تفسير فرات الكوفي

تفسير فرات الكوفي0%

تفسير فرات الكوفي مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 823

تفسير فرات الكوفي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: ابو القاسم فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي
تصنيف: الصفحات: 823
المشاهدات: 124459
تحميل: 7266

توضيحات:

تفسير فرات الكوفي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 823 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 124459 / تحميل: 7266
الحجم الحجم الحجم
تفسير فرات الكوفي

تفسير فرات الكوفي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال : قال : ثم نسخ ذلك فأنزل الله( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) قال : هذه الذي! ذكرنا منذ يوم قرأ علي [ بن أبي طالب عليه. ر ] [ السلام ] الصحيفة يقول : [ أ : قال ] : فإذا مضت الاربعة الاشهر قاتلوا الذين انقضى عهدهم في الحل والحرام( حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ) إلى آخر الآية.

[ قال : ر ] ثم استثنى فنسخ منهم فقال :( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ) قال : من بعث إليك من أهلالشرك يسألك لتؤمنه حتى يلقاك فيسمع ما تقول ويسمع ما أنزلإليك فهو آمن فأجره( حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ) وهوكلامك بالقرآن فآمنه( ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) يقول : حتى يبلغ مأمنه من بلاده.

ثم قال :( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ ) إلى آخر الاية فقال : هما بطنان بنو ضمرة وبنو مدلج فأنزل الله هذا فيهم حين غدروا ، ثم قال [ تعالى. ر ] :( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ) إلى ثلاث آيات قال : هم قريش نكثوا عهد النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ر ، ب ] يوم الحديبية وكانوا رؤوس العرب في كفرهم ثم قال :( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) .

٢٠٤ ـ ٢٣ ـ فرات قال : حدثني الحسن بن علي بن بزيع معنعنا :

عن أبي جعفر [عليه‌السلام . أ ، ب ] قال : قال [ أمير المؤمنين. ر. علي. ب ، ر. بن أبي طالب. ر ]عليهما‌السلام : يا معشر المسلمين( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) [ الآية. أ ، ب ] ثم قال : هؤلاء [ القوم. ر ] ثم ورب الكعبة يعني أهل صفين والبصرة والخوارج.

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ١٦

٢٠٥ ـ ٧ ـ [ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن سعيد. أ ، ر ] معنعنا :

__________________

٢٠٤. وأخرج المفيد والطوسي والعياشي بأسانيد بما يؤيد هذا المعنى وفي الدر المنثور : أخرج ابن مردويه عن علي ( رض ) قال : والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت ( وإن نكثوا ) الآية.

٢٠٥. أورده المجلسي في البحار ٤٠ / ٥٩ والاحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة ومتفاوتة في الاجمال والتفصيل لكن لم أجد ومع بعض الفحص ما ينتهى إلى السجادعليه‌السلام ، وأقرب الروايات لفظا إلى فرات ما رواه الحافظ أبو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام بسنده

١٨١

عن علي بن الحسينعليهما‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لانس : يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب ـ يعني علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . ب ، ر ] ـ فقالت عايشة : ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر وعلي [ بن أبي طالبعليه‌السلام . ر ] سيد العرب.

فلما جاء علي بن [ بن أبي طالبعليه‌السلام . ر ] بعث النبي [ ب ، أ : رسول الله ] إلى الانصار فلما صاروا إليه قال لهم : معشر الانصار ألا أدلكم علي ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي؟ هذا علي بن أبي طالب فحبوه كحبي [ ر : لحبي. وأكرموه كإكرامي. أ ( خ ل ) ] والزموه كالزامي [ ر : لكرامتي ] فمن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحب الله أباحه جنته وإذاقه برد عفوه ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله أكبه الله على وجهه في النار وأذاقه أليم عذابه [ ب : عقابه ] ، فتمسكوا بولايته ولا تتخذوا عدوه من دونه وليجة فيغضب عليكم الجبار.

مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ١٧

٢٠٦ ـ [ وبالسند المتقدم في الحديث الاول من هذه السورة ] :

وفي قوله :( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ) نزلت في العباس بن عبد المطلب وأبي طلحة بن عثمان من بني عبد الدار.

أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ١٩ ـ ٢٢

__________________

إلى الامام الحسن المجتبى ، وللمزيد راجع ح ٧٨٧ ـ ٧٩٢ من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق وبهامشه ذكر لمصادر أخرى.

٢٠٦. الحديث أو القطعة الثالثة من حديث ابن عباس من تفسير الحبري من سورة التوبة.

١٨٢

٢٠٧ ـ وقوله :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) [ نزلت في العباس. ن ]( وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) نزلت في [ ابن. ح ] أبي طلحة الحجبة خاصة ،( كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) [ الآية. ح ] نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام [ وهاتان الآيتان أ ، ر : وهما الآيتان. إلى( عظيم ) خاصة فيه. ن ].

٢٠٨ ـ وقوله :( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ) نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام خاصة.

٢٠٩ ـ ١٩ ـ فرات قال : حدثني قدامة بن عبد الله البجلي معنعنا :

عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال : افتخر شيبة بن عبدالدار والعباس بن عبد المطلب فقال شيبة : في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ، ب ] ، وقال العباس : في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا مر عليهما [ ر : عليهما أمير المؤمنين ] علي بن أبي طالبعليه‌السلام فأراد أن يفتخرا [ ب : فأراد أن يفتخر ] فقالا له : يا أبا الحسن نخبرك بخير الناس بعد رسول الله [ صلى الله

__________________

٢٠٧. والاحاديث حول شأن نزول الآية كثيرة وسيأتي في ذيل الآية ١٠٠ من هذه السورة ما يرتبط به عن الحسن بن علي.

وطرق الاحاديث تنتهي إلى الباقر والصادق وأبي ذر وبريدة والحسن البصري والشعبي والقرظي وعبيدالله بن عبيدة وابن سيرين وعروة والسدي وابن عباس وأنس وجابر و وقد أنفرد هذا الكتاب بالرواية عن الحارث والكلبي.

وهذا الحديث هو الشطر الخامس من رواية ابن عباس من سورة التوبة من تفسير الحبري ، وما بين المعقوفين الاخير ليس في الحبري وهو شبه تلخيص للحديث التالي. وفي الدر المنثور : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه : ( أَجَعَلْتُمْ ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب والعباس ( رض ).

٢٠٨. الشطر السادس من رواية ابن عباس ومن ( يبشرهم ) إلى آخر الآية أخذناها من الحبري وكان في النسخة بدلها : إلى نعيم مقيم وهذا الشطر تفرد به نسخة ( أ ، ب ) ولم ترد في ( ر ) وبالنظر إلى ذيل الرواية المتقدمة يتضح وجه عدم ذكر هذا الشطر في ( ر ).

٢٠٩. أورده المجلسي في بحار الانوار ج ٣٦ ص ٣٧ باب ٣١.

وفي ب : نخبرك بخير الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من هو قال : ها أنا ذا وفي أ : ها انا.

١٨٣

عليه وآله وسلم. أ ، ب ] ها انا ذا فقال شيبة : في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد النبي ، وقال العباس : في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال لهما علي بن أبي طالب [ ر : أمير المؤمنين.عليه‌السلام . ب ، ر ] : ألا أدلكما على من هو خير منكما؟ قالا له : ومن هو؟ قال : الذي صرف [ ظ : ضرب ] رقبتكما [ أ ، ر : رقبيكما ] حتى أدخلكما في الاسلام قهرا ، قالا : ومن هو؟ قال : أنا. فقام العباس مغضبا حتى أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بمقالة علي [ بن أبي طالب. ر ] فلم يردالنبي شيئا فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال : يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ) . أ ، ب. إلى آخر. ر ] الآية فدعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله العباس فقرأ عليه الآية فقال : يا عم قم اخرج هذا [ رسول. ب ] الرحمان يخاصمك في علي [ بن أبي طالبعليه‌السلام . ر ].

٢١٠ ـ ٣ ـ فرات قال : حدثني محمد بن الحسين الخياط [ ب : الحناط ] معنعنا : عن ابن سيرين في قوله( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ [ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) . ب ] قال : نزلت في علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . أ ].

٢١١ ـ ١٣ و ٢٢ ـ فرات قال : حدثني علي بن الحسين معنعنا :

عن محمد بن سيرين في قوله :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ [وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) . أ ، ب. إلى آخر الآية. ر ] نزلت في [ أمير المؤمنين. ر ] علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢١٢ ـ ٤ ـ فرات قال : حدثني الحسن بن العباس وجعفر الاحمسي معنعنا :

__________________

٢١٠ و ٢١١. وأخرجه أبو جعفر القاضي الكوفي في المناقب قال : حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جعفر [ بن مسلم ] حدثنا يحيى [ بن الحسن ] عن المسعودي عن أبي قتيبة ثابت عن ابن سيرين.

وح ٢١٠ لم يذكر منه في ( ر ) إلا صدره وح ٢١١ وقع مكررا في ( أ ، ب ) فقط دون ( ر ). وفي المورد الاول أي ( ١٣ ) في ب : في قول الله وفي ( أ ) : في قوله تعالى. والمورد الثاني لم يكن في ( ر ) في المتن بل في الهامش وفيه : عليه ألف ألف الصلاة والسلام.

٢١٢. من قول الله( كَمَنْ آمَنَ ) إلى آخر الآيات سقط من ( ر ) وكان بدله : إلى آخر الآية. وأورده المجلسي في البحار ٣٦ / ٣٧.

١٨٤

عن السدي قال : قال عباس بن عبد المطلب : أنا عم محمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] وأنا صاحب سقاية الحاج فأنا أفضل من علي [ بن أبي طالب. أ ] ، [ و ] قال عثمان بن طلحة وبنو شيبة : نحن أفضل من علي [ بن أبي طالب. أ ، ر ] فنزلت هذه الآية :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . ب ]( لَّا يَسْتَوُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا ) علي( وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ) .

٢١٣ ـ ١٤ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن عبيد الجعفي معنعنا :

عن الحارث الاعور قال : دخل [ أمير المؤمنين. ر ] علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . ر ] المسجد [ ر : بالمسجد. أ : مسجد ] الحرام فإذا هو مر! بشيبة بن عبدالدار والعباس بن عبد المطلب [ يتفاخران والعباس بن عبد المطلب ] يقول : نحن أخير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أيدينا [ سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، وشيبة يقول : نحن اخير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ايدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا ، فقال لهما عليعليه‌السلام : ألا أدلكما على من هو خير منكما؟ قالا : ومن هو؟ قال : الذي ضرب رؤوسكما بالسيف حتى أدخلكما في الاسلام قهرا ، فقام العباس مغضبا حتى أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بالخبر فاغتم من ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فهبط عليه جبرئيل فقال : السلام عليك يا محمد فقال : وعليك السلام يا جبرئيل فقال : قل يا محمد : [أَجَعَلْتُمْ ]سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) ، [ إلى آخر الآية. أ ، ب ] وبلغ إلى النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ب. والعباس عنده. ر ، أ ] فقال له : قم يا عم اخرج فهذا رسول الرحمان يخاصمك في علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . أ ، ر ].

__________________

وفي عامة موارد القصة : شيبة بن عثمان. وفي العياشي : عثمان بن أبي شيبة وعن الثعلبي والنسائي : طلحة بن شيبة. ولفظة ( بنو ) في ( ر ) أشبه شيء بـ‍ ( هو ) وقد صوبها المجلسي في البحار إلى ( أو ).

وأخرجه الحاكم الحسكاني وبصورة مختصرة كما في الشواهد.

٢١٣. كان في الرواية سقطا نتيجة تشابه الكلمات فيما يبدو والتكملة من الحديث التالي. واكتفى المجلسي في البحار بالاشارة إلى هذا الحديث وذلك أنه اعتمد في النقل على ( ر ) والرواية التالية غير مذكورة فيها ولم يمكنه درج هذه الرواية بنقصها لذا اكتفى بالاشارة.

١٨٥

٢١٤ ـ ٢٩ ـ قال : حدثنا فرات معنعنا :

عن الحارث الاعور قال : دخل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام في مسجد [ ب : المسجد ] الحرام فإذا بشيبة بن عبدالدار والعباس بن عبد المطلب يتفاخران والعباس يقول : نحن أخير الناس بعد رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] في أيدينا عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج ، وشيبة يقول نحن أخير الناس بعد رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا ، فقال لهما علي [عليه‌السلام . ب ] : ألا أدلكما [ على. ب ] من هو خير منكما؟ قالا : ومن هو؟ قال : الذي ضرب رؤوسكما بالسيف حتى أدخلكما في الاسلام قهرا. فقام العباس مغضبا حتى أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ فقال : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . أ ] فأخبره بالخبر فاغتم من ذلك النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] فهبط عليه جبرئيل فقال : السلام عليك يا محمد فقال : وعليك السلام يا جبرئيل فقال : قل يا محمد :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ [وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) . أ ] إلى آخر [ الآية. ب ] قال : قم يا عم اخرج فهذا [ رسول. ب ] الرحمان يخاصمك في علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢١٥ ـ ٢٥ ـ فرات قال : حدثنا علي بن حمدون معنعنا :

[ عن جابر بن الحر ] عن الكلبي قال : تفاخر [ ت. ب ] بنو شيبة وبنو العباس فقال هؤلاء : لنا السقاية ، وقال هؤلاء : لنا الحجابة ، فنزل :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) [ في علي. ب ] قال جابر بن الحر : قلت للكلبي : نزلت في علي خاصة؟ قال : نعم.

٢١٦ ـ ٢٦ ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا :

عن جعفر عن أبيه [عليهما‌السلام . ر ] قال : لما فتح النبي [ ر : رسول الله ] صلى الله

__________________

٢١٤. هذه الرواية عين المتقدمة متنا وربما سندا أيضا مع بعض الفوارق الطفيفة.

٢١٥. هذه الرواية لم ترد في ( ر ). وجابر بن الحر في لسان الميزان : قال الازدي : يتكلمون فيه روي عن عاصم وعنه علي بن هاشم وأبو أحمد الزبيري. وباسم جابر بن ابجر النخعي في اللسان : كوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال علي بن الحكم : كان عابدا ثقة روى عن الصادق. هذا ولعلهما واحد وكان في النسخة : جابر بن الحسن.

٢١٦. أورده المجلسي في البحار ٣٦ / ٣٧ عن هذا الكتاب. ومن قوله في الآية( كَمَنْ آمَنَ ) إلى( عظيم ) كان بدله في ( ر ) إلى آخر الآية.

١٨٦

عليه وآله وسلم مكة أعطى العباس السقاية وأعطى عثمان بن طلحة الحجابة ولم يعط عليا شيئا. فقيل لعلي بن أبي طالب [عليه‌السلام . أ ، ب ] : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى العباس السقاية وأعطى عثمان بن طلحة الحجابة ولم يعطك شيئا. قال : [ فقال. ر ، ب ] : ما أرضاني بما فعل الله ورسوله.

[ قال : أ ، ب ] فأنزل الله [ تعالى هذه الاية :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ) إلى( أَجْرٌ عَظِيمٌ ) نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ ١٠٠

٢١٧ ـ ٢١ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن هشام [ عن عبادة بن زياد عن أبي معمر سعيد بن خيثم عن محمد بن خالد الضبي وعبد الله بن شريك العامري عن سليم بن قيس. ش ] :

__________________

٢١٧. أورد الحاكم الحسكاني هذه الرواية في الشواهد مقتصرا على السند وصدر الرواية المرتبط بالآية هنا ثم قال : في كلام طويل.

وأخرجه بطوله الشيخ الطوسي في الامالي ج ٢ ص ١٧٤ المجلس الثالث مع تفصيل ومغايرات بسنده عن الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين.

وفي ب : وكما ان للسابقين. وفي ن : نسبة السابقين. والتصويب من ش. وفي أ ، ب : قتل معه قتل كثير. وفي خ : قتلى كثيرة وفي الامالى : في قتلى كثيرة.

عبادة بن زياد الاسدي الكوفي قال النجاشي : ثقة زيدي توفي سنة ٢٣١. وله ترجمة في التهذيب ولسان الميزان فلا حظ.

سعيد بن خيثم أبو معمر الهلالي الكوفي ضعفه النجاشي وابن الغضائري وقال الاول. روى عن الباقر والصادق وكان من دعاة زيد. وفى تهذيب التهذيب عن ابن معين وأبي زرعة والنسائي وابن حبان والعجلي إنه كوفي ليس به بأس ثقة شيعي. وقال الازدي : منكر الحديث ، وابن عدي : أحاديثه ليست بمحفوظة. توفي سنة ١٨٠.

محمد بن خالد الكوفي الضبي يلقب سور الاسد عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادقعليه‌السلام . وفي التهذيب قال أبو حاتم : ليس بحديثه بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال الازدي : منكر الحديث.

عبد الله بن شريك قال عنه النجاشي في ترجمة عبيد بن كثير : وكان عندهما ( الباقر والصادق ) وجيها ومقدما.

١٨٧

عن الحسن بن علي [عليهما‌السلام . أ ، ر ] أنه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : ( السابقون الاولون عن المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان ) فكما ان للسابقين فضلهم على من بعدهم كذلك لابي علي بن أبي طالب [عليهما‌السلام . ر ] فضيلته [ ب : فضله ] على السابقين بسبقه السابقين.

وقال :( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) واستجاب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وواساه بنفسه : ثم عمه حمزة سيد الشهداء وقد كان قتل معه كثير فكان حمزة سيدهم بقرابته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم جعل الله لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة حيث يشاء وذلك لمكانهما وقرابتهما من رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ] ومنزلتهما منه ، وصلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه ، وجعل لنساء النبي فضلا على غيرهم لمكانهن من رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله ب ] ، وفضل الله الصلاة في مسجد النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] بألف صلاة علي سائر المساجد إلا المسجد الذي ابتناه إبراهيم [ النبي أ ، ر.عليه‌السلام . ، أ ، ب ] بمكة لمكان رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ] وفضله ، وعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ الناس الصلوات. ، أ ، ب ] فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيمإنك حميد مجيد ، فحقنا على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة فريضة واجبة من الله ، وأحل الله لرسوله الغنيمة وأحلها لنا وحرم الصدقات عليه وحرمها علينا ، كرامة أكرمنا الله وفضيلة فضلنا الله بها.

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ١٠٢

٢١٨ ـ ٢٤ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

__________________

٢١٨. تفسير العياشي : عن خيثمة قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام في قول الله( خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) والعسى من الله واجب وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين.

وستأتى هذه الرواية بصورة أخرى ومفصلة تحت الآية ٨٢ / النمل بعين السند والمقدمة فلا حظ وبهذا المعنى روايات كثيرة.

وكان في ( أ ، ب ) دخلت على علي بن جعفر. وفي ر : علي ابن جعفر.

١٨٨

عن خيثمة الجعفي قال : دخلت علي أبي جعفرعليه‌السلام فقال [ لي. ر ] : يا خيثمة أبلغ موالينا منا السلام وأعلمهم انهم لم نالوا [ أ : لا ينالون ] ما عند الله إلا بالعمل ، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلمان منا أهل البيت إنما عنى بمعرفتنا واقراره بولايتنا وهو قوله [ تعالى. ر ] :( خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) والعسى من الله واجب وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين.

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ١١١

٢١٩ ـ ١٨ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : كان الحسين [عليه‌السلام . أ ، ب ] مع أمه تحمله فأخذه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لعن الله قاتلك ، ولعن اللهسالبك ، وأهلك الله المتوازرينعليك وحكم الله بيني وبين من أعانعليك .

قالت فاطمة [ الزهراءعليها‌السلام . ر ] : يا أبة أي شي تقول؟ قال : يا بنتاه ذكرت [ ر ، أ : ذكرته ] ما يصيب بعدي وبعدك من الاذي والظلم [ والغدر. ر ، ب ] والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم.

قالت : يا أبة وأنى [ ن : وأي. ك : واين ] هذا الموضع الذي تصف؟ قال : موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الامة ، يخرج [ عليهم. ب ] شرار أمتي وان احدهم لو [ ب : ولو ان أحدهم. ر : لوان ] يشفع [ ر ، ب : شفع ] له من في السماوات والارضين ما شفعوا فيه وهم المخلدون في النار.

قالت : يا ابه فيقتل؟ قال : نعم يا بنتاه وما قتل قتلته أحد كان قبله ، وتبكيه

__________________

وسيأتي في ذيل الآية ٢٩ / الفتح عن سعاد أو سعد عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث حول الشيعة وغيرهم قال فيه : وجرت للناس بعدهم في المواثيق حالهم أسماءهم حد المستضعفين وحد المرجون لامر الله حدا [ إما أن يعذبهم ] وإما أن يتوب عليهم وحد عسى أن يتوب عليهم وحد

٢١٩. أخرجه ابن قولويه في كامل الزيارات عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله وأورده المجلسي في البحار ٤٤ / ٢٦٥.

١٨٩

السماوات والارضون والملائكة [ والوحش. ب ، ر ] والنباتات والبحار والجبال ، ولو يؤذن لها [ ما. أ ، ر. بقي. ب ] على الارض. متنفس ، ويأتيه قوم من محبينا ليس في الارض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا [ أ : لحقنا ] منهم ، وليس على ظهر الارض أحد يلتفت إليه غيرهم ، أولئك مصابيح في ظلمات الجور ، وهم الشفعاء ، وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا [ أ. ر ، أ ] وردوا علي بسيماهم ، وكل أهل دين [ يطلبون أئمتهم وهم ] يطلبونا [ و. أ ] لا يطلبون غيرنا ، وهم قوام الارض ، وبهم ينزل الغيث.

فقالت فاطمة [ الزهراء. ر ]عليها‌السلام : يا أبة إنا لله ، وبكت. فقال لها : يا بنتاه إن أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا بذلوا( أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ) [ ر ، أ : الحق ] فما عند الله خير من الدنيا وما فيها ، [ وما فيها ] قتلة أهون من ميتته ، من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه ، ومن لم يقتل فسوف يموت.

يا فاطمة بنت محمد! أما تحبين أن تأمرين غدا [ بأمر. ر ، ب ] فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب ، أما ترضين أن يكون إبنك من حملة العرش ، أما ترضين [ أن يكون ] ابوك يأتونه [ أ ، ر : يأتيه ] يسألونه الشفاعة ، أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه ، أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار [ أ : الجنة. و. أ ، ب ] يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء ، أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به وينظرون إلى بعلك [ و. أ ] قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك إذا أفلحت [ ب. فلجت ] حجته على الخلائق وامرت النار أن تطيعه ، أما ترضين أن تكون الملائكة تبكى لابنك ويأسف عليه كل شيء ، أما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت [ الله. ر ، ب. الحرام. أ ] واعتمرو لم يخلو من الرحمة طرفة عين وإذا مات مات شهيدا وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا.

قالت : يا أبة سلمت ورضيت وتوكلت على الله ، فمسح على قلبها ومسح [ على أ ، ب ] عينيها [ ب : جنها ] فقال : إني [ ب : أنا ] وبعلك وأنت وابناك في مكان تقر عيناك ويفرح قلبك.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩

١٩٠

٢٢٠ ـ ١ ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا! عن محمد بن عبيد بن عتبة والقاسم بن حماد ، زاد بعضهم الحرف ونقص بعضهم الحرف والمعنى فيه واحد إن شاء الله قالوا : حدثنا جندل بن والق معنعنا :

عن جعفر [ الصادق. ر ] عن أبيهعليهما‌السلام في [ ر : عن ] قول الله [ تعالى. ر ] :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال : مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٢١ ـ ٦ ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد [ قال : حدثنا هبيرة بن الحرث بن عمرو العبسي قال : حدثنا علي بن غراب عن أبان بن تغلب. ش ] :

[ عن أبي جعفرعليه‌السلام :( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال : مع عليعليه‌السلام . أ ، ش ].

٢٢٢ ـ ٨ ـ فرات قال : حدثني محمد بن أحمد بن عثمان [ بن دليل ، قال : حدثنا أبو صالح الخزاز ، عن مندل بن علي العنزي عن الكلبي ، عن أبي صالح. ش ] :

عن ابن عباس في قول الله :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) . قال : مع علي [عليه‌السلام . ب ] وأصحابه.

__________________

٢٢٠. أخرجه الطوسي في أماليه وابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين ح ٩٣٠ بسنده عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف وأخرجه الكنجي في الكفاية والسيوطي في الدر المنثور والحموئي في الفرائد والطبري في التفسير والشيباني في نهج البيان وابن طاووس في سعد السعود نقلا عن تفسير الباقر ط ١ ، ص ١٢٢.

٢٢١. أورده الحسكاني في شواهد التنزيل عن هذا الكتاب.

علي بن غراب ( عبد العزيز ) الكوفي القاضي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام . له ترجمة في التهذيب ووصفه عامة الذاكرين له بالصدق وجرحه بعض لضعف حديثه قال الخطيب : أظنه طعن عليه لاجل مذهبه فانه كان يتشيع.

٢٢٢. وأورده عنه الحاكم أبو القاسم الحذاء في الشواهد وقال : ( وروى عن ) عتاب بن حوشب عن مقاتل مثله. والظاهر انها إشارة إلى ح ٢٢٤ الآتي.

وأخرجه الحمويني في الفرائد ح ٢٩٩ عن السبيعي عن علي بن جعفر عن جندل عن محمد بن عمر عن الكلبي. وأخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور.

مندل وثقه النجاشي.

١٩١

٢٢٣ ـ [ وبالاسناد المتقدم في أول السورة عن ابن عباس ] : وقوله :( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) نزلت في أمير المؤمنين. ر ] علي [ بن أبي طالب. ر ، ح. وأهل بيته. ن.عليهم‌السلام . ر ] خاصة.

٢٢٤ ـ ٩ ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا :

عن مقاتل بن سليمان في قوله [ تعالى. إ ] :( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ] قال : مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٢٥ ـ ٢٠ ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا :

عن أبي سعيد قال : [ قال رسول الله. أ ، ر ]صلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزلت الآية [ ب : على النبي. أ : عليه ] :( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التفت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أصحابه فقال : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ قالوا : لا [ والله. أ ، ر ] يا رسول الله ما ندري ، فقال أبو دجانة : [ يا رسول الله. أ ، ر ] كلنا من الصادقين [ قد. أ ، ر ] آمنا بك وصدقناك ، قال : لايا أبا دجانة هذه نزلت في ابن عمي [ أمير المؤمنين. ر. علي. ب ، ر. بن أبي طالبعليه‌السلام . ر ] خاصة دون الناس وهو من الصادقين.

٢٢٦ ـ ٢٨ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن أحمد معنعنا :

عن محمد بن كعب القرظي قال : لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الاحزاب قال له جبرئيلعليه‌السلام : عفى الله عنك أوضعتهم السلاح ، ما زلت بمن معي من الملائكة نسوق المشركين حتى نزلنا بهم حمراء الاسد ، اخرج وقد امرت بقتالهم ، وإنى عاد [ ر ، أ : عادى ] بمن معي فيزول! بهم حصونهم حتى يلحقونا! فأعطى [ أمير المؤمنين. ر ]

__________________

٢٢٣. وهو الشطر السابع من حديث ابن عباس من تفسير الحبري في سورة التوبة وأخرجه الحسكاني بأسانيد إلى الحبري والكلبي وقال : وله طرق عن الكلبي في العتيق. وأخرجه الخوارزمي في المناقب وأبو نعيم بسندين والحمويني في الفرائد بسنده إلى السبيعي ح ٣١١ باب ٦٨.

٢٢٤. انظر تعليقة ح ٢٢٢.

٢٢٥. في ر : التفت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تسليما كثيرا أبدا دائما إلى أصحابه

٢٢٦. مكفر أي مغطى ومستور وفي ر : وكف وفي ب ، أ : مكف.

حمراء الاسد في ب : وجر. أ ، ر : وجمر.

في أثر جبرئيل. ب : فراى ثم. أ : فراى ثم في اثر. ر : فر أثر.

وقل معروفا. أ ، ب : وقال. فلما اطلع عليهم. أ : فلما طلع.

دحية له ترجمة في التهذيب وفيه أنه كان يشبهه.

١٩٢

علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . ر ، ب ] الراية وخرج في أثر جبرئيل [عليه‌السلام . ر ] وتخلف النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ر ، ب ] ثم لحقهم فجعل كلما مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأحد فقال : مربكم الفارس؟ فقالوا : مر [ بنا. ر ، ب ] دحية بن خليفة ، وكان جبرئيل يشبه به. قال : فخرج يومئذ على فرس مكفر بقطيفة أرجوان أحمر فلما نزلت بهم جنود الله نادى مناديهم يا أبا لبابة بن عبد المنذر مالك. قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا يدعون فاتهم وقل معروفا ، فلما اطلع عليهم انتحبوا في وجهه يبكون وقالوا : يا ابا لبابة لا طاقة لنا اليوم بقتال من ورائك.

١٩٣
١٩٤

ومن سورة يونس

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ : مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ١٥

٢٢٧ ـ ٨ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله [ تعالى. ر ] :( ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ) فقال أبو جعفر [عليه‌السلام . أ ] :ذلك قول أعداء الله لرسول الله من خلفه ـ وهم يرون ان الله لا يسمع قولهم ـ : لو أنه جعل إماما غير علي أو بدله مكانه فقال الله ردا [ ر ( ظ ) : يرد ] عليهم قولهم :( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ) يعني [ أمير المؤمنين. ر ] علي [ بن أبي طالبعليه‌السلام . ب ، ر ]( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) من ربي في علي ، فذلك قوله( ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ) .

وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ٢٥

٢٢٨ ـ [ قال : حدثنا. أ ، ب ] فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا الحسين بن سعيد [ عن محمد بن مروان عن عامر السراج عن فضيل بن الزبير. ش ] :

__________________

٢٢٧. وفي تفسير العياشي عن الثمالي عن الباقر وفي الكافي والقمي والعياشي عن الصادق ما يقرب منه. وأبو حمزة الثمالي من خيار الاصحاب وثقاتهم ومعتمديهم توفي سنة ١٥٠.

وفي بداية السورة من ر : ومن سورة يونس النبي عليه الصلاة والسلام. وفي ب : عليه‌السلام .

( ٢٢٨ و ٢٢٩ ). أوردهما الحاكم الحسكاني في الشواهد ، وفي البرهان نقلا عن ابن شهر اشوب في المناقب انه روى عن ابن عباس وزيد بن علي مثله. وح ٢٢٩ لم يرد في ر.

١٩٥

عن زيد بن علي في هذه الآية :( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) قال : إلى ولاية [ أمير المؤمنين. ر ] علي بن أبي طالب [عليه‌السلام . أ ، ر ].

٢٢٩ ـ ٤ ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد [ عن هشام بن يونس اللؤلؤي ، عن عامر السراج ] :

عن فضيل بن الزبير قال : قال زيد بن علي :( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) قال : ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ٣٢

٢٣٠ ـ ٥ ـ فرات قال : حدثني عبد الرحمان بن الحسن التميمي [ أ : التيمي ] البزاز معنعنا :

عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال : خطب [ أمير المؤمنين. ر ] علي [ بن أبي طالب. ر ]عليه‌السلام على منبر الكوفة وكان فيما قال : والله إني لديان الناس يوم الدين وقسيم [ بين. ب ، ر ] الجنة والنار ، لا يدخلها الداخل إلا على أحد [ ر ، ب : احده ] قسمي ، وإني الفاروق الاكبر ، وإن [ أ ، ر. واني و ] جيمع الرسل والملائكة والارواح خلقوا [ لخلقنا. ب ، ر ] لقد اعطيت التسع التي لم يسبقني إليها أحد ، [ علمت. أ ، ر ] فصل الخطاب ، وبصرت سبيل الكتاب ، وازجل [ أ ، ب : ادخل ] إلى السبحات [ ب : الستيحات. أ : السبحان ] وعلمت علم المنايا والبلايا والقضايا ، وبي كمال الدين ، وأنا النعمة التى أنعمها الله على خلقه ، كل ذلك من من الله به علي ، ومنا الرقيب على خلق الله [ أ : الخلق ] ، ونحن قسم الله وحجته بين العباد إذ يقول الله :( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [ ١ / النساء ].

فنحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون فتانين أو كذابين أو ساحرين أو زيافين ، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس منا ولا نحن منه ، إنا أهل بيت طهرنا الله من كل نجس ، نحن الصادقون إذا نطقنا ، والعالمون إذا سئلنا ، أعطانا الله عشر خصال لم تكن

__________________

٢٣٠. وسيأتي في ذيل الآية ٢٢٧ / الشعراء عن ابن عباس عن النبي بما يشبه هذا الحديث. وأورده المجلسي في بحار الانوار ٣٩ / ٣٥٠ وقال : زجله وبه : رماه ، ودفعه بالرمح : زجه والحمام أرسله.

وفي ر : من من الله من به علي.

و ( زيافين ) يمكن أن تقرأ ( زيانين ) أي أنها جائزة الوجهين حسب رسم الخط.

١٩٦

لاحد قبلنا ولا تكون لاحد بعدنا : الحلم والعلم واللب والنبوة [ ب : الفتوة ] والشجاعة [ والسخاوة. ر ، أ ] والصبر [ والصدق. ر ] والعفاف والطهارة ، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى والحق الذي أقر الله به( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ) .

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨

٢٣١ ـ ٢ و ٦ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن أبي جعفرعليه‌السلام [ في. أ ، ب ] قوله [ تعالى. ر ] :( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) قال : فضل الله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله برحمته [ أمير المؤمنين. ر ] علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

__________________

٢٣١. وفي مجمع البيان نحوه مرسلا وأشار الحسكاني في الشواهد إليه قال ـ بعد درجه رواية عن ابن عباس ـ : وعن الباقر مثله.

وفي تفسير العياشي بسنده عن أبي حمزة عن أبي جعفر قال : الاقرار بنبوة محمد والائتمام بأمير المؤمنين هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم.

وهذه الرواية كانت مكررة في ( أ ، ب ) دون ( ر ).

وفي تفسير الميزان قال السيد العلامة الطباطبائي : وليس من البعيد أن يكون المراد بالفضل ما يبسطه الله من عطائه على عامة خلقه وبالرحمة خصوص ما يفيضه على المؤمنين فان رحمة السعادة الدينية إذا انضمت إلى النعمة العامة كان المجموع منهما أحق بالفرح والسرور ومن الممكن أن يتأيد ذلك ( بدخول ) باء السببية على كل منهما ( وقد جمع بينهما ثانيا ) للدلالة على استحقاق مجموعهما لان ينحصر فيه الفرح. ويمكن أن يكون بالفضل غير الرحمة من الامور المذكورة في الآية السابقة أعنى الموعظة وشفاء ما في الصدور والهدى ، والمراد بالرحمة الرحمة بمعناها المذكور في الآية السابقة العطية الخاصة الالهية التي هي سعادة الحياة في الدنيا والآخرة والمعنى على هذا أن ما تفضل الله به عليهم من الموعظة وشفاء ما في الصدور والهدى وما رحم المؤمنين به من الحياة الطيبة ذلك أحق أن يفرحوا به دون ما يجمعونه من المال. وربما تأيد هذا الوجه بقوله سبحانه (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ حيث نسب زكاتهم إلى الفضل والرحمة معا و يؤيد ( ه ) ما ورد في الرواية من تفسير الآية بالنبي وعلي أو بالقرآن والاختصاص به وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعمة أنعم الله بها على العالمين بما جاء من الرسالة ومواد الهداية ، وعلي عليه السلام هو أول فاتح لباب الولاية وفعلية التحقق بنعمة الهداية فهو الرحمة. انتهى. أقول : وهذا هو الانسب لسياق الآية المتقدمة.

١٩٧

٢٣٢ ـ ٧ ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا :

عن زيد بن أرقم [رضي‌الله‌عنه . ر ] قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ) فمن قسم الله [ له ] حبنا أهل البيت فهو خير له من سلطان هؤلاء [ خير. ب ] مما يجمعون.

٢٣٣ ـ ٩ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قال : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو راكب وخرج [ أمير المؤمنين. ر ] علي [ بن أبي طالب. ر ]عليه‌السلام وهو يمشي فقال النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ، ب ] : يا أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف فان الله أمرني أن تركب إذا ركبت [ وتمشي إذا مشيت. ب ، ر ] وتجلس إذا جلست إلا أن يكون حدا من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلا وقداكرمك بمثلها خصني بالنبوة والرسالة وجعلك وليذلك تقوم في [ حدوده وفي. ب ، لي ] صعب أموره والذي بعثني بالحق نبيا ما آمن بي من كفربك

__________________

٢٣٣. أخرجه الشيخ الصدوق في أماليه في المجلس ٧٤ الحديث الاخير عن البرقي عن أبيه عن سهل بن المرزبان عن محمد بن منصور عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن الفيض عن أبيه عن الباقر عن جده. ورمزنا له ب‍ ( لي ).

وأخرجه القاضي أبو جعفر الكوفي في المناقب و ٣٣ في باب الآيات النازلة في أهل البيت : حدثنا سهل بن المرزبان حدثنا محمد بن الفيض ورمزنا له ب‍ ( قب ).

وأخرجه محمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى ص ١٧٨ بسنده عن البرقي.

وانظر البحار ٣٨ / ١٠٥.

وأقرب الروايات متنا إلى فرات رواية صاحب المناقب ، وفي رواية الصدوق مغايرات وزيادة ونقيصة والاسطر الاخيرة من فرات غير موجودة فيها في ب وحدها : ولي القعود فيه. في الامالي : وجعلك وليي في ذلك. في ب : ولي في. وفي ب ، لي : ولا آمن بالله من كفر بك وان وان فضلي لفضل الله.

وفي لي : ما خلقت إلا لتعبد ربك وليعرف. وفي قب : الاموار! بدل الاكواب. وقوله ( وما ركبت بأمر ) في قب : وما بركت بامر إلا وقد كنت بمثله.

وبما أن هذا الحديث هو الاخير من سورة هود حسب الترتيب الاول لذا ختمه بقوله في ر : صدق الله وصدق نبي الله وصدق ولي الله والحمد لله رب العالمين. وفي أ : صدق الله وصدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٩٨

[ ب : أنكرك. ر : كفرك ] ، ولا أقربي من جحدك ، ولا آمن بالله من أنكرك وان فضلك من [ ب : لمن ] فضلي وفضلي لك فضل [ ب ، لي : وإن فضلي لفضل الله ] و [ هو. ب ] قول ربي :( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) .

والله يا علي ما خلقت إلا ليعرف بك معالم الدين [ ويصلح بك. ب ، لي ] دارس السبيل ، ولقد ضل من ضل عنك ، ولم يهتد إلى الله من لم يهتد إليك [ وإلى ولايتك. ب ] وهو قول ربي :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) [ يعني. ب ] إلى ولايتك.

ولقد أمرني [ ربي. ب ] ان افترض من حقك ما أمرني أن أفترضه من حقي ، فحقك مفروض على من آمن بي كافتراض حقي عليه ، ولولاك لم يعرف حزب الله ، وبك يعرف عدو الله ، ولو لم يلقوه بولايتك مالقوه بشيء ، وإن مكاني لاعظم من مكان من تبعني [ أ : اتبعني ].

ولقد أنزل الله فيك :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) [ يعني من ولايتك يا علي. ب ]( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) [ ٦٧ / مائدة ] ، فلولم أبلغ ما أمرت به لحبط عملي [ ومن لقى الله بغير ولايتك فقد حبط عمله. قب ] ، موعود ما أقول لك إلا ما يقول ربي ، وإن الذى أقول لك لمن الله نزل فيك ، فالى الله أشكو تظاهر أمتي عليك وإلى الله أشكو ما يركبونك [ ر ، أ : يركبوك ] به بعدي.

أما انه يا علي ما ترك قتالي من قاتلك ، ولا سلم لي من نصب لك [ أ. نصبك ] وإنك لصاحب الاكواب وصاحب المواقف المحمودة في ظل العرش اينما أوقف فتدعى إذا دعيت وتحيى إذا حييت وتكسى إذا كسيت ، [ و. ب ، أ ] حقت كلمة العذاب على من لم يصدق قولي فيك ، وحقت كلمة الرحمة لمن صدقني ، وما ركبت [ بأمر إلا وقد ركبت. أ ، ب ] به ، وما اغتابك مغتاب ولا [ ب : أو ] أعان عليك إلا [ و. ب ، أ ] هو في حيز إبليس ومن والاك ووالى [ ر : وولي ] من هو منك من بعدك كان من حزب الله وحزب الله هم المفلحون.

فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ٩٤

٢٣٤ ـ ٣ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن زرارة بن أعين قال : قلت : لابي جعفر [عليه‌السلام . ب ] آية في كتاب الله

١٩٩

[ تعالى. ر ] نسألك [ أ ، ر : تشكك ] قال : وما هي [ ر : ما قال الله ] قلت : قوله :( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ) [ الآية. ر ] من هؤلاء الذين أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسؤالهم فقال : ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به إلى السماء فصار في السماء الرابعة جمع الله لي النبيين والصديقين والملائكة ، فأذن جبرئيل [عليه‌السلام . ر ] وأقام الصلاة ثم تقدم رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] فصلى بهم فلما انصرف قال : بم تشهدون؟ قالوا : نشهدأن لا أله إلا الله وإنك رسول الله وان عليا أمير المؤمنين فهو معنى قوله :( فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ) .

__________________

٢٣٤. أورده المجلسي في البحار ٣٧ / ٣٣٩ وفي البرهان نقلا عن المناقب لابن شهر اشوب : سئل الباقرعليه‌السلام عن قوله تعالى :( فاسأل ... ) فقال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام وجمع النبيين والصديقين والشهداء والملائكة ثم تقدمت وصليت بهم فلما انصرفت قال لي جبرئيل : قل لهم بم تشهدون؟ قال : نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله وان عليا أمير المؤمنينعليه‌السلام . وبهذا المعنى روايات أخر تنتهى إلى الصادق وابن مسعود كما في البرهان نقلا عن تفسير القمى والعياشي والثعلبي وأربعين الخطيب.

وفي النسخ اضطراب ففي ر ، أ : قال : لما أسري بي إلى السماء فصار [ أ : فصارت ] جمع الله لي ثم قدمت [ أ : تقدم ] رسول الله فصلى بهم فلما انصرف والمثبت من ب وإن كان رواية المناقب تؤيد ( أ ، ر ) إجمالا.

٢٠٠