تفسير الإمام العسكري

تفسير الإمام العسكري0%

تفسير الإمام العسكري مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 684

تفسير الإمام العسكري

مؤلف: الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهم السلام
تصنيف:

الصفحات: 684
المشاهدات: 216558
تحميل: 39681

توضيحات:

تفسير الإمام العسكري
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 684 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 216558 / تحميل: 39681
الحجم الحجم الحجم
تفسير الإمام العسكري

تفسير الإمام العسكري

مؤلف:
العربية

وقضاء حقوق الاخوان أشرف أعمال المتقين، يستجلب مودة الملائكة المقربين وشوق الحور العين(١) .

١٦٤ - وقال الحسن بن علىعليهما‌السلام : إن التقية يصلح الله بها امة، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، وإن تركها ربما أهلك امة، وتاركها شريك من أهلكهم.

وإن معرفة حقوق الاخوان تحبب إلى الرحمن، وتعظم الزلفى لدى الملك الديان، وإن ترك قضاء‌ها يمقت إلى الرحمن، ويصغر الرتبة عند الكريم المنان.

(٢) ١٦٥ - وقال الحسين علىعليهما‌السلام : لو لا التقية ما عرف ولينا من عدونا ولولا معرفة حقوق الاخوان ما عرف من السيئات شئ إلا عوقب على جميعها، لكن الله عزوجل يقول:(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)(٣) .

١٦٦ - وقال على بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام : يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الاخوان(٤) .

١٦٧ - وقال محمد بن علىعليهما‌السلام : أشرف أخلاق الائمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية، وأخذ النفس بحقوق(٥) الاخوان.(٦)

____________________

(١) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٣ ح ٢، والبحار: ٧٥ / ٤١٤ ضمن ح ٦٨، اضافة لجامع الاخبار المتقدم.

(٢) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٣ ح ٤، اضافة لما تقدم.

(٣) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٣ ح ٥، والبحار: ٧٥ / ٤١٥ ضمن ح ٦٨، اضافة لجامع الاخبار المتقدم.

والاية: ٣٠ من سورة الشورى.

(٤) و(٦) عنه السوائل: ١١ / ٤٧٤ ح ٦ وح ٧، اضافة لما تقدم.

(٥) " لحقوق " أ.

(*)

٣٢١

١٦٨ - وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : استعمال التقية لصيانة الاخوان(١) ، فان كان هو يحمي الخائف(٢) فهو من أشرف(خصال الكرم)(٣) .والمعرفة بحقوق الاخوان من أفضل الصدقات والصلوات والزكاة والحج والمجاهدات.(٤) .

١٦٩ - وقال موسى بن جعفرعليهما‌السلام : - وقد حضره فقير مؤمن يسأله سد فاقته فضحك في وجهه، وقال: أسألك مسألة، فان أصبتها أعطيتك عشرة أضعاف ماطلبت، وإن لم تصبها أعطيتك ما طلبت - وقد كان طلب منه مائة درهم يجعلها في بضاعة يتعيش بها - فقال الرجل: سل.

فقال موسىعليه‌السلام : لو جعل إليك التمني لنفسك في الدنيا ماذا كنت تتمنى؟ قال: كنت أتمنى أن ارزق التقية في ديني، وقضاء حقوق إخواني.

قال: فما بالك لم تسأل الولاية لنا أهل البيت؟ قال: ذاك قد اعطيته، وهذا لم اعطه، فأنا أشكر على ما اعطيت، وأسأل ربي عزوجل مامنعت.

فقال: أحسنت، أعطوه ألفي درهم(٥) ، وقال: اصرفها في كذا - يعني العفص -(٦) فانه متاع يابسن وسيقبل(٧) [بعد] ما أدبر، فانتظر به سنة، وأختلف إلى دارنا وخذ الاجراء في كل يوم.

ففعل، فلما تمت له سنة، فاذا(٨) قد زاد في ثمن العفص للواحد

____________________

(١) " الدين والاخوان " البحار.

(٢) " الجانب " البحار.

(٣) " الكرام " ب، وجامع الاخبار.

(٤) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٤ ح ٨، اضافة لما تقدم.

(٥) وهذا يدلل على مدى كرمهمعليهم‌السلام ومساعدتهم للمحتاجين، وأيضا على اعجابه بالجواب.

(٦) هو حمل شجرة البلوط، وهو دواء قابض مجفف، يديغ به ويتخذ منه الحبر.وهو مولد ليس من كلام أهل البادية، يقال له بالفارسية: مازو.

(٧) " بائر ويستقبل " س، ص، ط.بارت السلعة: كسدت.ويابس كناية على أنه غير سريع التلف.

(٨) " اذ " ب، س، ص، ط، والبحار.

(*)

٣٢٢

خمسة عشر، فباع ما كان اشترى بألفي درهم بثلاثين ألف درهم(١) .

١٧٠ - وكان على بن موسىعليهما‌السلام بين يديه فرس صعب، وهناك راضة(٢) لا يجسر أحد منهم أن يركبه، وإن ركبه لم يجسر أن يسيره مخافة أن يشب(٣) به، فيرميه ويدوسه بحافره، وكان هناك صبي ابن سبع سنين، فقال: يا بن رسول الله أتأذن لي أن أركبه واسيره واذلله؟ قال: أنت؟ ! قال: نعم.

قال: لماذا؟ قال: لاني قد استوثقت منه قبل أن أركبه بأن صليت على محمد وآله الطيبين الطاهرين مائة [مرة]، وجددت على نفسي الولاية لكم أهل البيت.

قال: اركبه، فركبه، فقال: سيره.فسيره.

وما زال يسيره ويعديه حتى أتعبه وكده، فنادى الفرس: يا بن رسول الله قد آلمني منذ اليوم، فاعفني منه، وإلا فصبرني تحته.

[ف‍] قال الصبي: سل ما هو خير لك " أن يصبرك تحت مؤمن ".

قال الرضاعليه‌السلام : صدق [فقال:] اللهم صبره.فلان الفرس وسار، فلما نزل الصبي قال: سل من دواب داري وعبيدها وجواربها ومن أموال خزائني ما شئت فانك مؤمن قد شهرك الله تعالى بالايمان في الدنيا.

قال الصبي: يابن رسول الله [صلى الله عليك وآلك] وأسأل ما أقترح؟ قال: يافتى اقترح، فان الله تعالى يوفقك لاقتراح الصواب.

فقال: سل لي ربك التقية الحسنة، والمعرفة بحقوق الاخوان، والعمل بما أعرف من ذلك.

____________________

(١) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٤ ح ٩(قطعة) وج ١٢ / ٣١٢ ح ٣ باختصار، والبحار: ٧٥ / ٤١٥ ضمن ح ٦٨، وحلية الابرار: ٢ / ٢٥٩، ومدينة المعاجز: ٤٧٠ ح ١٢٩.

(٢) راض المهر: ذلله وطوعه وعلمه السير، فهو رائض، وجمعه راضة، ورواض، وروض، ورائضون.

(٣) شب الفرس: رفع يديه.

(*)

٣٢٣

قال الرضاعليه‌السلام : قد أعطاك الله ذلك، لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم(١) .

١٧١ - وقيل لمحمد بن علىعليهما‌السلام : إن فلانا نقب في جواره على قوم، فأخذوه بالتهمة، وضربوه خمسمائة(٢) سوط.

قال محمد بن عليعليهما‌السلام : ذلك أسهل من مائة ألف ألف سوط في النار، [نبه] على التوبة حتى يكفر ذلك.

قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله [صلى الله عليه وعلى آلك]؟ قال: إنه في غداة يومه الذي أصابه ما أصابه ضيع حق أخ مؤمن، وجهر بشتم أبي الفصيل(٣) وأبي الدواهي وأبي الشرور وأبي الملاهي، وترك التقية، ولم يستر على إخوانه ومخالطيه، فاتهمهم عند المخالفين، وعرضهم للعنهم وسبهم ومكروههم وتعرض هو أيضا، فهم الذين سووا(٤) عليه البلية، وقذفوه بهذه التهمة.

فوجهوا إليه وعرفوه ذنبه ليتوب، ويتلافى ما فرط منه، فان لم يفعل، فليوطن نفسه على ضرب خمسمائة سوط [وحبس] في مطبق لا يفرق [فيه] بين الليل والنهار.

فوجه إليه، فتاب وقضى حق الاخ الذي كان قد قصر فيه، فما فرغ من ذلك حتى عثر باللص، واخذ منه المال، وخلى عنه، وجاء‌ه الوشاة يعتذرون إليه.(٥) .

١٧٢ - وقيل لعلى بن محمدعليهما‌السلام : من أكمل الناس [في] خصال الخير؟ قال: أعملهم بالتقية، وأقضاهم لحقوق إخوانه(٦)

____________________

(١) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٤ ح ١٠(قطعة) والبحار: ٧٥ / ٤١٦ ضمن ح ٦٨، ومدينة المعاجز: ٤٨٧ ح ٧٩.

(٢) " مائة " س، ط، ق، د، والوسائل.

(٣) " الفضيل " بعض النسخ.تقدم بيانه ص ١٧٨.

(٤) " بهتوا " أ،، ب، ط.البهت والبهتان: الكذب والافتراء.

(٥) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٤ ح ١١(قطعة) والبحار: ٧٥ / ٤١٦ ضمن ح ٦٨.

(٦) عنه الوسائل: ١١ / ٤٧٥ ح ١٢(وفيه: من أكمل الناس؟) والبحار: ٧٥ / ٤١٦ ذ ح ٦٨.

(*)

٣٢٤

التواضع، وفضل خدمة الضيف

١٧٣ - وقال الحسن بن علىعليهما‌السلام : أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأنا، ومن تواضع في الدنيا لاخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة على بن أبي طالبعليه‌السلام حقا.

ولقد ورد على أمير المؤمنينعليه‌السلام أخوان له مؤمنان: أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما، وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام، فاحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست، وإبريق [من] خشب، ومنديل لليبس، وجاء ليصب على يد الرجل ماء‌ا.

فوثب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فأخذ الابريق ليصب على يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين الله يراني(١) وأنت تصب الماء على يدي؟ قال: اقعد، واغسل يديك فان الله عزوجل يراك وأخاك(٢) الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عنك ويزيد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في ممالكه(٣) فيها.فقعد الرجل.

فقال له عليعليه‌السلام : أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته وبجلته، وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن ندبني لما شرفك به(٤) من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا.

ففعل الرجل [ذلك].

فلما فرغ، ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت [الماء] على يده، ولكن الله عزوجل يأبي أن يسوى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الاب على الاب، فليصب الابن على

____________________

(١) " لا يرانى الله " أ.

(٢) " يرانى أخاك " المناقب والحلية.

(٣) " مماليكه " البحار.

(٤) " بما أشرفك " أ.

(*)

٣٢٥

الابن.فصب محمد بن الحنفية على الابن.

قال الحسن بن علىعليهما‌السلام : فمن أتبع علياعليه‌السلام على ذلك فهو الشيعي حقا.(١) قوله عزوجل: " واذ أخذنا ميثاق بنى اسرائيل لا تعبدون الا الله و بالوالدين احسانا وذى القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكوة ثم توليتم الا قليلا منكم وأنتم معرضون ": ٨٣.

١٧٤ - قال الامامعليه‌السلام : قال الله عزوجل لبني إسرائيل: واذكروا(إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل) عهدهم المؤكد عليهم(لا تعبدون إلا الله): أي(٢) لا يشبهوه(٣) بخلقه، ولا يجوروه(٤) في حكمه، ولا يعملوا ما يراد به [وجهه يريدون به] وجه غيره.

(وبالوالدين إحسانا) وأخذنا ميثاقهم بأن يعملوا بوالديهم إحسانا، مكافاة على إنعمامهما عليهم، وإحسانهما إليهم، واحتمال المكروه الغليظ فيهم لترفيههم وتوديعهم(وذي القربى) قرابات الوالدين بأن يحسنوا إليهم لكرامة الوالدين.

(واليتامى) أي: وأن يحسنوا إلى اليتامى الذين فقدوا آباء‌هم الكافلين(٥) لهم أمورهم، السايقين إليهم غذاء‌هم وقوتهم، المصلحين لهم معاشهم.

____________________

(١) عنه تنبيه الخواطر: ٢ / ١٠٧، وعنه في البحار: ٧٥ / ١١٧ ح ١ وعن الاحتجاج: ٢ / ٢٦٧(باسناده إلى أبى محمد العسكرىعليه‌السلام ).

وأورده في مناقب آل أبى طالب لابن شهر اشوب: ٢ / ١٠٥، وحلية الابرار: ١ / ٣٦٧ مرسلا عن الحسن العسكرىعليه‌السلام .

(٢) زاد في بعض النسخ: أن لا تعبدوا الا الله، أى.

(٣) " تشبهوه " ب، س، ص، ط، والبحار، والبرهان.وكذا ما بعدها بصيغة المخاطب.

(٤) " يجوزوه " أ.

(٥) " الكافين " أ، ق، د.

(*)

٣٢٦

(وقولوا للناس) الذين لا مؤونة لهم عليكم(١) (حسنا) عاملوهم بخلق جميل.(وأقيموا الصلاة) الخمس، وأقيموا أيضا الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين عند أحوال غضبكم ورضاكم، وشدتكم ورخاكم، وهمومكم المعلقة(٢) لقلوبكم(ثم توليتم) أيها اليهود عن الوفاء بما قد نقل إليكم من العهد الذي أداه أسلافكم إليكم(وأنتم معرضون) عن ذلك العهد، تاركين له، غافلين عنه(٣) .

١٧٥ - قال الامامعليه‌السلام : أما قوله تعالى(لا تعبدون إلا الله) فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من شغلته عبادة الله عن مسألته، أعطاه الله أفضل ما يعطي السائلين(٤) .

١٧٦ - وقال علىعليه‌السلام : قال الله عزوجل من فوق عرشه: " يا عبادي اعبدوني فيما أمرتكم به ولا تعلموني ما يصلحكم، فاني أعلم به، ولا أبخل عليكم بمصالحكم "(٥) ١٧٧ - وقالت فاطمة صلوات الله عليها: من أصعد إلى الله خالص عبادته، أهبط الله [إليه] أفضل مصلحته(٦) .

١٧٨ - وقال الحسن بن علىعليهما‌السلام : من عبدالله عبدالله له كل شئ(٧) .

١٧٩ - وقال الحسين بن علىعليهما‌السلام : من عبدالله حق عبادته آتاه الله فوق أمانيه وكفايته(٨)

____________________

(١) " لكم عليهم " البحار.

(٢) " المغلقة " ب، ط.وفى التأويل: بقلوبكم بدل " لقلوبكم ".

(٣) عنه البحار: ٧١ / ١٨٣ صدر ح ٤٤، والبرهان: ١ / ١٢٠ ح ١، وتأويل الايات: ١ / ٧٥ ح ٥١(قطعة).

(٤) عنه البحار: ٧١ / ١٨٤ ضمن ح ٤٤، والبرهان: ١ / ١٢١ ح ١٢، ومستدرك الوسائل: ١ / ٣٨٤ ح ٣.

(٥) عنه البحار والبرهان المتقدمين.

(٦) عنه البحار: ٧١ / ١٨٤ ضمن ح ٤٤، وأورده في تنبيه الخواطر: ٢ / ١٠٨ مرسلا، وفى عدة الداعى: ٢١٨، عنه البحار: ٧٠ / ٢٤٩ ضمن ح ٢٦.

(٧) و(٨) عنه البحار: ٧١ / ١٨٤ ذ ح ٤٤.

(*)

٣٢٧

١٨٠ - وقال على بن الحسين بن عليعليه‌السلام : إنى أكره أن أعبدالله لا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد الطمع المطيع(١) ، إن طمع عمل وإلا لم يعمل.

وأكره أن أعبده [لا غرض لي] إلا لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل.

قيل له: فلم تعبده؟ قال: لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه(٢) .

١٨١ - وقال محمد بن على الباقرعليهما‌السلام : لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كلهم إليه، فحينئذ يقول: هذا خالص لي.فيقبله بكرمه(٣) .

١٨٢ - وقال جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : ما أنعم الله عزوجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله تعالى غيره(٤) .

١٨٣ - وقال موسى بن جعفرعليهما‌السلام : أشرف الاعمال التقرب بعبادة الله تعالى [إليه].

(٥) ١٨٤ - وقال على بن موسى الرضاعليهما‌السلام [في هذه الآية](إليه يصعد الكلم الطيب): [فول] لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلي ولي الله، وخليفة محمد رسول الله حقا، وخلفاؤه خلفاء الله، و(العمل الصالح يرفعه) علمه في قلبه بأن هذا [الكلام] صحيح كما قلته بلساني(٦)

____________________

(١) " المطمع " البحار والمستدرك." الطامع " بدل " الطمع " ق، د.

(٢) عنه البحار: ٧٠ / ١٩٨ وص ٢١٠ ح ٣٣، ومستدرك الوسائل: ١ / ١٠ ح ٢(٣) عنه البحار: ٧٠ / ١٩٨ وص ٢١١ ضمن ح ٣٢، ومستدرك الوسائل: ١ / ١٠ ح ٨ وأورده في تنبيه الخواطر: ٢ / ١٠٨ مرسلا، وفى عدة الداعى: ٢١٩، عنه البحار: ٧٠ / ١١١ ضمن ح ١٤.

(٤) نفس التخريجة السابقة: الا أنه أخرجه في البحار: ٧٠ / ٤٢٩ ضمن ح ٢٦ عن عدة الداعي.

(٥) التخريجة السابقة باستثناء عدة الداعى.

(٦) عنه البحار: ٧٠ / ١٩٨ وص ٢١١ ضمن ح ٣٣.

وأورده في تنبيه الخواطر: ٢ / ١٠٨ وتأويل الايات: ٢ / ٤٧٩ ح ٤ وفيه: والعمل الصالح يرفعه اليه، فهو دليله وعمله واعتقاده الذى في قلبه.

والبحار: ٢٤ / ٣٥٨ ح ٧٦، والبرهان: ٣ / ٣٥٨ ح ٢ مرسلا عنهعليه‌السلام .

وروى القمى في تفسيره: ٥٤٤ عن الصادقعليه‌السلام مثله، وفيه العمل الصالح الاعتقاد بالقلب ان هذا هو الحق من عند الله تعالى، لا شك فيه من رب العالمين.

٣٢٨

١٨٥ - وقال أيضاعليه‌السلام : مل‌ء(١) الارض من العباد المرائين لا يعدلون عند الله شيخا ضئيلا زمنا(٢) يخلص عبادته.

١٨٦ - وقال محمد بن علىعليهما‌السلام : أفضل العبادة الاخلاص(٣) .

١٨٧ - وقال على بن محمدعليهما‌السلام : لو سلك الناس واديا وشعبا(٤) لسلكت وادي رجل عبدالله وحده خالصا مخلصا.

(٥) ١٨٨ - وقال الحسن بن على(٦) عليهما‌السلام : لوجعلت الدنيا كلها لقمة واحدة لقمتها من يعبدالله خالصا لرأيت أني مقصر في حقه، ولو منعت الكافر منها حتى يموت جوعا وعطشا، ثم أذقته شربة من الماء(٧) لرأيت أني قد أسرفت.

(٨) [في أن الوالدين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام :] وقال: [قال] الله عزوجل:(وبالوالدين إحسانا).

____________________

(١) " مافى " ق، د.

(٢) تقدم بيانه، وهو من أصابته العاهة.

(٣) عنه البحار: ٧٠ / ٢٤٥ صدر ح ٢٠، وأورده في تنبيه الخواطر: ٢ / ١٠٩ مرسلا وفى عدة الداعى: ٢١٩، عنه البحار: ٧٠ / ٢٤٩ ضمن ح ٣٦.

(٤) " وسيعا " عدة الداعى.

(٥) نفس التخريجة السابقة، الا أنه أخرجه في البحار: ٧٠ / ١١٢ ذ ح ١٤ عن عدة الداعى.

(٦) لا ريب أن هذا القول من الامامعليه‌السلام ، والا فالمملى عليه يقول قال الامام وانما صرح بالاسم لوحدة السياق مع ما قبلها.

وسيأتى مثل ذلك.

(٧) " الدنيا " أ، ب، س، ط، ق، د.

(٨) اضافة للتخريجة السابقة، عنه مستدرك الوسائل: ٣ / ٨٥ ح ٥ ذيله، وص ٨٨ ح ٦ صدره وأخرجه في البحار: ٧٠ / ٢٥٠ ضمن ح ٢٦ عن عدة الداعى.

(*)

٣٢٩

١٨٩ - قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد وعلي.

(١) ١٩٠ - وقال على بن أبي طالبعليه‌السلام : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أنا وعلي أبوا هذه الامة، ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم، فانا ننقذهم - إن أطاعونا - من النار إلى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار الاحرار(٢)(٣) .

١٩١ - وقالت فاطمةعليها‌السلام : أبوا هذه، الامة محمد وعلي، يقيمان أودهم(٤) وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما.

(٥) ١٩٢ - وقال الحسن بن علىعليهما‌السلام : محمد وعلي أبوا هذه الامة، فطوبى لمن كان بحقهما عارفا، ولهما في كل أحواله مطيعا، يجعله الله من أفضل سكان جنانه ويسعده بكراماته ورضوانه.

(٦) ١٩٣ - وقال الحسين بن علىعليهما‌السلام : من عرف حق أبويه الافضلين(٧) : محمد وعليعليهما‌السلام ، وأطاعهما حق الطاعة قيل له: تبحبح في أي الجنان شئت.

(٨) ١٩٤ - وقال على بن الحسينعليهما‌السلام : إن كان الابوان إنما عظم حقهما على أولادهما لا حسانهما إليهم، فاحسان محمد وعليعليهما‌السلام إلى هذه الامة أجل وأعظم فهما بأن يكونا أبويهم أحق.

(٩) ١٩٥ - وقال محمد بن على الباقرعليهما‌السلام : من أراد أن يعرف(١٠) كيف قدره عند

____________________

١ و(٣) عنه تأويل الايات: ١ / ٧٤ صدر ح ٤٧، والبحار: ٢٣ / ٢٥٩ صدر ح ٨، وج ٣٦ / ٨ صدر ح ١١، والبرهان: ١ / ١٢١ صدر ح ١٣، وج ٣ / ٢٤٥ صدر ح ٣.

(٢) " الاخيار " س، ص.

(٤) الاود: العوج.

(٥) عنه البحار: ٢٣ / ٢٥(٩) ضمن ح ٨، وج ٣٦ / ٩ ضمن ح ١١، والبرهان: ٣ / ٢٤٥ ضمن ح ٣.

(٦) التخريجة السابقة.

(٧) " الافضل " نسخ الاصل: والبرهان.

وكذا ما يأتى.

٨ و(٩) التخريجة السابقة.

١٠) " يعلم " أ، س، والبرهان.

كل معرفة علم وليس كل علم معرفة.

(*)

٣٣٠

الله، فلينظر كيف تدر أبويه الافضل عنده محمد وعليعليهما‌السلام .

(١) ١٩٦ - وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : من رعى حق أبويه الافضلين: محمد وعليعليهما‌السلام : لم يضره ما أضاع من حق أبوي نفسه وسائر عباد الله، فانها صلوات الله عليهما يرضيانهم بسعيهما.

(٢) ١٩٧ - وقال موسى بن جعفرعليهما‌السلام : لعظم(٣) ثواب الصلاة على قدر تعظيم المصلي أبويه الافضلين: محمد وعليعليهما‌السلام .

(٤) ١٩٨ - وقال على بن موسى الرضاعليهما‌السلام : أما يكره أحدكم أن ينفى عن أبيه وأمه الذين ولداه؟ قالوا: بلى والله.

قال: فليجتهد(٥) أن لا ينفى عن أبيه وأمه(٦) الذين هما أبواه(٧) أفضل من أبوي نفسه(٨)

! ! قال الراغب الاصفهانى في المفردات: ٧: الاب: الوالد، ويسمى كل من كان سببا في ايجاد شئ أو اصلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك سمى النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا المؤمنين قال الله تعالى: " النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم " الاحزاب: ٦.

وروى أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلىعليه‌السلام : " أنا وأنت أبوا هذه الامة ".

وقيل: أبوالاضياف لتفقد اياهم، وأبوالحرب: لمهيجها، وسمى العم مع الاب: أبوين وكذلك الام مع الاب، وكذلك الجد مع الاب، وسمى معلم الانسان: أباه.

وقال في ص ٢٢: يقال للرئيس: ام الجيش، وقيل لمكة " ام القرى " وذلك لما روى أن الارض دحيت من تحتها، وقيل لفاتحة الكتاب " ام الكتاب " لكونها مبدأ الكتاب.

أقول: من المتواتر عند الفريقين أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " أنا وعلى أبوا هذه الامة " فمضافا - >(*)

____________________

(١)و(٢) التخريجة السابقة.

(٣) " يعظم " س، ق، د، البحار، والبرهان.

(٤) التخريجة السابقة.

(٥) " فليجهد " أ.

(٦) لا ريب أن الاب والام سببان للولادة، ويطلق عليهما " الابوان والوالدان " ولكن مما يؤسف له أن بعض من يدعى البراعة في الادب أو التحقيق تحدد والتزم بمعناهما الضيق الفج، ولا ندرى أتغافل أم غفل عما ينطويان عليه من معنى واسع ليؤول ويفسر هذا الحديث بما تشتهى نفسه ! أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله.

٣٣١

١٩٩ - وقال محمد بن على [بن موسى]عليهم‌السلام حتى قال رجل بحضرته: إني لاحب محمدا وعليا حتى لو قطعت إربا إربا، أو قرضت لم أزل عنه.

قال محمد ابن عليعليهما‌السلام : لاجرم إن محمدا وعليا يعطيانك(١) من أنفسهما ما تعطيهما [أنت] من نفسك إنهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألفت جزء من ذلك.

(٢) ٢٠٠ - وقال على بن محمدعليهما‌السلام : من لم يكن والدا دينه محمد وعليعليهما‌السلام أكرم عليه من ولدي نسبه(٣) ، فليس من الله في حل ولا حرام، ولا كثير ولا قليل.(٤)

____________________

(١) < - إلى أنهما الاخوان مؤاخاة دينية خاصة كما صرحا بذلك صلوات الله عليهما في أكثر من حديث متواتر، هما السببان الوحيدان في احياء الامة وهدايتها، فكانا بحق سببان لولادة عصر جديد صدح بالحق وعبق بالطيب.

فكما أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله تلقى الكتاب والايمان من لدنه تعالى وكان رسولا إلى الامة جمعيا، فكذلك علىعليه‌السلام امام من الله إلى الامة، وخليفة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واورث الكتاب لتهوى اليه أفئدة من الناس في منافعهم ومعارفهم.

فهو مخزن علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وينبوعه، وباب مدينة حكمته، وكلمته الباقية.

قال علىعليه‌السلام : حدثنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ألف حديث [باب] كل حديث [باب] يفتح ألف باب(انظر بصائر الدرجات: ٣١٤ ح ٢ و(٥).

بل هو الامام وأبوالائمة، من صلبه خرجت الانوار حتى استكملت اثنا عشر اماما بعدد نقباء بنى اسرائيل، بهم وجد الخلق، وبهم يبقى، ولو لا هم لساخت الارض بأهلها.

وهو الامام(من الام - بالهمزة المفتوحة والميم المشددة -: القصد) الذى تقصده القلوب لتقتدى بقوله وفعله وتأتم به، وتهوى اليه الافئدة كما قال تعالى: " فاجعل أفئدة من الناس تهوى اليهم " ابراهيم: ٣٧(٧) " محمد وعلى " أ.

(٨) التخريجة السابقة.

(١) " معطياك " ق ود.

٢ و(٤) التخريجة السابقة.

(٣) " نفسه " أ، ب، س، ط.

(*)

٣٣٢

٢٠١ - وقال الحسن بن علىعليهما‌السلام : من آثر طاعة أبوي دينه: محمد وعليعليهما‌السلام على طاعة أبوي نسبه(١) .

قال الله عزوجل له: لاؤثرنك كما آثرتني(٢) ولا شرفنك بحضرة أبوي دينك، كما شرفت نفسك بايثار حبهما على حب أبوي نسبك(٣) .

(٤) وأما قوله عزوجل(٥) :(وذي القربى) فهم من قراباتك من أبيك وأمك، قيل لك(٦) : اعرف حقهم كما أخذ العهد به على بني إسرائيل، وأخذ عليكم معاشر أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بمعرفة حق قرابات محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين هم الائمة بعده، ومن يليهم بعد(٧) من خيار أهل دينهم(٨)

الحث على رعاية حق قرابات أبوى الدين

٢٠٢ - قال الامامعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من رعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف(٩) درجة، بعد ما بين كل درجتين حضر(١٠) الفرس الجواد المحضير(١١)

____________________

(١) " نفسه " أ.

(٢) " آثرتهما " ط.

(٣) " نفسك " أ.

(٤) التخريجة السابقة.

(٥) زاد قبلها في " ط " قال علىعليه‌السلام ، وفى التأويل بلفظ: وقالعليه‌السلام في قوله تعالى.

وهو أظهر.

(٦) " لكم " ب، ط، " لهم " ص، وفيها: اعرفوا.

(٧) " بعدهم " ب، ط.

(٨) عنه تأويل الايات: ١ / ٧٤ ضمن ح ٤٧، والبحار: ٢٣ / ٢٦١ ضمن ح ٨، وج ٣٦ / ١٠ ذ ح ١١، وج ٧٤ / ٩٠ صدر ح ٨، والبرهان: ١ / ١٢١ ضمن ح ١٣، ومستدرك الوسائل: ٢ / ٦٤١ صدر ح ٣٤(قطعة).

(٩) " ألف ألف " التأويل والبحار: ٧٤.

(١٠) بالضم: العدو.

وأحضر الفرس: عدا شديدا.

(١١) " المضمر " ب، ط، س، ص، ق، د، والبحار: ٢٣.

المحضير: الشديد الركض.

وتضمير الخيل: هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف الا قوتا.

(*)

٣٣٣

مائة(١) سنة، إحدى الدرجات من فضة، والاخرى من ذهب، والاخرى من لؤلؤ والاخرى من زمرد، والاخرى من زبرجد، والاخرى من مسك، والاخرى من عنبر والاخرى من كافور، فتلك الدرجات من هذه الاصناف.

ومن رعى حق قربى محمد وعليعليهما‌السلام أوتي من فضائل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد وعليعليهما‌السلام على أبوي نفسه(٢)(٣) .

٢٠٣ - وقالت فاطمةعليها‌السلام لبعض النساء: أرضي أبوي دينك محمدا وعليا بسخط أبوي نسبك(٤) ولا ترضي أبوي نسبك بسخط أبوي دينك.

فان أبوي نسبك إن سخطا أرضاهما محمد وعليعليهما‌السلام بثواب جزء من ألف ألف جزء من ساعة من طاعاتهما.

وإن أبوي دينك [محمدا وعليا] إن سخطا لم يقدر أبوا نسبك أن يرضياهما لان ثواب طاعات أهل الدنيا كلهم لا يفي بسخطهما.

(٥) ٢٠٤ - وقال الحسن(٦) بن علىعليهما‌السلام : عليك بالاحسان إلى قرابات أبوي دينك: محمد وعلي، وإن أضعت قرابات أبوي نسبك، وإياك وإضاعة قرابات أبوي دينك:(٧) بتلافى قرابات أبوي نسبك، فان شكر هؤلاء إلى أبوي دينك: محمد وعليعليهما‌السلام أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك، إن قرابات أبوي دينك إذا شكروك عندهما - بأقل قليل نظرهما لك - يحط عنك ذنوبك ولو كانت

____________________

(١) " مائة ألف " أ، ب، ط.

(٢) " نسبه " ص، ق، د، البحار، والمستدرك.

(٣) عنه تأويل الايات: ١ / ٧٤ ذ ح ٤٧، والبحار: ٨ / ١٧٩ صدر ح ١٣٧، ج ٢٣ / ٢٦١ ضن ح ٨، وج ٧٤ / ٩٠ ذ ح ٨، والبرهان: ١ / ١٢١ ذ ح ١٣، ومستدرك الوسائل: ٢ / ٤٠١ ح ١٠، وص ٦٤١ ذ ح ٣٤.

(٤) " نفسك " أ، وكذا بعدها.

(٥) عنه البحار: ٢٣ / ٢٦١ ضمن ح ٨.

(٦) " الحسين " خ ل المستدرك.

(٧) " محمد وعلى فانه " أ.

(*)

٣٣٤

مل‌ء مابين الثرى إلى العرش.

وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما، وقد ضيعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا(١) .

٢٠٥ - وقال على بن الحسينعليهما‌السلام : حق قرابات أبوي دينتا: محمد وعلي وأوليائهما أحق من قرابات أبوي نسبنا، إن أبوي ديننا يرضيان عنا أبوي نسبنا وأبوي نسبنا لا يقدران أن يرضيا عنا أبوي ديننا: محمد وعليعليهما‌السلام .

٢٠٦ - وقال محمد بن علىعليهما‌السلام : من كان أبوا دينه: محمد وعليعليهما‌السلام آثر لديه، وقراباتهما أكرم [عليه] من أبوي نسبه(٢) وقراباتهما قال الله تعالى [له]: فضلت الافضل، لاجعلنك الافضل، وأثرت الاولى بالايثار، لاجعلنك بدار قراري، ومنادمة(٣) أوليائي أولى.

٢٠٧ - وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : من ضاق عن قضاء حق قرابة أبوي دينه وأبوي نسبه، وقدح كل واحد منهما في الآخر، فقدم قرابة أبوي دينه على قرابة أبوي نسبه.

قال الله عزوجل يوم القيامة: كما قدم قرابة أبوي دينه فقدموه إلى جناني، فيزداد فوق ماكان أعد له من الدرجات ألف ألف ضعفها.

٢٠٨ - وقال موسى بن جعفرعليهما‌السلام وقد قيل له: إن فلانا كان له ألف درهم عرضت عليه بضاعتان يشتريهما(٤) لاتتسع بضاعته لهما، فقال: أيهما أربح [لي]؟ فقيل له: هذا يفضل ربحه على هذا بألف ضعف.

____________________

(١) الفتيل: ما يكون في شق النواة(النهاية ٣ / ٤٠(٩).

(٢) " نفسه " أ، ب، ط.

(٣) " مناديه " أ.

ندا(يندو ندوا) القوم: اجتمعوا وحضروا النادى.

والنديم: الرفيق والصاحب.

(٤) " يشتهيهما " س، ص، ق، د، البحار، والمستدرك.

(*)

٣٣٥

قالعليه‌السلام : أليس يلزمه في عقله أن يؤثر الافضل؟ قالوا: بلى.

قال: فهكذا إيثار قرابة أبوي دينه(١) : محمد وعليعليهما‌السلام ، أفضل ثوابا بأكثر(٢) من ذلك، لان فضله على قدر فضل محمد وعلي على أبوي نسبه.

٢٠٩ - وقيل للرضاعليه‌السلام : ألا نخبرك بالخاسر المتخلف؟ قال: من هو؟ قالوا: فلان باع دنانيره بدراهم أخذها، فرد ماله من عشرة آلاف دينار، إلى عشرة آلاف درهم.

قالعليه‌السلام : بدرة(٣) باعها بألف درهم، ألم يكن أعظم تخلفا وحسرة؟ قالوا: بلى.

قال: ألا أنبئكم بأعظم من هذا تخلفا وحسرة؟ قالوا: بلى.

قال: أرأيتم لو كان له ألف جبل من ذهب باعها بألف حبة من زيف، ألم يكن أعظم تخلفا وأعظم من هذا حسرة؟ قالوا: بلى.

قال: أفلا أنبئكم بمن هو أشد من هذا تخلفا، وأعظم من هذا حسرة؟ قالوا: بلى.

قال: من آثر في البر والمعروف [قرابة أبوي نسبه] على قرابة أبوي دينه: محمد وعليعليهما‌السلام لان فضل قرابات محمد وعلي أبوي دينه على قرابات [أبوي] نسبه أفضل من فضل ألف جبل [من] ذهب على ألف حبة زائف.

٢١٠ - وقال محمد بن على الرضاعليهما‌السلام : من اختار قرابات أبوي دينه: محمد وعليعليهما‌السلام على قرابات أبوي نسبه اختاره الله تعالى على رؤوس الاشهاد يوم التناد(٤) وشهره بخلع كراماته، وشرفه بها على العباد إلا من ساواه في فضائله أو فضله(٥) .

٢١١ - وقال على بن محمدعليهما‌السلام : إن من إعظام جلال الله إيثار قرابة أبوي دينك: محمد وعليعليهما‌السلام على قرابة(٦) أبوي نسبك، وإن من التهاون بجلال الله إيثار قرابة

____________________

(١) " دينك " أكثر النسخ، والبحار والمستدرك.

(٢) " بافضل " أ.

(٣) البدرة: عشرة ألاف درهم.

(٤) " القيامة " ص.

(٥) " وافضاله " خ ل، ط.

(٦) " قرابات " خ ل، والمستدرك.

(*)

٣٣٦

أبوي نسبك على قرابة أبوي دينك: محمد وعليعليهما‌السلام .

٢١٢ - وقال الحسن بن علىعليهما‌السلام : إن رجلا جاع عياله، فخرج يبغي لهم ما يأكلون، فكسب درهما، فاشترى به خبزا وإداما(١) ، فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعليعليهما‌السلام فوجدهما جائعين.

فقال: هؤلاء أحق من قراباتي.

فأعطاهما إياه، ولم يدر بماذا يحتج في منزله فعل يمشي رويدا يتفكر فيما يعتل(٢) به عندهم ويقول لهم ما فعل بالدرهم، إذ لم يجئهم بشئ.

فبينا هو متحير في طريقه إذا بفيج يطلبه(٣) ، فدل عليه، فأوصل إليه كتابا من مصر، وخمسمائة دينار في صرة، وقال: هذه بقية [مالك] حملته إليك من مال ابن عمك، مات بمصر، وخلف مائة ألف دينار على تجار مكة والمدينة، وعقارا كثيرا، ومالا بمصر بأضعاف ذلك.

فأخذ الخمسمائة دينار ووسع على عياله، ونام ليلته.

فرأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلياعليه‌السلام ، فقالا له: كيف ترى إغناء‌نا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك؟ [ثم] لم يبق بالمدينة ولا بمكة ممن عليه شئ من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي في منامه وقالا له: إما بكرت بالغداة على فلان بحقه من ميرات ابن عمه وإلا بكرنا عليك بهلاكك واصطلامك: وإزالة نعمك، وإبانتك من حشمك(٤) .

فأصبحوا كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم حتى حصل عنده مائة ألف دينار وما ترك أحد بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعليعليهما‌السلام في منامه، وأمراه

____________________

(١) " أدما " أ.الادام - بالكسر - والادم: ما يؤكل مع الخبز.

(٢) " يتعذر " ب، ط.

(٣) " بنعيج ويطلبه " أ نعجت الناقة: أسرعت.وتقدم معنى الفيج.

(٤) الحشم: خدم الرجل.قال ابن السكيت: هى كلمة بمعنى الجمع.

(*)

٣٣٧

أمر تهدد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه.

وأتى محمد وعليعليهما‌السلام هذا المؤثر لقرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه فقالا له: كيف رأيت صنع الله لك؟ قد أمرنا من في مصر أن يعجل إليك مالك، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك ويسفتج(١) إليك بأثمانها لتشترى بدلها من المدينة؟ قال: بلى.

فأتى محمد وعليعليهما‌السلام حاكم مصر في منامه فأمراه أن يبيع عقاره، والسفتجة(٢) بثمنه إليه، فحمل إليه من تلك الاثمان ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغنى من بالمدينة.

ثم أتاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا عبدالله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك، ولا عطينك في الآخرة بدل كل حبة من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من الدنيا، مغرز إبرة منها خير من الدنيا ومافيها(٣) .

٢١٣ - وقال الامامعليه‌السلام : وأما قوله عزوجل:(واليتامى) فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: حث الله عزوجل على بر اليتامى لانقطاعهم عن آبائهم.

فمن صانهم صانه الله، ومن أكرمهم أكرمه الله، ومن مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا بما فيها وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين، وهم فيها خالدون.(٤)

____________________

(١) " يستفتح " أ، س، ص، ق، د.

" يستفتج " ب.

سفتجه: عامله بالسفتجة، وهى أن تعطى مالا لرجل، فيعطيك خطا يمكنك من استرداد ذلك المال من عميل له في مكان آخر.

(٢) " استفتحه " أ.

(٣) الاحايث من(٢١٠ - ٢١(٨) عنها البحار: ٢٣ / ٢٦٢ - ٢٦٥ ضمن ح ٨، ومستدرك الوسائل: ٢ / ٤٠١ ح ١١ - ١٩.

(٤) عنه منية المريد: ٣١، والمحجة البيضاء: ١ / ٢٩، والبحار: ٨ / ١٧٩ ضمن ح ١٣٧، وج ٧٥ / ١٢ ح ٤٤، والبرهان: ١ / ١٢٢ ح ١٤.

(*)

٣٣٨

في أن اليتيم الحقيقى هو المنقطع عن الامامعليه‌السلام :

٢١٤ - وقال الامامعليه‌السلام : وأشد من يتم هذا اليتيم، يتيم [ينقطع] عن إمامه لا يقدر على الوصول إليه، ولا يدرى كيف حكمه فيما يبتلي به من شرايع دينه.

ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا، وهذا(١) الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم(١) في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى.

حدثني بذلك أبي، عن آبائه، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

٢١٥ - وقال على بن أبي طالبعليه‌السلام : من كان من شعيتنا عالما بشريعتنا، وأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه [به] جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضئ لاهل جميع تلك العرصات، و [عليه] حلة لا يقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها.

ثم ينادي مناد [من عند الله]: يا عباد الله هذا عالم من بعض تلامذة آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فيلتشبث بنوره، ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان.

فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا، أو أوضح له عن شبهة.(٤)

____________________

(١) " فهدى " منية المريد.

(٢) " كان كمن أخذ يتيما " منية المريد.

(٣) عنه تأويل الايات: ١ / ٧٤ ح ٤٨، ومنية المريد: ٣١، والمحجة البيضاء: ١ / ٢٩ والبرهان.

١ / ١٢٢ ح ١٥، وعنه في البحار: ٢ / ٢ ح ١ وعن الاحتجاج ١ / ٥ باسناده عن الحسن ابن على العسكرى، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخرجه في عوالى اللئالى: ١ / ١٦ ح ١ عن الاحتجاج.

(٤) عنه منية المريد: ٣١، والمحجة البيضاء: ١ / ٢٩، عنه في البحار: ٢ / ٢ ح ٢ وعن الاحتجاج: ١ / ٧ باسناده عن الحسن العسكرىعليه‌السلام ، عنهعليه‌السلام وأخرجه في عوال اللئالى: ١ / ١٧ ح ٢ عن الاحتجاج.

(*)

٣٣٩

٢١٦ - قالعليه‌السلام : وحضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراءعليها‌السلام فقالت: إن لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ، وقد بعثتنى إليك أسألك.

فأجابتها فاطمةعليها‌السلام عن ذلك، ثم ثنت(١) ، فأجابت، ثم ثلثت [فأجابت] إلى أن عشرت فأجابت، ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشق عليك يا بنت رسول الله.

قالت فاطمةعليها‌السلام : هاتي وسلي عما بدا لك، أرأيت من أكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل، وكراؤه مائة ألف دينار، أيثقل عليه؟ فقالت: لا.

فقالت: أكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من مل‌ء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل علي، سمعت أبي [رسول الله]صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إن علماء شيعتنا يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم، وجدهم في إرشاد عباد الله، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة(٢) من نور.

ثم ينادي منادي ربنا عزوجل: أيها الكافلون لايتام آل محمد، الناعشون(٣) لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم، هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم [كما خلعتموهم](٤) خلع العلوم في الدنيا.

فيخلعون على كل واحد من أولئك الايتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتى أن فيهم - يعني في الايتام - لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة(٥) وكذلك يخلع هولاء الايتام على من تعلم منهم.

ثم إن الله تعالى يقول: أعيدوا على هولاء العلماء الكافلين للايتام حتى تتموا

____________________

(١) أى سألتها ثانية.

(٢) " حلة " ب، س، ط، د.

الخلعة: الثوب الذى يعطى منحة.

(٣) نعشه: رفعه وأقامه، تداركه بعد هلكة.

(٤) من البحار: ٧.

(٥) " حلة " أ.

(*)

٣٤٠