عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم0%

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 321

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
تصنيف:

الصفحات: 321
المشاهدات: 119991
تحميل: 8074

توضيحات:

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 321 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 119991 / تحميل: 8074
الحجم الحجم الحجم
عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

شيءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (١) .

وقد نقل المفسّرون حول نزول الآيات وما بينهما من الآيات روايات رووها بطرق مختلفة، نذكر ما ذكره ابن جرير الطبري، عن ابن زيد قال: كان رجل سرق درعاً من حديد في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطرحه على يهودي، فقال اليهودي: والله ما سرقتها يا أبا القاسم، ولكن طرحت علىّ وكان للرجل الذي سرق جيران يبرؤونه ويطرحونه على اليهودي، ويقولون: يا رسولَ الله إنّ هذا اليهودي الخبيث يكفر بالله وبما جئت به، قال: حتى مال عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض القول فعاتبه الله عزّ وجلّ في ذلك فقال:( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً ) (٢) .

أقول : سواء أصحّت هذه الرواية أم لا، فمجموع ما ورد حول الآيات من أسباب النزول متفق على أنّ الآيات نزلت حول شكوى رُفعت إلى النبي، وكان كل من المتخاصمين يسعى ليبرئ نفسه ويتّهم الآخر، وكان في جانب واحد منهما رجل طليق اللسان يريد أن يخدع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض تسويلاته ويثير عواطفه على المتهم البريء حتى يقضي على خلاف الحق، وعند ذلك نزلت الآية ورفعت النقاب عن وجه الحقيقة فعرف المحق من المبطل.

والدقّة في فقرات الآية الثانية يوقفنا على سعة عصمة النبي من الخطأ وصيانته من السهو؛ لأنّها مؤلّفة من فقرات أربع، كل يشير إلى أمر خاص:

١ -( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا

____________________

١ - النساء: ١١٣.

٢ - تفسير الطبري: ٤/١٧٢.

٣٠١

يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شيءٍ ) .

٢ -( وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) .

٣ -( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) .

٤ -( وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) .

فالأُولى منها: تدل على أنّ نفس النبيّ بمجرّدها لا تصونه من الضلال ( أي من القضاء على خلاف الحق ) وإنّما يصونه سبحانه عنه، ولولا فضل الله ورحمته لهمّت طائفة أن يرضوه بالدفاع عن الخائن والجدال عنه، غير أنّ فضله العظيم على النبي هو الذي صدّه عن مثل هذا الضلال وأبطل أمرهم المؤدّي إلى إضلاله، وبما أنّ رعاية الله سبحانه وفضله الجسيم على النبي ليست مقصورة على حال دون حال، أو بوقت دون وقت آخر، بل هو واقع تحت رعايته وصيانته منذ أن بُعث إلى أن يلاقي ربَّه، فلا يتعدّى إضلال هؤلاء أنفسهم ولا يتجاوز إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهم الضالّون بما همّوا به كما قال:( وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شيءٍ ) .

والفقرة الثانية: تشير إلى مصادر حكمه ومنابع قضائه، وأنّه لا يصدر في ذلك المجال إلاّ عن الوحي والتعليم الإلهي، كما قال سبحانه: ( وأنزل عليك الكتاب والحكمة ) والمراد المعارف الكلّيّة العامة من الكتاب والسنّة.

ولما كان هذا النوع من العلم الكلي أحد ركني القضاء وهو بوحده لا يفي بتشخيص الموضوعات وتمييز الصغريات، فلابد من الركن الآخر وهو تشخيص المحق من المبطل، والخائن من الأمين، والزاني من العفيف، أتى بالفقرة الثالثة وقال:( وعلّمك ما لم تكن تعلم ) ومقتضى العطف، مغائرة المعطوف، مع المعطوف عليه، فلو كان المعطوف عليه ناظراً إلى

٣٠٢

تعرّفه على الركن الأوّل وهو العلم بالأصول والقواعد الكليّة الواردة في الكتاب والسنّة، يكون المعطوف ناظراً إلى تعرّفه على الموضوعات والجزئيات التي تعد ركناً ثانياً للقضاء الصحيح، فالعلم بالحكم الكلّي الشرعي وتشخيص الصغريات وتمييز الموضوعات جناحان للقاضي، يحلّق بهما في سماء القضاء بالحق من دون أن يجنح إلى جانب الباطل، أو يسقط في هوّة الضلال.

قال العلاّمة الطباطبائي: إنّ المراد من قوله سبحانه:( وعلّمك ما لم تكن تعلم ) ليس علمه بالكتاب والحكمة، فإنّ مورد الآية، قضاء النبي في الحوادث الواقعة، والدعاوى المرفوعة إليه، برأيه الخاص، وليس ذلك من الكتاب والحكمة بشيء، وإن كان متوقّفاً عليهما، بل المراد رأيه ونظره الخاص(١) ولمّا كان هنا موضع توهّم وهو أنّ رعاية الله لنبيّه تختص بمورد دون مورد، دفع ذلك التوهّم بالفقرة الرابعة فقال سبحانه:( وكان فضل الله عليك عظيماً ) حتى لا يتوهّم اختصاص فضله عليه بواقعة دون أُخرى، بل مقتضى عظمة الفضل، سعة شموله لكل الوقائع والحوادث، سواء أكانت من باب المرافعات والمخاصمات، أم الأمور العادية، فتدل الفقرة الأخيرة على تعرّفه على الموضوعات ومصونيته عن السهو والخطاء في مورد تطبيق الشريعة، أو غيره، ولا كلام أعلى وأغزر من قوله سبحانه في حق حبيبه:( وكان فضل الله عليك عظيماً ) .

٢ - قال سبحانه:( وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٢) .

إنّ الشهادة المذكورة في الآية حقيقة من الحقائق القرآنية تكرّر ذكرها في كلامه سبحانه، قال تعالى:( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤلاَءِ شَهِيداً ) (٣) .

وقال تعالى:( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ

____________________

١ - الميزان: ٥/٨١.

٢ - البقرة: ١٤٣.

٣ - النساء: ٤١.

٣٠٣

كُلِّ أُمّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) (١) .

وقال تعالى:( وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ) (٢) والشهادة فيها مطلقة، وظاهر الجميع هو الشهادة على أعمال الأُمم وعلى تبليغ الرسل كما يومي إليه قوله تعالى:( فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) (٣) وهذه الشهادة وإن كانت في الآخرة ويوم القيامة لكن يتحمّلها الشهود في الدنيا على ما يدل عليه قوله سبحانه حكاية عن عيسى:( وكُنْتُ عَلَيِهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فلمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ عَلَى كُلِّ شيءٍ شَهِيدٌ ) (٤) .

وقال سبحانه:( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) (٥) ومن الواضح أنّ الشهادة فرع العلم، وعدم الخطأ في تشخيص المشهود به، فلو كان النبي من الشهداء يجب ألاّ يكون خاطئاً في شهادته، فالآية تدلّ على صيانته وعصمته من الخطأ في مجال الشهادة كما تدلّ على سعة علمه؛ لأنّ الحواس لا ترشدنا إلاّ إلى صور الأعمال والأفعال، والشهادة عليها غير كافية عند القضاء، وإنّما تكون مفيدة إذا شهد على حقائقها من الكفر والإيمان، والرياء والإخلاص، وبالجملة على كل خفي عن الحس ومستبطن عند الإنسان، أعني ما تكسبه القلوب وعليه يدور حساب ربّ العالمين، قال تعالى:( وَلَكِن يُؤاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ) (٦) ، ولا شك أنّ الشهادة على حقائق أعمال الأُمّة خارج عن وسع الإنسان العادي إلاّ إذا تمسّك

____________________

١ - النحل: ٨٤.

٢ - الزمر: ٦٩.

٣ - الأعراف: ٦.

٤ - المائدة: ١١٧.

٥ - النساء: ١٥٩.

٦ - البقرة: ٢٢٥.

٣٠٤

بحبل العصمة وولي أمر الله بإذنه، ولنا في الاَجزاء الآتية من هذه الموسوعة بحث حول الشهداء في القرآن، فنكتفى بهذا القدر في المقام.

ثم إنّ العلاّمة الحجّة السيد عبد الله شبر أقام دلائل عقلية ونقلية على صيانة النبي عن الخطأ ولكن أكثرها كما صرّح به نفسه - قدس الله سره - مدخولة غير واضحة، ومن أراد الوقوف عليها فليرجع إلى كتابه(١)

أدلّة المخطّئة

إنّ بعض المخطّئة استدلّ على تطرّق الخطأ والنسيان إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض الآيات غافلة عن أهدافها، وإليك تحليلها:

١ - قال سبحانه:( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ ) (٢) .

زعمت المخطّئة أنّ الخطاب للنبي وهو المقصود منه، غير أنّها غفلت عن أنّ وزان الآية وزان سائر الآيات التي تقدّمت في الأبحاث السابقة، وقلنا بأنّ الخطاب للنبي ولكن المقصود منه هو الأُمّة، ويدل على ذلك، الآية التالية لها قال:( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِن شيءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (٣) ، فإنّ المراد أنّه ليس على المؤمنين الذين اتقوا معاصي الله من حساب الكفرة شيء بحضورهم مجلس الخوض، وهذا يدل على أنّ النهي عن الخوض تكليف

____________________

١ - مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار: ٢/١٢٨ - ١٤٠.

٢ - الأنعام: ٦٨.

٣ - الأنعام: ٦٩.

٣٠٥

عام يشترك فيه النبي وغيره، وإنّ الخطاب للنبي لا ينافي كون المقصود هو الأُمّة.

والأوضح منها دلالة على أنّ المقصود هو الأُمّة قوله سبحانه:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) (١) .

والآية الأخيرة مدنية، والآية المتقدّمة مكّيّة، وهي تدل على أنّ الحكم النازل سابقاً متوجّه إلى المؤمنين وإنّ الخطاب وإن كان للنبي لكن المقصود منه غيره.

٢ -( وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يهديني رَبِّى لأقربَ مِنْ هَذَا رَشَداً ) (٢) والمراد من النسيان نسيان الاستثناء ( إلاّ أن يشاء الله ) ووزان هذه الآية، وزان الآية السابقة في أنّ الخطاب للنبي والمقصود هو الأُمّة.

٣ -( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ) (٣) ، ومعنى الآية سنجعلك قارئاً بإلهام القراءة فلا تنسى ما تقرأه، لكنّ المخطّئة استدلّت بالاستثناء الوارد بعده، على إمكان النسيان، لكنّها غفلت عن نكتة الاستثناء، فإنّ الاستثناء في الآية نظير الاستثناء في قوله سبحانه:( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمواتُ وَالأرضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) (٤) ، ومن المعلوم أنّ الوارد إلى الجنّة لا يخرج منها، ولكن

____________________

١ - النساء: ١٤٠.

٢ - الكهف: ٢٣ - ٢٤.

٣ - الأعلى: ٦ - ٧.

٤ - هود: ١٠٨.

٣٠٦

الاستثناء لأجل بيان أنّ قدرة الله سبحانه بعد باقية، فهو قادر على الإخراج مع كونهم مؤبّدين في الجنّة، وأمّا الآية فالاستثناء فيها يفيد بقاء القدرة الإلهية على إطلاقها، وإنّ عطية الله أعني ( الإقراء بحيث لا تنسى ) لا ينقطع عنه سبحانه بالإعطاء، بحيث لا يقدر بعد على إنسائك، بل هو باق على إطلاق قدرته، فلو شاء أنساك متى شاء، وإن كان لا يشاء ذلك.

وبما أنّ البحث مركّز على عصمة النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الخطأ والنسيان دون سائر الأنبياء، ذكرنا الآيات التي استدلّت بها المخطّئة على ما تتبنّاه في حق النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمّا بيان الآيات التي يمكن أن يستدل بها على إمكان صدور السهو والنسيان عن سائر الأنبياء وتفسيرها فمتروك إلى مجال آخر، ونقول على وجه الإجمال: إنّه يستظهر من بعض الآيات صحّة نسبة النسيان إلى غير النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أعني قوله سبحانه:( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) (١) .

وقوله سبحانه في حق موسى:( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ) (٢) .

وقوله سبحانه أيضاً عنه:( فَإِنّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) (٣) .

وقوله سبحانه في حقّه أيضاً:( لا تُؤاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (٤) .

لكنّ البحث عن مفاد هذه الآيات موكول إلى مجالٍ آخر.

____________________

١ - طه: ١١٥.

٢ - الكهف: ٦١.

٣ - الكهف: ٦٣.

٤ - الكهف: ٧٣.

٣٠٧

بقي هنا أمران:

الأوّل: ما هي النظرية السائدة بين الإمامية في مسألة سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

الثاني: كيفية معالجة المأثورات الظاهرة في صدور السهو عن النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

وإليك بيان الأمرين على نحو الإجمال:

١ - الرأي السائد بين الإماميّة حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

يظهر من الشيخ الصدوق أنّ إنكار سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان شعار الغلاة والمفوّضة، قال في كتابه ( مَن لا يحضره الفقيه ): إنّ الغلاة والمفوّضة ينكرون سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويقولون: لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ؛ لأنّ الصلاة عليه فريضة كما أنّ التبليغ عليه فريضة.

ثم أجاب عنه بقوله: وهذا لا يلزمنا؛ وذلك لأنّ جميع الأحوال المشتركة يقع على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها ما يقع على غيره فالحالة التي اختصّ بها هي النبوّة، والتبليغ من شرائطها، ولا يجوز أن يقع عليه في التبليغ ما يقع عليه في الصلاة؛ لأنّها عبادة مخصوصة، والصلاة عبادة مشتركة، وبها تثبت له العبودية، وبإثبات النوم له عن خدمة ربّه عزّ وجلّ من غير إرادة له وقصد منه إليه، نفي الربوبية عنه؛ لأنّ الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم هو الله الحي القيّوم وليس سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كسهونا؛ لأنّ سهوه من الله عزّ وجلّ، وإنّما أسهاه ليعلم أنّه بشر مخلوق فلا يتخذ ربّاً معبوداً دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا، وسهونا عن الشيطان، وليس للشيطان على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة - صلوات الله عليهم - سلطان( إنّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَولَّوْنَهُ والَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشركون ) (١) وعلى مَن تبعه من الغاوين.

____________________

١ - النحل: ١٠٠.

٣٠٨

ثم نقل عن شيخه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (المتوفّ-ى ٣٤٣ ه-) أنّه كان يقول: أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

وحاصل كلامه: إنّ السهو الصادر عن النبي إسهاء من الله إليه لمصلحة، كنفي وهم الربوبية عنه، وإثبات أنّه بشر مخلوق، وإعلام الناس حكم سهوهم في العبادات وأمثالها، وأمّا السهو الذي يعترينا من الشيطان فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه بريء، وهو منزّه عنه، وليس للشيطان عليه سلطان ولا سبيل.

ومع ذلك كلّه، فهذه النظرية مختصة به، وبشيخه ابن الوليد، ومَن تبعهما كالطبرسي في ( مجمعه ) على ما سيأتي؛ والمحقّقون من الإمامية متفقون على نفي السهو عنه في أُمور الدين حتى مثل الصلاة.

قال المفيد: أقول إنّ الأئمّة القائمين مقام الأنبياء:في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء، وإنّه لا يجوز منهم سهو في شيء في الدين، ولا ينسون شيئاً من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلاّ مَن شذّ منهم وتعلّق بظاهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنّه الفاسد من هذا الباب، والمعتزلة بأسرها تخالف في ذلك ويجوّزون من الأئمّة وقوع الكبائر والردّة عن الإسلام(٢) .

وقال في شرحه على عقائد الصدوق: فأمّا نص أبى جعفر -رحمه‌الله - بالغلو على مَن نسب مشايخ القمّيّين وعلمائهم ( الذين جوّزوا السهو على النبي ) إلى التقصير، فليس نسبة هؤلاء القوم إلى التقصير علامة على غلو الناس، إذ في جملة المشار إليهم بالشيخوخة والعلم مَن كان مقصّراً، وإنّما يجب الحكم بالغلو على مَن

____________________

١ - مَن لا يحضره الفقيه: ١/٢٣٢.

٢ - أوائل المقالات: ٣٥.

٣٠٩

نسب المحقّقين إلى التقصير سواء أكانوا من أهل قم أم من غيرها من البلاد ومن سائر الناس، وقد سمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد -رحمه‌الله - لم نجد لها دافعاً وهي ما حكي عنه أنّه قال: أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإمامعليه‌السلام .

ثم إنّ الشيخ المفيد لم يكتف بهذا القدر من الرد بل ألّف رسالة مفردة في ردّه، وقد أدرجها العلاّمة المجلسي في ( بحاره )(١) .

وعلى هذا الرأي استقرّ رأي الإمامية، فقال المحقّق الطوسي: وتجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق وعدم السهو.

وقال العلاّمة الحلّي في شرحه: وأن لا يصح عليه السهو لئلاّ يسهو عن بعض ما أُمر بتبليغه(٢) وقال المحقّق الحلّي في ( النافع ): والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة(٣) .

وقال العلاّمة في ( المنتهى ) في مسألة التكبير في سجدتي السهو: احتجّ المخالف بما رواه أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال: ثم كبّر وسجد.

والجواب: هذا الحديث عندنا باطل، لاستحالة السهو على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال في مسألة أُخرى: قال الشيخ: وقول مالك باطل، لاستحالة السهو على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) .

____________________

١ - راجع البحار: ١٧/١٢٢ - ١٢٩.

٢ - كشف المراد: ١٩٥.

٣ - النافع: ٤٥.

٤ - منتهى المطلب: ٤١٨ - ٤١٩.

٣١٠

وقال الشهيد في ( الذكرى ): وخبر ذي اليدين متروك بين الإمامية، لقيام الدليل العقلي على عصمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن السهو، لم يصر إلى ذلك غير ابن بابويه(١) .

هذا هو الرأي السائد بين الإمامية، ولم يشذّ عنهم أحد من المتأخّرين سوى أمين الإسلام الطبرسي في ( تفسيره ) حيث قال: وأمّا النسيان والسهو فلم يُجْوّزوهما عليهم فيما يؤدّونه عن الله تعالى، وأمّا ما سواه فقد جوّزوا عليهم أن ينسوه أو يسهوا عنه ما لم يؤدّ ذلك إلى إخلال بالعقل(٢) .

وأمّا غيره، فلم نجد مَن يوافقه، ومَن أراد التفصيل فليرجع إلى المصادر المذكورة في الهامش(٣) .

وقد قام العلاّمة المجلسي بإيفاء حق المقام في ( بحاره )(٤) .

٢ - كيفية معالجة المأثورات حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

روى الفريقان أحاديث حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

روى البخاري في كتاب الصلاة، باب ( مَن يكبّر في سجدتي السهو ) عن أبي هريرة قال: صلّى النبي إحدى صلاتي العشية ركعتين، فقالوا: أقصرت الصلاة ؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين، فقال: أنسيت الصلاة أم قصرت ؟ فقال:

____________________

١ - الذكرى: ٢١٥.

٢ - مجمع البيان: ٢/٣١٧.

٣ - حق اليقين في معرفة أُصول الدين: للسيد عبد الله شبر: ١/١٢٤؛ مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار، له أيضاً: ٢/١٣٤ - ١٤٢؛ تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى، منهج الصادقين: ٣/٣٩٣، و ٥/٣٤٦.

٤ - لاحظ البحار: ١٧/٩٧ - ١٢٩.

٣١١

لم أنس ولم تقصر، قال: بلى قد نسيت فصلّى ركعتين ثم سلّم، ثم كبّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبّر، ثم وضع رأسه فكبّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبّر(١) . هذا ما رواه أهل السنّة كما رووا غيره أيضاً.

أمّا الشيعة فقد رووا أحاديث حول الموضوع نقلها العلاّمة المجلسي في ( بحاره )(٢) ولا يتجاوز مجموع ما ورد في هذا الموضوع عن اثني عشر حديثاً، كما أنّ أخبار نوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صلاة الصبح لا تتجاوز عن ستة أحاديث(٣) .

لكنّ الجواب عن هذه الروايات بأحد أمرين:

الأوّل: ما ذكره المفيد في الرسالة المومأ إليها من أنّها أخبار آحاد لا تثمر علماً، ولا توجب عملاً، ومَن عمل على شيء منها فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين(٤) .

الثاني: ما ذكره الصدوق من التفريق بين سهو النبي وسهو الآخرين بما عرفت، والله العالم بالحقائق.

ثم الظاهر من السيد المرتضى، تجويز النسيان على الأنبياء، حيث قال في تفسير قوله سبحانه:( لاَ تُؤاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (٥) : إنّ النبي إنّما لا يجوز عليه النسيان فيما يؤدّيه عن الله تعالى أو في شرعه أو في أمر يقتضي التنفير عنه، فأمّا فيما هو خارج عمّا ذكرناه، فلا مانع من النسيان(٦) .

____________________

١ - صحيح البخاري: ٢/٦٨.

٢ - راجع البحار: ١٧/٩٧ - ١٢٩.

٣ - راجع البحار: ١٧/١٠٠ - ١٠٦.

٤ - البحار: ١٧/١٢٣.

٥ - الكهف: ٧٣.

٦ - تنزيه الأنبياء: ٨٧.

٣١٢

وممّن وافق الصدوق من المتأخّرين، شيخنا المجيز: الشيخ محمد تقي التستري؛ فقد ألّف رسالة في الموضوع نصر فيها الشيخ الصدوق وأُستاذه ابن الوليد، وطبعها في ملحقات الجزء الحادي عشر من رجاله ( قاموس الرجال ) والرسالة تقع في ٢٤ صفحة.

وأمّا العلاّمة المجلسي، فالظاهر منه التوقّف في المسألة، قال: اعلم أنّ هذه المسألة في غاية الإشكال؛ لدلالة كثير من الآيات ( الآيات التي يُستظهر منها نسبة النسيان إلى بعض الأنبياء غير النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد قدّمناها ) والأخبار على صدور السهو عنهم، وإطباق الأصحاب إلاّ ما شذّ على عدم جواز السهو عليهم مع دلالة بعض الآيات والأخبار عليه في الجملة، وشهادة بعض الدلائل الكلامية والأُصول المبرهنة عليه، مع ما عرفت في أخبار السهو من الخلل والاضطراب وقبول الآيات للتأويل، والله يهدي إلى سواء السبيل(١) .

ثم إنّ الشيخ المفيد وصف القائل بصدور السهو منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الشيعة بالمقلّدة، وأراد: الصدوق وشيخه ابن الوليد ولكنّ التعبير عنهما بالمقلّدة غير مرضي عندنا، كيف ؟! ويصف الأوّل الرجالي النقّاد النجاشي بقوله: أبو جعفر، شيخنا وفقيهنا، ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد سنة ٣٥٥ ه-، وسمع منه شيوخ الطائفة، وهو حدث السن(٢) .

ويقول في حق شيخه: أبو جعفر، شيخ القمّيين، وفقيههم، ومتقدّمهم، ووجههم، ويقال: إنّه نزيل قم، وما كان أصله منها، ثقة، ثقة، عين مسكون إليه(٣) .

____________________

١ - البحار: ١٧/١١٨ - ١١٩.

٢ - رجال النجاشي: ٢/٣١١ برقم ١٠٥٠.

٣ - رجال النجاشي: ٢/٣٠١ برقم ١٠٤٣.

٣١٣

والمحمل الصحيح لهذه التعابير ما أشار إليه شاعر الأهرام بقوله:

يشتدّ في سبب الخصومة لهجة

لكن يرق خليقةً وطباعاً

وكذلك العلماء في أخلاقهم

يتباعدون ويلتقون سراعاً

في الحق يختلفون إلاّ أنّهم

لا يبتغون إلى الحقوق ضياعاً

اللّهمّ اغفر للماضين من علمائنا واحفظ الباقين منهم.

٣١٤

٣١٥

الفهرس

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم يبحث عن عصمة الأنبياء ويعالج أدلّة المخطِّئة لها تأليف: العلاّمة المحقّق جعفر السبحاني ١

- أ - مقدّمة الطبعة الأُولى الأنبياء والرسُل في القرآن الكريم ٦

- ب - ٧

- ج - البحث عن العصمة من صميم الحياة ٨

- ه- ٩

- و - لا ذاكرة لكذوب !! ١٠

- ز - ١١

مقدّمة الطبعة الثانية ١٢

مبدأ ظهور نظريّة العصمة ١٤

مبدأ ظهور فكرة العصمة في الأُمّة الإسلامية ١٥

القرآن يطرح مسألة العصمة ١٧

عصمة النبي في القرآن الكريم ١٨

نظريّة أحمد أمين حول كلام الشيعة ١٩

مناقشة نظريّة أحمد أمين ٢٠

عود على بدء ٢٣

ما هي حقيقة العصمة ؟ ٢٦

١ - العصمة الدرجة القصوى من التقوى ٢٨

٢ - العصمة: نتيجة العلم القطعي بعواقب المعاصي ٢٩

٣ - الاستشعار بعظمة الربّ وكماله وجماله ٣٢

٣١٦

الروح التي تسدّد الأولياء ٣٤

هل العصمة موهبة إلهيّة أو أمر اكتسابي ؟ ٣٦

العصمة المفاضة كمال لصاحبها ٣٩

كلام السيّد المرتضى ٤٢

هل العصمة تسلب الاختيار ؟ ٤٣

مراحل العصمة ودلالتها ٤٨

المرحلة الأُولى: عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة ٥١

القرآن وعصمة النبي في مجال تلقّي الوحي و ٥٤

المرحلة الثانية: عصمة الأنبياء عن المعصية العقل وعصمة الأنبياء ٦٠

سؤال وجواب ٦١

تقرير المرتضى لهذا البرهان ٦٢

إجابة عن سؤال آخر ٦٥

القرآن وعصمة الأنبياء من المعصية ٦٦

حجّة المخالفين للعصمة الطائفة الأُولى: ما يمسّ ظاهرها عصمة جميع الأنبياء ٧٦

الرابع ( وهو المختار ) ٨٠

١ - ما معنى أُمنية الرسول أو النبي ؟ ٨٥

٢ - ما معنى إلقاء الشيطان في أُمنية الرسل ؟ ٨٧

٣ - ما معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟ ٨٩

٤ - ما معنى إحكامه سبحانه آياته ؟ ٩٠

٥ - ما هي النتيجة من هذا الصراع ؟ ٩١

التفسير الباطل للآية ٩٣

الطائفة الثانية ما يمسّ عصمة عدّة خاصّة من الأنبياء - ١ - عصمة آدم عليه‌السلام والشجرة المنهي عنها وجعل الشريك لله ٩٨

التساؤلات حول الآيات ١٠٠

٣١٧

١ - ما هي نوعية النهى في قوله تعالى: ( لا تقربا ) ١٠١

ولتوضيح ذلك نأتي بمثال: ١٠٢

جواب آخر عن الإشكال ١٠٦

جواب ثالث عن الإشكال ٢ - ما معنى وسوسة الشيطان لآدم ؟ ١٠٧

٣ - ماذا يُراد من قوله: ( فأزلّهما الشيطان ) ؟ ٤ - ما معنى قوله: ( وعصى ) و ( فغوى ) ؟ ١٠٩

٥ - ما معنى قول آدم عليه‌السلام : ( ربَّنَا ظَلَمنا أنْفُسَنا ) ؟ ١١٢

٦ - ما المراد من قوله: ( فتاب عليه ) ؟ ١١٣

٧ - ما معنى الغفران في قوله: ( وإن لم تغفر لنا ) ؟ ١١٤

عصمة آدم عليه‌السلام وجعل الشريك لله ! ١١٦

- ٢ - عصمة شيخ الأنبياء نوح عليه‌السلام والمطالبة بنجاة ابنه العاصي ١٢١

جواب ثالث للوجه الثاني ١٢٩

الوجه الثالث: تفسير قوله تعالى: ( وإلاّ تغفر لي وترحمني ) ١٣٠

- ٣ - عصمة إبراهيم الخليل عليه‌السلام والمسائل الثلاث(١) ١٣٢

الآية الأُولى ١٣٣

الآية الثانية ١٣٥

جواب آخر عن السؤال ١٣٨

الآية الثالثة ١٣٩

جواب آخر عن الشبهة ١٤١

- ٤ - عصمة يوسف عليه‌السلام وقول الله: ( وهمّ بها ) يوسف الصدّيق هو الأُسوة ١٤٣

١- ما معنى الهم ؟ ١٤٧

٢ - ما هو جواب لولا ؟ ١٤٨

٣ - ما هو البرهان ؟ ١٥٠

٣١٨

٤ - دلالة الآية على عصمة يوسف عليه‌السلام ١٥١

أسئلة وأجوبة السؤال الأوّل: ١٥٣

السؤال الثاني: ١٥٤

السؤال الثالث: ١٥٥

السؤال الرابع: ١٥٦

المعنى الثاني للآية ١٥٧

المعنى الثالث للآية ١٥٩

- ٥ - عصمة موسى عليه‌السلام وقتل القبطي ومشاجرته أخاه ١٦١

ألف: عصمة موسى عليه‌السلام وقتل القبطي ١٦٢

ب - مشاجرته أخاه هارون عليه‌السلام ١٦٨

- ٦ - عصمة داود عليه‌السلام وقضاؤه في النعجة ١٧٣

١- توضيح المفردات ١٧٤

٢- إيضاح القصّة ١٧٥

٣ - هل الخصمان كانا من جنس البشر ؟ ١٧٦

٤ - كون الاستغفار لأجل ترك الأولى ١٧٧

- ٧ - عصمة سليمان عليه‌السلام ومسألة عرض الصافنات الجياد وطلب الملك ١٧٩

نقد التفسير المفروض على القرآن ١٨٣

الفتنة التي امتحن بها سليمان ١٨٧

- ٨ - عصمة أيّوب عليه‌السلام ومسّ الشيطان له بعذاب ١٩٣

تفسير قوله: ( مسّني الضر ) ١٩٥

تفسير قوله: ( مسّني الشيطان ) ١٩٦

- ٩ - عصمة يونس عليه‌السلام وذهابه مغضباً ٢٠٠

١ - لماذا كُشف العذاب عن قوم يونس دون غيرهم ؟ ٢٠٢

٢ - هل كان كشف العذاب تكذيباً لإيعاد يونس ؟ ٢٠٤

٣١٩

٣ - أسئلة ثلاثة حول عصمته ٢٠٦

الطائفة الثالثة عصمة النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما تمسّكت به المخطِّئة ٢١٠

أدلّة المخطِّئة ٢١٤

الأُولى: العصمة والخطابات الحادّة ٢١٥

الآية الثانية: العصمة والعفو والاعتراض ٢١٩

الآية الثالثة: العصمة والأمر بطلب المغفرة ٢٢٣

الآية الرابعة: العصمة وغفران الذنب ٢٢٦

١ - ما هو المراد من الفتح في الآية ؟ ٢٢٧

٢ - ما هو المراد من الذنب ؟ ٢٢٩

٣ - الغفران في اللغة ٢٣٠

٤ - الفتح لغاية مغفرة الذنب ٢٣١

الآية الخامسة: العصمة والتولّي عن الأعمى ٢٣٦

دين النبي الأكرم قبل البعثة ٢٤٢

١ - عبد المطلب وإيمانه ٢٤٣

٢ - شيخ الأباطح أبو طالب وإيمانه ٢٤٨

إيمانه بالله قبل البعثة ٢٤٩

إيمانه بعد البعثة ٢٥٢

إيمان والديّ النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٥٤

إيمان النبيّ الأكرم قبل البعثة ٢٦١

الشريعة التي كان يعمل بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٦٢

نظرة إجمالية على حياته ٢٦٤

نظرية التوقّف في تعبّده نظرية عمله بالشرائع السابقة ٢٦٧

الوجوه الأخيرة الثلاثة المتقاربة ٢٧١

حاله بعد البعثة ٢٧٣

٣٢٠