تفسير القمى الجزء ٢

تفسير القمى0%

تفسير القمى مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 454

تفسير القمى

مؤلف: ابى الحسن على بن ابراهيم القمى
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 454
المشاهدات: 127578
تحميل: 9570


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 127578 / تحميل: 9570
الحجم الحجم الحجم
تفسير القمى

تفسير القمى الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) قال: يوم يكشف عن الامور التي خفيت وما غصبوا آل محمد حقهم ويدعون إلى السجود قال يكشف لامير المؤمنين (ع) فتصير اعناقهم مثل صياصي البقر يعني قرونه (فلا يستطيعون) ان يسجدوا وهي عقوبة لانهم لم يطيعوا الله في الدنيا في امره وهو قوله: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون قوله (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) قال تجديدا لهم عند المعاصي ثم قال لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت) يعني يونس (ع) لما دعا على قومه ثم ذهب مغاضبا لله وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله: (إذ نادى وهو مكظوم) أي مغموم وقال علي بن ابراهيم في قوله (لولا ان تداركه نعمة من ربه) قال: النعمة الرحمة (لنبذ بالعراء) قال: العراء الموضع الذي لا سقف له قوله (وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر) قال: لما اخبرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بفضل امير المؤمنين (ع) قالوا هو مجنون فقال الله سبحانه (وما هو) يعني امير المؤمنين (ع) (إلا ذكر للعالمين).

سورة الحاقة

مكية آياتها اثنتان وخمسون

(بسم الله الرحمن الرحيم الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة) قال الحاقة الحذر لنزول العذاب والدليل على ذلك قوله: " وحاق بآل فرعون سوء العذاب (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) قال: قرعهم بالعذاب قوله: (واما ثمود فاهلكوا بالطاغية واما عاد فاهلكوا بريح صرصر) أي باردة (عاتية) قال خرجت اكثر مما امرت به وقوله (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما) قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية ايام حتى هلكوا وقوله (وجاء فرعون من

٣٨١

قبله والمؤتفكات بالخاطئة) المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة (إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية) يعني امير المؤمنين (ع) واصحابه وقوله وحملت الارض والجبال قال وقعت فدك بعضها على بعض وقوله (فهى يومئذ واهية) قال باطلة قوله: (والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قال: حملة العرش ثمانية اربعة من الاولين واربعة من الآخرين فاما الاربعة من الاولين فنوح وابراهيم وموسى وعيسى، والاربعة من الآخرين محمد وعلي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ومعنى يحملون العرش يعني العلم، واما قوله (فاما من اوتي كتابه بيمينه) فانه قال الصادق (ع): كل امة يحاسبها إمام زمانها ويعرف الائمة أولياء‌هم وأعداء‌هم بسيماهم وهو قوله تعالى: " وعلى الاعراف رجال " وهم الائمة " يعرفون كلا بسيماهم " فيعطون أولياء‌هم كتابهم بيمينهم فيمرون إلى الجنة بلا حساب، ويعطون أعداء‌هم كتابهم بشمالهم فيمرون إلى النار بلا حساب فاذا نظر اولياؤهم في كتابهم يقولون لاخوانهم (هاؤم اقرؤا كتابيه اني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية) أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول قوله: (واما من اوتي كتابه بشماله) قال نزلت في معاوية فيقول: (يا ليتني لم اوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية) يعني الموت (ما اغنى عني ماليه) يعني ماله الذي جمعه (هلك عني سلطانيه) أي حجته فيقال (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) أي اسكنوه (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) قال معنى السلسلة السبعين ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون وقوله (انه كان لا يومن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين) حقوق آل محمد التى غصبوها قال الله (فليس له اليوم ههنا حميم) أي قرابة.

(ولا طعام إلا من غسلين) قال عرق الكفار وقوله: (ولو تقول علينا بعض الاقاويل) يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (لاخذنا منه باليمين) قال: انتقمنا منه بقوة (ثم لقطعنا منه الوتين) قال: عرق في الظهر يكون منه الولد قال: (فما منكم من

٣٨٢

أحد عنه حاجزين) يعنى لا يحجز عن الله أحد ولا يمنعه من رسول الله أحد قوله (وانه لحسرة على الكافرين وانه لحق اليقين) يعنى أمير المؤمنين (ع) (فسبح باسم ربك العظيم).

وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله: (فأخذهم أخذة رابية) والرابية التي أربت(١) على ما صنعوا وقوله: (قطوفها دانية) يقول مدلية ينالها القائم والقاعد، حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالكريم بن عبدالرحيم قال: إنى لاعرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال واما كتاب أصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم.

سورة المعارج

مكية آياتها اربع واربعون

(بسم الله الرحمن الرحيم سأل سائل بعذاب واقع) قال: سئل ابوجعفرعليه‌السلام عن معنى هذا، فقال: نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتى تأتى دار بني سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع دارا لبنى امية إلا احرقتها وأهلها ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها، وذلك المهدي (ع)، وفي حديث آخر لما اصطفت الخيلان يوم بدر رفع ابوجهل يده وقال: اللهم انه قطعنا الرحم وآتانا بما لا نعرفه فاجئه بالعذاب، فانزل الله سأل سائل بعذاب واقع اخبرنا احمد بن إدريس عن محمد بن عبدالله عن محمد بن علي عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى الحسن (ع) في قوله: سأل سائل بعذاب واقع قال: سأل رجل عن الاوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(١) من الربا وهو الزيادة، قال في المجمعين: أخذة رابية أي شديدة زائدة في الشدة على الاخذات كما زادت قبائحهم في القبح.ج ز

٣٨٣

سألت عن عذاب واقع ثم كفر بان ذلك لا يكون، فاذا وقع ف‍ (ليس له من دافع من الله ذي المعارج) قال: (تعرج الملائكة والروح) في صبح ليلة القدر اليه من عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي قوله: (فاصبر صبرا جميلا) أي لتكذيب من كذب ان ذلك لا يكون.

وقال علي بن ابراهيم في قوله: (في يوم كان مقداره خمسين الف سنة) قال: في يوم القيامة خمسون موقفا كل موقف الف سنة قوله: (يوم تكون السماء كالمهل) قال: الرصاص الذائب والنحاس كذلك تذوب السماء وقوله: (ولا يسئل حميم حميما) أي لا ينفع، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله (يبصرونهم) يقول: يعرفونهم ثم لا يتساء‌لون قوله (يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤيه) وهي امه التي ولدته، وقال علي بن ابراهيم في قوله (كلا انها لظى) قال: تلتهب عليهم النار قوله: (نزاعة للشوى) قال تنزع عينيه وتسود وجهه (تدعو من أدبر وتولى) قال: تجره اليها قوله (فجمع فاوعى) أي جمع مالا ودفنه ووعاه ولم ينفقه في سبيل الله وقوله (ان الانسان خلق هلوعا) أي حريصا (إذا مسه الشر جزوعا) قال: الشر هو الفقر والفاقة (وإذا مسه الخير منوعا) قال الغناء والسعة، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام قال ثم استثنى فقال (إلا المصلين) فوصفهم باحسن اعمالهم (الذين هم على صلاتهم دائمون) يقول إذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه، وقال علي بن ابراهيم في قوله (للسائل والمحروم) قال السائل الذي يسأل والمحروم الذي قد منع كديده قوله (مهطعين) أي أذلاء قوله (عن اليمين وعن الشمال عزين) أي قعود قوله (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون) قال من نطفة ثم من علقة قوله (فلا أقسم) أي أقسم (برب المشارق والمغارب) قال مشارق الشتاء ومغارب الصيف ومغارب الشتاء ومشارق الصيف وهو قسم

٣٨٤

وجوابه (إنا لقادرون على ان نبدل خيرا منهم) قوله (يوم يخرجون من الاجداث سراعا) قال من القبور (كأنهم إلى نصب يوفضون) قال إلى الداعي ينادون قوله (ترهقهم ذلة) قال تصيبهم ذلة (ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون).

سورة نوح

مكية آياتها ثمان وعشرون

(بسم الله الرحمن الرحيم إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب اليم) وقد كتبنا خبر نوح قوله (واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم) قال: استتروا بها (واصروا واستكبروا استكبارا) اي عزموا على ان لا يسمعوا شيئا قوله (ثم اني اعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا) قال دعوتهم سرا وعلانية، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله (لا ترجون لله وقارا) قال لا تخافون لله عظمة، قال علي بن ابراهيم في قوله (وقد خلقكم اطوارا) قال على اختلاف الاهواء والارادات والمشيات قوله (والله أنبتكم من الارض نباتا) أي على الارض نباتا قوله (رب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) قال اتبعوا الاغنياء (ومكروا مكرا كبارا) أي كبيرا قوله (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال: كان قوم مؤمنين قبل نوح فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فانسوا بها فلما جاء‌هم الشتاء ادخلوها البيوت، فمضى ذلك القرن وجاء القرن الآخر فجاء‌هم إبليس فقال لهم ان هؤلاء آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم بشر كثير فدعا عليهم نوح حتى اهلكهم الله وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله (سبع سموات طباقا) يقول بعضها فوق بعض وقوله (ولا تذرن ودا

٣٨٥

ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال: كانت ود صنما لكلب وكانت سواع لهذيل وكانت يغوث لمراد وكانت يعوق لهمدان وكانت نسر لحصين.

وقال علي بن ابراهيم في قوله (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) قال: هلاكا وتدميرا (إنك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) فاهلكهم الله حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال حدثنا محمد بن حماد عن علي بن اسماعيل التيمي عن فضيل الرسام (التوسان ط) عن صالح بن ميثم قال: قلت لابي جعفرعليه‌السلام ما كان علم نوح حين دعا قومه انهم لا يلدون إلا فاجرا كفارا؟ فقال: أما سمعت قول الله لنوح " انه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن " اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا) إنما يعني الولاية من دخل فيها دخل في بيوت الانبياء، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) أي خسارا.

سورة الجن

مكية آياتها ثمان وعشرون

(بسم الله الرحمن الرحيم قل - يا محمد لقريش - أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) وقد كتبنا خبرهم في سورة الاحقاف قوله (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبه ولا ولدا) قال: هو شئ قالته الجن بجهالة فلم يرضه الله منهم ومعنى جد ربنا أي بخت ربنا وقوله (وانه كان يقول سفيهنا على الله شططا) أي ظلما، حدثنا علي بن الحسين عن احمد بن أبي عبدالله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان (سيار ط) عن ابي عبداللهعليه‌السلام في قول الجن: وانه تعالى جد ربنا، فقال شئ كذبه الجن

٣٨٦

فقصه الله كما قال، وعنه عن احمد بن الحسين عن ابن فضال عن ابان عن زرارة قال: سألت ابا جعفر (ع) عن قول الله: (انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) قال: الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي كان يوحي اليه الشيطان فيقول قل لشيطانك ان فلانا فقد عاذ بك.

وقال علي بن ابراهيم في قوله (وانه كان رجال من الانس...الخ) قال كان الجن ينزلون على قوم من الانس ويخبرونهم بالاخبار التي سمعوها في السماء من قبل مولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان الناس يكهنون بما أخبروهم الجن، قوله (فزادوهم رهقا) أي خسرانا قوله: (فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا) قال: البخس النقصان والرهق العذاب وقوله: (وكنا طرائق قددا) أي على مذاهب مختلفة، حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا جعفر بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن عمر عن عباد بن صهيب عن جعفر ابن محمد عن أبيهعليهم‌السلام في قول الله عزوجل (فمن أسلم فاولئك تحروا رشدا) الذين أقروا بولايتنا فاولئك تحروا رشدا (واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) معاوية وأصحابه (وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا) الطريقة الولاية لعلي (ع) (لنفتنهم فيه) قتل الحسين (ع) (فلا تدعوا مع الله احدا) إلى الاحد مع آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا ط (وانه لما قام عبدالله يدعوه) يعني محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوهم إلى ولاية علي (ع) (كادوا) قريش (يكونون عليه لبدا) أي يتعادون عليه قال (قل إنما أدعوا ربي) قال: إنما امرني ربي (فلا أملك لكم ضرا ولا رشدا) ان توليتم عن ولايته (قل اني لن يجيرني من الله أحد) ان كتمت ما امرت به (ولن أجد من دونه ملتحدا) يعنى مأوى (إلا بلاغا من الله ابلغكم) ما امرني الله به من ولاية علي بن ابي طالبعليه‌السلام (ومن يعص الله ورسوله) في ولاية عليعليه‌السلام (فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي انت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك

٣٨٧

قالت قريش فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار فانزل الله (حتى إذا رأوا ما يوعدون) يعني الموت والقيامة (فسيعلمون) يعني فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن العاص واصحاب الضغائن من قريش (من أضعف ناصرا وأقل عددا) قالوا فمتى يكون هذا يا محمد؟ قال الله لمحمد: (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي امدا) قال أجلا (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) يعني عليا المرتضى من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو منه قال الله (فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) قال في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقا ويعلمه الله إلهاما، والرصد التعليم من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (ليعلم) النبي (ان قد ابلغوا رسالات ربهم وأحاط) علي ع بما لدى الرسول من العلم (واحصى كل شئ عددا) ما كان وما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى ان تقوم الساعة من فتنة او زلزلة او خسف او قذف او امة هلكت فيما مضى او تهلك فيما بقي، وكم من إمام جائر او عادل يعرفه باسمه ونسبه ومن يموت موتا او يقتل قتلا، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.

وعنه عن جعفر قال: حدثني احمد بن محمد بن احمد المدائني قال: حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي بن عزاب عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس في قوله (ومن يعرض عن ذكر ربه) قال ذكر ربه ولاية على بن ابى طالب وقوله (فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا) أي طلبوا الحق (واما القاسطون) الآية، قال القاسط الحائد عن الطريق قوله (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) قال المساجد السبعة التي يسجد عليها الكفان والركبتان (وعينا الركبتين ط) والابهامان والجبهة، قال وحدثني ابي عن الحسين بن خالد عن ابي الحسن الرضاعليه‌السلام قال المساجد الائمةعليهم‌السلام قوله (وانه لما قام عبدالله) يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٣٨٨

(يدعوه) كناية عن الله (كادوا) يعني قريشا (يكونون عليه لبدا) أي ايدا قوله (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قال القائم وأمير المؤمنينعليهم‌السلام في الرجعة (فسيعلمون من اضعف ناصرا وأقل عددا) قال هو قول امير المؤمنين لزفر: والله يا بن صهاك ! لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا اضعف ناصرا وأقل عددا، قال فلما اخبرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله (قل - يا محمد - ان ادري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي امدا).

وقوله (عالم الغيب فلا يظهر على غبيه أحدا...الخ) قال يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من اخبار القائمعليه‌السلام والرجعة والقيامة، حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن الحسين بن زياد قال سمعت ابا عبداللهعليه‌السلام يقول في قوله (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا) فقال لا بل والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن علي صلوات الله عليهما، اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال سمعت ابا جعفرعليه‌السلام يقول في هذه الآية (وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا) يعنى من جرى فيه شئ من شرك الشيطان، على الطريقة يعنى على الولاية في الاصل عند الاظلة حين اخذ الله ميثاق ذرية آدم، أسقيناهم ماء غدقا لكنا وضعنا أظلتهم في ماء الفرات العذب(١) .

____________________

(١) كذا في ط وك وفي الصافي عن الباقرعليه‌السلام : يعنى لو استقاموا على ولاية امير المؤمنين والاوصياء من ولدهعليهم‌السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لاسقيناهم ماء غدقا ج ز

٣٨٩

سورة المزمل

مكية آياتها عشرون

(بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه او انقص) قال: هو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتزمل بثوبه وينام، فقال الله: يا ايها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه او انقص منه (قليلا) قال انقص من القليل (او زد عليه) أي على القليل قليلا (ورتل القرآن ترتيلا) قال بينه تبيانا ولا تنثره نثر الرمل ولا تهزه هز الشعر ولكن أفزع به القلوب القاسية قوله (إنا سنلقي عليك قولا ثتيلا) قال قيام الليل وهو قوله (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقول قيلا) قال اصدق القول قوله (وتبتل اليه تبتيلا) قال رفع اليدين وتحريك السبابتين.

وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله: (إن لك في النهار سبحا طويلا) يقول فراغا طويلا لنومك ولحاجتك (وتبتل اليه تبتيلا) يقول اخلص اليه إخلاصا، وقال علي بن ابراهيم في قوله (وطعاما ذا غصة) أي لا يقدر ان يبلغه قوله (يوم ترجف الارض والجبال) اي تخسف وقوله (وكانت الجبال كثيبا مهيلا) قال مثل الرمل ينحدر وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفرعليه‌السلام في قوله (ان ربك يعلم انك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) ففعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك وبشر الناس به فاشتد ذلك عليهم وقوله (علم أن لن تحصوه) وكان الرجل يقوم ولا يدري متى ينتصف الليل ومتى يكون الثلثان وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة ان لا يحفظه، فانزل الله (ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل - إلى قوله - علم ان لن تحصوه) يقول متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الآية (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) واعلموا انه لم يأت نبي قط إلا خلا بصلاة الليل ولا جاء نبي قط بصلاة الليل في أول الليل قوله (فكيف تتقون

٣٩٠

ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) يقول كيف ان كفرتم تتقون ذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيبا، وقال علي بن ابراهيم في قوله: فكيف تتقون الآية قال تشيب الولدان من الفزع حيث يسمعون الصيحة، أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن زرعة عن سماعة قال: سألته عن قول الله (واقرضوا الله قرضا حسنا) قال: هو غير الزكاة.

سورة المدثر

مكية آياتها ست وخمسون

(بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر) قال: أنذر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالمدثر يعني المدثر بثوبه، " قم فأنذر " قال: هو قيامه في الرجعة ينذر فيها قوله " وثيابك فطهر " قال: تطهيرها تقصيرها وقال: شيعتنا يطهرون قوله (والرجز فاهجر) الرجز الخبيث قوله (ولا تمنن تستكثر) وفي رواية أبي الجارود يقول لا تعطي العطية تلتمس اكثر منها، وقال علي بن ابراهيم في قوله (فاذا نقر في الناقور - إلى قوله - ذرني ومن خلقت وحيدا) فانها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب، وكان من المستهزئين برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقعد في الحجرة ويقرأ القرآن فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة، فقالوا: يا أبا عبد الشمس ما هذا الذي يقول محمد أشعر هو أم كهانة أم خطب؟ ! فقال دعوني أسمع كلامه، فدنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا محمد أنشدني من شعرك، قال: ما هو شعر ولكنه كلام الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه، فقال: اتل على منه شيئا، فقرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حم السجدة فلما بلغ قوله فان اعرضوا - يا محمد - اعني قريشا - فقل لهم أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قال: فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة

٣٩١

في رأسه ولحيته ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك، فمشوا إلى أبي جهل فقالوا: يا أبا الحكم ان أبا عبد الشمس صبا إلى دين محمد أما تراه لم يرجع الينا، فغدا أبوجهل فقال له: يا عم نكست رؤسنا وفضحتنا وأشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد، فقال ما صبوت إلى دينه ولكني سمعت منه كلاما صعبا تقشعر منه الجلود، فقال له ابوجهل: أخطب هو؟ قال: لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا قال أفشعر هو قال لا، اما اني قد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر، قال فما هو؟ قال دعني أفكر فيه فلما كان من الغد قالوا يا ابا عبد شمس ما تقول فيما قلناه؟ قال: قولوا هو سحر فانه أخذ بقلوب الناس، فانزل الله على رسوله في ذلك " ذرني ومن خلقت وحيدا " وإنما سمي وحيدا(١) لانه قال لقريش أنا اتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة، وكان له مال كثير وحدائق وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشرة عبيد عند كل عبد الف دينار يتجر بها وتلك القنطار في ذلك الزمان ويقال ان القنطار جلد ثور مملو ذهبا، فانزل الله (ذرنى ومن خلقت - إلى قوله - صعودا) قال: جبل يسمى صعودا (ثم نظر ثم عبس وبسر) قال عبس وجهه، وبسر قال ألقى شدقه (ثم أدبر واستكبر فقال ان هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر - إلى قوله - ما سقر) واد في النار (لا تبقي ولا تذر) أي لا تبقيه ولا تذره (لواحة للبشر عليها تسعة عشر) قال تلوح عليه فتحرقه، عليها تسعة عشر قال ملائكة يعذبونهم وهو قوله (وما جعلنا اصحاب النار إلا ملائكة) وهم ملائكة في النار يعذبون الناس (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة

____________________

(١) أي الوليد بن المغير وفي مجمع البيان ان الوحيد، الذي لم يعلم ابوه ج.ز

٣٩٢

للذين كفروا) قال لكل رجل تسعة عشر من الملائكة يعذبونهم.

قال حدثنا ابوالعباس قال حدثنا يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عمه عبدالرحمن بن كثير عن ابي عبداللهعليه‌السلام في قوله (ذرني ومن خلقت وحيدا) قال الوحيد ولد الزنا وهو زفر (وجعلت له مالا ممدودا) قال أجلا إلى مدة (وبنين شهودا) قال اصحابه الذين شهدوا ان رسول الله لا يورث (ومهدت له تمهيدا) ملكه الذي ملكه مهده له (ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لآياتنا عنيدا) قال لولاية امير المؤمنينعليه‌السلام جاحدا عاندا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها (سأرهقه صعودا انه فكر وقدر) فكر فيما امر به من الولاية وقدر إن مضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان لا يسلم لامير المؤمنينعليه‌السلام البيعة التي بايعه على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر) قال عذاب بعد عذاب يعذبه القائمعليه‌السلام ثم نظر إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وامير المومنينعليه‌السلام ف‍ (عبس وبسر) مما امر به ثم (ادبر واستكبر) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر، قال: زفر ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سحر الناس بعليعليه‌السلام (ان هذا إلا قول البشر) أي ليس هو وحيا من الله عزوجل (سأصليه سقر) إلى آخر الآية فيه نزلت.

وقال علي بن ابراهيم في وقوله: (كل نفس بما كسبت رهينة إلا اصحاب اليمين) قال اليمين امير المؤمنينعليه‌السلام واصحابه شيعته فيقولون لاعداء آل محمد (ما سلككم في سقر) فيقولون (لم نك من المصلين) اي لم نك من أتباع الائمة (ولم نك نطعم المسكين) قال: حقوق آل محمد من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهم آل محمدعليهم‌السلام (وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين) اي يوم المجازاة (حتى أتانا اليقين) اي الموت وقوله (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) قال: لو ان كل ملك مقرب ونبي مرسل شفعوا في ناصب آل محمد ما قبل منهم ما شفعوا فيه ثم قال (فما لهم عن التذكرة معرضين)

٣٩٣

قال عما يذكر لهم من موالاة امير المؤمنينعليه‌السلام (كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) يعني من الاسد قوله (هو اهل التقوى واهل المغفرة) قال هو اهل ان يتقى واهل ان يغفر.

أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن محمد ابن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله (انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر) قال يعني فاطمة عليها السلام، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله (بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة) وذلك انهم قالوا يا محمد قد بلغنا ان الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته فنزل جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب فان شاؤا فعلنا ذلك بهم وأخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل فزعموا ان رسول الله كره ذلك لقومه.

سورة القيامة

مكية آياتها اربعون

(بسم الله الرحمن الرحيم لا أقسم بيوم القيمة) يعني أقسم بيوم القيامة (ولا أقسم بالنفس اللوامة) قال: نفس آدم التي عصت فلامها الله عزوجل قوله (أيحسب الانسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على ان نسوي بنانه) قال: اطراف الاصابع لو شاء الله يسويها قوله (بل يريد الانسان ليفجر أمامه) قال يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول سوف أتوب قوله (يسئل أيان يوم القيامة) أي متى يكون قال الله (فاذا برق البصر) قال: يبرق البصر فلا يقدر ان يطرف قوله (كلا لا وزر) اي لا ملجأ قوله (ينبؤا الانسان يومئذ بما قدم وأخر) قال: يخبر بما قدم وأخر (بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) قال

٣٩٤

يعلم ما صنع وان اعتذر قوله (ان علينا جمعه وقرآنه) قال: على آل محمد جمع القرآن وقرآنه (فاذا قرأناه فاتبع قرآنه) قال اتبعوا إذا ما قرأوه (ثم ان علينا بيانه) اي تفسيره (كلا بل تحبون العاجلة) قال الدنيا الحاضرة (وتذرون الآخرة قال تدعون (وجوه يومئذ ناضرة) اي مشرقة (إلى ربها ناظرة) قال ينظرون إلى وجه الله اي إلى رحمة الله ونعمته (ووجوه يومئذ باسرة) اي ذليلة قوله (كلا إذا بلغت التراقي) قال النفس إذا بلغت الترقوة (وقيل من راق) قال يقال له من يرقيك قوله (وظن انه الفراق) علم انه الفراق (والتفت الساق بالساق) قال: التفت الدنيا بالآخرة (إلى ربك يومئذ المساق) قال: يساقون إلى الله قوله (فلا صدق ولا صلى) فانه كان سبب نزولها ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا إلى بيعة علي يوم غدير خم فلما بلغ الناس واخبرهم في علي ما اراد الله ان يخبر، رجعوا الناس، فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وابي موسى الاشعري ثم اقبل يتمطى نحو اهله ويقول ما نقر لعلي بالولاية (بالخلافة خ ل) ابدا ولا نصدق محمد مقالته فيه فانزل الله جل ذكره (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى اهله يتمطى اولى لك فاولى) عبد الفاسق ك (وعيد الفاسق ط) فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر وهو يريد البراء‌ة منه فانزل الله (لا تحرك به لسانك لتعجل به) فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسمه قوله (أيحسب الانسان ان يترك سدى) قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شئ ثم قال (ألم يك نطفة من مني يمنى) قال: إذا نكح امناه (ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى - إلى قوله - أليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى) رد على من انكر البعث والنشور.

وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله (ينبؤا الانسان يومئذ بما قدم وأخر) بما قدم من خير وشر وما أخر مما سن من سنة ليستن بها من بعده

٣٩٥

فان كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شئ، وإن كان خيرا كان له مثل اجورهم ولا ينقص من اجورهم شئ.

سورة الدهر

مدنية آياتها احدى وثلاثون

(بسم الله الرحمن الرحيم هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفي حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر قوله (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه) أي نختبره (فجعلناه سميعا بصيرا) ثم قال (إنا هديناه السبيل) اي بينا له طريق الخير والشر (إما شاكرا واما كفورا) وهو رد على المجبرة انهم يزعمون انهم لا فعل لهم اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن ابن ابي عمير قال: سألت ابا جعفر (ع) عن قول الله (إنا هديناه السبيل إما شاكرا واما كفورا) قال: اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر، وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله (أمشاج نبتليه) قال ماء الرجل وماء المرأة اختلطا جميعا.

وقال علي بن ابراهيم في قوله (ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) يعني بردها وطيبها لان فيها الكافور (عينا يشرب بها عباد الله) يفجرونها اي منها وقوله (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) قال: المستطير العظيم قوله (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا) فانه حدثني ابي عن عبدالله بن ميمون القداح عن ابى عبدالله (ع) قال: كان عند فاطمةعليها‌السلام شعير فجعلوه عصيدة، فلما انضجوها ووضعوها بين ايديهم جاء مسكين، فقال المسكين رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (ع) فاعطاه ثلثها، فما لبث أن جاء يتيم فقال اليتيم رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (ع)

٣٩٦

فأعطاه ثلثها الثاني، فما لبث ان جاء اسير فقال الاسير يرحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله فقال علي (ع) فأعطاه الثلث الباقي، وما ذاقوها فانزل الله فيهم هذه الآية إلى قوله (وكان سعيكم مشكورا) في امير المؤمنين (ع) وهي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك لله عزوجل، والقمطرير الشديد قوله (متكئين فيها على الارائك) يقول متكئين في الحجال على السرر قوله (ودانية عليهم ظلالها) يقول قريب ظلالها منهم قوله (وذللت قطوفها تذليلا) دليت عليهم ثمارها ينالها القائم والقاعد قوله (اكواب كانت قوارير قوارير من فضة) الاكواب الاكواز العظام التي لا إذان لها ولا عرى، قوارير من فضة الجنة يشربون فيها (قدروها تقديرا) يقول: صنعت لهم على قدر رتبتهم لا تحجير فيه ولا فصل قوله (من سندس واستبرق) الاستبرق الديباج.

وقال علي بن ابراهيم في قوله: (ويطاف عليهم بآنية من فضة واكواب كانت قوارير) قال: ينفذ البصر فيها كما ينفذ في الزجاج قوله (ولدان مخلدون) قال: مستوون قوله (وملكا كبيرا) قال: لا يزال ولا يفنى (عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق) قال: يعلوهم الثياب ويلبسونها ثم خاطب الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا - إلى قوله - بكرة وأصيلا) قال: بالغدوة ونصف النهار (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا) قال صلاة الليل قوله (نحن خلقناهم وشددنا أسرهم) يعني خلقهم قال الشاعر: وضامرة شد المليك اسرها * يكاد ماذنها اسفلها وظهرها وبطنها(١)

____________________

(١) كذا في ط وم وليس في تفسير البرهان لفظ " ماذنها " ويحتمل التصحيف في الشعر كما يظهر من شرح المصنف له في العبارة الآتية لانه فيها لفظ " شطوها " ويحتمل ان يكون هكذا يكاد ماذنها يكون شطرها ج.ز

٣٩٧

قال: الضامرة يعني فرسه شد المليك اسرها أي خلقها يكاد ماذنها قال: عنقها يكون شطرها أي نصفها.

سورة المرسلات

مكية آياتها خمسون

(بسم الله الرحمن الرحيم والمرسلات عرفا) قال: الآيات يتبع بعضها بعضا (والعاصفات عصفا) قال: القبر (والناشرات نشرا) قال: نشر الاموات فالفارقات فرقا) قال: الدابة (فالملقيات ذكرا) قال الملائكة (عذرا ونذرا) أي أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم وجوابه (إن ما توعدون لواقع) قوله (فاذا النجوم طمست) قال: يذهب نورها وتسقط (وإذا السماء فرجت) قال: تنفرج وتنشق (وإذا الجبال نسفت) اي تقلع (وإذا الرسل اقتت) قال بعثت في اوقات مختلفة (لاي يوم أجلت) قال: أخرت (ليوم الفصل) قوله (ألم نخلقكم من ماء مهين) قال: منتن (فجعلناه في قرار مكين) قال في الرحم قوله (ألم نجعل الارض كفاتا أحياء وأمواتا) قال: الكفات المساكن.

وقال: نظر امير المؤمنين (ع) في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الاموات أي مساكنهم ثم نظر إلى بيوت الكوفة فقال: هذه كفات الاحياء ثم تلا قوله: ألم نجعل الارض كفاتا أحياء وأمواتا قوله: (وجعلنا فيها رواسي شامخات) قال: جبال مرتفعة (وأسقيناكم ماء فراتا) أي عذبا وكل عذب من الماء فهو الفرات قوله: (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) قال فيه ثلاث شعب من النار (انها ترمى بشرر كالقصر) قال: شرر النار مثل القصور والجبال (كأنه جمالات صفر) أي سود قوله: (إن المتقين في ظلال وعيون) قال: ظلال من نور أنور من الشمس قوله: (وإذا قيل لهم

٣٩٨

اركعوا لا يركعون) قال: إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه، ثم قال لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله (فبأي حديث بعد) هذا الذي احدثك به (يؤمنون) وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله (وإذا النجوم طمست) فطموسها ذهاب ضوئها واما قوله (إلى قدر معلوم) يقول منتهى الاجل.

سورة النبأ

مكية آياتها احدى واربعون

(بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساء‌لون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) قال: حدثني ابي عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (ع) في قوله " عم يتساء‌لون..الخ " قال قال امير المؤمنين (ع) ما لله نبأ اعظم مني وما لله آية اكبر مني، وقد عرض فضلي على الامم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي وقوله (ألم نجعل الارض مهادا)(١) قال يمهد فيها الانسان مهدا (والجبال اوتادا) اي اوتاد الارض (وجعلنا الليل لباسا) قال يلبس على النهار (وجعلنا سراجا وهاجا) قال الشمس المضيئة (وأنزلنا من المعصرات) قال من السحاب (ماء ثجاجا) قال صبا على صب (وجنات ألفافا) قال بساتين ملتفة الشجر (وفتحت السماء فكانت ابوابا) قال: تفتح ابواب الجنان (وسيرت الجبال فكانت سرابا) قال: تسير الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة قوله (إن جهنم كانت مرصادا) قال قائمة (للطاغين مآبا) اي منزلا (لابثين فيها احقابا)

____________________

(١) اقول: هذه الآية فيها إشعار بحركة الارض حيث سماها الله تعالى " مهادا " و " المهد " و " المهاد " موضع يهيأ للصبي وهو متحرك غالبا ومنه الحديث المعروف اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.ج ز

٣٩٩

قال: الاحقاب السنين والحقب ثمانون سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم كألف سنة مما تعدون، اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن درست بن ابى منصور عن الاحول عن حمران بن اعين قال سألت ابا عبدالله (ع) عن قول الله (لابثين فيها احقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا) قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.

وقال علي بن ابراهيم في قوله (لا يذوقون فيها بردا) قال: البرد النوم وقوله (إن للمتقين مفازا) قال: يفوزون قوله (وكواعب اترابا) قال جوار أتراب لاهل الجنة، وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (ع) في قوله: إن للمتقين مفازا، قال فهي الكرامات وقوله: وكواعب اترابا، اي الفتيات الناهدات، وقال علي بن ابراهيم في قوله (كأسا دهاقا) اي ممتلية (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون) قال الروح ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمةعليهم‌السلام قوله (إنا انذرناكم عذابا قريبا) قال في النار وقال (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) قال ترابيا اي علويا، وقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المكنى امير المؤمنين ابوتراب.

سورة النازعات

مكية آياتها ست واربعون

(بسم الله الرحمن الرحيم والنازعات غرقا) قال: نزع الروح (والناشطات نشطا) قال: الكفار ينشطون في الدنيا(١) (والسابحات سبحا) قال المؤمنون

____________________

(١) مبنيا للمفعول من النشط وهو الازهاق يعني الملائكة التي تزهق ارواح الكفار في الدنيا عند موتهم ج ز

٤٠٠