استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٣

استخراج المرام من استقصاء الإفحام0%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 478

استخراج المرام من استقصاء الإفحام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 478
المشاهدات: 242857
تحميل: 6749


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242857 / تحميل: 6749
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وقال أبو زرعة الدمشقي : لم يزل حديثه مقارباً ، يقال توفي سنة ١٨١هـ .

وقال النسائي : متروك الحديث )(١) .

وفي ( حاشية الكاشف ) :

( قال ابن حبّان : روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط ، ويرفع المراسيل ويسند الموقوف ، لا يجوز الاحتجاج به بحال ) .

١٠١ ـ يحيى بن عمرو بن مالك النكري

أخرج عنه الترمذي .

قال الذهبي : ( ضعّفه أبو داود وغيره .

ورماه حمّاد بن زيد بالكذب )(٢) .

١٠٢ ـ يحيى بن العلاء البجلّي

أخرج عنه أبو داود وابن ماجة .

قال الذهبي : ( كان فصيحاً مفوّهاً ، مِن النبلاء .

قال أبو حاتم : ليس بالقويّ .

وضعّفه ابن معين وجماعة .

وقال الدارقطني : متروك .

وقال أحمد بن حنبل : كذّاب يضع الحديث )(٣) .

_______________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ : ١٣٩ / ٩٤٠٨ .

(٢) ميزان الاعتدال ٧ : ٢٠٨ / ٩٦٠٣ .

(٣) ميزان الاعتدال ٧ : ٢٠٥ / ٩٥٩٩ .

١٢١

١٠٣ ـ يزيد بن عياض

أخرج عنه الترمذي وابن ماجة .

قال الذهبي : ( يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدية الليثي ، حجازي ، حدّث بالبصرةعن نافع وابن شهاب والمقبري وعنه : علي بن الجعد وشيبان وعدّة .

قال البخاري وغيره : مُنكَر الحديث .

وقال يحيى : ليس بثقة .

وقال علي : ضعيف .

ورماه مالك بالكذب .

وقال النسائي وغيره : متروك .

وقال الدارقطني : ضعيف .

وقال عبّاس عن يحيى : ليس بشيء ، ضعيف .

وروى يزيد بن الهيثم عن ابن معين : كان يكذب .

وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين : ليس بشيء ، لا يُكتب حديثه )(١) .

١٠٤ ـ يعقوب بن الوليد

أخرج عنه الترمذي وابن ماجة .

قال الذهبي : ( قال أحمد : حرّق حديثه .

_______________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ : ٢٥٨ / ٩٧٤٨ .

١٢٢

وكذّبه أبو حاتم ويحيى .

وقال أبو داود : غير ثقة .

وقال الدارقطني : ضعيف .

وقال أحمد أيضاً : كان مِن الكذّابين الكبار ، يضع الحديث )(١) .

١٠٥ ـ يوسف بن إبراهيم التميمي

أخرج عنه الترمذي وابن ماجة .

قال الذهبي : ( قال ابن حبّان : يروي عن أنس ماليس مِن حديثه ، لا يحلّ الرواية عنه .

وقال أبوحاتم : ضعيف ، عنه عجائب )(٢)

١٠٦ ـ يونس بن حباب الأسدي

أخرج عنه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .

قال الذهبي : ( كان رافضياً ، قال لعبّاد بن عبّاد : عثمان قَتَل بنتي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت له : قتل واحدةً ، فلِمَ أنكَحَه الأُخرى ؟

قال يحيى بن سعيد : كان كذّاباً .

وقال ابن معين : رجل سوء ، ضعيف .

وقال ابن حبّان : لا تحلّ الرواية عنه .

وقال النسائي : ضعيف .

وقال الدارقطني : رجل سوء فيه شيعيّة مُفرطة .

وقال البخاري : مُنكَر الحديث )(٣) .

_______________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ : ٢٨٢ / ٩٨٣٧ .

(٢) ميزان الاعتدال ٧ : ٢٩١ / ٩٨٦٣ .

(٣) ميزان الاعتدال ٧ : ٣١٤ / ٩٩١١ .

١٢٣

٣ مِن تحريفات الصحابة

للأحاديث النبويّة

وفي كُتُب القوم ـ مِن الصحاح وغيرها ـ أحاديث يرويها بعض الصحابة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصورة محرّفة ، وإنّ البعض الآخر منهم يردّ عليه ويبيّن له ويذكّره باللفظ الذي قاله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ...

ونحن نكتفي هنا بعددٍ مِن تلك الأحاديث :

١ ـ الحديث في البكاء على الميّت

لقد نسب عمر بن الخطّاب وولده عبد الله إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال بأنّ الميّت يُعذّب ببكاء أهله عليه ، فنبّهت عائشة على أنّ ما يرويانه تحريفٌ لكلامه ، ثمّ ذكرت حقيقة الأمر كما قال عليه وآله الصلاة والسلام .

أخرج البخاري : ( حدّثناعبدان قال : أخبرناعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال : توفّيت بنت لعثمان بمكّة ، وجئنا لنشهدها ، وحضرها ابن عمر وابن عبّاس وإنّي لجالس بينهما ـ أو قال : جلست إلى أحدهما ثمّ جاء الآخر فجلس إلى جنبي ـ فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان :

ألا تنهى عن البكاء ؟ فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّ الميّت ليعذّب ببكاء أهله عليه !

١٢٤

فقال ابن عبّاس : قد كان عمر يقول بعض ذلك ، ثمّ حدَّث قال : صدرتُ مع عمر مِن مكّة ، حتى إذا كنّا بالبيداء إذا هو بركبٍ تحت ظلّ سمرة فقال : اذهب فانظر مَن هؤلاء الركْب ، قال : فنظرت فإذا صهيب ، فأخبرته ، فقال : ادعه لي ، فرجعت إلى صهيب فقلت : ارتحل فالحَقْ أمير المؤمنين ، فلمّا أُصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول : وا أخاه واصاحباه ! فقال له عمر : يا صهيب أتبكي عليَّ وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الميّت يُعذّب ببعض بكاء أهله عليه .

قال ابن عبّاس : فلمّا مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت :

يرحم الله عمر ، والله ما حدّث رسول الله أنّ الله ليُعذِّب المؤمن ببكاء أهله عليه ، ولكنّ رسول الله قال : إنّ الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه .

قالت : حسبكم القرآن ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .

قال ابن عبّاس عند ذلك : والله هو أضحك وأبكى .

قال ابن أبي مليكة: والله ما قال ابن عمر شيئاً )(١) .

فانظر كيف حرّف عمر وولده كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما استحْيَت عائشة مِن تكذيبهما...؟

وفي ( الإنصاف في بيان سبب الاختلاف ) ما نصّه :

( ومنها : اختلاف الضبط مثاله : ما رُوي عن ابن عمر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِن أنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه.

نقضت عائشة بأنّه لم يأخذ الحديث على وجهه : مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على يهوديّة يبكي عليها أهلها ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّهم

_______________________

(١) صحيح البخاري ٢ : ١٧٣ .

١٢٥

يبكون عليها وإنّها تعذَّب في قبرها .

وظنّ العذاب معلولاً بالبكاء ، وظنّ الحُكْم عامّاً على كلّ ميّت ) .

أقول:

وهذا الذي ذكره وليّ الله الدهلوي موجود في صحيح مسلم وغيره(١) .

ثمّ لا يخفى أنّ التحريف في الألفاظ النبويّة مِن عبد الله بن عمر كثير ، ممّا يُظهر أنّ التحريف والتصرّف في الأحاديث كان سجيّةً له .

٢ ـ الحديث في موت الفجأة

ومِن ذلك : الحديث في موت الفجأة ، فانظر ما هو أصل الحديث ـ كما ترويه عائشة ـ وكيف حرّفه عبد الله بن عمر :

أخرج الطبراني في ( الأوسط ) عن موسى بن طلحة قال :

( بلغ عائشة أنّ ابن عمر يقول : إنّ موت الفجأة سخطة على المؤمنين .

فقالت : يغفر الله لابن عمر ! إنّما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : موت الفجأة تخفيف على المؤمنين وسخطة على الكافرين )(٢) .

٣ ـ حديث خطاب النبيّ لأهل قليب بدر

وحرّف عبد الله بن عمر كلام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخاطباً أهل قليب بدر ، فقد أخرج عنه البخاري قال:

_______________________

(١) صحيح مسلم ٣ : ٤١ ، كتاب الجنائز ، باب الميّت يُعذّب ببكاء أهله عليه .

(٢) المعجم الأوسط ٤ : ١٠٤ رقم ٣١٥٣ .

١٢٦

( وقف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على قليب بدر فقال : هل وجدتّم ما وعدكم ربّكم حقّاً ؟ ثمّ قال : إنّهم الآن يسمعون ما أقول .

فذكر ذلك لعائشة فقالت : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّهم لَيعلمون الآن ما كنتُ أقول لهم حقّ )(١) .

٤ ـ حديث الأذان

وحرّف عبد الله بن عمر كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جواز الأكل والشرب بعد أذان ابن أُم مكتوم ، وترْكهما بعد أذان بلال ، إذ قد عكس الكلام تماماً ، فروى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإذن في الأكل والشرب بعد أذان بلال والامتناع عنهما بعد أذان ابن أُم مكتوم .

فنبّهت عائشة على هذا التحريف ، كما ذكر ابن حجر العسقلاني وغيره(٢) .

أقول:

وقد وقع نظائر ذلك مِن غير عمر وابنه مِن الصحابة ، كأبي هريرة .

٥ ـ حديث اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ

وهذا مِن غرائب التحريفات والتصرّفات منهم ...!

قال البخاري : ( حدّثنا محمّد بن المثنّى قال : حدّثنا الفضل بن مساور ـ خِتْن أبي عوانة ـ قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن الأعمش : عن أبي سفيان ، عن جابر :

_______________________

(١) صحيح البخاري ٥ : ١٨٧ .

(٢) فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري ٢ : ٤٣ .

١٢٧

سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : اهتزّ العرش لموت سعد بن معاذ .

وعن الأعمش : حدّثنا أبو صالح عن جابر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله .

فقال رجلٌ لجابر : فإنّ البراء يقول : اهتزّ السرير .

فقال : إنّه كان بين هذين الحيّين ضغائن ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : اهتزّ عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ )(١) .

فانظر كيف تصرّف الصحابي في الحديث النبويّ بسبب بغضه وعدائه لسعد بن معاذ...

والأعجب مِن ذلك ما نقلوه عن عبد الله بن عمر ، مِن تأويل حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتغيير معناه إلى ما ذكره البراء بن عازب فقد قال الحكيم الترمذي في ( نوادر الأصول ) :

( حدّثنا الحسين بن علي العجلي قال : حدّثنا عمرو ابن محمّد العبقري قال : حدّثنا عبد الله بن إدريس ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله : اهتزّ العرش لموت سعد بن معاذ .

حدّثنا سفيان بن وكيع ، حدّثنا يزيد بن هارون ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبيه عن جدّه ، عن عائشة ، عن أُسَيْد بن حُصَيْن قال قال رسول الله : اهتزّ العرش لوفاة سعد بن معاذ .

قال أبو عبد الله : فتأوّل ناس في هذا الحديث وقالوا : العرش سريره الذي حُمِل عليه ، واحتجّوا بحديث روَوْه عن ابن عمر أنّه تأوّله هكذا :

_______________________

(١) صحيح البخاري ٥ : ١١٦ .

١٢٨

حدّثنا الجارود قال : جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : ذُكِر يوماً عنده حديث سعد : إنّ العرش يهتزّ بحبّ الله لقاء سعد قال ابن عمر : إنّ العرش ليس يهتزّ لموت أحد ، ولكنّه سريره الذي حُمِل عليه .

قال : فهذا مبلغ ابن عمر ـ رحمه الله ـ مِن علم ما ألقى الله مِن ذلك ، وفوق كلّ ذي علمٍ عليم ) .

أقول:

فهذه نماذج مِن تحريفات الصحابة .

وأمّا تحريفات الرواة مِن غير الصحابة فلا يُمكن حصرها ، وقد أورد الحافظ القاضي عياض بعضها في كتاب ( مشارق الأنوار ) .

وأمّا أكاذيبهم ومختلقاتهم في خصوص المناقب والفضائل... فكذلك ، كما لا يخفى على مَن راجع كتاب ( عبقات الأنوار ) و( شوارق النصوص ) وأمثالهما .

١٢٩

وأمّا التصحيفات في ألفاظ الروايات وأسماء الرواة وغير ذلك ـ كما ذكر علماؤهم الأعلام ـ ، فلا يمكن استقصاؤها وحصرها في كتابٍ ، وقد رأينا الاكتفاء بجملةٍ منها في هذا المقام :

ـ ١ ـ

قال العراقي في ( التقييد والإيضاح ) :

( قوله حكاية عن عبد الرحمن بن مهدي أنّه قال : الثقة شعبة وسفيان .

وقد اعترض عليه : بأنّ الذي في كتاب الخطيب وغيره : الثقة شعبة ومسعر ، لم يذكر سفيان جملة .

والجواب : إنّ المصنّف لم يحك ذلك عن الخطيب ، وعلى تقدير كونه في كتاب الخطيب هكذا فيُحتمل أنّه مِن النسّاخ ، فليس غلط المصنّف بأولى مِن تغليطهم )(١) .

ـ ٢ ـ

قال سبط ابن الجوزي ، في مدّة حياة الصدّيقة الزهراءعليها‌السلام بعد أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

_______________________

(١) التقييد والإيضاح لما أطلق أو أغلق مِن كتاب ابن الصلاح : ١٥٣ .

١٣٠

 ( وأقامت مع عليّ بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبعين يوماً وفي روايةٍ : أربعين يوماً ، وتُوفّيت وهي بنت ثمان عشرة سنة .

قلت : وليست هذه الرواية بشيء ، لإجماع المؤرّخين على أنّها وُلدت قبل الهجرة النبويّة بخمس سنين على ما ذكرناه ، ويُحتمل أنّ الغلط مِن الناسخ ، أراد أنْ يكتب ثمان وعشرين ، فكتب ثمان عشرة )(١) .

ـ ٣ ـ

قال الحلبي ، في ذِكر غزوة تبوك :

( ووقع في البخاري : أنّها كانت بعد حجّة الوداع قيل : وهو مِن غلط النسّاخ )(٢) .

ـ ٤ ـ

وقال المزّي بترجمة عيّاش بن الأزرق :

( قال أبو بكر ابن أبي عاصم : مات سنة ٢٢٧هـ وفي ذلك نظر ، فإنّ جعفر ابن محمّد الفريابي قد سمع منه ، وإنّما كانت رحلته بعد الثلاثين ، فلعلّه يكون سنة سبع وثلاثين )(٣) .

_______________________

(١) تذكرة الخواص مِن الأُمّة : ٢٨٨ .

(٢) السيرة الحلبيّة ٣ : ١٢٩ .

(٣) تهذيب الكمال ٢٢ : ٥٥٣ .

١٣١

ـ ٥ ـ

وقال العيني بترجمة مالك بن عامر وهو والد أنس بن مالك :

( قال محمّد بن سرور المقدسي : قال الواقدي : توفي سنة ١١٢هـ وهو ابن سبعين أو اثنين وسبعين سنة وكذا حكى عنه محمّد بن طاهر المقدسي وأبو نصر الكلاباذي وقال الحافظ زكيّ الدين المنذري : كيف يصحّ سماعه عن طلحة مع أنّه توفّي سنة ١١٢هـ وهو ابن سبعين أو اثنين وسبعين ؟ فعلى هذا يكون مولده سنة ٤٠ مِن الهجرة ، ولا خلاف أنّ طلحة قُتل يوم الجمل سنة ٣٦ مِن الهجرة والإسناد صحيح أخرجه الأئمّة وفيه أنّه سمع طلحة بن عبيد الله قلت : فلعلّ السبعين صوابها التسعين وتصحّفت بها )(١) .

ـ ٦ ـ

وقال السيوطي في ( مرقاة الصعود ) بشرح ما أخرجه أبو داود قال :

( حدّثني شعبة ، حدّثني عبد ربّه بن سعيد ، عن أنس بن أبي أنس ، عن عبد الله بن نافع ، عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطّلب عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصلاة مثنى... الحديث ) .

قال : ( قال الخطّابي : أصحاب الحديث يغلّطون شعبة في رواية هذا الحديث قال البخاري : أخطأ شعبة في هذا الحديث في مواضع : قال : عن أنس بن أبي أنس وإنّما هو عمران بن أبي أنس وقال : عن عبد الله بن الحارث ، وإنّما هو : عن عبد الله بن نافع ، عن ربيعة بن الحارث ، وربيعة بن

_______________________

(١) عمدة القاري في شرح البخاري ١ : ٢١٨ باب علامات المنافق .

١٣٢

الحارث هو ابن المطّلب فقال هو: عن المطّلب والحديث عن الفضل ابن عبّاس ، ولم يذكر فيه الفضل .

قال : ورواه اللّيث بن سعد ، عن عبد ربّه بن سعيد ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عبد الله بن نافع ، عن ربيعة بن الحارث ، عن الفضل بن عبّاس ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو الصحيح .

وقال يعقوب بن سفيان في هذا الحديث مثل قول البخاري ، وخطّأ شعبة وصوّب الليث وكذا قال محمّد بن إسحاق بن خزيمة انتهى كلام الخطّابي )(١) .

ـ ٧ ـ

وقال التوربشتي بشرح الحديث في أنّ المسيح الدجّال أعور عين اليمنى ، كأنّ عينه غلبة طافية .

( وفي الأحاديث التي وردت في وصف الدجّال وما يكون منه كلمات متنافرة يَشْكُل التوفيق بينها ، ونحن نسأل الله التوفيق في التوفيق بينها ، وسنبيّن كلاًّ منها على حدته في الحديث الذي ذكر فيه أو تعلّق به .

ففي هذا الحديث إنّها ( طافية ) على ما ذكرناه ، وفي آخر : إنّه جاحظ العين كأنّها كوكب ، وفي آخر إنّها ليست بناتية ولا جحراء والسبيل في التوفيق بينهما أن نقول : إنّما اختلف الوصفان بحسب اختلاف العينَيْن وذلك يؤيّد ما في حديث ابن عمر هذا أنّه أعور عين اليمنى وفي حديث حُذيْفة أنّه ممسوح العين عليها ظفرة غليظة ، وفي حديث أيضاً : أعور عين اليسرى ووجه الجمع بين هذه الأوصاف المتنافرة : أنْ نقدّر فيها أنّ إحدى عينيه ذاهبة

_______________________

(١) وانظر معالم السُنن ١ : ٢٤١ كتاب الصلاة ، باب صلاة النهار .

١٣٣

والأُخرى معيبة ، فيصحّ أن يقال لكلّ واحدة عوراء ، لأنّ الأصل في العوَر العَيْب هذا

وليس بمستبعد أن يكون سمعُ بعض الرواة قد أخطأ في اليمنى واليسرى ، فإنّهم ليسوا بمعصومين عن الخطأ ، وهذا قول لا يملّ المحدّث مِن فرضه وسمعه ، ونحن نرى نفي الإحالة عن كلام مَن تكفّل الله له بالعصمة أحقّ وأولى مِن الذبّ عمّن لا يلزمنا القول بعصمته ، بل لا نرى له العصمة وقلّما يسلم الإنسان مِن سهوٍ أو نسيان ، والقلم عن عثرةٍ أو طغيان )(١) .

ـ ٨ ـ

وقال التوربشتي بشرح حديث ابن مسعود : ( لمّا أُسري رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اُنتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة... ) قال :

( لا خفاء بأنّ بعض الرواة وهَمَ في السادسة وإنّما الصواب : في السابعة )(٢) .

ـ ٩ ـ

إدخال بعضهم تفسير القرآن في القرآن .

وهذا مِن ألطف الأُمور !!

قال السيوطي في قول الله تعالى :( وَإِنْ مِنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ) عن ابن الأنباري :

_______________________

(١) شرح المصابيح ـ مخطوط .

(٢) شرح المصابيح ـ مخطوط .

١٣٤

 ( أخرج عن الحسن أنّه كان يقرأ : وإن منكم إلاّ واردها الورود الدخول قال ابن الأنباري : قوله : الورود الدخول تفسير مِن الحسن لمعنى الورود ، وغلط فيه بعض الرواة وألحقه بالقرآن )(١)

ـ ١٠ ـ

قال ابن القيّم ـ بعد ذِكر سريّة الخبط وكانت في رجب سنة ثمان :

( فصل ـ في فقه هذه القصّة ، ففيها جواز القتال في الشهر الحرام إنْ كان ذكر التاريخ فيها برجب محفوظاً ، والظاهر ـ والله أعلم ـ أنّه وهْمٌ غير محفوظ ، إذ لم يُحفظ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه غزا في الشهر الحرام ولا أغار فيه ولا بعث فيه سريّة )(٢) .

ـ ١١ ـ

وقال ابن القيّم :

( وأمّا قول ابن عبّاس : إنّ النبيّ تزوّج ميمونة وهو مُحرِم وبنى بها وهو حلال ، ممّا استدرك عليه وعُدّ مِن وهْمِه قال سعيد بن المسيّب : وَهَلَ ابن عبّاس وإنْ كانت خالته ، ما تزوّجها إلاّ بعد ما حلّ ذكره البخاري )(٣) .

_______________________

(١) عن الإتقان في علوم القرآن ولم نجده فيه !

(٢) زاد المعاد في هدْي خير العباد ٢ : ١٥٨ .

(٣) زاد المعاد في هدْي خير العباد ١ : ١١٣ .

١٣٥

ـ ١٢ ـ

وقال ابن القيّم :

( وممّا وقع في حديث الإفك أنّ في بعض طرق البخاري عن أبي وائل عن مسروق قال : سألت أمَّ رومان عن حديث الإفك فحدّثتني قال غير واحدٍ : وهذا غلط ظاهر ، فإنّ أمّ رومان ماتت على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قبرها وقال : مَن سرّه أن ينظر إلى امرأة مِن الحور فلينظر إلى هذه قالوا : ولو كان مسروق قَدِم المدينة في حياتها وسألها للقِيَ رسول الله وسمع منه ، ومسروق إنّما قَدِم المدينة بعد موت رسول الله قالوا : وقد روى مسروق عن أُمّ رومان حديثاً غير هذا ، فأرسل الرواية عنها ، فظنّ الرواة أنّه سمع منها ، فحُمِل هذا الحديث على السماع )(١) .

ـ ١٣ ـ

وقال ابن القيّم في الأوهام في أخبار حجّة الوداع :

( فصلٌ في الأوهام : فمنها وهْمٌ لأبي محمّد بن حزم في حجّة الوداع حيث قال : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعْلَمَ الناس وقت خروجه إنّ عمرةً في رمضان تعدل حجّة ، وهذا وهْمٌ ظاهر ، فإنّه إنّما قال ذلك بعد رجوعه إلى المدينة مِن حجّته ، وهذا وهْمٌ ظاهر ، فإنّه إنّما قال ذلك بعد رجوعه إلى المدينة مِن حجّته ، قال لأمّ سنان الأنصاريّة : ما منعك أن تكوني حجَجْتِ معنا ؟ قالت : لم يكن لنا إلاّ ناضحان ، فحجّ أبو وُلدي وابني على ناضح ، وترك

_______________________

(١) زاد المعاد في هدْي خير العباد ٣ : ٢٦٦ .

١٣٦

لنا ناضحاً ننضح عليه فقال : فإذا جاء رمضان فاعتمري ، فإنّ عمرةً في رمضان تقضي حجّة هكذا رواه مسلم في صحيحه .

وكذلك قال أيضاً هذا لأمّ معقل بعد رجوعه إلى المدينة ، كما رواه أبو داود مِن حديث يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدّته أُمّ معقل قالت : لمّا حجّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجّة الوداع ، وكان لنا جمل ، فجعله أبو معقل في سبيل الله ، فأصابنا مرض فهلك أبو معقل ، وخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا فَرِغ جئتُه فقال : ما منعك أن تخرجي معنا ؟ فقالت : لقد تهيّأنا فهلك أبو معقل ، وكان لنا جمل هو الذي يحجّ عليه ، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله قال : فهلاّ خرجتِ عليه ، فإنّ الحجّ من سبيل الله ، فإذ فاتتكِ هذه الحجّة معنا فاعتمري في رمضان فإنّه حجّة .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ آخر ، أنّ خروجه كان يوم الخميس لستّ بقين مِن ذي القعدة وقد تقدّم أنّه خرج لخمس ، وأنّ خروجه كان يوم السبت .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ آخر لبعضهم ، ذكره الطبري في حجّة الوداع أنّه خرج يوم الجمعة بعد الصلاة ، والذي حمله على هذا الوهْم القبيح قوله في الحديث : خرج لستّ بقين ، فظنّ أنّ هذا لا يمكن إلاّ أن يكون الخروج يوم الجمعة ، إذ تمام الستّ يوم الأربعاء وأوّل ذي الحجّة كان الخميس بلا رَيْب ، هذا خطأٌ فاحش ، فإنّه مِن المعلوم الذي لا ريب فيه : أنّه صلّى الظهر يوم خروجه بالمدينة الأربعاء والعصر بذي الحليفة ركعتين ، ثبت ذلك في الصحيحَيْن .

وحكى الطبري في حجّته قولاً ثالثاً ، أنّ خروجه كان يوم السبت وهو اختيار الواقدي ، وهو القول الذي رجّحناه أوّلاً ، لكنّ الواقدي وهَمَ في ذلك

١٣٧

ثلاثة أوهام : أحدها : أنّه زعم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خروجه الظهر بذي الحليفة ركعتين

الوهم الثاني : أنّه أحرَمَ ذلك اليوم عقيب صلاة الظهر ، وإنّما أحرَمَ مِن الغد بعد أن بات بذي الحليفة .

والوهم الثالث : أنّ الوقفة كانت يوم السبت ، وهذا لم يقله غيره ، وهذا وهْمٌ بيّن .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ للقاضي عياض وغيره : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تطيّب هناك قبل غُسله ، ثمّ غسل الطيب عنه لمّا اغتسل ، ومنشأ هذا الوهْم مِن سياق وقع في صحيح مسلم في حديث عائشة أنّها قالت : طيّبتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ طاف على نسائه بعد ذلك ، ثمّ اغتسل ثمّ أصبح مُحرماً ، والذي يردّ هذا الوهْم قولُها : طيّبتُ رسول الله لإحرامه ، وقولها : كأنّي أنظر إلى وبيص الطيب ، أي بريقه في مفارق رسول الله وهو مُحرِم ، وفي لفظ : وهو يُلَبّي بعد ثلاثة مِن إحرامه ، وفي لفظ : كان رسول الله إذا أراد أن يُحرِم ، تطيَّب بأطْيب ما يجد ثمّ أرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته بعد ذلك وكلّ هذه الألفاظ ألفاظ الصحيح .

وأمّا الحديث الذي اُحتجّ به ، فهو حديث إبراهيم بن محمّد بن المنتشر عن أبيه عنها : كنت أُطَيِّب رسول الله ثمّ يطوف على نسائه ثمّ يُصبح مُحرِماً ، وهذا ليس فيه ما يمنع الطيب الثاني عند إحرامه .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ آخر لأبي محمّد ابن حزم : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَحْرَمَ قبل الظهر ، وهو وهْمٌ ظاهر ، لم يُنقل في شيءٍ مِن الأحاديث ، وإنّما أهلّ عقيب صلاة الظهر في موضع مصلاّه ، ثمّ رَكِب ناقته واستوتْ به على البيداء وهو يهلّ ، وهذا يقيناً كان بعد صلاة الظهر .

فصلٌ : وهمٌ آخر له وهو قوله : وساق الهدْيَ مع نفسه وكان هدْيَ تطوّع ،

١٣٨

وهذا بناء منه على أصله الذي انفرد به عن الأئمّة أنّ القارن لا يلزمه هدْي ، وإنّما يلزم المتمتّع ، وقد تقدّم بطلان هذا القول .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ آخر لمَن قال لم يعيّن في إحرامه نُسكاً بل أطلقه ووهْمُ مَن قال إنّه عيّن عمرةً مفردةً كان متمتّعاً بها ، كما قاله القاضي أبو يعلى وصاحب المغني وغيرهما ووهْمُ مَن قال إنّه عيّن أفراداً مجردّاً لم يعتمر معه ووهْمُ مَن قال عيّن عمرةً ثمّ أدخل عليها الحجّ ووهْمُ مَن قال : عيّن حجّاً مفرداً ثمّ أدخل عليه العمرة بعد ذلك وكان مِن خصائصه ، وقد تقدّم بيان مستند ذلك ووجه الصواب فيه .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ لأحمد بن عبد الله الطبري في حجّة الوداع له ، أنّهم لمّا كانوا ببعض الطريق صاد أبو قتادة حماراً وحشيّاً ولم يكن مُحرِماً ، فأكل منه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهذا إنّما كان في عمرة الحديبيّة كما رواه البخاري .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ آخر لبعضهم حكاه الطبري عنه أنّه دخل مكّة يوم الثلاثاء ، وهو غلط ، فإنّما دخلها يوم الأحد الرابع مِن ذي الحجّة .

فصلٌ : ومنها وهْمُ مَن قال : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلّ بعد طوافه وسَعْيِه كما قاله القاضي وأصحابه ، وقد بيّنّا أنّ مستند هذا الوهْم وهْمُ معاوية ـ أو مَن روى عنه ـ أنّه قصّر عن رسول الله بمشقص على المروة في حجّته .

فصلٌ : ومنها وهْمُ مَن زعم أنّه كان يُقبِّل الركن اليماني في طوافه ، وإنّما ذلك الحجر الأسود وسمّاه اليماني ، لأنّه يُطْلَق عليه وعلى الآخر باليمانيّين ، فعبّر بعض الرواة عنه باليماني مفرداً .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ فاحش لأبي محمّد ابن حزم : أنّه رَمَل في السعي ثلاثة

١٣٩

أشواط ومشى أربعة ، وأعجب مِن هذا الوهْم ، وهْمُه في حكاية الاتّفاق على هذا القول الذي لم يَقُلْه سواه .

فصلٌ : ومنها وهْمُ مَن زعم أنّه طاف بين الصّفا والمروة أربعة عشر شوطاً ، وكان ذهابُه وسعيُه مرّةً واحدة ، وقد تقدّم بيان بطلانه .

فصلٌ : ومنها وهْمُ مَن زعم أنّه صلّى الصبح يوم النَحْر قبل الوقت ، ومستند هذا الوهْم حديث ابن مسعود أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى الفجر يوم النَحْر قبل ميقاتها ، وهذا إنّما أراد به قبل ميقاتها الذي كانت عادته أن يصلّيها فيه ، فجعلها عليه يومئذٍ ، ولا بدّ مِن هذا التأويل ، وحديث ابن مسعود إنّما يدلّ على هذا ، فإنّه في صحيح البخاري عنه أيضاً قال : هما صلاتان تحوّلان عن وقتها ، صلاة المغرب بعد ما يأتي الناس المزدلفة ، والفجر حين ينزع الفجر وقال جابر في حجّة الوداع : فصلّى الصبح حين تبيّن له الصبح بأذان وإقامة .

فصلٌ : ومنها وهْمُ مَن وَهمَ في أنّه صلّى الظهر والعصر يوم عرفة ، والمغرب والعشاء تلك الليلة بأذانين وإقامتَيْن ، ووهْمُ مَن قال صلاّهما بإقامتَيْن بلا أذان أصلاً ، ووهْمُ مَن قال جمع بينهما بإقامةٍ واحدةٍ والصحيح أنّه صلاّهما بأذان واحد وإقامة لكلّ صلاة .

فصلٌ : ومنها وهْمُ مَن زعم أنّه خطب بعرَفة خطبتَيْن جلس بينهما ، ثمّ أذّن المؤذّن فلمّا فرِغ أخذ في الخطبة الثانية ، فلمّا فَرِغ منها أقام الصلاة ، وهذا لم يجيء في شيء مِن الأحاديث البتّة ، وحديث جابر صريح في أنّه لمّا أكمل الخطبة أذّن بلال وأقام ، فصلّى الظهر بعد الخطبة .

فصلٌ : ومنها وهْمٌ لأبي ثور ، أنّه لمّا صعد أذّن المؤذّن ، فلمّا فَرِغ قام

١٤٠