور رأوه منتوقاً، أي مرتفعاً مُزَعْزَعاً، فظنّوا أنْ سيقع بهم وينقضّ عليهم.

____________________

(١) سِفر الخروج، إصحاح ١٩/١٥ - ١٩.

(٢) المصدر: ٢٠/ ١٨ - ١٩.

(٣) راجع: الدر المنثور، ج١، ص١٨٤، وج٣، ص٥٩٦، وجامع البيان، ج١، ص٧٤، وتفسير ابن كثير، ج١، ص١٠٤ - ١٠٥، وغيرها من تفاسير معروفة، وراجع أيضاً: التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص٤٢٧، والاحتجاج المنسوب إلى الطبرسي، ج٢، ص٦٥.

٧٤

ويجوز أنّ ذلك كان في أثرِ زلزالٍ تَزعزَعَ له الجبل... وإذا صحّ هذا التأويل لا يكون مُنكِرُ ارتفاع الجبل في الهواء مُكذِّباً للقرآن (١) .

* * *

كما ولم يأتِ في شيء من رواياتٍ صحيحةٍ الإسناد إلى أئمّةِ أهل البيت (عليهم السلام) ما يدلّ على أنّ جبل الطُور اُقتُلِعَ من مكانه فرُفِعَ في السماء فوقَ رؤوس القوم، سِوى ما جاء في تفسيرٍ مجهولٍ منسوبٍ إلى الإمام العسكري (عليه السلام) مِن أنّ اللّه أمر جبرائيل فقطعَ بجناحٍ من أجنحتهِ من جبلٍ من جبال فلسطين على قَدرِ مُعسكرِ موسى(عليه السلام) وكان طوله في عرضه فرسخاً في فرسخ، ثم جاء به فوق المعسكر على رؤوسهم، وقال: إمّا أنْ تَقبلوا ما آتاكم به موسى وإمّا وضعتُ عليكم الجبل فَطَحْطَحْتُكُمْ تَحْتَه...

وفي كتاب الاحتجاج (لم يُعرف مؤلّفه) روى مُرسلاً عن أبي بصير قال: سال طاووس اليماني الإمام مُحمّد بن عليّ الباقر(عليه السلام ٍ) عن طائرٍ طار مرّةً ولم يَطرْ قبلها ولا بعدها، ذكره اللّه في القرآن ما هو؟ (فقال سَيناء، أطاره اللّه على بني إسرائيل حينَ أظلّهم بجناحٍ فيه ألوانُ العذاب، حتّى قِبلوا التوراة...) (٢) .

* * *

إذن، فالروايات من طُرق الفريقَين لا أساس لها، و لا يُمكن الاعتماد عليها في تفسير الذِكر الحكيم؛ ولذا فمن الغريب ما نجده من لجنة علماء الأزهر اعتراضهم على الأُستاذ النجّار في رفضه الأخذ بأقوال المفسّرين هنا، قالوا: لم يَسعْ السيّد رشيداً ومؤلّف هذا الكتاب (أي الأُستاذ النجّار) ما وَسع الأُستاذ الإمام في موافقة جميع المفسرّين على أنّ رَفْعَ الطُور آيةً كونيّةً، أي أنّه اُنتُزِع من الأرض وصار مُعلّقاً فوقهم في الهواء، مع اعتراف الأَوّل (أي السيّد رشيد) بأنّه المـُتبادر من الآيتَين بمعونة السياق، بل أَبْدَيا (رشيد والنجّار) احتمالاً مُختَرَعاً في الآيتين أخرجاهما عن إفادة تلك الآية الكونيّة؛ بحجّة أنّ ألفاظهما

____________________

(١) تفسير المنار، ج١، ص٣٤٢ - ٣٤٣.

(٢) راجع: تفسير البرهان للبحراني، ج١، ص٢٣٣ - ٢٣٤، رقم ٩، وج٣، ص٢٣٤، رقم ١.

٧٥

ليست نصّاً فيما أجمع عليه المفسّرون، وتبعهم عليه الأُستاذ الإمام (١) .

وكذا قَولُ سيّدنا الطباطبائي: هذا التأويل، وَصَرْف الآية عن ظاهرها، والقول بأن بني إسرائيل كانوا في أصل الجبل فزُلزِل وزُعزِع حتّى أطلّ رأسه عليهم فظنّوا أنّه واقع بهم فعبّر عنها برفعه فوقهم أو نتقه فوقهم، مبنيٌ على أصل إنكار المعجزات وخوارق العادات (٢) .

وكلام سيّدنا الطباطبائي هنا يُشعر باعتماده للروايات المأثورة والاستناد إليها في تفسير القرآن بما لا صراحة فيه، بل ولا ظهوراً قويّاً يمكن الاعتماد عليه، وليس ذلك سوى تفسير القرآن بالروايات الضعيفة، الأمر الذي يبدو خلاف مسلكه في التفسير... ولا سيّما إذا لم يكن للروايات أصلٌ معتمد في أحاديث أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).

قال - في غير هذا الموضع -: إنّ أخبار الآحاد لا حجّية فيها في غير الأحكام الشرعيّة، فإنّ حقيقة الجعل التشريعي (الحجيّة التعبّديّة لخبر الواحد) معناه: ترتيب أثر الواقع على الحجّة الظاهريّة، وهو متوقّف على وجود أثرٍ عملي للحجّة، كما في الأحكام والتكاليف، وأمّا غير ذلك فلا أثر فيه حتّى يترتّب على جعل الحجيّة، مثلاً: إذا وردت الرواية بأنّ البَسمَلةَ جزءٌ من السورة كان معنى ذلك وجوب الإتيان بها في القراءة في الصلاة.

وأمّا إذا ورد - مثلاً - أنّ السامريُّ كان رجلاً مِن بلدة كذا، وهو خبر ظنّي، كان معنى جعل حجيّته أنْ يُجعل الظنّ بمضمونه قطعاً، وهو حكم تكويني ممتنع وليس من التشريع في شيء (٣) .

قلتُ: والأمر في الآية هنا أيضاً كذلك؛ لأنّ المسألة مسألة فهم المعنى من ظاهر اللفظ، أي إذعان النفس بذلك، الأمر الذي لا مجال للتعبّد فيه، حيث الآية في سورة الأعراف استعملت لفظ النتوق مصحوباً بالتشبيه بالظُلّة ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ) . ثم أردفه بقوله: ( وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ) .

ونَتَقَ الجِرابَ أي نَفَضَه بمعنى: حرّكه ليزولَ عنه الغُبار ونحوه. ونَتقُ الشيء: فتقُه،

____________________

(١) هامش قصص الأنبياء للنجّار، ص٢٣١.

(٢) الميزان، ج١، ص٢٠٠.

(٣) الميزان، ج١٤، ص٢٢٢.

٧٦

زَعزَعه، رفعَه، بسطَه، ونَتَقت المرأة أو الناقة: كَثُر وِلدُها، فهو يُعطي معنى البسط والكثرة والانتشار والتوسّع وإذ كان هناك بسط وتوسّع في أعالي الجبل كان ذلك رفعاً أي ارتفاعاً بالشيء وتعالياً به، وليس قلعاً من مكانه وانتقالاً له إلى محلٍّ آخر في السماء، كما زُعم.

قال الراغب: نَتَقَ الشيءَ: جَذبه ونَزعه حتّى يَسترخي، كنَتقِ عُرَى الحِمل قال تعالى: ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ ) .

وهذا يُعطي معنى: التَزعزُع في قُلَلِ الجبل وانتزاع صخورٍ عظيمة منها وتَدلّيها جانبيّاً مُطلّةً على القوم وهم في أسفل، وكانت كأظلّةٍ مطلّةٍ عليهم، والأظلّةُ كما تصلح من علوٍّ كذلك تصلح من جانب، وفي كلتا الصورتَين تصدق الفوقيّة.

وبذلك اتّضح معنى قوله تعالى: ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) أي رفعناه جانبيّاً، لا شيء سواه.

قصّة داود وامرأة اُوريّا

جاء في (صموئيل الثاني) الإصحاح ١١:

كان داود أقام في اُرشليم، وكان في وقت المساء، قام وتمشّى على سطح البيت، فرأى امرأةً تستحمُّ، وكانت جميلةً جدّاً، فسأل عنها فقيل له: إنّها بَثْشَبَع بنت أليعام امرأة اُوريّا الحثّى، فأرسل داود إليها وأخذها واضطجع معها فحبلت منه، فكتب داود إلى يوآب قائد معسكره، وأرسله بيد اُوريّا، وكتب فيه أنْ اجعلوا اُوريّا في مقدّمة الجيش ليُقتل، ففعل يوآب ما أمره داود وقُتل اُوريّا.

فلمـّا سمعت امرأة اُوريّا بموت زوجها ناحت عليه، وبعد انقضاء أيّام النياحة أرسل داود فضمّها إلى بيته وجعلها مع نسائه فولدت له ابناً، ومات ذلك الولد... وأمّا الأمر الّذي فعله داود فقَبُح في عينَي الربّ.

وفي الإصحاح ١٢:

وعزّى داود بَثْشَبَع بموت وَلَدها، واضطجع معها ثانيةً فولدت له ابناً فدعا اسمه سليمان، فكان سليمان قد وُلِد مِن امرأةٍ اغتصبها داود من زوجها، وتآمر على قتله!

٧٧

وفي الإصحاح ١٣ و١٤ و١٥:

وجرى بعد ذلك أنّه كان لأبشالوم بن داود أُخت جميلة اسمها ثامار، فعشقها أخوها من غير أُمّها اسمه أمنون بن داود، فاحتال عليها، فتمارَضَ وطلب منها أنْ تُمارضَه، فلمـّا دخلت عليه اضطجع معها، ثُمّ إنّ أخاها أبشالوم تمكنّ بعد سنتين أنْ يَثِبَ على أخيه أمنون فيقلته، وبعد مدّة ثار على أبيه داود، فطارده بجيش عظيم، وفرّ داود من وجهه، ومّما ارتكبه أبشالوم من الشنائع أنْ دَخَلَ على سَراري أبيه أمام جميع بني إسرائيل.

هكذا لعِبت اليهود بقداسة نبيّ اللّه داود (عليه السلام) فوصَمُوه وأهلَ بيته بِأفظع وصَمات منافية للشرفِ والعفّة، فجعلوا منهم أُسرةً تعيثُ في الخطايا والدنَس بكلّ ألوانه!

أمّا القرآن فجاء ليُطهّر ساحة الأنبياء فيصوّر من داود قدّيساً وعبداً منيباً إلى اللّه ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) (١) .

( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) (٢) .

( آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (٣) .

وقد ذكرنا حديث اختبار داود (عليه السلام) بما يُبرّئ ساحته النزيهة عن أمثال تلك الخرائف الإسرائيليّة عند الكلام عن تنزيه الأنبياء (٤) .

القرآن والأناجيل

زعم (تسدال) أنّ النصرانيّة كانت أحد المصادر التي أخذ منها القرآن، في حين أنّ من هذه المصادر ما لم تكن موثوقة، بل كانت لفِرقٍ شاذّةٍ لها أساطير غريبة اعتمدها القرآن.

وزعم أنّ قصّة مريم وابنها المسيح (عليهما السلام) لم تَرِد في كتب النصرانيّة المعتمدة،

____________________

(١) ص ٣٨: ١٧ - ٢٠.

(٢) ص ٣٨: ٣٠.

(٣) سبأ ٣٤: ١٣.

(٤) في الجزء الثالث من التمهيد.

٧٨

واعتبرها خرافة وهميّة، وحجّته في ذلك عدّة شبَهٍ في ذهنه:

١ - إنّ ولادتها لعيسى، حسبما جاءت في القرآن، أشبه ما يكون بأُسطورة (ميلاد بده) عند الهنود؛ حيث وُلِد (بده) من عذراء لم يمسّها رجال.

٢ - خدمتها للهيكل، مع أنّ هذا لا يجوز للنساء.

٣ - ذَكَر القرآن أنّها أُخت هارون أخي موسى بن عمران - على حدّ فهمه - واعتبر ذلك من الخطأ التأريخي في القرآن.

وهكذا أَنكر كلامَ عيسى في المهد، وكذا المعجزات التي ظهرت على يده ممّا ذكره القرآن، مثل صُنعه من الطين طيراً ثُمّ يكون طيراً بإذن اللّه، وقصّة المائدة التي نزلت من السماء، وصَلْب عيسى(عليه السلام) حيث نفاه القرآن في حين قد أثبته الكتاب المقدّس.

ومثل: نزول عيسى في آخر الزمان، ومسألة التبشير بمَقدَم نبيّ الإسلام حسبما ذكره القرآن، ولم يأتِ في الإنجيل... ونحو ذلك مِن أُمورٍ سردها (تسدال) بهذا الشأن سردَ عاجزٍ سقيمٍ (١) .

الصدّيقة مريم (عليها السلام)

أَنكَر (تسدال) قصّةَ الصّديقة مريم (عليها السلام) أنْ تكون وردت بهذا الشكل في كُتب النصرانيّة المعتمدة، واعتبرها خُرافة.

قال الدكتور رضوان: هذه القصّة من الشهرة والانتشار والبداهة في الوسط المسيحي بمكانٍ، حتّى أنّ فرقة (البربرانيّة) (٢) منهم أَلّهوها وابنها المسيح (عليهما السلام)؛ نظراً لولادتها لابنها بطريقة خارقة للعادة، وقد أشار القرآن الكريم لقضية تأليهِهِم لهما (عليهما السلام) (٣) .

أمّا زعم (تسدال) أنّ القصّة غير موجودة في الكتاب المقدّس فيردّه ما ورد في

____________________

(١) راجع: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم، ج١، ص٢٩٠ و٢٩٦.

(٢) جاء في (الفصل في الملل والنحل) لابن حزم، ج١، ص٤٨: ومنهم - طوائف النصارى - البربرانيّة، وهم يقولون: إنّ عيسى وأُمّه إلهان من دون اللّه عزّ وجلّ، وهذه الفرقة قد بادت.

(٣) في قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) المائدة ٥: ١١٦ .

٧٩

إنجيل (لوقا) ونصّه: (... أُرسِل جبرائيلُ المـَلاكُ من اللّه إلى مدينةٍ من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراءٍ مخطوبةٍ لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم، فدخل إليها المـَلاك وقال: سلامٌ لكِ أيّتها المـُنعَم عليها، الربّ معكِ، مباركةٌ أنتِ في النساءِ، فلمـّا رأته اضطربت من كلامه وفكّرت ما عسى أن تكون هذه التحيّة؟!

فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم؛ لأنّكِ قد وجدتِ نعمةً عند اللّهِ، وها أَنتِ سَتَحبلينَ وتَلدينَ ابناً وتُسمّينَه يسوع، هذا يكون عظيماً، وابنَ العليّ يُدعى، ويُعطيه الربّ الإله كرسيَّ داود أبيه، ويَملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمـُلكِه نهايةٌ.

فقالت مريم للمـَلاك، كيف يكون هذا وأَنا لستُ أَعرِف رجلاً؟ فأجاب المـَلاك وقال لها: الروح القُدُس يَحلّ عليكِ، وقوّةُ العليّ تُظلّلُكِ، فلذلك أيضاً القدّوس المولود منكِ يُدعَى ابنَ اللّه.

وهوذا (اليصابات) (١) نَسيبتُكِ هي أيضاً حُبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقراً، لأنّه ليس شيء غير ممكن لدى اللّه. فقالت مريم: هوذا أنا أَمَة الربّ، ليكن لي كقولكَ. فمضى من عندها المـَلاك (٢) .

وجاء في إنجيل (متّى): (أمّا ولادةُ يسوع المسيح فكانت هكذا: لمـّا كانت مريم أُمُّه مخطوبةً ليوسف قبل أن يجتمعا وُجِدت حُبلى مِن الروح القُدس، فيوسف رَجُلُها إذ كان بارّاً ولم يشأ أنْ يشهرها أراد تخليتها سرّاً، ولكن فيما هو متفكّر في هذه الأُمور إذا ملاك الربّ قد ظهر له في حُلُمٍ قائلاً: يا يوسف بن داود لا تخفْ أنْ تأخذ مريم امرأتك؛ لأنّ الّذي حُبِل به فيها هو مِن الروح القُدُس، فسَتلِد ابناً وتدعو اسمه يسوع؛ لأنّه يُخلص شعبَه من خطاياهم) (٣) .

وفي إنجيل برنابا - في الفصل الأَوّل - ما نصّه: (لقد بعث اللّه في هذه الأيام الأخيرة بالمـَلاك جبرائيل إلى عذراءٍ تُدعى مريم من نسلِ داود من سبط يهوذا، بينما كانت هذه

____________________

(١) هي امرأة زكريّا، حَملت بيحيى على أَثر دعاء زوجها (إنجيل لوقا، الإصحاح ١/١٢ - ٢٥)، وجاء ذلك في القرآن في سورة آل عمران ٣: ٣٨، والأنبياء ٢١: ٨٩.

وكانت اليصابات خالة مريم. (قصص الأنبياء للنجّار، ص٣٧٥).

(٢) إنجيل لوقا، الإصحاح ١/٢٦ - ٣٨.

(٣) إنجيل متّى، الإصحاح ١/١٨ - ٢١.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

الملك الجبّار.

هكذا جاء قلب الحقائق، وتبديل المخازي محاسن، وثبتها مقلوبة في ذمّة التاريخ.

هذا وقد تمّ ترقيم هذا البحث بجوار مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان في ظهيرة يوم الجمعة سادس عشر ربيع الثاني عام 1423 هـ ق = 7 / 4 / 1381 هـ ش.

والحمد للّه رب العالمين - محمّد هادي معرفة

٥٦١

٥٦٢

المصادر

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم: عمر إبراهيم رضوان، دار طيبة - الرياض، 1413.

الآثار الباقية عن القرون الخالية: أبو ريحان البيروني، وزارت فرهنك وإرشاد إسلامي - طهران - 2000م.

آلاء الرحمان في تفسير القرآن: الشيخ محمّد جواد البلاغي، مكتبة الوجداني - قم - الطبعة الثانية.

الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي، مطبعة المشهد الحسيني - القاهرة - 1387.

الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، النجف - 1386.

أحكام القرآن: أبو بكر أحمد بن علي الجصّاص، دار الكتاب العربي - 1335.

إحياء علوم الدين: أبو حامد الغزالي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1358.

الأخبار الطوال: أحمد بن داود الدينوري، القاهرة - 1960 م.

أساس البلاغة: جار اللّه الزمخشري، دار الكتب - مصر - 1973م.

الاستبصار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

الإسرائيليات والموضوعات: أبو شهبة محمّد بن محمّد، مكتبة السنّة - القاهرة - 1408.

أُسد الغابة: ابن الأثير، المطبعة الوهبية - 1280.

الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، مطبعة السعادة - مصر - 1328.

إعراب القرآن: المنسوب إلى الزّجاج، القاهرة - 1963 م.

الأعلام: خير الدين الزركلي، بيروت - 1390.

الأمالي: السيد الشريف المرتضى علم الهدى، دار الكتاب العربي - بيروت - 1387.

الأمالي: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1389.

إملاء ما مَنَّ به الرحمان: أبو البقاء العكبري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1380.

بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء - بيروت - 1983م.

بداية المجتهد: محمّد بن أحمد (ابن رشد الأندلسي)، مكتبة الكلّيات الأزهرية - مصر - 1389.

البداية والنهاية: ابن كثير، مكتبة المعارف - بيروت - 1977م.

البرهان في علوم القرآن: بدر الدين الزركشي، دار إحياء الكتب العربية - 1376.

البيان في تفسير القرآن: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، المطبعة العلمية - قم - 1394.

تأريخ الطبري: محمّد بن جرير، دار المعارف - مصر - 1971م.

تأريخ القرآن: نولديكه: (نقلاً عن آراء المستشرقين).

تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، دار التراث - القاهرة - 1393.

التبيان في تفسير القرآن: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

تفسير ابن أبي حاتم: عبد الرحمان الرازي، المكتبة العصرية - بيروت - 1419.

تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم): ابن كثير، دار إحياء الكتب العربية - مصر.

٥٦٣

تفسير البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، دار الفكر - بيروت - 1398.

تفسير البرهان: السيد هاشم بحراني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1419.

تفسير البيضاوي: عبد اللّه بن عمر البيضاوي، مؤسسة شعبان - بيروت.

تفسير التحرير والتنوير: ابن عاشور، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1420.

تفسير الجلالين: دار إحياء الكتب العربية - مصر - 1342.

تفسير الجواهر في تفسير القرآن الكريم: الشيخ طنطاوي جواهري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1350.

تفسير الصافي: المولى محمد محسن الكاشاني، المطبعة الإسلامية - طهران - 1384.

تفسير العيّاشي: أبو نضر محمّد بن مسعود، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.

تفسير الفرقان: الدكتور محمد الصادق، إسماعيليان - قم - 1410.

تفسير القاسمي (محاسن التأويل): محمّد جمال الدين القاسمي، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1415.

تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): محمّد بن أحمد القرطبي، القاهرة - 1387.

تفسير القمّي: علي بن إبراهيم القمّي، النجف - 1387.

تفسير الماوردي (النكت والعيون): أبو الحسن علي بن محمّد - دار الكتب العلمية - بيروت - 1412.

تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي، مصر - دار الفكر.

تفسر المنار: الشيخ محمّد عبده، تأليف محمد رشيد رضا، دار المعرفة - بيروت.

تفسير جزء عَمّ (تفسير القرآن العظيم): محمّد عبده نشر أدب الحوزة - 1341.

تفسير عبد الرزّاق: ابن همّام، دار الكتب العلمية - بيروت - 1419.

تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين النيسابوري (هامش جامع البيان للطبري).

تفسير مقاتل بن سليمان: مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1423.

التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): فخر الدين الرازي، الطبعة الثانية - دار الكتب العلمية - طهران.

تفسير نور الثقلين: الشيخ عبد العلي الحويزي، إسماعيليان - قم - 1415.

التفسير المبين: محمّد جواد مغنية، دار الكتاب الإسلامي.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): مطبعة مهر - قم - 1409.

التوحيد: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار المعرفة - بيروت.

تنزيه الأنبياء: السيد الشريف علم الهدى، مكتبة بصيرتي - قم.

تنزيه القرآن عن المطاعن: القاضي عبد الجبار، دار النهضة الحديثة - بيروت.

تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، دار صادر - بيروت - 1325.

ثواب الأعمال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1392.

جامع البيان في تفسير القرآن: محمد بن جرير الطبري، دار المعرفة - بيروت - 1392.

جامع الشواهد: محمّد باقر الشريف الأردكاني، الطبعة الحجرية.

جمهرة اللغة: ابن دريد محمّد بن الحسن البصري، حيدر آباد الدكن - 1345.

جواهر الكلام: الشيخ محمّد حسن النجفي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1981م.

٥٦٤

حياة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله): محمّد حسين هيكل، مطبعة مصر - القاهرة - 1354.

الحيوان: الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق يحيى الشامي، دار مكتبة الهلال - بيروت - 1986م.

الحيوان للدراسات العليا في جامعة بغداد.

الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي، مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) - قم - 1409.

الخراج: القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، دار المعرفة - بيروت - 1399.

الخصال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، مكتبة الصدوق - طهران - 1389.

الخطط المقريزية: أحمد بن علي المقريزي، دار العرفان - بيروت.

الخلاف: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، طهران - 1382.

دائرة المعارف الإسلامية الكبرى: إشراف كاظم البجنوردي، طهران - 1991م.

دائرة المعارف الإسلامية (المترجمة إلى العربية): دار المعرفة - بيروت.

دائرة معارف القرن العشرين: محمّد فريد وجدي، مطبعة دائرة معارف القرن العشرين - 1386.

الدرّ المنثور: جلال الدين السيوطي، دار الفكر - بيروت - 1414.

الدروس الشرعية: الشهيد محمّد بن مكي العاملي، الطبعة الحجرية.

الدفاع عن القرآن ضدّ منتقديه: عبد الرحمان بدوي، مكتبة مدبولي الصغير.

دعائم الإسلام: القاضي أبو نعيمة النعمان المصري، دار المعارف، مصر - 1965م.

ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح (سلسلة القصص القرآني): محمّد خير رمضان يوسف، دار القلم - دمشق - 1415.

الرحلة المدرسة: الشيخ محمّد جواد البلاغي، النجف.

روح المعاني: أبو الفضل محمود الآلوسي، إدارة الطباعة المنيرية - مصر.

الروض الأنف: عبد الرحمان السهيلي، مكتبة الكلّيات الأزهرية - 1391.

سعد السعود: ابن طاووس سيد رضي الدين، افست مؤسسة النشر الرضي، قم - 1362.

سنن ابن ماجه (سنن المصطفى): أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد، دار الفكر - بيروت.

سنن البيهقي (السنن الكبرى): أبو بكر أحمد بن الحسين، دار المعرفة - بيروت.

سنن الترمذي: محمّد بن عيسى الترمذي، المكتبة الإسلامية.

سنن الدارمي: عبد اللّه بن عبد الرحمان، دار إحياء السنّة النبوية.

السنن الكبرى: أحمد بن الحسين البيهقي، دار المعرفة - بيروت - 1406.

سنن النسائي: أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1383.

سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث، دار إحياء السنّة النبوية.

سيبويه: أبو بشر عمرو، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1387.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1410.

السيرة النبوية: ابن هشام، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1355.

شبهات حول الإسلام: سيد محمّد قطب، مكتبة وهبة - الطبعة الثالثة - 1958م.

٥٦٥

شرح الكافية في النحو: الشيخ رضي الدين الإسترابادي، دار الكتب العلمية - بيروت.

شرح المعلّقات السبع: الحسين بن أحمد الزوزني، منشورات أرومية - قم - 1405.

شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد - دار إحياء ا لكتب العربية - مصر - 1965م.

الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري، دار العلم للملايين - بيروت - 1376.

صحيح البخاري: أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، مطابع الشعب - 1378.

صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، مكتبة محمّد علي صبيح - 1334.

العرب قبل الإسلام: جرجي زيدان، دار الهلال - القاهرة.

علل الشرائع: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1385.

علم اليقين: المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني، بيدار - قم - 1400.

عوالي الآلئ: ابن أبي جمهور الإحساني، سيد الشهداء - قم - 1403.

العين: الخليل ابن أحمد الفراهيدي، دار الهجرة - قم - 1405.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1390.

غنية النزوع: ابن زهر السيد حمزة بن علي، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) - قم - 1417.

فتح الباري: ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت - 1300.

الفتوحات المكية: محيي الدين ابن عربي، دار صادر، بيروت.

الفصل في الملل والنحل: ابن حزم علي بن أحمد، دار المعرفة - بيروت - 1395.

الفقه على المذاهب الأربعة: عبد الرحمان الجزيري، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1406.

فقه اللغة وسرّ العربية: أبو منصور الثعالبي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

الفن القصصي في القرآن الكريم: محمّد أحمد خلف اللّه، مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، مؤسسة الانتشارات العربي - بيروت - 1999م.

في ظلال القرآن: سيد قطب، الطبعة السادسة.

قرب الإسناد: عبد اللّه بن جعفر الحميري، النجف.

قصص الأنبياء: عبد الوهاب النجار، دار الثقافة - بيروت - 1386.

القصص القرآني: السيد محمّد باقر الحكيم، المركز العالمي للعلوم الإسلامية - قم - 1416.

قصّة الحضارة: ول ديورانت، لجنة التأليف والترجمة - القاهرة - 1956م.

الكافي: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1389.

الكافي في الفقه: أبو الصلاح الحلبي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) - أصفهان.

الكامل في التاريخ: ابن أثير، دار صادر - بيروت - 1399.

الكتاب المقدّس (كتب العهد القديم والعهد الجديد): جمعية التوراة البريطانية والأجنبية.

الكشّاف: جار اللّه الزمخشري، الطبعة الثالثة - دار الكتب العلمية - طهران.

كفاية الأثر: الخزار الرازي، الطبعة الحجرية - 1305، في مجموعة كتب.

كمال الدين: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، طهران - 1390.

٥٦٦

كنز العمال: علي المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405.

لسان العرب: ابن منظور، بيروت - 1376.

لسان الميزان: ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1390.

المبسوط: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، المطبعة الحيدرية - طهران.

متشابهات القرآن ومختلفه: محمّد بن علي بن شهر آشوب، بيدار - قم - 1369.

المجازات النبوية: السيد الشريف الرضي أبو الحسن محمّد، مؤسسة الحلبي - القاهرة - 1387.

مجمع الأمثال: أحمد بن محمد الميداني، بيروت - دار الفكر - 1393.

مجمع البيان: أبوعلي الفضل بن الحسن، المكتبة الإسلامية - طهران - 1383.

المحاسن: أحمد بن محمد البرقي، المجمع العالمي لأهل البيت - قم - 1413.

المحّجة البيضاء: الفيض الكاشاني، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - الطبعة الثانية.

المختلف (مختلف الشيعة): العلاّمة الحسن بن يوسف الحلّي، مكتب الإعلام الإسلامي - قم - 1417.

مختصر في شواذ القرآن: ابن خالويه، مصر - 1934م.

مذاهب التفسير الإسلامي: جولد تسيهر، تعريب عبد الحليم النجار، القاهرة - 1374.

مروح الذهب: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1384.

مسائل علي بن جعفر: مؤسسة آل البيت - قم - 1409.

المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيسابوري، مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب.

مستدرك الوسائل: ميرزا حسين النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت - قم - 1407.

المسند: أحمد بن الحنبل، دار صادر - بيروت.

مشكل إعراب القرآن: مكي بن أبي طالب، بغداد - 1975م.

المصاحف: أبو بكر عبد اللّه السجستاني، المطبعة الرحمانية - مصر - 1355.

المطوّل: سعد الدين مسعود التفتازاني، افست الداوري - قم.

معاني الأخبار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف.

معاني القرآن: يحيى بن زياد الفرّاء، مصر - 1972.

المعجزة الخالدة: السيد هبة الدين الشهرستاني، مكتبة الجوادين - الكاظمية.

معجم البلدان: شهاب الدين الياقوت الحموي، دار صادر - بيروت - 1376.

المعجم الزوولوجي: محمد كاظم الملكي، النجف - 1376.

معجم لغات القرآن (نثر طوبى): أبو الحسن الشعراني، ملحق تفسير أبي الفتوح الرازي.

معجم مقاييس اللغة: ابن فارس أبو الحسين أحمد، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

المعجم الوسيط: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

المعرب: أبو منصور الجواليقي، دار القلم - دمشق - 1410.

مغني اللبيب: ابن هشام جمال الدين يوسف، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد والطبعة الحجرية.

مفاهيم جغرافية في القصص القرآني: عبد العظيم عبد الرحمان خضر، دار الشروق - السعودية - 1401.

٥٦٧

مفتاح الكرامة: السيد محمّد جواد العاملي، مؤسسة آل البيت.

المفردات: الراغب الأصفهاني، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1381.

مقدمة ابن خلدون: عبد الرحمان بن محمّد، المكتبة التجارية الكبرى - القاهرة.

المقنعة: الشيخ محمد بن محمد بن نعمان المفيد، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1410.

ملحق ترجمة كتاب (مقالة في الإسلام لتسدال): هاشم العربي، مطبعة النيل المسيحية - مصر - 1925 م.

المناقب (مناقب آل أبي طالب): مكتبة علامة - قم.

مَن لا يحضره الفقيه: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

منهاج الصالحين: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، الطبعة الخامسة - المطبعة العلمية - قم - 1395.

المهذّب: القاضي ابن البرّاج، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1406.

الموسوعة المصرية: لجنة التحرير، وزارة الثقافة والإعلام - مصر.

الميزان في تفسير القرآن: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي - طهران - دار الكتب الإسلامية.

نهاية المرام: السيد محمد بن علي العاملي (صاحب المدارك)، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1413.

النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، دار الكتاب العربي - بيروت - 1390.

نهج البلاغة: تصحيح صبحي الصالح، بيروت - 1387.

النوادر: فضل اللّه بن علي الراوندي، دار الحديث - قم.

الهدى إلى دين المصطفى: الشيخ جواد البلاغي، النجف - 1385.

الهيئة والإسلام: السيد هبة الدين الشهرستاني، النجف - 1384.

الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1420.

وسائل الشيعة: الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، مؤسسة آل البيت - قم - 1412.

مصادر فارسية

ايران باستان: حسن بيرنيا (مشير الدولة)، ابن سينا، - طهران - 1344.

تاريخ تمدن إسلامي: ويل دورانت، الطبعة الرابعة - طهران - 1373ش.

تاريخ إيران: حسن بيرينا: مكتبة خيام - طهران.

تاريخ هيرودوت: ترجمة المازندراني، وزارات فرهنك وهنر - تهران.

تفسير أبي الفتوح الرازي (روح الجِنان وروح الجَنان): المطبعة الإسلامية - طهران - 1352ش.

تفسير أبي مسلم (بررسي آراء ونظرات تفسيري أبو مسلم أصفهاني): قم - 1374ش.

تفسير نمونه: لجنة التأليف، دار الكتب الإسلامية - قم - الطبعة الأولى.

قاموس كتاب مقدس: جيمس هاكس، مكتبة ظهوري - طهران - 1928م.

كورش كبير ذو القرنين: أبو الكلام آزاد، ترجمة باستاني باريزي - نشر علم - طهران - 2001 م.

لغت نامه: دهخدا، جامعه طهران - 1419.

٥٦٨

الفهرس

الباب الأول : هل للقرآن من مصادر؟ 6

الوحي مصدر القرآن الوحيد! 7

شرائع إبراهيميّة منحدِرة عن أصل واحد 11

وحدة المنشأ هو السّبب للتّوافق على المنهج 13

القرآن يشهد بأنّه مُوحى 14

القرآن في زُبُر الأوّلين 14

( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 15

مقارنة عابرة بين القرآن وكُتب سالفة مُحرّفة 16

معارف فخيمة امتاز بها الإسلام 16

جلائل صفات اللّه في القرآن 17

وصْفُه تعالى كما في التوراة 18

الله يصول ويجول ضدّ بني آدم 20

الإنسان سرّ الخليقة 21

مِيزات الإنسان الفطريّة 22

خلقتُ الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي! 25

الحفاظ على كرامة الأنبياء 25

إبراهيم، لم يَكذب قطّ! 28

قصّة الطوفان في التوراة 29

حادث الطوفان في القرآن 30

مواضع عِبر أغفلتها التوراة 31

هل عمّ الطوفان وجه الأرض؟ 32

نقض فرضية الشمول 33

الطوفان ظاهرة طبيعيّة حيث أرادها الله 34

لا شاهد على شمول الطوفان 37

٥٦٩

آثار جيولوجيّة 38

( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرضِ ) 39

( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) 39

( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) 41

( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) 43

( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) 46

( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عَاماً ) 47

( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ ) 48

نوح (عليه السلام) بعد الهبوط 50

والدُ إبراهيم (عليه السلام) تارَح أو آزر؟ 51

الذبيح هو إسماعيل وليس بإسحاق! 55

قصّة لوط مع ابنتَيه كما هي في التوراة 57

يعقوب ينتهب النبوّة من أخيه عيسو! 58

يعقوب يصارع الربّ 59

خروج بني إسرائيل وتجاوزهم البحر 59

قصّة العجل والسامري 62

مواضع الاختلاف بين القرآن والتوراة بشأن العجل 63

نظرة في قولة السامري 66

ما كانت صفة العِجل؟ 68

مَن هُو السامريّ؟ 69

مَن هُو قارون؟ 70

( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ) 71

حادث نُتُوق الجبل فوقَ رؤوسِ بني إسرائيل 72

قصّة داود وامرأة اُوريّا 77

القرآن والأناجيل 78

الصدّيقة مريم (عليها السلام) 79

٥٧٠

يا أُخت هارون 83

ابنة عمران 85

تأليه الصدّيقة مريم! 86

ويكلّم الناس في المهد وكهلاً 88

مريم تعودُ بابنها وقد جاوزَ سنَّ الرضَاعة 91

عيسى يحاجّ العلماء في سنٍّ مبكّرٍ 93

الكُهولة هو تخطّي الثلاثين 93

التبشير بِمَقدم رسول الإسلام مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) 94

قِصّة الصّلب 97

مسألة التوفّي 102

الباب الثاني: القرآن وثقافات عصره! 110

التأثّر بالبيئة! 111

هل تأثّر القرآن بثقافات عصره؟ 111

1 - مُجاراة في الاستعمال 112

2 - خطاب القرآن عامّ 113

3 - حقيقة لا تخييل 114

ثقافات جاهليّة كافَحَها الإسلام 115

المرأة وكرامتها في القرآن 115

وللرجال عليهنّ درجة 117

تفضيل البنين على البنات 121

للذكر مثل حظّ الأُنثيين 124

محاولات فاشلة 126

دية المرأة على النصف! 129

المرأة في مجال الشهادة 132

المرأة في مجال القضاء 136

المرأة في مجال الحضانة 137

٥٧١

الطلاق والعِدّة والعدد 139

واضربوهنّ! 149

وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ 158

تعدّد الزوجات 162

تعدّد زوجات النبيّ 167

تحرير الرقيق تدريجيّاً 174

خرافات جاهليّة بائدة 186

الجنّ في تعابير القرآن 187

كلام عن مَسّ الجنّ 190

التشبيه في رؤوس الشياطين 191

أوصاف جاءت على مقاييس عامّة 195

كلام عن السحر في القرآن 202

أقسام السحر 205

سَحَرَةُ فرعون 220

سَحَرة بابل 222

ظواهر روحيّة غريبة 227

كلامٌ عن إصابة العين 229

نظرة فاحصة عن إصابة العين 232

هل تأثّر القرآن بالشعر الجاهلي؟ 237

الاقتباس 238

هل في القرآن تعابير جافية؟ 240

( الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) 240

( فَخَانَتَاهُمَا ) 241

٥٧٢

الباب الثالث: مُوهم الاختلاف والتناقض 243

كلام عن مُوهم الاختلاف في القرآن 244

السلامة من الاختلاف إعجاز! 248

الأسباب المـُوهِمة للاختلاف 249

( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) 252

( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) 253

( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) 255

( إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) 256

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) 258

تساؤل بعضهم بعضاً 260

( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 262

( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) 263

( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) 264

مواطن القيامة متفاوتة 266

( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) 268

( وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) 269

مضاعفة العذاب 269

التكليم من وراء حجاب 270

نظرة أو انتظار؟ 271

التناسي أو النسيان 272

كسب التأنيث والتذكير 273

فرعون يُقتّل أبناء إسرائيل قبل بعثة موسى أم بعدها؟ 275

التقدير أَزلاً أم في ليلة القَدر؟ 276

متى وقع التقدير؟ وهل لا يتنافى التقدير مع الاختيار؟ 277

( إِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا ) 279

( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) 281

٥٧٣

( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) 282

أسئلة مع أجوبتها لابن قتيبة 286

اختلاف القراءة هل يُوجب اختلافاً في القرآن؟ 287

القرآن شيءٌ والقراءات شيءٌ آخر 288

موهم الاختلاف والتناقض زيادةً على ما سبق 291

مطاعن ردّ عليها قطب الدِّين الراوندي 303

الباب الرابع: هل هناك في القرآن مُخالفات مع العِلم أو التأريخ أو الأدب؟ 311

مُخالفات علميّة؟! 312

هل هناك في القرآن ما يُخالف العِلم؟ 312

( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) 312

( وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) 318

( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا ) 320

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً 321

وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ 322

سبع سماوات عُلا 328

مسائل ودلائل 334

1 - ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) 334

2 - ( فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ) 334

3 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) 336

4 - ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً ) 336

5 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) 337

6 - ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ) 338

7 - ( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) 342

تقاسيم الأرض 343

مُحتَملات ثلاثة 343

أَرضون لا تُحصى 344

٥٧٤

المـُختار في تفسير (مِثلهنّ) 345

8 - ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) 347

أخطاء تأريخيّة! 349

مشكلة هامان 349

فأَوقِد لي يا هامان على الطين! 354

صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم! 355

قولة اليهود: يد اللّه مغلولة! 356

قولة اليهود: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ!! 362

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ 363

عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ 364

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ 366

مَن هو فرعون موسى؟ 367

( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 367

شُبهة وجود اللَحن في القرآن 368

ليس في القرآن لَحن 369

( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ) 375

( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) 376

ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 376

( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) 378

( وَطُورِ سِينِينَ ) 379

( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) 381

( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) 382

ثلاثة قروء 383

الالتفات وتنوّع الكلام 384

( جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) 387

( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) 387

٥٧٥

( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا ) 390

( أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ) 391

( إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) 391

( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ) 392

( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) 393

موارد زَعَموا فيها مخالفات في عَودِ الضمير! 395

تغليب جانب ذوي العقول 397

استعارة تخييليّة 398

مُثنّى يُراد به الجماعات 401

جمعٌ يراد به الاثنان فما فوق 402

يجوز في جماعة غير ذوي العقول اعتبار جمع التأنيث 406

التعبير عن العقلاء بـ (ما) الموصولة 408

ضمائر تُخالِف مَراجِعَها 412

ما يستوي فيه المفرد والجمع 415

الباب الخامس: القَصَص القرآني على منصّة التحقيق  418

أُسلوب القِصّة في القرآن 420

مِيزات القصّة في القرآن 421

أغراض القصّة في القرآن 425

أسرار التَّكرار في القَصَص القرآني 431

الحرّية الفنّية في قَصَص القرآن 432

حالات كائنة أَبرزها الترسيم 437

القِصّة في القرآن حقيقة واقعة 439

وَقفة فاحصة 449

حديث ابني آدم! 452

٥٧٦

حديث الطُوفان والسفينة 454

حديثُ عادٍ وثَمود وقومِ هود 454

ناقة صالح! 458

حديث سدوم! 460

أصحاب الكهف والرقيم! 461

مَن هُم أصحاب الكهف؟ 463

متى كان هذا الهُروب واللجوء؟ 465

حديث ذي القرنَينِ 468

نحو مَغرب الشمس! 475

وجدها تَغرب في عينٍ حَمِئة! 478

من هم يأجوج ومأجوج؟ 487

يأجوج ومأجوج في التأريخ 495

أين السدّ وأين موضعه الآن؟ 497

التحضّر البشري في عهد ذي القَرنَينِ 497

سدّ كورش (ذي القَرنَينِ) التأريخي 505

بناء جِدار (دربند) 508

جدار (دربند) 509

شكوك حول كورش: هل هو ذو القَرنَينِ؟ 512

ذو القَرنَينِ في الروايات 515

إزاحة شُبُهات 516

كورش هو ذلك العبد الصالح؟ 517

وثيقة إعلان حقوق الأُمَم 521

أنا كورش 522

وثيقة إعلام تحرير اليهود 523

هنا ملحوظة 526

٥٧٧

سدّ مأرب العظيم! 530

مَن الذي بنى سدّ مأرب؟ 535

سور الصين الكبير! 542

لمحة عن الإسكندر المقدوني! 546

تسع آيات إلى فرعون وقومه! 551

لمحة عن حياة بني إسرائيل في مصر 555

المصادر 563

٥٧٨