أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية

أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية0%

أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث والدراسات التخصّصية للشهيد الصدر (قدّس سره)
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 419

أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الصدر
الناشر: مركز الأبحاث والدراسات التخصّصية للشهيد الصدر (قدّس سره)
تصنيف: الصفحات: 419
المشاهدات: 122681
تحميل: 9162

توضيحات:

أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 122681 / تحميل: 9162
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية

أئمة أهل البيت ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث والدراسات التخصّصية للشهيد الصدر (قدّس سره)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بسم الله الرحمن الرحيم*

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على أفضل النبيّين وآله الطيّبين الطاهرين.

الظاهرة الجديدة في خطّ الإمامة:

اليوم نجتمع بمناسبة وفاة الإمام التاسع عليه الصلاة والسلام، الإمام الجواد الذي قدّر الله سبحانه وتعالى أن يكون نفس وجود هذا الإمام على خطّ حياة أهل البيتعليهم‌السلام دليلاً وبرهاناً على صحّة العقيدة التي نؤمن بها نحن بالنسبة إلى أهل البيت ( عليهم الصلاة والسلام )، لأنّ الظاهرة التي وجدت مع هذا الإمام، وهي ظاهرة تولّي الشخص للإمامة وهو بعد في سنّ الطفولة على أساس أنّ التأريخ يتّفق ويجمع على أنّ الإمام الجوادعليه‌السلام توفّي أبوه وعمره لا يزيد عن سبع سنين(١) ، ومعنى هذا أنّه تولّى زعامة الطائفة الشيعية روحياً ودينياً، وعلمياً

____________________

(*) ألقيت في ٢٩ من ذي القعدة الحرام سنة ١٣٨٨ ه-.

(١) تاريخ الأئمّة لابن أبي الثلج البغدادي: ١٢ و ١٣، وتاج المواليد للطبرسي: ١٢٨، =

٤٠١

وفكرياً، وهو لا يزيد عن سبع سنين.

افتراضات لتفسير الظاهرة:

هذه الظاهرة التي ظهرت لأوّل مرّةٍ في حياة الأئمّة في الإمام الجواد (عليه الصلاة والسلام)، لو درسنا بحساب الاحتمالات لوجدنا أنّها وحدها كافية للاقتناع بحقّانية هذا الخطّ الذي كان يمثّله الإمام الجواد عليه الصلاة والسلام، إذ كيف يمكن أن نفترض فرضاً آخراً غير فرض الإمامة الواقعية في شخصٍ لا يزيد عمره عن سبع سنين، ويتولّى زعامة هذه الطائفة في كلّ المجالات الروحية والفكرية والفقهية والدينية ؟

في هذا الموضوع لا مجال لافتراض أنّ الطائفة لم يتكشّف لديها بوضوح هذا الصبي؛ لأنّ زعامة الإمام في أهل البيتعليه‌السلام لم تكن زعامةً محوطةً بالشرطة، والجيش، واُبّهة المُلك، والسلطان الذي يحجب بين الزعيم ورعيّته، ولم تكن زعامة دعوةٍ سرّيةٍ من قبيل الدعوات الصوفية أو الفاطمية التي تحجب بين رأس الدعوة وبين قواعد هذه الدعوة لكي يفترض أنّ هذا الرأس كان محجوباً عن رعيّته مع إيمان الرعيّة به.

إمام أهل البيتعليهم‌السلام كان مكشوفاً أمام الطائفة، وكانت الطائفة بكلّ طبقاتها تتفاعل معه مباشرةً في مسائلها الدينية، وفي قضاياها الروحية والأخلاقية، والإمام الجواد (عليه الصلاة والسلام) نفسه أصرّ على المأمون

____________________

= وفي توضيح المقاصد للشيخ بهاء الدين العاملي: ٥٤١، كان مع أبيه ثماني سنين، وبحار الأنوار ٥٠: ٧، تاريخ الإمام الجوادعليه‌السلام ، الباب الأوّل، باب مولده ووفاتهعليه‌السلام ، الحديث ٨.

٤٠٢

حينما استقدمه إلى بغداد في أن يسمح له بالرجوع إلى المدينة، وسمح له بالرجوع إلى المدينة، ورجع إلى المدينة، وقضى بقيّة عمره أو أكثر عمره في المدينة(١) .

إذن قد قضى الإمام الجواد (عليه الصلاة والسلام) أكثر عمره، أو كلّ عمره وهو على المسرح، وهو مكشوف أمام المسلمين، أمام مختلف طبقات المسلمين بما فيهم الشيعة المؤمنون بزعامته وإمامته، فافتراض أنّه لم يكن الإمام الجوادعليه‌السلام مكشوفاً أمام المسلمين وأمام طائفته بالخصوص خلاف طبيعة العلاقة التي أنشئت منذ البداية بين أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام وقواعدهم الشعبية في المسلمين، خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك أنّ الإمام الجوادعليه‌السلام قد سلّطت عليه أضواء خاصّة من قبل الخليفة المأمون في القصّة التي تعرفونها.

يبقى افتراض آخر، وهو افتراض أنّ المستوى العلمي والفكري للطائفة وقتئذٍ كان يَعبُر عليه هذا الموضوع، كان بالإمكان على المستوى الفكري والعقلي والروحيّ للطائفة أن تصدّق هذه الطائفة بإمامة طفلٍ وهو ليس بإمام، هذا أيضاً ممّا يكذّبه الواقع التأريخي لهذه الطائفة وما وصلت إليه من مستوى علميّ وفقهي، فإنّ هذه الطائفة قد خلّفها الإمام الباقر والإمام الصادقعليهما‌السلام وفيها أكبر مدرسةٍ للفكر الإسلامي في العالم الإسلامي على الإطلاق. المدرسة التي كانت تتكوّن من الجيلين المتعاقبين: جيل تلامذة الإمام الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وجيل تلامذة تلامذة الإمام الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، هذان الجيلان كانا على رأس هذه الطائفة في ميادين الفقه والتفسير والكلام والحديث والأخلاق، وكلّ

____________________

(١) المستجاد من الإرشاد للمفيد: ٤٥٨ - ٤٥٩، وتاج المواليد للطبرسي: ١٢٩، من المجموعة النفيسة.

٤٠٣

جوانب المعرفة الإسلامية.

إذن فليس من الممكن أن نفترض أنّ المستوى الفكري والعلمي لهذه الطائفة كان يَعْبُر عليه مثل هذا، لا يمكن أن يعبُر على طائفةٍ فيها هذه المدرسة التي كانت هي قبلة الفكر الإسلامي في كلّ ميادين المعرفة، أن يعبر عليها مثل هذا التصوّر وتتصوّر أنّ شخصاً طفلاً هو إمام وهو ليس بإمام.

إن أمكن لشخصٍ أن يتصوّر أنّ رجلاً عالماً كبيراً محيطاً مطّلعاً بلغ الخمسين أو الستّين يستطيع أن يقنع مجموعةً من الناس بإمامته وهو ليس بإمام، لأنّه يتّصف بدرجةٍ كبيرةٍ من العلم والمعرفة والذكاء والاطّلاع، فليس بالإمكان أن نفترض ذلك في شخصٍ لم يبلغ العاشرة من عمره. وكيف يستطيع أن يقنع بإمامته كذباً طائفةً وهو مكشوف أمامها ؟ وهذه الطائفة تشتمل على مدرسةٍ فكريةٍ من أضخم المدارس الفكرية التي وجدت في العالم الإسلامي يومئذٍ، مدرسة كان يوجد بعض قطّاعها في الكوفة، وبعض قطّاعها في قم وبعض قطاعاتها في المدينة، هذه المدرسة التي كانت موزّعةً في حواضر العالم الإسلامي، والتي كانت كلّها على صلةٍ مباشرةٍ بالإمام الجوادعليه‌السلام تستفتيه وتسأله، وتنقل إليه الأموال من مختلف الأطراف من شيعته(١) ، مثل هذه المدرسة لا يمكن أن نتصوّر فيها أن تغفل عن حقيقة طفل لا يكون إماماً.

يبقى افتراض آخر، وهو: أنّ الطائفة لم يكن عندها مفهوم الإمام والإمامة، كانت تتصوّر أنّ الإمامة مجرّد تسلسلٍ نسبيٍّ ووراثيٍّ ولم تكن تعرف ما هو الإمام ؟ وما هي قيمة الإمام ؟ وما هي شروط الإمام ؟ هذا الافتراض أيضاً يكذّبه

____________________

(١) راجع: بحار الأنوار ٥٠: ٨٥ - ١٠٩، الباب ٣ و ٤ و ٥ من حياة الإمام الجوادعليه‌السلام .

٤٠٤

واقع التراث المتواتر المستفيض من أمير المؤمنين إلى الإمام الرضا ( عليهما الصلاة والسلام ) عن شروط الإمام، ومحصول الإمام، وعلامات الإمام.

التشيّع قام بصورةٍ أساسيةٍ على المفهوم الإلهي المعمّق للإمامة، هذا هو أوضح وأبده وأوّل مفهومٍ من مفاهيم التشيّع، وهو: أنّ الإمام إنسان فذّ فريد في معارفه وأخلاقه وقوله وعمله، هذا هو المفهوم الأساسي للتشيّع الذي بشّرت به آلاف النصوص من عهد أمير المؤمنين ( عليه الصلاة والسلام ) إلى عهد الإمام الرضا ( عليه الصلاة والسلام )، كلّ الخصوصيات وكلّ التفاصيل أصبحت بالتدريج واضحةً في ارتكاز الطائفة وذهنيّتها حتّى بعض التفاصيل الثانوية.

يقول الراوي في مناسبة قصّة الإمام الجواد ( عليه الصلاة والسلام ):

دخلت المدينة بعد وفاة الرضا أسأل عن الخليفة بعد الإمام الرضاعليه‌السلام ، فقيل: إنّ الخليفة في قريةٍ قريبةٍ من المدينة، فخرجت إلى تلك القرية، ودخلت داخل القرية وكأنّ فيها بيت للإمام موسى بن جعفرعليهما‌السلام انتقل بالوراثة إلى أولاده وأحفاده، يقول: فرأيت البيت غاصّاً بالناس، ورأيت أحد إخوة الإمام الرضاعليه‌السلام كان جالساً يتصّدر المجلس، إلاّ إنّ الناس يقولون فيما بينهم: إنّ هذا ليس هو الإمام بعد الإمام الرضا؛ لأنّنا سمعنا من الأئمّةعليهم‌السلام أنّ الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن الحسين(١) . كلّ التفاصيل وكلّ الخصوصيات النسبية والمعنوية كانت واضحةً ومحدّدةً عندهم، إذن فهذا الافتراض أيضاً يكذّبه واقع التراث المتواتر الثابت عن الأئمّة السابقين عليهم الصلاة والسلام.

يبقى افتراض أخير، وهو أن يكون هذا تبانياً على الزور والباطل

____________________

(١) بحار الأنوار ٢٥: ٢٥٠ - ٢٥١، كتاب الإمامة، الباب ٨.

٤٠٥

من قبل هذه الطائفة، وهذا أيضاً ممّا لا يكذّبه إيماننا الشخصي فقط بورع هذه الطائفة وقدسيّتها، وإنّما يكذّبه - إضافةً إلى إيماننا الشخصي بذلك - الظرف الموضوعي لهذه الطائفة، لم يكن التشيّع في يومٍ من الأيام في حياة هذه الطائفة طريقاً إلى الأمجاد، إلى المال، إلى الجاه، إلى السلطان، إلى المقامات العالية.

التشيّع طيلة هذه المدّة كان طريقاً إلى التعذيب، إلى السجون، إلى الحرمان، إلى الويل، إلى الدمار. كان طريقاً إلى أن يعيش الإنسان حياة الخوف والذلّ والتقيّة في كلّ حركاته وسكناته، لم يكن التشيّع في يومٍ من الأيام طريقاً إلى مالٍ، أو جاهٍ، أو ثراءٍ حتّى يكون هذا التباني من قبل هذه الطائفة على ذلك في سبيل مطمع، لماذا يتبانى عقلاء هذه الطائفة ووجهاؤها وعلماؤها على إمامةٍ باطلةٍ، مع أنّ تباينهم على هذه الإمامة الباطلة يكلّفهم كثيراً من ألوان الحرمان ؟ ولو أنّ هؤلاء الوجهاء والعلماء والأعلام تركوا هذه الطريقة واتّبعوا الطريق الرسمي المكشوف وقتئذٍ المتّبع من قبل سائر المسلمين لكانوا في طليعة سائر المسلمين، فالظروف الموضوعية للطائفة كانت بنفسها تشهد على أنّ هذا التباني على إمامةٍ يكلّفهم الاعتقاد بها ألوان العذاب، وألوان الحرمان لا يمكن أن يكون ناشئاً إلاّ عن اعتقادٍ حقٍّ بهذه الإمامة.

إذن فكل هذه الافتراضات الأخرى لا يمكن أن تكون مقبولةً عند أيّ إنسانٍ يطّلع على تأريخ الطائفة، وتأريخ الإسلام وقتئذٍ، وعلى الظروف الموضوعية التي تكتنف إمامة الجوادعليه‌السلام ، ولا يبقى إلاّ الفرض الوحيد المطابق للواقع، وهو: أن يكون الإمام الجواد إماماً حقّاً.

نحن اليوم نجتمع بمناسبة هذا الإمام عليه الصلاة والسلام، فأردت أن أذكر هذا بمناسبة كون اليوم يوم الإمام الجواد (عليه الصلاة والسلام).

٤٠٦

ثمّ ننتقل إلى حديثنا المتسلسل عن الأئمّةعليهم‌السلام من حيث انتهينا.

المواقف والخيارات أمام الحسينعليه‌السلام :

نحن كنّا نتكلّم عن الإمام الحسينعليه‌السلام ، الإمام الحسينعليه‌السلام كان أمامه عدّة مواقف عمليّة، كان بإمكانه أن يتّخذ أيّ واحدٍ منها بعد أن هلك معاوية وبويع يزيد وطلب منه أن يبايع يزيد بن معاوية:

الموقف الأوّل : هو أن يبايع يزيد بن معاوية كما بايع أمير المؤمنينعليه‌السلام أبا بكر وعمر وعثمان.

الموقف الثاني : أن يرفض بيعة يزيد بن معاوية لكن يبقى في مكّة أو في المدينة في أحد الحرمين: في حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو في حرم الله، ينتقل إلى مكّة ويبقى هناك مستجيراً بحرم الله تعالى حتّى يقضي الله بما هو قاضٍ.

الموقف الثالث : هو أن يلجأ إلى أحد أطراف العالم الإسلامي، يلجأ إلى بلدٍ من بلاد العالم الإسلامي كما اقترح عليه أخوه محمّد بن الحنفيّة، قال: اذهب إلى اليمن، أو إلى ثغرٍ آخر من ثغور المسلمين(١) . يذهب إلى اليمن أو إلى ثغرٍ آخر من ثغور المسلمين ويكوّن هناك جماعةً له ومجتمعاً، وينفصل عن المجتمع الأكبر الذي يضمّ سائر بلاد المسلمين، حتّى إذا استطاع أن يحكم أمره حاول أن يتقدّم ويضمّ بقيّة البلاد إلى بلده.

الموقف الرابع : هو أن يرفض، وأن يتحرّك، وأن يذهب إلى الكوفة مستجيباً للرسائل التي وردته من أهل الكوفة، ثمّ يقتل ويستشهد بالطريقة التي وقعت.

____________________

(١) انظر: وقعة الطفّ: ٨٣ - ٨٥، وفي الصفحة ١٥٠ كلام ابن عبّاس وموقفه مع الحسينعليه‌السلام .

٤٠٧

هذه هي المواقف الأربعة التي كانت بالإمكان للإمام الحسينعليه‌السلام أن يختار أي واحدٍ منها.

الموقف السديد وعلاج الأمّة:

وكان اختياره للموقف الرابع من هذه المواقف الأربعة قائماً على أساس إدراكه لطبيعة الظروف التي يعيشها، فقد كانت هناك عدّة نقاطٍ دخلت في تكوين موقفه، أيّ أنّه كان يقف موقفاً يعالج به عدّة أقسامٍ من أفراد الأمّة الإسلامية:

القسم الأوّل كان يشكّل جزءاً كبيراً من الأُمّة، فإنّ جزءاً كبيراً من الأُمّة كان قد فقد خلال عهد معاوية بن أبي سفيان - كما قلنا فيما سبق - إرادته وقدرته على مواجهة الوضع القائم وقتئذٍ، وكان قد استشعر الذلّ والاستكانة والتبعيّة في نفس الوقت الذي هو يشعر بأنّ خسارةً كبيرةً تحيق بالأُمّة الإسلامية، هي خسارة تحويل الخلافة إلى كسروية وهرقلية، في نفس هذا الوقت لم يكن يقدر على أن يتحرّك؛ لأنّ يده ولسانه كان ملك شهواته ولم يكن ملك عقله وقلبه وعقيدته، هذا القسم الذي عبّر عنه الفرزدق في كلامه مع الإمام الحسينعليه‌السلام حينما قال:سيوفهم عليك وقلوبهم معك (١) ، فهم يؤمنون بأنّ الإسلام يُنتهك على أيدي بني أُميّة ولكنّهم لا يستطيعون أن يتحرّكوا، فيتحرّكون إلى جانب بني أُميّة ويحملون السيوف على الإمام الحسينعليه‌السلام .

القسم الآخر : في الأُمّة ( وطبعاً أنا حينما اُقسّم لا أقصد من ذلك التقسيم الحدّي بحيث لا ينطبق قسمان منهما على فردٍ واحدٍ، فهناك عناوين أربعة ،

____________________

(١) وقعة الطفّ: ١٥٨.

٤٠٨

ويمكن أن يتصادق عنوانان من هذه العناوين على فردٍ أو أفراد في الأُمّة الإسلامية ) الذي يمكن أن يشمل عدداً كبيراً أيضاً ممّن سمّيناهم القسم الأوّل هو ذاك القسم الذي هان عليه الإسلام، لا هانت عليه نفسه، بل هان عليه نفس الإسلام والرسالة فلم يعد يهتمّ بالرسالة بقدر اهتمامه بمصالحه الشخصية، تضاءلت أمامه الرسالة وكبر أمامه وجوده ومصلحته واعتباراته ودراهمه.

هذا القسم فرقه عن القسم الأوّل: أنّ القسم الأوّل كان يشعر بالمصيبة لكن لم يستطع الحلّ، من قبيل المدخّن الذي يشعر بأنّ الدخان ضرر عليه لكنّه لا يستطيع أن يتركه. وأمّا القسم الثاني من قبيل المدخّن الذي لا يعرف أنّ الدخان يضرّه.

القسم الثالث : هو قسم من أفراد الأُمّة المغفّلين الذين كان بالإمكان أن تنطلي عليهم حيلة بني أُميّة لو سكت صحابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأجمعوا على السكوت عن تحويل الخلافة إلى كسروية وقيصرية. الخلافة منذ توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انحرفت عن خطّها المستقيم، لكن بقي مفهوم الخلافة هو الخلافة، غاية ما في الأمر اغتصب هذا المفهوم أبو بكر واغتصبه عمر واغتصبه عثمان، إلاّ أن مفهوم الخلافة لم يطرأ عليه تغيير أساسي، بينما في عهد معاوية بن أبي سفيان طرأ على نفس المفهوم ( بقطع النظر عن الشخص الذي يتقمّص هذا الثوب وأنّه محقّ أو معتدٍ ) تغيّر أساسي، ولم تعد الخلافة حكماً للأمّة، وإنّما هي كسروية وقيصرية بلغة صَحابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما كانوا يقولون: إنّ معاوية حوّل الخلافة إلى حكم كسروي وقيصري(١) ، هذا التحويل أدّى إلى تحويلٍ في المفهوم بهذه الدرجة

____________________

(١) راجع: مروج الذهب ٣: ٢٨، وتاريخ الخلفاء: ٢٠٣.

٤٠٩

الخطيرة الذي كان يمارسه معاوية، وكان يحاول أن يلبسه الثوب الشرعي لو أنّه تمّ هذا التحويل دون مجابهةٍ من قبل الصحابة، ومع سكوتٍ من قبلهم لأمكن أن تنطلي حيلة معاوية على كثيرٍ من السذّج والبسطاء وأنصاف البسطاء الذين يقولون بأنّ هذا التحويل شرعي بدليل إمضاء الصحابة لذلك.

وهناك قسم رابع، أو بالإمكان أن نفترض قسماً رابعاً يرتبط بمسألة تنازل الإمام الحسينعليه‌السلام ، فإنّ تنازل الإمام الحسينعليه‌السلام عن المعركة مع معاوية وإعلانه الهدنة مع معاوية، الذي قد شرحنا سابقاً ظرفه ومبرّراته، وعرفنا أنّه هو الأسلوب الوحيد الذي كان يحتّمه على الإمام الحسنعليه‌السلام موقفه ومركزه كزعيمٍ للطائفة وكأمينٍ على الإسلام والمسلمين، لكنّ هذا الواقع لم يكن في أكبر الظنّ مكشوفاً بالدرجة الكافية الواضحة إلاّ داخل دائرة الجماهير الكبرى في العالم الإسلامي، التي كانت تعيش المأساة عن قربٍ من قبيل الكوفة أو من قبيل بلاد العراق بشكلٍ عام، التي كان بيدها خيوط الحكم في العالم الإسلامي. وأمّا ذاك الإنسان الواقع في آخر حدود العالم الإسلامي في أقاصي خراسان - مثلاً - ولم يكن يعيش المحنة يوماً بعد يوم، ولم يكن يكتوي بالنار التي اكتوى بها الإمام الحسينعليه‌السلام في الكوفة من قواعده وشيعته وطائفته وأعدائه، وإنّما تجيئه الأخبار عبر المسافة ما بين الكوفة وأطراف خراسان مثلاً، ذاك الإنسان لم يعرف بشكلٍ واضحٍ شيئاً محدّداً عن هذا التنازل، وأنّ هذا اعتراف بشرعيّة الأُطروحة الأمويّة، أو هو تصرّف اقتضته الضرورة والظروف الموضوعيّة التي كان يعيشها الإمام الحسنعليه‌السلام ؟

فكان لا بدّ للإمام الحسينعليه‌السلام أن يختار موقفاً يعالج فيه هذه الأقسام الأربعة من الأُمّة الإسلاميّة.

٤١٠

كان لا بدّ وأن يختار الموقف الذي يستطيع به أن يرجع للقسم الأوّل إرادتهم التي فقدوها بالتميّع الأموي.

وأن يختار الموقف الذي يحاول به أن يرجع إلى القسم الثاني إيمانهم بالرسالة وشعورهم بأهميّة الإسلام.

وأن يختار الموقف الذي يحاول فيه أن لا يجعل هناك دليلاً لمعاوية على شرعيّة تحويل الخلافة إلى كسروية وقيصرية، وذلك عن طريق معارضة الصحابة والتابعين المتمثّلة فيه وفي البقيّة الباقية من الصحابة.

وأن يختار الموقف الذي يشرح فيه حتماً لمن كان بعيداً عن الأحداث أنّ تنازل الإمام الحسنعليه‌السلام لم يكن معناه أنّ أهل البيتعليهم‌السلام أمضوا عملية التحويل، وأنّهم باركوا آمرية معاوية، وحكم معاوية، وأُطروحة معاوية، وإنّما كان موقفاً تحكمه الظروف الموضوعية وقتئذٍ.

كان لا بدّ له أن يختار الموقف الذي يشرح فيه كلّ هذا، ويردّ فيه على كلّ هذا، ويعالج هؤلاء الأقسام الأربعة من الأمة الإسلامية، ولم يكن بإمكان أيّ موقفٍ أن يحقّق كلّ هذا إلاّ الموقف الأخير.

مناقشة المواقف:

الموقف الأوّل : هو أن يبايع يزيد بن معاوية كما بايع أمير المؤمنينعليه‌السلام أبا بكر وعمر وعثمان، مع أنّهم لا يستحقّون الخلافة، هذا لم يكن بالإمكان أن يحقّق أيّ مكسبٍ على مستوى هؤلاء الأقسام الأربعة، ولم تكن قصّة يزيد قصّة أبي بكر وعمر وعثمان؛ لأنّ التحويل هنا كان تحويلاً على مستوى المفهوم، كان المفهوم يتحوّل، لا أنّ مجرّد الشخص يتحوّل، وهذه العمليّة - عمليّة التحويل

٤١١

المفهومي - التي أصبحت هي الأساس بعد هذا لتأريخ المسلمين لم يكن بالإمكان أن تمضي دون أن يقف الصحابة الممثّلون لرسول الله وأهل البيتعليهم‌السلام الذين هم القادة الحقيقيون للصحابة الموقف الديني الواضح المحدّد من عملية التحويل هذه.

الموقف الثاني : أن يظلّ الإمام الحسينعليه‌السلام في المدينة أو في مكّة ويرفض البيعة، حينما يرفض البيعة يبيّن بذلك شجبه لعملية التحويل، ولكنّه يظلّ باقياً في مكّة أو المدينة حتّى يقضي الله بما هو قاضٍ، والإمام الحسينعليه‌السلام نفسه كان يؤكّد، والظروف الموضوعيّة كلّها كانت تشهد على طبق تأكيده - بقطع النظر عن إمامته وعصمته - أنّه لو بقي في المدينة أو في مكّة لقتل من قبل بني أُميّة.

إنّ بني أُميّة لا يدعونه حتّى يقتلوه ويغتالوه ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة(١) ، وهذا القتل الضائع لم يكن يحقّق ذلك المكسب الذي يريده على مستوى هذه الأقسام الأربعة.

صحيح أنّه يُقتل في سبيل امتناعه عن مبايعة يزيد بن معاوية لكن أين هذا من ذاك القتل الذي استطاع أن يحرّك البقيّة الباقية من عواطف المسلمين تجاه نبيّهم ورسالتهم وقرآنهم ؟!

الناس حينما يفتقدون إيمانهم بالدين أو إيمانهم بأيّ عقيدةٍ تبقى عندهم مجموعة من العواطف بعد انطفاء العقيدة، ولكي يمكن إرجاعهم إلى تلك العقيدة لا بدّ من تحريك هذه العواطف، وهذه العواطف لم يكن بالإمكان تحريكها في قتلٍ عابرٍ سهلٍ من هذا القبيل، وإنّما كان لا بدّ لكي تتحرّك هذه العواطف من أن تحشّد كلّ المثيرات، وكلّ المحرّكات، وكلّ المنبّهات لهذه العواطف إلى درجة

____________________

(١) راجع: مقتل الحسين للمقرّم: ١٩٨.

٤١٢

أنّ عمر بن سعد بنفسه يبكي ويُصدر الأوامر بالسبي والنهب في تركة الإمام الحسينعليه‌السلام .

الموقف الثالث : أن يذهب إلى ثغرٍ من ثغور المسلمين، يذهب إلى اليمن - مثلاً - وله شيعة في اليمن على ما شهد أخوه محمّد بن الحنفيّة ويبقى هناك، ولعلّ هذا كان أنفع أو أسلم على الخطّ القصير؛ لأنّه يمكنه في اليمن أن يعتصم من يزيد بن معاوية إلى برهةٍ من الزمن، ولكنّه سوف لن يحقّق بذلك المكسب المقصود؛ لأنّه بهذا سوف ينعزل ويحيط نفسه بإطارٍ مغلق، بينما مسرح الأحداث وقتئذٍ كان هو الشام والعراق والمدينة ومكّة في كلّ العالم الإسلامي.

كان لا بدّ أن يباشر عمليّته على مسرح الأحداث حتّى يمكن لهذه العملية أن تنعكس على كلّ العالم الإسلامي، ويمكن لهذه العلمية أن تؤثّر تربويّاً وروحياً وأخلاقياً ودينياً في كلّ العالم الإسلامي.

ولماذا يذهب إلى زاويةٍ من الزوايا فيعيش هناك ؟ لأجل أن يُنشئ مجتمعاً إسلامياً ؟! هذا هو الشيء الذي لم يكن بالإمكان على عهد أبيهعليه‌السلام في الكوفة التي كان فيها عدد كبير من البقية الصالحة من الصحابة والتابعين، كانت الظروف الموضوعية لا تسمح بذلك في الكوفة لعليّعليه‌السلام فكيف تسمح بذلك للحسينعليه‌السلام في اليمن، أو يذهب لليمن لكي يمدّد عمره برهة أطول سنّاً ؟! هذا لا يتّفق مع مقصودهعليه‌السلام ، هو يريد أن يعيش على مسرح الأحداث لكي يستطيع بذلك أن يساهم في التغيير الذهني والروحي والنفسي للأمّة الإسلامية؛ ولهذا كان لا بدّ لهعليه‌السلام أن يختار الموقف الرابع الذي استطاع به أن يهزّ ضمير الأُمّة من ناحية. وأن يشعر الأُمّة من ناحيةٍ أخرى بأهميّة الإسلام وكرامة هذا الدين الذي

٤١٣

ضحّى هو - صلوات الله عليه - بنفسه وبالصفوة من أولاده وأهله وكلّ كراماته واعتباراته في سبيله.

واستطاع من ناحيةٍ ثالثةٍ أن يدفع عملية التحويل، تحويل الخلافة إلى كسرويةٍ وقيصريةٍ بدليلٍ على البطلان لا يمكن أن ينطفئ إلى يوم القيامة(١) .

ومن ناحية رابعةٍ أوضح لكلّ المسلمين مفهوم التنازل عند الإمام الحسنعليه‌السلام ، وأنّ تنازل الإمام الحسنعليه‌السلام لم يكن إمضاءً، وإنمّا كان أسلوبا تمهيدياً لموقف الإمام الحسينعليه‌السلام .

اللهمّ اكتبنا مع شيعته، واحشرنا معه ومع المتولّين له بجاه محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.

____________________

(١) كذا في الأصل.

٤١٤

الفهرس

أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية الشهيد محمد باقر الصدر قدس‌سره ١

أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية محاضرات سماحة آية العظمى الإمام الشهيد محمد باقر الصدر قدس‌سره المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر قدس‌سره ٤

كلمة المؤتمر: ٧

النبوة الخاتمة ١٥

أسباب التجديد والتغيير في النبوّة: ١٨

ملامح فكرة التطوّر: ٢٤

فكرة موجزة عن الوحي ٣٣

انقطاع الوحي: ٣٥

الاتجاه الشمولي في دراسة حياة الأئمّة عليهم‌السلام ٥١

النظرة الكّليّة والتجزيئيّة لحياة الأئمّة عليهم‌السلام : ٥٣

الدور المشترك للأئمّة عليهم‌السلام : ٥٦

الأئمّة عليهم‌السلام ومسألة تسلّم الحكم: ٦٣

الأُمّة الإسلاميّة: طاقة حراريّة أم وعي مستنير ؟ ٦٧

الفرق بين الوعي والطاقة الحراريّة: ٧٠

الأُمّة الإسلامية كانت تحمل الطاقة الحراريّة لا الوعي المستنير: ٧٢

لماذا لم تُستأصل الرواسب الجاهليّة في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ٧٧

صراع الأئمّة عليهم‌السلام مع الانحراف والخلفاء المنحرفين: ٨٥

بداية الانحراف ٩٣

٤١٥

دور الأئمّة عليه‌السلام في صيانة التجربة الإسلامية: ٩٥

مخلّفات انحراف القيادة: ١٠١

عدم كفاءة قيادة التجربة الإسلاميّة: ١٠٣

موقف الإمام علي عليه‌السلام السياسي بعد تسلّمه زمام الحكم ١١٣

الإمام علي عليه‌السلام أمل الإسلام والأمّة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله : ١١٥

أسباب رفض الإمام عليه‌السلام المساومات: ١١٩

هل كان عليّ عليه‌السلام أسعد إنسانٍ في آخر لحظةٍ من حياته ؟ ١٢٧

موقف الإمام علي عليه‌السلام السياسي بعد تسلّمه زمام الحكم ١٣٣

حرْص الإمام عليه‌السلام على الصيغة الإسلامية للحياة: ١٣٥

الصعوبة التي واجهها الإمام علي عليه‌السلام بعد البيعة ١٤٩

الخليفة هو القيّم والأمين على الرسالة: رفض الإمام عليّ عليه‌السلام الخلافة أوّل الأمر: ١٥١

انشقاق معاوية: ١٥٢

الفوارق بين وضع الإمام عليٍّ عليه‌السلام ومعاوية: ١٥٣

ذهنيّة المسلمين ونظرتهم إلى الخلاف: ١٥٩

تذرّع معاوية بشعار دم عثمان: ١٦٢

كيف تمّ التشكيك في الإمام عليّ عليه‌السلام : ١٦٣

الامتحان العصيب: ١٦٥

انحراف التجربة الإسلامية وتخطيط الأئمة عليهم‌السلام لمواجهة الانحراف ١٦٧

القائد يجب أن يكون معصوماً: ١٦٩

تخطيط الأئمّة عليهم‌السلام لمواجهة الانحراف: ١٧٦

بعض موانع تزعّم عليّ عليه‌السلام : ١٨١

بداية الانحراف ودور علي عليه‌السلام في مواجهته ١٨٧

انهيار الأُمّة بانحراف القيادة: ١٨٩

موقف الأئمّة عليهم‌السلام من انحراف الزعامة وانهيار التجربة والأُمّة: ١٩١

٤١٦

ماذا واجهت عمليّة التصحيح ؟ ١٩٣

معالجة العامل الكمّي: ٢٠٢

المرحلة الأولى من حياة الأئمّة عليهم‌السلام ٢٠٩

مراحل تاريخ الأئمّة عليهم‌السلام : ٢١١

التربية الإسلاميّة: ٢١٩

عناصر التجربة الإسلاميّة وآثار انهدامها: ٢٢٢

ماذا يعني انحراف الحاكم ؟ ٢٢٥

مواجهة أئمّة المرحلة الأولى للانحراف ٢٢٧

الإمام السجّاد عليه‌السلام ومواجهة قمّة الانحراف: ٢٢٩

ظروف خلافة الإمام الحسن عليه‌السلام : ٢٤١

المقارنة بين عصرنا وعصر سيّد الشهداء عليه‌السلام : ٢٤٨

خلافة الإمام الحسن عليه‌السلام وظروفها ٢٥١

بذرة الشكّ: ٢٥٣

ظروف بيعة الإمام الحسن عليه‌السلام : ٢٦٢

خروج معاوية لقتال الإمام عليه‌السلام : ٢٦٥

الخيانات والتراجعات في جيش الإمام عليه‌السلام : ٢٦٦

ضرورة انحسار الإمام عن المعركة: ٢٦٩

خلافة الإمام الحسن عليه‌السلام وظروفها ٢٧١

طريقان بين يدي الإمام الحسن عليه‌السلام : ٢٧٣

هل قدّر على كلّ نظريّة صالحة أن تفقد قواعدها الشعبيّة بعد التطبيق ؟ ٢٧٧

لماذا لم يختر الإمام الحسن عليه‌السلام طريق الجهاد ؟ ٢٧٩

طمس معالم النظرية الإسلاميّة وتمييع الأُمّة وموقف الإمام الحسين عليه‌السلام من ذلك ٢٩٥

أقسام الحكم: ٢٩٧

انسحاب خطّ الإمام عليّ عليه‌السلام مؤقّتاً عن الميدان: ٣٠٣

٤١٧

خطّة معاوية لتثبيت حكمه: ٣٠٤

مظاهر موت الضمير وفقدان الإرادة: ٣٠٩

هزّ الضمير وإحياء الإرادة: ٣١١

التخطيط الحسيني لتغيير أخلاقيّة الهزيمة ٣١٩

مشاهد موت الإرادة في المجتمع الحسيني: ٣٢٢

التحوّل من أخلاقيّة الهزيمة إلى أخلاقيّة الإرادة ٣٣٩

الإمام الحسين عليه‌السلام بين أخلاقيتين: ٣٤١

دقّة التحرّك في عمليّة التحويل: ٣٤٤

الإمام الحسين عليه‌السلام يخطّط لعمليّة التحويل: ٣٤٥

شعارات الإمام الحسين عليه‌السلام في تبرير مخطّطه: ٣٤٦

أساليب كسب أخلاقيّة الهزيمة: ٣٥٠

الدرس الذي نستفيده من التخطيط الحسيني: ٣٥٦

دروس من تاريخ حياة الإمام الباقر عليه‌السلام ٣٥٩

البحث في حياة الإمام الباقر عليه‌السلام ، الإمام الخامس، محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الدور الأوّل من حياة الأئمّة عليهم‌السلام : ٣٦١

الدور الثاني من حياة الأئمّة عليهم‌السلام : ٣٦٢

الدور الثالث من حياة الأئمّة عليه‌السلام : ٣٦٣

الإمام الباقر عليه‌السلام في مطلع الدور الثاني: ٣٦٤

منزلة الإمام الباقر عليه‌السلام في نفوس الأُمّة: ٣٦٥

مسئوليات الإمام الباقر عليه‌السلام : ٣٦٧

العقبات التي كان يواجهها الإمام الباقر عليه‌السلام من الخارج: ٣٧٠

تقيّة الأئمّة عليهم‌السلام من ذهنيّة الرأي العامّ: ٣٧٢

الإمام الباقر عليه‌السلام أمام طريقين: ٣٧٣

العقبة التي كان يواجهها الإمام الباقر عليه‌السلام من الداخل: ٣٧٥

٤١٨

الإمام الرضا عليه‌السلام المنعطف التاريخي في حياة الأئمّة عليهم‌السلام ٣٧٩

مراحل حياة الأئمّة عليهم‌السلام : ٣٨١

الحركات الثورية في عصر الإمام الرضا عليه‌السلام : ٣٨٤

اتّساع القواعد الشعبية للإمام الرضا عليه‌السلام : ٣٨٦

الإمام الرضا عليه‌السلام وقيادة الأُمّة: ٣٨٧

تقويم المرحلة السياسية في عصر الإمام الرضا عليه‌السلام : ٣٩٠

الدوافع الحقيقية للمأمون في تنصيبه الإمام وليّاً للعهد: ٣٩٣

الإمامة المبكّرة ٣٩٩

افتراضات لتفسير الظاهرة: ٤٠٢

المواقف والخيارات أمام الحسين عليه‌السلام : ٤٠٧

الموقف السديد وعلاج الأمّة: ٤٠٨

مناقشة المواقف: ٤١١

الفهرس ٤١٥

٤١٩