ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)0%

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 72

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 72
المشاهدات: 9174
تحميل: 5716

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 72 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9174 / تحميل: 5716
الحجم الحجم الحجم
ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أمّا قول بعض الصحابة: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً، فهذا مروي:

١ - عن أبي ذر.

٢ - عن عبد الله بن مسعود.

٣ - عن عبد الله بن عباس.

٤ - عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

٥ - وعن أبي سعيد الخدري.

٦ - وعن أنس بن مالك.

٧ - وعن عبد الله بن عمر.

ومن رواة هذه الأخبار:

١ - أحمد بن حنبل.

٢ - الترمذي.

٣ - البزّار.

٤ - الطبراني.

٥ - الحاكم.

٦ - الخطيب البغدادي.

٧ - أبو نعيم الأصفهاني.

٨ - ابن عساكر.

٤١

٩ - ابن عبد البر.

١٠ - ابن الأثير.

١١ - النووي.

١٢ - الهيثمي.

١٣ - المحب الطبري.

١٤ - الذهبي.

١٥ - السيوطي.

١٦ - ابن حجر المكّي.

١٧ - المتقي الهندي.

١٨ - الالوسي، في تفسيره(١) .

ومن أسانيده الصحيحة أيضاً ما ذكرته هنا، ومن جملتها ما أخرجه أحمد في مسنده: حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري: وكنّا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليّاً.

في مناقب الصحابة لأحمد بن حنبل رقم ٩٧٩.

وقال محققه: إسناده صحيح.

____________________

(١) مناقب عليّ من كتاب فضائل الصحابة برقم ٩٧٩، صحيح الترمذي ٥ / ٥٩٣، المستدرك ٣ / ١٢٩، الاستيعاب ٣ / ١١١٠.

٤٢

وهذا الكتاب مطبوع أخيراً في الحجاز، من منشورات جامعة أُمّ القرى في مكّة المكرّمة، والمحقق منهم.

حديث«مثل أهل بيتي كسفينة نوح» ، يقول:

وأمّا قوله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح» فهذا لا يعرف له إسناد، لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطّاب الليل الذين يروون الموضوعات، فهذا ممّا يزيده وهناً(١)

والحال أنّ من رواة الحديث من الصحابة:

١ - أمير المؤمنين.

٢ - أبو ذر.

٣ - عبد الله بن عباس.

٤ - أبو سعيد الخدري.

٥ - أبو الطفيل.

٦ - أنس بن مالك.

٧ - عبد الله بن الزبير.

٨ - سلمة بن الأكوع.

____________________

(١) منهاج السنّة ٧ / ٣٩٥.

٤٣

ومن رواته في الكتب المعتبرة:

١ - أحمد بن حنبل.

٢ - البزّار.

٣ - أبو يعلى.

٤ - ابن جرير الطبري.

٥ - النسائي.

٦ - الطبراني.

٧ - الدارقطني.

٨ - الحاكم.

٩ - ابن مردويه.

١٠ - أبو نعيم الأصفهاني.

١١ - الخطيب البغدادي.

١٢ - أبو المظفّر السمعاني.

١٣ - المجد بن الأثير.

١٤ - المحب الطبري.

١٥ - الذهبي.

١٦ - ابن حجر العسقلاني.

١٧ - السخاوي.

٤٤

١٨ - السيوطي.

١٩ - ابن حجر المكّي.

٢٠ - المتقي.

٢١ - القاري.

٢٢ - المنّاوي.

وغيرهم.

فإنْ كان هؤلاء من حطّاب الليل، فأهلاً وسهلاً، ما عندنا أيّ مانع، ما عندنا أي مضايقة من قبول هذه الدعوى، وأهلاً وسهلاً، وهو نعم المطلوب.

وهذا الحديث أخرجه الحاكم وصحّحه على شرط مسلم، وأخرجه الخطيب في المشكاة، وهو ملتزم في هذا الكتاب تبعاً لمصابيح السنّة بأنْ لا يخرج الموضوعات، وإنّما الصحاح والحسان فقط.

وله أسانيد صحيحة أيضاً غير هذه(١) .

____________________

(١) المعجم الصغير ٢ / ٢٢، مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٤٢، المستدرك ٢ / ٣٤٣، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨، تاريخ بغداد ١٢ / ٩١، المطالب العالية ٤ / ٧٥، فيض القدير ٢ / ٥١٩، ٥ / ٥١٧، كنز العمال ١٣ / ٨٢، ٨٥.

٤٥

وحول حديث الطير، يقول:

إنّ حديث الطير من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة...(١)

لكنّ هذا الحديث - على ما عثرنا عليه نحن - رواه عن رسول الله من الصحابة:

١ - عليعليه‌السلام ، وهو عند الحاكم.

٢ - عبد الله بن عباس، وهو عند جماعة منهم ابن سعد.

٣ - أبو سعيد الخدري، رواه الحاكم أيضاً.

٤ - سفينة، حديثه عند الحاكم، وعند أحمد بن حنبل.

٥ - أبو الطفيل، حديثه عنه الحاكم.

٦ - أنس بن مالك، حديثه عند الترمذي والبزّار والنسائي والحاكم والبيهقي وابن حجر.

٧ - سعد بن أبي وقّاص، حديثه عند أبي نعيم الأصفهاني.

٨ - عمرو بن العاص، وحديثه موجود في كتاب له إلى معاوية، يرويه الخوارزمي في المناقب.

٩ - يعلى بن مرّة، روى هذا الحديث عنه جماعة منهم أبو

____________________

(١) منهاج السنّة ٧ / ٣٧١.

٤٦

عبد الله الكنجي.

١٠ - جابر بن عبد الله الأنصاري، حديثه عند ابن عساكر.

١١ - أبو رافع، حديثه عند ابن كثير.

١٢ - حبشي بن جنادة، حديثه عند ابن كثير أيضاً.

ومن رواة هذا الحديث من الأئمة:

١ - أبو حنيفة، إمام الحنفيّة.

٢ - أحمد بن حنبل.

٣ - أبو حاتم الرازي.

٤ - الترمذي.

٥ - البزّار.

٦ - النسائي.

٧ - أبو يعلى.

٨ - محمّد بن جرير الطبري.

٩ - الطبراني.

١٠ - الدارقطني.

١١ - ابن بطّة العكبري.

١٢ - الحاكم.

١٣ - ابن مردويه.

٤٧

١٤ - البيهقي.

١٥ - ابن عبد البرّ.

١٦ - الخطيب.

١٧ - أبو المظفر السمعاني.

١٨ - البغوي.

١٩ - ابن عساكر.

٢٠ - ابن الأثير.

٢١ - المزّي.

٢٢ - الذهبي.

٢٣ - ابن حجر العسقلاني.

٢٤ - السيوطي.

وغيرهم.

وقد أفرد بعضهم لجمع طرق هذا الحديث كتباً خاصّة، منهم:

١ - ابن جرير الطبري.

٢ - ابن عقدة.

٣ - ابن مردويه.

٤ - ابو نعيم.

٥ - أبو طاهر بن حمدان.

٤٨

٦ - الذهبي، يقول: لي جزء في جمع طرقه، وهذا تصريح الذهبي نفسه في كتاب تذكرة الحفّاظ وغيره من كتبه.

وقد نصّ غير واحد من العلماء على صحّة بعض أسانيده، منهم: الحافظ ابن كثير، ينصّ في تاريخه على صحّة بعض أسانيد هذا الحديث، وجودة بعض طرقه، ولا أُريد أن أُطيل عليكم، وإلاّ لذكرت لكم كلّ ذلك(١) .

____________________

(١) المعجم الكبير ٧ / ٨٢، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠، البداية والنهاية ٧ / ٣٥٢، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥.

٤٩

بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام

وتصل النوبة إلى بحث ابن تيميّة في خلافة أمير المؤمنين، وهل يرضى ابن تيميّة بخلافة علي باعتبار أنّه خليفة رابع أو لا يرضى؟ وهل يرتضيه بأن يكون من الخلفاء الراشدين أو لا؟

أوّل شيء يكرّره ابن تيميّة في كتابه منهاج السنّة عدم ثبوت خلافة أمير المؤمنين، يقول:

اضطرب الناس في خلافة علي على أقوال: فقالت طائفة: إنّه إمام وإنّ معاوية إمام...، وقالت طائفة: لم يكن في ذلك الزمان إمام عام، بل كان زمان فتنة...، وقالت طائفة ثالثة: بل علي هو الإمام، وهو مصيب في قتاله لمن قاتله، وكذلك من قاتله من الصحابة كطلحة والزبير كلّهم مجتهدون مصيبون...،

٥٠

وطائفة رابعة تجعل عليّاً هو الإمام، وكان مجتهداً مصيباً في القتال، ومن قاتله كانوا مجتهدين مخطئين...، وطائفة خامسة تقول: إنّ عليّاً مع كونه كان خليفة وهو أقرب إلى الحقّ من معاوية فكان ترك القتال أولى(١)

خمس طوائف ولم يذكر قولاً سادساً.

يقول:

وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتّبعوه ولم يبايعوه، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه(٢)

ويقول:

ونحن نعلم أنّ عليّاً لمـّا تولّى، كان كثير من الناس يختار ولاية معاوية وولاية غيرهما(٣) .

ومن جوّز خليفتين في وقت يقول: كلاهما خلافة نبوة... وإن قيل: إنّ خلافة علي ثبتت بمبايعة أهل الشوكة، كما ثبتت خلافة من كان قبله بذلك،أو

____________________

(١) منهاج السنّة ١ / ٥٣٧ - ٥٣٩.

(٢) منهاج السنّة ٨ / ٢٣٤.

(٣) منهاج السنّة ٤ / ٨٩.

٥١

ردوا على ذلك أنّ طلحة بايعه مكرهاً، والذين بايعوه قاتلوه، فلم تتفق أهل الشوكة على طاعته.

وأيضاً فإنّما تجب مبايعته كمبايعة من قبله إذا سار سيرة من قبله(١)

وإن لم يسر سيرة من قبله فلم يبايعه أحد على ذلك.

ويقول:

فإذا نسب إلى الشيعة أنّهم يبغضون الصحابة إذن يبغضون كثيراً من الصحابة والتابعين الذين قاتلوا عليّاً.

أقول: نعم نبغضهم ويبغضهم كلّ مسلم.

قال في الجواب عن حديث«من ناصب علياً الخلافة فهو كافر» ، قال:

إنّ هذه الأحاديث تقدح في علي، وتوجب أنّه كان مكذّباً لله ورسوله، فيلزم من صحّتها كفر

____________________

(١) منهاج السنّة ٤ / ٤٦٥.

(٢) منهاج السنّة ٨ / ٢٣٤.

٥٢

الصحابة كلّهم هو وغيره، أمّا الذين ناصبوه الخلافة فإنّهم في هذا الحديث المفترى كفّار، وأمّا علي فإنّه لم يعمل بموجب هذه النصوص.

قال:

لاحظوا نصّ العبارة:

ونصف الاُمّة أو أقل أو أكثر لم يبايعوه، بل كثير منهم قاتلوه وقاتلهم، وكثير منهم لم يقاتلوه ولم يقاتلوا معه(٢)

إذن، نصف الأمة كانوا مخالفين لعلي، ونحن نقول: ارتدّت الأمة بعد رسول الله باعتراف ابن تيميّة، ارتدّت عن ولاية أمير المؤمنين إنْ كان كلامه حقّاً.

ثمّ يقول - ولاحظوا عباراته، كلمات حتّى سماعها يحزّ في النفس، فكيف قراءتها والنظر فيها والتأمل فيها - يقول:

____________________

(١) منهاج السنة ٨ / ٢٣٤.

(٢) منهاج السنة ٤ / ١٠٥.

٥٣

لكنّ نصف رعيّته يطعنون في عدله، فالخوارج يكفّرونه، وغير الخوارج من أهل بيته وغير أهل بيته يقولون: إنّه لم ينصفهم، وشيعة عثمان يقولون: إنّه ممّن ظلم عثمان. وبالجملة، لم يظهر لعلي من العدل، مع كثرة الرعية وانتشارها، ما ظهر لعمر، ولا قريب منه(١)

لاحظوا العبارات:

وأمّا تخلّف من تخلّف عن مبايعته، فعذرهم في ذلك أظهر من عذر سعد بن عبادة وغيره لمـّا تخلّفوا عن بيعة أبي بكر(٢)

ثمّ يصعد أكثر من هذا ويقول:

وروي عن الشافعي وغيرهم أنّهم قالوا: الخلفاء ثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان(٣)

لاحظوا نصّ العبارة:

والخلفاء الثلاثة فتحوا الأمصار، وأظهروا الدين في مشارق الأرض ومغاربها، ولم يكن معهم

____________________

(١) منهاج السنة ٦ / ١٨.

(٢) منهاج السنة ٤ / ٣٨٨.

(٣) منهاج السنة ٤ / ٤٠٤.

٥٤

رافضي، بل بنو أميّة بعدهم، مع انحراف كثير منهم عن علي وسبّ بعضهم له، غلبوا على مدائن الإسلام

كلّها من مشارق الأرض إلى مغربها، وكان الإسلام في زمنهم

أعزّ منه فيما بعد ذلك بكثير... وأظهروا الإسلام فيها وأقاموه... ويقال: إنّ فيهم من كان يسكت عن علي، فلا يربّع به في الخلافة، لانّ الأمة لم تجتمع عليه... وقد صنّف بعض علماء الغرب كتاباً كبيراً في الفتوح، فذكر فتوح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفتوح الخلفاء بعده أبي بكر وعمر وعثمان، ولم يذكر عليّاً مع حبّه له وموالاته له، لأنّه لم يكن في زمنه فتوح(١) .

وكان بالأندلس كثير من بني أُميّة... يقولون: لم يكن خليفة، وإنّما الخليفة من اجتمع الناس عليه، ولم يجتمعوا على علي. وكان من هؤلاء من يربّع بمعاوية في خطبة الجمعة، فيذكر الثلاثة ويربّع بمعاوية ولا يذكر عليّاً...(٢)

____________________

(١) منهاج السنّة ٦ / ٤١٩ - ٤٢٠.

(٢) منهاج السنّة ٤ / ٤٠١ - ٤٠٢.

٥٥

إلى أنْ يقول:

فلم يظهر في خلافته دين الإسلام، بل وقعت الفتنة بين أهله، وطمع فيهم عدوّهم من الكفّار والنصارى والمجوس(١)

قال:

وأمّا علي فلم يتفق المسلمون على مبايعته، بل وقعت الفتنة في تلك المدّة، وكان السيف في تلك المدّة مكفوفاً عن الكفّار مسلولاً على أهل الإسلام(٢) .

وهذا كان حجّة من كان يربّع بذكر معاوية ولا يذكر عليّاً(٣) .

ولم يكن في خلافة علي للمؤمنين الرحمة التي كانت في زمن عمر وعثمان، بل كانوا يقتتلون ويتلاعنون، ولم يكن لهم على الكفّار سيف، بل الكفّار كانوا قد طمعوا فيهم، وأخذوا منهم أموالاً

____________________

(١) منهاج السنّة ٤ / ١١٧.

(٢) منهاج السنّة ٤ / ١٦١.

(٣) منهاج السنّة ٤ / ١٦٢.

٥٦

وبلاداً(١) .

فإذا لم يوجد من يدّعي الإمامية فيه أنّه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة إلاّ علي وحده، وكان مصلحة المكلّفين واللّطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقلّ منه في زمن الخلفاء الثلاثة، وعلم بالضرورة أن ما يدّعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطل قطعاً(٢)

يقول:

ومن ظنّ أنّ هؤلاء الإثني عشر هم الذين تعتقد الروافض إمامتهم، فهو في غاية الجهل، فإنّ هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلاّ علي بن أبي طالب، ومع هذا فلم يتمكّن في خلافته من غزو الكفّار، ولا فتح مدينة ولا قتل كافراً، بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض، حتّى طمع فيهم الكفّار بالشرق والشام، من المشركين وأهل الكتاب، حتّى يقال إنّهم أخذوا بعض بلاد المسلمين،

____________________

(١) منهاج السنّة ٤ / ٤٨٥.

(٢) منهاج السنّة ٣ / ٣٧٩.

٥٧

وإنّ بعض الكفّار كان يحمل إليه كلام حتّى يكفّ عن المسلمين، فأيّ عزّ للإسلام في هذا - أي في حكومة علي -

... وأيضاً فالإسلام عند الإماميّة هو ما هم عليه، وهم أذلّ فرق الأمة، فليس في أهل الأهواء أذلّ من الرافضة(١)

ثمّ يقول العبارة التي نقلها ابن حجر، وقرأناها في كتاب الدرر الكامنة، يقول:

فإنّ عليّاً قاتل على الولاية، وقُتل بسبب ذلك خلق كثير، ولم يحصل في ولايته لا قتال للكفّار ولا فتح لبلادهم، ولا كان المسلمون في زيادة خير(٢) .

فما زاد الأمر إلاّ شدّة، وجانبه إلاّ ضعفاً، وجانب من حاربه إلاّ قوّة والأمة إلاّ افتراقاً(٣)

ثمّ يقول:

ولهذا جعل طائفة من الناس خلافة علي من

____________________

(١) منهاج السنّة ٨ / ٢٤١ - ٢٤٢.

(٢) منهاج السنّة ٦ / ١٩١.

(٣) منهاج السنّة ٧ / ٤٥٢.

٥٨

هذا الباب، وقالوا: لم تثبت بنص ولا إجماع(١)

ثمّ يقول:

لان النص والإجماع المثبتين لخلافة أبي بكر ليس في خلافة عليّ مثلها، فانه ليس في الصحيحين ما يدلّ على خلافته، وإنّما روى ذلك أهل السنن، وقد طعن بعض أهل الحديث في حديث السفينة(٢)

فعلى هذا لا يبقى حينئذ دليل على إمامة علي مطلقاً حتّى في المرتبة الرابعة.

ويقول:

وأحمد بن حنبل، مع أنه أعلم أهل زمانه بالحديث، احتج على إمامة علي بالحديث الذي في السنن:«تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة، ثم تصير مُلك» وبعض الناس ضعّف هذا الحديث، لكن أحمد وغيره يثبتونه(٣)

يقول:

____________________

(١) منهاج السنّة ٨ / ٢٤٣.

(٢) منهاج السنّة ٤ / ٣٨٨.

(٣) منهاج السنّة ٧ / ٥٠.

٥٩

وعلي يقاتل ليطاع ويتصرّف في النفوس والأموال، فكيف يجعل هذا قتالاً على الدين(١)

نصّ العبارة بلا زيادة ونقيصة.

حتّى أنّه يجعل عليّاً مصداقاً لقوله تعالى:( تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ ) (٢) .

ثم يقول:

فمن أراد العلوّ في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة(٣)

وعلي إنّما قاتل لانْ يكون له العلوّ في الأرض، إنّه إنّما:

قاتل ليطاع هو(٤)

ثمّ يقول:

والذين قاتلوا من الصحابة لم يأت أحد منهم بحجّة توجب القتال، لا من كتاب ولا من سنّة، بل

____________________

(١) منهاج السنّة ٨ / ٣٢٩.

(٢) القصص: ٨٣.

(٣) منهاج السنّة ٤ / ٥٠٠.

(٤) منهاج السنّة ٤ / ٥٠٠.

٦٠