دراسات في العقيدة الإسلامية

دراسات في العقيدة الإسلامية0%

دراسات في العقيدة الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 212

دراسات في العقيدة الإسلامية

مؤلف: محمد جعفر شمس الدين
تصنيف:

الصفحات: 212
المشاهدات: 65339
تحميل: 6247

توضيحات:

دراسات في العقيدة الإسلامية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 212 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65339 / تحميل: 6247
الحجم الحجم الحجم
دراسات في العقيدة الإسلامية

دراسات في العقيدة الإسلامية

مؤلف:
العربية

إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي طغت بها كتب العقيدة، وكتب الحديث في أبواب الأصول عند الإمامية.

ج - مع أدلة المجسمة:

ولكن مع ذلك، مع قيام الدليل العقلي والنقلي، على نفي الجسمية عنه تعالى، لا بد من استعراض أهم أدلة المجسمة، التي تمسكوا بها لإثبات الجسمية للّه سبحانه.

وقد استدلوا بالكتاب، وروايات زعموا أنها من السنة.

استدلالهم بالكتاب:

لقد وردت بعض الآيات الكريمة في كتاب اللّه، مضيفة بعض الأعضاء، كاليد والوجه وغيرهما إلى اللّه سبحانه.

وقد جمد المجسمة على ظواهر هذه الألفاظ، وتمسكوا بها كأدلة على ما ذهبوا إليه، من إثبات الجسمية للّه.

فمن ذلك:

قوله تعالى:( کُلُّ شَيْ‌ءٍ هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (١) .

وقوله تعالى:( إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) (٢) .

وقوله تعالى:( وَ قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) (٣) .

____________________

(١) القصص ٨٨

(٢) الإنسان ٩.

(٣) المائدة ٦٤.

١٤١

وقوله تعالى( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) (١) .

وقوله تعالى( يَوْمَ يُکْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ) (٢) .

حيث ذهبوا إلى أن من يكشف عن ساقه يوم القيامة، هو اللّه سبحانه.

استدلال المشبهة بما زعموا انه سنة:

والذي زاد في الطين بلة كما يقال، وكان داعياً إلى تمسك المشبهة بآرائهم هذه، وتصلبهم في مواقفهم، هو بعض الروايات الموجودة في عدد من كتب الحديث كالبخاري وغيره، نسبت بشكل خرافي ومضحك بعض الأعضاء للّه سبحانه.

منها : ما رواه البخاري عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ان اللّه تعالى يوم القيامة، يمسك السموات على إصبع، والأرضين على اصبع والخلائق على اصبع، ثم يقول: أنا الملك(٣) .

ومنها : ما رواه البخاري أيضاً «يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءاً وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً»(٤) .

ومنها : ما رواه البخاري كذلك، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله «لا يزال يلقى فيها وتقول - أي النار - هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين

____________________

(١) ص ٧٦.

(٢) القلم ٤٢.

(٣) صحيح البخاري ٤ / ١٧٢.

(٤) نفس المصدر ٣ / ١٢٩.

١٤٢

قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قد قد(١) بعزتك وكرمك»(٢) .

د - مناقشة وتفنيد وتوجيه:

والحقيقة، ان جميع ما استدل به المشبهة من آيات لما ذهبوا إليه، لا يمكن قبولها على ظاهرها، بالجمود على حاق الألفاظ الواردة فيها. وذلك لأمرين:

الأول : لمصادتها مع حكم العقل المتقدم باستحالة أن يكون تعالى جسماً.

الثاني : لمعارضتها - وهي من المتشابه - بنص من الآيات على أنه تعالى ليس بجسم ولا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبهه شيء - وهي من المحكم - وذلك كقوله تعالى «ليس كمثله شيء» فلا بد من إرجاع المتشابه إلى المحكم وعرضه عليه، تمشياً مع القاعدة التي وضعها العلماء في التعامل مع المتشابه، والتي أشرنا إليها في بحوثنا التمهيدية. ولذلك، أوّل العلماء هذه الآيات كلها، بنحو يصرفها عن ظاهرها، ويجعلها موافقة مع منطق العقل، وما ورد من محكم الآيات.

أما الآيات التي ورد فيها لفظ الوجه والتي استدل بها المجسمة على أن للّه وجهاً، فلا بد من تناولها آية آية لنطلع على كيفية تأويل العلماء للفظ الوجه فيها.

____________________

(١) أي كفى كفى أو حسبي.

(٢) نفس المصدر ٤ / ١٦٩ - وصفحة ١١٧.

١٤٣

أما قوله تعالى «كل شيء هالك إلا وجهه » فقد ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالوجه فيها الذات إذ إن «الذات هو بعض ما يراد لغة بالوجه»(١) .

ويقول الزمخشري: «والوجه يعبر به عن الجملة والذات، ومساكين مكة يقولون: أي وجه عربي كريم ينقذني من الهون»(٢) .

وعلى هذا يكون معنى الآية «كل شيء فان بائد إلا ذاته. كما يقال: هذا وجه الرأي، ووجه الطريق»(٣) .

ويقول الرازي في معنى هذه الآية «لا يبقى حياً يوم القيامة غير حقيقة اللّه أو غير ذات اللّه شيء. وهذا ما سيكون ويحصل»(٤) .

والواقع، أننا لو أردنا أن نجاري المجسمة فيما ذهبوا إليه، من أن المراد بالوجه في الآية الكريمة، ما يفهم من لفظ الوجه، وهو هذا الجزء المخصوص في الإنسان لكان معنى الآية «أنه يوم القيامة سيهلك كل ما عدا وجهه. وذلك ما لا يقول به عاقل»(٥) .

وقد ذهب ابن عباس وعطاء وأبو العالية والكلبي(٦) إلى أن معنى الآية: كل شيء هالك إلا ما أريد به وجه اللّه، فان ذلك يبقى ثوابه. وقد اختار هذا المعقول الفرّاء وأنشد:

____________________

(١) أمالي المرتضى ٣ / ٤٦.

(٢) الكشاف ٤ / ٥١.

(٣) مجمع البيان للطبرسي ٧ / ٢٦٩.

(٤) التفسير الكبير للرازي ٨ / ١٧.

(٥) نفس المصدر.

(٦) مجمع للبيان للطبرسي ٧ / ٢٧٠.

١٤٤

أستغفر اللّه ذنباً لست محصيه

رب العباد إليه الوجه والعمل

أي إليه أوجّه العمل. وعلى هذا يكون وجه اللّه ما وجّه إليه من الأعمال(١) .

وبهذا المعنى الأخير يتضح المراد بلفظ الوجه، في قوله تعالى:( إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) وهو أن إطعام هؤلاء الطعام للفقراء والمساكين، إنما يكون موجهاً إليه سبحانه «لطلب رضا اللّه، خالصاً للّه، مخلصاً من الرياء وطلب الجزاء»(٢) وقس على هذا كل الآيات التي ورد فيها لفظ الوجه مضافاً إليه سبحانه.

وأما الآيات التي ورد فيها لفظ اليد، والتي استدل بها المجسمة على ان للّه يداً، فقد أوّلها العلماء بشكل واضح ومعقول.

أما قوله تعالى( وَ قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ) الآية. فقد ذكر العلماء أن للفظ اليد في لغة العرب عدة معان، منها النعمة(٣) . وهي بهذا المعنى مستعملة في ألسنة العرب كثيراً، من ذلك قول عدي بن زيد:

ولن أذكر النعمان إلا بصالح

فإن له عندي يديّاً وأنعما

وهي بهذا المعنى استعملت في الآية الكريمة.

وإنما وردت بلفظ التثنية في نفس الآية( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) لأحد أمور:

____________________

(١) نفس المصدر.

(٢) مجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٤٠٨. وقد وردت عن أئمة أهل البيت (ع) روايات كثيرة في تفسير وجه اللّه في الآية الكريمة وأمثالها بهذا المعنى فراجع الكافي ١٤٣.

(٣) أمالي المرتضى ٣ / ٩١ - ٩٢.

١٤٥

الأول : انه «مبالغة في معنى الجود الإنعام، لأن ذلك أبلغ فيه من أن يقول: بل يده مبسوطة»(١) .

الثاني : ان «يكون الوجه في تثنية النعمة - والتي بها لفظ اليد - انه أراد نعم الدنيا ونعم الآخرة. ويمكن أن يكون تثنية النعمة، أنه أريد بهما النعم الظاهرة والباطنة»(٢) .

وقد ذهب بعض العلماء(٣) ، إلى تفسير اليد هنا بالقوة والقدرة. وعليه يكون المراد من تثنية لفظ اليد في الآية الكريمة «بل يداه مبسوطتان»، أن قوّتيه «بالثواب والعقاب مبسوطتان، بخلاف قول اليهود، أن يده مقبوضة عن عذابنا».

وبهذا المعنى الأخير، للفظ اليد، وهو للقوة والقدرة فسّر لفظ «يديّ» في قوله تعالى:( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) وتكون تثنية اليد، مبالغة في القوة والقدرة.

كما فسر لفظ يدي هنا، «بتحقيق إضافة الفعل فيكون المعنى: لما تولّيت خلقه»(٤) .

وقس على هذا كل الآيات التي ورد فيها لفظ اليد مفرداً أو مثنى مضافاً إليه سبحانه.

وأما الآية التي ورد فيها لفظ الساق( يَوْمَ يُکْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) والتي قال المجسّمة بأن الذي يكشف عن ساقه هو اللّه كما تقول هذه الآية. فليس في

____________________

(١) و(٢) مجمع البيان للطبرسي ٣ / ٢٢٠.

(٣) نفس المصدر.

(٤) مجمع البيان للطبرسي ٣ / ٢١٨.

١٤٦

السياق حتى ما يشعر بأن المقصود بذلك اللّه سبحانه، وإنما الآيات السابقة على هذه الآية واللاحقة لها، واردة كلها، في وصف حال الكفار يوم القيامة(١) .

وقد ذهب العلماء إلى القول، بأن هذا التعبير( يَوْمَ يُکْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) أريد به بيان أن يوم القيامة، يوم الشدة والأهوال.

وإرادة الشدة والأهوال، بمثل هذا التعبير، شائع في ألسنة العرب، حيث نراهم يقولون: «قامت الحرب على ساق، يريدون شدتها. وقال جد أبي طرفة:

كشفت لكم عن ساقها

وبدا من الشر الصراح(٢)

فتأويل الآية على ما تقدم «يوم يشتد الأمر، كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق».

وقد ذهب بعض العلماء، إلى أن المراد بهذه الآية «تصوير حال الإنسان العاصي التارك للصلاة في آخر عمره، وقد أذهله ما نزل به من هول الموت، أو حال هرمه وعجزه عن الصلاة حين يدعى إليها وما تتطلبه من السجود للّه. ويستدل من يرى هذا الرأي بأن سياق الآية هو «ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون»(٣) .

____________________

(١) راجع الكشاف للزمخشري ٤ / ١٣١ وتفسير الرازي ٨ / ١٩٣ - ١٩٤.

(٢) مجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٣٣٨ وراجع الكشاف للزمخشري ٤ / ١٣١ وتفسير الرازي ٨ / ١٩٣ - ١٩٤.

(٣) القرآن والفسلفة للدكتور محمد يوسف موسى ٧٥ نقلاً عن كتاب ملتقط جامع التأويل لأبي مسلم الأصفهاني ٩١ - ٩٢.

١٤٧

وأما ما استدل له المجسمة من روايات زعموا بأنها سنة، وجعلوها حجة على ما افتروه على اللّه، من جعل الجسمية له سبحانه، فما هي إلا أباطيل ومفتريات، على اللّه ورسوله، ولذا نجد الشهرستاني يقول وهو بصدد الحديث عن هذه الفئة الممقوتة «وزادوا - أي المجسمة - في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأكثرها مقتبسة من اليهود، فان التشبيه فيهم طباع حتى قالوا: اشتكت عيناه - أي اللّه - فعادته الملائكة. وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه، وان العرش ليئط من تحته كأطيط الرّحل الحديد، وأنه ليفضل من كل جانب أربع أصابع»(١) .

إلى غير ذلك من الأكاذيب التي تزخر بها كتب الحديث، كالبخاري ومسلم وغيرهما.

دعوة إلى تطهير كتب الحديث:

ونحن لو راجعنا هذين الكتابين وغيرهما، لطالعنا بشكل واضح جلي السخف والإفتراء والدس، في غير من المواضع فيها.

فمثلاً نجد فيها، بالإسناد عن أبي هريرة إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن بني إسرائيل كانوا «يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسىعليه‌السلام يغتسل وحده. فقالوا واللّه ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر (أي مفتوق). قال فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، فجمع موسى بأثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى نظر بنو إسرائيل إلى سوأة موسى. فقالوا واللّه ما بموسى من بأس. فقام الحجر بعد، حتى نظر

____________________

(١) الملل والنحل ١ / ١٠٦.

١٤٨

إليه. فأخذ موسى ثوبه، فطفق بالحجر ضرباً، فواللّه ان بالحجر ندباً ستة أو سبعة»(١) .

ونجد فيها أيضاً عن رسول اللّه بالإسناد عن أبي هريرة أنه «جاء ملك الموت إلى موسى فقال له: أجب ربك، فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها. فرجع ملك الموت إلى اللّه تعالى فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عيني. فرد اللّه عينه وقال: إرجع إلى عبدي فقل الحياة تريد، فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، فاتوارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة»(٢) .

ومن الغريب، بعد كل ذلك وغيره، أن يصر على تسمية هذه الكتب بالصحاح.

وان العلماء مدعوون اليوم، إلى تطهير هذه الكتب، مما فيها من أكاذيب وموضوعات، تنفّر الإنسان من الدين، بتصويرها له دين سخافات، وخرافات ومضحكات.

وقد ابتدأ الواعون من العلماء ومفكري المسلمين، برفع أصواتهم منادين بضرورة إجراء مثل هذا التطهير، لكتب الحديث، والتفسير أيضاً(٣) .

____________________

(١) راجع صحيح ٢ / ٣٠٨ والبخاري ١ / ٤٢ ومسند أحمد بن حنبل ٢ / ٣١٥.

(٢) صحيح مسلم ٢ / ٣٠٩ والبخاري ٢ / ١٦٣. وراجع لزيادة الإطلاع على هذه السخافات إن شئت وأمثالها مسند أحمد ٢ / ٢٢٩، ٢٧٠ - ٣١٥. وصحيح البخاري ٣ / ١٧٦ ومسلم ١ / ٢٨٣ ومسلم ٢ / ٢٣ وغيرها.

(٣) لقد صرح بذلك وحمل لواء هذه الدعوة أستاذ كبير من علماء السنة هو عبد الوارث كبير على صفحات مجلة العربي فراجع العدد ٨٦ / ١٩٦٦ صفحة ١٥٠ - ١٥١ والعدد ٨٧ / ١٩٦٦ صفحة ١٣٨ - ١٣٩ - ١٤٠.

١٤٩

ه - القول بالتجسيم ولوازمه الباطلة:

ومن الواضح، أن المجسمة، لما أثبتوا بأوهامهم، الجسمية للّه سبحانه، التزموا بكل ما تستلزمه الجسمية من لوازم باطلة، أهمها ثلاثة: جواز رؤيته سبحانه، وكونه في جهة معينة هي السماء، وجواز انتقاله من مكان إلى مكان. وقد استدلوا على كل واحد من هذه اللوازم بآيات، جمدوا على ظواهر ألفاظها، إضافة إلى بعض أحاديث ومرويات.

ونحن سوف نستعرض أدلة المجسمة في كل مورد من هذه الموارد الثلاثة على حدة لنناقشها، ونبيّن وجه بطلان تلك الإستدلالات.

أولاً: المجسمة والتزامهم بجواز رؤيته سبحانه

وقد ذهب المجسمة بما فيهم متقدمو الأشاعرة، إلى القول بجواز رؤيته سبحانه في الدنيا والآخرة وقد استدلوا لما ذهبوا إليه بآيات وبعض مرويات.

ولا بد، قبل الخوض في استدلال هؤلاء، من التنبيه على أن متأخري الأشاعرة، الذين نزّهوا اللّه عن الجسمة والتشبيه، قد التزموا بجواز رؤيته سبحانه في الدنيا، ووقوع رؤيته في الآخرة على نحو الجزم واليقين(١) وقد استندوا إلى نفس هذه الآيات وتلك المرويات إضافة إلى بعض الوجوه العقلية التي سوف نتعرض لأهمها وندحضها.

____________________

(١) راجع الموقف للإيجي ٨ / ١١٥ كما يراجع الكشف عن مناهج الأدلة لابن رشد الفيلسوف ١٨٦.

١٥٠

أما الآيات التي استدل بها هؤلاء جميعاً مجسمة وأشاعرة متأخرين عنها قوله تعالى( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) (١) .

حيث قالوا بأن هذه الآية «ظاهرة في أن أصحاب الوجوه الناضرة يوم القيامة ينظرون إلى ربهم فيرونه عيانا»(٢) .

تفنيد وتوضيح:

ومن الواضح، أن الإستدلال بهذه الآية على ما ذهبوا إليه، يتوقف على أن يكون المراد بالنظر فيها بمعنى الرؤية. وذك باطل لأن النظر لا يفيد الرؤية لغة، وذلك لعدة أمور:

الأول: أن النظر «إذا علّق بالعين، أفاد طلب الرؤية. كما إذا علق بالقلب أفاد طلب المعرفة، بدلالة قولهم: نظرت إلى الهلال فلم أره. فلو أفاد النظر الرؤية لكان هذا القول ساقطاً متناقضاً»(٣) .

الثاني: أنه لو كان النظر بمعنى الرؤية، لبطل ما يقوله العرب، ما زلت أنظر إليه حتى رأيته، لأنه يستلزم جعل الشيء غاية لنفسه. فيكون معنى هذا القول ما زلت أراه حتى رأيته. ولعل الشيء، غاية لنفسه ممتنع.

الثالث: أننا «نعلم الناظر ناظراً بالضرورة، ولا نعلمه رائياً بالضرورة، بدلالة أنّا نسأله هل رأيت أم لا؟»(٤) .

____________________

(١) القيامة ٢٤ / ٢٥.

(٢) حول الرؤية للسيد عبد الحسين شرف الدين ٥٨.

(٣) مجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٣٩٨.

(٤) مجمع البيان للطبرسي.

١٥١

وإذا لم يصح أن يكون المراد بالنظر في الآية الكريمة، الرؤية بحاسة العين، فلا بد من إرادة معنى آخر به. والمراد به هنا: الإنتظار(١) .

واستعمال النظر، وإرادة الإنتظار، شائع في لسان العرب.

قال الشاعر:

وجوه يوم بدر ناظرات

إلى الرحمن تنتظر الفلاحا

كما ورد في القرآن الكريم بهذا المعنى، على لسان بلقيس ملكة سبأ: (واني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون)(٢) .

أي منتظرة بم يرجع المرسلون. فيكون معنى الآية على هذا، أن تلك الوجوه يوم القيامة «منتظرة لثواب ربها. وروي ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروي عن عليعليه‌السلام »(٣) .

وإن أبى المجسمة واخوانهم، إلا أن يحملوا النظر في الآية على الرؤية بالعين الباصرة فيمكن أن يتم ذلك، بشرط تقدير مضاف محذوف، فتصبح الآية مع التقدير هكذا «وجوه إلى ثواب ربها ناظرة. أي هي ناظرة إلى نعيم الجنة حالاً بعد حال. روي ذلك عن جماعة من علماء المفسرين من الصحابة والتابعين لهم وغيرهم»(٤) .

____________________

(١) نفس المصدر ٣٩٧.

(٢) النمل ٣٥.

(٣) مجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٣٩٨ وكذا الطبري (تفسير) ٢٨ / ١٠٤.

(٤) مجمع البيان ١٠ / ٣٩٨.

١٥٢

ومن الآيات التي استدل بها هؤلاء على جواز رؤيته سبحانه قوله تعالى حكاية عن موسى (رب أرني انظر إليك)(١) .

وتقريب استدلالهم بها «أن موسى (ع) سأله الرؤية، ولو كانت ممتنعة لم يصح عنه السؤال»(٢) .

تفنيد وتوضيح:

والحقيقة، أن هذا الإستدلال باطل من أساسه، لأن موسىعليه‌السلام «لم يسأل الرؤية نفسها، وإنما سألها لقومه حين قالوا له: نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة. ولذلك قالعليه‌السلام لما أخذتهم الرجفة: أتهلكنا بما فعل السفهاء منا، فأضاف ذلك إلى السفهاء»(٣) .

فإذن، إنما سألعليه‌السلام الرؤية، مع علمه باستحالتها، لترتب غرض عقلاني ومشروع على سؤاله ذاك، وهو أنه قصد «أن يفحم هؤلاء السائلين، وأن يلقمهم الحجر حين يسمعون النص من اللّه باستحالتها»(٤) .

ومن جملة الآيات التي استدل بها هؤلاء لمذهبهم، قوله تعالى في نفس الآية (قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)(٥) .

____________________

(١) الأعراف ١٤٣.

(٢) شرح التجريد للعلامة الحلي ٢٣٠ كما يراجع الرازي ٣ / ٢٩٤.

(٣) مجمع البيان للطبرسي ٤ / ٤٧٤.

(٤) أمالي المرتضى ٤ / ١٢٣ - ١٢٤.

(٥) الأعراف ١٤٣.

١٥٣

وتقريب الإستدلال بها «أن اللّه سبحانه وتعالى علق الرؤية في سؤال موسىعليه‌السلام على استقرار الجبل. والإستقرار ممكن، لأن كل جسم سكونه ممكن، والمعلق على الممكن ممكن»(١) .

تفنيد وتوضيح:

والجواب عن هذا الإستدلال، أن الإستقرار الذي علّقت عليه الرؤية، ليس ممكناً، كما يدّعي هؤلاء، لأنه ليس مطلق الإستقرار، بل الإستقرار الخاص، وهو سكون الجبل حال حركته وتزلزله وحيث ان الحركة والسكون نقيضان، فيستحيل اجتماعهما، كان استقرار الجبل هنا محالاً، فيكون ما علّق على المحال، وهو رؤيته سبحانه محالاً أيضاً.

وأما المرويات التي استدل بها هؤلاء لما ذهبوا إليه من تجويزهم رؤيته سبحانه فعديدة.

منها : ما رواه البخاري(٢) ومسلم(٣) بسنديهما إلى أبي هريرة «قال أناس يا رسول اللّه هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: هل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دنه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك» الحديث.

____________________

(١) شرح التجريد للعلامة الحلي ٢٣١.

(٢) صحيح البخاري ٤ / ٩٢.

(٣) صحيح مسلم ١ / ٨٦.

١٥٤

ومنها: ما يسمى بحديث التجلّي، وقد ورد بطرق عدة(١) نقتصر منها على طريقين فقط.

الأول : محمد بن بيان عن شيخه الحسن بن كثير، عن أحمد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله «يا أبا بكر إن اللّه يتجلى للخلائق عامة ويتجلى لك خاصة»(٢) .

الثاني : عن أبي داود سليمان بن عمرو، عن هشام بن حسان، عن الحسن عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله «إذا كان يوم القيامة، يأمر اللّه عز وجل، فينصب لإبراهيم خليل اللّه منبر، وينصب لي منبر ولك يا أبا بكر منبر. فيتجلى الرب جل جلاله مرة في وجه إبراهيم ضاحكاً، ومرة في وجهي ضاحكاً، ومرة في وجهك ضاحكاً. ثم قرأ: أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذي آمنوا أبو بكر»(٣) .

نقاش وتفنيد:

ومن الواضح، حتى لو أغمضنا عن متن الحديث الذي رواه كل من البخاري ومسلم، مع ما فيه من الخرافات والسخافات، التي توجب القطع بعدم صدوره عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنما هو من الموضوعات والمفتريات عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى لو أغمضنا عن كل ذلك، فإن في ضعف سنده ما يكفي لطرحه وعدم قبوله.

____________________

(١) لقد أحصى تلك الطرق الإمام شرف الدين في كتيبه (حول الرؤية) فراجع ٨٠ وما بعدها.

(٢) راجع شجرة العقول للوليد الزوزني.

(٣) نفس المصدر.

١٥٥

ذلك أن الشيخين قد روياه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بسند ورد فيه كل من سويد بن سعيد وزيد بن أسلم.

ونحن لو راجعنا كتب الجرح والتعديل، لوجدنا فيها أن الأول منهما كان كثير التدليس، منكر الحديث، ضعيفاً جداً، كذبه ابن معين وسبّه(١) .

ولوجدنا فيها، أن الثاني منهما هو أحد الضعفاء، وكان أهل المدينة يتكلمون فيه وهم به أعرف وكان لا يبالي بالمأثور من تفسير القرآن وإنما يفسره برأيه(٢) .

وأما حديث التجلّي. فحتى لو أغمضنا لما فيه من مغزى سياسي، يرمي إلى وضع كرامة من الكرامات لأبي بكر التي رأينا مثلها كثيراً في كتب الحديث لكل من عمر وعثمان بل وحتى لمعاوية كانت قد اقتضتها ظروف تاريخية معينة مرت بها الاُمة الإسلامية: حتى لو أغمضنا عما فيه من هذه الناحية فإن في ضعف سنده بكلا طريقيه اللذين ذكرناهما هنا - وكذا بقية طرقه التي لم نذكرها - ما يكفي لطرحه والإعراض عنه.

فقد ورد في الطريق الأول، محمد بن بيان. وقد كان هذا الرجل من الكذّابين الوضّاعين(٣) وورد في الطريق الأول أيضاً الحسن بن كثير، وهذا الرجل من المجاهيل(٤) .

وأما الطريق الثاني، الذي روي به هذا الحديث، فقد ورد فيه أبو داود

____________________

(١) راجع الذهبي في كتابه ميزان الإعتدال.

(٢) راجع الكامل لابن عدي.

(٣) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢ / ٩٧. وراجع الذهبي في ميزان الإعتدال ٣ / ٣٢.

(٤) راجع ميزان الإعتدال للذهبي ١ / ٢٤١.

١٥٦

سليمان بن عمرو، وهذا الرجل كذّاب، دجّال، وضّاع(١) .

متأخرو الأشاعرة وأدلتهم العقلية على جواز الرؤية مع نفي الجسمية:

لقد سبق وقلنا، بأن متأخري الأشاعرة مع التزامهم بنفي الجسمية عنه سبحانه، التزموا في نفس الوقت بإمكان رؤيته سبحانه في الدنيا ووقوعها في الآخرة. وقد استندوا إضافة إلى ما تقدم منا تفنيده وتوهينه من استدلال بالآيات والروايات، إلى بعض الوجوه العقلية نذكر أهمها:

الوجه الأول : اننا نرى الأجسام (الجواهر) والأعراض. وليست علة صحة رؤيتنا لها إلا أحد أمور ثلاثة. إما من جهة أنه جسم، أو لون، أو موجود. «وباطل أن يرى من قبل أنه جسم، إذ لو كان ذلك كذلك لما رئي اللون. وباطل أن يرى لمكان أنه لون، إذ لو كان ذلك كذلك لما رئي الجسم. فيبقى أن يرى الشيء من قبل أنه موجود»(٢) . وحيث ان اللّه موجود «فيصح أن يرى، من حيث تحقق علة الصحة وهي الوجود».

استدلال ونقاش:

وهذا الدليل باطل لأمرين:

الأول : ان قول المستدل «وباطل أن يرى لمكان أنه لون» غير صحيح، لأن ما يرى في الحقيقة هو اللون فقط، دون الجسم فإنه ممتنع على الرؤية، إلا من قبل اللون، ولذا ما ليس له لون لا يبصر.

١٥٧

الثاني : ان حصر المستدل، علة صحة الرؤية بالموجودية، يستلزم صحة رؤية بعض الأمور المقطوعة الوجود كالأصوات والطعوم والروائح وغير ذلك كالعلم والقدر والبخل. مع أننا لا نرى بالوجدان شيئاً من هذه الأمور.

الوجه الثاني : ما حاول الغزالي أن يستدل به على جواز الرؤية مع التزامه بنفي الجهة والجسمية عنه، وحاصل هذا الدليل «أن الإنسان يبصر ذاته في المرآة. وذاته ليست في جهة غير جهة مقابلة ولما كان يبصر ذاته، وكانت ذاته لا تحل في المرآة التي في الجهة المقابلة فيترتب على ذلك أن يبصر ذاته في غير جهة»(١) .

ولا يخفى ما في هذا الدليل من المغالطة، كشفها ابن رشد الفيلسوف حيث قال في مقام تفنيده له «إن الذي يبصر هو خيال ذاته، والخيال منه في جهة إذ كان الخيال في المرآة، والمرآة في جهة»(٢) .

تعقيب وتعليق:

ومن الغريب حقاً، أن يلتزم هؤلاء بجواز الرؤية للّه سبحانه، في نفس الوقت الذي ينفون فيه الجهة والجسمية عنه سبحانه. في حين أن من شروط إدراك البصر «أن يكون المرئي في جهة ما مخصوصة، ولذلك لا يتأتى الرؤية بأي وضع اتفق أن يكون البصر من المرئي، بل وبأوضاع محدودة، وشروط محدودة، وهذا الشروط هي حضور الضوء، والجسم الشفاف المتوسط بين البصر والمبصر، وكان المبصر ذا ألوان ضرورة»(٣) .

____________________

(١) مقاصد الفلاسفة للغزالي ٤٢.

(٢) الكشف عن مناهج الأدلة ١٨٧.

(٣) الكشف عن مناهج الأدلة ١٨٦ - ١٨٧.

١٥٨

النتيجة:

والنتيجة التي توصلنا إليها، بعد تفنيد كل استدلالات المجسمة واخوانهم هي استحالة رؤيته سبحانه، التي يحكم بها العقل مستقلاً. لأن الرؤية ملازمة للجسمية، المستحيلة بالنسبة إلى واجب الوجود بذاته.

والواقع، أننا حتى لو أغمضنا النظر عن حكم العقل هذا باستحالة رؤيته سبحانه، لإحالته الجسمية عليه فإن في النقل كفاية، في الدلالة على ذلك، آيات وروايات.

أما الآيات، فيكفينا منها قوله تعالى، وهو من المحكم «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار»(١) .

فمن الواضح، أن هذه الآية صريحة في أن اللّه سبحانه «قد تعالى على جميع الموجودات بمجموع هذين الأمرين اللذين اشتملت عليهما الآية الكريمة لأن من الأشياء ما يَرى ويُرى كالأحياء من الناس. ومنها ما يُرى ولا يَرى كالجمادات والأعراض المرئية. ومنها ما لا يَرى ولا يُرى كالأعراض التي لا ترى. فاللّه تعالى خالقها جميعها وتعالى عليها وتفرد بأن يَرى ولا يُرى»(٢) . وتمدّح بنفي الإدراك الذي هو رؤية البصر عن نفسه على وجه يرجع إلى ذاته فيجب أن يكون ثبوت الرؤية له - كما يدعي المجسمة واخوانهم - في وقت من الأوقات نقص وذم»(٣) واللّه سبحانه منزّه عن أي ذم ونقص، لأنه الكامل المطلق.

____________________

(١) الأنعام ١٠٣.

(٢) حول الرؤية للإمام شرف الدين ١٣.

(٣) أمالي المرتضى ١ / ١٦.

١٥٩

ونحن لو راجعنا سياق هذه الآية، لوجدنا أنه كله وارد في تأكيد ذلك التمدح منه تعالى لذاته حيث كان ما سبق عليها وهو ما يقرب من عشر آيات بصدد ذلك منها قوله سبحانه: (بديع السموات والأرض انّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ذلكم اللّه ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)(١) .

وأما الروايات، فقد وردت متضافرة عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام تحيل رؤيته سبحانه، وتشن حملة لا هوادة فيها على الآراء الضالة المضلّة، التي تجيز تلك الرؤية، وتكشف زيفها وبطلانها.

منها : ما رواه الكليني(٢) في الكافي بسنده إلى الإمام الصادقعليه‌السلام قال جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال يا أمير المؤمنين، هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال: ويلك، ما كنت أعبد رباً لم أره. قال: وكيف رأيته؟ قال: لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان».

ومنها : ما رواه الكليني أيضاً في الكافي(٣) ، بسنده إلى الإمام الباقرعليه‌السلام حين سأله أحد أصحابه عن الرؤية فقال له: أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون. أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدركها ببصرك. وأوهام القلوب لا تدركه. فكيف أبصار العيون.

____________________

(١) الأنعام ١٠١ - ١٠٣.

(٢) الجزء ١ كتاب التوحيد ٩٨.

(٣) نفس المصدر ٩٩.

١٦٠