فرائد السمطين الجزء ٢

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 369

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
تصنيف: الصفحات: 369
المشاهدات: 94549
تحميل: 9014


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94549 / تحميل: 9014
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

[في حشر الأنبياء راكباً، وحشر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على البُراق، وبعث صالح النبيّ على ناقته، وبعث الحسن والحسين (عليهما السلام) على ناقة رسول الله، وبعث بلال على ناقةٍ من نوق الجنَّة].

٤١١ - أخبرنا الشيخ الإمام البارع إمام الدين أبو الخير عبد الله ابن أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي إجازةً - في شهر رجب سنة خمس وستّين وستّمئة - قال: أخبرنا والدي موفّق الدين أبو الفتوح، وعمّي مخلص الدين أبو عبد الله محمد بن أبي أحمد [ابن] معمر، قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ريذة الإصبهاني، قال: أخبرنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطير اللخمي الطبراني (رحمه الله)(١) ، قال: حدّثنا هاشم بن يونس القصّار المصري، قال: حدّثنا أبو صالح [عبد الله] بن عبد الله بن صالح، حدّثنا يحيى بن أيّوب، عن ابن جُريج(٢) ، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):يُحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا

____________________

(١) رواه الطبراني في ترجمة هاشم بن يونس القصّار في حرف الهاء من المعجم الصغير: ج٢ ص١٢٦ وكان في أصليَّ معاً تصحيفات صحّحناها عليه، ما بين المعقوفات أيضاً مأخوذ منه.

ورواه أيضاً الطبراني في الحديث: (١٠١) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١ / الورق ١٢٥ / أ / وفي: ط١: ج٣ ص... ولكن لا يحضرني الآن.

(٢) هذا هو الصواب الموافق للمعجم الصغير وتاريخ بغداد، وفي نسخة طهران (حسين بن أيّوب، عن أبي جريج...). وفي نسخة السيد علي نقي أيض: (عن أبي حريخ...).

١٠١

من قبورهم المحشر (١) ، ويُبعث صالح (عليه السلام) على ناقته، ويُبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء، وأُبعث على البراق: خطوها عند أقصى طرفها، ويبعث بلال على ناقةٍ من نوق الجنّة فينادي بالأذان محضاً، وبالشهادة حقّاً حقّاً، حتى إذا قال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله؛ شهد له المؤمنون من الأوّلين والآخرين، فقُبلت ممّن قبلت ورُدّت على مَن رُدّت (٢) .

____________________

(١) كذا في كلي أصليّ، ورواه الخطيب تحت الرقم: (.....) من تاريخ بغداد: ج٣ ص١٤١، وفيه: (كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر...).

(٢) ثمّ قال الطبراني في المعجم الصغير: لم يروه عن ابن جريج إلاّ يحيى بن أيّوب، تفرّد به أبو صالح، ولا يُروى عن أبي هريرة إلاّ بهذا الإسناد.

أقول: كان على الطبراني أن يقيّد الكلام ولا يأتي بالنفي المطلق؛ لأنّه لم يُحِط خُبراً بجميع ما عند معاصريه من الأحاديث؛ إذ لم يلتق بكثيرٍ منهم، والذي لاقاهم أيضاً لعلّهم لم يبذلوا له جميع ما كان عندهم، وهكذا لم يتمكّن الطبراني من الإطّلاع على جميع كتب المحدّثين وقراءته حتى يسوغ له أن يقول - بحسب عدم نقل معاصريه له، وعدم وجدانه في جميع كتب السلف - إنّه لم يروه إلاّ فلان، أو تفرّد به فلان.

وممّا يؤيّد ما ذكرناه هنا: ما رواه الحاكم باختصار في باب مناقب فاطمة (صلوات الله عليها) من المستدرك: ج٣ ص١٥٢، قال:

أخبرنا أحمد بن بالويه العقصي من أصل كتابه، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو مسلم قائد الأعمش، حدثنا الأعمش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (تُبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، ويبعث صالح على ناقته، وأُبعثُ على البراق خطوها عند أقصى طرفها، وتُبعث فاطمة أمامي).

وقد علّقنا هذا على الحديث: (٨٣٨) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج٢ ص٣٣٦ فراجعه وبقيّة تعليقاته.

١٠٢

الباب الثالث والعشرون

[في حديث أسماء بنت عميس في مجيء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بيت فاطمة عندما ولدت الحسن والحسين وأذانه في أذنيهم، وسؤاله عن عليّ: بم سمّيت ابني هذا؟ وجواب عليّ: ما كنت لأسبقك يا رسول الله. ونزول جبرئيل من قِبَل الله تعالى بأن يُسمّيا حسناً وحسيناً. وبكاؤه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما وضع الحسين في حجره وقوله لأسماء: تقتله الفئة الباغية، يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنّها قريبة عهد بولادته].

٤١٢ - أخبرني المشايخ الإمام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم القرشي الزهري الشافعي الخطيب بالبيت المقدّس الشريف، وعزّ الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن عليّ الحرّاني الأصل، البغدادي، المصري الدار كتابة، وأبو الفضل [أحمد] بن هبة الله الشافعي بسماعي عليه، بروايتهم عن أمّ المؤيّد زينب بنت أبي القاسم [عبد الرحمان بن الحسن الأشعري] الشعرية، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازةً، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب(١) قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العبّاس بن حمزة - سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة - قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، حدّثني أبي في سنة ستّين ومئتين،

____________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لنسخة السيد علي نقي ولما مرّ في الباب: (٥٧ و ٥٩) من السمط الأوّل في: ج١، ص٣٠٧ و ٣٢٥، ولما تقدّم في الباب: (١٠، و١٢، و٢٠) من هذا السمط ص٤٥ و ٥٧ و ٩٤. ولما يجيء أيضاً في الباب: (٣٩ و ٥٢ و ٥٩) في هذا المجلّد، ص.... الباب:

وفي نسخة طهران هاهنا: (أبو علي الحسين بن أحمد السكاكي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن حبيب...).

وما وضعناه بين المعقوفين زيادة توضيحية منا مأخوذة ممّا ذكره المصنف في الباب: (١٦) من السمط الأوّل وغيره ممّا أشرنا إليه.

١٠٣

قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا سنة أربع وأربعين ومئة، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن عليّ [قال]: حدثني أبي عليّ بن الحسين قال:

(حدّثتني أسماء بنت عميس، قالت: قبّلت جدّتك فاطمة بالحسن والحسين، فلمّا وُلد الحسن جاءني النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فقال: يا أسماء هلمّي بابني. فدفعته إليه في خرقةٍ صفراء فرمى بها النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال: يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقةٍ صفراء؟ [قالت: فأخذته منه] فلففته (١) في خرقةٍ بيضاء ودفعته إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فأذّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى) .

فقال لعليّ: أيّ شيءٍ سمّيت ابني؟ فقال عليّ: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، وقد أُحبّ أن أُسمّيه حرباً. فقال النبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم): ولا أنا أسبق باسمه ربّي عزّ وجلّ.

ثمّ هبط جبرئيل (عليه السلام) وقال: السلام عليك يا محمد، العليّ الأعلى يقرئك السلام، ويقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون. قال النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم): وما اسم ابن هارون يا جبرئيل؟ قال: شبّر. قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): لساني عربيّ. قال: سمّه الحسن.

قالت أسماء: فسمّاه الحسن(٢) فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً، وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر وَرِقاً، وطلا رأسه بالخلوق، ثمّ قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

قالت أسماء: فلمّا كانت بعد حولٍ من مولد الحسن وُلد الحسين، فجاءني النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فقال(٣) : يا أسماء هلمّي بابني. فدفعته إليه في خِرْقةٍ بيضاء فأذّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى!!!

قالت أسماء: قلت: فداك أبي وأمي [ممَّ] بكاؤك؟ قال: على ابني هذا. قلت: وُلد الساعة [وتبكيه]؟! قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي.

____________________

(١) هذا هو الظاهر، وفي نسخة طهران: (فلفّته في خرقة...).

(٢) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (فسمّى الحسن).

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (فجاء النبيّ... قال...).

١٠٤

ثمّ قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنّها قريبة عهدٍ بولاده) (٢) .

ثمّ قال لعليّ: أيّ شيءٍ سمّيت ابني؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، وقد كنت أُحبّ أن أُسمّيه حرباً!!! قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): ولا أنا أسبق باسمه ربّي.

ثمّ هبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك، فسمّ ابنك هذا باسم ابن هارون. قال النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم): وما اسم ابن هارون؟ قال: شبير. قال: لساني عربيّ يا جبرئيل. قال: سمّه الحسين.

قالت أسماء: فسمّاه الحسين، فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) بكبشين أملحين، وأعطى القابلة فخذاً، وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً، وطلا رأسه بالخلوق، ثمّ قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية).

____________________

(١) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (قربته بعهد).

١٠٥

الباب الرابع والعشرون

[في ذكر المعنى المتقدّم في الحديث السالف باختصار على وجهٍ غير سديد]

٤١٣ - أنبأني العلاّمة علاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر ابن محمد الطاووسي (رحمه الله) فيما كتب إليّ من مدينة قزوين، قال: أنبأنا الإمام السعيد تقيّ الدين محمد بن محمود بن إبراهيم الحمامي (رحمه الله) بقراءتي عليه مسند أحمد بن حنبل (رضي الله عنه)، قال: أنبأنا به الإمام أبو محمد عبد الغنيّ بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني، والشيخ أبو علي ابن إسحاق بن أبي الفرج، قال: أخبرنا به أبو القاسم هبة الله بن الحصين، قال: أخبرنا به أبو عليّ ابن المذهب، قال: أخبرنا به أبو بكر القطيعي، قال: أخبرنا به الإمام أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي(١) قال: حدثنا الحجّاج، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ:

عن عليّ [عليه السلام] قال: (لمّا وُلد الحسن (عليه السلام) جاء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سمّيته حرباً. قال: بل هو حسن.

فلمّا وُلد الحسين (عليه السلام) قال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سمّيته حرباً. فقال: بل هو حسين.

فلما وُلد الثالث جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: حرباً. قال: هو محسن. ثمّ قال: سمّيتهم بأسماء وُلد هارون شبراً وشبيراً ومشبراً.

____________________

(١) رواه أحمد في مسند علي (عليه السلام) تحت الرقم: (٧٦٩ و ٩٥٢) من كتاب المسند: ج١، ص... ط١، وفي ط٢: ج٢ ص...

ورواه أيضاً في الحديث: (١٨) من باب مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام) من كتاب الفضائل، وروى قريباً منه بسند آخر في الحديث: (٢٠) منه.

١٠٦

[صلاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووثوب سبطيه الحسن والحسين في حال سجوده على كتفه، ومنع الناس إيّاهما عن ذلك، وإشارة رسول الله إليهم: أن دعوهم. ثمّ بعد فراغه من الصلاة وضعه إيّاهما في حجره، وقوله: (مَن أحبّني فليحبّ هذين)].

٤١٤ - أخبرني الشيخ الإمام الواعظ الحافظ نور الدين عثمان بن محمد بن أبي بكر الدستجردي الطوسي (رحمه الله) فيما كتب إليّ منه، أخبرنا الإمام علاء الدين أبو بكر عبد الله بن عبد الله(١) الهاشمي الطوسي، قال: أخبرنا الإمام شرف الدين محمود بن أحمد بن عبد الرشيد المعروف بشرفشاه، قال: أخبرنا الإمام شيخ الإسلام أبو المحاسن عليّ بن الفضل الفارتدي.

وأخبرنا الإمام محمد بن وحيد الدين محمد بن محمد بن(٢) أبي بكر ابن أبي يزيد بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الإمام محمد بن أبي الفتوح سماعاً، قال: أخبرني والدي الإمام أبو الفتوح ابن محمد بن عمر بن يعقوب، قال: أخبرني الشيخ الإمام محمد ابن عليّ بن الفضل الفارسا(٣) قال: أنبأنا شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن محمد الفارمدي، قال: أخبرنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني إملاءاً في مدرسته بنيسابور، قال: أخبرنا أبو طاهر ابن خزيمة، قال: أخبرنا جدّي، قال: أخبرنا محمد بن ربعي القيسي(٤) ، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا علي بن صالح، عن عصام عن زرّ:

____________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (أبو بكر ابن عبد الله الهاشمي...).

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (وحيد الدين محمد بن أبي بكر).

(٣) كذا.

(٤) كذا في أصليّ، ورواه ابن عساكر في الحديث: (١١٦) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق بأسانيد ثلاثة، عن عبيد الله بن موسى، وقال:

=

١٠٧

عن عبد الله، قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم، فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال:(مَن أحبّني فليحبّ هذين) .

____________________

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن موسى، وسعيد بن منصور بن سعيد القشيري، قال: أنبأنا أبو طاهر ابن خزيمة، أنبأنا جدّي أبو بكر، أنبأنا محمد بن معمر بن ربعي العيسي، أنبأنا عبيد الله بن موسى...

ورواه أيضاً في الحديث: (١١١) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج.. ص..

ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث: (٤٢٤) من مناقبه ص٣٧٦ ط١، قال:

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذناً، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن عاصم، عن زرّ:

عن عبد الله بن مسعود، قال: كان الحسن والحسين على ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يصلّي فجعل الناس ينحّونهم، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله):(دعوهما فإنّهما ممّن أُحبّهما، بأبي وأمّي هما وأباهما مَن أحبّني فليحبّهم) .

أقول: وللكلام مصادر كثيرة جدّاً.

وقد رواه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١ / الورق ١٣٣، وفي ط١: ج٣ ص...

وقد خرّجه أيضاً أبو حاتم كما في ذخائر العقبى ص١٢٣.

وذكره أيضاً الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد: ج٩ ص١٧٩، وقال:

رواه أبو يعلى والبزّار، والطبراني؛ ورجال أبي يعلى ثقاة.

ورواه أيضاً ابن حجر في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من الإصابة: ج١، ص٣٣٠ قال:

وعند أبي يعلى من طريق عاصم، عن زرّ، عن عبد الله [بن مسعود]:

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوها أشار إليهم أن دعوهم، فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره، فقال:(مَن أحبّني فليحبّ هذين) .

قال ابن حجر: وله شاهد في السنن، وصحيح ابن خزيمة عن بريدة، وفي معجم البغوي نحوه بسندٍ صحيح عن شدّاد بن الهاد.

أقول: وقد رواه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى: ج٢ ص٢٦٣، وأبو نعيم في حلية الأولياء: ج٨ ص٣٠٥.

ورواه أيضاً في فضائل الخمسة: ج٣ ص١٩١.

ورواه أيضاً ابن سعد، في الحديث: (١٦) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من الطبقات الكبرى: ج٨ / الورق... قال:

أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا علي بن صالح، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يصلّي، فإذا سجد وثب الحسين والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهم، فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره، ثمّ قال:(مَن أحبّني فليحبّ هذين) .

١٠٨

[حديث ابن عمر: (أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب وقد قتلوا ابني النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، وقد قال:(هما ريحانتيَّ من الدنيا) ].

٤١٥ -أقول - وأنا أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته أبو محمد ابن محمد(١) - أنبأنا محمد ومحمد قال: أنبأنا محمد، قالا: أنبأنا محمد، قال: أخبرنا محمد ومحمد، قال: أخبرنا محمد، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن محمد، قال: سمعت ابن أبي نعم يقول:

سمعت عبد الله بن عمر يقول: وسأله رجل عن المُحْرِم - قال شعبة: أحسبه [قال:] - يقتل الذباب؟ فقال: أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب وقد قتلوا ابني النبي(٢) (صلّى الله عليه وسلّم) وقد قال:(هما ريحانتاي من الدنيا) .

[قال المؤلِّف] المحمّدان اللذان أروي عنهما فهما: علاء الدين [أبو حامد] محمد بن أبي بكر [الخليلي] الطاووسي(٣) وبدر الدين محمد بن عبد الرزّاق بن أبي بكر القزويني(٤) وهما رويا عن محمد الثالث وهو عزّ الدين محمد بن عبد الرحمان بن المعالي الواريني.

وأمّا محمد الرابع فهو الإمام فقيه الحرم كمال الدين أبو عبد الله محمد بن الفضل الفُراوي.

وأمّا محمد الخامس: فهو الإمام أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسن الجنابذي المقرئ الجرجاني شيخ القراءة في عصره بنيسابور.

وأمّا محمد السادس: فهو الشيخ أبو سهل محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، ولفظة: (أبو) غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في هذا الحديث: وفي كثيرٍ من طُرق هذه الرواية: (وقد قتلوا ابن النبيّ).

(٣) كذا في الحديث: (٣٨) في الباب: (١١) والحديث: (٩٠) في الباب: (٢١) والحديث: (١٠) في الباب: (٢٣) ص٧١ و ١٢٨، و١٣٧، من الجزء الأوّل ط١، ومثلهما في الحديث: (٣٨٤ و ٤١٣) في الباب: (١٢، و٢٤) من السمط الثاني في: ج٢ ص٥٧ و ١٠٥.

وفي الحديث: (٣٨٧) في أوّل الباب: (١٤) من هذا السمط ص٦١: (الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر الخليل القزويني...).

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما مرّ في الحديث: (٣٢٨) في الباب: (٧٠) من السمط الأوّل في: ج١، ص٣٩١ ط١، وهاهنا في الأصل: (عبد الرزّاق بن أبي بكر الصابني...).

١٠٩

الحفصي المروزي قدم بنيسابور، ونزل المدرسة النظامية وقرئ عليه صحيح البخاري، ثمّ رجع إلى مولده بمرو، وتوفّي هناك.

وأمّا محمد السابع: فهو الشيخ الثقة أبو الهيثم محمد بن مكّي بن زراع الكشميهني المروزي الأديب.

وأمّا محمد الثامن: فهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفريري.

وأمّا محمّد التاسع: فهو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري(١) .

وأما محمد العاشر: فهو أبو بكر ابن بشّار بن عثمان بن داوود العبدي البصري [و] يُقال له: بندار.

وأما محمد الحادي عشر: فهو محمد بن جعفر الهذلي، صاحب الكرابيسي الملقَّب بغندر.

وأمّا محمد الثاني عشر: الذي يروي عنه شعبة، فهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أبي يعقوب البصري [الضبي] وهو ابن أخي هيثم.

وابن أبي نُعْم هو عبد الرحمان ابن أبي بكر شيخه؛ فروي عنه شعبة [كذا].

____________________

(١) وهو تلميذ حريز بن عثمان الحمصي التابع لنزعته، والحديث قد رواه في آخر باب مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام) من جامعه: ج٥ ص٣٣.

ورواه أيضاً وفي باب: (رحمة الولد...) من ج٧ ص٨، ورواه أيضاً في الأدب المفرد ص١٤..

ورواه أيضاً النسائي في الحديث: (١٣٩) من كتاب الخصائص ص١٢٤ ط الغري.

ورواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث: (٥٨) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق.

ورواه أيضاً البلاذري في الحديث: (٨٥) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من أنساب الأشراف ج٣ ص٢٢٧ ط١.

ورواه أيضاً الطبراني في الحديث: (١١٦) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١ / الورق.. / وفي ط١: ج٣ ص... قال:

حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، وأبو مسلم الكشي، قال: أنبأنا حجّاج بن المنهال، أنبأنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب:

عن ابن أبي نعم قال: كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممّن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله (صلّى الله عليه)؟!! وقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه) يقول: (هما ريحانتاي من الدنيا).

ورواه أيضاً ابن سعد في الحديث: (٩) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من الطبقات الكبرى: ج٨ / الورق... / قال:

أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثني أبي.

=

١١٠

____________________

=

وأخبرنا عفّان بن مسلم، وسعيد بن منصور، قالا: حدثنا مهدي بن ميمون جميعاً، عن محمد بن أبي يعقوب:

عن ابن أبي نعم، قال: سمعت رجلاً سأل ابن عمر عن دم البعوض يكون في ثوبه. فقال: ممّن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)!!! وقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول للحسن والحسين: (هما ريحانيَّ من الدنيا).

ورواه أيضاً الترمذي في الحديث الرابع من باب مناقب الحسن والحسين من كتاب الفضائل من سننه: ج٤ ص٣٣٩ وفي ط: بشرح تحفة الأحوذي: ج١٣، ص١٩٣، قال:

حدّثنا عُقبة بن مكرم العمّي، حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي، عن محمد بن أبي يعقوب:

عن عبد الرحمان بن أبي نعم: أنّ رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب؟ فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا، يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟!! وسمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول:(إنّ الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا) .

قال أبو عيسى [الترمذي]: هذا حديث صحيح وقد رواه شعبة، ومهدي بن ميمون، عن محمد ابن أبي يعقوب.

وقد روي عن أبي هريرة، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) نحوه.

ورواه أيضاً أحمد تحت الرقم: (٥٥٦٨ و ٥٩٤٠ و ٥٩٧٥) [مسند ابن عمر] من كتاب المسند، وتحت الرقم: (٤٣) من باب فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) من كتاب الفضائل.

ورواه عنهم وعن غيرهم في فضائل الخمسة: ج٣ ص١٨٣.

١١١

[تعويذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبطيه الحسن والحسين (عليهما السلام)]

٤١٦ - كتب إليّ الإمام إمام الدين أبو الخير عبد الله بن الإمام موفّق الدين أبي الفتوح داود بن معمر القرشي الأصفهاني منها - في منتصف شهر رجب سنة خمس وستّين وستّمئة - [قال]: أنبأنا والدي موفّق الدين أبو الفتوح داود، وعمّي مخلص الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن معمر، قالا؛ أخبرتنا الشيخة فاطمة بنت عبد الله [بن] أحمد بن عقيل الجوزدانية، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة(١) عن الإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني(٢) حدثنا عمر بن ثور الجذامي(٣) حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان [الثوري]، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) كان يعوّذ الحسن والحسين ويقول:(أُعيذكما بكلمات الله التامّة، من شرّ [كل] شيطان وهامّة، ومن كل عينٍ لامّة) .

[قال الطبراني] لم يروِه عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال إلاّ الفريابي.

____________________

(١) تقدم ترجمته في تعليق الحديث: (١٨١) في الباب: (٤٥) من: ج١، ص٢٣٣.

(٢) رواه الطبراني في ترجمة عمرو بن ثور الجذامي من المعجم الصغير: ج١، ص٢٥٧ ط٢.

ورواه أيضاً في الأوسط، كما رواه عنه وعن ابن النجار في كنز العمّال: ج٥ ص١٩٥، ط١.

وواه عنه وعن مصادر كثيرة أُخر في فضائل الخمسة: ج٣ ص١٧٧.

(٣) كذا في ترجمة الرجل من المعجم الصغير: ج١، ص٢٥٧ ط٢.

وكان في كل واحدٍ من أصليّ من فرائد السمطين الجزء الثاني أغلاط، صحّحناها على وفق ما في المعجم الصغير.

والحديث رواه أيضاً ابن عساكر تحت الرقم: (١٧٥) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص...

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث: (٣٠٦) من مسند عبد الله بن عبّاس من مسنده: ج١، ص٢٢٦، قال:

حدثنا يزيد، أنبأنا سفيان، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس [قال]: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كان يعوّذ حسناً وحسيناً [و] يقول:(أعيذكما بكلمات الله التامّة، من

=

١١٢

[و] الهامّة كلّ ذات سمّ، والجمع: الهوامّ: فأمّا ما يسمّ ولا يقتل فهو السامّة كالعقرب والزنبور، وقد يقع [ويطلق] الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات.

وقوله: (عين لامّة) أي ذات لمم، وهو طرف من الجنون يلمّ بالإنسان، أي يقرب منه ويعتريه، ولذلك لم يقل (ملمّة) وأصلها من ألممت بالشيء ليزواج قوله: هامّة.

____________________

=

كل شيطانٍ وهامّة، ومن كل عينٍ لامّة) .

كان يقول:(كان إبراهيم أبي يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق) .

ورواه أيضاً في الحديث: (٦٥٧) من هذا المسند: ج١، ص٢٧٠ ط١، وفي ط٢ ج٢ ص عن عبد الرزّاق، عن سفيان، عن منصور...

ورواه أيضاً ابن سعد في الحديث: (٢٢) وتاليه من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من الطبقات الكبرى، قال:

أخبرنا يزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وأبو عامر العقدي، قالوا: حدثنا سفيان، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس، قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يعوّذ الحسن والحسين وهما صبيّان، فقال:(هاتوا ابنيّ حتى أعوّذهما بما عوّذ إبراهيم ابنيه: إسماعيل وإسحاق ، فضمّهما إلى صدره، ثمّ قال:أعيذكما بكلمات الله التامّة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عينٍ لامّة) .

و[كان صلّى الله عليه وآله وسلّم] يقول: هكذا كان إبراهيم يعوّذ ابنيه إسماعيل وإسحاق.

ورواه بعده بسندٍ آخر عن عبد الله بن مسعود (رضوان الله عليه).

ورواه أيضاً البخاري في آخر باب: (يزفون النسلان في المشي) من كتاب بدء الخلق من صحيحه: ج٤ ص١٧٨، قال:

حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس (رضي الله عنهما)، قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعوّذ الحسن الحسن والحسين ويقول:(إنّ أباكما [إبراهيم] كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامّة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عينٍ لامّة) .

ورواه أيضاً الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن (عليه السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٦٧.

وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخيه وأقرّه الذهبي.

ورواه عنه وعن البخاري في الفضائل الخمسة: ج٣ ص١٧٦.

ورواه أيضاً عن صحيح الترمذي: ج١، وعن باب: (ما عوّذ به النبيّ) من أبواب الطبّ من صحيح ابن ماجة، وصحيح أبي داوود: ج٣ ص١٨٠، ومستدرك الحاكم: ج٣ ص١٦٧، و٢٧٠، وحلية الأولياء: ج٤ ص٢٩٩ و: ج٥ ص٤٥ ومشكل الآثار: ج٤ ص٧٢، وكنز العمّال: ج٥ ص١٩٥.

١١٣

الباب الخامس والعشرون

[في أنّ جبرئيل (عليه السلام) نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجده مغتمّاً من أجل إصابة العين لسبطيه الحسن والحسين؛ فقال له: أفلا عوّذتهما بهؤلاء الكلمات..].

٤١٧ - أخبرني الإمام بدر الدين محمد بن الإمام عماد الدين محمد بن أسعد البخاري إجازةً بروايته، عن والده إجازةً، قال: أنبأنا الشيخ الإمام العالم علاء الدين أبو المعالي طاهر بن محمود بن أحمد البخاري ببخارى - يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستّمئة - قال: أنبأنا الشيخ الإمام الواعظ أبو عمرو عثمان بن علي بن أبي القاسم البيكندي، أنبأنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمان الزبيري الوركي قراءةً عليه بها، حدثنا الشيخ الإمام أبو محمد إسماعيل ابن الحسن الزاهد(١) البخاري إملاءً، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبيد بن محمد الصنعاني، حدثنا عبد ربّه بن عبد الله، عن أبي رجاء، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث:

عن عليّ (عليه السلام):(أنّ جبرئيل (عليه السلام) أتى النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فواقفه مغتمّاً، فقال: يا محمد ما هذا الغمّ الذي أراه في وجهك؟ قال [إنّ] الحسن والحسين أصابتهما العين. قال: يا محمد فإنّ العين حقّ أفلا عوّذتهم بهؤلاء الكلمات؟ قال: وما هنَّ يا جبرئيل؟ قال: قل: اللّهمّ ذا السلطان العظيم [و] ذا المنّ القديم [و] ذا الوجه الكريم، وليّ الكلمات التامّات، والدعوات المستجابات، عافِ الحسن والحسين من أعين الجنّ وأعين الإنس.

فقالها النبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم). [ثمّ قال]: عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ، فإنّه لم يتعوّذ المتعوّذون بمثله) (٢) .

____________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (الحسين الزاهد).

(٢) ورواه أيضاً في كنز العمّال: ج٥ ص١٩٥، عن جماعة، وعنه في فضائل الخمسة: ج٣ ص١٧٧، ط٢.

١١٤

الباب السادس والعشرون

[في ما ورد من طريق أهل السنّة من أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في شأن ابنه الحسن: إنّ ابني هذا سيّد وإنّ الله يصلح على يديه بين فئتين من المسلمين].

٤١٨ - أخبرني الشيخ الإمام علاء الدين عبد اللطيف بن عبد الرشيد بن محمد ابن عبد الرشيد الأصفهاني كتابةً إليّ منها أنّه سمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني - في سنة تسع وخمسمئة - أنّه قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، قالت: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ريذة الأصفهاني، أنبأنا الإمام سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي(١) قال: حدثنا لؤلؤ الرومي مولى أحمد بن طولون ببغداد، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا عبد الرحمان بن شيبة الجدّي، حدثنا هشيم، عن يونس بن عبيد، ومنصور بن زاذان، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال:

رأيت النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على المنبر، ومعه الحسن [وهو] يقول:(إنّ ابني هذا سيّد، وإنّ الله سيصلح على يديه [بين] فئتين من المسلمين عظيمتين) .

[قال الطبراني]: لم يروِه عن يونس إلاّ هشيم، ولا عن هشيم إلاّ ابن شيبة، تفرّد به الربيع.

____________________

(١) الظاهر أنّه رواه في ترجمة عبد الرحمان بن شيبة الجدّي - أو لؤلؤ الرومي - من المعجم الصغير.

١١٥

[قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن سبطه الإمام الحسن: (اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه، وأحبّ مَن يحبّه) برواية الصحابي الكبير أبي سعيد الخدري].

٤١٩ - أخبرنا الشيخ الصالح بدر الدين الحسن بن علي ابن أبي بكر الخلاّل الدمشقي، بقراءتي عليه بها سنة خمس وتسعين وستّمئة، أنبأنا الشيخ علم الدين عليّ بن محمد بن عبد الصمد السخاوي سماعاً عليه سنة أربع وثلاثين وستّمئة، أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي سماعاً، أنبأنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبّار بن محمد الفرساني (١) سماعاً، أنبأنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه سماعاً، أنبأنا محمد بن أحمد بن المنذر الصيدلاني المديني، حدثنا محمد بن علي بن مخلّد، حدثنا إسماعيل بن عمرو، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عديّ بن ثابت:

عن البراء بن عازب (رضي الله عنه)، قال: نظر النبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم) إلى الحسن فقال:(اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه، وأحبّ مَن أحبّه) (٢) .

____________________

(١) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (العرساقي).

(٢) ورواه أيضاً ابن سعد في الحديث: (٤٨ و ٤٩) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من الطبقات الكبرى: ج٨ ص... قال:

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، وشبابة بن سوار، ويحيى بن عبّاد، قالوا: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عدي بن ثابت، قال:

سمعت البراء بن عازب يقول: رأيت النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) حاملاً الحسن على عاتقه وهو يقول: (اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه).

وأيضاً قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثني عديّ ابن ثابت:

عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) للحسن:(اللّهمّ إنّي قد أحببته فأحبّه وأحبّ مَن يحبّه) .

١١٦

____________________

أقول: ومتن الحديث الأوّل رواه أيضاً أحمد في مسند البراء من كتاب المسند: ج٤ ص٢٩٢، وتحت الرقم: (٦) من باب فضائل الحسن والحسين من كتاب الفضائل عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت...

ورواه أيضاً تحت الرقم: (٤١) من باب فضائل الحسن والحسين من كتاب الفضائل، عن إبراهيم بن عبد الله، عن حجاج، عن شعبة...

ورواه أيضاً البخاري في باب مناقب السبطين (عليهم السلام) من صحيحه: ج٥ ص٣٣ قال:

حدثنا حجاج بن المنهال، حدثنا شعبة، قال: أخبرنا عديّ...

ورواه أيضاً الترمذي في الحديث: (١٦) من باب مناقب السيّدين الحسن والحسين (عليهما السلام) من كتاب المناقب: ج١٣، ص١٩٨، بشرح تحفة الأحوذي، قال:

حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثا شعبة...

ثمّ قال: قال أبو عيسى، هذا حديث حسن صحيح، وهو أصحّ من حديث الفضيل بن مرزوق.

أقول: وحديث الفضيل ذكره قبل هذا الحديث.

ورواه أيضاً أبو بكر ابن مالك كما في الحديث: (٥١ و ٥٢) من باب فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) من كتاب الفضائل، قال:

حدثنا إبراهيم [بن عبد الله البصري] أنبأنا سليمان بن حرب، أنبأنا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء، قال:

رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) والحسن أو الحسين - شكّ أبو مسلم - على عاتقه وهو يقول:(اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه) .

حدثنا إبراهيم، أنبأنا عمرو بن مرزوق، قال: أنبأنا شعبة، عن عديّ بن ثابت:

عن البراء بن عازب، قال: رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حامل الحسن - أو الحسين - على عاتقه وهو يقول:(اللهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه) .

١١٧

[بعض ما] أسند [ه الإمام] الحسن (صلوات الله عليه) عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)].

٤٢٠ - أخبرنا الشيخ الإمام إمام الدين أبو الخير عبد لله بن أبي الفتوح داود بن معمر القرشي الأصفهاني، فيما كتب إليَّ منه، قال: أخبرنا والدي عن أبي داود عبد الرحمان بن أحمد الباغبان، عن أبي القاسم عبد الرحمان، وأبي عمرو عبد الوهّاب ابني عبد الله بن مندة، قالا: أنبأنا والدنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة بجميع كتاب معرفة الصحابة من تصنيفه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد السلام ببيروت، وعمر بن الربيع بن سليمان بمصر، قال: حدثنا يحيى بن أيّوب، قال: حدثنا أبو مريم(١) قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن بُرَيْد بن أبي مريم(٢) عن أبي الحوراء [ربيعة بن شيبان]:

عن الحسن بن عليّ (عليه السلام) قال:(علّمني رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن أقول في الوتر:

اللّهمّ اهدني في مَن هديت، وعافني في مَن عافيت، وتولَّني في مَن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، إنّك تقضي ولا يُقضى عليك، إنّه لا يذلُّ مَن واليت، ولا يعزُّ مَن عاديت تباركت وتعاليت) (٣) .

____________________

(١) الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (أبي مريم).

(٢) قال البخاري في باب الباء تحت الرقم: (١٩٧٥) من التاريخ الكبير: ج٢ ص١٤٠: بريد بن أبي مريم السلولي البصري، واسم أبي مريم مالك بن ربيعة.

(٣) والحديث رواه الدارمي إشارة بذكر قطعة منه في أوّل كتاب البيع من سننه: ج٢ ص٢٤٥، قال:

أخبرنا سعيد بن عامر، حدثنا شعبة، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي، قال:

=

١١٨

هذا حديث غريب من حديث موسى بن عقبة، رواه جماعة عن أبي إسحاق، ومنهم: الثوري، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وعمّار بن رزيق، وحمزة الزيّات، وشريك، وغيرهم.

ورواه عن بُريَدَ بن أبي مريم: شعبة، ويونس بن أبي إسحاق، والحسن بن عمارة.

ورواه عن الحسن بن عليّ: عائشة، وأبو هريرة رضي الله عنه [وهو] غريب.

____________________

=

قلت للحسن بن عليّ: ما تحفظ من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال: سأله رجل عن مسألةٍ ما أدري ما هي فقال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

أقول: المذكور في جلّ المصادر منها تاريخ اليعقوبي: أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خاطب ابنه الحسن بهذا الكلام، فما في هذه الرواية إمّا من باب تعدّد القصّة، أو أنّه من سهو الراوي.

ورواه أيضاً الترمذي في صحيحه: ج١، ص٩٣.

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في مسنده: ج١، ص٢٠١ ط١، ولكن قال الحسين بن لعي.

ومثله في الحديث: (٣١) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من أنساب الأشراف: ج٣ ص١٤٣، ط١.

ورواه أيضاً في الحديث: (٢٥) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام): ج٣ ص١٩.

ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك: ج٣ ص١٧٢.

كما رواه أيضاً مع زيادات كثيرة في الباب: (١٩) من تيسير المطالب ص٢٣٦.

ورواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة من حلية الأولياء: ج٨ ص٢٦٤.

وواه عنهم في فضائل الخمسة: ج٣ ص٢٤٥.

وللحديث أسانيد كثيرة أكثرها مذكورة في الحديث: (٦١) وتواليه من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من الطبقات الكبرى: ج٨.

ورواه أيضاً في الحديث: (١٨٠) وتواليه من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام)، من المعجم الكبير: ج١ / الورق / ٣٠.

ورواه أيضاً في الحديث: (١ - ٤) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج١٢، ص...

ورواه أيضاً الدولابي في الحديث: (١٢٧) من كتاب الذرّيّة الطاهرة / الورق ٢٤.

١١٩

[خطبة الإمام الحسن بعد شهادة أبيه (عليهما السلام)، وذكره بعض خصائص أمير المؤمنين، وبعض خصائصه وخصائص أهل البيت (عليهم السلام)].

٤٢١ - [وبالأسانيد المتقدّمة المنتهية] إلى الحافظ أبي بكر البيهقي، قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ(١) قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب(٢) صاحب كتاب النسب ببغداد، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ، قال: حدثني عليّ بن جعفر بن محمد بن علي، قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي، عن عمّه عمر بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، قال:

خطب الحسن بن علي حين قُتل علي (عليهما السلام) فقال:(لقد قُبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، وما ترك على ظهر الأرض صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمئة درهم، فضلت عن عطاياه، أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله) .

ثمّ قال:(ألا أيّها الناس مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا ابن النبيّ وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وسراجاً منير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل (عليه السلام) ينزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودّتهم على كل مسلم . ثمّ قرأ:( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) [٢٣ / الشورى: ٤٢].فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت) (٣) .

____________________

(١) وهو الحاكم النيسابوري، والحديث رواه في باب مناقب الإمام الحسن (عليه السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٧٢.

(٢) كلمتا: (الحسين بن) مأخوذتان من نسخة السيد علي نقي.

(٣) ورواه أيضاً الدولابي في الحديث: (١١٥) من كتاب الذرّيّة الطاهرة الورق ٢٢.

١٢٠