استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

استخراج المرام من استقصاء الإفحام20%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 384

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 384 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 164371 / تحميل: 7834
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وهذا ـ أي ما ذهب إليه ابن الصلاح وأتباعه ـ بخلاف ما قاله الجمهور من الفقهاء والمحدّثين ؛ لأنّ انعقاد الإجماع على المزيّة على غيرهما من مرويّات ثقات آخرين ممنوع ، والإجماع على مزيّتهما في أنفسهما لا يفيد ؛ ولأنّ جلالة شأنهما وتلقّي الأُمّة بكتابيهما ـ لو سلّم ـ لا يستلزم ذلك القطع والعلم ، فإن القدر المسلّم المتلقّى بين الأُمة ليس إلاّ أنّ رجال مرويّاتهما جامعة للشروط التي اشترطها الجمهور لقبول روايتهم ، وهذا لا يفيد إلاّ الظن، وأمّا أن مرويّاتهما ثابتة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا إجماع عليه أصلاً ، كيف ؟ ولا إجماع على صحّة جميع ما في كتابيهما ؛ لأنّ رواتهما منهم قدريّون وغيرهم من أهل البدع ، وقبول رواية أهل البدع مختلف فيه ، فأين الإجماع على صحّة مرويّات القدريّة ، غاية ما يلزم أنّ أحاديثهما أصحّ الصحيح ، يعني إنّها مشتملة على الشروط المعتبرة عند الجمهور على الكمال ، وهذا لا يفيد إلاّ الظن القوي هذا هو الحق المتّبع )(١) .

أسماء الأئمّة الرواة للخبر المذكور

ونحن نذكر أسماء الأئمّة الأعلام من أهل السنّة ، الرواة لأحاديث عدم دخول ولد الزنا الجنّة ليكون دليلاً على ما ذكرنا ، وليتّضح أنّ لهذه الأحاديث أصلاً في كتب القوم ، فلا يغترَّ بكلام القاري أحد ، وهؤلاء هم :

١ ـ أحمد بن حنبل .

٢ ـ ابن أبي شيبة .

٣ ـ عبد بن حميد الكشي .

٤ ـ سفيان بن سعيد الثوري .

٥ ـ عبد الرزاق بن همام .

٦ ـ أبو عيسى الترمذي .

٧ ـ أبو عبد الرحمان النسائي .

٨ ـ أبو داود السجستاني .

٩ ـ ابن ماجة القزويني .

ـــــــــــــــــ

(١) فواتح الرحموت ـ شرح مسلم الثبوت ٢ : ١٢٣ .

٣٢١

١٠ ـ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري .

١١ ـ أبو حاتم ابن حبّان .

١٢ ـ أبو الحسن الدارقطني .

١٣ ـ أبوبكر البيهقي .

١٤ ـ أبو نعيم الأصبهاني .

١٥ ـ أبو الطاهر الحسن بن أحمد بن فيل(١) .

١٦ ـ أبو العباس أحمد بن جعفر الخرائطي(٢) .

١٧ ـ عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي .

١٨ ـ أبو الشيخ الأصبهاني .

١٩ ـ أبو سليمان الخطابي .

٢٠ ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري .

٢١ ـ أبو القاسم الطبراني .

٢٢ ـ أبو يعلى الموصلي .

٢٣ ـ أبو بكر الخطيب البغدادي .

٢٤ ـ أبو بكر ابن مردويه .

٢٥ ـ محب الدين ابن النجار البغدادي .

٢٦ ـ أبو الخير الطالقاني .

٢٧ ـ أبو القاسم الرافعي .

٢٨ ـ زكي الدين عبد العظيم المنذري .

٢٩ ـ أبو إسحاق الثعلبي .

٣٠ ـ جار الله الزمخشري .

٣١ ـ أبو السعادات ابن الأثير ، صاحب جامع الأُصول .

٣٢ ـ أبو الحسن ابن الأثير ، صاحب أُسد الغابة .

٣٣ ـ محمّد بن إسحاق بن منده .

ـــــــــــــــــ

(١) توجد ترجمته في الأنساب ( البالسي ) .

(٢) توجد ترجمته في الأنساب ( الخرائطي ) وفي مرآة الجنان حوادث ٣٢٧ .

٣٢٢

٣٤ ـ أبو علي ابن السكن .

٣٥ ـ أبو العبّاس نجم الدين القمولي .

٣٦ ـ عبد العزيز البخاري صاحب ( كشف الأسرار ـ شرح أُصول البزدوي ) .

٣٧ ـ مسعود بن عمر التفتازاني .

٣٨ ـ شمس الدين ابن خلكان .

٣٩ ـ ابن حجر العسقلاني .

٤٠ ـ جلال الدين السيوطي .

٤١ ـ الملاّ علي المتقي .

٤٢ ـ أبو الخير السخاوي .

٤٣ ـ شمس الدين العلقمي .

٤٤ ـ عبد الرؤوف المناوي .

٤٥ ـ ابن العرّاق .

٤٦ ـ الشيخ رحمة الله السندي .

٤٧ ـ ابن روزبهان الخنجي .

٤٨ ـ ابن الجزري الدمشقي .

٤٩ ـ شهاب الدين الخفاجي .

٥٠ ـ الشيخ عبد الحق الدهلوي .

تنبيه

ذكر السيوطي في (اللآلي المصنوعة ) تكلُّم ابن الجوزي في بعض طرق الحديث ، كقوله في أحدها : ( عبد الكريم متروك ) .

٣٢٣

أقول :

إن كان المراد ( عبد الكريم بن مالك الجزري ) فهو ثقة من رجال الكتب الستّة ، كما في (تقريب التهذيب )(١) .

وإنْ كان المراد ( عبد الكريم بن أبي المخارق ) فهو من أعيان التابعين ، ومن رجال الترمذي والنسائي وابن ماجة والبخاري ومسلم في التعاليق ، كما في (الكاشف )(٢) .

وتكلّم ابن الجوزي في رواية الدار قطني بأنّ ( أبو إسرائيل الملائي ) ضعيف .

وفيه : إنّه من رجال الترمذي وابن ماجة ، كما في (الكاشف )(٣) و (التقريب ) وقال ابن حجر : ( صدوق )(٤)

وقد كان أبو إسرائيل مؤكّداً على ثبوت الحديث ، كما في (اللآلي المصنوعة ) .

وتكلّم في رواية عبد بن حميد بسبب ( إبراهيم بن مهاجر ) .

وفيه : إنّه من رجال الترمذي وابن ماجة وأبي داود والنسائي ، بل ومسلم كما في (الكاشف ) و (التقريب ) بل نصَّ ابن حجر على أنّه ( صدوق )(٥) .

وتكلّم في رواية عبد الرزاق لكون ( جابان ) في طريقه .

وفيه : إنّه قد وثّقه ابن حبّان ، وقال ابن حجر : ( مقبول )(٦) .

ـــــــــــــــــ

(١) تقريب التهذيب ١ : ٥١٦ .

(٢) الكاشف للذهبي ٢ : ٢٠٠ .

(٣) الكاشف ١ : ٧٦ .

(٤) تقريب التهذيب ١ : ٦٩ .

(٥) الكاشف ١ : ٥٠ ، تقريب التهذيب ١ : ٤٤ .

(٦) تقريب التهذيب ١ : ١٢٢ .

٣٢٤

حول كتاب سليم بن قيس الهلالي

قال الفيض آبادي ما محصّله معرّباً :

كنّا نعتقد منذ القديم ، وعلى أثر التتبع والنظر في أُصول وقواعد مذهب الشيعة ، أنّ أصحّ الكتب عندهم قبل القرآن ، هو : كتاب الكافي لأبي جعفر الكليني ، وقد أرسل إليّ في هذه الأيّام بعض الأصدقاء كتاب التفسير لأهل البيت الطاهرين ، لجامعه شيخ مشايخ الإماميّة علي بن إبراهيم القمّي أُستاذ الكليني ، ومجلَّد كتاب الفتن من بحار الأنوار للشيخ محمّد باقر مع ترجمته لمجتهد العصر وعلاّمة الدهر ، فوجدت الشيخ المذكور ـ أعني أفضل متكلّمي الشيعة المتأخّرين الشيخ المجلسي ـ ينصّ على أنّ كتاب سليم بن قيس هو الأقدم والأفضل .

ولديَّ من كتاب سليم نسخة ، أوّلها :

قال : حدّثني أبوطالب محمّد بن صبيح بن رجاء بدمشق سنة ٣٣٤ ، قال : أخبرني أبو عمر عصمة بن أبي عصمة البخاري ، قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن المنذر بن أحمد الصنعاني بصنعاء ـ شيخ صالح مأمون ، جار إسحاق بن إبراهيم الدميري ـ قال : حدّثنا أبوبكر عبد الرزاق بن همام بن النافع الصنعاني الحميري ، قال : حدّثنا أبو عروة معمر بن راشد البصري ، قال : دعاني أبان بن أبي عيّاش ، قبل موته بنحو شهر ...

ونقل المجلسي عن النعماني أنّه وصف الكتاب المذكور بأنّه أصل من الأُصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو أقدمها ؛ لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الكتاب هو عن رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ، ومن جرى مجراهم ممّن شهد رسول الله وأمير المؤمنين وسمع منهما ، وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها وتعوّل عليها .

وجلالة قدر هذا الكتاب ظاهرة ـ أيضاً ـ من كتب الشيخين عند تلك الطائفة .

وقد وصف البرقي مؤلّفه بأنّه من الأولياء الكاملين من أصحاب أمير المؤمنين .

وجعله الميرزا محمّد الأسترابادي في منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ـ تبعاً لأسلافه ـ من المعدّلين والمعتمدين .

٣٢٥

وكيف لا يكون كذلك ، وقد عدَّه الإمام الأعظم الحلّي في خلاصة الأقوال والشيخ محمّد تقي والد الفاضل المجلسي في رجال روضة المتّقين ، من خُلّص أصحاب المرتضى .

بل إنّه ـ كما قال بعض الأجلّة ـ إنّما صنّف الكتاب المذكور بأمرٍ من أمير المؤمنين.

وفي البحار ، من طريق عمر بن أُذينة ، عن أبان : إنّ سليماً قد احتاط في هذا الكتاب إلى حدٍّ ـ والعياذ بالله ـ لم يثق بما رواه عن أمير المؤمنين وحده ، وكذا كلّ من أصحابه الثلاثة ، يعني سلمان وأبا ذر والمقداد ، حتّى يسمع الخبر من البقيّة ، فإذا اجتمعوا على شيءٍ كتبه ، وهذا هو صريح كلامه ، حيث قال :

( أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبرّ ، عن عليّ بن أبي طالب وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود ، ليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلاّ سألت عنه الآخر ، حتّى اجتمعوا عليه جميعاً ) .

وقد جاء في آخر النسخة : أنّه قد عرض الكتاب كلّه على سيّد الساجدين وكان في مجلسه أبو الطفيل صحابي رسول الله ، وعمر بن أبي سلمة ابن أُم المؤمنين أُم سلمة ( رضي الله عنها ) ، فأقرّوه كلّهم .

وفي البحار : ( قال أبان : فحججت من عامي ذلك ، فدخلت على عليّ ابن الحسين وعنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان من خيار أصحاب عليّعليه‌السلام ، ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن أُم سلمة زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعرضته عليه وعرضت على علي بن الحسين ذلك أجمع ، ثلاثة أيام ، كلّ يومٍ إلى اللّيل ، ويغدو عليه عمر وعامر ، فقرأته عليه ثلاثة أيام فقال لي : صدق سليمرحمه‌الله ، هذا حديثنا كلّه نعرفه ، وقال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ما فيه حديث إلاّ وقد سمعته من علي ومن سلمان وأبي ذر ومن المقداد ) .

والإمام محمّد الباقرعليه‌السلام ، بعد أنْ استمع إلى قصّة الكتاب ومؤلّفه ، جعل يمدحه بالصدق والسداد والرشد والرشاد .

ولا يخفى على أحد : أنّ يعقوباً الكليني الذي استفاد كثيراً من سليم وأمثاله ، لم يصل إلى هذه المراتب العالية ، وكتابه الذي شحنه بروايات الملحدين في الآفاق ، من أمثال زرارة وشيطان الطاق ، لا يصل إلى هذه المراتب القصوى .

٣٢٦

ورواة كتاب سليم من أجلاّء أصحاب سيّد الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمثالهم ، الذين هم ـ كما وصفهم الإمام الرضا ـ كالنجوم في السماء ، وهو كتابٌ مقبولٌ عند أئمّة الهدى ، من أوّله إلى آخره ، ويعدُّ جامعه فيمن لازم أمير المؤمنين وكان من كمّل أصحابه الأطياب ، بالإضافة إلى الوقائع الكثيرة التي شاهدها سليم منذ زمن إمامته إلى زمان إمامة الإمام الباقر .

أمّا الكليني فقد سمع ذلك عن لسان الآخرين .

ولمزيد الاعتماد ودفع الاشتباه وتحقيق الأُمور ، رجع سليم إلى الحسنينعليهما‌السلام أيضاً ، كما في اعتقادات صدوق المتشيّعين وصحيفة المتّقين وليس الخبر كالمعاينة .

وبالنظر إلى هذه الوجوه اليقينيّة ، فلو حلف أحد على صحّة كتاب سليم ما كان حانثاً .

نقد الكلام المذكور

أقول :

وفي هذا الكلام افتراءات وخرافات وأغلاط ، نتعرّض فيما يلي لبعضها :

أوّلاً : ما ذكره من أنّا نقول بأنّ الكافي أصحّ من القرآن الكريم ، من أقبح الافتراءات وأشنع الأكاذيب وأفظع التّهم حاشا أهل الحق من ترجيح كلامٍ أو كتابٍ على كتاب الله العظيم ...

وثانياً : نسبة ترجمة كتاب بحار الأنوار إلى سلطان العلماء قدّس سرّه ، لا أساس لها من الصحّة .

وثالثاً : ما عزاه إلى صاحب البحار من القول بتفضيل كتاب سليم على كتاب الكافي ، باطل كذلك ، إذ لا دلالة لكلامه على هذا بوجهٍ من الوجوه ، بل المستفاد من كلامه ترجيحه سائر الأُصول المعتبرة على كتاب سليم ، حيث قال : ( والحقّ أنّ بمثل هذا ـ أي اشتماله على قصّة محمّد بن أبي بكر الآتي تفصيلها

٣٢٧

ـ لا يمكن القدح في كتابٍ معروفٍ بين المحدّثين ، اعتمد عليه الكليني والصّدوق وغيرهما من القدماء ، وأكثر أخباره مطابقة لما روي بالأسانيد الصحيحة في الأُصول المعتبرة )(١) ، إذ تراه يستدل لاعتبار كتاب سليم باعتماد الكليني وغيره من المحدّثين عليه ، وبمطابقة أخباره لما في الأُصول المعتبرة ، فكان مطابقة أخباره لذلك دليلاً على اعتباره ...

وبالجملة ، فإنّ دعوى أفضليّة كتاب سليم من كتاب الكليني ممنوعة جدّاً ، ولا دليل عليها في كلام الشيخ المجلسي أصلاً .

وما حكاه عن النعماني فظاهره أنّ كتاب سليم أصل من أفضل الأُصول ومن أقدمها ، فلا دلالة فيه على كونه أفضل الأُصول كلّها ...

ورابعاً : إنّ كنية ( عصمة بن أبي عصمة ) هي ( أبو عمرو ) لا ( أبو عمر ) فما ذكره خطأ .

وخامساً : إنّ نسبة إسحاق بن إبراهيم إلى ( الدير ) فهو ( الديري ) وقوله ( الدميري ) خطأ وترجمته مذكورة في الكتب الرجالية ، وليته رجع إليها ، وقد وثّقه غير واحدٍ من الأعلام .

تنبيه على خطأٍ لصاحب التحفة

هذا ، وقد توهّم الدهلوي صاحب (التحفة ) أنّ لسليم بن قيس كتابين لا كتاب واحد ، وقد نشأ هذا التوهّم لديه عندما أراد ترجمة عبارة كتاب (الصواقع ) ـ لكون (التحفة ) منحولةً منه ـ التي هذا نصّها :

( الرواية السادسة :

إنّه روى سليم بن قيس الهلالي في كتابه ، من

ـــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ٣٠ : ١٣٤ ، الباب ١٩ .

٣٢٨

احتجاجات الأشعث بن قيس ، في خبرٍ طويل ، أنّ أمير المؤمنين ، قال : لمّا قُبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومال النّاس إلى أبي بكر فبايعوه ، حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسين ، ولم أدع أحداً من أهل بدر وأهل السّابقة من المهاجرين والأنصار ، إلاّ ناشدتهم الله حقّي ودعوتهم إلى نصرتي ، فلم يستجب لي من جميع الناس إلاّ أربع رهط : الزبير وسلمان وأبو ذر ومقداد

وهو دالّ على أنّه لم يجب عليه التقيّة ؛ لأنّه لو وجبت لم يظهر أمره لمن بايع أبا بكر ، فإنّ التقيّة تنافي الإظهار .

الرواية السابعة :

روى سليم بن قيس في كتابه الآخر المشهور لدى الشيعة بكتاب أبان بن أبي عيّاش الذي يرويه عن سليم : أنّ أبا بكر بعث قنفذاً إلى علي حين بايعه الناس ولم يبايعه علي ، وقال له : انطلق إلى علي وقل له : أجب خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فانطلق فبلّغه ) .

فقال في الوجه السادس : ( ذكر سليم بن قيس الهلالي في كتابه ) ثمّ قال في السابع : ( ذكر سليم بن قيس في كتابه الذي رواه عنه أبان ) ، فتوهّم الدهلوي من اختلاف التعبير تعدّد الكتاب ، كما لا يخفى على من راجع (التحفة )(١) وما هو إلاّ تفنّن في العبارة ؛ لأنّ كتاب سليم ليس إلاّ ما رواه أبان لكنّ الدهلوي غفل عن ذلك .

وسادساً : إنّ الذي يجده الناظر في رجال البرقي هو كون سليم بن قيس من أولياء أمير المؤمنين

وأمّا كلمة ( الكاملين ) فإضافة من الفيض آبادي .

وسابعاً : وما حكاه عن العلاّمة الحلي ـ أيضاً ـ غير خالٍ من التحريف والتصحيف ؛ لأنّ المذكور في (خلاصة الأقوال ) بالنص هو : ( وقال السيّد علي

ـــــــــــــــــ

(١) التحفة الاثنى عشريّة : ٣٦٥ ـ ٣٦٦ .

٣٢٩

بن أحمد العقيقي : كان سليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، طلبه الحجّاج )(١) وليس فيه ( من خُلّص أصحاب ) ، فكانت كلمة ( خُلّص ) إضافةً من الفيض آبادي .

وثامناً : وأمّا أن ( سليماً ) صنَّف هذا الكتاب بأمرٍ من الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام فلا ندري من أين جاء به ؟ وممّن سمعه ؟ ولماذا لم يذكر اسم بعض الأجلّة الذي عزا إليه هذه الدعوى ؟

وتاسعاً : وكبرت كلمة تخرج من فيّ هذا الرجل ، إذ نسب إلى سليم أنّه كان إذا سمع شيئاً من أمير المؤمنينعليه‌السلام وحده لم يكتبه حتّى يسمعه من سلمان ـ أيضاً ـ مثلاً وكيف يمكنه إرجاع الضمير في ( أحدهم ) إلى كلّ من ذكر ليشمل الإمامعليه‌السلام أيضاً بل ظاهر كلام سليم أنّه متى ما سمع شيئاً من أحد الثلاثة منفرداً لم يكتبه ( حتّى اجتمعوا عليه جميعاً ) ، فلا يعمّ الكلام الإمامعليه‌السلام ...

لا يقال : إنّ هذا أيضاً غير جائز ؛ لأنّه طعن في الثلاثة .

لأنّا نقول : ليس الأمر كذلك ، وإنّما كان ذلك احتياطاً من سليم ، كما صرّح هو في حديثٍ سمعه من أبي ذر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ قال : ( يا أبا الحسن ، وأنت يا سلمان ، وأنت يا مقداد ، تقولون كما قال أبوذر ؟

قالوا : نعم ، صدق

قلت : أربعة عدول ، ولو لم يخبرني منكم غير واحدٍ ما شككت في صدقه ، ولكنْ أربعتكم أشدّ لنفسي وبصيرتي )(٢) .

هذا ، ولا مانع من عود الضمير في ( أحدهم ) إلى جميع الأربعة ؛ لجواز

ـــــــــــــــــ

(١) خلاصة الأقوال رجال العلاّمة الحلّي : ٨٣ ترجمة سليم بن قيس الهلالي .

(٢) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٧٢٦/ الحديث ١٩ .

٣٣٠

أن يكون مقصد سليم هو الاحتجاج بالخبر على المخالفين لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان يأخذ الخبر من غيره من الصحابة ـ أيضاً ـ ليتمّ الاحتجاج به عليهم ، كما هو دأب المصنّفين من أهل الحق ، إذ لا يكتفون بما يروونه عن الأئمّة الأطهار في مقام إلزام الخصوم وحتّى الإمام نفسهعليه‌السلام قد اضطرّ إلى مناشدة الأصحاب غير مرّة ، كما هو معلوم ...

وعاشراً : لقد نقل عن الإمام السجّادعليه‌السلام تصديقه كتاب سليم ، لكنَّ السند ضعيف ، ففي (منتهى المقال ) :

( وفي كش ـ بسندٍ ضعيف ـ في جملة حديث : وزعم أبان أنّه قرأه على عليّ بن الحسينعليه‌السلام قال : صدق سليم رحمة الله عليه ، هذا حديث نعرفه )(١) .

وقد كان على الفيض آبادي التنبيه على هذا !

والحادي عشر : إنّه ليس في شيءٍ من الكتب الرجالية ما يدلّ على تصديق الإمامعليه‌السلام وتأييده لكتاب سليم ومن ادّعى فعليه البيان .

نعم هناك رواية فيها تصديق الإمامعليه‌السلام لخبرٍ رواه سليم بن قيس في سبب اختلاف الناس في الحديث ، رواها الكشي في كتابه ، وهذا نصّها :

( محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن كيسان ، عن إسحاق ابن إبراهيم ، عن ابن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال :

قلت لأمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّي سمعت من سلمان ومقداد ومن أبي ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الرواية عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي اللهعليه‌السلام أنتم تخالفونه ـ وذكر الحديث بطوله .

ـــــــــــــــــ

(١) منتهى المقال في الرجال ٣ : ٣٧٦/١٣٥٦ ترجمة سليم بن قيس .

٣٣١

قال أبان : فقدّر لي بعد موت علي بن الحسين أنّي حججت ، فلقيت أبا جعفر محمّد بن علي ، فحدّثته بهذا الحديث كلّه ، لم أخط منه حرفاً ، فاغرورقت عيناه ، ثمّ قال :

صدق سليم ، قد أتى أبي بعد قتل جدّي الحسين وأنا قاعد عنده ، فحدّثه بهذا الحديث بعينه ، فقال له أبي : صدقت ، قد حدّثني أبي وعمّي الحسن ـعليهما‌السلام ـ بهذا الحديث عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الحديث )(١) .

وبهذا ظهر تدليس الفيض آبادي .

والثاني عشر : قد طعن في الكافي ، وشتم زرارة ومؤمن الطاق ، ولقّبه بـ ( شيطان الطاق ) ، وقد نقل بعض أهل السنّة أنّ أوّل من لقّبه بذلك هو إمامهم الأعظم ( أبو حنيفة ) ؛ لكثرة إلزامات مؤمن الطاق وإفحاماته للخصوم في مختلف المسائل والمناظرات ، فلا عجب من أنْ يتّبعه على ذلك المقلّدون له ، عناداً للحقّ وعداوةً لأهل البيتعليهم‌السلام ، لا سيّما وأنّ الإمام الصادقعليه‌السلام كان يقدّمه ويثني عليه وقد صرَّح بكلّ هذا الحافظ ابن حجر ، حيث ترجم لمؤمن الطاق ، قائلاً :

( محمّد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي الكوفي ، أبو جعفر الملقَّب بشيطان الطاق ، نُسب إلى سوقٍ في طاق المحامل بالكوفة ، كان يجلس للصرف بها ، فيقال : إنّه اختصم مع صيرفيٍّ آخر في درهمٍ زائف فغلب ، فقال : أنت شيطان الطاق .

وقيل : إنّ هشام بن الحكم شيخ الرافضة لمّا بلغه أنّهم لقّبوه شيطان الطاق ، سمّاه هو : مؤمن الطاق .

ويقال : إنّ أوّل من لقّبه بشيطان الطاق أبو حنيفة ، في مناظرةٍ جرت بحضرته بينه وبين بعض الحروريّة .

ــــــــــــ

(١) رجال الكشي : ١٠٤ ـ ١٠٥/١٦٧ بترجمة سليم بن قيس الهلالي .

٣٣٢

ويقال : إنّ جعفراً الصّادق كان يقدّمه ويثني عليه )(١) .

والثالث عشر : إنّه زعم اعتراف الإمام الرضاعليه‌السلام بكون أصحاب النبي كالنجوم ، مشيراً إلى حديث : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ...

لكن المراد من ( الأصحاب ) في ( حديث النجوم ) عند أهل الحق هم ( أهل البيت ) خاصّةً ، وهم يروون ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالأسانيد ، ومن ذلك : ما رواه الشيخ الصدوق في (معاني الأخبار ) قال :

( حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه‌الله ) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمّار ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

( ما وجدتم في كتاب الله عزّ وجلّ ، فالعمل لكم به لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب الله عزّ وجلّ وكانت فيه السنّة منّي ، فلا عذر لكم في ترك سنّتي ، وما لم يكن فيه سنّة منّي ، فما قال أصحابي فقولوا به ، إنّما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم ، بأيّها أُخذ أُهتدي ، بأيّ أقاويل أصحابي أخذتم

اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة .

فقيل : يا رسول الله ، من أصحابك ؟

قال : أهل بيتي ) .

قال محمّد بن علي مؤلّف هذا الكتاب : إنّ أهل البيتعليهم‌السلام لا يختلفون ، ولكن يفتون للشيعة بمرّ الحق ، وربّما أفتوهم بالتقية ، فما يختلف من قولهم فهو للتقيّة ، والتقيّة رحمة للشيعة )(٢) .

ـــــــــــــــــ

(١) لسان الميزان ٦ : ٣٧٨/٧٨٧٢ .

(٢) معاني الأخبار : ١٥٦ ـ ١٥٧ .

٣٣٣

وأمّا الخبر في (عيون الأخبار ) الذي توهّم حمل حديث النجوم فيه على الصحابة ، فهو ما رواه الصدوق بقوله :

( حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الصّولي ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن نصر الرازي ، قال : حدّثني أبي قال : سُئل الرضاعليه‌السلام عن قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ، وعن قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : دعوا لي أصحابي .

فقال :هذا صحيح ، يريد من لم يغيّر ولم يبدّل .

قيل : وكيف نعلم أنّهم قد غيّروا وبدّلوا ؟

قال :ما يروونه من أنّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال :

ليذادنّ رجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي ، كما تذاد غرائب الإبل عن الماء ، فأقول : يا ربّ أصحابي أصحابي

فيُقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : بُعداً لهم وسحقاً .

أفترى هذا لمن لم يغيّر ولم يبدّل ؟! )(١) .

لكنّ جواب الإمامعليه‌السلام : ( هذا صحيح ) متوجّه إلى الحديث الثاني وهو قوله : ( دعوا لي أصحابي ) وأمّا الحديث الأوّل ـ وهو حديث النجوم ـ فقد فسّره حديث (معاني الأخبار ) وبذاك المعنى يكون صحيحاً أيضاً ولابدّ من أن يكون المراد ذلك ؛ لأنّه يدلّ على العصمة ، ولا أحد يقول بعصمة الصحابة ...

إلاّ أنّ حديث أصحابي كالنجوم ، ساقط عند أئمّة القوم : كأحمد ، والبزّار ، وابن حزم ، والبيهقي ، وابن حجر ، وغيرهم ، من السابقين واللاحقين ، فمنهم من نصّ على ضعفه ، ومنهم من رماه بالوضع والكذب فراجع : (البحر المحيط في تفسير القرآن ) لأبي حيان الأندلسي ، و (المرقاة في شرح المشكاة ) للقاري ، و (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ) لابن الجوزي ، و (فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ) للمناوي ، و(فواتح الرحموت ـ شرح مسلَّم الثبوت ) لعبد العلي الأنصاري وغيرها من كتب القوم في العلوم المختلفة ...

ـــــــــــــــــ

(١) عيون الأخبار ٢ : ٨٧/٣٣ الباب ٣٢ .

٣٣٤

وإن شئت التفصيل فارجع إلى الرسالة المصنَّفة في خصوص حديث النجوم(١) .

والرابع عشر : ما ذكره من أن سليماً قد حضر الوقائع في زمن إمامة الإمام الباقرعليه‌السلام ، غلط فضيح ، لِما سيأتي من أنّ سليماً قد توفي في أيام الإمام السّجادعليه‌السلام .

والخامس عشر : ما ذكره لترجيح كتاب سليم على الكافي ، من أن الكليني قد روى الوقائع والأخبار بالواسطة ، أمّا سليم ، فقد كان معاصراً لها ومشاهداً لها فيه : إنّ الكليني وإنْ لم يشهد الوقائع والقضايا ، لكنّه رواها عمّن شهدها أو سمعها من المعصوم .

هذا ، مع قطع النظر عن الإسناد إلى سليم ، ومن روى عنهم ثقة الإسلام الكليني .

وأمّا بالنظر إليه ، فالحال مختلف كما لا يخفى على أُولي الأفهام ، فإنّ أسناد بعض أحاديث الكافي فاضل على أسناد كتاب سليم ، وأسناد بعضها مفضول ، فالحكم بترجيح أحد الجانبين على الإطلاق لا يصلح للقبول .

والسادس عشر : ما ذكره من رجوع سليم إلى الحسنينعليهما‌السلام لمزيد التحقيق ، نقلاً عن اعتقادات الصدوق وصحيفة المتقين ، إنْ أراد رجوعه إليهما في جميع ما في كتابه ، فهو ممنوع ؛ لأنّ القدر الثابت أنّه رجع إليهما وذكر لهما خصوص ما سمعه من أمير المؤمنينعليه‌السلام من الخبر الطويل في سبب اختلاف الناس في الحديث ، فهذا هو الذي عرضه عليهما ، وقد صدّقاه فيه ، وأمّا سائر أخبار كتابه ، فلا دليل عليه أصلاً ...

ـــــــــــــــــ

(١) رسالة في حديث أصحابي كالنجوم إحدى ( الرسائل العشر ) المطبوعة ، للسيّد علي الحسيني الميلاني ، وقد استفيد فيها من بحوث السيّد مير حامد حسين كثيراً .

٣٣٥

لقد جاء في كتاب سليم ، بعد أخذه الجواب من الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( قال سليم بن قيس : ثمّ أتيت الحسن والحسينعليهما‌السلام بالمدينة فحدّثتهما بهذا الحديث عن أبيهما قالا : صدقت ، قد حدّثك أمير المؤمنين بهذا الحديث ونحن جلوس عنده ، وقد حفظنا ذلك عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما حدّثك ، فلم تزد فيه حرفاً ولم تنقص منه حرفاً )(١) .

فلا دلالة له على عرض سائر أخباره عليهما ، كما لا يتوهّم منه عدم الاعتماد على نقل الإمامعليه‌السلام ، والعياذ بالله ، وإنّما أراد أن يعلم أنّ ما حفظه عنه مطابق للواقع بلا زيادةٍ ونقصان أو لا ...

أقول :

هذا تمام الكلام على ما ذكره الفيض آبادي في هذا الفصل من كلامه، الذي يحاول فيه إثبات أفضليّة كتاب سليم بن قيس عند أهل الحق من سائر كتبهم ، ثمّ يبدأ بفصلٍ آخر ، فيذكر المطاعن والإشكالات على الكتاب ، فيستنتج من الفصلين : أنّ الكتاب الذي أُلّف بأمر أمير المؤمنين ، وعُرض على الأئمّة الطاهرين ، وكان أفضل الكتب عند الطائفة ، يشتمل على أباطيل وأكاذيب وبذلك يريد القدح والطعن على المذهب وأئمّته وأتباعه هذا كلّ ما يريده هذا الرجل ...

وقد عرفت ما في كلماته في الفصل السابق .

وقد افتتح الفصل الثاني من كلامه بأنْ نسب إلى الشيخ المجلسي في (بحار الأنوار ) القول بأنّ بعض الأعاظم من الإماميّة يقدحون في الكتاب ويطعنون على مؤلّفه ، وذكر أنَّ الحسن بن علي بن داود ـ وهو الإمام في نقد الرجال ، وشيخ الطائفة في معرفة أحاديث الأئمّة كما قال ـ نقل عن رجال الشيخ أنّه يقال : ( ينسب إليه الكتاب المشهور ، وهو موضوع ) .

قال : والسبب في ذمّ وجرح هؤلاء الأكابر لكتاب سليم ، وكما يظهر من كلام الإمام الأعظم الحلّي وأساتذته في ( خلاصة الأقوال ) وغيره هو : اشتمال الكتاب على الافتراءات العظيمة والأكاذيب الكبيرة .

ـــــــــــــــــ

(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٦٢٨/ الحديث العاشر .

٣٣٦

أقول :

هذا كلامه قبل الورود فيما زعمه من موارد النقد والإيراد في كتاب سليم .

ولكنّ ما نقله عن المجلسي في (البحار ) من طعن بعض أعاظم الإماميّة في الكتاب ومؤلّفه ، كذب واضح ، فإنّ الشيخ المذكور لم يذكر في كتابه طعناً من أحدٍ لا تلويحاً ولا تصريحاً لا في كتاب سليم ولا في مؤلّفه ...

قضيّة محمّد بن أبي بكر مع أبيه

وإنّ أوّل ما تعرّض له هذا الرجل واهتمّ به في مقام الطعن في كتاب سليم ، هو : قضيّة أنّ محمّد بن أبي بكر قد حضر أباه عند احتضاره وكلّمه ووَعَظَه قال : وهذا من الافتراءات العظيمة ؛ لأنّ محمّداً ولد في حجّة الوداع ، وكان في وقت موت أبيه ابن ثلاث سنين ، فكيف يمكنه أن يعظ أباه ؟

إلاّ أنّ الرجل قد أضاف ـ من عنده ـ إلى القضيّة أشياء ، لا عين لها في كتاب سليم ولا أثر ، ونحن ننبّه على إضافاته المكذوبة ، ثمّ نتكلّم على أصل القضيّة :

١ ـ لقد زعم أنّ في كتاب سليم : أنَّ محمّداً ذكّر أباه الاعتقاد بالتوحيد والنبوّة وحقوق أهل البيت النبوي ...

والحال أنّ الذي في كتاب سليم إنّما هو إلقاء كلمة التوحيد فقط ، وهذه عبارته :

( فقلت له لمّا خلوت به : يا أبت قل لا إله إلاّ الله

قال : لا أقولها أبداً ، ولا أقدر عليها حتّى أدخل التابوت )(١) .

٢ ـ لقد ذكر أنّ محمّداً تكلَّم عن إمامة أمير المؤمنين وخصائصه ، من العلم بما كان وما يكون ، وتحدّثه مع الملائكة وظاهر كلامه وجود هذا في

ـــــــــــــــــ

(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٨٢٢/ الحديث السابع والثلاثون .

٣٣٧

كتاب سليم في خبر قضيّة محمّد مع أبيه ، والحال أنّه لا عين لذلك فيه ولا أثر ، كما لا يخفى على من أجال فيه النظر .

فإنْ أراد الاعتذار عن ذلك بأنّه قد نقله عن غير كتاب سليم ، فلا يُصغى إليه ؛ لأنَّ الكلام في كتاب سليم ...

٣ ـ لقد ذكر أنّ محمّداً قد استدلَّ ببعض الآيات القرآنيّة ، رفعاً لاستبعاد الناس أنّ الملائكة كانت تحدّث أمير المؤمنينعليه‌السلام .

فإنْ كان غرضه وجود هذا في كتاب سليم ، توجّه إليه السؤال : هل إنّ استدلاله كان في حال صغر سنّه وحين احتضار أبيه ، أو في الأزمنة المتأخّرة ؟

فإنْ أراد وقوع ذلك منه في الأزمنة المتأخرة ، فأيّ ربطٍ لذلك ببحثه عن حال كتاب سليم ، واشتماله على الافتراءات ؟

وإنْ أراد وقوع ذلك منه في حال صغره ووقت احتضار أبيه ، فهذا كذب على سليم وكتابه .

يقول سليم في كتابه ما نصّه : ( قلت : وهل تحدّث الملائكة إلاّ الأنبياء صلوات الله عليهم ؟

قال ـ أي محمّد بن أبي بكر ـ أما تقرأ القرآن :( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ ولا نبيّ ولا محدّث ) قلت : أمير المؤمنين محدَّث ؟

قال : نعم ، وكانت فاطمة محدَّثةً ولم تكن نبيّةً ، ومريم محدَّثة ولم تكن نبيّة ، وأمّ موسى محدَّثة ولم تكن نبيّة ، وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشّروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، ولم تكن نبيّةً )(١) .

هذا ، ومن قرأ كتاب سليم ، علم أنّ لقائه مع محمّد بن أبي بكر إنّما كان بعد موت أبيه بزمنٍ طويل ؛ لأنّ لقائه كان بعد موت أبي عبيدة الجرّاح ،

ـــــــــــــــــ

(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٨٢٣ ـ ٨٢٤/ الحديث السابع والثلاثون .

٣٣٨

المتوفّى في السنة الثامنة عشرة كما في (الاستيعاب )(١) ، بل كان بعد موت معاذ ، وموته متأخر عن موت أبي عبيدة فمحمّد عند هذه المكالمة ـ في أقل تقدير ـ ابن ثمان أو عشر سنين وأيّ مانعٍ من أنْ تصدر منه تلك الاستدلالات حينئذٍ ؟

٤ ـ لقد ادّعى الإجماع على ولادة محمّد بن أبي بكر في حجّة الوداع ، وهذا منه جهلٌ أو تجاهل قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتاب (تحصيل الكمال في أسماء الرجال ) : ( محمّد بن أبي بكر الصديق ، هو أبو القاسم محمّد ابن أبي بكر ، ولد عام حجّة الوداع بذي الحليفة أو بالشجرة ، سنة ثمان )(٢) .

وذكر ابن الأثير في (جامع الأُصول ) بترجمته أنّه ولد بالشجرة ، أي عام ثمان(٣) .

وقال تقي الدين المكّي بترجمته من (العقد الثمين في تاريخ بلد الله الأمين ) :

( محمّد بن أبي بكر الصديق ، واسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر القرشي التيمي أبو القاسم ، ولد عام حجّة الوداع أو بالشجرة )(٤) .

وكذا في (تهذيب الكمال ) و (الاستيعاب ) وغيرهما ، حيث ذكر القول بولادته في الشجرة ، أي في السنة الثامنة من الهجرة .

٥ ـ ومن العجب دعواه رواية الكليني في الكافي ولادته في حجّة الوداع .

إنّ للشيخ الكليني في الكافي روايتين في الباب ، وهذه ألفاظهما :

ـــــــــــــ

(١) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٢ : ٧٩٤/١٣٣٢ بترجمة أبي عبيدة .

(٢) تحصيل الكمال في أسماء الرجال رجال المشكاة ترجمة محمّد بن أبي بكر .

(٣) جامع الأصول ٣ : ٧١/١٣٤٩ كتاب الحج ، الباب الثاني ، الفصل الأوّل .

(٤) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ٢ : ٢١٤/٢٢٠ .

٣٣٩

أمّا الأُولى فهي : ( علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام : إنّ أسماء بنت عميس نفست بمحمّد بن أبي بكر ، فأمرها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلَّم ) حين أرادت الإحرام من ذي الحليفة أن تحتشي بالكرسف والخرق وتهلّي بالحج ، فلمّا قدموا مكّة وقد نسكوا المناسك ، وقد أتى لها ثمانية عشر يوماً ، فأمرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تطوف بالبيت وتصلّي ، ولم ينقطع عنها الدم ففعلت ذلك )(١) .

وأمّا الثانية فهكذا : ( عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن عمر بن أبان الكلبي ، قال : ذكرت لأبي عبد اللهعليه‌السلام المستحاضة ، فذكر أسماء بنت عميس ، فقال : إنّ أسماء ولدت محمّد بن أبي بكر بالبيداء ، وكان في ولادتها البركة للنساء لمن ولدت منهنّ أو طمثت ، فأمرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستثـفرت وتنطقت بمنطقة وأحرمت )(٢) .

فهل تجد في هذين الخبرين ذكراً لحجّة الوداع ؟

٦ ـ ولم يكتف بالإسناد إلى الكافي ، بل أسند ذلك إلى الكشي أيضاً ، والحال أنّه لا أثر من ذلك في رجال الكشي ، بل ليس بكلامه بترجمة محمّد ذكر من ولادته أصلاً ، فضلاً عن كونها في حجّة الوداع وهذه ألفاظها في الكتاب المذكور :

( محمّد بن أبي بكر : حدّثني محمّد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار القميّان قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، قال : حدّثني الحسن بن موسى الخشّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول :

ـــــــــــــــــ

(١) الكافي ٤ : ٤٤٩/١ ، كتاب الحج .

(٢) الكافي ٤ : ٤٤٤/٢ ، كتاب الحج .

٣٤٠

ونكايته فيهم ومقاماته المشهورة في تشييد الملّة ونصرة الدين والرأفة بالمؤمنين ويؤيّد ذلك أيضاً إنذار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قريشاً بقتال عليّ لهم من بعده حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم فقالوا له: يا محمّد إنَّ أرِقّاءَنا لحقوا بك فارددهم علينا فقال رسول الله:[لتنتهنَّ يا معاشر قريش أو ليبعثنَّ الله عليكم رجلاً يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله فقال له بعض أصحابه من هو يا رسول الله، أبو بكر؟ قال:لا: ولكنَّه خاصف النعل في الحجرة] وكان عليٌّ يخصف نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وروي عن عليٍّعليه‌السلام انّه قال يوم البصرة[والله ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم]، وتلا هذه الآية، وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنّ رسول الله قال:[يرد عليَّ قوم من أصحابي يوم القيامة فيجلون (١) عن الحوض، فأقول يا ربِّ أصحابي أصحابي فيقال: إنّك لاعلم لك بما أحدثوا من بعدك، إنّهم إرتدّوا على أدبارهم القهقري] وقيل انّ الآية عامّة في كلّ من استجمع هذه الخصال إلى يوم القيامة.

و روى الطبرسي في الصفحة ٢٠٨ من تفسيره، وقال: وذكر علي بن إبراهيم بن هاشم انّها نزلت في مهدي الأمّة وأصحابه وأوّلها خطاب لمن ظلم آل محمّد وقتلهم وغصبهم حقّهم ويمكن أن ينصر هذا القول بأنّ قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فهو يتناول من يكون بعدهم بهذه الصفة إلى قيام الساعة( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ ) أي محبّتهم لله ولين جانبهم للمؤمنين وشدّتهم على الكافرين، بفضل من الله وتوفيق ولطف منه ومنَّةٍ من جهته.

____________________

(١) أي يُنفون ويُطردون عنه.

٣٤١

سورة المائدة الآية ٥٥

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

لقد روى العلماء الأعلام والمفسّرون والحفّاظ ورواة الحديث- بأسانيدهم مرفوعة ومستندةً- أمثال السُدّي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيعة، وعباية بن ربعي، وعبد الله بن عباس وأبي ذر الغفّاري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعمّار بن ياسر، وأبو رافع، وعبد الله بن سلام وغيرهم سواء من الصحابة أو التابعين، فقد رووا أنّ الآية نزلت في شأن الإمام عليّعليه‌السلام ، وقد اتّفقوا على هذا المضمون وإن اختلفت ألفاظهم، وقالوا: إنّ عليّ بن أبي طالب كان يصلّي في المسجد، إذ دخل مسكين وسأل المسلمين الصدقة والمساعدة، فلم يعطه أحد شيئاً وكان عليّعليه‌السلام في الركوع فأشار بأصبعه إلى السائل، فأخرج الخاتم من يد الإمام عليّعليه‌السلام فنزلت الآية الكريمة في شأنه وحده على صيغة الجمع، وذلك من أجل التعظيم والتفخيم لمقامه.

ولقد ذكره الفاضل التفتازاني والعلامة القوشجي في شرح التجريد.

قال: انّها باتّفاق المفسِّرين نزلت في حقّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع.

وللملاحظة: إنَّ كلمة (الولي) جاءت بصيغة المفرد وأضيفت إلى ضمير الجمع أي إنمّا ولي المسلمين، علماً أنَّ الأدباء واللغويين يجيزون إطلاق الجمع على الفرد لأجل التفخيم والتعظيم والقاعدة المقرّرة عند العلماء، أنَّ العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، فقد جاء في اللفظ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ) وهي أداة حصر فلو يقال: إنّ الآية نزلت في شأن الإمام عليّعليه‌السلام ، وأنَّ الولاية الإلهية في عصره منحصرة فيه، فهو وليّ المسلمين دون غيره، ولا يحقّ لأحد أن يدّعي الولاية على الإمام عليّعليه‌السلام ، ما دام على الحياة، فإذا مات أو قتل فالولاية الّتي تضمنتها الآية تنتقل إلى غيره، وإنّما هم الأئمّة الأحد عشر من بعده، من ولده، واحداً بعد الآخر، وبهذا يمكن القول أنَّ الآية إنْ تشمل أفراداً لا فرداً واحداً، فهم الأئمّة المعصومون من أهل البيتعليهم‌السلام .

كما قال الزمخشري في الكشّاف في ذيل الآية الكريمة؛ ولو أنّ الآية حصر في شأن عليّعليه‌السلام ، فإنّ المقصود من نزولها بصيغة الجمع قد كان لترغيب الآخرين ليتّبعوا عليّاًعليه‌السلام في هذا الأمر ويتعلّموا منه.

٣٤٢

وقد يشكل البعض أنْ كيف يلتفت الإمام إلى سائل فقير ويعطيه خاتمه وهو في حال الركوع فيكون انصرافه عن الله والتفاته إلى الفقير نقصاً لصلاته ونقضاً لعبادته.

وهنا ينبغي الانتباه، بأنّه هل كان التفات الإمام للأمور الماديّة كي تعدّ نقصاً، أو كان إلى الأمور المعنويّة؟ فهو زيادة وإكمال. فإعطاء الزكاة والصدقة للفقير عبادةٌ مقرّبة إلى الله تعالى وكذا الصلاة فهي عبادة أقامها الإمام عليّعليه‌السلام قربة إلى الله تعالى، فهو لم يخرج عن حال التقرب إلى الله تعالى ولم ينصرف عن العبادة إلى عمل غير عبادي، وإنّما هو انصراف من الله تعالى إلى الله، فهو تكرار العبادة. فقد أتى الزكاة في حال الصلاة فجمع فرضين ليكسب رضا الله تعالى ويتقرَّب إليه، وبهذا التقرب لله تعالى والقبول منه الزكاة والصلاة أنزل - الله تعالى - الآية وأعطاه الولاية وهو الدلالة على قبول عمله وعبادته.

ولقد أظهرت وأبانت الروايات المتواترة سواء في كتب التفسير والحديث والفقه والكلام أنّ هذه الآية الكريمة قد نزلت حصراً في الإمام عليّعليه‌السلام ، ولقد نصّ على صحّة تلك الروايات العلماء الكبار والأعاظم من أهل السنّة والجماعة.

فقد ورد في كتاب إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل: ج ٢ ص ٣٩٩ وكذلك كتاب مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٨ لابن شهر آشوب وكذلك بكتاب الغدير للشيخ الأميني: ج ٢ ص ٥٢ وغيرها من الكتب المعتبرة القيّمة والمعتمدة.

أصحاب التفاسير الذين أوردوا الآية الكريمة( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ) النازلة بالإمام عليّعليه‌السلام .

الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره: كشف البيان.

أبو الحسن الرماني في تفسيره.

الفاضل النيسابوري في تفسيره: غرائب القرآن ج ١ ص ٤٦١.

ابن سعدون القرطبي، في تفسيره.

الحافظ أبو بكر الجصّاص في تفسيره: أحكام القرآن ٥٤٢.

الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه: ما نزل من القرآن في عليّ.

أبو سيف الشيخ عبد السلام القز ويني في تفسيره الكبير.

الحافظ بن أبي شيبة الكوفي في تفسيره.

٣٤٣

أبو البركات الحافظ النسفي في تفسيره: ج ١ ص ٤٩٦.

الحافظ البغوي في معالم التنزيل.

الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام ، أو النّور المشتعل.

الحافظ الحسين بن الحكم الحبري، ما نزل من القرآن في أهل البيت.

الطبري في تفسيره: ج ٦ ص ١٦٥ من طريق ابن عباس، وعتبة ابن أبي حكيم، ومجاهد.

أبو الحسن الواحدي في تفسيره أسباب النزول: ص ١٤٨ من طريقين.

الفخر الرازي في تفسيره الكبير: ج ٣ ص ٤٣١ عن عطاء عن عبد الله بن سلام وابن عباس وحديث أبي ذر.

الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره: ج ١ ص ٤٩٦.

ابن كثير في تفسيره: ج ٢ ص ٧١.

الزمخشري في تفسيره الكشّاف: ج ٢ ص ٥٤٣ مطبعة البهية، ج ١ ص ٦٢٤ طباعة إنتشارات -آفتاب - طهران.

الشوكاني في تفسيره فتح الغدير: ج ٢ ص ٥٠.

ابن حيّان الغرناطي في تفسيره البحر المحيط: ج ٣ ص ٥١٣، وفي طبعة الحلبي وأولاده: ج ٢ ص ٥٣.

القاضي البيضاوي في تفسيره، أنوار التنزيل.

السيد محمود الألوسي - البغداديّ في تفسيره، روح المعاني تعقيبه الآية الكريمة، ج ٦ مطبعة المنيريّة بمصر. أو ج ٢ ص ٣٢٩.

وابن كثير الشامي قد أورد الروايات بطريق عن أمير المؤمنين ومن طريق ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل، وعن ابن جرير الطبري بإسناده عن مجاهد، والسدي، وعن الحافظ عبد الرزّاق بإسناده عن ابن عباس، وبطريق الحافظ ابن مردويه بالإسناد عن سفيان الثوري، عن ابن عباس ومن طريق الكلبي عن ابن عباس، فقال: هذا إسناد لا يقدح به وعن الحافظ ابن مردويه بلفظ أمير المؤمنين، وعمّار، وأبي رافع.

٣٤٤

أصحاب الكتب من الحافظين والرواة وأصحاب الصحاح والمؤرِّخين الّذين ذكروا نزول الآية الكريمة في الإمام عليّعليه‌السلام .

١- الإمام النسائي في صحيحة.

٢- محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول.

٣ - ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة: ج ١٣/٢٧٧.

٤ - أبو بكر البيهقي في كتابه: المصنف.

٥ - رزين العبدري في الجمع بين الصحاح الستّة.

٦ - ابن عساكر في تاريخه: تاريخ دمشق.

٧ - سبط ابن الجوزي في كتابه: التذكرة.

٨- القاضي عضد الإيجي في كتابه: المواقف ص ٢٧٦.

٩- السيد الشريف الجرجائي من شرح المواقف.

١٠- الحافظ أبو سعيد السمعاني، في فضائل الصحابة.

١١- أبو جعفر الإسكافي، في نقض العثمانيّة.

١٢- الطبراني في الأوسط.

١٣- ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب.

١٤- القوشجي في شرح التجريد.

١٥- الشبلنجي في نور الأبصار ص ٧٧ حديث أبي ذر المذكور عن الثعالبي.

١٦- محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢٢٧.

١٧- ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: ص ١٢٣.

١٨- الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ص ٢٢٨.

١٩- الخوارزمي في المناقب: ص ١٧٨.

٢٠- ابن كثير في كتابه، البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٧ عن الطبراني بإسناده عن أمير المؤمنين ومن طريق ابن عساكر عن سلمة بن سهيل.

٢١- السيوطي في جمع الجوامع: ج ٦ ص ٣٩١ وكذلك في كتابيه، لباب النقولص ٩٠ طبعة مصطفى الحلبي، وفي كتابه الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٩٣.

٣٤٥

٢٢- ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة: ص ٢٥.

٢٣- الكشف الحنفي في كتابه، مناقب المرتضوي: ص ٧ طباعة الهند - بومبا ئ ي -.

٢٤- الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه، ينابيع المودّة: ص ٢١٢.

٢٥- ابن شهر آشوب في كتابه، مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٠٨.

٢٦- كنز العمّال للمت ّ قى الهندي: ج ٦ ص ٣٩١ من طريق الخطيب البغدادي في [المتّفق] عن ابن عباس وفي ص ٤٠٥ من طريق أبي الشيخ وابن مردويه عن أمير المؤمنين.

سورة المائدة الآية ٥٥

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

١- أخرج الحسين بن الحكم الحبري الكوفي، في كتابه، مانزل من القرآن في أهل البيت ص ٥٤ قال: حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا موسى بن مطير عن المنهال بن عمر، عن عبد الله بن محمّد بن الحنفيّة، قال: كان عليّعليه‌السلام يصلّي إذ جاءه سائل فسأله، فأشار بإصبعه فمدّها فأعطاه للسائل خاتماً، فجاء السائل إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال (النبي):[هل أعطاك (أحد) شيئاً]؟ قال: نعم فنزلت فيه( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية.

وبرواية أخرى أخرجها الحبري في كتابه: ما نزل في أهل البيت ص ٥٤ قال: حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) نزلت في عليٍّعليه‌السلام خاصّة.

٢- أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، المفسّر أخرج في تفسيره الكشف والبيان -مخطوط- بإسناده عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (رضي‌الله‌عنه ). قال:

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفقيه قال: حدّثنا عبد الله بن الشعراني قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين، قال: حدّثنا المظفّر بن الحسن الأنصاري قال: حدّثنا السُدّي بن علي الورّاق قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن عباية بن الربعي قال:

٣٤٦

حدّثنا عبد الله بن عبّاسرضي‌الله‌عنه ، وهو جالس بشفير زمزم يقول: قال رسول الله: إذ أقبل رجل معتمٌّ بعمامة، فجعل ابن عبّاس لا يقول: قال رسول الله، إلّا وقال الرجل: قال رسول الله. فقال ابن عبّاس: سألتك بالله من أنت؟ قال: فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدريّ، أبو ذرّ الغفاريّ سمعت رسول الله بهاتين وإلّا فصمّتا، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا يقول:

[عليٌّ قائد البررة وقاتل الكفرة، منصورٌ من نصره، مخذول من خذله].

أما إنّي صلّيت مع رسول الله يوماً من الأيّام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: أللّهمّ اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان عليّ راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختّم فيها فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فلمّا فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: أللّهم موسى سألك فقال:( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴿٢٦﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَاني ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) . فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً:( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ) .

[أللّهم وأنا محمّدٌ نبيّك وصفيّك، أللّهم واشرح لي صدري ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً، أشدد به ظهري].

قال أبو ذرّ: فما استتمَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله تعالى فقال: يا محمّد إقرأ، قال: وما أقرأ، قال: إقرأ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

وعن الجمع بين الصحاح الستّة، لزرّين العبدري في الجزء الثالث الفصل الأوّل من كتاب خصائص الوحي المبين(١) في تفسير سورة المائدة قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية - من صحيح النسائيّ عن ابن سلام، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلنا: إنّ قومنا حادّونا لماّ صدّقنا الله ورسوله، وأقسموا أن لا يكلّموننا، فأنزل الله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) الآية.

____________________

(١) خصائص الوحي المبين: ص ٢٤ ط ١.

٣٤٧

ثمَّ أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلّون فمن بين ساجد وراكع وسائل إذ يسأل، وأعطي عليّ خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقرأ علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمنوا فإن حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) .

وعن مناقب ابن المغازليّ الشافعيّ في تفسير قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزّاز إذناً قال: حدّثنا الحسن بن عليّ العدويّ، قال: حدّثنا سلمة بن شبيب قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) قال: نزلت في عليّ.

وعنه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال: أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب قال: حدّثنا محمّد بن أحمد العسكريّ الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا عبادة قال: حدّثنا عمر بن ثابت عن محمّد بن السائب عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: كان عليّ راكعاً فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه فقال رسول الله:[من أعطاك هذا]؟ فقال: أعطاني هذا الراكع فأنزل الله هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... الخ ) .

٣٤٨

وعنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذناً: أنَّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد العسكريّ قال: حدّثنا محمّد بن عثمان قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون قال: حدّثنا عليّ بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء، قال أبو مريم: حدّث عليّاً بالحديث الذي حدّثني عن أبي جعفر. قال: كنت عند أبي جعفر جالساً إذ مرّ عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك، هذا ابن الّذي عنده علم الكتاب؟ قال:[لا: ولكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب الّذي أُنزلت فيه آيات من كتاب الله عزّ وجلّ: ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ،( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ،( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) ] .

وعن الخطيب الخوارزميّ في جواب مكاتبة معاوية إلى عمرو بن العاص، قال عمرو بن العاص:

لقد علمت يا معاوية ما أنزل في كتابه من الآيات المتلوّات في فضائله الّتي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) ،( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ،( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ ) وقد قال الله تعالى:( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ) ، وقد قال الله تعالى لرسوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) .

وعنه بإسناده إلى أبي صالح عن ابن عبّاس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممّن قد آمن بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا: يا رسول الله إنّ منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس ولا متحدّث دون هذا المجلس، وإنَّ قومنا لماّ رأونا قد آمنّا بالله ورسوله وقد صدَّقناه، رفضونا، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا، وقد شقّ ذلك علينا. فقال لهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

٣٤٩

ثمّ إنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع وبصر بسائل، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم خاتم من ذهب. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:من أعطاكه ؟ فقال: ذلك القائم - وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب - فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:على أيِّ حال أعطاك ؟ قال: أعطاني وهو راكع، فكبَّر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قرأ:( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمنوا فإن حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ] (١)

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول في ذلك:

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكلّ بطئ في الهدى ومسارعِ

أيذهب مدحي والمحبيّن ضائعاً

وما المدح في ذات الإله بضائعِ

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعاً

فدتك نفوس القوم يا خير راكعِ

بخاتمك الميمون يا خير سيّد

ويا خير شار ثمّ يا خير بائعِ

فأنزل فيك اللهُ خير ولاية

وبيَّنها في محكمات الشَّرائعِ

وعن الحموينيّ بإسناده إلى أبي هدبة إبراهيم بن هدبة قال: نبّأنا أنس بن مالك: أنَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يقرض المليّ الوفيّ؟ وعليٌّ عليه السَّلام راكع يقول بيده(٢) خلفه للسائل: أن اخلع الخاتم من يدي، قال فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا عمر وجبت ، قال: بأبي وأميّ يا رسول الله ما وجبت؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:وجبت له الجنّة، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه من كلّ ذنب ومن كلّ خطيئة].

وعنه بإسناده عن زيد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر -رضي‌الله‌عنه - يقول: وقف لعليّ بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة التطوّع، فنزع خاتمه وأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه ذلك، فنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

____________________

(١) سورة المائدة: الآية ٥٦.

(٢) أي يشير.

٣٥٠

وعن الحافظ أبي نعيم عن أبي الزبير عن جابر-رضي‌الله‌عنه - قال: جاء عبد الله بن سلام وأتى معه قوم يشكون مجانبة الناس إيّاهم منذ أسلموا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[أبغوا إليَّ سائلاً فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه فقال له:أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه. قال:فاذهب فأرني] قال: فذهبنا فإذا عليّ قائم، فقال: هذا، فنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

وعنه عن موسى بن قيس الحضرميّ عن سلمة بن كهيل قال: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكع فنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) ...

وعنه عن عوف بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو نائم إذ يوحى إليه وإذا حيّة في جنب البيت فكرهت أن أدخلها وأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحيّة، فإن كان شيء كان فيّ دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) قال: الحمد لله. فأتى إلى جانبي فقال: ما أضجعك ههنا؟ قلت: لمكان هذه الحيّة. قال:[قم إليها فاقتلها ، فقتلتها ثمّ أخذ بيدي فقال:يا أبا رافع: سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّاً. حقٌّ على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك].

أقول: والروايات في نزول الآيتين في قصّة التصدّق بالخاتم كثيرة، وقد إشترك في نقلها عدّة من الصحابة كأبي ذرّ وابن عبّاس وأنس بن مالك وعمّار وجابر وسلمة بن كهيل وأبي رافع وعمرو بن العاص، وعليّ والحسين وكذا السجّاد -عليّ بن الحسين- والباقر والصادق والهادي وغيرهم من أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كما وقد اتّفق على نقلها من غير ردّ أئمّة التفسير المأثور كأحمد والنسائيّ والطبريّ والطبرانيّ وعبد بن حميد وغيرهم من الحفّاظ وأئمّة الحديث وقد تسلَّم ورود الرواية المتكلّمون، وأوردها الفقهاء في مسألة الفعل الكثير من بحث الصلاة، وفي مسألة "هل تسمّى صدقة التطوّع زكاة" ولم يناقش في صحّة انطباق الآية على الرواية فحول الأدب من المفسِّرين كالزمخشريّ في الكشّاف وأبي حيّان في تفسيره. (نقلاً من تفسير الميزان ج ٦ ص ٢٣ – ٢٥).

٣٥١

وفي أمالي الشيخ قال: حدّثنا محمّد بن محمّد -يعني المفيد- قال: حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب، قال: حدّثني الحسن بن علي الزعفرانيّ، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا محمّد بن علي، قال: حدّثنا العباس بن عبد الله العنبريّ، عن عبد الرحمن بن الأسود الكنديّ اليشكريّ، عن عون بن عبيد الله، عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً وهو نائم وحيَّةٌ في جانب البيت فكرهت أن أقتلها وأوقظ النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فظننت أنّه يوحى إليه فاضطجعت بينه وبين الحيّة فقلت: إن كان منها سوء كان إليَّ دونه.

فكنت هنيئةً فاستيقظ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقرأ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) -حتّى أتى على آخر الآية- ثمّ قال:[ألحمد لله الّذي أتمّ لعليّ نعمته، وهنيئاً له بفضل الله الّذي آتاه ، ثمّ قال لي: ما لك هاهنا؟ فأخبرته بخبر الحيّة فقال لي:أقتلها ففعلت ثمّ قال لي:يا (أبا) رافع: كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً وهو على الحقّ وهم على الباطل؟ جهادهم حقّاً لله عزَّ اسمه فمن لم يستطع بقلبه، ليس وراءه شيء، فقلت: يا رسول الله ادع الله لي إن أدركتهم أن يقوّيَني على قتالهم قال: فدعا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال:إنَّ لكلّ نبيّ أمينا،ً وإنَّ أميني أبو رافع].

قال: فلمّا بايع الناس عليّاً بعد عثمان، وسار طلحة والزبير، ذكرت قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فبعت داري بالمدينة وأرضاً لي بخيبر وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لأستشهد بين يديه فلم أُدرك معه حتّى عاد من البصرة، وخرجت معه إلى صفّين فقاتلت بين يديه بها وبالنهروان أيضاً، ولم أزل معه حتّى استشهد عليعليه‌السلام ، فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض فأعطاني الحسن بن عليعليه‌السلام أرضاً بينبع، وقسّم لي شطر دار أمير المؤمنينعليه‌السلام فنزلتها وعيالي.

وفي تفسير العيّاشي بإسناده عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن، عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوّع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلم بذلك فنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علينا ثمّ قال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه].

٣٥٢

وكذلك جاء في تفسير العيّاشي، عن المفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: لماّ نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) شقّ ذلك على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وخشي أن تكذّبه قريش فأنزل الله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) فقام بذلك يوم غدير خمّ.

وفيه عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهماعليهما‌السلام قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[إنّ الله أوحى إلىَّ أن أُحِبَّ أربعةٌ: عليّاً وأبا ذرّ وسلمان والمقداد]، فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس، أما كان أحدٌ يعرف هذا الأمر؟ فقال: بلى ثلاثة. قلت: هذه الآيات الّتي أُنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) وقوله:( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) أما كان أحدٌ يَسأل فيمن نزلت؟ فقال: من ثمّ أتاهم، لم يكونوا يسألون.

ومن المتأخرين الكاتب المصري جلال الشرقاوي، في كتابه عليٌّ إمام المتّقين ص ٦٢، جاء ما يلي: أمّا الآية الكريمة( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، فقد اتّفق الطبري وابن كثير والسيوطي على انّها نزلت في عليّ.

وجاء في النّور المشتعل من كتاب: ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام أو (المنتزع من القرآن)، للحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بابي نُعيم الأصبهاني قال الحافظ أبو نعيم: حدّثنا سليمان بن أحمد (الطبراني)، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، (حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات، حدّثنا علي بن هاشم عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع)، قال: حدّثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه (أبي رافع) قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو نائم -أو يوحى إليه- وإذا حيّةٌ في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظَه فاضطجعت بينه وبين الحيّة وقلت: إن كان منها شيء يكون بي لا برسول الله فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال الحمد لله، فرآني إلى جانبه فقال: ما أضجعك هاهنا؟ قلت: لمكان هذه الحيّة. قال:[قم إليها فاقتلها ، فقتلتها (فحمد الله) ثمّ أخذ بيدي وقال:يا أبا رافع: سيكون بعدي قومٌ يقاتلون عليّاً. حقٌ على الله جهادهم، فمن لم يستطيع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطيع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك].

قال أبو نعيم: ورواه مخوّل عن عبد الرحمان (بن) الأسود، عن محمّد بن عبيد الله وقال:[الحمد لله الذي أتمّ لعليّ نعمه، وهنيئاً لعليّ بتفضيل الله إيّاه].

وعن الحافظ أبي نعيم في الحديث ٧.

٣٥٣

٧- حدّثنا إبراهيم بن أحمد المقرئ قال: حدّثنا أحمد بن نوح، قال: حدّثنا أبو عمر الدوري قال: حدّثنا محمّد بن مروان (عن) الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

قال ابن عباس: إنّ رهطاً من مسلمي أهل الكتاب منهم عبد الله بن سَلَّام وأسد وأسيد وثَعْلَبة لما أمرهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقطعوا مودّة اليهود والنصارى فعلوا، فقال بنو قريضة والنضير: فما لنا نوّادُّ أهل دين محمّد وقد تبرّأوا من ديننا ومودَّتنا، فو الذي يُحلف به، لا يكلِّم رجل منَّا رجلاً دخل في دين محمّد، ولا نناكحهم ولا نبايعهم ولا نجالسهم ولا ندخل عليهم ولا نأذن لهم في بيوتنا، ففعلوا.

فبلغ ذلك عبد الله بن سلام وأصحابه فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله، عند الظهر فدخلوا عليه فقالوا: يا رسول الله إنَّ بيوتنا قاصية من المسجد فلا نجد متحدّثاً دون هذا المسجد، وإنّ قومنا لما رأونا قد صدّقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم، أظهروا لنا العداوة فأقسموا أن لا يناكحونا ولا يواكلونا ولا يشاربونا بشيء ولا يكلِّمونا فشقّ ذلك علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل.

فبينما هم يشكون لرسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلم) أمْرُهُم، إذ نزلت( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) . فقرأها عليهم فقالوا: قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين وليّاً.

وأذّن بلال فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله(وسلم) والناس في المسجد يصلّون بين قائم في الصلاة وراكع وساجد فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل الناس فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلم) فقال:[هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم. قالماذا أعطاك ؟ قال: خاتم فضّة. قال:من أعطاكه؟ قال: ذاك الرجل القائم. فنظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا هو عليّ بن أبي طالب فقال:على أيّ حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) ] .

وعن الحافظ أبي نعيم من كتابه: ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام .

حدّثنا أبو محمّد (عبد الله بن محمّد بن جعفر المعروف بإ)بن حيّان قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن محمّد بن أبي هريرة، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا محمّد بن الأسود، قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح:

٣٥٤

عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن آمنوا بالنبي صلّى الله عليه وآله (وسلم) حين نزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) . ثمَّ إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلّم) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم):[هل أعطاك أحدٌ شيئاً ؟ فقال: نعم خاتمٌ. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم):من أعطاكه؟ فقال: ذلك القائم. - وأومأ إلى عليّعليه‌السلام - فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:على أيّ حال أعطاكه ؟ قال: أعطاني وهو راكع. فكبر النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم) ثمّ قرأ:( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ] . فاستأذن حسّان بن ثابت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمأن يقول في ذلك شيئاً فقال:

أبا حَسَنٍ تَفديكَ نفسي ومُهجَتي

وكلُّ بطئٍ في الُهدى ومُسارع

أيَذهب مدحي والمحبَّر ضائعاً

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت مذ كنت راكعاً

فدتك النفس يا خير راكع(١)

فأنزل الله فيك خير ولاية

وبيَّنها في محكمات الشرائع

قال: وقيل في ذلك:

أوفى الصلاة مع الزكاة أقامها

والله يرحم عبده الصبّارا

من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً

وأسرّه في نفسه إسراراً

من كان بات على فراش محمّد

ومحمّد أسرى يؤمُّ الغاراً

من كان جبريل يقوم يمينه

يوماً وميكال يقوم يساراً

من كان في القرآن سمّي مؤمناً

في تسع آيات جعلن كباراً

وعن الحافظ أبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : حدّثنا سليمان بن أحمد(٢) قال: حدّثنا عبد الرحمان بن سالم، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن الضّريس الفَيْديّ.

وحدّثنا أبو محمّد بن حيّان قال: حدّثني سعيد بن سلمة النوري قال:

____________________

(١) وجاء بكتاب الغدير: ص ٧٨ ج ٣، البيت الثاني

بخاتمك الميمون يا خير سيّد

ويا خير شارٍ ثمّ خير بائعِ

قبل البيت الرابع.

(٢) ورواه حرفياً عن الطبراني ابن كثير في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من تاريخ البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٧.

٣٥٥

حدّثنا محمّد بن يحيى الفيدي قال: حدّثنا عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه.

عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) .

فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخل المسجد وجاء الناس يصلّون بين راكعٍ وساجدٍ فقام يصلي فإذا سائل، فقال:[يا سائل هل أعطاك أحدٌ شيئاً؟] قال: لا إلّا ذاك الراكع (مشيراً) لعليٍّ -أعطاني خاتمه. وعن الحافظ أبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام - من الرقم: (١٠).

حدّثنا أحمد بن جعفر بن مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد الخالق قال: حدّثنا سليمان بن محمّد السمرقندي قال: حدّثنا خالد بن يزيد (العمري) قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن: عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ سائل وهو راكع في صلاة تطوّع فنزع خاتمه فأعطاه، فأتى (السائل) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بذلك فنزلت هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) .

ورواه أيضاً الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث: (٢٣١) من كتابه شواهد التنزيل(١) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ، قال: حدّثنا الوليد بن أبان، قال: حدّثنا سلمة بن محمّد، حدّثنا خالد بن يزيد، قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ بن أبي طالب، سائل -وهو راكع في صلاة التطوّع- فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بذلك فنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) إلى آخر الآية (فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال رسول الله:[من كنت مولاه فإنَّ عليّاً مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

ثمَّ قال الحسكاني: (و) رواه (أيضاً) أبو النضر العياش في كتابه وفي تفسيره (و) قال: حدّثنا سلمة بن محمّد بذلك. ورواه أيضاً عن تفسير العيّاشي السيد هاشم البحراني رحمه الله، في الحديث: (١٣) من تفسير الآية الكريمة في كتابه تفسير البرهان(٢) .

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١، ص ١٧٣، ط ١، وفي الرقم ٢٣٤ ص ٢٦٢ ط ٣.

(٢) تفسير البرهان: ج ١، ص ٤٨٢ ط ٢.

٣٥٦

ورواه أيضاً بسنده عن الطبراني، الحمّوئي في الباب: (٣٩) في الحديث: (١٦٤) من فرائد السمطين: ج ١، ص ١٩٤، قال: أخبرني محمّد بن يعقوب بن أبي الفرج إذناً، عن عبد الرحمان بن عبد المسيح إجازة عن شاذان القميّ - قراءة عليه-، عن محمّد بن عبد العزيز، عن محمّد بن أحمد بن علي، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد في معجمه الأوسط، قال: حدّثنا محمّد بن علي الصائغ، قال: حدّثنا خالد بن يزيد العمري قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن، عن أبيه زيد بن الحسن عن أبيه عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام سائل وهو راكع في صلاة التطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بذلك فنزلت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ... إلى آخر الآية فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال:[من كنت مولاه فإنَّ عليّاً مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

ورواه أيضاً عن الطبراني في المعجم الأوسط الهيثمي في تفسير سورة المائدة من كتاب التفسير من مجمع الزوائد: ج ٧ ص ١٧.

ورواه أيضاً ابن مردوية عن عمّار بن ياسر كما أشار إليه ابن كثير في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج ٢ ص ٥٩٨ ط بيروت.

ورواه أيضاً السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور وقال: أخرجه الطبراني في (المعجم) الأوسط وابن مردويه.

ورواه أيضاً عن الطبراني في المعجم الأوسط عن عمّار، محمّد بن علي بن شهر آشوب في أوّل (باب النصوص على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ) من مناقب آل أبي طالب: ج ٣ ص ٢ ط قم.

ورواه الفيروز آبادي نقلاً عن الهيثمي والسيوطي في كتاب فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٢٢.

وروى ابن البطريق في الفصل الأوّل من كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٢٤ ط ١ وفي ط ٢: ص ٤٧ في الحديث ١٦ وما بعده نقلاً من مناقب ابن المغازلي.

وللمراجعة والتثبت : ما جاء في كنز الفوائد: ج ١ ص ٣٣٤ ط بيروت والنظر في الصفحة ١٥٤

٣٥٧

وكذلك أسباب النزول: للسيوطي ص ٥٥.

وكذلك في كتاب الغدير: للشيخ الأميني ج ٣ ص ١٥٧ والصفحة ٥٢ من المجلد الثاني.

ومناقب الخوارزمي: الحديث ٢٧٤ ص ٢٨٠.

وجاء الخبر للحديث بتفصيل في تفسير مقاتل: ج ١ ص ٤٨٦.

والتسلسل للحديث ١١ من النّور المشتعل - من كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام - ص ٧٦ للحافظ أبي نعيم الإصبهاني.

حدّثنا سليمان بن أحمد قال: حدّثنا بكر بن سهل، قال: حدّثنا عبد العزيز بن سعيد، قال: حدّثنا موسى بن عبد الرحمان، عن أبي جُرَيج، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس(١) في قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (قال: ) يريد (الله تعالى من قوله)( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) عليّ بن أبي طالب(٢) قال عبد الله بن سلام: يا رسول الله أنا رأيت عليّ بن أبي طالب قد تصدّق بخاتمه -وهو راكع- على محتاجٍ فنحن نتولّاه.

وبرواية أخرى لابن المغازلي بإسناده عن ابن عباس، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذناً أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال: حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد السَّلام، حدّثنا محمّد بن عمر بن بشير العسقلاني، حدّثنا مطّلب بن زياد، عن السُدّي عن أبي عيسى:

____________________

(١) ورواه أيضاً ابن مردويه من طريق سفيان الثوري عن أبي سنان عن الضحاك: عن ابن عباس قال: كان عليّ بن أبي طالب قائماً يصلي فمرَّ به سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت (فيه):( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

(٢) وقريباً منه رواه الحافظ الحسكاني في الحديث (٢٢٧) من كتاب شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٦٨ ط ١ والحديث المرقم ٢٣٠ ج ١ ص ٢٥٨ ط ٣، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي قال: حدّثنا علي بن محمد بن لؤلؤ، قال: أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدّثنا حجاج، عن ابن جُريج: قال: لما نزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية، خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (إلى المسجد وإذا سائل قد خرج من المسجد فقال له النبي: ) هل أعطاك أحد شيئاً وهو راكع؟ قال: نعم رجل لا أدري من هو؟ قال: ماذا [أعطاك؟ ] قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل عليّ بن أبي طالب والخاتم خاتمه عرفه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

٣٥٨

عن ابن عباس قال: مرَّ سائل بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي يده خاتم فقال(له):[من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال ذاك الراكع -وكان عليٌّ يصلّي- فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألحمد لله الذي جعلها فيَّ وفي أهل بيتي ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) ] الآية.

وكان على خاتمه الذي تصدّق به: (سبحان من فخري بأنّي له عبد).

وللتنبه والاطلاع: ما رواه أيضاً الخطيب البغدادي في كتاب: المتّفق، وزاد ممّا في رواية ابن المغازلي قوله: ثمّ كتب في خاتمه بعد: الملك لله.

وهكذا رواه عنه المتّقي الهندي في الحديث: (٢٦٩) من باب فضائل عليّ من كتابه كنز العمّال(١) .

ورواه أيضاً عن الخطيب في المتّفق، السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور، ثمّ قال: وأخرج عبد الرزّاق، وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) الآية قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب.

وروى الكنجي الشافعي في الباب ٦١ من كتاب: كفاية الطالب ص ٢٢٨ حديث تصدّق الإمام عليّ بالمسجد وهو راكع، قال: أخبرنا الفقيه أبو زكريّا يحيى بن عليّ بن أحمد بن محمّد الحضرميّ النحوي بجامع دمشق، أخبرنا إسماعيل بن عثمان بن إسماعيل القارئ –بشاذياخ، نيسابور-، أخبرنا هبة الرحمان بن عبد الواحد بن الأستاذ عبد الكريم بن هوازن القشيري، أخبرني جدّي عبد الكريم إملاءً، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف الإصبهاني، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عقبة حدّثنا الخضر بن أبان الهاشمي حدّثنا إبراهيم بن هدبة، حدّثنا أنس بن مالك:

أنَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يقرض المليّ الوفيّ؟ وعليٌّعليه‌السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل أي إخلع الخاتم من يدي.

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا عمر وجبت . قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال:وجبت له الجنّة، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه الله من كلِّ ذنب، ومن كلِّ خطيئة].

____________________

(١) كنز العمّال: ج ٦ ص ٣١٩ ط ١، وفي الطبعة الثانية: ج ١٥ ص ٩٥.

٣٥٩

قال: فما خرج أحدٌ من المسجد حتّى نزل جبرئيلعليه‌السلام بقوله عزّ وجلّ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول:

أبا حَسنٍ تفديكَ نفسي ومُهجَتي

وكلُّ بطئٍ في الهدى ومسارعِ

أيذهب مدحيك والمحبّر ضائعاً

وما المدح في ذات الإله بضائعِ

فأنت الذي أعطيت وأنت راكعٌ

فَدتْك نفوس يا خَيرَ راكعِ

فأنزل الله فيك خيرَ ولايةٍ

فأثبتها في محُكمات الشرائعِ

ومن كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام للحافظ أبي نعيم الأصبهاني الأحاديث التالية المرقمة (١٤، ١٣، ١٢) في الآية الكريمة ٥٥ من سورة المائدة.

١٢- حدّثنا محمّد بن المظفر، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمّد بن الحجاج الحضرمي قال: حدّثنا الخطيب بن ناصح، قال: حدّثنا عكرمة بن إبراهيم، عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله يتوضأ للصّلاة فنزلت عليه( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) الآية، فتوجّه النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المسجد فاستقبل سائلا فقال له:[من تركت في المسجد]؟ قال: رجلاً تصدّق عليَّ بخاتمه وهو راكع فدخل النبيّ صلّى الله عليه وآله المسجد فإذا هو عليٌّعليه‌السلام .

١٣- حدّثنا سليمان بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا إبراهيم بن عيسى التنوخي قال: حدّثنا يحيى بن يعلي عن عبيد الله بن موسى عن أبي الزبير.

عن جابر (بن عبد الله الأنصاري) قال: جاء عبد الله بن سلام وأناس معه فشكوا مجانبة الناس إيّاهم منذ أسلموا فقال (النبي):[أبغوني سائلاً فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه، فقال له النبي:هل أعطاك أحدٌ شيئاً ؟ قال: نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه. قال: فاذهب (معي)فأره هو لي]. فذهبنا وعليٌّ قائم قال (السائل): هذا (القائم أعطاني خاتمه وهو راكع) فنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) الآية.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384