استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

استخراج المرام من استقصاء الإفحام10%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 384

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 384 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 164338 / تحميل: 7834
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

٨٤ ـ في مجمع البيان وعن جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كل معروف صدقة وما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة، وما أنفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامنا إلّا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية.

٨٥ ـ وعن أبي أمامة قال: انكم تأولون هذه الآية في غير تأويلها( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) وقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والا فصمنا يقول: إياكم والسرف في المال والنفقة وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله:( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) قال:( كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمدعليهم‌السلام .

٨٧ ـ حدّثنا جعفر بن أحمد قال حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) قال: انما أعظكم بولاية عليٍّ هي الواحدة التي قال اللهعزوجل .

٨٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قوله تعالى:( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) فقال: انما أعظكم بولاية عليٍّعليه‌السلام هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى( إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) .

٨٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه واما قوله:( إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) فان الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة فكان أول ما قيدهم به الإقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بان لا اله إلّا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة والشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم

٣٤١

الزكاة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفيء، فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى انه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك:( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) يعنى الولاية فانزل الله:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) .

٩٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر والصادقعليهما‌السلام في قوله تعالى:( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) قال: الولاية أنْ تقوموا لله مثنى قال: الائمة وذريتهما(١) .

٩١ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله اللهعزوجل :( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال: من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذلك يزيده ولاية من معى من النبيين والمؤمنين الأولين، حتى يصل ولايتهم إلى آدمعليه‌السلام ، وهو قول اللهعزوجل :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) ندخله الجنة وهو قولهعزوجل :( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) يقول: أجر المودة التي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به، وتنجون من عذاب يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ في مجمع البيان( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) إلى قوله وقال الماوردي: معناه أنّ أجر ما دعوتكم إليه من إجابتي وذخره هو لكم دوني وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٩٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) وذلك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سأل قومه أنْ يودوا أقاربه ولا يؤذونه، واما قوله: «فهو لكم» يقول: ثوابه لكم.

٩٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال: أو لم اسمعيل فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : عليك بالمساكين فأشبعهم، فان الله

__________________

(١) كذا.

٣٤٢

عزوجل يقول: وما يبدئ الباطل وما يعيد.

٩٥ ـ في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكة وحول البيت ثلاثمأة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول:( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .( جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ) .

في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عليّ بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام مثل ما نقلنا عن مجمع البيان.

٩٦ ـ في مجمع البيان( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) قال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي يقولان: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم.

٩٧ ـ وروى عن حذيفة بن اليمان أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورد ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعنى بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مأة امرأة، ويقتلون فيها ثلاثمأة كبش من بنى العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخرجون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلّا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول: «وعند جهينة الخبر اليقين» فلذلك قوله:( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا ) إلى آخره أورده الثعلبي في تفسيره، وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام مثله.

٩٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس

٣٤٣

عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : والله لكأنى انظر إلى القائم وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجني في الله فانا أولى بالله، ايها الناس من يحاجني في آدم فانا اولى بآدم، ايها الناس من يحاجني في نوح فانا اولى بنوح، ايها الناس من يحاجني بإبراهيم فانا اولى بإبراهيم، ايها الناس من يحاجني بموسى فانا أولى بموسى، ايها الناس من يحاجني بعيسى فانا اولى بعيسى، ايها الناس من يحاجني بمحمد فانا اولى بمحمد ايها الناس من يحاجني بكتاب الله فانا اولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) فيكون اولى من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر، فمن كان ابتلى بالمسير وافي، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله:( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) قال: الخيرات الولاية وقال في موضع آخر:( وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) وهم أصحاب القائم صلوات الله عليه يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة، فاذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر اللهعزوجل الأرض فتأخذ باقدامهم وهو قولهعزوجل :( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ ) يعنى بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وانى لهم التناوش من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعنى أنْ لا يعذبوا كما فعل بأشياعهم يعنى من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل انهم كانوا في شك مريب.

٩٩ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ) قال: من الصوت وذلك الصوت من السماء وقولهعزوجل :( وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) قال: من تحت اقدامهم خسف بهم.

١٠٠ ـ أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( وَأَنَّى لَهُمُ

٣٤٤

التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) قال انهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلائته، فمن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، واعطى من خير الدنيا وخير الاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة أنْ ادخل من أي الأبواب شئت.

٣ ـ في كتاب الخصال في احتجاج عليٍّعليه‌السلام على أبي بكر قال: فأنشدك بالله أخوك المزين بالجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة أم أخى؟ قال: بل أخوك.

٤ ـ وفيه في احتجاج عليٍّعليه‌السلام يوم الشورى على الناس: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخى جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري؟ قالوا: أللّهمّ لا.

٥ ـ وفيه أيضا في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قالعليه‌السلام : واما السادسة والعشرون فان جعفرا أخي الطيار في الجنة مع الملائكة المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد.

٦ ـ وفيه أيضا فيها قالعليه‌السلام : واما الثامنة والأربعون فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتانى في منزلي ولم نكن طعمنا منذ ثلاثة أيام، فقال: يا عليُّ هل عندك شيء؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة ادخلى البيت وانظري هل تجدين شيئا؟ فقالت: خرجت الساعة فقلت: يا رسول الله ادخله أنا، فقال: ادخل وقل: بسم الله، فدخلت فاذا انا

٣٤٥

بطبق موضوع عليه رطب وجفنة(١) من ثريد فحملتها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا عليُّ رأيت الرسول الذي حمل الطعام؟ فقلت: نعم، فقال صفه لي فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر، فقال: تلك خطط جناح جبرئيل مكللة بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما أرى الاخدش أيدينا وأصابعنا، ولم ينقص من الطعام شيء فحصنى الله بذلك من بين أصحابه.

٧ ـ عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال: كان على الحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب(٢) جناح جبرئيلعليه‌السلام .

٨ ـ عن محمد بن طلحة باسناده يرفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء: فجزء لهم جناحان، وجزء لهم ثلاثة أجنحة، وجزء لهم أربعة أجنحة.

٩ ـ عن ثابت بن أبي صفية قال: قال علي بن الحسينعليه‌السلام : رحم الله العباس يعنى ابن عليّ فلقد آثر أبي وفدى أبي بنفسه قطعت يداه فأبد له الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بهما جميع الشهداء يوم القيامة.

١٠ ـ عن زيد بن وهب قال: سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن قدرة اللهعزوجل فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة لو أنَّ ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس أنْ يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه، ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات إلى حجزته(٣) ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه، ومنهم من لو ألقى

__________________

(١) الجفنة: القصعة وعن الكسائي أنّه قال: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة إلى آخر ما ذكره.

(٢) الزغب: صغار الريش وقيل أول ما يبدو منه.

(٣) الحجزة: معقد الإزار.

٣٤٦

في نقرة إبهامه جميعه المياه لوسعتها، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين،( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

١١ ـ عن أبي أيّوب الأنصاري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه للزهراء فاطمةعليها‌السلام : يا فاطمة انا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك.

١٢ ـ في كتاب التوحيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملكا من الملائكة نصف جسده الأعلى نار ونصفه الأسفل ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفي النار، وهو قائم ينادى بصوت له رفيع: سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكيف برد هذا الثلج فلا يطفي حر النار، أللّهمّ [يا] مؤلفا بين الثلج والنار، الف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.

١٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ الله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل، كان له ستة ـ عشر ألف جناح ما بين الجناح والجناح هوى والهوى كما بين السماء والأرض، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد ابن القاسم عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا حسين ـ وضرب بيده إلى مساور(١) في البيت ـ مساور طال ما انكبت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها.

١٥ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال: حدّثني مالك بن عطية الأحمسي عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسينعليهما‌السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من

__________________

(١) المساور جمع المسور: متكأمن جلد.

٣٤٧

كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذي تلتقطه أي شيء هو؟ قال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا(١) لأولادنا فقلت: جعلت فداك وانهم ليأتونكم؟ فقال: يا أبا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا(٢) .

١٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن أحمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلي عن محمد أبي جعفر الحمامي الكوفي عن الأزهر البطيخي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل عرض ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فقبلتها الملائكة وأباها ملكة يقال له فطرس، فكسر الله جناحه فلما ولد الحسين بن عليعليهما‌السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يهنئهم بولادته، فمر بفطرس فقال له فطرس: إلى أين تذهب؟ قال: بعثني الله إلى محمّد أهنئهم بمولود ولد في هذه الليلة، فقال له فطرس: احملني معك وسل محمّدا يدعو لي، فقال له جبرئيل: اركب جناحي فركب جناحه فأتى محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل عليه وهنّأه فقال له: يا رسول الله إنَّ فطرس بيني وبينه اخوة، وسألنى أنْ اسألك أنْ تدعو الله ان أنْ يرد عليه جناحه، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فطرس أتفعل؟ قال: نعم فعرض عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولاية أمير المؤمنين فقبلها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : شأنك المهد فتمسح به وتمرغ فيه، قال: فمشى فطرس إلى مهد الحسين بن علي ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو قال رسول الله: فنظرت إلى ريشه وانه ليطلع ويجرى فيه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه.

١٧ ـ أحمد بن الحسين بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي قال: أصبت شيئا كان على وسائد كانت في منزل أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له بعض أصحابنا: ما هذا جعلت فداك؟ ـ وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة ـ فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال :

__________________

(١) السيح: ضرب من البرود.

(٢) تكأة ـ كهمزة ـ: أيعتمد عليه حين الجلوس.

٣٤٨

يا عمار إنَّ الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا(١) .

١٨ ـ إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فبينا انا عنده جالس إذا أقبل موسى ابنهعليهما‌السلام وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك أي شيء هذا الذي في رقبة موسى؟ فقال: هذا من أجنحة الملائكة، قال: قلت: وانها لتأتيكم؟ فقال: نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا، وان هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها.

١٩ ـ أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن ابن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنَّ الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتنقلب على فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها على صبياننا.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق صلوات الله عليه: خلق الله الملائكة مختلفة، وقد أتى رسول الله جبرئيلعليه‌السلام وله ستمائة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل، قد ملاء ما بين السماء والأرض، وقال: إذا أمر اللهعزوجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والاخرى في الأرضين السابعة وان لله ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: إنَّ لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه إلى عينه مسيرة خمسمائة عام بخفقان الطير، وقال: إنَّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانما يعيشون بنسيم العرش، وان للهعزوجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وان للهعزوجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من شيء مما خلق اللهعزوجل أكثر من الملائكة وانه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يأتون أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيسلمون، ثم يأتون الحسين صلوات الله عليه

__________________

(١) نمارق جمع نمرقة: الوسادة الصغيرة يتكأ عليها.

٣٤٩

فيقيمون عنده، فاذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء ثم لا يعودون أبدا.

٢١ ـ وقال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل خلق إسرافيل وجبرئيل وميكائيلعليهم‌السلام من تسبيحة واحدة، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل(١) وسرعة الفهم.

٢٢ ـ وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام في خلقه الملائكة وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سمواتك، فليس فيهم فترة، ولا عندهم غفلة، ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك، وأخوف خلقك منك، وأقرب خلقك منك، وأعملهم بطاعتك لا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، لم يسكنوا الأصلاب ولم يضمهم الأرحام، ولم تخلقهم من ماء مهين، انشأتهم إنشاء فأسكنتهم سمواتك، وأكرمتهم بجوارك، وائتمنتهم على وحيك، وجنبتهم الآفات ووقيتهم البليات، وطهرتم من الذنوب، ولو لا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا، ولولا رحمك لم يطيعوا، ولو لا أنت لم يكونوا، اما انهم على مكانتهم منك وطاعتهم إياك ومنزلتهم عندك، وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم، ولأزروا على أنفسهم(٢) ولعلموا انهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك: ٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرء يزيد في الخلق ما يشاء.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنَّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.

٢٥ ـ في مجمع البيان( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) وروى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ «وموجود العقل».

(٢) أزرى عليه: عابه وعاتبه.

٣٥٠

عن مالك بن عبد الله بن أسلم عن أبيه عن رجل من الكوفيين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ) قال: والمتعة من ذلك.

قال عز من قائل( إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) الآية.

٢٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى لموسىعليه‌السلام : يا موسى احفظ وصيتي لك بأربعة إلى أنْ قال: والرابعة ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره.

٢٨ ـ وباسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام انه جاء إليه رجل فقال هل: بأبى أنت وأمي عظني موعظة، فقالعليه‌السلام : إنْ كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله:( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ) قال: نزلت في زريق وحبتر(١) .

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أنْ يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعا.

٣١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن يسار يرفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ولو لا ذلك ما ابتلى مؤمن بذنب أبدا.

٣٢ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بينما موسىعليه‌السلام جالسا إذ أقبل إبليس

__________________

(١) كناية عن الاول والثاني وقد مر.

٣٥١

وعليه برنس(١) ذو ألوان فلما دنى من موسى خلع البرنس وقام إلى موسى فسلم عليه، فقال له موسى: من أنت؟ قال: انا إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك قال: إنّي انما جئت لأسلم لمكانك من الله فقال له موسى: فما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرنى بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن العزرمي عن أبيه عن أبي إسحاق عن حارث الأعور عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون؟ قال يكون على شجر كثيف على ساحل البحر يأوى إليها، فاذا أراد الله أنْ يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

٣٤ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن ابن العزرمي رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وسئل عن السحاب أين يكون؟ قال: يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوى اليه، فاذا أراد اللهعزوجل أنْ يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق، فيرتفع ثم قرأ هذه الآية:( وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إلى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) الآية والملك اسمه الرعد.

قال عز من قائل: كذلك النشور.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أراد الله أنْ يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال(٢) ونبتت اللحوم. وفي أمالي الصدوقرحمه‌الله مثله سواء.

٣٦ ـ في مجمع البيان: ولله العزة جميعا روى أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ )

__________________

(١) البرنس: كل ثوب رأسه ملتزق به.

(٢) قال الجوهري: الأوصال: المفاصل وقال غيره: مجتمع العظام.

٣٥٢

الصالح يرفعه قال: كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض والولاية، يرفع العمل الصالح إلى اللهعزوجل وعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: الكلم الطيب قول المؤمن لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ ولي الله وخليفة رسول الله، قال :والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب، إنّ هذا هو الحق من عند الله، لا شك فيه من ربّ العالمين.

٣٨ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذّبه، فاذا قال ابن آدم وصدّق قوله بعمله رفع قوله بعمله إلى الله، وإذا قال وخالف عمله قوله ردّ قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار.

٣٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن علي عن أبيه سيد العابدين حديث طويل وفيه يقول سيد العابدينعليه‌السلام : وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به اليه، ألا تسمع اللهعزوجل يقول:( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) ويقولعزوجل في قصة عيسى بن مريمعليه‌السلام :( بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ ) ويقولعزوجل :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) . وفي الفقيه مثله سواء.

٤٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده إلى صدره، فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا.

٤١ ـ في نهج البلاغة ولو لا إقرارهن(١) له بالربوبية وإذعانهن له بالطواغية(٢) لما جعلهن موضعا لعرشه ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.

٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث

__________________

(١) مرجع الضمير في قولهعليه‌السلام هو السماوات المذكور في كلامه (ع) قبيل ذلك.

(٢) الطوعية: الطاعة يقال فلان حسن الطواعية لك أي حسن الطاعة لك.

٣٥٣

طويل وفيه قال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين! فما ثواب من قال: لا إله إلّا الله؟ قال: من قال: لا إله إلّا الله مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرق الأبيض فاذا قال ثانية: لا إله إلّا الله مخلصا خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فاذا قال ثالثة مخلصا لا إله إلّا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل: اسكني فو عزتي وجلالي لأغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الآية( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) يعنى إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله :( وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ ) يعنى يكتب في كتاب وهو رد على من ينكر البداء.

٤٤ ـ في جوامع الجامع وقيل: معناه لا يطول عمر ولا ينقص إلّا في كتاب، وهو أنْ يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقي إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص من عمره الذي وقت له، واليه أشار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله: إنَّ الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الاعمار.

٤٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحق ابن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلّا صلة الرحم، حتى أنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة، فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله جل وعز ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلى ثلاث سنين.

الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام مثله. قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة في أصول الكافي تطلب لمن أراد هناك.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من سره أنْ يبسط في رزقه وينسى له في أجله فليصل رحمه.

٤٧ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: في كتاب عليّعليه‌السلام : ثلاث خصال لا يموت

٣٥٤

صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، إلى قولهعليه‌السلام : وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم فيبرون فيزاد في أعمارهم، فان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها(١) .

٤٨ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه، ومن حسن بره في أهله زاد الله في عمره.

٤٩ ـ عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الاخرة، اما التي في الدنيا فانه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر، الحديث.

وعن علي بن أبي طالب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصيته له مثله بتغيير يسير. وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله كذلك.

٥٠ ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا مع سليمان المروزي قال الرضاعليه‌السلام : لقد أخبرنى أبي عن آبائه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ اللهعزوجل أوحى إلى نبي من أنبيائه أنْ أخبر فلان الملك انى متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلنى حتى يشب طفلي وأقضى أمري فأوحى اللهعزوجل إلى ذلك النبي أنْ ائت فلان الملك فأعلمه انى قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب انك تعلم انى لم أكذب قط فأوحى اللهعزوجل إليه انما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسأل عما يفعل وفي عيون الأخبار مثله سواء.

٥١ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن أبي إسحق الجرجاني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل جعل لمن جعل سلطانا أجلا ومدة من ليالي وأيام وسنين وشهور، فان عدلوا في الناس أمر الله

__________________

(١) قال الجزري وفيه: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعا وهي الأرض القفر التي لا شيء بها، يريدان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في صيته من الرزق، وقيل هو أنْ يفرق الله شمله ويغير عليه ما أولاه من نعمه.

٣٥٥

عزوجل صاحب الفلك أنْ يبطئ بإدارته فطالت ايامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم، وان هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر اللهعزوجل صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم وايامهم وسنيهم وشهورهم وقد وفيعزوجل بعد الليالي والشهور.

٥٢ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنَّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد له فيهم أنثى.

٥٣ ـ في تهذيب الأحكام أبو القاسم جعفر بن محمد عن الحسين بن علي بن زكريا عن الهيثم بن عبد الله عن الرضا علي بن موسى عن أبيهعليهم‌السلام قال: قال الصادقعليه‌السلام : إنَّ أيام زائري الحسين بن عليعليهما‌السلام لا تعد من آجالهم.

٥٤ ـ وعنه عن محمّد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن محمّد بن عبد الحميد عن سيف ابن عميرة عن منصور بن حازم قال: سمعته يقول: من أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسينعليه‌السلام نقص الله من عمره حولا، ولو قلت: إنَّ أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك انكم تتركون زيارته. فلا تدعوها يمد الله في أعماركم، ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم.

٥٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة(١) فاذا هم ببائقه قبضه اليه.

٥٦ ـ قال: وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : تجنبوا البوائق بمدكم في الاعمار.

٥٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال: جاءني محمد بن اسمعيل(٢) وقد اعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة، فقال: يا عم انى أريد بغداد وقد أحببت أنْ أودع عمّى أبا الحسن يعنى موسى بن جعفرعليه‌السلام وأحببت أنْ تذهب معى اليه، فخرجت معه نحو أخى وهو في

__________________

(١) البائقة: الشر الظلم والجمع بوائق.

(٢) هو ابن إسماعيل بن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٣٥٦

داره التي بالحوبة وذلك بعد الغروب بقليل، فضربت الباب فأجابنى أخي فقال من هذا؟ فقلت: على، فقال: هو ذا أخرج وكان بطيء الوضوء، فقلت: العجل قال وأعجل فخرج وعليه إزار ممشق(١) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال علي بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت: قد جئتك في أمر إنْ تره صوابا فالله وفق له وإنْ يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ، قال: وما هو؟ قلت: هذا ابن أخيك يريد أنْ يودعك ويخرج إلى بغداد فقال له: ادنه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال: جعلت فداك: أوصني، فقال أوصيك أنْ تتقى الله في دمي، فقال: من أرادك بسوء فعل الله به وفعل، ثم عاد فقبل رأسه ثم قال: يا عم أوصنى فقال: أوصيك أنْ تتقى الله في دمي، فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه، ومضيت معه، فقال لي أخى: يا عليُّ مكانك فقمت مكاني فدخل منزله، ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال على: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مأة اخرى وقال: أعطه أيضا ثم ناولني صرة اخرى وقال: أعطه أيضا، فقلت: جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك؟ فقال إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله، ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح(٢) فقال: أعطه هذه أيضا قال: فخرجت إليه فأعطيته المأة الاولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه، ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت أنّ في الأرض خليفتين حتى رأيت عمّى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمأة الف درهم فرماه الله بالذبحة(٣) فما نظر منها إلى درهم ولا مسّه.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل : وما يستوي البحران هذا عذاب فرات وهذا ملح أجاج و

__________________

(١) ممشق أي مصبوغ بالمشق وهو الطين الأمر.

(٢) الوضح: الدرهم الصحيح.

(٣) الذبحة: وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل.

٣٥٧

الأجاج المر.

٥٩ ـ وفيه حدّثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال للأبرش يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات إلى أنْ قال وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٠ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) قال: الجلدة الرقيقة التي على ظهر النوى.

٦١ ـ وقولهعزوجل :( وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ) مثل ضربه اللهعزوجل للمؤمن والكافر( وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ) فالظل الناس والحرور البهائم ثم قال:( إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور.

٦٢ ـ وقولهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) قال: لكل زمان امام.

٦٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلجوا، فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل: لا، قال أبو جعفرعليه‌السلام : أرأيت بعيثه أليس نذيره؟ كما ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعثته من اللهعزوجل نذير؟ فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمّد إلّا وله بعيث نذير، قال: فانْ قلت لا، فقد ضيع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من في أصلاب الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى إنْ وجدوا له مفسّرا قال: وما فسّره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: بلى قد فسّره لرجل واحد، وفسّر للأمّة شأن

٣٥٨

ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالبعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(١) .

٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله في احتجاج أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال السائل: فأخبرنى عن المجوس أفبعث إليهم نبيا فانى أجد لهم كتبا محكمة ومواعظ بليغة وأمثالا شافية، ويقرون بالثواب والعقاب ولهم شرايع يعملون بها قال:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فانكروه وجحدوا كتابه.

٦٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنَّ من العبادة شدة الخوف من اللهعزوجل يقول اللهعزوجل :( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة قال: قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : وما العلم بالله والعمل إلّا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وان أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: يعنى بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم، وفي الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله.

__________________

(١) أقول وذكر الكليني (ره) في أصول الكافي حديثا آخر فيه تفسير لهذه الاية الكريمة وقد أهمله المؤلف (ره) وهو: «عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلّا بآخرها ـ إلى أنْ قال عليه‌السلام ـ إنَّ الله قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل اه».

٣٥٩

٦٨ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ودليل الخشية التعظيم لله والتمسك بخالص الطاعة وأوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم، قال الله تعالى:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) .

٦٩ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره في دعاء يوم الأربعاء أللّهمّ أشد خلقك خشية لك أعلمهم بك، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك، لا علم إلّا خشيتك ولا حكم إلّا الايمان بك، وليس لمن لم يخشك علم، ولا لمن لم يؤمن بك حكم.

٧٠ ـ في مجمع البيان:( وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) الآية وعن عبد الله بن عبيد الله بن عمر الليثي قال: قام رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله ما لي لا أحب الموت؟ قال: ألك مال؟ قال: نعم قال: فقدمه قال: لا أستطيع، قال: فان قلب الرجل مع ماله ان قدمه أحب أن يلحق به وان أخره، أحب أن يتأخر معه.

٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه وقالعليه‌السلام : انما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجهوها حيث وجهها اللهعزوجل ولم يعطكموها لتكثروها.

٧٢ ـ في كتاب الخصال عن هشام بن معاذ قال: كنت جليس عمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فامر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فأتاه محمد بن علي يعنى الباقرعليه‌السلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال: إنَّ محمد بن علي بالباب فقال له: ادخله يا مزاحم قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال محمد بن علي: ما أبكاك يا عمر؟ فقال هشام: أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمد ابن على: يا عمر انما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم إلى قولهعليه‌السلام : واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب ان يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل، ولا تذهبن إلى سلعة قد بادت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٣ ـ في مجمع البيان روى ابن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في قوله:( وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه معروفا في الدنيا.

٣٦٠

وأمّا (كتاب الرجال ) للشيخ الطوسي ، فلم ينقل أحدٌ من العلماء الانحصار المذكور عنه ، كما لا يخفى على من تتبّع ، وكيف يدّعى ذلك وقد نصَّ في (الفهرست ) على رواية إبراهيم بن عمر اليماني ، الكتاب كذلك ؟

فظهر الكذب والافتراء على هؤلاء الأئمّة الأجلاّء .

وأمّا أنّ ( الحسنين ) ـ والمقصود منهما : العلاّمة الحلّي ، وهو الحسن بن المطهّر ، والشيخ حسن بن داود الحلّي ـ يقولان بالمقالة المذكورة ، فهذا ـ أيضاً ـ كذب ؛ لأنّ العلاّمة الحلّي ـ وإنْ أورد قصّة تسليم الكتاب إلى أبان ، نقلاً عن السيّد علي بن أحمد العقيقي ـ فإنّ ابن داود لم يذكرها ، لا بترجمة سليم ولا بترجمة أبان ، من كتابه في الرجال .

وأمّا نسبة ذلك القول إلى القيرواني ، والاحتجاج به ، فموقوفة على وثاقة القيرواني ، وكونه من علماء أهل الحق ، ثمّ التصريح باسم الكتاب المنقول عنه مع أنّه ليس من علماء الشيعة المشاهير ، وليست له ترجمة في كتب الرجال ، ولا نقل عنه في مسألتنا هذه في كتابٍ من كتبنا نعم ، له ذكر في كتب أهل السنّة ، وقد نقل عنه الحافظ السهيلي الوجه في اسم ذي القرنين في كتابه (الروض الأنف )(١) .

وأمّا السيّد العقيقي ، فقد قال العلاّمة الحلّي في (الخلاصة ) :

( قال السيّد علي بن أحمد العقيقي : كان سليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، طلبه الحجاج ليقتله ، فهرب وآوى إلى أبان بن أبي عياش ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال لأبان : إنّ لك علَيَّ حقّاً ، وقد حضرني الموت ، يا ابن أخي ، إنّه كان من الأمر بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيت وكيت ، وأعطاه كتاباً ، فلم يرو عن سليم بن قيس أحدٌ من الناس سوى أبان )(٢) .

ومن العجيب : ما ذكره من قصد سليم إحراق الكتاب وهو يريد التعريض بسليم ؛ لأنّ سليماً إنْ كان قد قصد ذلك ولم يفعله ، فقد فعل ذلك أبوبكر بن أبي قحافة !! لرواية القوم كلّهم أنّه قد أحرق ما جمعه من الحديث

ـــــــــــــــــ

(١) الروض الانف ٣ : ١٧٨ .

(٢) خلاصة الأقوال : ٨٣ ، ترجمة سليم بن قيس .

٣٦١

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

هذا كلّه فيما يتعلّق بتسليم سليم الكتاب إلى أبان بن أبي عياش .

وأمّا مسألة وثاقة أبان فإنّ أبان بن أبي عياش لا توثيق له في كتب أصحابنا أصلاً ...

أبان من مشايخ أبي حنيفة وأبي يوسف

لكنّ الرّجل من مشايخ أبي حنيفة إمامهم الأعظم ، ومن رجال مسنده ، حيث روى عنه فيه في مواضع عديدة ، كالرواية التالية :

( أبو حنيفة : عن أبان بن أبي عياش ، عن إبراهيم بن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : رمقت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الوتر ، فرأيته قنت قبل الركوع )(٢) .

وقد مدح بعض الأعلام منهم رجال مسند أبي حنيفة ، حتّى قال الشعراني في (الميزان ) :

( قد منّ الله تعالى عليّ بمطالعة مسانيد الإمام أبي حنيفة الثلاثة من نسخةٍ عليها خطوط الحفّاظ ، آخرهم الحافظ الدمياطي ، فرأيته لا يروي حديثاً إلاّ عن خيار التابعين العدول الثقاة ، الذين هم من خير القرون ، بشهادة رسول الله فكلّ الرواة الذين بينه وبين رسول الله عدول أخيار ، ليس فيهم كذّاب ولا متّهم بكذب

وناهيك ـ يا أخي ـ بعدالة من ارتضاهم الإمام أبو حنيفة ،رضي‌الله‌عنه ، لأنْ يأخذ عنهم أحكام دينه ، مع شدّة تورّعه )(٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) تذكرة الحفّاظ ١ : ٥/ ترجمة أبي بكر .

(٢) جامع مسانيد أبي حنيفة ١ : ٣١٧/ الباب الخامس ، في الصلاة ...

(٣) الميزان للشعراني ١ : ٨٢ ـ ٨٣/ فصل ، في تضعيف قول من قال : إنّ أدلّة مذهب أبي حنيفة

٣٦٢

وأيضاً : فأبان من مشايخ القاضي أبي يوسف ، وقد أخرج عنه في كتابه (الخراج ) فقال في موضع :

( حدّثني أبان بن أبي عياش ، عن الحسن البصري ، عن أنس بن مالك ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ليس فيما دون خمسة أوسق من البرّ والذرة والتمر والزبيب صدقة ، ولا في ما دون خمسة أواقي صدقة ، ولا فيما دون خمسٍ من الإبل صدقة )(١) .

وأيضاً : فقد روى المزّي في (تهذيب الكمال ) قال :

( وقال محمّد بن موسى الحرشي وعبد الرحمان بن المبارك العيشي ، عن حماد بن زيد ، قلت لسلم العلوي : حدّثني ، قال : يا بُنيّ عليك بأبان ، فإنّي قد رأيته يكتب بالليل عند أنس بن مالك عند السراج

زاد العيشي عن حماد ، قال : فذكرت ذلك لأيّوب ، فقال : ما زال نعرفه بالخير منذ كان )(٢) .

لكنّك تجد الذمّ الشديد له في كتبهم بكثرة ، ونظائره في أئمّتهم ورواة صحاحهم كثيرون جدّاً ...

تكلّم القوم في أبان

وإليك ترجمة أبان عند الذهبي :

( أبان بن أبي عياش فيروز ، وقيل : دينار ، الزاهد ، أبو إسماعيل البصري ، أحد الضعفاء ، وهو تابعيٌّ صغير ، تحمّل عن أنس وغيره ، وهو من موالي عبد القيس .

قال شعيب بن حرب : سمعت شعبة يقول : لأن أشرب من بول حماري حتّى أروى ، أحبّ إليّ من أن أقول ثنا أبان بن أبي عياش .

وروى ابن إدريس وغيره ، عن شعبة ، قال : لأن يزني الرجل خير من أن يروي عن أبان .

قال أحمد : هو متروك الحديث .

ـــــــــــــــــ

ضعيفة غالباً .

(١) الخراج للقاضي أبي يوسف : ٥٣/ فصل ، ما ينبغي أن يعمل به في السواد .

(٢) تهذيب الكمال ٢ : ٢٠ ـ ٢١ .

٣٦٣

كان وكيع إذا مرّ على حديثه ، يقول : رجل ، ولا يسمّيه استضعافاً له .

وقال يحيى بن معين : متروك وقال مرّة : ضعيف .

وقال أبو عوانة : كنت لا أسمع بالبصرة حديثاً إلاّ جئت به أبان ، فحدّثني به عن الحسن حتّى جمعت عنه مصحفاً ، فما استحلّ أن أروي عنه .

وقال أبو إسحاق السعدي الجوزجاني : ساقط وقال مرّة : متروك .

ثمّ ساق ابن عدي لأبان جملة أحاديث منكرة .

قال يزيد بن هارون : وقال شعبة : داري وحماري في المساكين صدقة إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في الحديث قلت له : فلم سمعت منه ؟

قال : ومن يصبر عن ذا الحديث ؟

يعني حديثه : عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن أُمّه ، أنّها قالت : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قنت في الوتر قبل الركوع .

ورواه خلاّد بن يحيى ، ثنا الثوري عن أبان .

وقال عبدان ، عن أبيه ، عن شعبة : لو لا الحياء من الناس ما صلّيت على أبان .

وقال يزيد بن زريع : إنّما تركت أبان ؛ لأنّه روى حديثاً عن أنس ، فقلت له : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال : وهل يروي أنس إلاّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

قال الحسن بن الفرج : عن سليم بن حرب ، عن حمّاد بن يزيد ، قال : جاءني أبان بن أبي عياش ، فقال : أُحبّ أن تكلّم شعبة أن يكفّ عنّي

قال : فكلّمته ، فكفّ عنه أيّاماً ، فأتاني في الليل ، فقال : إنّه لا يحلّ الكفّ عنه ، إنّه يكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال ابن حبّان : فمن تلك الأشياء التي سمعها من الحسن فجعلها عن أنس : أنّه روى عن أنس أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ناقته الجدعاء ، فقال : أيّها النّاس ، كأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب ، وكأنّ الموت فيها على غيرنا كُتِب ، الحديث

٣٦٤

رواه ابن أبي السري العسقلاني ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، ثنا أبان بهذا )(١) .

أقول :

فانظر كيف يطعنون في مشايخ أئمّتهم ورجال مسانيدهم !

فهذا حال كتبهم ورواياتهم ...

حاصل الكلام

وحاصل الكلام حول كتاب سليم هو :

إنّ ما ذكر قدحاً في هذا الكتاب ليس بقادح ؛ لأنّه إمّا استبعاد وإمّا اشتباه .

رواية إبراهيم اليماني لكتاب سليم

وإنّ ما ادّعي من انحصار روايته بأبان بن أبي عياش غير صحيح ، فإنّ لعلمائنا الأعلام إلى هذا الكتاب طرقاً تنتهي إلى إبراهيم بن عمر اليماني ، يرويه عن سليم ، وإبراهيم ثقة:

قال العلاّمة في (خلاصة الأقوال ) في القسم الأوّل منه المختصّ بالثقات ونحوهم :

( إبراهيم بن عمر الصنعاني ، قال النجاشي ـرحمه‌الله ـ : إنّه شيخ من أصحابنا ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ، ذكر ذلك أبو العبّاس وغيره

وقال ابن الغضائري : إنّه ضعيفٌ جدّاً ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وله كتاب ، يكنّى أبا إسحاق .

ـــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ١ : ١٢٤ ـ ١٢٧/٢١٥٦ ، ترجمة أبان .

٣٦٥

والأرجح عندي قبول روايته ، وإنْ حصل بعض الشك بالطعن فيه )(١) .

قال المولى التقي في (رجال روضة المتّقين ) بعد نقله :

( بل لا يحصل الشك ؛ لأنّ أُصوله معتمد الأصحاب ، بشهادة الصدوق والمفيد ، ووثّقه الثّقتان ، والجارح مجهول الحال ، ولو لم يكن كذلك لكان عليه أن يقدّم الجرح ، كما ذكره العلاّمة في كتبه الأُصوليّة )(٢) .

وعلى فرض الانحصار ، فغاية الأمر كون الكتاب مرويّاً بطريقٍ ضعيف ، وضعف الطريق لا يوجب الطعن والتشنيع ، فهناك الآلاف من الأحاديث الضعيفة مرويّة في كتب القوم ، خاصّةً في مسائل الحلال والحرام وأُصول استنباط الأحكام .

على أنّ أكثر روايات كتاب سليم معتضدة بروايات صحيحة وأحاديث معتمدة ، ولذا قال الشيخ أبو علي الحائري في (منتهى المقال ) :

( ثمّ اعلم أنّ أكثر الأحاديث الموجودة في الكتاب المذكور موجود في غيره من الكتب المعتبرة ، كالتوحيد ، وأُصول الكافي ، والروضة ، وإكمال الدين وغيرها ، بل شذّ عدم وجود شيء من أحاديثه في غيره من الأُصول المشهورة )(٣) .

وقال المجلسي : ( وأكثر أخباره مطابقة لما روي بالأسانيد الصحيحة في الأُصول المعتبرة )(٤) .

ـــــــــــــــــ

(١) خلاصة الأقوال : ٦/١٥ باب إبراهيم .

(٢) رجال روضة المتّقين ١٤ : ٣٦ .

(٣) منتهى المقال ٣ : ٣٨١/١٣٥٦ ترجمة سليم .

(٤) بحار الأنوار ٣٠ : ١٣٤/ الباب ١٩ .

٣٦٦

ملحقٌ في تحقيق حال الحسن البصري

من حيث التشيّع

قال الفيض آبادي :

ذكر أبان بن أبي عياش أنّه اجتمع بالحسن البصري ، ووصفه بالتشيّع لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإنْ كان كاذباً في وصفه بذلك ، فهذا من افتراءاته وأكاذيبه ، وإنْ كان صادقاً فكيف يجتمع مع رواية (الاحتجاج ) للطبرسي :

( لمّا فرغ أمير المؤمنينعليه‌السلام من قتال أهل البصرة مرّ بالحسن البصري وهو يتوضّأ .

فقال له : يا حسن ، لقد أكثرت من إراقة الماء .

فقال : لقد أكثرت من إراقة الدماء .

فقال : أسبغ وضوءك .

فقال: والله لقد قتلت بالأمس قوماً كانوا يصلّون الخمس ويسبغون الوضوء .

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قد كان ما رأيت ، فما منعك أن تعين علينا عدوّنا ؟

فقال: والله لأصدقنّك يا أمير المؤمنين ، لقد خرجت في أوّل يوم ، فاغتسلت وتحنّطت وصببت علَيَّ سلاحي ، وأنا لا أشكّ في أنَّ التخلّف عن أُم المؤمنين عائشة هو الكفر ، فلمّا انتهيت إلى موضع نادى مناد ٍ: يا حسن ! ارجع ، فإنّ القاتل والمقتول في النار ، فرجعت ذعراً وجلست في بيتي ، فلمّا كان اليوم الثاني لم أشك أنّ التخلّف عن أُم المؤمنين هو الكفر ، فتحنّطت وصببت علَيّ سلاحي وخرجت أُريد القتال ، حتّى انتهيت إلى ذلك الموضع ، فناداني من خلفي : يا حسن ! ارجع ، فإنّ القاتل والمقتول في النار .

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : صدقت ، أتدري من ذلك المنادي ؟

قال : لا .

٣٦٧

قال : ذاك أخوك إبليس ، وصدقك أنّ القاتل والمقتول منهم في النار )(١) .

وهذا الحديث ـ وإن كانت أمارات الوضع لائحة عليه ؛ لأنّ من المحال أنْ يمنع إبليس الحسن من أن يخرج إلى قتال الأمير الذي هو كفر بزعم الشيعة ـ يكذّب دعوى أبان تشيّع الحسن للأمير ، وإلاّ لزم القول بجواز الجمع بين التشيّع والأُخوّة لإبليس ، إلى غير ذلك من المفاسد .

أقول :

أوّلاً : كيف يجترئ هذا الرجل على تكذيب أبان ووصفه بالافتراء ، وهو يستلزم تكذيب شيخه وإمامه الأعظم أبا حنيفة ، كما عرفت ؟

وثانياً : أيّ تناقض بين كلام أبان ورواية الاحتجاج ؟

وهل ادّعى أبان كون الحسن البصري من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام في زمان حكومته وحروبه ؟

لقد قال أبان : ( والحسن يومئذٍ من شيعة علي بن أبي طالب ) ولا ريب أنّ الحسن كان يتظاهر بالتشيّع في تلك الأيّام الّتي التقى بها أبان ، ولم يكن الحسن كذلك وحده ، بل أمثاله ـ الذين كانوا يتظاهرون بالتشيّع وهم في الباطن منافقون ـ كثيرون ..

وثالثاً : إنّ إبليس قد يدعو في بعض الأحيان إلى أفعال الخير ، وهذا ما ينصُّ عليه كبار علماء أهل السنّة في مختلف الموارد ، فقد ذكر الشيخ عبد الوهّاب الشعراني في كتاب (اليواقيت ) عن الشيخ ابن عربي أنّ الشيطان يدخل حبّ أهل البيت في قلوب المؤمنين ! وهذه عبارته :

( وأكثر ما يظهر ذلك ـ أي الضلال ـ بسبب الأصل الصحيح في الشيعة لا سيّما في الإماميّة منهم ، فأدخلت عليهم الشياطين حبّ أهل البيت واستفراغ الحبّ فيهم ، ورأوا أنّ ذلك من أسنى القربات إلى الله تعالى ورسوله ، وكذلك هو لو وقفوا ولم يزيدوا عليه بغض الصحابة وسبّهم ) .

ـــــــــــــــــ

(١) الاحتجاج على أهل اللجاج ١ : ٤٠٢ ـ ٤٠٣ .

٣٦٨

وفي (روضة العلماء ) :

( سمعت الشيخ الإمام أبا محمّد عبد الله بن الفضل ، يحكي عن أبي حازم ، عن الحاكم ، قال : لمّا خرج نوح ـ صلوات الله عليه ـ من السفينة واستقرّ ، وهلك قومه ، جاءه إبليس لعنه الله .

وقال : يا نوح ! إنّ لك عندي يداً عظيماً ، فاسألني ما شئت فأصدقك وأنصحك .

قال : فاهتمّ نوح ـ صلوات الله عليه ـ من كلامه ، فأوحى الله تعالى إليه أن سله ؛ فإنّ عظته حجّة عليه

قال : أخبرني بما أغويت أخلاف بني آدم على هلكتهم .

قال : على الخبير سقطت يا نوح فاسمع .

هو الكبر والبخل والحرص والحسد ، وسأُنبّئك بذلك :

ألم تر أنّ الله تعالى لمّا خلق آدم ، أمر ملائكة السماء السابعة بالسّجود له فسجدوا ، فحملني الحسد إذ فُضِّلَ علَيّ أن لا أسجد له ، فأُخرجت من جميع ملكوت السماوات ، فزجرت ، فصرت شيطاناً رجيماً ، فهذا من الحسد .

ألم تر أنّ الله تعالى لمّا خلق آدم وأسكنه الجنّة وفوّضها بجميع ما فيها إليه ونهاه عن شجرةٍ واحدةٍ أن يأكل منها ، فحمله الحرص أن يأكل منها ، فأُخرج من جميع ما فيها ، فهذا من الحرص .

ألم تر أنّ الله تعالى لمّا خلق الفردوس فنظر إليها فأعجبته ، فقال : أنت محرّمة على كلّ جبّارٍ وعلى كلّ بخيل ، فهذا في الكبر والبخل .

والله يا نوح ! ماكتمتك وما غششتك ، ولا ادّخرت عنك نصحك .

قال نوح ـ صلوات الله عليه ـ : فأخبرني باليد الذي لك عندي ، فو الله إنّك لبغيض إليّ ، فكيف أرضى باتّخاذ الأيادي عندك ؟!

قال : بلى ، إنّ قومك كانوا أُمّةً من الأُمم كثيرة لا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى ، وكنت منهم في عناءٍ طويل ، فدعوت ربّك فأُغرقوا ، وصرت فارغاً لقومٍ آخرين ) .

٣٦٩

وفي (الدر المنثور ) :

( أخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان عن ابن عمر ، قال : لقي إبليس موسى ، فقال : يا موسى ! أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلّمك تكليماً إذ تبت ، وأنا أُريد أن أتوب ، فاشفع لي إلى ربّي أن يتوب علَيّ .

قال موسى : نعم

فدعا موسى ربّه ، فقيل : يا موسى ! قد قضيت حاجتك

فلقي موسى إبليس ، وقال : قد أُمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك

فاستكبر وغضب ، وقال : لم أسجد له حيّاً أسجد له ميّتاً ؟!

ثمّ قال إبليس : يا موسى ! إنّ لك علّيّ حقّاً بما شفعت لي إلى ربّي ، فاذكرني عند ثلاث لا أُهلكك فيهنّ : أُذكرني حين تغضب ، فإنّي أجري منك مجرى الدم ، واذكرني حين تلقى الزحف ، فإنّي آتي ابن آدم حين يلقى الزحف ، فأُذكّره ولده وزوجته حتّى يولّي ، وإيّاك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم ، فإنّي رسولها إليك ورسولك إليها )(١) .

لكن المراد من ( الخير ) هنا هو ( الشرّ الأقلّ ) إذ لا ريب أنّ اعتزال الحرب أقلّ شرّاً وضرراً من محاربة أمير المؤمنينعليه‌السلام ...

وكلّ ما يذكره القوم جواباً عن الأحاديث المذكورة وأمثالها ، فهو جوابنا عن السؤال حول رواية (الاحتجاج ) ، وأنّه كيف منع إبليس الحسن البصري من دخول الحرب ضد أمير المؤمنين ؟

ورابعاً : لكنَّ الحقيقة هي : أنّ الشيطان أراد بقاء الحسن البصري في هذا العالم ؛ لأنّه لو دخل الحرب لقتل ، فبقي كي ينفّذ إلقاءات الشيطان ، بإحداث البدع والمنكرات في الدين ، فيضلّه ويضلّل بسببه أُمماً من الناس وهذا ممّا تجده ـ أيضاً ـ في أخبار القوم وكتبهم

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ١ : ١٢٥ .

٣٧٠

قال أبو الفرج ابن الجوزي في ( تلبيس إبليس ) :

( أخبرنا أبو محمّد ابن القاسم ، قال : أخبرنا أحمد بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدّثنا أبو محمّد ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يعقوب ، قال: حدّثنا محمّد بن يوسف الجوهري ، قال : حدّثنا أبو غسان النهدي ، قال : سمعت الحسين بن صالح ، يقول : إنّ الشيطان ليفتح للعبد تسعةً وتسعين باباً من الخير يريد به باباً من الشرّ ) .

وخامساً : إنّه كما دعا إبليس الحسن البصري إلى اعتزال القتال ، وقال له : القاتل والمقتول في النار ، وصدّقه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كذلك قد علَّم إبليس أبا هريرة أن يقرأ آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه فلمّا حكى ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدّقه وقد أخرج البخاري في (صحيحه ) ذلك ، وهذه رواية البخاري :

( عن أبي هريرة ، قال : وكّلني رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت : لأرفعنّك إلى اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : دعني فإنّي محتاج وعلَيّ عيال ولي حاجة شديدة

قال : فخلّيت عنه فأصبحت .

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أبا هريرة ! ما فعل أسيرك البارحة ؟

قال : قلت : يا رسول الله ! شكى حاجة شديدة وعيالاً ، فرحمته فخلّيت سبيله .

قال : أما إنّه قد كذبك وسيعود .

فرصدته ، فجعل يحثو من الطّعام فأخذته ، وقلت : لأرفعنّك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قال : دعني فإنّي محتاج وعلَيّ عيال ، لا أعود ، فرحمته وخلّيت سبيله فأصبحت .

فقال لي رسول الله : يا أبا هريرة ! ما فعل أسيرك ؟

قلت : يا رسول الله ! شكى حاجةً شديدةً وعيالاً ، فرحمته فخلّيت سبيله .

قال : أما إنّه قد كذبك وسيعود .

فرصدته الثالثة ، فجعل يحثو من الطعام فأخذته ، فقلت : لأرفعنّك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا آخر ثلاث مرّات أنّك تزعم لا تعود ثمّ تعود .

٣٧١

قال : دعني أُعلّمك كلمات ينفعك الله بها .

قلت : ما هو ؟

قال : إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : ( اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ ) حتّى تختم الآية ، فإنّك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتّى تصبح ، فخلّيت سبيله ، فأصبحت .

فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ؟

فقلت: يا رسول الله ! زعم أنّه يعلّمني كلمات ينفعني الله بها فخلّيت سبيله .

قال : ما هي ؟

قال لي : إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أوّلها حتّى تختم الآية :( اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ ) وقال : لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتّى تصبح ، وكانوا أحرص شيءٍ على الخير .

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أمّا إنّه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب مذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟

قال : لا .

قال : ذاك شيطان )(١) .

والألطف من ذلك كلّه : ما رواه القوم في مناقب خليفتهم الثاني ، من تعلّمه فضل سورة البقرة من إبليس قال الشيخ إبراهيم الوصابي اليمني الشافعي في كتاب (الاكتفاء ) :

( عن ابن مسعود : إنّ رجلاً من أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقي رجلاً من الجنّ ، فصارعه صاحب محمّد ، فقال له الجنّي : عاودني ، فعاوده فصرعه ثانياً ، فقال له الصحابي : إنّي لأراك ختيلاً سخيفاً ذراعك ذراع الكلب ، أفكذلك أنتم معشر الجنّ أو أنت منهم كذا ؟

قال : لا والله إنّي منهم لضليع

ـــــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري ٣ : ١٣٢ ـ ١٣٣/ كتاب الوكالة ، باب إذا وكّل رجلاً ...

٣٧٢

ثمّ قال : عاودني الثالثة ، فإن صرعتني علّمتك شيئاً ينفعك ، فعاوده فصرعه ، فقال : هل تقرأ آية الكرسي ؟

قال : نعم

قال : فإنّك لا تقرؤها في بيت إلاّ خرج منه الشيطان ، ثمّ لا يدخل حتّى يصبح .

فقال رجل من القوم : من ذلك الرجل ، يا أبا عبد الرحمان ، من أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

هو عمر ؟

قال : من يكون إلاّ عمر ؟

أخرجه المحبّ الطبري في الرياض .

وفي أُخرى لهرضي‌الله‌عنه قال : لقي رجل شيطاناً في سكّةٍ من سكك المدينة ، فصارعه فصرعه الرجل ، فقال : دعني ، فإنّك إن تدعني أُخبرك بشيءٍ يعجبك

فقال : لا أدعك حتّى تخبرني ، وعَضّه في إصبعه

فقال : هل تقرأ سورة البقرة ؟

قال : نعم

قال : فإنّ الشيطان لا يسمع منها شيئاً إلاّ أدبر وله عجيج كعجيج الحمار .

فقيل لابن مسعود : من ذلك الرجل ؟

قال : ومن عسى أن يكون إلاّ عمر .

أخرجه عبد الله بن مسعود الأندلسي في كتابه الشفا )(١) .

ومن لطائف الأُمور : وضعهم الأحاديث في فضائل خلفائهم ، والدفاع عنهم عن لسان إبليس نفسه ...

ومن ذلك : ما رواه القاضي أبوبكر أحمد بن الضحّاك في (فضائل عمر ) ، والوصابي في (الاكتفاء في فضائل الخلفاء ) والمحبّ الطبري في (الرياض النضرة في فضائل العشرة ) نقلاً عن أحمد بن الضحاك ، واللفظ للأخير :

( عن الأعمش ، قال : خرجت في ليلةٍ مقمرةٍ أُريد المسجد ، فإذا أنا بشيءٍ

ــــــــــــــ

(١) الاكتفاء في مناقب الخلفاء ـ مخطوط وانظر الرياض النضرة ١ : ٣٦١ .

٣٧٣

عارضني فاقشعرّ منه جسدي .

فقلت : من الجنّ أم من الإنس ؟

فقال : بل من الجنّ .

فقلت : مؤمنٌ أم كافر ؟

فقال : بل مؤمن .

فقلت : هل فيكم من هذه الأهواء والبدع شيء ؟

قال : نعم .

ثمّ قال : وقع بيني وبين عفريت من الجنّ اختلاف في أبي بكر وعمر ، فقال العفريت : إنّهما ظلما عليّاً واعتديا عليه .

فقلت له : بمن ترضى حكماً بيني وبينك ؟

قال : بإبليس .

فأتيناه فقصصنا عليه القصّة فضحك .

ثمّ قال : هؤلاء من شيعتي وأنصاري وأهل مودّتي .

ثمّ قال : ألا أُحدّثكم بحديث ؟

قلنا : بلى .

قال : أُعلمكم أنّي عبدت الله تعالى في السماء الدنيا ألف عام ، فسُمّيت فيها العابد ، وعبدت الله في الثالثة ألف عام فسُمّيت فيها الراغب ، ثمّ رُفعت إلى الرابعة ، فرأيت سبعين ألف صفّ من الملائكة يستغفرون لمحبّي أبي بكر وعمر ، ثمّ رُفعت إلى الخامسة ، فرأيت فيها سبعين ألف ملك يلعنون مبغضي أبي بكر وعمر .

أخرجه القاضي أبو بكر أحمد بن الضحّاك في فضائل عمر بن الخطّاب )(١) .

ـــــــــــــــــ

(١) الرياض النضرة في مناقب العشرة ١ : ٣٦١/٢٥١ .

٣٧٤

وإذا كان الخصم يرى أنّ الشيطان لا يدعو إلاّ إلى الشر ، فهو ـ إذاً ـ يعترف بكون حبّ الشيخين شرّاً لا خير فيه أبداً وهذا من الأدلّة الإلزاميّة التي لا مفرّ لهم منها ...

وسادساً : فإنّ خبر (الاحتجاج ) قد رواه القوم في كتبهم وإنْ مختصراً ...

قال القاضي أبو جعفر محمّد بن عمر الشعبي في (الكفاية ) :

( روي في الأخبار : إنّ عليّاً مرّ على الحسن البصري وهو يتوضّأ ، فقال له : أسبغ الوضوء يا غلام

فقال الحسن لعلي : قتلت أُلوفاً ممّن كان يسبغ الوضوء .

وإنّما أراد به المحاربة التي وقعت بينه وبين معاوية ، فقتل كثير من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال له علي : أحزنك ذلك ؟

فقال : نعم ، فقال له علي : أحزنك الله تعالى ) .

وهذا الخبر يدلّ على شدّة نصب الحسن البصري وعناده لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان أخاً لإبليس حقّاً ...

وقد حاول الشعبي ـ صاحب الكفاية ـ أن يذكر لدعاء الإمام على الحسن محملاً كيلا يدلّ على الذمّ له ، فقال :

( ثمّ دعاء علي ليس على وجه الغضب ، وإنّما أراد به أحزنك الله في أمر الدين ، فاستجاب الله دعاءه

فروي أنّه لم يضحك بعد ذلك أربعين سنة ) .

لكنّه تأويل سخيف ومضحك ، كما لا يخفى ...

٣٧٥

وتلخّص

إنّ الحسن البصري لم يكن من الشيعة الإماميّة ، وإنّما كان ربّما يتظاهر بذلك في بعض الأحيان ، وأبان بن أبي عياش وصفه بالتشيع لِما رآه يتظاهر بذلك في ذلك الوقت ، وهذا لا يعارض خبر (الاحتجاج ) ولا غيره من الأخبار المذكورة في كتبنا ، ككتاب (الاثنا عشريّة ) للشيخ الحرّ العاملي (رحمه‌الله ) ، الدالّ على عدائه وناصبيّته لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، حتّى أنّ الإمامعليه‌السلام قد وصفه في روايةٍ بأنّه ( سامريّ هذه الأُمّة ) ولهذا الوصف مداليل كثيرة .

وتلخّص : أنّ ( الحسن ) ليس من الشيعة أصلاً ، لكنّ ( أبان ) لم يكذب في وصفه بالتشيّع .

٣٧٦

الفهرست

كلمة المؤلّف.. ٢

تقديم. ٥

افتراق الأُمّة ٥

معالم الفرقة النّاجية ٥

دور الأئمّة في حفظ الدين ونشر العلم. ٧

نشر العلم والمعرفة بشتّى الطرق. ١٩

أهمُّ العلوم في المدرسة الشيعيّة ٢٤

علم الكلام ٢٤

علوم القرآن. ٢٦

علم الفقه والحديث.. ٢٧

وهنا فوائد : ٢٨

تراجم أعلام الشيعة في كتب السنّة ٣١

من تراجم علماء السنّة في كتبهم. ٤٧

كتب الردود في المكتبة الشيعيّة ٥٤

تأليف الكتب للصدّ عن التشيّع. ٥٤

في الحجاز ٥٥

في الهند. ٥٥

في العراق. ٥٧

منتهى الكلام للفيض آبادي. ٥٩

ترجمة الفيض آبادي. ٦٥

استقصاء الإفحام للسيّد حامد حسين. ٦٦

فهرس موضوعات استقصاء الإفحام ٦٨

ترجمة السيّد مير حامد حسين. ٧٠

نسبه ٧٠

٣٧٧

أُسرته ٧١

والده السيّد محمّد قلي. ٧١

أساتذته ٧٣

كلمات العلماء في حقّه ٧٣

المكتبة الناصريّة ٧٩

تصانيفه ٨٢

أشهر مصنّفاته : ٨٤

١ ـ استقصاء الإفحام ٨٤

٢ ـ شوارق النصوص.. ٨٤

٣ ـ عبقات الأنوار ٨٤

التقاريظ على كتبه ٨٧

تقريظ سيّد الطائفة في عصره المجدّد السيّد الميرزا الشيرازي(١) ٨٨

تقريظ خاتمة المحدّثين الميرزا حسين النوري(١) ٩٠

تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري(١) ٩٢

ولده السيّد ناصر حسين. ٩٣

بين السيّد حامد حسين والمولوي الفيض آبادي  ٩٥

عملنا في الكتاب.. ٩٧

الباب الأوّل : ٩٨

مسائل اعتقاديّة ٩٨

الصحيحان أصحُّ من القرآن ؟ ٩٨

الأخبار والآثار في وقوع النقص والغلط في القرآن  ١٠٠

في كتب السنّة ١٠٠

ذهب من القرآن كثير ! ١٠٠

سورة الأحزاب.. ١٠٠

سورة تشبه براءة ١٠٢

٣٧٨

البراءة تعدل البقرة ١٠٣

سورتا الحفد والخلع. ١٠٥

آيتان لم تكتبا ١٠٧

آية أُخرى. ١٠٨

آية الرجم. ١١٢

آية الرضاع. ١١٥

آية الجهاد ١١٦

آية : لا ترغبوا عن آبائكم. ١١٧

آية حميّة الجاهليّة ١١٧

آية الصلاة على النبي. ١١٨

آية : وهو أبٌ لهم. ١١٩

آية الصلاة الوسطى. ١١٩

آية صلاة الجمعة ١٢٢

آية أُخرى. ١٢٤

آية الطلاق. ١٢٤

آية التبليغ. ١٢٥

آية : كفى الله المؤمنين. ١٢٦

عثمان : إنّ في القرآن لحناً ! ١٢٧

نقد القول بوقوع اللحن في القرآن. ١٣٠

رجال الحديث والعرفان و ولادة الإمام المهدي صاحب الزمان  ١٥٢

الشيخ عبد الوهاب الشعراني. ١٥٢

ترجمة الشعراني. ١٥٧

الشيخ المودودي. ١٥٨

الخواجه محمّد پارسا ١٦١

ترجمة خواجه پارسا ١٦٣

٣٧٩

الشيخ عبد الرحمان الجامي. ١٦٣

ترجمة الجامي. ١٦٤

الشيخ عبد الحق الدهلوي. ١٦٤

ترجمة عبد الحق الدهلوي. ١٦٥

السيد جمال الدين الممحدّث.. ١٦٥

ترجمة الجمال المحدّث الشيرازي. ١٦٧

الشيخ أبو عبد الله الكنجي. ١٦٨

ترجمة الكنجي الشافعي. ١٦٨

سبط ابن الجوزي. ١٦٨

ترجمة سبط ابن الجوزي. ١٦٩

ابن الصبّاغ المالكي. ١٦٩

ترجمة ابن الصبّاغ المالكي. ١٧١

الشيخ كمال الدين ابن طلحة الشافعي. ١٧١

ترجمة ابن طلحة الشافعي. ١٧٩

الشيخ ولي الله الدهلوي. ١٨٠

ترجمة وليّ الله الدهلوي. ١٨١

مع الأعور الواسطي. ١٨١

مع ابن حجر المكي. ١٨١

التجسيم والمجسّمة ١٨٤

تبرئة الشهرستاني هشام بن الحكم. ١٨٤

ترجمة الشهرستاني. ١٨٥

المجسّمون من أهل السنّة ١٨٦

ابن تيميّة وابن القيّم. ١٨٦

بعض شيوخ الحديث.. ١٩٠

الذهبي. ١٩٠

٣٨٠

381

382

383

384