استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

استخراج المرام من استقصاء الإفحام0%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 384

استخراج المرام من استقصاء الإفحام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 384
المشاهدات: 156520
تحميل: 7170


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 384 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156520 / تحميل: 7170
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

جامع أطوار الرعاية بين طوائف الإنسان ، عين الإنسان ، علاّمة الدوران ، فريد الدهر والأوان ) .

( صدر الزمان ، قدوة الأعيان ، شرف أبناء الزمان بالتزام الفضل والإحسان ، علاّمة الدوران ، مليح البيان ، فصيح اللّسان ) .

( علاّمة الزمان وأُعجوبة الدوران ، فصيح البيان ، مليح اللّسان ، المزري لطائف منشآته على أزهار الربيع وأنوار البديع ، ذي العز المنيع والفخر الرفيع )(١) .

وعلى الجملة ، فقد ألّف الشيخ سبحان علي خان رسالته في حديث الحوض ، وأثبت انطباقه على المشايخ ، على أساس أحاديث القوم في أصحّ كتبهم ككتاب البخاري وغيره.

فلمّا وقف الشيخ المولوي الفيض آبادي المتوفّى سنة ١٢٩٩ على رسالة حديث الحوض ، ألّف في الردّ عليها كتاب (منتهى الكلام ) بطلبٍ من بعض أصدقائه ، الذي ضاق صدره من ( رواج التشيّع المحدَث !! ) في بلاد الهند كما قال وهذه ترجمة كلامه في المقدّمة باختصار :

( بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله الذي وفّقنا لمنتهى الكلام مع الخصام وتمييز الحق من الباطل كالنور من الظلم ، وكرّمنا بتنبيهات أهل الخوض لاعتراضهم على حديث الحوض ، بتقرير اللّسان وتحرير القلم ، والصّلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، سيّما من خصّ بالشفاعة العظمى يجري على لسانه ينابيع الحكم ، وعلى آله وخلفائه الأربعة المتـناسبة يشربون من السلسبيل ولن يسمعوا حسيس جهنّم ، فبعداً وسحقاً لمن لم يزالوا

ـــــــــــــــــ

(١) كشف الحجب والأستار : ٥٩٩ ، ٢٥٧ ، ١٦١ ـ ١٦٢ .

٦١

مرتدّين عنهم من أهل الإبدال ، يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال ، يختلجون دون الأدبار فلا تدري أن يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم .

أمّا بعد ، فيقول أقلّ الخليقة عديم الإدراك وذميم الأخلاق حيدر علي الفيض آبادي ، أعطاه الله تعالى في الدنيا النفس اللّوامة وتجاوز عن جرائمه يوم القيامة ، وبصّره بعيوب نفسه وجعل غده خيراً من أمسه ، ابن صفوة الحفّاظ والعابدين الشيخ محمّد حسن ، ابن قدوة العارفين الشيخ محمّد ذاكر، ابن أُسوة الواصلين الشيخ عبد القادر الدهلوي ، ألطفهم الله سبحانه بالإعادة وأكرمهم بالحسنى وزيادة :

إنّ أحد الأصدقاء الأحباب ، الذي طالما تألّم ليلاً ونهاراً ممّا آل إليه أمر الدين ، وضاق صدره وارتعد قلبه واحترق كبده من رواج التشيّع المحدَث ، قد تمكّن من الحصول على رسالةٍ ـ لإمام المتشيّعين ، نظام المتكلّمين ، البحر المحيط للفهم والفطانة ، والنهر العميق للفصاحة والبلاغة ، رئيس العلماء الكبار سبحان علي خان ، جنّبه الله تعالى عن فساد اعتقاداته وبصّره الله ببطلان خيالاته وهفواته ، ألّفها بسنة سبع وأربعين ومائتين وألف من الهجرة النبويّة ، في حديث أُصيحابي ـ بواسطة بعض المؤمنين ، وأطلعني عليها ، وألحّ عليّ بأن أكتب ردّاً لها ، فعزمت على إنجاح مرامه عوناً لأهل الحق والإنصاف ، وصوناً لعقائدهم عن الزيغ والإعتساف ...

ولمّا كان هذا الكتاب ، بحيث يقول كلّ من وقف عليه ـ موافقاً كان أو مخالفاً ـ إنّه قد بلغ النهاية القصوى في البحث ، فقد سمّيته بـ (منتهى الكلام ) ، ولمّا كان كلّ ورقةٍ من أوراقه مشتملاً على تنبيه ، تعريضاً للمخالفين المعترضين على حديث الحوض ، الذين صدق عليهم قوله تعالى( وَكُنّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضينَ ) فقد لقّبته بـ (تنبيهات أهل الخوض لاعتراضهم على حديث الحوض ) .

ثمّ إنّه ذكر ثمان مقدّمات ، فقال في المقدّمة الثامنة :

( إنّه لمّا كان دأبي في المناظرة مع الشيعة ، بعد التحقيق في الموضوع وإلزامهم بالحجّة ، هو قلب تقريراتهم في الاستدلال ، فقد خصصت المسلك الثاني ـ بعد الفراغ من الأوّل ـ لهذا الغرض ، وفصلت في هذا المسلك بين كلامي وكلام المؤلّف بخطوطٍ لئلاّ يقع الخلط ، وجعلت بعض مطالب المؤلّف الخارجة عن الموضوع في الخاتمة .

٦٢

فجاء الكتاب مشتملاً على خاتمةٍ ومسلكين ، أحدهما جوابي والآخر انقلابي ) .

هذا ، وقد تعرّض في المسلك الأوّل ـ الجوابي ـ لمسائل مهمّة ، كقضيّة صلاة أبي بكر بالناس بأمر من النبي في مرضهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فيما يروون ـ وكونه معه في الغار ليلة الهجرة ، وقضيّة تزوّج عمر بن الخطّاب بأُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ برضاً منه كما يزعمون ـ وكان مقصوده من الأوليين إثبات فضيلة لأبي بكر ، ومن الثالثة إنكار هجوم عمر على بيت الزهراء الطاهرةعليها‌السلام ودفع الطعن عليه ، ونفي الخصومة بينه وبين الإمامعليه‌السلام .

أقول :

ولكنّي قد أثبتُّ في رسالةٍ مفردةٍ مطبوعة : أنّ صلاة أبي بكرٍ تلك لم تكن بأمرٍ من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل إنّه لمّا علم بذلك خرج معتمداً على الإمام علي ورجلٍ آخر ، ورجلاه تخطّان في الأرض ، وصلّى بالناس وتنحّى أبوبكر فلا فضيلة له في تلك القضيّة إنْ لم يكن العكس .

وأثبتُّ في رسالةٍ أُخرى مطبوعة : أنّ كلّ ما رواه القوم في كتبهم في زواج عمر بأُمّ كلثوم لا أساس له من الصحّة ، وأمّا ما جاء في رواية أصحابنا ـ بناءً على الأخذ به ـ فلا فائدة في الاستدلال به للخصم ، بل يدلّ على عكس المدّعى .

وأمّا قصّة الغار ، فالرسائل المؤلّفة فيها من قبل علمائنا متعدّدة ، فقد كتب فيها السيّد الشهيد التستري ، صاحب كتاب (إحقاق الحق ) والسيّد مير حامد حسين صاحب (استقصاء الإفحام ) و (عبقات الأنوار ) وكذا غيرهما من علماء الشيعة الكبار في بلاد الهند وغيرها وإنّه ليكفي في هذه القضيّة أن نقول :

إنّه قد كان في ليلة الهجرة واقعتان ، نزلت في كلّ منهما آية ،

إحداهما : مبيت مولانا علي أمير المؤمنين في فراش النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

والأُخرى : خروج أبي بكر معه إلى الغار

٦٣

أمّا في الأُولى فنزلت الآية( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) (١) .

وأمّا في الثانية فنزلت الآية( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَتَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا ) (٢) .

أمّا عن عليعليه‌السلام ، فأخبر الله عزّ وجلّ بأنّه قد (شرى نفسه ) ابتغاء مرضات الله ، وأمّا عن أبي بكر فأخبر عن حزنه ونهي النبي إيّاه فكم فرق بين الحالين ؟ ولذا ورد مباهاة الله سبحانه بفعل عليّ في رواية الفريقين(٣) .

أمّا في المسلك الثاني ـ الانقلابي ـ فقد حاول الفيض آبادي التهجّم على الشيعة الاثنى عشريّة في بعض عقائدها ، والطعن في بعض كتبها ، والكذب على بعض علمائها .

فتعرّض لمسألة ولادة الإمام المهدي ابن الحسن العسكريعليهما‌السلام ، ولمسألة البداء ، ونسب إلى الشيعة القول بنقصان القرآن الكريم وإلى السيّد المرتضى علم الهدى إنكار الميثاق ...

وحاول الطعن في تفسير علي بن إبراهيم القمّي ، والتكلّم في كتاب سليم بن قيس الهلالي ...

وهكذا في مسائل أُخرى ...

ـــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧ .

(٢) سورة التوبة ٩ : ٤٠ .

(٣) الأمالي للشيخ الطوسي : ٤٦٩ / ضمن الحديث ١٠٣١ تفسير الثعلبي ٢ : ١٢٥ ـ ١٢٦ ، أُسد الغابة : ٤ / ٢٥ تفسير الرازي : ٣ / ٢٢٢ والآية في سورة البقرة : ٢٠٧ .

٦٤

ترجمة الفيض آبادي

وقد أثنى صاحب كتاب (نزهة الخواطر ) على الفيض آبادي ، ووصفه بألقابٍ ضخمة ، وذكر كتابه (منتهى الكلام ) في أوّل مؤلّفاته ، وهذا نصّ عبارته :

( مولانا حيدر علي الفيض آبادي ، الشيخ العالم الكبير العلاّمة ، حيدر علي بن محمّد حسن بن محمّد ذاكر بن عبد القادر ، الدهلوي ، الفيض آبادي ،أوحد المتكلّمين والنظار.

ولد ونشأ بفيض آباد ، وقرأ العلم على مرزا فتح علي والسيّد نجف علي

والحكيم مير نوّاب ، كلّهم كانوا من علماء الشيعة بفيض آباد

ثمّ سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ رشيد الدين والشيخ رفيع الدين ، واستفاض عن الشيخ عبد العزيز بن وليّ الله الدهلوي أيضاً ، ولازمه زماناً ، حتّى برع في كثير من العلوم والفنون ، ثمّ قدم لكهنو وأقام بها مدّةً طويلة وجدّ في البحث والاشتغال ، وأقبل على الجدل والكلام ، فصار أوحد زمانه ، أقرّ بفضله الموافق والمخالف ، ثمّ سار إلى بهوپال وأقام بها مدّةً، ثمّ سار إلى حيدر آباد ، فولاّه نوّاب مختار الملك العدل والقضاء ، فاستقلّ به مدّة حياته مع اشتغاله بالتصنيف والتأليف .

ومن مصنّفاته : منتهى الكلام ، في مجلّدٍ كبير ، وإزالة الغين عن بصارة العين ، في ثلاث مجلّدات ، ونضارة العينين عن شهادة الحسنين ، وكاشف اللثام عن تدليس المجتهد القمقام ، والداهية الحاطمة على من أخرج من أهل البيت فاطمة ، ورؤية الثعاليب والغرابيب في إنشاء المكاتيب ، وكتابه في إثبات البيعة المرتضويّة ، وكتابه في إثبات ازدواج عمر بن الخطّاب بسيّدتنا أُم كلثوم بنت علي المرتضى ، وله تكملة فتح العزيز ، في مجلّدات كبار ، صنّفها بأمر نوّاب سكندر بيكم ملكة بهوپال .

مات سنة ١٢٩٩ )(١) .

وذكره خير الدين الزركلي في (الأعلام ) فقال :

( حيدر علي بن محمّد الفيض آبادي متكلّم هندي ، من فقهاء الحنفيّة ، له تصانيف ، منها : إزالة الغين ط تكملة لتفسير العزيزي ، ومنتهى الكلام في

ـــــــــــــــــ

(١) نزهة الخواطر : ٧/١٥٦ أعيان القرن ١٣ برقم ٢٧٤ .

٦٥

الردّ على الشيعة ، قال صاحب الهدية : مجلّدان ضخمان )(١) .

وقال عمر كحّالة :

( حيدر علي بن محمّد الفيض آبادي الهندي الحنفي ، متكلّم فقيه من آثاره : منتهى الكلام في الردّ على الشيعة ، في مجلّدين ضخمين ، فرغ منه سنة ١٢٥٠ )(٢) .

وكذلك في ( هديّة العارفين ١ / ٣٤٢ ) .

استقصاء الإفحام للسيّد حامد حسين

وهذا الكتاب عنوانه الكامل (استقصاء الإفحام واستيفاء الإنتقام في نقض منتهى الكلام ).

وكأنّ المؤلّف قد وضع عليه هذا الاسم ليشير إلى أنّ للبحث فيه جهتين ، وأنّ له من تأليفه غرضين :

أحدهما : دفع الشبه والاعتراضات عن جملةٍ من العقائد ، وردّ التُّهم عن بعض الأعلام ، والتكلّم على بعض الكتب المعروفة عند الإماميّة .

وعنوان (استقصاء الإفحام ) ناظر إلى هذه الجهة .

والثاني : التحقيق عن موقع العلوم الإسلاميّة من علم العقائد والتفسير والحديث والفقه وعن حال مؤسّسيها ، عند أهل السنّة ، وبيان حال علمائهم وأشهر كتبهم المعتمدة في هذه العلوم .

وعنوان (استيفاء الانتقام ) ناظر إلى هذه الجهة .

ـــــــــــــــــ

(١) الأعلام : ٢ / ٢٩٠ .

(٢) معجم المؤلّفين : ٤ / ٩٢ .

٦٦

وبتعبير آخر ، فإنّ هذا الكتاب قد أُلّف نقضاً لكتاب (منتهى الكلام ) في كلا مسلكيه ، الجوابي والإنقلابي ، حسب تعبير الفيض آبادي .

إلاّ أنّ مؤلّفه العلاّمة الفذ الأجلّ ، قد قدّم المسلك الثاني على الأوّل ، وقد ذكر السبب في ذلك بقوله :

( وقد كنت كتبت من النقض على مقامات شتّى من المسلك الأوّل لهذا الكتاب ، ما فيه نفع لأوام أُولي الألباب وشفاء للأسقام والأوصاب ، وغنية بإظهار الصواب ونضو الحجاب ، وكنت لإتمامه وإنجازه صامداً ، ولتبييضه وإبرازه قاصداً .

ولكنْ ألفيت رغبات الناس إلى تقديم المسلك الثاني وافرة ، وهممهم عن الصبر والانتظار قاصرة ، وأيضاً : وجدت صاحب الكتاب ومن اقتصّ أثره وحذا حذوه ، يستصعبون نقض هذا المسلك غاية الاستصعاب ، ويزعمونه ويحسبونه بالخصوم ممتنع الجواب ، ويعدّون اجتياح جذمه من أنكر الأشياء وأعجب العجاب .

فخفت على نفسي محاجزات الدهر الكنود ، ورابئت عوائق الزمن العنود ، وأشفقت أنْ لا ابلغ إلى حمادى المقصود ، ويحال بيني وبين الإتيان عليه كملاً وأُردع عمّا أرود ، فيكون ذلك تصديقاً لظنونهم الخاسرة وتأييداً لما يلعج في صدورهم الواغرة .

فأشحت بوجهي عن التوجّه إلى المسلك الأوّل لعناني ثانياً ، وقمت ـ بعون الله ـ لنقض المسلك الثاني نصرةً لدينه غير متعتع ولا وانياً ، ثمّ إذا وفّق الله لاستيعاب جواب هذا المسلك وإتمامه وإبراز أثماره من أكمامه ، سأنثني ـ إنْ شاء الله ـ إلى إتمام نقض المسلك الأوّل وهدم جدرانه ، ورضّ أركانه وهصر فنونه وأغصانه ، وعضب عروقه وأفنانه .

وإنْ حيل بيني وبين هذا المراد ، واقتطعت عن هذه البغية وضربت دونها الأسداد ، فليستدل الناظر بما في هذا المسلك الآخر من غرائب البوادر على حقيقة ما في الأوّل من الوهن الظاهر ، فإنّ الغرفة تـنبئ عن الغدير ، والقزير يدلّ على الغزير ، وأثر القدم على المسير ، فكيف لا يدلّ هذا التحرير والتقرير الكثير على سقوط ما في المسلك الأوّل من إفادات المخاطب النحرير ؟ ) .

٦٧

فهرس موضوعات استقصاء الإفحام

وقد خرج من المسلك الثاني مجلّدان .

* وبحوث المجلّد الأوّل هي :

مبحث تحريف القرآن

مبحث البداء

مبحث التجسيم

مطاعن أبي حنيفة

مبحث القياس والاستحسان

كلام في مسألة الميثاق

كلام في مسألة الصور

كلام في ردّ الشمس وشقّ القمر

مسألة العبث في الصّلاة

حول كتاب سليم بن قيس الهلالي

مبحث إسلام آباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

كلام حول نسب عمرو بن العاص

كلام حول حكم ولد الزنا وأنّه يدخل الجنّة أولا ؟

من قبائح مذهب الأشاعرة

الكلام في الصحاح الستّة وأصحابها

الكلام في مالك والشافعي

* وأمّا المجلّد الثاني، فبحوثه هي :

الدفاع عن تفسير علي بن إبراهيم القمّي

الكلام في التفسير والمفسّرين عند القوم ، ابتداءً بالصّحابة ثمّ التابعين ثمّ من بعدهم

٦٨

على ضوء كتبهم ، فأورد هنا دراسات جليلة عن الأعلام الأئمّة في التفسير عند أهل السنّة ، وهم :

عبد الله بن مسعود

أبو موسى الأشعري

عبد الله بن الزبير

أنس بن مالك

أبو هريرة

عبد الله بن عمرو بن العاص

مجاهد

عكرمة

الحسن البصري

عطاء

أبو العالية

الضحّاك

قتادة

زيد بن أسلم

مرّة بن شراحيل

سفيان بن عيينة

عبد الرزاق

وجماعة غيرهم... إلى الفخر الرازي .

ثمّ تعرّض للتحقيق عن حديث الحوض ومفاده ، وما ورد عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام في الصحابة .

٦٩

ترجمة السيّد مير حامد حسين

نسبه

وهو : السيّد حامد حسين ، ابن السيّد محمّد قلي ، ابن السيّد محمّد حسين المعروف بالسيّد الله كرم ، ابن السيّد حامد حسين ، ابن السيّد زين العابدين ، ابن السيّد محمّد المعروف بالسيّد البولاقي ، ابن السيّد محمّد المعروف بالسيّد مدا ، ابن السيّد حسين المعروف بالسيّد ميئهر ، ابن السيّد جعفر ، ابن السيّد علي ، ابن السيّد كبير الدين ، ابن السيّد شمس الدين ، ابن السيّد جمال الدين ، ابن السيّد شهاب الدين أبي المظفّر حسين الملقّب بسيّد السادات المعروف بالسيّد علاء الدين أعلى بزرك ، ابن السيّد محمّد المعروف بالسيّد عزّ الدين ، ابن السيّد شرف الدين أبي طالب المعروف بالسيّد الأشرف ، ابن السيّد محمّد الملقّب بالمهدي المعروف بالسيّد محمّد المحروق ، ابن حمزة بن علي بن أبي محمّد بن جعفر بن مهدي بن أبي طالب بن علي بن حمزة بن أبي القاسم حمزة ، ابن الإمام أبي جعفر محمّد الباقر ، ابن الإمام أبي محمّد علي زين العابدين ، ابن السبط الشهيد الإمام أبي عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين(١) .

ولد في ٤ محرّم الحرام سنة ١٢٤٦ ، وتوفّي في ١٨ صفر سنة ١٣٠٦ .

ـــــــــــــــــ

(١) تكملة نجوم السماء : ٢ / ٢٥ الفضل الجلي : ٢ عن تذكرة ناصر الملّة .

٧٠

أُسرته

وهو من أُسرةٍ عريقةٍ في العلم والفضيلة والجهاد ، والدّفاع عن مذهب أهل البيت الطاهرينعليهم‌السلام .

قال شيخنا الحجّة الطهراني ـرحمه‌الله ـ :

( إنّ هذا البيت الجليل من البيوت التي غمرها الله برحمته ، فقد صبّ ـ سبحانه وتعالى ـ على أعلامه المواهب ، وأمطر عليهم المؤهّلات ن وأسبل عليهم القابليّات ، وغطّاهم بالإلهام ، وأحاطهم بالتوفيق ، فقد عرفوا قدر نعم الله عليهم فلم يضيّعوها بل كرّسوا حياتهم وبذلوا جهودهم وأفنوا أعمارهم في الذبّ عن حياض الدين ، وسعوا سعياً حثيثاً في تشييد دعائم المذهب الجعفري ، فخدماتهم للشرع الشريف وتفانيهم دون إعلان كلمة الحقّ غير قابلة للحدّ والإحصاء ، ولذا وجب حقّهم على جميع الشيعة الإماميّة ممّن عرف قدر نفسه واهتمّ لدينه ومذهبه )(١) .

وقد اشتهر من أعلام هذه الأُسرة جماعة ، ونحن نكتفي منهم بترجمته وترجمة والده السيّد محمّد قلي ونجله الكبير السيّد ناصر حسين .

والده السيّد محمّد قلي

ولد السيّد محمّد قلي يوم الاثنين ، الخامس من شهر ذي القعدة ، سنة ١١٨٨ في بلدة كنتور ، وتتلمذ على الإمام الأكبر السيّد دلدار علي النقوي ، وله مصنّفات جليلة ، من أشهرها ردوده على أبوابٍ من كتاب (التحفة الإثنى عشريّة ) وأكثرها فائدةً (تشييد المطاعن )... وله (الفتوحات الحيدريّة في الردّ

ـــــــــــــــــ

(١) طبقات أعلام الشيعة ـ الكرام البررة ٢ / ١٤٨ .

٧١

على كتاب الصراط المستقيم لعبد الحيّ الدهلوي ) و (الشعلة الجوّالة في الردّ على الشوكة العمريّة ، لرشيد الدين الدهلوي ) و (الأجوبة الفاخرة في ردّ الأشاعرة ) و (نفاق الشيخين بحكم أحاديث الصحيحين ) و (تقريب الأفهام في تفسير آيات الأحكام ) وله غير ذلك .

وهذه الكتب مذكورة له في كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) وبترجمته في (نزهة الخواطر ) إذ قال :

( الشيخ الفاضل المفتي محمّد قلي بن محمّد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الموسوي النيسابوري الشيعي الكنتوري .

أحد الأفاضل المشهورين .

ولد سنة ١١٨٨ ، وقرأ العلم على أساتذة لكهنو ، ثمّ لازم السيّد دلدار علي بن محمّد معين النقوي النصيرآبادي المجتهد(١) ، وأخذ عنه الفقه والأُصول والحديث ، ثمّ ولي الإفتاء ببلدة ميرت ، فاستقلّ مدّةً من الزمان ، وصنّف كتباً في الأُصول والكلام ...

مات لتسع خلون من محرّم سنة ستّين ومائتين وألف ، كما في تذكرةالعلماء ) (٢) .

ـــــــــــــــــ

(١) هو : من أعاظم علماء الشيعة في عصره ، وكبار فحول علماء الهند ، وهو الذي نشر عقائد الشيعة هناك ، عبّر عنه الشيخ صاحب الجواهر بكلماتٍ قلّما جاءت في حقّ أحد ، من الشيخ (رحمه‌الله ) ومن غيره

قرأ في الهند ، وهاجر إلى العراق فحضر في كربلاء المقدّسة على الوحيد البهبهاني وصاحب الرياض ، والميرزا الشهرستاني ، وفي النجف الأشرف على السيّد بحر العلوم ، ثمّ سافر إلى مشهد الرضا ، فحضر هناك على الشهيد السيّد محمّد مهدي بن هداية الله الخراساني ، ثمّ رجع إلى بلاده حاملاً الإجازات والشهادات الثمينة ، وخلّف آثاراً جليلةً في الفقه والأُصول والفلسفة والكلام ، وأولاداً علماء أبرار ستأتي تراجم بعضهم ، ولد سنة ١١٦٦ ، وتوفّي سنة ١٢٣٥ ( ريحانة الأدب ٤/٢٣٠ ، أعلام الشيعة ، الترجمة رقم ٩٤٨ ) .

(٢) نزهة الخواطر : ٧/٤٧١ ـ ٤٧٢ .

٧٢

أساتذته

قرأ المقدّمات ومبادئ العلوم والكلام على والده العلاّمة .

وأخذ الفقه والأصول عن السيّد حسين(١) ابن السيّد دلدار علي .

والمعقول على السيّد مرتضى(٢) ابن السيّد محمّد ابن السيّد دلدار علي .

والأدب عن المفتي السيّد محمّد عبّاس(٣) .

وكلّ هؤلاء من أعاظم الوقت ومشاهير العصر .

كلمات العلماء في حقّه

١ ـ قال الحجّة الأمين العاملي :

( كان من أكابر المتكلّمين الباحثين عن أسرار الديانة ، والذابّين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف ، علاّمةً نحريراً ماهراً بصناعة الكلام والجدل ،

ـــــــــــــــــ

(١) من مشاهير علماء الشيعة في الهند ، لقّب بـ ( سيّد العلماء ) نشأ على أبيه وإخوته ، بلغ رتبة الاجتهاد في سنّ الشباب ، نبغ نبوغاً باهراً ، وذاع صيته وقصده الطّلاب ، وله مصنّفات ثمينة

ولد سنة ١٢١١ ، وتوفّي سنة ١٢٧٣ ، كما في أعلام الشيعة ، الكرام البررة ، الترجمة رقم ٧٩٣ .

(٢) كان عارفاً بالعلوم العقليّة ، وتوفّي شابّاً في حياة والده ، وكان عالماً كاملاً أريباً

أمّا والده السيّد محمّد ، فكان من كبار المجتهدين ومن أعاظم المتكلّمين ، لقّب بـ ( سلطان العلماء ) ( أحسن الوديعة في تراجم علماء الشيعة ١/٤٣ ، ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللّقب ، وغيرهما ) .

(٣) هو العالم الشهير ، أديب الهند الكبير ، ذكره شيخنا بترجمة السيّد حسين النقوي من الكرام البررة في أعلام القرن الثالث بعد العشرة .

٧٣

محيطاً بالأخبار والآثار ، واسع الإطلاع ، كثير التتبع ، دائم المطالعة ، لم ير مثله في صناعة الكلام والإحاطة بالأخبار والآثار في عصره ، بل وقبل عصره بزمانٍ طويل ، وبعد عصره حتّى اليوم .

ولو قلنا : إنّه لم ينبغ مثله في ذلك بين الإماميّة بعد عصر المفيد والمرتضى ، لم نكن مبالغين ، يعلم ذلك من مطالعة كتاب (العبقات ) وساعده على ذلك ما في بلاده من حرّيّة الفكر والقول والتأليف والنشر ، وقد طار صيته في الشرق والغرب ، وأذعن لفضله عظماء العلماء .

وكان جامعاً لكثير من فنون العلم ، متكلّماً ، محدّثاً ، رجاليّاً ، أديباً ، قضى عمره في الدرس والتصنيف والتأليف والمطالعة )(١) .

٢ ـ وقال شيخنا الحجّة الطهراني :

( من أكابر متكلّمي الإماميّة وأعاظم علماء الشيعة المتبحّرين ، في أوليات هذا القرن ، كان كثير التتبّع ، واسع الاطّلاع والإحاطة بالآثار والأخبار والتراث الإسلامي ، بلغ في ذلك مبلغاً لم يبلغه أحدٌ من معاصريه ولا المتأخّرين عنه ، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة ، أفنى عمره الشريف في البحث عن أسرار الديانة ، والذبّ عن بيضة الإسلام ، وحوزة الدين الحنيف ، ولا أعهد في القرون المتأخّرة من جاهد جهاده ، وبذل في سبيل الحقائق الراهنة طارفه وتلاده ، ولم تر عين الزمان في جميع الأمصار والأعصار مضاهياً له ، في تتبّعه وكثرة اطّلاعه ودقّته وذكائه وشدّة حفظه وضبطه .

قال سيّدنا الحسن الصّدر في (التكملة ) : كان من أكابر المتكلّمين ، وأعلام علماء الدين وأساطين المناظرين ، بذل عمره في نصرة

ـــــــــــــــــ

(١) أعيان الشيعة : ٤/٣٨١ .

٧٤

الدين وحماية شريعة سيّد المرسلين والأئمّة الهادين ، بتحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة ، واحتجاجات برهانيّة ، وإلزامات نبويّة ، واستدلالات علويّة ، ونقوض رضويّة ، حتّى عاد الباب من (التحفة الاثنى عشريّة ) خطابات شعريّة وعبارات هنديّة تضحك منها البريّة ، ولا عجب :

فالشبل من ذاك الهِزَبر وإنّما

تلد الأُسود الضاريات أُسودا(١)

٣ ـ وقال المحقّق الشيخ محمّد علي التبريزي :

( حجّة الإسلام والمسلمين ، لسان الفقهاء والمجتهدين ، ترجمان الحكماء والمتكلّمين ، علاّمة العصر مير حامد حسين ، من ثقات وأركان علماء الإماميّة ، ووجوه وأعيان فقهاء الاثنى عشريّة ، كان جامعاً للعلوم العقليّة والنقليّة ، بل من آيات الله وحجج الفرقة المحقّة ، ومن مفاخر الشيعة بل الأُمّة الإسلاميّة ، وبالأخص ؛ فإنّه يعدّ من أسباب افتخار قرننا على سائر القرون )(٢) .

٤ ـ وقال العلاّمة المحدّث القمّي :

( السيّد الأجل العلاّمة والفاضل الورع الفهّامة ، الفقيه المتكلّم المحقّق والمفسّر المحدّث المدقّق ، حجّة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين ، وناشر مذهب آبائه الطاهرين ، السيف القاطع ، والركن الدافع ، والبحر الزاخر ، والسحاب الماطر ، الذي شهد بكثرة فضله العاكف والبادي ، وارتوى من بحار علمه الضمآن والصّادي :

هو البحر لا بل دون ما علمه البحر

هو البدر لابل دون طلعته البدرُ

ـــــــــــــــــ

(١) أعلام الشيعة ١/٣٤٧ بتلخيص.

(٢) ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب ٣/٤٣٢.

٧٥

هـوالـنجم لابل دونه النجم طلعة

هـو الـدرّ لابـل دون منطقه الدرُّ

هو العالم المشهور في العصر والذي

بـه بـين أرباب النُهى افتخ العصرُ

هو الكامل الأوصاف في لعلم والتقى

فـطاب بـه فـي كلّ ماقطرالذكرُ

مـحاسنه جلّت عن الحصر وازدهي

بـأوصافه نـظم الـقصائدوالـنثرُ

و بالجملة : فإنّ وجوده كان من آيات الله وحجج الشيعة الاثنى عشريّة ، ومن طالع كتابه (العبقات ) يعلم أنّه لم يصنّف على هذا المنوال في الكلام ـ لا سيّما في مبحث الإمامة ـ من صدر الإسلام حتّى الآن )(١) .

٥ ـ وقال صاحب تكملة نجوم السماء :

( آية الله في العالمين وحجّته على الجاحدين ، وارث علوم أوصياء خير البشر ، المجدّد للمذهب الجعفري على رأس المئة الثالثة عشر ، مولانا ومولى الكونين المقتفي لآثار آبائه المصطفين ، جناب السيّد حامد حسين ، أعلى الله مقامه وزاد في الخلد إكرامه .

بلغ في علوّ المرتبة وسموّ المنزلة مقاماً تقصر عقول العقلاء وألباب الألباء عن دركه ، وتعجز أَلسنة البلغاء وقرائح الفصحاء عن بيان أيسر فضائله )(٢) .

٦ ـ وقال صاحب المآثر والآثار :

( مير حامد حسين اللكهنوي ، آية من الآيات الإلهيّة ، وحجّة من حجج الشيعة الاثنى عشريّة ، جمع إلى الفقه التضلّع في علم الحديث ، والإحاطة بالأخبار والآثار وتراجم رجال الفريقين ، فكان في ذلك المتفرّد بين الإماميّة ،

ـــــــــــــــــ

(١) الفوائد الرضويّة : ٩١ ـ ٩٢ .

(٢) تكملة نجوم السماء : ٢/٢٤ .

٧٦

وهو صاحب المقام المشهود ، والموقف المشهور بين المسلمين في فنّ الكلام ـ ولا سيّما مبحث الإمامة ـ ومن وقف على كتابه عبقات الأنوار عَلم أنّه لم يصنّف على منواله في الشيعة من الأوّلين والآخرين ومن الأمارات على كونه مؤيّداً من عند الله ، ظفره بكتاب الصواقع لنصر الله الكابلي الذي انتحل الدهلوي كلّه )(١) .

٧ ـ وقال صاحب أحسن الوديعة :

( لسان الفقهاء والمجتهدين ، وترجمان الحكماء والمتكلّمين ، وسند المحدّثين مولانا السيّد حامد حسين كان ـرحمه‌الله ـ من أكابر المتكلّمين الباحثين في الديانة ، والذابّين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف ، وقد طار صيته في الشرق والغرب ، وأذعن بفضله صناديد العجم والعرب ، وكان جامعاً لفنون العلم ، واسع الإحاطة ، كثير التتبّع ، دائم المطالعة ، محدّثاً رجاليّاً أديباً أريباً ، وقد قضى عمره الشريف في التصنيف والتأليف ، فيقال أنّه كتب بيمناه حتّى عجزت بكثرة العمل ، فأضحى يكتب باليسرى .

وله مكتبة كبيرة في لكهنو ، وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب ، ولا سيّما كتب المخالفين .

وبالجملة : فهو في الديار الهنديّة سيّد المسلمين حقّاً وشيخ الإسلام صدقاً ، وأهل عصره كلّهم مذعنون لعلوّ شأنه في الدين والسّيادة وحسن الاعتقاد وكثرة الإطّلاع وسعة الباع ولزوم طريقة السلف )(٢) .

ـــــــــــــــــ

(١) المآثر والآثار : ١٦٨ .

(٢) أحسن الوديعة في تراجم علماء الشيعة : ١٠٣ .

٧٧

٨ ـ وقال كحّالة :

( أمير ، متكلّم ، فقيه ، أديب )(١) .

٩ ـ وقال صاحب نزهة الخواطر :

( ولد لأربع خلون من المحرّم سنة ١٢٤٦ في (ميرته ) حيث كان والده صدر الصدور ، وقرأ عليه الكتب الابتدائية المتداولة ، ومات أبوه وله ١٥ سنة من العمر ، فقرأ الأدب على المولوي بركة علي السنّي والمفتي محمّد عبّاس اللّكهنوي ، والعلوم العقليّة على السيّد مرتضى ابن المولوي سيّد محمّد ، وكتب العلوم الشرعيّة على السيّد محمّد بن دلدار علي وعلى السيّد حسين ، وكان أكثر أخذه ودراسته على الأخير ، واشتغل بعد التحصيل بترتيب مؤلّفات والده وتصحيحها ومقابلتها بالأُصول .

وبدأ بتأليف استقصاء الإفحام في الردّ على منتهى الكلام للشيخ حيدر علي الفيض آبادي ، وأكمل شوارق النصوص .

وسافر في سنة ١٢٨٢ للحج والزيارة ، واقتبس من الكتب النادرة في الحرمين ، ورجع إلى الهند وانصرف إلى المطالعة والتأليف واقتناص الكتب النادرة ، وكثير منها بخطّ مؤلّفيها من كلّ مكانٍ وبكلّ طريق ، وأنفق عليها الأموال الطائلة ، حتّى اجتمع عنده عشرة آلاف من الكتب ، منها ما جلبت من مصر والشام والبلاد البعيدة .

وكان بارعاً في الكلام والجدل ، واسِع الاطّلاع ، كثير المطالعة ، سائل القلم ، سريع التأليف ، وقد أضنى بنفسه في الكتابة والتأليف ، حتّى اعترته الأمراض الكثيرة وضعفت قواه .

ـــــــــــــــــ

(١) معجم المؤلّفين : ١/٥٢١ رقم ٣٨٩٧ .

٧٨

وكان جلّ اشتغاله بالردّ على أهل السنّة ومؤلّفات علمائهم وأئمّتهم ، كالشيخ الإمام وليّ الله الدهلوي وابنه الشيخ عبد العزيز والشيخ حيدر علي الفيض آبادي وغيرهم .

ومن مؤلّفاته :استقصاء الإفحام ، في مجلّدين ضخمين ، وعبقات الأنوار ، في ثلاثين جزء ، وشوارق النصوص ، في خمسة أجزاء ، وكشف المعضلات في حلّ المشكلات ، وكتاب النجم الثاقب في مسألة الحاجب ـ في الفقه ، والدرر السنيّة في المكاتيب والمنشآت العربيّة ، وله غير ذلك من المؤلّفات .

مات في ١٨ صفر سنة ١٣٠٦ في لكهنو ، ودُفن في حسينيّة العلاّمة السيّد دلدار علي المجتهد )(١) .

المكتبة الناصريّة

ومن آثار هذه الأُسرة وخدماتهم للعلم والطائفة : المكتبة العظيمة التي خلّفتها في مدينة لكهنو ، هذه المكتبة التي كانت كتب العلاّمة السيّد محمّد قلي نواةً لها ، ثمّ ضمّ إليها نجله السيّد حامد حسين كلّ ما حصل عنده من الكتب ، ولا سيّما ما كان يفحص عنه وحصل عليه في البلاد المختلفة من أُمّهات المصادر في مختلف العلوم والفنون لأجل كتابه (عبقات الأنوار ) ، ثمّ سعى نجله السيّد ناصر حسين في تطويرها وتوسعتها فاشتهرت بالمكتبة الناصريّة .

لقد كانت في زمن السيّد حامد حسين تحتوي على ثلاثين ألف كتاب .

قال شيخنا الطهراني بترجمته :

( وللمترجم خزانة كتب جليلة وحيدة في لكهنو بل في بلاد الهند ، وهي إحدى مفاخر العالم الشيعي ، جمعت ثلاثين

ـــــــــــــــــ

(١) نزهة الخواطر : ٨/٩٩ ـ ١٠٠ .

٧٩

ألف كتاب بين مخطوط ومطبوع ، من نفائس الكتب وجلائل الآثار ، ولاسيّما تصانيف أهل السنّة من المتقدّمين والمتأخّرين .

حدّثني شيخنا العلاّمة الميرزا حسن النوري أنّ المترجم كتب إليه من لكهنو يطلب منه إرسال أحد الكتب إليه ، فأجابه الأُستاذ : بأنّه من العجيب خلوّ مكتبتكم من هذا الكتاب على عظمها واحتوائها ، فأجابه المترجم : بأنّ من المتيقّن لديَّ وجود عدّة نسخ من هذا الكتاب ، ولكن التفتيش عنه والحصول عليه أمر يحتاج إلى متّسع من الوقت ، والكتاب الذي ترسله إليّ يصلني قبل وقوفي على الكتاب الذي هو في مكتبتي التي أسكنها ، انتهى .

فمن هذا يظهر عِظَم المكتبة واتّساعها .

وحدّثني بعض فضلاء الهند أنّ أحد أهل الفضل حاول تأليف فهرس لها وفشل في ذلك .

وقد أهدى إليّ بعض أجلاّء الأصدقاء صورة جانبٍ واحدٍ من جوانبها الأربع ، وهو كتب التفاسير ، وقد زرناه فأدهشنا .

وبالجملة ، فإنّ مكتبة هذا الإمام الكبير من أهمّ خزائن الكتب في الشرق )(١) .

وقال السيّد محسن الأمين :

( ومكتبته في لكهنو وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب ، ولا سيّما كتب غير الشيعة ويناهز عدد كتبها الثلاثين ألفاً ، مابين مطبوعٍ ومخطوط فيما كتبه الشيخ محمّد رضا الشبيبي في مجلّة العرفان ما صورته : من أهمّ خزائن الكتب الشرقيّة في عصرنا هذا ، خزانة كتب المرحوم السيّد حامد حسين اللكهنوي ـ نسبة إلى لكهنو من بلاد الهند ـ

ـــــــــــــــــ

(١) أعلام الشيعة ، نقباء البشر ١/٣٤٨ .

٨٠