الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل0%

الميزان العادل بين الحق والباطل مؤلف:
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 151

الميزان العادل بين الحق والباطل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الحجة السيد رضا الهندي
المحقق: الشيخ حميد البغدادي
تصنيف: الصفحات: 151
المشاهدات: 74960
تحميل: 7217

توضيحات:

الميزان العادل بين الحق والباطل
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 151 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 74960 / تحميل: 7217
الحجم الحجم الحجم
الميزان العادل بين الحق والباطل

الميزان العادل بين الحق والباطل

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الدرس الثاني

[فساد ما صرّحت به التوراة من عدم عصمة الأنبياءعليهم السلام ]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ إسحاق كان مصمّماً على إعطاء البركة لعيسو ولده الأكبر فلم تزل رفقة - زوجة إسحاق - تعمل الحيلة حتى جعلت البركة لولدها الأصغر يعقوب رغماً على إرادة إسحاق، ثمّ خرج الأمر من يده ولم يتمكّن من إنجاز وعده الذي وعده عيسو(١) .

ويستكشف من هذه القصّة أمور:

١ - إنّه يمكن الاحتيال في سرقة المواهب الإلهيّة كالنبوّة والبركة.

٢ - إنّه لا يمكن استرجاعها ممّن احتال في أخذها.

٣ - إنّ اللعنة إذا تعلّقت بشخص أمكن لغيره أن يتحمّلها عنه، فإنّ يعقوب خاف أن يحسّ أبوه بمكره فيلعنه فضمنت له أمه أن تتحمّل عنه اللعنة.

____________________

(١) سفر التكوين ٢٧ عدّة فقرات، ص ٤٢.

٦١

٤ - إنّ إسحاق كان قليل الإحساس بحيث لا يفرّق بين بشرة ابنه عيسو وبين جلود المعزى.

٥ - إنّ النبيّ يشرب الخمر.

٦ - إنّه يكذب قبل النبوّة، فإنّ يعقوب كذّب مرّتين.

٦٢

الدرس الثالث

[لابدّ أن يكون النبيّ طاهر النسب]

يجب أن يكون النبي سالماً من الوصمات النسبية التي تحطّ قدره عند الناس مثل كونه أمه زانيةً أو أبيه زانياً أو كونه مولوداً من الزنا أو ينتهي نسبه إلى مولود من الزنا لأنّ ذلك ممّا ينفّر الطباع منه وهو نقض للغرض لأنّ المطلوب تحبيبه إلى الناس وتأليفهم معه ليكونوا أسرع إلى إجابته واستماع دعوته، وقد صرّحت التوراة الرائجة أيضاً بأنّ ابن الزنا لا يدخل في جماعة الربّ حتى الجيل العاشر(١) ، وإذا لم يصلح أن يدخل في جماعة الربّ فكم بالأحرى أن لا يكون نبيّاً.

____________________

(١) سفر التثنية ٢٣: ٢، ص ٣١٥.

٦٣

الدرس الرابع

[بطلان ما صرّحت به التوراة من عدم طهارة مولد بعض الأنبياء]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ يفتاح الجلعادي كان ابن امرأة زانية(١) ومع ذلك فقد كان روح الربّ على يفتاح(٢) .

وإنّ سليمان بن داود أمه(٣) بثشبع(٤) التي زنى بها داود بزعمهم.

وإنّ يهوذا بن يعقوب زنى بكنته ثامار فولدت له فارص وزارح من الزنا(٥) ، وإنّ داود هو الجيل العاشر لهذا الزنا لأنّ نسبه هكذا داود بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمو بن نحشو بن عميناداب بن رام بن حصرون بن فارص(٦) .

____________________

(١) سفر قضاة ١١: ١، ص ٣٩٩.

(٢) سفر قضاة ١١: ٢٩، ص ٤٠١.

(٣) و(٤) سفر صموئيل الثاني ١٢: ٢٤، ص ٥٠١.

(٥) سفر التكوين ٣٨: ٦ - ٢٠، ص ٦٣ - ٦٤.

(٦) سفر أخبار الأيّام الأول ٢: ٥ - ١٥، ص ٦٣٤. إنجيل متى ١: ٣ - ٦، ص ٣ جـ.

٦٤

الدرس الخامس

[النبيّ لا يزني]

النبيّ لا يزني لأنّ الزنا كبيرة موبقة مبعدة له عن الله ومع علم الله تعالى بوقوع ذلك منه فكيف يختاره لنبوّته؟ وأيضاً فإنّ متعاطي الزنا يهوّن عليه تعاطي الكذب، ومع ذلك فلا يؤمن كذبه في التبليغ فلا يوثق بأخباره.

٦٥

الدرس السادس

[بطلان افتراءات التوراة من كون بعض الأنبياء - والعياذ بالله - يزنون]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ لوطاً شرب الخمر وزنى بابنتيه فولدتا له مواب وابن عميّ من الزنا(١) .

وإنّ داود زنى ببثشبع زوجة اوريا(٢) ، ثمّ راوده على أن يضاجع زوجته ليخفي أمر الحمل فلم يجبه إلى ذلك وامتنع من التنعّم بالعيش مواساة لإخوانه المجاهدين فلمّا رأى امتناعه وخاف من الفضيحة أرسله إلى الوجه الشديد فقتل، وهذه القصّة وما بعدها في ص١٢ و١٣ و١٦ من السفر المزبور(٣) لم تقنع بنسبة الزنا فقط إلى داود (عليه السلام) بل نسبت إليه عدّة رذايل:

١ - الزنا بمحصنة، وهي زوجة أحد قوّاد جنده.

٢ - إعماله الحيلة في قتل هذا القائد الناصح.

____________________

(١) سفر التكوين ١٩: ٣١ إلى الأخير، ص ٢٩.

(٢) سفر صموئيل الثاني ١١: ٤، ص ٤٩٨.

(٣) [أرقام الصفحات حسب نسخة المؤلّف (قدّس سرّه) فلاحظ]. المحقّق

٦٦

٣ - قلّة الغيرة في عدّة مواضع:

أ - أنّ بثشبع وضعت له ولداً من ذلك الزنا فلمّا مرض ذلك الولد جعل داود يتضرّع إلى الله ليشفيه(١) .

ب - أنّ امنون بن داود زنى بثامار خليصة أخيه ابشالوم فقتله ابشالوم عقوبةً له على فعله فعوضاً عن أن يفرح داود بموت هذا الخبث الزاني بأخته ناح عليه الأيام كلّها(٢) .

جـ - أنّ ابشالوم في بعض وقعاته دخل على سراري أبيه وهتك حرمته ولمّا قتل ناح عليه نياحة تشبه الجنون وذلك إنّه جعل يقول وهو يتمشّى: يا ابني ابشالوم يا ابني يا ابني ابشالوم يا ليتني متّ عوضاً عنك يا ابشالوم يا ابني يا ابني(٣) .

____________________

(١) سفر صموئيل الثاني ١٢: ١٦ - ١٨، ص ٥٠٠.

(٢) سفر صموئيل الثاني ١٣: ١١ إلى آخره، ص ٥٠٢.

(٣) سفر صموئيل الثاني ١٨: ٣٣، ص ٥١٣.

٦٧

الدرس السابع

[ النبيّ لا يشرب الخمر]

النبيّ لا يشرب الخمر لأنّها تذهب العقل الذي هو أشرف القوى الموهوبة من مالك السماء والأرض وبه امتاز الإنسان عن باقي أصناف الحيوان، فالعاقل لا يختار لنفسه هذه الخطّة التي توقعه فيما يكره من حيث لا يشعر، ومن كان يتعاطى شرب الخمر، فكيف يختاره الله للنبوّة - التي هي أعظم المناصب الإلهيّة - وهل يؤمن شاربها من الكذب في التبليغ؟

٦٨

الدرس الثامن

[دعاوى التوراة من أن النبيّ يشرب الخمر]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ نوحاً (عليه السلام) شرب الخمر واشتدّ به السكر حتى تعرّى من ثيابه(١) . وإنّ لوطاً شرب الخمر حتى بلغ به الحال إلى أن زنى بابنتيه وهو لا يشعر(٢) . وإنّ إسحاق أبا الأنبياء شرب الخمر وبارك ولده يعقوب(٣) .

وكذا ما صرّح به الإنجيل الرائج من نسبة كثرة شرب الخمر إلى عيسى (عليه السلام) حيث ورد فيه قول عيسى موبّخاً لبني إسرائيل:((جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً فتقولون به شيطان جاء ابن الإنسان (٤) يأكل ويشرب فتقولون هو إنسان ذا أكول وشريب خمر)) (٥) .

____________________

(١) سفر التكوين ٩: ٢١، ص ١٥.

(٢) سفر التكوين ١٩: ٣١، ص ٢٩.

(٣) سفر التكوين ٢٧: ٢٥ - ٢٨، ص ٤٣.

(٤) يعني نفسه.

(٥) إنجيل متى ١١: ١٨ - ١٩، ص ٢٠ جـ.

[في المصدر لا توجد كلمة (المعمدان)]. المحقّق

٦٩

الدرس التاسع

[النبيّ لا يكذب]

النبيّ لا يكذب قبل النبوّة ولا بعدها لا في التبليغ ولا في غيره؛ وذلك لأنّه إذا عهد منه الكذب لم يوثّق بخبره ويكون إخباره عن الله على حدّ إخباره عن غيره في جواز كونه كاذباً.

٧٠

الدرس العاشر

[دعاوى التوراة من كون النبيّ يكذب]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من كذب النبيّ الشيخ الساكن في بيت إيل على رجل الله لمّا امتنع من الرجوع معه والأكل والشرب في بيته؛ لأنّ الله نهاه عن الرجوع، فقال له: أنا أيضاً نبيّ مثلك وقد أوحى إليَّ أن أرجع به معك ليأكل ويشرب وكذب عليه(١) .

وأنّ اليشع رجل الله كذب على بنهدد ملك ارام لمّا أرسل إليه حزائيل ليسأله هل يشفى الملك أم يموت؟ فقال له: اذهب وقلّ له شفاء تشفى، وقد أخبرني الربّ إنّه يموت موتاً(٢) .

____________________

(١) سفر الملوك الأوّل ١٣: ١١ - ١٨، ص ٥٥٩.

(٢) سفر الملوك الثاني ٨: ١٠، ص ٥٩٦.

[لكن في المصدر الذي بين أيدينا (أراني) وليس (أخبرني)]. المحقّق

٧١

الدرس الحادي عشر

[النبيّ موحّد ولا يشرك بالله سبحانه]

النبيّ لا يشرك بالله ولا يعين على الشرك ولا يرضى به؛ لأنّ أهم الأشياء التي بعث الله أنبيائه لأجلها هو دعوة الناس إلى توحيده سبحانه والنهي عن الشرك به فكيف يعقل أن يختار لنبوّته من يمكن في حقّه الوقوع في الشرك أو الرضا به؟ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

٧٢

الدرس الثاني عشر

[فساد ما ذكرته التوراة ن شرك بعض الأنبياء]

وبذلك يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ موسى لمّا غاب لميقات ربّه صنع هارون العجل إلهاً، وبني المذبح أمامه، وأمر بني إسرائيل بالتقرب إليه وذبح الذبايح(١) .

وإنّ سليمان بن داود مال إلى الآلهة وبنى لها المرتفعات(٢) .

____________________

(١) سفر الخروج ٣٢: ١ - ٤، ص ١٣٩ - ١٤٠.

(٢) سفر الملوك الأوّل ١١: ١ - ١٠، ص ٥٥٣ - ٥٥٤.

٧٣

الدرس الثالث عشر

[المعجزة دليل الأنبياء على نبوّتهم]

تثبت نبوّة النبيّ بدعواه لها مع ظهور المعجز على يده والمعجز: هو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدّي(١) المتعذّر على الخلق الإتيان بمثله، فأمّا اشتراط خرق العادة فلأنّه لو كان جارياً مجرى العادة لم يكن علامةً مميّزةً له عن غيره، وأمّا مطابقته للدعوى فإنّه لو خالفها بأن يدّعي شفاء الأرمد بتفلته فيعميه لكان على كذبه أدلّ، وأمّا التحدّي فلأنّ الكاذب لا يقدم عليه مخافة أن يفضحه الله بمن يعارضه، فإنّ من الواجب في الحكمة أن يفضح الله الكاذب إذا خيف على الناس بسببه من الوقوع في الضلال، وأما تعذّر الإتيان بمثله فلأنّه لو كان كثير الوقوع لما دلّ أيضاً.

____________________

(١) التحدّي هو: تحريض الناس على معارضته.

٧٤

الدرس الرابع عشر

[بطلان دعوى جريان المعجزة على يد غير الأولياء والأنبياء]

وبما ذكرناه يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ عرّافي(١) مصر عارضوا موسى في معجزتين من معاجزه، إحداهما إحالته الماء دماً(٢) ، والأخرى إصعاد الضفادع إلى أرض مصر(٣) ؛ لأنّ ذلك يغري الناس بتكذيب موسى وهو نقض للغرض المطلوب فلا يفعله الحكيم تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

____________________

(١) أي السحرة.

(٢) سفر الخروج ٧: ٢٢، ص ٩٧.

(٣) سفر الخروج ٨: ٧، ص ٩٨.

٧٥

الدرس الخامس عشر

[النبيّ لا يكذب في إخباراته]

ويجب أيضاً في الحكمة الإلهيّة أن تصدّق جميع الأخبار التي يخبر بها النبيّ عن الوحي ولا يتخلّف شيء منها؛ لأنّ ظهور الكذب في شيء من أخباره ممّا يُغري الناس بتكذيبه. وقد صرّحت التوراة الرائجة أيضاً بما ذكرناه فقد جاء فيها: إنّ الله أمر موسى بقتل مدّعي النبوّة كاذباً، ثمّ قال له: وإن قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلّم به الربّ فما تكلّم به النبيّ باسم الربّ ولم يحدث ولم يصرّ فهو الكلام الذي لم يتكلّم به الربّ بل بطغيان تكلّم به النبيّ فلا تخف منه(١) .

____________________

(١) سفر التثنية ١٨: ٢١ و٢٢، ص ٣٠٩.

٧٦

ا لدرس السادس عشر

[دعوى التوراة بأنّ بعض إخبارات الأنبياء غير صحيحة]

وبما ذكرنا يبطل ما صرّحت به التوراة الرائجة من أنّ الله أوحى إلى نوح إنّ الإنسان(١) لا يزيد عمره بعد على مائة وعشرين وقد ولد كثيرون بعد الطوفان وعاشوا أكثر من ذلك(٢) وأنّه أوحى إلى يونس أنّ نينوى ستنقلب بعد أربعين يوماً ثمّ ندم فلم يقلبها.

وما صرّح به الإنجيل الرائج من أنّ عيسى أخبر تلاميذه بأشراط الساعة ونزوله من السماء، ثمّ قال لهم الحقّ أقول لكم إنّه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كلّه(٣) ، وقد مضت الأجيال والقرون ولم يقع شيء من ذلك، ولا يصحّ تفسير الجبل بالعالم أو الدهر لأنّه خلاف معناه الحقيقي والمجازي ولأنّ الإشارة بهذا تأبى هذا التأويل.

____________________

(١) سفر التكوين ٦: ٣، ص ١٠.

(٢) سفر يونان ٣ كلّه، ص ١٣١٦.

(٣) إنجيل متى ٢٤: ٣٤، ص ٤٥ جـ.

٧٧

الدرس السابع عشر

[محمدصلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيّين]

لا ريب في ثبوت نبوّة نبيّنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلّب (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّه ادّعى النبوّة وظهر المعجز على يده وكلّ من كان كذلك فهو نبيّ.

أمّا دعواه للنبوّة فلا ينكرها أحد.

وأمّا المعاجز التي ظهرت على يده فقد جمّت عن الإحصاء(١)

____________________

(١) راجع الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١: ٢٨٠. إثبات الهداة للحرّ العاملي في معجزات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فصل ٥٣، ح ٦٦٨، ٦٦٩، ١: ٤٠٥ (نقلاً عن كتاب المصابيح من الأحاديث الصحاح طبع بإشراف وتعليق أبو طالب التجليل التبريزي). إثبات الهداة للحرّ العاملي ١: ٢٦١، ذيل الحديث ١٨٠. روى ذلك البخاري في صحيحه في كتاب الوضوء ١: ٦١؛ وفي باب الغسل والوضوء من الخضب والقدح من كتاب الوضوء ١: ٦١. كتاب المناقب: باب علامات النبوّة في الإسلام ٤: ٢٣٣. صحيح مسلم (كتاب الفضائل - باب معجزات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ٤: ١٧٨٣، ح ٤ و١ و١٤ (كتاب الزهد والرقائق - باب حديث جابر الطويل) ٤: ٢٣٠٨، ح ٣٠١٣. مسند أحمد ١: ٤١٦، ح ٢٢٦٨. البيهقي في السنن =

٧٨

مثل انشقاق القمر، ونبوع الماء من بين أصابعه، وإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل، وتسبيح الحصى في يده، وكلام الذراع المسموم، وإخباره بالمغيبات مراراً كثيرة، واستجابة دعائه كذلك. وغير ذلك ممّا يرويه جميع المحدثين طبقةً عن أخرى وخلفاً عن سلف ممّا يزيد على حد التواتر، ولو لم يكن له معجز إلاّ القرآن المجيد لكفى به شاهد صدقٍ على نبوّته، فكم تحدّى به الخلق وطلب منهم الإتيان بمثله فلم يقدروا على ذلك ولم يحصل في جميع خطباء العرب وشعرائهم الذين دوّخوا العالم بصيت بلاغتهم من يعارض سورةً من سوره ودعاهم عجزهم عن معارضته إلى محاربة النبيّ ومقابلته بالسيف والسنان وصبروا على نهب الأموال وسفك الدماء وسبي الذراري والنساء، فلو كان لهم قدرة على معارضته لما عدلوا عنها إلى مكابدة

____________________

= ١: ٢٨١. دلائل النبوّة ٤: ١٢١. الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١: ٢٨٠. مناقب ابن شهرآشوب ١: ١٠٢ (فصل في تكثير الطعام والشراب). الشفا: ١: ٢٩١. إثبات الهداة ١: ٤٠١، ح ٦٤٦. البداية والنهاية لابن كثير ٣: ١٢١. إثبات الهداة ١: ٢٢٤، ح ٢ و١٣٤ و١٤٦ و٢٠٨ و٢٧١. مناقب ابن شهرآشوب ١: ٩٤ - ١٠٢ (فضل في كلام الحيوانات).

قال ابن أبي جمهور الاحسائي في التحفة الكلامية في الكلام عن نبوّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم): وكلّ واحد منها - أي المعجزات - وإن كان آحاداً إلاّ أنّ القدر المشترك بينها وهو إظهار المعجزة متواتر، كشجاعة علي (عليه السلام) وسخاوة حاتم.

٧٩

مشاق الحرب، وصبروا على ألم الطعن والضرب.

وقد اجتمع جماعة من بلغائهم على معارضة قوله تعالى:( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ ) (١) فجأوا بعد اللتيّا والتي بقولهم: القتل أنفى للقتل. ولا يخفى على أهل البلاغة ما في هذه الفقرة من المعايب الصناعية التي يشير كل منها إلى جهة من جهات محاسن الآية الشريفة. وحيث أنّ هذا المختصر لا يصلح لاستيفاء الكلام على هذا المقام فلنختم المقال بقوله تعالى:( قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنّ عَلَى‏ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) (٢) .

____________________

(١) سورة البقرة: ١٧٩.

(٢) سورة الإسراء: ٨٨.

٨٠