الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل0%

الميزان العادل بين الحق والباطل مؤلف:
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 151

الميزان العادل بين الحق والباطل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الحجة السيد رضا الهندي
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: الصفحات: 151
المشاهدات: 74877
تحميل: 7201

توضيحات:

الميزان العادل بين الحق والباطل
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 151 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 74877 / تحميل: 7201
الحجم الحجم الحجم
الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الدرس الخامس

[فساد ما ذكرته التوراة الرائجة من أمور تدلّ على عدم علم الله الكافي ببعض الأمور]

وممّا سبق ينكشف فساد ما ورد في التوراة الرائجة من أنّ الله تعالى لمّا أراد إنقاذ بني إسرائيل من امتهان فرعون والمصريّين ووعدهم بإهلاك كل بكر للمصريّين أمرهم بذبح الذبائح ولطّخ أبوابهم بدمائها لتكون علامة له حين يجيء إلى مصر يميّز بها أبواب الإسرائيليين من أبواب غيرهم فكل باب رأى عليها دماً عبّر عنها(١) ، إذ لا يحتاج إلى العلامة إلاّ من يخاف على نفسه الاشتباه.

وإنّ آدم وحوّاء لمّا سمعا صوت الرب اختبئا منه في الشجرة، وناداه الربّ أين أنت؟(٢)

وإنّ الله تعالى قال لآدم: من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟(٣)

____________________

(١) سفر الخروج ١٢: ٢١ - ٢٥، ص ١٠٦.

(٢) سفر التكوين ٣: ٨ - ٩، ص ٦.

(٣) سفر التكوين ٣: ١١، ص ١١.

٤١

وما في العهد الجديد الرائج من التصريح بإثبات الجهل له، فقد ورد فيه ما نصّه أنّ جهالة الله أحكم من الناس(١) .

تذنيب

مَن نظر قصّة آدم المذكورة في الإصحاح الثالث من التكوين استكشف منا أموراً:

١ - إنّ آدم قبل أكله من الشجرة كان مسلوب الإدراك على وجهٍ لا يعرف نفسه عرياناً.

٢ - إنّه بعد الأكل منها صار مثل الله في المعرفة.

٣ - إنّ الله تعالى يكره المعارف؛ لأنّه نهى آدم عن الأكل من تلك الشجرة التي غايتها معرفة الخير والشرّ.

٤ - إنّه يكلّف غير المدرك.

٥ - إنّه توجد شجرة أخرى من أكل منها شاركه في الحياة الدائمة.

____________________

(١) رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ١: ٢٥، ص ٢٦٩ جـ.

٤٢

الدرس السادس

[الله لا يخلف الميعاد]

إنّ الله تعالى لا يخلف الميعاد؛ إذ لو صحّ عليه ذلك لارتفع الوثوق بمواعيده، ولم يبق باعث قوي على طاعته؛ ولأنّ إخلاف الوعد قبيح ولا يفعل القبيح إلاّ الجاهل بقبحه، أو المحتاج إلى فعله والله سبحانه منزّه عن الجهل والاحتياج.

٤٣

الدرس السابع

[فساد ما ذكرته التوراة من أنّ الله وعد فأخلف]

وبذلك تعرف فساد ما ورد في التوراة الرائجة من أنّ الله تعالى وعد عالي الكاهن ببقاء الكهانة في ذرّيته إلى الأبد، ثمّ قطع الكهانة وعنهم وجعلها لغيرهم(١) .

وأنّه وعد ببقاء مملكة شاول إلى الأبد، ثمّ أعرض عن ذلك ونقل المملكة إلى غيره(٢) .

____________________

(١) سفر صموئيل الأوّل ٢: ٣٠، ص ٤٢٩.

(٢) سفر صموئيل الأوّل ١٣: ١٣ و١٤، ص ٤٤٥.

٤٤

الدرس الثامن

[استحالة الندم على الله سبحانه]

إنّ الله تعالى حكيم لا يفعل شيئاً عبثاً؛ لأنّ العبث قبيح وقد أحاط علمه بقبحه، ولا داعي له إليه لغناه عن كلّ شيء.

ويترتّب على علمه وحكمته امتناع الندم عليه؛ لأنّ الندم إنّما يعرض بسبب فعل شيء رديء العاقبة، إما للجهل بعاقبته، أو للاحتياج إليه، أو العبث.

فإذا زال الجهل، أو ارتفعت الحاجة، أو استولى العقل ندم الفاعل على فعله وتمنّى إنّه لم يكن فعله وهو سبحانه غني حكيم، وبكل شيء عليم.

٤٥

الدرس التاسع

[فساد ما ذكرته التوراة من أنّ الله ندم أو حزن...]

وبذلك تعرف فساد ما صرّحت به التوراة الرائجة من إنّه تعالى حزن وتأسّف من عمله للإنسان(١) .

وإنّه ندم على جعل شاول ملكاً؛ لأنّه رجع من ورائه ولم يقم كلامه(٢) .

____________________

(١) سفر التكوين ٦: ٦، ص ١٠.

(٢) سفر صموئيل الأوّل ١٥: ١٠ و١١، ص ٤٥٠.

٤٦

الدرس العاشر

[صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين]

كما إنّ الله تعالى يجلّ عن مشابهة خلقه، فكذلك صفاته تجلّ عن صفاهم، فلا يعقل أن يشبه شيء من صفاته كالعلم والقدرة والقوّة وغير ذلك صفات خلقه؛ لأنّ صفاته تعالى قديمة واجبة وصفاتهم حادثة ممكنة مخلوقة له تعالى.

٤٧

الدرس الحادي عشر

[فساد ما صرّحت به التوراة من أنّ صفات الله كالإنسان]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة من أنّ الله تعلى بات مصارعاً ليعقوب حتى طلوع الفجر، ولمّا رأى أنّه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في تلك المصارعة، وقال: أطلقني لأنّه قد طلع الفجر، فقال: لا أطلقك إن لم تباركني... إلخ(١) .

____________________

(١) سفر التكوين ٣٢: ٢٤ - ٣١، ص ٥٤.

٤٨

الدرس الثاني عشر

[الله سبحانه لا شريك له]

لا ريب في أنّ الله تعالى واحد لا شريك له؛ إذ لو كان له شريك لاشتركا في وجوب الوجود، واختصّ كلّ بمايز يميّزه عن الآخر، وإلاّ لم يعقل التعدّد فيكون حينئذٍ مركّباً(١) فيكون محتاجاً إلى أجزائه فلا يكون واجباً لذاته.

وأيضاً لو تعلّقت إرادة الله سبحانه بتحريك جسم معيّن، فأمّا أن تكون إرادته مانعة من إرادة شريكه تسكين ذلك الجسم أوّلاً، فإن كانت مانعة كان شريكه مقهوراً له ومتأثّراً بإرادته فيكون مخلوقاً لا خالقاً، وإن لم تكن مانعة وتضادّت إرادتهما على ما وصفناه. فلا يخلو الحال من أحد أمور ثلاثة:

١ - أن تؤثر كلّ من الإرادتين وهو غير معقول إذ لا يمكن أن يكون الجسم الواحد متحرّكاً ساكناً في آنٍ واحد.

٢ - أن لا تؤثر واحد منهما وهو غير معقول أيضاً؛ إذ لا يمكن أن

____________________

(١) من الجنس والفصل.

٤٩

يخلو الجسم الواحد من الحركة والسكون في آنٍ واحد.

٣ - أن تؤثر إرادته وحده وتبطل إرادة الآخر فيكون عاجزاً مخلوقاً فلا يكون شريكاً.

٥٠

الدرس الثالث عشر

[بطلان اعتقاد النصارى من أنّ الإله مركّب من ثلاثة]

وبهذا تعرف بطلان ما تفرّد به النصارى من بين أهل الملل من اعتقاد التثليث: وهو أنّ الإله مركّب من ثلاثة أقانيم: الأبّ والابن والروح القدس، وأنّ الثلاثة هم واحد ونحن نسألهم السؤالات الآتية:

١ - ما معنى كون الواحد ثلاثة والثلاثة واحداً؟(١)

٢ - هل يجوز أن يكون الأنبياء جاهلين بربّهم فإنهم لم يذكروا التثليث تصريحاً ولا إشارة؟

٣ - من أين أخذوا هذه العقيدة؟

أمن قول عيسى (عليه السلام) في خطاب الله تعالى:((وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته)) (٢) .

أم من قوله للكتاب الذي سأله آيّة وصيّة هي أوّل الكلّ فأجابه

____________________

(١) إذ مع وجد المايز الموجب للتعدّد لا معنى لكونهم واحداً، ومع عدمه لا معنى لكونهم ثلاثة.

(٢) إنجيل يوحنا ١٧: ٣، ص ١٧٩ جـ.

٥١

يسوع:((إنّ أوّل كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا إله واحد)) (١) .

أم من قوله في الإنكار على من قال له أيّها المعلّم الصالح:((لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلاّ واحد وهو الله)) (٢) .

أم من قوله لمريم المجدلية:((اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إنّي اصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم)) (٣) .

أم من قوله:((ايلي ايلي لمّا شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني)) (٤) .

أم من صلاته وتضرّعه إلى الله واستغاثته به في أن يدفع عنه الصلب، وقوله:((يا أبتاه إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس ليس كما أريد بل كما تريد أنت)) (٥) ، إلى غير ذلك من أقواله وأفعاله الصريحة في كونه مخلوقاً لله تعالى.

____________________

(١) إنجيل مرقس ١٢: ٢٩، ص ٧٩ جـ.

(٢) إنجيل متى: ١٩: ١٦ - ١٧، ص ٣٥ جـ.

(٣) إنجيل يوحنا ٢٠: ١٧، ص ١٨٦ جـ.

(٤) إنجيل متى ٢٧: ٤٦، ص ٥٣ جـ.

(٥) إنجيل متى ٢٦: ٣٩، ص ٥٠ جـ.

[مع اختلاف طفيف في عبارة المصدر]. المحقّق

٥٢

تنبيه

[الأدلّة المدّعاة على مطلوب النصارى]

قد تمسّك النصارى لإثبات مطلوبهم بوجوه ضعيفة نذكر بعضها على وجه الأنموذج لتعرف حالهم في إثبات عقائدهم:

١ - من أدلّتهم ما ورد في الأناجيل الرائجة من تسميته ابناً لله وتسمية الله أباً له؛ وذلك يقتضي كونه إلهاً لأنّ ابن الإله لا يكون إلاّ إلهاً.

وهذا واضح الفساد لو ورد مثله في غير عيسى من الأنبياء، بل مطلق الصلحاء في العهدين الرائجين كثيراً حتى أنّ بولس أعطى قاعدة كلّية في رسالته إلى أهل رومية بقوله: (لأنّ كلّ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله)(١) ، ومع ذلك فقد كانت عادة عيسى (عليه السلام) أن يعبّر عن نفسه بابن الإنسان(٢) فيكون إطلاق ابن الله عليه مجازاً لما عرفت.

٢ - من أدلّتهم ما ورد في الإنجيل الرائج من قول عيسى:((أنا والأب واحد)) (٣) . وفي الرسالة الأولى ليوحنا (فإنّ الذين يشهدون

____________________

(١) رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ٨: ١٤، ص ٢٥٦ جـ.

(٢) إنجيل متى ٨: ٢٠، ص ١٤ جـ. و٩: ٦، ١٦: ١٣، ١٦: ٢٧، ١٧: ٩ و١٢ و٢٢، ١٨: ١١، ١٩: ٢٨، ٢٠: ١٨، ٢٤: ٢٧، ٢٤: ٣٧، ٢٤: ٣٩، ٢٤: ٤٤، ٢٥: ٣١، ٢٦: ١ و٢٤.

(٣) إنجيل يوحنا ١٠: ٣٠، ص ١٦٧ جـ.

٥٣

في السماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد... إلخ)(١) ، واتّحاد عيسى بالله يقتضي كونه إلهاً.

وهذا أيضاً فاسد لورود مثله في حقّ الحواريّين هكذا: (ليكون الجميع واحداً كما انّك أنت أيّها الأب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنّك أرسلتني...)(٢) ، ومن المعلوم أنّهم ليسوا واحداً فلابدّ من تأويل وحدتهم بوحدة أقوالهم ودعوتهم؛ إذ لو اختلفت لكشف اختلافها عن كذب بعضهم فلم تحصل الغاية المطلوبة وهي إيمان العالم بأنّ الله أرسل عيسى، وكذا وحدة عيسى بالله بمعنى موافقة دعوته لإرادة الله كما هو الشأن في جميع الأنبياء.

٣ - من أدلّتهم كون عيسى مولوداً من غير أب فيكون إلهاً.

وهذا من أعجب الاستدلالات فإنّ آدم مخلوق من غير أب ولا أم فهو أولى بالإلوهية، وكذلك ملكي صادوق الذي ورد في حقّه (بلا أب بلا أم بلا نسب لا بداية أيام له ولا نهاية حياة)(٣) .

٤ - من أدّلتهم إحيائه للموتى.

وهذا أيضا ً لا دلالة فيه على اُولوهيته لأمور:

أ - إنّ المعجز هو الأمر الخارق للعادة ولا فرق في خرق العادة

____________________

(١) رسالة يوحنا الرسول الأولى ٥: ٧ و٨، ص ٣٩٠ جـ.

(٢) إنجيل يوحنا ١٧: ٢١، ص ١٨٠ جـ.

(٣) الرسالة إلى العبرانيّين ٧: ٣، ص ٣٥٨ جـ.

٥٤

بين إحياء الميّت وبين تحويل العصا ثعباناً(١) والماء دماً(٢) كما فعله موسى (عليه السلام).

ب - إنّ حزقيال أحيى جنداً عظيماً من قتلى بني إسرائيل بعد أن صاروا عظاماً نخرة(٣) .

وإيليا أحيى ميّتاً أيضاً(٤) .

واليسع أحيى ميّتاً أيضاً(٥) ، واتّفق ذلك لليسع بعد موته أيضاً، فقد طرحوا ميّتاً في قبره فلمّا مسّ جسده عظام اليسع قام حيّاً(٦) ، فلو كان صدور هذه المعجزة دليلاً على الاُولوهيّة لكان هؤلاء آلهة أيضاً.

جـ - إنّ عيسى لمّا طلبوا منه إحياء لعازر رفع عينيه إلى فوق وقال:((أيّها الأب أشكرك لأنّك سمعت لي وأنا علمت أنّك في كلّ حين تسمع لي ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت: ليؤمنوا إنّك أرسلتني) ولمّا قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر:هلمّ خارجاً فخرج الميّت)) (٧) .

____________________

(١) سفر الخروج ٤: ٤، ص ٦١.

(٢) سفر الخروج ٧: ٢٠، ص ٩٧.

(٣) سفر حزقيال ٣٧: ١ - ١٥، ص ١٢٣٤.

(٤) سفر الملوك الأوّل ١٧: ٢٠ - ٢٢، ص ٥٦٨.

(٥) سفر الملوك الثاني ٤: ٢٢ - ٢٥، ص ٥٦٨.

(٦) سفر الملوك الثاني ١٣: ٢١، ص ٦٠٧.

(٧) إنجيل يوحنا ١١: ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤، ص ١٦٩ جـ - ١٧٠ جـ.

٥٥

فانظر إلى شكره لله وتضرّعه إليه في طلب إحياء الميّت وتصريحه بأنّ هذا الطلب إنّما هو لإظهار المعجز لتثبت به رسالته تجد ذلك اعترافاً صريحاً بأنّه مخلوق لله مرسل من عنده فـ( سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ‏ِ رَبّ الْعَالَمِينَ ) (١) .

____________________

(١) سورة الصّافات: ١٨٠ - ١٨٢.

٥٦

المقصد الثاني

في النبوة

٥٧

٥٨

مُقَدِّمة

الحكمة الإلهية تقتضي نصب الشرائع وإرسال الرسل؛ وذلك لأنّ إرشاد الناس إلى ما فيه صلاحهم في العاجل أو الآجل راجح، والعقول لا تتكفّل لهم بمعرفة ذلك كلّه لأنّها ربّما حكمت بحسن شيء كالصدق النافع أو قبحه كالكذب الضارّ، وربّما توقّفت عن الحكم بحسنه أو قبحه كالكذب النافع فإذن لا يعلم جميع ذلك إلاّ بتعليمه سبحانه، وإذا كان إرشاد الناس إلى ما يصلحهم راجحاً كان تركه مع القدرة عليه قبيحاً وهو سبحانه منزّه عن القبيح.

والشريعة هي القانون الإلهي المشتمل على الأمر بالحسن أو إباحته والنهي عن القبيح.

٥٩

الدرس الأوّل

[النبوّة]

النبوّة: سفارة إلهيّة فائدتها تشريع الأحكام أو حفظها من التغيير أو الزوال فهي منصب عظيم إلهي لا يحصل إلاّ بإرادة خاصّة من الله تعالى لمن يختاره ويجده أهلاً لها، فلا يمكن إعمال الحيلة في سرقتها أو اغتيالها ممّن جعلها الله له. وكذلك البركة التي هي ترشيح للنبوّة وإعداد لها لأنّ ما ينجرّ إلى النبوّة فهو بحكمهما.

٦٠