استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

استخراج المرام من استقصاء الإفحام0%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 384

استخراج المرام من استقصاء الإفحام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 384
المشاهدات: 156366
تحميل: 7160


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 384 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156366 / تحميل: 7160
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أنظار أهل العلم ومحور أفكار أهل الفهم فقد زخرت بأسرار الحكمة الإلهيّة ، وكشفت عن أستار كثير من المعارف الدينيّة ، واشتملت على أُمّهات الحقائق المعنويّة فيها براهين إثبات المبدأ والمعاد ، ومباحث صفات الباري وآيات عظمته وحكمته ...

ثمّ جاءت هذه المعاني في قالب الأدعية ، على لسان حفيده الإمام السجّادعليه‌السلام وعرف بالصحيفة السجّاديّة .

وجاءت على شكل الإملاء عن الإمام الصادقعليه‌السلام فيما نقله المفضَّل بن عمر ، وعرف بكتاب : توحيد المفضّل .

وأمّا جلسات الدّرس والسؤال والجواب ، فعن الحافظ أبي العبّاس ابن عقدة الكوفي المتوفى سنة ٣٣٣ أنّه وضع كتاباً في أسماء تلامذة الإمام الصادقعليه‌السلام ، فذكر ترجمة ٤٠٠٠ رجل منهم(١) .

وعن الحسن الوشاء :

( إنّي أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ ٩٠٠ شيخ كلٌّ يقول : حدّثني جعفر بن محمّد )(٢) .

ومن هنا ، انتشر التشيّع وأحاديث أهل البيتعليهم‌السلام بين أهل الكوفة ، وأصبحت الكوفة مركزاً من مراكز الإشعاع الفكريّ لمذهب العترة الطاهرة ، ومعقلاً من معاقل أتباعهم الأخيار ، ودخلت رواياتهم في كتب أهل السنّة ، وخاصّةً صحاحهم المعروفة ، فإنّهم ـ وإنْ نبزوهم بالرفض للمتقدّمين على عليعليه‌السلام ـ لم يتمكّنوا من رفض رواياتهم ؛ لاتّصافهم بأسمى صفات الوثاقة ، وأتمّ شروط الإعتبار والإعتماد ؛ حتّى قال الذهبي :

ـــــــــــ

(١) تاريخ الكوفة : ٤٠٨ .

(٢) رجال النجاشي : ٣٩ ـ ٤٠/٨٠ .

٢١

 (أبان بن تغلب [م، عو] الكوفي ، شيعي جلد، لكنّه صدوق ، فلنا صدقه وعليه بدعته .

وقد وثّقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم وأورده ابن عدي وقال : كان غالياً في التشيّع وقال السعدي : زائغ مجاهر .

فلقائل أن يقول : كيف ساغ توثيق مبتدع وحدّ الثقة العدالة والإتقان ، فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة ؟

وجوابه : إنّ البدعة على ضربين : فبدعة صغرى ، كغلوّ التشيّع أو كالتشيّع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبويّة ، وهذه مفسدة بيّنة )(١) .

ولذا قال السيّد شرف الدين العاملي (رحمه‌الله ) :

( وتلك صحاحهم الستّة وغيرها تحتجُّ برجالٍ من الشيعة ، وصمهم الواصمون بالتشيّع والانحراف ، ونبزوهم بالرفض والخلاف ، ونسبوا إليهم الغلوّ والإفراط والتنكّب عن الصراط ، وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نُبزوا بالرفض ووُصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتّى احتجّوا بهم في الصّحاح بكلّ ارتياح.

إنّ الشيعة إنّما جروا على منهاج العترة الطاهرة واتّسموا بسماتها ، وإنّهم لا يطبعون إلاّ على غرارها ولا يضربون إلاّ على قالبها ، فلا نظير لمن اعتمدوا عليه من رجالهم في الصّدق والأمانة ، ولا قرين لمن احتجّوا به من أبطالهم في الورع والإحتياط ، ولا شبيه لمن ركنوا إليه من أبدالهم في الزهد والعبادة وكرم

ـــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال : ١/٥ .

٢٢

الأخلاق وتهذيب النفس ومجاهدتها ومحاسبتها بكلّ دقة ، آناء اللّيل وأطراف النهار ، لا يبارون في الحفظ والضبط والإتقان ، ولا يجارون في تمحيص الحقائق والبحث عنها بكلّ دقّة واعتدال .

وقد علم البرّ والفاجر حكم الكذب عند هؤلاء الأبرار ، والأُلوف من مؤلَّفاتهم المنتشرة تلعن الكاذبين ، وتعلن أنّ الكذب في الحديث من الموبقات الموجبة لدخول النار ، ولهم في تعمّد الكذب في الحديث حكم قد امتازوا به ، حيث جعلوه من مفطّرات الصائم ، وأوجبوا القضاء والكفّارة على مرتكبه في شهر رمضان ، كما أوجبوهما بتعمّد سائر المفطّرات ، وفقههم وحديثهم صريحان بذلك ،

فكيف يتّهمون ـ بعد هذا ـ في حديثهم وهم الأبرار الأخيار قوّامون اللّيل صوّامون النهار ؟

وبماذا كان الأبرار من شيعة آل محمّد وأولياؤهم متّهمين ، ودعاة الخوارج والمرجئة والقدريّة غير متّهمين ، لو لا التحامل الصريح أو الجهل القبيح ؟

نعوذ بالله من الخذلان ، وبه نستجير من سوء عواقب الظلم والعدوان ) .

ثمّ ذكر السيّد أسماء مائةٍ من رجال الشيعة الواردين في أسناد الصّحاح الستّة ...(١) .

أقول :

إنّ من النقاط الجديرة بالذكر في تراجم العلماء الشيعة والسنّة في كتب التاريخ والرجال لأهل السنّة :

أوّلاً :

إنّهم يترجمون للرجل من أهل السنّة وإن كان خاملاً ، وأمّا إن كان من علماء الشيعة فيحاولون التناسي عنه وإنْ كان كبيراً فيهم ، ولذا ترى تراجم

ـــــــــــــــــ

(١) المراجعات : ١٠٢ ـ ١٠٣ بتلخيص .

٢٣

علماء الإماميّة في كتب القوم الرجاليّة والتاريخيّة قليلة جدّاً .

وثانياً :

إنّه إن كان من أهل السنّة يتعرّضون لجميع جوانب حياته ، فيذكرون مشايخه وتلامذته ومؤلّفاته ومناقبه ، وما قيل فيه وحتّى أسفاره أمّا العالم الإمامي فيختصرون الكلام بترجمته جدّاً ، وربّما لا يترجمون لشخصيّة من أكابرهم المشهورين إلاّ بأسطرٍ أو سطرين !

ثالثاً :

ـ وهي المهمّة هنا ـ أنّك ترى بتراجم علمائهم ارتكاب الكبائر والموبقات الموجبة لدخول النار ، ولا تجد شيئاً من ذلك بتراجم علماء الإماميّة ، ولو كان أحدهم متّهماً ـ ولو من قِبَل الخصوم ـ بموبقةٍ ، لذكروا بل وهرّجوا !

وسنورد نماذج من تراجم علماء الإماميّة ، ونماذج من الموبقات المذكورة بتراجم علماء السنّة .

أهمُّ العلوم في المدرسة الشيعيّة

وكان أكثر الاهتمام والاشتغال ـ في مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام بمسائل العقائد وعلوم القرآن الكريم والأحكام الفقهيّة ، وعلى هذه الأُمور كانت تدور بحوثهم وحلقات دروسهم ، وفيها ألّفوا الكتب ووضعوا الرسائل التي لا تُحصى ، ونبغ فيها العلماء الفطاحل الأعلام في مختلف القرون :

علم الكلام

ففي علم الكلام ، قال الشيخ الحرّ العاملي ـ وعن السيّد حسن الصّدر ـ ما ملخّصه:

٢٤

إنّه لمّا توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن من شيعة عليعليه‌السلام إلاّ أربعة مخلصون : سلمان والمقداد وأبوذر وعمّار ، ثمّ تبعهم جماعة ، وكانوا يكثرون بالتدريج ، فلمّا أخرج عثمان أباذر إلى الشام تشيّع على يده جماعة كثيرون ، ثمّ أخرجه معاوية إلى القرى ، فوقع في جبل عامل فتشيّعوا من ذلك اليوم(١) .

وفي الصحابة أيضاً : ابن عبّاس وقيس بن سعد بن عبادة وصعصعة بن صوحان وأبو الطفيل في جماعةٍ آخرين(٢) .

أمّا في أصحاب الأئمّة وتلامذتهم ، فالمشهورون منهم في علم الكلام :

سليم بن قيس الهلالي

والأصبغ بن نباتة

وكميل بن زياد النخعي

والحارث الهمداني

وهشام بن الحكم

وهشام بن سالم الجواليقي

وحمران بن أعين

وأبو جعفر محمّد بن علي بن النعمان الأحول، الملقّب بمؤمن الطاق

وقيس الماصر

وعلي بن إسماعيل بن ميثم التمّار

والفضل بن شاذان النيسابوري

ـــــــــــــــــ

(١) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٣٥١ .

(٢) أعيان الشيعة ١ : ١٣٣ .

٢٥

وقد اشتهر من أعلام الإماميّة في علم الكلام :

أبو جعفر ابن قبة الرازي

والحسن بن الحسين النوبختي

والشيخ المفيد البغدادي

والسيّد المرتضى الموسوي

والشيخ أبو الفتح الكراجكي

والشيخ أبو جعفر الطوسي

والشيخ نصير الدين الطوسي

والعلاّمة الحلّي

علوم القرآن

واشتهر في علوم القرآن من الإماميّة بعد طبقة الصحابة :

ميثم بن يحيى التمّار

وسعيد بن جبير

وإسماعيل بن عبد الرحمن السدّي، وهو المعروف بالسدّي الكبير

ومحمّد بن السائب الكلبي

وأبو حمزة الثمالي

وهشام بن محمّد الكلبي

وأبان بن تغلب

ويونس بن عبد الرحمن

والحسن بن محبوب السرّاد

٢٦

ومحمّد بن مسعود العيّاشي

وفرات بن إبراهيم الكوفي

وعلي بن إبراهيم القمّي

وأبو جعفر الطوسي

وابن شهر آشوب السروي

وأبو علي الطبرسي

والعلاّمة الحلّي

علم الفقه والحديث

وأمّا الفقهاء والمحدّثون الكبار من أصحاب الأئمّةعليهم‌السلام ومن بعدهم ، فنذكر منهم جماعةً :

علي بن أبي رافع

وأبو حمزة الثمالي

وجابر بن يزيد الجعفي

وزيد بن علي بن الحسين

وأبان بن تغلب

ومحمّد بن مسلم الطائفي

وأبو بصير يحيى بن القاسم

وزرارة بن أعين

ومعاوية بن عمّار الدّهني

ومعروف بن خرّبوذ المكّي

٢٧

وجميل بن درّاج

وصفوان بن يحيى

وعبيد الله بن موسى العبسي

وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي

وأحمد بن محمّد بن خالد البرقي

ومحمّد بن يعقوب الكليني

وابن الجنيد الإسكافي

وابن أبي عقيل العماني

وابن بابويه الصدوق القمي

والمفيد البغدادي

والسيّد المرتضى الموسوي

وأبو جعفر الطوسي

وأبو الفتح الكراجكي

وابن إدريس الحلّي

وأبو القاسم جعفر بن الحسن الحلّي

والعلاّمة الحلّي

وهنا فوائد :

الفائدة الأُولى :

قد ظهر ممّا تقدّم أنّ الأصل في العلوم الإسلاميّة ـ الموجودة بأيدي المسلمين ، والتي نبغ فيها العلماء الأعلام في مختلف القرون ـ هم أئمّة أهل

٢٨

البيتعليهم‌السلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين وباب مدينة العلم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

الفائدة الثانية :

إنّ من أعلام الإماميّة من تضلّع وتبحّر في عدّةٍ من العلوم الإماميّة ، فالشيخ أبو جعفر الطوسي ـ مثلاً ـ فقيه ، مفسّر ، متكلّم ، محدّث ، وهذا في علماء هذه الطائفة كثير ، وبين علماء سائر الفرق قليل .

الفائدة الثالثة :

إنّ الجوامع الحديثيّة المعروفة عند الإماميّة ، والتي عليها المدار في الفقه والحديث ، هي الكتب الأربعة :

١ ـ الكافي للشيخ أبي جعفر الكليني

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ، للشيخ ابن بابويه الصّدوق القمّي

٣ ـ تهذيب الأحكام

٤ ـ الاستبصار فيما اختلف من الأخبار

وكلاهما للشيخ أبي جعفر الطوسي .

ثمّ الكتب الأربعة الثانية :

١ ـ بحار الأنوار ، للشيخ محمّد باقر المجلسي

٢ ـ الوافي، للشيخ الفيض الكاشاني

٣ ـ وسائل الشيعة ، للشيخ الحرّ العاملي

٤ ـ مستدرك وسائل الشيعة ، للشيخ النوري الطبرسي .

الفائدة الرابعة :

إنّ الكتب الفقهيّة التي ألّفها أصحاب الأئمّةعليهم‌السلام كانت تحتوي

٢٩

أُمّهات المسائل في كثيرٍ من الأبواب ، ثمّ أُلّفت الكتب الكبار شيئاً فشيئاً ، حتّى توسّع الفقه الشيعي ، وصُنّف فيه الموسوعات الضخمة مثل (الحدائق الناضرة ) للشيخ يوسف البحراني ، و(جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ) للشيخ محمّد حسن النجفي المعروف بصاحب الجواهر .

تنبيه :

قد اكتفينا في طبقات العلماء في مختلف العلوم بذكر أسماء جماعةٍ من أشهرهم في كلّ علم ، ابتداءً بالأصحاب وانتهاءً بالعلاّمة الحلّي (رحمه‌الله ) .

وأمّا من جاء بعد العلاّمة ـ وإلى يومنا هذا ـ من أكابر العلماء فلا يعدّون كثرة .

٣٠

تراجم أعلام الشيعة في كتب السنّة

ولأجل أنْ نعرّف بطائفةٍ من أعلام الإماميّة في الكلام والفقه والحديث وعلوم القرآن ، ونشيد بدورهم في حفظ هذه العلوم ، ونشرها بين الأمّة في مختلف الأدوار والأعصار ، وخاصّةً على لسان المخالفين ، فإنّا نورد هنا طرفاً من تراجم علماء الشيعة في كتب أهل السنّة ، مع الإلتفات إلى النقاط التي ذكرناها سابقاً :

الأصبغ بن نباته

وهو من رجال ابن ماجة ، وثّقه جماعة ، وتكلّم فيه آخرون لتشيّعه ، حتّى قال ابن حبّان :

( فتن بحبّ عليٍّ فأتى بالطامّات فاستحقّ الترك )

وقال ابن عدي : ( عامّة ما يرويه عن علي لا يتابعه أحد عليه وإذا حدّث عنه ثقة فهو عندي لا بأس بروايته ، وإنّما أتى الإنكار من جهة من روى عنه )

وذكر العقيلي : ( كان يقول بالرّجعة ) ، وقال ابن سعد : ( كان على شرطة علي )(١) .

الحارث الهمداني

قال الذهبي : ( حديث الحارث في السنن الأربعة ، والنسائي مع تعنّته في الرجال فقد احتجّ به وقوّى أمره ، والجمهور على توهين أمره مع روايتهم

ـــــــــــــــــ

(١) تهذيب التهذيب : ١/٣١٦ ـ ٣١٧ .

٣١

لحديثه في الأبواب ، فهذا الشعبي يكذّبه ثمّ يروي عنه ، والظاهر أنّه كان يكذّب في لهجته وحكاياته ، وأمّا في الحديث النبوي فلا، وكان من أوعية العلم ) .

وروى عن ابن أبي داود : كان الحارث الأعور أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس ، تعلّم الفرائض عن علي .

وأورد الذهبي : تكلّم بعضهم فيه ، وكلماتهم كلّها ترجع إلى تشيّعه(١) .

ونحن تكفينا رواية النسائي وسائر أصحاب السنن عنه .

كُميل بن زياد

من رجال النسائي ، ووثّقه ابن سعد وابن معين والعجلي وابن حبّان وابن حجر العسقلاني وغيرهم(٢) .

سعيد بن جُبَير

روى الكشي بإسناده عن أبي عبد الله الصادق ، قال :

( إنّ سعيد بن جبير كان يأتمّ بعلي بن الحسين عليه‌السلام ، وكان علي بن الحسين يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ، وكان مستقيماً ) (٣) .

وروى البلاذري بإسناده عن سعيد بن جُبَير عن ابن عبّاس ، قال :

( يوم الخميس وما يوم الخميس ، اشتدّ فيه وجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :

ـــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال : ١/٤٣٥ .

(٢) تهذيب التهذيب : ٨/٤٠٢ ، تقريب التهذيب ٦/١٣٦ .

(٣) رجال الكشي : ١١٩/١٩٠ .

٣٢

إيتوني بالدواة والكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّون معه بعدي أبداً ، فقالوا : أتراه يهجر ! وتكلّموا ولغطوا ، فغمّ ذلك رسول الله وأضجره وقال :إليكم عنّي ، ولم يكتب شيئاً )(١) .

وقال ابن حجر العسقلاني :

( ع ـ سعيد بن جبير الأسدي ، مولاهم ، الكوفي ، ثقة ثبت فقيه قُتل بين يدي الحجّاج سنة ٩٥ )(٢) .

وقال ابن الجزري :

( التابعي الجليل والإمام الكبير ، عرض على عبد الله ابن عبّاس ، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء والمنهال بن عمرو

قال إسماعيل بن عبد الملك : كان سعيد بن جبير يؤمّنا في شهر رمضان ، فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ وليلة بقراءة زيد بن ثابت ، قتله الحجّاج بواسط شهيداً في سنة ٩٥ وقيل سنة ٩٤ )(٣) .

أبو حمزة الثمالي

ذكر النديم في كتب التفسير : كتاب تفسير أبي حمزة قال :

( واسمه ثابت ابن دينار ، من أصحاب علي ـ يعني الإمام زين العابدين ـ من النجباء الثقات ، وصحب أبا جعفر ـ يعني الإمام الباقر ـ )(٤) .

وترجم له علماؤنا ووثّقوه ، ورووا عن الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام قوله :

( أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه ) (٥) .

ـــــــــــــــــ

(١) أنساب الأشراف : ١/٥٦٢ .

(٢) تقريب التهذيب : ١/٢٩٢ .

(٣) غاية النهاية : ١/٣٠٥ .

(٤) الفهرست : ٣٦ .

(٥) رجال النجاشي : ١١٥ .

٣٣

وقد روى عنه من أصحاب الصّحاح الستّة : النسائي في مسند علي ، وأبو داود وابن ماجة(١) والترمذي(٢) .

لكنْ تكلّم فيه جماعة من أجل التشيّع ، فقد عدّه السليماني في قومٍ من الرافضة(٣) ، وفي التقريب : رافضي(٤) .

وروى الذهبي : إنّه ذكر حديثاً في ذكر عثمان بن عفّان فنال منه ، فقام ابن المبارك وفرّق ما كتب عنه(٥) .

جابر بن يزيد الجعفي

قال الذهبي : ( جابر بن يزيد [د ، ت ، ق] بن الحارث الجعفي ، الكوفي ، أحد علماء الشيعة ، له عن أبي الطفيل والشعبي وخلق ، وعنه : شعبة وأبو عوانة وعدّة .

قال ابن مهدي عن سفيان : كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ، ما رأيت أورع منه في الحديث .

وقال شعبة : صدوق

وقال يحيى بن أبي بكر عن شعبة : كان جابر إذا قال أخبرنا ، وحدّثنا ، وسمعت ، فهو من أوثق الناس .

وقال وكيع : ما شككتم في شيء فلا تشكّوا أنّ جابراً الجعفي ثقة .

وقال ابن عبد الحكم : سمعت الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة :

ـــــــــــــــــ

(١) تقريب التهذيب : ١/١١٦ .

(٢) ميزان الاعتدال : ١/٣٦٣ .

(٣) ميزان الاعتدال : ١/٣٦٣ .

(٤) تقريب التهذيب : ١/١٦٦ .

(٥) ميزان الاعتدال : ١/٣٦٣ .

٣٤

لئن تكلَّمت في جابر الجعفي لأتكلّمنّ فيك ) .

ثمّ نقل عن جرير بن عبد الحميد أنّه تكلّم فيه ؛ لأنّه ( كان يؤمن بالرجعة ) .

وعن سفيان بن عيينة أنّه تركه لمّا سمعه قال : دعا رسول الله عليّاً فعلّمه ممّا تعلّم ، ثمّ دعا عليٌّ الحسنَ فعلّمه ممّا تعلّم ، ثمّ دعا الحسنُ الحسينَ فعلّمه ممّا تعلّم ، ثمّ دعا ولده حتّى بلغ جعفر بن محمّد .

وعن زائدة : جابر الجعفي رافضيٌّ يشتم أصحاب النبي .

وعن الحميدي : سمعت رجلاً يسأل سفيان :

أرأيت ـ يا أبا محمّد ـ الذين عابوا على جابر الجعفي قوله : حدّثني وصيّ الأوصياء ؟

فقال سفيان : هذا أهونه(١) .

فكان تشيّعه والعقائد الشيعيّة عنده هي السبب لتكلّم من تكلّم فيه ...

هشام بن الحكم

قال النديم : ( من متكلّمي الشيعة ، ممّن فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب والنظر ، وكان حاذقاً بصناعة الكلام ، حاضر الجواب )(٢) .

محمّد بن مسلم

من أصحاب الإمام أبي جعفر الباقر ، والإمام أبي عبد الله الصادقعليهما‌السلام ، وقد روى أصحابنا عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال :

(أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة : محمّد بن مسلم وبريد بن معاوية وليث بن البختري

ـــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ١ / ٣٧٩ .

(٢) الفهرست : ٢٢٣ .

٣٥

المرادي وزرارة بن أعين ) (١) .

وأنّه قال فيهم :( أربعة نجباء أُمناء الله على حلاله وحرامه، لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست ) (٢) .

وأنّه :( هؤلاء حفّاظ الدين ، وأُمناء أبي على حلاله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسّابقون إلينا في الآخرة ) (٣) .

وقال العلماء في حقّه : فقيه ورع ، وجه أصحابنا بالكوفة ، من أوثق الناس .

وذكروا أنّه توفّي سنة ١٥٠(٤) .

وترجم له علماء الجمهور في أغلب كتبهم ، ولم يتكلّم فيه أحد منهم بشيء .

وقد أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، واستشهد به البخاري ، وروى له في كتاب الأدب المفرد(٥) .

معاوية بن عمّار

من أصحاب الإمام محمّد الباقر ، وجعفر الصادقعليهما‌السلام ، وله كتب في المسائل الفقهيّة ، مثل : كتاب الصلاة وكتاب الحج وكتاب الزكاة وكتاب

ـــــــــــــــــ

(١) رجال الكشي : ٢٣٨ / ٤٣٢ .

(٢) رجال الكشي : ١٧٠ / ٢٨٦ .

(٣) رجال الكشي : ١٣٦ ـ ١٣٧ / ٢١٩ .

(٤) رجال الكشي : ١٦١ ـ ١٦٩ ، رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٢ ، رجال الشيخ : ٢٩٤ / ٤٢٩٣ ، خلاصة الأقوال : ٢٥١ / ٨٥٨ .

(٥) تهذيب الكمال : ٢٦ / ٤١٦ .

٣٦

الطلاق ...

قال النجاشي : كان وجهاً من أصحابنا ومقدّماً ، كبير الشأن ، عظيم المحل ، ثقة ، وكان أبوه عمّار ثقة في العامّة ، وجهاً ومات معاوية سنة ١٧٥(١) .

وأخرج عنه مسلم والنسائي والترمذي والبخاري في أفعال العباد(٢) .

قال الذهبي وابن حجر : صدوق(٣) .

حمران بن أعين

من رجال ابن ماجة ، روى عن أبي الطفيل وغيره .

كان يتقن القرآن ، وقرأ عليه حمزة الزيّات ، وروى عنه جماعة من الأكابر ، منهم : سفيان الثوري .

ترجم له البخاري في تاريخه فلم يذكر له جرحاً .

وقال ابن عدي ـ بعد أن ذكر له بعض الأخبار ـ :

( وحمران ـ هذا ـ له غير ما ذكرنا من الحديث وليس بالكثير ، ولم أر له حديثاً منكراً جدّاً فيسقط من أجله ، وهو غريب الحديث ، ممّن يكتب حديثه ) .

وذكره ابن حبّان في الثقات .

وقد تكلّم فيه جماعة من أجل التشيّع ، ورماه بعضهم بالغلوّ في التشيّع وآخرون بالرفض .

وقال ابن الجزري : ( حمران بن أعين ، أبو حمزة الكوفي ، مقرئ كبير ،

ـــــــــــــــــ

(١) رجال النجاشي : ٤١١/١٠٩٦ وانظر : خلاصة الأقوال : ٢٧٣/٩٩٥ .

(٢) تقريب التهذيب : ٢/٢٦٠ .

(٣) ميزان الاعتدال : ٤/١٣٧ ، تقريب التهذيب ٢/٢٦٠ .

٣٧

أخذ القراءة عرضاً عن عبيد بن نضلة وأبي حرب بن أبي الأسود وأبيه أبي الأسود ويحيى بن وئاب ومحمّد بن علي الباقر روى القراءة عنه عرضاً حمزة الزيّات .وكان ثبتاً في القراءة ، يُرمى بالرفض .

قال الذهبي : توفّي في حدود الثلاثين والمائة أو قبلها )(١) .

معروف بن خرّبوذ

من أصحاب الإمام زين العابدين ، والإمام الباقر ، والإمام الصادقعليهم‌السلام .

قال الكشي : أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأوّلين : زرارة ومعروف بن خربوذ ...(٢) .

وقد أخرج عنه : البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة .

قال الذهبي : صدوق شيعي(٣) .

وقال ابن حجر : صدوق ربّما وهم ، وكان أخباريّاً علاّمةً(٤) .

ـــــــــــــــــ

(١) التاريخ الكبير : ٣/٨٠ ، الكامل في الضعفاء : ٣/٣٦٦ ، ميزان الاعتدال : ١/٦٠٤ ، كتاب الثقات : ٤/١٧٩ ، غاية النهاية في طبقات القرّاء : ١/٢٦١ .

(٢) رجال الكشي : ٢٣٨/٤٣١ .

(٣) ميزان الاعتدال : ٤/١٤٤ .

(٤) تقريب التهذيب : ٢/٢٦٤ .

٣٨

الحسن بن محبوب السرّاد

روى عن الإمام موسى بن جعفر ، والإمام علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، وثّقه أصحابنا وقالوا : كان جليل القدر ، يُعدّ في الأركان الأربعة في عصره(١) .

ولم أجد له ترجمةً في كتب القوم ، إلاّ عند ابن حجر ، نقلاً عن شيخ الطائفة ، ولم يذكر سوى أسماء مشايخه ، والرواة عنه(٢) .

السدّي الكبير

ذكره شيخ الطائفة في أصحاب الإمام زين العابدين والإمام الباقرعليهما‌السلام (٣) .

وأخرج عنه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة(٤) .

ووثّقه : أحمد والعجلي وابن حبّان ، وقال النسائي : صالح ، وقال ابن عدي : مستقيم الحديث ، صدوق(٥) .

وقال ابن حجر : صدوق يهم ، رُمي بالتشيّع(٦) .

ـــــــــــــــــ

(١) رجال الشيخ الطوسي : ٣٣٤ ، خلاصة الأقوال : ٩٧/٢٢٢ ، قاموس الرجال : ٣/٣٤٧ ، الفهرست للشيخ الطوسي : ٩٦/١٦٢ .

(٢) لسان الميزان : ٢/٢٨٨ الطبعة الحديثة .

(٣) رجال الشيخ : ١٠٩/١٠٦٢ .

(٤) تقريب التهذيب : ١/٧٣ .

(٥) تهذيب التهذيب : ١/٢٧٤ .

(٦) تقريب التهذيب : ١/٧٣ .

٣٩

بل قال الذهبي : ( قال حسين بن واقد المروزي : سمعت من السدّي ، فما قمت حتّى سمعته يشتم أبابكر وعمر ، فلم أعد إليه )(١) .

الحسن بن الحسين النوبختي

أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العبّاس بن إسماعيل بن أبي سهل ابن نوبخت ، النوبختي ، البغدادي ، الكاتب ، المتوفّى سنة ٤٠٢ .

هو من كبار علمائنا من آل نوبخت ، وقد ترجم له الخطيب البغدادي ، فقال : ( كان سماعه صحيحاً ، وقال الأزهري : كان النوبختي رافضيّاً رديء المذهب ، سألت البرقاني عن النوبختي ، فقال : كان معتزليّاً وكان يتشيّع إلاّ أنّه تبيّن أنّه صدوق )(٢) .

وقال ابن حجر : ( قال العقيقي : كان يذهب إلى الاعتزال ، ثقة في الحديث .

وقال البرقاني : كان معتزليّاً وكان يتشيّع إلاّ أنّه تبيّن أنّه صدوق )(٣) .

وقال السمعاني : ( كان معتزليّاً رافضيّاً ، رديء المذهب ، إلاّ أنّه صدوق صحيح السّماع )(٤) .

أبو جعفر الكليني

قال الذهبي : ( الكليني ، شيخ الشيعة وعالم الإماميّة ، صاحب التصانيف ،

ـــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال : ١/٢٣٧ .

(٢) تاريخ بغداد : ٧/٢٩٩ .

(٣) لسان الميزان : ٢/١٩٩ ـ ٢٠١ الطبعة القديمة .

(٤) الأنساب : ٥/٥٢٩ .

٤٠