أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى

أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى0%

أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى مؤلف:
تصنيف: أديان وفرق
الصفحات: 83

أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي
تصنيف: الصفحات: 83
المشاهدات: 38513
تحميل: 6819

توضيحات:

أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 83 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38513 / تحميل: 6819
الحجم الحجم الحجم
أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى

أعاجيب الأكاذيب في رد النصارى

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مريم متأخرة عن وحي المزامير بأكثر من ألف سنة؟! وأن ولادته النبوية متأخرة أيضاً عن ولادته من مريم بثلاثين سنة على ما تقوله الأناجيل؟! فمن أين يكون كلام المزمور الثاني مقولا في المسيح؟!!

وجاء في رسالة العبرانيين، في الإصحاح الخامس، في العدد الخامس، ما نصّه: ( كذلك المسيح لم يمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك ).

وإن كاتب الرسالة يريد بذلك ما ذكرناه عن المزمور الثاني لكي يحتجّ به على اليهود.. وقد عرفت الكذب في انتهاب ذلك من داود للمسيح!

ولم تكتف رسالة العبرانيّين بهذا الانتهاب، بل قالت في الإصحاح الأول، في العدد الخامس، في الاحتجاج على اليهود لمجد المسيح وتفضيله على الملائكة بما جاء في كتبهم في العهد القديم، وهذا نصّ ما قالته: ( لمن من الملائكة قال فيما مضى: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك؛ وأيضاً: أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً ).

فأما قول الرسالة إنّ قوله: (أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك ) قد قيل في المسيح، فقد عرفت أنه كذب وانتهاب وغصب لحقّ داود وما قيل فيه.

وأما دعوى الرسالة أنه قيل في المسيح أيضاً في العهد القديم:

٤١

( أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً ) فهو أيضاً كذب وانتهاب من سليمان!

فقد تكرّر في نقل العهد القديم أن الله قال هذا القول في شأن سليمان بن داود، وهذا نصّه في الإصحاح الثامن والعشرين من أخبار الأيّام الأول، في العدد السادس من قول داود عن وحي الله: ( وقال لي: إن سليمان ابنك هو يبني بيتي ودياري، لأني أخترته لي ابناً، وأنا أكون له أباً ).

وفي الإصحاح الثاني والعشرين من أخبار الأيام الأول أيضاً، من العدد السابع إلى الحادي عشر، في خطاب داود مع سليمان بكلام الله لداود في شأن سليمان، هكذا: (لأنّ اسمه يكون سليمان، فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه، هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً، وأنا له أباً ).

ونحو هذا أيضاً جاء في الإصحاح السابع من سفر صموئيل الثاني، من العدد الثاني إلى الخامس عشر.

فراجع المقامات المذكورة تجد هذا الكلام صريحاً في شأن سليمان وبنائه لبيت المقدس.

ويا للعجب - مع هذه التصريحات - كيف يجترئ أحد من الناس وينتهب هذا الكلام من سليمان، ويجعله مقولا في المسيح عيسى بن مريم؟!

٤٢

فأين ومتى تكون الأمانة والاجتناب عن الكذب والانتهاب؟!!

٤٣

(ردّ مزعمة أن بولس وأهل كورنتوش لا يموتون)

في الإصحاح الخامس عشر من رسالة كورنتوش الأولى، في العدد الحادي والخمسين والثاني والخمسين، بعد ذكر قيامة الأموات، جاء عن قول بولس ووحيه ما هذا نصّه:

( هو ذا سرّ أقوله لكم، لا نرقد كلّنا (أو: كلّنا لا نرقد) في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير، فإنه سيبوّق ويقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيّر ).

والمراد: لا نموت كلّنا، أو: كلّنا لا نموت، كما تشهد به التراجم بغير العربية.

ويا للعجب! أين صار هذا الوعد السرّي الغيبي الذي قاله بولس بالوحي لأهل كورنتوش؟!

أليس قد مات بولس وأهل كورنتوش ورقدوا في مضاجع الأموات، وطحنهم البلى، ومضى على موتهم أكثر من ألف وثمان مائة سنة؟!

فيا للأسف على هذا الوعد والسرّ الغيبي الصادر عن الوحي!!

٤٤

(ردّ مزعمة أن بولس وأهل تسالونيكي لا يموتون)

وفي الإصحاح الرابع من رسالة تسالونيكي الأولى، من أول العدد الخامس عشر إلى الثامن عشر، جاء ما هذا نصّه:

( فإنّا نقول لكم هذا بكلمة الربّ: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الربّ، لا نسبق الراقدين، لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الربّ في الهواء ).

ويا للأسف لأهل تسالونيكي وبولس! أي حيّ منهم بقي إلى مجيء المسيح وقيامة الأموات؟!

وأين الأحياء الباقون لكي يخطفون في السحب مع الأموات القائمين من الموت في القيامة؟!

نعم، ها هو بولس وأهل تسالونيكي، قد اختطفهم الموت بقبور البلا، فدُرِست رممهم؛ وها هم منذ ثمانية عشر قرناً إلى الآن يختطفهم الموت إلى البِلى والاندراس!

فيا للأسف على هذا القول المقول بكلمة الربّ، بل يا

٤٥

للأسف لكلمة الله وشرفها إذ تلوّث بهذه الأقوال التي يظهر حالها بعد قليل من الزمان!

٤٦

(الكشف عن أن بطرس يكذب ويرائي في دينه)

وفي الإصحاح الثاني من الرسالة إلى أهل غلاطية، من العدد الحادي عشر إلى نهاية الثالث عشر، عن قول بولس ما نصّه:

(ولمّا أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة، لأنه كان ملوماً، لأنه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الأمم(١) ولكن لمّا أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه(٢) ، وراءى معه اليهود أيضاً، حتى أن برنابا انقاد إلى ريائهم ) انتهى.

ويا للأسف إذا كان بطرس - خليفة المسيح عندهم - يكذب ويرائي في دينه!! وحاشاه.

____________________

١- أي: على خلاف شريعة التوراة. لأن الأمم كانوا وثنيّين.

٢- أي: يرائي ويظهر أنه يتنجس من الأمم ولا يأكل معهم.

٤٧

(ردّ مزعمة أن يعقوب وجميع المشايخ أمروا بولس أن يرائي)

وفي الإصحاح الحادي والعشرين من كتاب أعمال الرسل، من العدد الثامن عشر إلى السابع والعشرين، ما حاصله:

إن يعقوب وجميع المشايخ(١) أمروا بولس أن يرائي ويعمل بأحكام التوراة رياءً لليهود وتمويهاً، لإبطال المشايخ والتلاميذ لشريعة التوراة.

فانظر هذا المقام من كتاب أعمال الرسل، ويا للأسف!!

____________________

١- يعني تلاميذ المسيح ورؤساء الديانة المسيحية.

٤٨

(الكشف عن أن بولس استعمل الرياء وختن تيموثاوس)

وفي الإصحاح السادس عشر من كتاب أعمال الرسل، من العدد الأول إلى الرابع ما حاصله:

إن بولس استعمل الرياء وختن تيموثاوس على خلاف تعليمه، لكي يرائي ويظهر كذباً أنه يعمل بأحكام التوراة وخصوص الختان!

٤٩

(الكشف عن أن بولس كذب وخالف وعده للمسيح)

تذكر الأناجيل أنه لما قبض اليهود على المسيح وأخذوه إلى رئيس الكهنة، تبعه بطرس، فقال بعض اليهود: إنّ هذا(١) من أصحاب المسيح؛ فأنكر بطرس بقسم قائلا: لست أعرف الرجل(٢) ...

ثم قيل له ثانياً، فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل..

وتقول الأناجيل: إن المسيح أنذره في تلك الليلة وأخبره بأنه ينكره ثلاث مرات، فقال له بطرس: ولو اضطررت إلى أن أموت معك لا أنكرك..

فانظر إلى ذلك في الإصحاح السادس والعشرين من إنجيل متّى في العدد ٣٤ و ٣٥ و٦٩ إلى آخر الإصحاح المذكور، وانظر إلى الإصحاح الرابع عشر من مرقس.

وليت كاتب الإنجيل يخبرنا صريحاً أنه لمن صار

____________________

١- يعني بطرس.

٢- يعني المسيح.

٥٠

بطرس يلعن؟! ويا للعجب كيف صار بطرس هذا الرجل الكبير يحلف كذباً؟! وكيف خالف وعده للمسيح؟! أفلا تحاشى بطرس من ذلك؟!

دع هذا، ولكن هلّم الخطب فيما تنسبه الأناجيل من الكذب والتحريف إلى قدس المسيح!

٥١

(الردّ على مزعمة أن المسيح من المتنبّئين الكذبة)

في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متّى، في العدد الثامن والثلاثين إلى الحادي والأربعين، عن قول المسيح ما هذا نصّه:

( وقال(١) لهم: جيل شرير يطلب آية ولا تعطي له آية، إلاّ آية يونان النبيّ(٢) لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان(٣) في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ).

والمراد: أن معجزته أن يموت ويدفن في القبر، ويبقى فيه ميتاً ثلاثة أيّام وثلاث ليال، ثم بعدها يحيا ويقوم من الموت ويخرج من القبر...

هذا، ولكن الأناجيل تكذّب هذا الخبر، وتصرّح بأنه عند المساء من يوم الجمعة - الذي يسمّيه اليهود يوم الاستعداد للسبت - جاء رجل وطلب جثّة المسيح من الحاكم، ودفنه ليلة السبت.

____________________

١- يعني المسيح.

٢- أي: يونس بن متّى.

٣- يعني نفسه.

٥٢

وفي يوم الأحد قبل الفجر، جاءت مريم المجدليّة ومريم الأخرى، فوجدتا المسيح قد قام من الأموات وخرج من القبر!

فانظر إلى أواخر الإصحاح السابع والعشرين، وأوائل الثامن والعشرين من إنجيل متّى.

وإلى أواخر الإصحاح الخامس عشر، وأوائل السادس عشر من إنجيل مرقس.

وإلى أواخر الإصحاح الثالث والعشرين، وأوائل الرابع والعشرين من إنجيل لوقا.

وإلى آخر الإصحاح التاسع عشر، وأوّل العشرين من إنجيل يوحنا.

وحاصل الأمر: أنّ الأناجيل قد اتفقت على أنّ المسيح لم يبق في قلب الأرض إلاّ سواء ليلتين: ليلة السبت وليلة الأحد، مع بياض يوم واحد وهو يوم السبت.. فأين تكون الثلاثة أيام والثلاث ليالي؟!

وهل تدري ماذا فعلت الأناجيل في هذا المقام في قدس المسيح؟!

فإنها جعلت المسيح - وحاشاه - بحكم التوراة وعلامتها، وصيّرته من المتنبّئين الكذبة، الذي يقتلون لأجل كذبهم بطغيانهم على الله.

٥٣

فإنّ التوراة تقوم عن كلام الله لموسى في الإصحاح الثامن عشر من سفر التثنية، من العدد العشرين إلى آخر الإصحاح، وتصرّح بما نصه: ( وأما النبيّ الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلّم باسم آلهة أخرى، فذلك النبي يقتل، وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الله؛ فما تكلم به النبي باسم الله ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الله، بل بطغيان تكلم به النبيّ )!

فالأناجيل تقول: إن المسيح أخبرنا باسم الله - في إعطائه للآية - أنه يبقى في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالي؛ وتقول أيضاً: إنه لم يبق في بطن الأرض إلاّ بياض يوم واحد وسواد ليلتين!

وحاصل ذلك: أنه لم يقع ما أخبر به باسم الله، بل وقع خلافه، فيجري عليه ما أعطته التوراة من العلامة الموافقة لحكم العقل لكذب المتنبّئ!

٥٤

(الردّ على افتراء تعدد الآلهة في الإنجيل)

جاء في المزمور الثاني والثمانين في توبيخ قضاة الجور، الذين يراعون وجوه الأشرار ما نصّه:

( حتى متى تقضون جوراً وترفعون وجوه الأشرار؟! إقضوا للذليل ولليتيم، أنصفوا المسكين والفقير، نجّوا الذليل والمسكين من يد الأشرار، لا يعلمون ولا يفهمون، في الظلمة يتمشون، تتزعزع كل أُسس الأرض؛ أنا قلت: إنّكم آلهة وبنو العليّ كلكم؟! لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تهلكون، قم يا الله فاقض على الأرض ).

ومعناه: أيها القضاة الجائرون، الذين لا يعلمون ولا يفهمون، وفي الظلمة يتمشّون، ماذا غرّكم؟! وبماذا أمنتم بطش الله؟! هل أنا قلت: إنكم آلهة وبنو العلي كلّكم، فأمنتم بذلك من سخطي وزوال النعمة وحسرة الموت؟! لكن لا تغترّوا بالحياة، فإنكم مثل الناس تموتون، ولا تغرّنكم الرئاسة، فإنكم كأحد الرؤساء تهلكون..

ولا يخفى أن كل من يفهم الكلام يفهم ما ذكرناه من المزمور المذكور.

٥٥

لكن جاء في الإصحاح العاشر من إنجيل يوحنا، في العدد الثالث والثلاثين إلى السادس والثلاثين، في مكالمة اليهود مع المسيح أنهم قالوا له: ( فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً؟! أجابهم يسوع: أليس مكتوب في ناموسكم أنا قلت: إنكم آلهة. إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدّسه الأب وأرسله إلى العام أتقولون له: إنك تكفر، لأنّي قلت: إنّي ابن الله؟! ).

ولا يخفى أن الكلام المذكور في إنجيل يوحنا قد افترى على الحقيقة بدعوى تعدد الآلهة: وافترى على المزمور المتقدّم بحمل كلامه على الإخبار بأن قضاة الجور آلهة، مع أنه مسوق للإنكار والتوبيخ؛ وافترى أيضاً بوصف قضاة الجور بأنهم صارت إليهم كلمة الله، أي نزل عليهم الوحي، مع أن المزمور المذكور يصفهم بقضاة الجور، وأنهم لا يفهمون ولا يعلمون، وفي الظلمة يتمشون.

ويا للعجب من كلام هذا الإنجيل! فإنّه في افترائه بتعدد الآلهة يقول: لا يمكن أن ينقض المكتوب، أي لا يمكن أن يخالف؛ فإذن فلماذا خالف ما هو مكتوب مكرّراً في التوراة، وباقي كتب العهدين، من توحيد الإله، والنهي عن الشرك، وذكر اسم آلهة غير الله؟!!

أفلا تنظر إلى هذا الكلام كم حوى في الافتراء والشرك والغلط؟!

٥٦

(الردّ على افتراء أنّ المسيح قال: قال الربّ لربّي)

في الإصحاح الثاني والعشرين من إنجيل متّى، من العدد الثاني والأربعين إلى السادس والأربعين؛ وفي الإصحاح الثاني عشر من إنجيل مرقس، من العدد الخامس والثلاثين إلى الثامن والثلاثين؛ وفي الإصحاح العشرين من لوقا، من العدد الحادي والأربعين إلى الخامس والأربعين، ما نصه من الأناجيل الثلاثة:

( قال يسوع: كيف يقولون: إنّ المسيح ابن داود، وداود نفسه يقول: بالروح القدس في كتاب المزامير قال الربّ لربّي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئاً لقدميك، فإذا كان داود يدعوه ربّا فكيف يكون ابنه؟! ).

وهذه الأناجيل الثلاثة تنسب إلى المسيح الكذب على المزامير والتحريف لها، فإنه ليس في الأصل العبراني ما معناه: ( قال الرب لربّي ) وليس فيه تكرار لفظ (الربّ) وإنما الموجود في المزمور العاشر بعد المائة ما تعريبه: ( وحي الله لسيّدي ) ولفظه في الأصل العبراني هكذا: ( نأم يهوه لأدناي )... فإنّ (أدناي) بمعنى (سيدي).

٥٧

فيا للأسف لوقوع هذا الكذب وهذا التحريف، وأشنع من ذلك أنه وقع هذا الكذب وهذا التحريف لأجل غرض فاسد إشراكىّ وثنيّ، وهو القول بتعدّد الأرباب وجعل البشر ربّاً!!

٥٨

(الردّ على افتراء أنّ داود قال: قال الربّ لربّي)

ولم يكتف العهد الجديد بنسبة الأناجيل لقدس المسيح هذا الكذب وهذا التحريف الوثنيّ، بل جاء مثل ذلك في كتاب أعمال الرسل، ونسب مثل هذا الكذب والتحريف لبطرس، فذكر في الإصحاح الثاني، في العدد الرابع والثلاثين عن قول بطرس ما هذا نصّه:

( لأن داود لم يصعد إلى السماوات وهو يقول: قال الربّ لربّي: اجلس عن يميني )!

٥٩

( الردّ على مزعمة الأناجيل أنّ المسيح أنكر كونه ابن داود)

جاء في الإصحاح الأول من إنجيل لوقا، في العدد الحادي والثلاثين والثاني والثلاثين، عن قول جبرئيل لمريم أُمّ المسيح:

( وها أنت ستسحبلين وتلدين ابناً وتسمّينه يسوع(١) هكذا يكون عظيماً، وابن العليّ يدعى، ويعطيه الله الإله كرسيّ داود أبيه )..

وذكر إنجيل متّى نسب المسيح في الإصحاح الأول وقال: ( كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ) ثم ذكر داود في سلسلة النسب!!..

وجاء في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل، في العدد التاسع والعشرين والثلاثين، عن قول بطرس ما حاصله: أن الله حلف بقسم لداود أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح ليجلس على كرسيّه...

وفي الإصحاح الثالث عشر، في العدد الثاني والعشرين والثالث والعشرين، عن قول بولس ما حاصله: أنه من نسل

____________________

١- أي: عيسى.

٦٠