المأمون في حقّ ويُجابهه في أكثر الأحوال
.
وهكذا انتهت هذه المـُحاولة التي قام بها المأمون، ويرى الدوري: ( إنّ البيعة ذاتها لم تُقرّب جميع العلوييّن مِن المأمون، ولكنّها أرضت قِسماً منهم فقط )
، فلم يؤيّد المأمونَ أحدٌ مِن العلوييّن، إلاّ إبراهيم بن موسى بن جعفر، وكان مُتغلّباً على الحِجاز، فإنّه بايع للمأمون حالما سمع بالتولية
.
واستمرّ المأمون على علاقته الحسنه بالعلويّين، وفي زمانه انتقلت إمامة الشيعة والإماميّة إلى محمّد الجواد ابن الرضا.
وقد عاصر محمّد الجواد كلاًّ مِن المأمون والمـُعتصم، ولا تذكر المصادر التاريخيّة أخباره إلاّ أخباره أيّام المأمون، وتُبيّن حُسن معاملة المأمون له وتزويجه ابنته
.
وتروي المصادر الإماميّة أخبار محمّد الجواد مع المأمون والمـُعتصم، فيذكر ابن رستم الطبري أنّه بلغَ عُمره ستّ سنين فقتل المأمون أباه، وبقيت الشيعة في حيرة واختلفت الكلمة بين الناس واستصغر سنّ أبي جعفر محمّد الجواد
.
أمّا أخباره في زمن المـُعتصم، فلا يُذكر عنها شيء، وقد توفّي محمّد الجواد سنة ٢٢٠ هـ.
وانتقلت إمامة الشيعة إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد ( الهادي )، وقد عاصر الهادي مِن الخُلفاء: المـُعتصم الواثق والمـُتوكّل والمـُنتصر والمـُستعين والمـُعتز
.
وقد بيّنا سياسة الواثق تجاه العلوييّن، فلم يلاقوا شدّة زمانه، ولكنّ
____________________