فرائد السمطين الجزء ٢

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 369

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
تصنيف: الصفحات: 369
المشاهدات: 94521
تحميل: 9014


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94521 / تحميل: 9014
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بني سليم](١) عن أشياخٍ لهم غزوا الروم فوجدوا في كنيسةٍ من كنائسهم:

أترجو أُمّةٌ قتلت حسيناً(٢) = شفاعةَ جدّه يوم الحسابِ

[قالوا: فسألناهم] فقلنا(٣) : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا: قبل خروج [نبيّكم جدّ] الحسين(٤) بثلاثمئة سنة.

____________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث: (٣٤٠) وما بعده من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص٢٧١.

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي، ومثلها في المعجم الكبير، وترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق، وفي نسخة طهران: (قتلوا حسين).

(٣) هذا هو الظاهر الموافق للحديث: (٣٤٠) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق، وفي نسخة طهران من فرائد السمطين الجزء الثاني: (فقلت).

(٤) ما بين المعقوفين مقتبس من روايات ابن عساكر، وممّا رواه الطبراني في الحديث: (١٠٧) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١ / الورق../ قال:

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد بن عون حدثنا أبو سعيد التغلبي، عن يحيى بن يمان، عن إمامٍ لبني سليم، عن أشياخٍ له غزو أرض الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرأوا في حَجَرٍ مكتوب:

أيرجو معشرٌ قتلوا حسيناً = شفاعةَ جدّه يوم الحسابِ

[قالوا:] فسألناهم منذ كم بُنيت هذه الكنيسة؟ قالوا: قبل أن يُبعث نبيّكم بثلاثمئة سنة.

قال أبو جعفر الحضرمي: وحدثنا جندل بن والق، عن محمد بن غورك؛ ثمّ سمعته من محمد بن غورك.

١٦١

[حديث الزهري: لما قُتل الحسين (عليه السلام) لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلاّ وُجد تحتها دم عبيط].

٤٥٠ - أخبرنا الأمير المعظّم المحدّث المرابط المجاهد عماد الدين: داود بن محمد ابن أبي القاسم الهكاري بسماعي عليه بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشريف - عند الجانب الغربي من قبّة موسى (عليه السلام) عصر يوم الاثنين رابع صفر سنة خمس وتسعين وستّمئة - قيل له: أخبركم الشيخ الإمام شمس الدين يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بسماعك عليه - في رابع عشر [من] شهر رمضان، سنة أربع وثلاثين وستّمئة - قال: أنبأنا أبو الفضل إسماعيل بن عليّ بن إبراهيم الحيروي، عن أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله الأزدي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن يونس وابنه أبي الحسن أحمد، كلاهما عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازةً، عن أبي بكر محمد بن أحمد الخطيب المقدّسي المعروف بالواسطي، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله بن محمد الفريابي،حدثنا محمد بن شعيب السنجري، عن عيسى بن يونس، عن أبي بكر الهذلي:

عن الزهري، قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلاّ وجدت تحتها دم عبيط(١) .

____________________

(١) وللحديث مصادر وأسانيد، وقد تقدّم بأسانيد في آخر الباب: (٧٠) في الحديث: (٣٢٦) وتعليقه من السمط الأوّل: ج١، ص٣٩٠ ط١.

ورواه أيضاً البلاذري بسندٍ آخر عن ابن شهاب، في آخر ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من أنساب الأشراف: ج١ / الورق ٢٥١ / أ / أو ص٥٠١، وفي ط١: ج٣ ص٢٢٨.

ورواه أيضاً ابن سعد في آخر ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من الطبقات الكبرى: ج٨ قال:

أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني نجيح، عن رجل من آل سعيد يقول: سمعت الزهري يقول: سألني عبد الملك بن مروان، فقال: ما كان علامة مقتل الحسين؟ قال: [قلت]: لم نكشف يومئذٍ حجراً إلاّ وجدنا [ظ] تحته دماً عبيطاً. فقال عبد الملك: أنا وأنت في هذا غريبان!!!

[و] حدثني محمد بن عمر [قال]: حدثني عمر بن محمد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، قال:

أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت، فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت: ما كُشف يومئذٍ حجر إلاّ وُجد تحته دم عبيط.

أقول: وهذا رواه ابن عساكر عنه - مع حديثٍ آخر بسندٍ آخر عن غيره - تحت الرقم: (٣٠١ - ٣٠٢) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص٢٤٧ ط١.

وانظر أيضاً ما رواه ابن عساكر في الحديث: (١٤٢٤) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج٣ ص٣١٦ ط١.

١٦٢

الباب السابع والثلاثون

[في مجيء غراب بعد قتل الإمام الحسين (عليه السلام) إلى المدينة، ونعيه إيّاه على جدار فاطمة الصغرى بنت الحسين، ونظرها إليه وبكائها وإنشادها في مرثيّة أبيها].

٤٥١ - أخبرني العزيز محمد بن أبي القاسم ابن أبي الفضل إجازةً بروايته، عن أُمّ المؤيّد بنت أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن إجازةً.

وأنبأني الشيخ الجمال أحمد بن محمد بن محمد، والقاضي عماد الدين زكريا بن محمد بن محمود الكمّوني القزوينيّان، قال: أنبأنا الإمام عزّ الدين محمد بن عبد الرحمان بن المعالي الواريني، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ(١) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله أبو محمد أبن زبارة العلوي، قال: حدثنا أبو محمد [الحسين بن محمد] العلوي صاحب كتاب النسب ببغداد(٢) حدثنا أبو محمد إبراهيم بن عليّ الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حدثنا الحسين بن عليّ الحلواني، عن عليّ بن معمر، عن إسحاق بن عباد، عن المفضل بن عمر الجعفي [قال]: سمعت جعفر بن محمد يقول:حدثني أبي محمد بن عليّ، حدثني أبي عليّ بن الحسين، قال:

لمّا قُتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) جاء غراب فوقع [في دمه، ثمّ تمرّغ، ثمّ طار فقعد] بالمدينة على جدار [دار] فاطمة (٣) بنت الحسين بن عليّ - وهي الصغرى -

____________________

(١) وقد رواه الخوارزمي بسنده عنه في الفصل الثاني عشر من مقتله: ج٢ ص٩٢.

(٢) كذا في أصليّ، غير أنّ ما بين المعقوفين مأخوذ من مقتل الخوارزمي: ج٢ ص٩٢. وفيه بعده، هكذا: (حدثنا أبو عليّ الطرطوسي، حدثني الحسن بن عليّ الحلواني، عن عليّ بن معمر...).

(٣) ما بين المعقوفات مأخوذ من مقتل الخوارزمي، وقد سقط عن أصليَّ من فرائد السمطين الجزء الثاني.

١٦٣

ونعب الغراب فرفعت رأسها ونظرت إليه، فبكت بكاءاً شديداً وأنشدت:

نَعِبَ الغرابُ فقلتُ مَن = تنعاهُ ويلك يا غرابْ

قال الإمام. فقلتُ: مَن؟ = قال: الموفّق للصوابْ(١)

قلتُ: الحسين؟ فقال لي؟ = حقّاً لقد سكن الترابْ

إنّ الحسين بكربلاء = بين الأسنّة والضرابْ

فابكِ الحسينَ بعبرةٍ = تُرضي الإلهَ مع الثوابْ

ثمّ استقلّ به الجناحُ = فلم يُطق ردّ الجوابْ

فبكيتُ ممّا حلَّ بي = بعد الوصيّ المستجابْ

قال محمد بن عليّ بن الحسين:فنعته (٢) لأهل المدينة فقالوا: قد جاءتنا بسحر [بني] عبد المطَّلب. فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين (عليه السلام).

____________________

(١) وبعده في مناقب الخوارزمي هكذا:

إنّ الحسين بكربلا = بين المواضي والحرابْ

قلت الحسين فقال لي = ملقىً على وجه الترابْ

ثمّ استقلَّ به الجناح = ولم يطق ردَّ الجوابْ

فبكيتُ منه بعبرةٍ = ترضي الإله مع الثوابْ

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لمقتل الخوارزمي، وفي أصليَّ: (فقال: محمد بن عليّ بن الحسين: قال: أتى عليّ فنعته...).

١٦٤

[بعض التقلّبات والأحداث الواقعة في الآفاق والأنفس بعد شهادة ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام الحسين (عليه السلام)].

٤٥٢ - من كتاب: [دلائل النبوّة] للإمام أبي بكر محمد بن عليّ بن [إسماعيل] القفّال [الكبير] الشاشي (رحمه الله) [المولود عام (٢٩١) المتوفّى سنة (٣٦٥)]، قال(١) :

حدثنا عمر بن محمد بن يحيى، حدثنا النصر بن طاهر، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدّثتني جدّتي(٢) قالت:

لمّا قُتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) كانت معه إبل فاستاقوها ليزيد بن معاوية - عليهما ما يستحقّهما - يحمل الورس فلمّا نحرت رأينا لحومها مثل العلقم ورأينا الورس رماداً، وما رفعنا حجراً إلاّ وجدنا تحته دماً.

____________________

(١) ما بين المعقوفات أخذناه من ترجمة الرجل من كتاب: الوافي بالوفيات: ج٤ ص١١٢، وقال بعده:

كان [القفّال] فقيهاً محدّثاً أُصوليّاً لغويّاً شاعراً، لم يكن بما وراء النهر مثله في وقته للشافعية، رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور، وسار ذكره في البلاد، وصنّف بالفروع والأُصول. وسمع ابن خزيمة ومحمد بن جرير، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة وطبقتهم.

وساق الكلام إلى أن قال: وقال الحاكم: كان القفّال شيخنا أعلم مَن لقيته من علماء عصره.

(٢) الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي أصليَّ مع: (حدثتني جدّة...).

وراجع الحديث: (٥٢) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من أنساب الأشراف: ج٣ ص٢٠٩ ط١.

وراجع أيضاً الحديث: (٣٠٣) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص٢٤٨ ط١.

ولاحظ أيضاً الحديث: (٤٣٣) وتواليه من مناقب ابن المغازلي ص٣٨٣ ط١.

١٦٥

٤٥٣ - [وبالسند المتقدّم، قال]: أخبرنا أبو جعفر - هو ابن سليمان - عن أُمّ سالم - خالة لجعفر بن سليمان - قالت:

لمّا قُتل الحسين (عليه السلام) مطرنا مطراً على البيوت والحيطان كالدم. فبلغني أنّه كان بالبصرة والكوفة وبالشام وبخراسان حتى كنّا لا نشك أنّه سينزل العذاب.

٤٥٤ - قال: وأخبرنا محمد البغدادي أيضاً [قال]: حدثنا محمد بن أبي العوام - وهو محمد بن أحمد بن أبي يزيد ابن أبي العوام الرياحي الواسطي(١) حدثنا أبي، حدثنا منصور بن عمّار، عن ابن أبي لهيعة(٢) عن أبي قبيل، قال:

لمّا قُتل الحسين بن علي (عليهما السلام) بُعث برأسه إلى يزيد بن معاوية - عليه اللعنة والسخط - فنزلوا في مرحلة فجعلوا يشربون ويتحيّون بالرأس فيما بينهم(٣) فخرجت عليهم كفّ من الحائط معها قلم من حديد فكتب سطراً بدم:

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الرباطي الواسطي).

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (حدثنا أبو منصور بن عمّار، عن أبي لهيعة).

(٣) هذا هو الصواب، وفي أصليّ: (ويتحيّرون...).

والحديث رواه ابن المغازلي تحت الرقم: (٤٤٢) من مناقبه ص٣٨٨ ط١، قال:

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي (رحمه الله)، حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن [عمر الجعابي] حدثنا سري بن منصور بن عمّار، حدثنا أبي، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، قال:

لمّا قُتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) أخذوا الرأس وأسروا به، فلما صار الليل قعدوا يشربون ويتحيّون بالرأس، فخرجت عليهم كفّ من حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطراً بدم:

أترجو أُمّةٌ قتلت حسيناً = شفاعةَ جدّه يومَ الحسابِ

أقول: ورواه أيضاً الطبراني في الحديث: (١٠٦) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١/ الورق ١٤٧ / وفي ط١: ج٣ ص... قال:

حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمان بن صالح الأزدي، أنبأنا السري بن منصور بن عمّار، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، قال:

لمّا قُتل الحسين بن عليّ [و] احتزّوا رأسه، قعدوا في أوّل مرحلة يشربون النبيذ ويتحيّون بالرأس، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم:

أترجو أُمّةٌ قتلت حسيناً = شفاعةَ جدّه يومَ الحسابِ

فهربوا وتركوا الرأس.

=

١٦٦

أترجو أُمّةٌ قتلت حسيناً = شفاعةَ جدّه يومَ الحسابِ

فتركوا الرأس وهربوا.

٤٥٥ - [وبالسند المتقدّم] قال منصور بن عمّار حدثني محمد الهلالي، قال:

شرك رجلان منّا في قتل الحسين (عليه السلام)، فأمّا أحدهما فابتلى بطول ذكره، وكان يركب الفرس فيلويه على عنق الفرس كما يلوي الحبل. وأمّا الآخر فابتلى بالعطش فكان يشرب راويةً [من] ماء [و] ما يروي(١) .

٤٥٦ - [وأيضاً قال القفّال: و] أخبرني أبو جعفر الأساني(٢) حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا موزع بن سويد:

____________________

=

أقول: ورواه عنه ابن عساكر في الحديث: (٣٤٣) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج.. ص٢٧٣ ط١.

ورواه أيضاً عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج٩ ص١٩٩.

ورواه أيضاً الذهبي في تاريخ الإسلام: ج٣ ص١٣.

كما رواه أيضاً السيوطي في الخصائص الكبرى: ج٢ ص١٢٧.

ورواه أيضاً المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص١٤٥، وقال:

خرجه ابن منصور بن عمّار.

(١) ورواه أيضاً ابن أبي الدنيا في الحديث: (٤١) من كتاب مجابي الدعوة، الورق ١٤ / ب / قال:

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان، حدثتني جدّتي أُمّ أبي، قالت:

أدركت رجلين ممّن شهد قتل الحسين، فأمّا أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفّه، وأمّا الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها.

ورواه أيضاً الطبراني في الحديث: (٩١) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١ / الورق... وفي ط١: ج٣ ص... قال:

حدثنا عليّ بن عبد العزيز، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا سفيان، حدثتني جدّتي أُمّ أبي، قالت:

شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن عليّ [فابتلي]: أمّا أحدهما فطال ذَكَرَه حتى كان يلفّه، وأمّا الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى تأتي على آخرها.

قال سفيان: رأيت ولد أدهما كان به خبلاً [] وكأنه مجنون.

ورواه عنهما ابن عساكر في الحديث: (٣١٦ - ٣١٧) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج.. ص٢٥٥ ط١.

(٢) كذا في الأصل.

ثمّ إنّ في أصليَّ كان قبل هذا الحديث هكذا: (الباب الثامن والثلاثون). والظاهر أنّه سهو من الكاتب، وحقّه أن يكون قبل الحديث: (٤٥٧) أو تاليه.

=

١٦٧

عن قطبة بن العلاء، قال: كنّا في [جمعٍ في] قرية قريبة من قبر الحسين [عليه السلام] فقلنا: ما بقي أحد ممّن أعان على قتل الحسين إلاّ وقد أصابته بليّة. فقال رجل: أنا والله ممّن أعان على قتل الحسين وما أصابني شيء!! قال: فقام يسوّي السراج، فأخذت النار في إصبعه فأدخلها في فيه ثمّ خرج هارباً إلى الفرات، قال: فطرح نفسه في الفرات فجعل يرتمس [في الماء] والنار ترفرف على رأسه، وإذا همّ أن يخرج أخذته حتى مات(١) .

٤٥٧ - [و] من [كتاب] خلاصة التفاسير، في تفسير قوله تعالى:( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ ) [٢٩ / الدخان: ٤٤] وذلك أنّ المؤمن إذا مات بكت عليه السماء والأرض(٢) أربعين صباحاً.

وقال عطاء: بكاؤها حمرة أطرافها.

وقال السدّي: لمّا قُتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) بكت [عليه] السماء. وبكاؤها حمرتها.

وعن ابن سيرين [قال]: أخبرونا أنّ الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قُتل الحسين (عليه السلام).

____________________

=

ثمّ إنّ في هامش نسخة السيد علي نقي بعد عنوان الباب - أو بحذاء عنوان الباب - كان هكذا: (في نسخة الأصل ليس هاهنا شيء، وبيّضت هذه الصفحة لأجله).

أقول: ومن هنا أعني من قوله: (أخبرني أبو جعفر الأساني) إلى قوله - قبل الحديث: (٤٦٤) قبل الباب: (٣٩) في ص١٨٥: (في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن...) قد أخذناه من نسخة طهران وقد سقط عن نسخة السيد علي نقي، كما ذكره في هامشه.

(١) وللحديث مصادر وأسانيد، وقد ذكره الحافظ ابن عساكر بأسانيد تحت الرقم: (٣١٣) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج.. ص٢٥٢ ط١.

(٢) هذا هو الصواب، وفي الأصل: (بكت عليه السلام والأرض).

١٦٨

الباب الثامن والثلاثون

[في تكلّم رأس ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقراءته وهو على القنا قوله تعالى:( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ].

٤٥٨ - أخبرنا الشيخ الأصيل النبيل بدر الدين أبو علي الحسن بن علي بن أبي بكر ابن يونس بن يوسف بن الخلاّل الدمشقي بقراءتي عليه، قال: [أخبرنا] أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني المقرئ قراءةً عليه وأنا أسمع - ليلة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وستّمئة - قيل له: أخبرك الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الإصبهاني - قراءةً عليه وأنت تسمع، في صفر سنة إحدى وسبعين وخمسمئة بالإسكندرية، فأقرّ به - قال: سمعت أبا عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد - بقراءتي عليه بإصبهان في سنة اثنين وتسعين وأربعمئة - يقول: سمعت أبا سعيد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمّان الرازي الحافظ بالريّ، قال: حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق لفظاً، حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد العسقلاني بطبريّة، حدثنا أبو الحسن علي ابن هارون الأنصاري، حدثنا محمد بن أحمد المصري، حدثنا صالح، حدثنا معاذ بن أسد الخراساني، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، حدثنا الأعمش، [قال]:

حدثنا سلمة بن كُهَيْل، قال: رأيت رأس الحسين بن علي [عليهما السلام] على القنا، وهو يقول:( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [١٣٧ / البقرة].

قال أبو الحسن العسقلاني: قلت لعليّ بن هارون: ألله إنّك سمعته من محمد بن

____________________

(١) قد ذكرنا في تعليق الحديث: (٤٥٦) أنّ هذا العنوان كان في صدر الحديث: (٤٥٦) وقلنا إنّه سهو، والصواب تأخيره إلى هذا الموضع وهو الحديث: (٤٥٨).

١٦٩

أحمد المصري؟ قال: الله إنّي سمعته منه. قال الأنصاريّ: قلت لمحمد بن أحمد: [الله] إنّك سمعته من صالح؟ قال: الله إنّي سمعته منه. قال محمد بن أحمد: قلت لصالح: الله إنّك سمعته من معاذ بن أسد؟ قال: الله إنّي سمعته منه. قال معاذ ابن أسد: فقلت للفضل: الله إنّك سمعته من الأعمش؟ قال: الله إنّي سمعته منه. قال الأعمش: قلت لسلمة بن كُهيل: الله إنّك سمعته منه؟ قال: ألله إنّي سمعته منه [في] باب الفراديس في دمشق لا مُثّل ولا شُبّه لي، وهو يقول:( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

قال الفضل: فقلت لأبي الحسن العسقلاني، الله إنّك سمعته من عليّ بن هارون؟ قال: الله إنّي سمعته منه.

فقلنا للفضل: الله إنّك سمعته من العسقلاني؟ قال: الله إنّي سمعته منه.

قال أبو سعد السمّان: قلت لعبد الوهاب الميداني: الله إنّك سمعته من الفضل؟ قال: الله إنّي سمعته [منه].

قال أبو علي الحدّاد: [قلت] لأبي سعد: الله إنّك سمعته من عبد الوهاب؟ قال: الله إنّي سمعته منه.

قال شيخنا الحافظ، فقلنا [لأبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد](١) : الله إنّك سمعته من أبي سعد؟ قال: الله إنّي سمعته منه.

قلنا لشيخنا الحافظ أبي طاهر أحمد: الله إنّك سمعته من أبي علي الحدّاد؟ قال: الله إنّي سمعته من أبي عليّ.

قال شيخنا أبو عليّ الحسن بن [علي ابن أبي بكر] الخلاّل: قلنا لشيخنا [أبي الفضل جعفر بن علي بن هبة الله] الهمداني: [الله] إنّك سمعته من الحافظ أبي طاهر السلفي؟ قال: الله إنّي سمعته منه.

[قال المؤلّف: قلت: إنّي سمعته من شيخنا أبي علي الحسن بن الخلاّل(٢) .

____________________

(١) ما بين المعقوفات فيه، وفي التوالي زيادات توضحية منّا.

(٢) أقول: والحديث رويناه في كتاب (عبرات المصطفين) عن مصدر آخر.

١٧٠

[في إظهار الله تعالى نبيّه زكريا (عليه السلام) على تأويل قوله تعالى في أوّل سورة (مريم):( كهيعص ) وأنّ تأويله هو شأن الإمام الحسين وظالمه].

٤٥٩ - نقل الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابُويه(١) القمّي (رحمه الله) في مصنّفه الموسوم بكتاب: كمال الدين(٢) في إثبات الغيبة لصاحب الزمان [في] أثناء قصّة طويلة ذكرها فيه بإسناده:

أنّ سعد بن عبد الله القمّي، قال: قلت لصاحب الزمان: يا ابن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أخبرني عن تأويل:( كهيعص ) [١ / مريم: ١٩]: قال:هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عليها زكريا، ثمّ قصّه على محمد (صلّى الله عليه وآله) وذلك أنّ زكريا (عليه السلام) سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة، فأهبط [الله] عليه جبرئيل (عليه السلام) فعلّمه إيّاها، فكان زكريا إذا ذكر محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن سرى عنه همّه وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العَبرة ووقعت عليه البهرة (٣) فقال ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعاً منهم تسلَّيت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين تدمع عينيّ وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته، فقال: ( كهيعص ) [١ / مريم: ١٩]فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره .

____________________

(١) هذا الحديث كان في أصلي مؤخّراً عن التالي، والظاهر أنّه من سهو النسّاخ.

(٢) رواه في الحديث: (٢١) من الباب: (٤٣) منه في ج٢ ص٤٦١ قال:

حدثنا محمد بن علي بن محمد [بن] حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمّي، قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني، قال: حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله...

ورواه أيضاً الطبرسي في الاحتجاج ص٢٣٩.

ورواه عنه في الحديث الأوّل من الباب: (٣٠) من بحار الأنوار: ج١٠، ص١٥١. وفي ط الحديث: ج٤٤ ص٢٢٣.

ورواه في هامشه بسندٍ آخر.

(٣) البُهْرة: - بضم الباء وسكون الهاء - واحدة البهر وهو انقطاع النفس من السعي الشديد أو الخوف أو الإعياء.

١٧١

[زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنته وابن عمّه وسبطيه، وتناولهم جميعاً

الطعام، ثمّ انصباب دموع رسول الله على الأرض، وسؤال الحسين عنه عن سبب

بكائه، وجواب رسول الله له: إنّ جبرئيل أخبرني أنّكم قتلى ومصارعكم شتّى.

وقول الحسين: يا رسول الله فمَن يزورنا على تشتّتنا وبُعد قبورنا؟

وجواب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له: يزوركم

طائفة من أُمّتي يريدون بذلك بِرّي وصلتي].

٤٦٠ - أخبرني الإمامان: العلاّمة نجم الدين عبد الغفّار بن عبد الكريم بن عبد الغفّار، وعلاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر الطاووسي القزوينيّان كتابةً بروايتهما عن الشيخين: عِزّ الدين محمد بن عبد الرحمان الواريني، وتاج الدين عبد الله ابن إبراهيم الشحاذي القزويني(١) إجازةً، قال: أنبأنا الشيخان: محمد بن الفضل بن أحمد، وزاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إجازةً، قال: أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع (رحمة الله عليه)(٢) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن علي

____________________

٤٦٠ - هذا الحديث كان في أصليَّ معاً متصلاً بالحديث: (٤٦٤) الآتي في الباب: (٣٩) ولكن الظاهر أنّ محلّه هاهنا، وأنّ تأخيره عن هذا الموضع من سهو الكتّاب.

ورواه أيضاً الخوارزمي في أوّل الفصل الرابع عشر من مقتل الإمام الحسين (عليه السلام): ج٢ ص١٦٦، ط الغري، قال:

أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، أخبرنا الفقيه أبو الحسن عليّ ابن أبي طالب الفرزادي بالري، أخبرنا الفقيه أبو بكر طاهر بن الحسنين الرازي، أخبرنا عمّي الشيخ الزاهد أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمان الرازي، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد الشروطي إملاءً، حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله، حدثني أبو رمح، حدثني عبد الأعلى بن واصل الكوفي، حدثني علي بن عبد الرحمان القطان، حدثني عبيد بن يحيى بن مهران، عن محمد بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال...

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (السحاوي).

(٢) والظاهر أنّه رواه في تاريخ نيسابور.

١٧٢

ابن خلف القرشي بالكوفة، قال: حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمّدي، قال: حدثنا عبيد بن يحيى بن مهران القطّان، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه:

عن عليّ (عليه السلام) قال: (زارنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فعلمنا له حرية فأهدت إليه أم أيمن قعباً من [لبن و] زبد [اً] وصفحة من تمر، فأكل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأكلنا معه، ثمّ وضّأْتُ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فمسح رأسه وجبينه بيده واستقبل القبلة ودعا ما شاء(١) ثمّ أكبّ على الأخر بدموع غزيرة مثل المطر.

[قال:] فهبنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن نسأله فوثب الحسين فأكبّ على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال: يا أبة رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله قطّ؟ قال: يا بُنّيّ إنّي سررت بكم اليوم سروراً لم أُسرّ مثله، وإنّ حبيبي جبرئيل (عليه السلام) أتاني فأخبرني أنّكم قتلى، مصارعكم شتّى، فأحزنني ذلك، فدعوت الله عزّ وجلّ بالخير. فقال الحسين: يا رسول الله فمَن يزورنا على تشتّتنا وتبعيد قبورنا؟ [فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يزوركم طائفة من أُمّتي يريدون بذلك بِرّي وصلتي(٢) .

[فـ] إذا كان يوم القيامة زرتهم بالموقف، فأخذت بأعضادهم فأنجيتهم من أهوالها وشدائدها.

____________________

(١) هذا هو الظاهر، وفي أصليّ مع: (ودعا رسول الله ما شاء...).

وفي مقتل الخوارزمي: (فدعا الله ما شاء...). وما بين المعقوفين أيضاً مأخوذ منه.

(٢) ما بين المعقوفين كان ساقطاً من أصليَّ معاً، وأخذناه من الباب: (٨) من كتاب تيسير المطالب ص١١٢، ومثله معنى في مقتل الخوارزمي.

والحديث رواه أيضاً الشيخ الصدوق (رحمه الله) في المجلس: (...) من أماليه ص... ولكن لم يتيسّر لنا مراجعته.

١٧٣

[ثواب زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ حول قبره سبعين ألف مَلَك شعثاً غبراً، يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة)].

٤٦١ - أخبرنا الصالح أبو الفضل [أحمد] بن هبة الله بن أحمد سماعاً عليه؛ بإجازته عن أبي روح المعزّ بن محمد الهروي، وأمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرحمان بن الحسن بإجازتهم، عن زاهر بن طاهر الشحامي، قال: أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمد بن علي السحابي الزوزني، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الحفيد، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، حدثني أبي سنة ستّين ومئتين، قال: حدثني علي بن موسى الرضا سنة أربع وتسعين ومئة، قال:

(حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: سُئل جعفر بن محمد عن زيارة قبر الحسين، فقال: أخبرني أبي قال: مَن زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفاً بحقّه كتبه الله في علّيّين.

ثمّ قال: إنّ حول قبره سبعين ألف ملك شعثاً غبراً، يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة) (١) .

____________________

٤٦١ - ورواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) بأسانيد في الحديث: (١٥٩) من الباب: (٣١) من عيون الأخبار: ج٢ ص٤٤ ط٣.

ورواه أيضاً في ذخائر العقبى ص١٥١، وقال: خرّجه أبو الحسن العتيقي.

ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (١٤) من مقتل الحسين (عليه السلام): ج٢ ص١٩٨، ط١، قال:

وأخبرنا الشيخ الفقيه العدل الحافظ أبو بكر عبيد الله بن نصر الزاغوني بمدينة السلام منصرفي من السفرة الحجازيّة، أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن محمد بن إسحاق ابن الباقرجي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عليّ بن بندار، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان ببغداد في باب المحول، حدثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا...

(١) وقريباً من ذيله رواه ابن المغازلي تحت الرقم: (٤٥٠) من مناقبه ص٣٩٧ قال:

وبالإسناد [المتقدّم، أي عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، عن أبي محمد عبد الله بن

=

١٧٤

[بيان الإمام الباقر (عليه السلام) كيفيّة زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) برواية الحاكم النيسابوري، والحافظ ابن عقدة].

٤٦٢ - قال [وروى] الحاكم(١) أبو عبد الله البيّع الحافظ (رحمه الله)، قال: حدثني أبو ذرّ محمد بن المنذر المفيد بالكوفة، وكتبه بخطّه، قال: حدثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عامر الحضرمي من كتابه سنة خمس وستّين ومئتين، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ التميمي، قال: حدثنا حفص بن غياث النخعي، عن محمد بن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن محمد بن عليّ، قال:

(فإذا أتيت قبر أبي عبد الله - يعني الحسين بن عليّ (عليهما السلام) -فاغتسل من الفرات موضع الدالية، ثمّ ائت وعليك السكينة والوقار حتى تنتهي إلى باب الحير (٢) ثمّ قل:

بسم الله وبالله، وعلى ملّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

[السلام على] أمين الله على وحيه وعزائم أمره والخاتم لما سبق، والقائم بما استقبل (٣)

____________________

=

يحيى بن موسى النصيبي، عن حميد بن مسبح، عن أبي الطيّب أحمد بن عبد الله الداري، عن يمان بن سعيد]:

حدثنا الربعي، حدثنا فضيل بن يسار، قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): أيّ قبور الشهداء أفضل؟ قال:(أوليس أفضل الشهداء عندك الحسين (عليه السلام)؟ فو الذي نفسي بيده: إنّ حول قبره أربعين ألف ملك شعثاً غبراً، يبكون عليه إلى يوم القيامة) .

أقول: وللحدث طرق جمّة تجدها في الباب: (... و...) من كامل الزيارات ص١٠٩، و١٥٩.

(١) ما بين المعقوفين زدناه لإصلاح الكلام، ومع ذلك لا نطمئن بصحّته؛ لأنّ مرجع الضمير غير معلوم، ويحتمل أيضاً زيادة لفظة: (قال) في التالي وعليه يلتئم الكلام ويستغني عمّا وضعناه بين المعقوفين، ولكن يبقى الكلام في الوسائط بين المؤلِّف والحاكم.

(٢) هذا هو الصواب، وذكره في الأصل بالخاء المعجم.

(٣) كذا في أصليّ، وفي زيارة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الخاتم لما سبق، والقائم بما استقبل).

١٧٥

والداعي إلى الحقّ، والمهيمن على ذلك كلّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ عبدك ورسولك، وخيرتك من خلقك، وأمينك على وحيك، أفضل ما صلّيت على أحدٍ من أنبيائك ورسلك.

وصلِّ على [عليٍّ] أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته لعلمك، وجعلته هادياً لمَن شئت مِن خلقك، والمهيمن على ذلك كُلّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته (١) .

اللَّهمّ وصلّ على الحسن بن عليّ ابن رسولك الذي انتجبته لعلمك، وجعلته هادياً لمَن شئت مِن خلقك، والدليل على مَن بعثته برسالتك، والقائم بالدين بعدلك وفصل قضائك من خلقك، والمهيمن على ذلك كُلّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته (٢) .

ثمّ تقول هذا لكلّ إمامٍ من ولد الحسين بن عليّ (عليهما السلام) حتى تنتهي إلى آخر الأئمّة (صلوات الله عليهم)، ثمّ تقول عندما أتيت القبر:

السلام عليك يا أبا عبد الله، ورحمك الله يا أبا عبد الله، ولعن الله مَن قتلك، وانتهك حرمتك [أشهد أنّ الذين خالفوك وحاربوك وقتلوك] ملعونون على لسان النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) (٣) .

و [السلام] عليك وعلى أبيك وأُمّك، وأشهد أنّك قد بلّغت من الله ما أمرت به ولم تخش أحداً غيره، وعبدته حتى أتاك اليقين.

أشهد أنّكم كلمة التقوى وأبواب الهدى (٤) والعروة الوثقى، والحجّة على مَن بقي، ومَن تحت الثرى.

أشهد أنّ ذلك لكم سابق فيما مضى، وأنّ ذلك لكم قائم فيما بقي.

أشهد أنّ أرواحكم وطينتكم طيّبة، طابت وطهرت، بعضها من بعض من الله ومن رحمته اجتباكم (٥) .

أُشهد الله ربّي وأُشهدكم أنّي بكم رابق (٦) ولكم تابع في ذات نفسي، وفي شرائع

____________________

(١ - ٢) هذا هو الظاهر في الموردين، وفي أصليّ في الموردين: (والسلام عليك...).

(٣) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.

(٤) كذا.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب، وفي أصليَّ: (ومن رححته اجتباكم).

(٦) كذا في الأصل، ولكن بنحو الإهمال، فإن صحّ فلعلّه بمعنى: إنّي بكم متعلّق.

١٧٦

ديني ومنقلبي ومثواي، لعلّ الله عزّ وجل أن يتمّم ذلك لي.

أشهد أنّكم قد بلّغتم عن الله عزّ وجلّ ما أُمرتم به ولم تخشوا أحداً غيره، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين.

اللّهمَّ العن الذين بدّلوا دينك، واتّهموا رسولك، وصدّوا عن سبيلك، ورغبوا عن أمرك.

اللّهمّ احش قبورهم ناراً، واحش أجوافهم ناراً، واحشر حزبهم وأشياعهم إلى جهنّم.

اللّهمّ العن طواغيت هذه الأُمّة وفراعنتها وجواليتها (٨) والعن قتلة أمير المؤمنين، والعن قتلة الحسين، وعذّبهم عذاباً لا تعذّبه أحداً من العالمين.

السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا حجّة الله، [أشهد أنّك] قد بلّغت ناصحاً، وقُتلت صدّيقاً، ومضيت على يقينٍ، لم تُؤثّر غيّاً على هدى، ولم تمل من حقٍّ إلى باطل.

أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت القرآن حقّ تلاوته.

السلام على ملائكة الله المقرّبين، السلام على أنبياء الله المرسلين، الذين هم في خلقه مقيمين.

ثمّ تنكبّ على القبر عند رأسه فتقول:

السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا حجّة الله على مَن في الأرض ومَن تحت الثرى.

أشهد أنّك عبد الله وابن رسوله، وأنّك قد بلّغت عن الله عزّ وجلّ مناصحاً صدّيقاً، وافيت ووفيت، وجاهدت في سبيل الله ومضيت على يقين من ربّك: شهيداً وشاهداً ومشهوداً، فأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت ربّك حتى أتاك اليقين. فصلّى الله عليك [يا] أبا عبد الله [أنا] مولاك وفي طاعتك

____________________

(١) لعلَّ هذا هو الصواب، فإن صحّ فهو جمع: (جالوت)، ويراد منه هاهنا قوّاد الزور وأُمراء الجور، وزعماء الضلالة.

وذكره في أصليّ مهملة: (وحواليتها)؟

١٧٧

[أنا] مولاك الوافد إليك، ألتمس ثبات القدم في الهجرة، وكرامة المنزلة في الآخرة.

أتيتك - بنفسي وأهلي ومالي وولدي - بحقّك عارفاً [و] مقرّاً بالهدى الذي أنت عليه، معتصماً بطاعتك، موجباً بفضلك.

لعنة [الله] على أُمّةٍ قتلتك، وظاهرت عليك وخالفتك، وجحدت حقّك.

اللّهمّ العنهم لعناً يلعنهم كل مَلَكٍ مقرّب [و] نبيّ مرسَل.

ثمّ ترفع رأسك وتستند ظهرك إلى القبر ووجهك إلى القبلة، وتقول:

[اللّهمّ] إنّي أتوجّه إليك بمحبّة أهل بيت نبيّنا أحمد، نبيّ الرحمة صلّى الله عليه وعلى الأئمّة من أهل بيت نبيّ الرحمة.

وأعط (١) محمّداً وآل محمد من البهاء والكرامة والنضرة والشرف والفضل والفضيلة والوسيلة والشفاعة عندك أفضل ما تعطي أحداً من المخلوقين كلهم أضعافاً مضاعفةً كثيرة لا يحصيها أحد غيرك، وعجّل فرجهم واهلك عدوّهم من الجنّ والإنس، فإنّك على كل شيءٍ قدير، وصلّى الله على محمد وآله ورحمة الله وبركاته.

اللّهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، ولا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليّك وابن رسولك، وصلّى الله عليه وعلى آله ورحمة الله وبركاته (٢) .

____________________

(١) هذا هو الظاهر، أي: اللّهمّ أعط محمّداً وآل محمّد... وفي أصليّ: (وتعطي).

(٢) ثمّ إنّا بيّضنا أوّل هذا الحديث في (١٦) من شهر ذي الحجّة من سنة (١٣٩٧) في قم، وأتممناه في ليلة (١٧) منه في كاشان.

١٧٨

[زيارة الجامعة الكبيرة التي تُزار بها كل واحدٍ من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)]

٤٦٣ - [قال الحاكم: و] أخبرني عليّ بن محمد بن موسى، قال: حدثنا محمد بن [عليّ بن] الحسين الفقيه الرازي(١) قال: حدثنا عليّ بن أحمد الدقاق في آخرين، قالوا: حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد الله الأسدي(٢) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا موسى بن عبد الله النخعي(٣) قال:

قلت لعليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب - عليهم الصلاة والسلام -: علّمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم.

فقال:(إذا صرتَ إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غُسل، فإذا دخلتَ ورأيتَ القبرَ فقف وقل: (ألله أكبر، ألله أكبر) ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خطاك، ثمّ قف وكبّر الله ثلاثين مرّة، ثمّ ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرّة، تمام مئة تكبيرة، ثمّ قل:

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة [وموضع الرسالة] (٤) ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة (٥) ،وخزّان العلم، ومنتهى الحلم، وأُصول الكرم،

____________________

(١) وهو الشيخ الصدوق (رحمه الله)، والحديث رواه في الباب: (٦٨) في آخر كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص٢٧٢، وفي ط٢ ص٢٧٧، قال:

حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن عبد الله الورّاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي أبو الحسين الأسدي...

والحديث قد حُكي عن كتاب مَن لا يحضره الفقيه، وتهذيب الأحكام أيضاً، ولكن لم يتيسّر لي الرجوع إليهما.

(٢) كذا.

(٣) كذا في الأصل، وفي طبع الغري من عيون الأخبار: (موسى بن عمران النخعي).

(٤) كذا في عيون الأخبار طبع الغري، وفي الأصل: (السلام عليكم يا أهل بيت رسول الله ومختلف الملائكة).

(٥) كذا في الأصل، وفي كتاب عيون الأخبار: (ومعدن الرسالة).

١٧٩

وقادة الأُمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأُمناء الرحمان، وسلالة النبيّين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة ربّ العالمين ورحمة الله وبركاته.

السلام على أئمّة الهدى، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى وذوي النهي وأُولي الحِجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى والدعوة الحسنى، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأُولى (١) ورحمة الله وبركاته.

السلام على محالّ معرفة الله (٢) ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحَفَظة سرّ الله، وحملة كتاب الله، وأوصياء نبيّ الله، وذرّيّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) [ورحمة الله] وبركاته.

السلام على الدعاة إلى الله والأدلاّء على مرضاة الله، والمستوفرين في أمر الله، والثابتين في محبّة الله (٣) والمخلصين في توحيد الله، والمظهرين لأمر الله ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته.

السلام على الأئمّة الدُعاة والقادة الهُداة، والسادة الوُلاة، والذّادة الحُماة (٤) وأهل الذكر وأُولي الأمر، وبقيّة الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه، وحجّته وصراطه ونوره [وبرهانه] ورحمة الله وبركاته.

أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، كما شهد الله لنفسه وشهدت له الملائكة وأولو العلم من خلقه، لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم، وأنّ الدين عند الله الإسلام (٥) .

وأشهد أنّ محمّداً عبده [المنتَجَب] ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.

وأشهد أنّكم الأئمّة الهادون المهديّون، الراشدون المكرّمون، المُقرّبون المتّقون، الصادقون المصطفون، المطيعون لله، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته.

اصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه (٦) واختاركم لسرّه، واجتباكم بقدرته،

____________________

(١) كذا في الأصل، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار: (وحجج الله على أهل الآخرة والأُولى).

(٢) هذا هو الصواب الموافق لعيون الأخبار، وفي أصليّ هاهنا تصحيف.

(٣) كذا في الأصل، وفي كتاب عيون الأخبار: (والمستقرين في أمر الله ونهيه، والتامّين في محبّة الله).

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، وفي أصليّ: (والهادة الهداة، والزادة الحماة).

(٥) جملة: (وأنّ الدين عند الله الإسلام) غير موجودة في طبع الغري من عيون الأخبار.

(٦) كذا في الأصل، وفي كتاب عيون الأخبار: (وارتضاكم لدينه...).

١٨٠