خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب16%

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 344

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
  • البداية
  • السابق
  • 344 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80686 / تحميل: 7511
الحجم الحجم الحجم
خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

فقلت لأبي إسحاق: أين سمعته [ منه ](١) ؟ قال: وقف عليّ ها هنا فحدّثني [ به ](٢) .

[ و ](٣) رواه إسرائيل فقال: عن أبي إسحاق، عن البراء:(٤)

٦٩ - أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبيد الله [ بن موسى ] قال: حدثنا إسرائيل [ بن يونس ]، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لعليّ:(أنت منّي وأنا منك) .

ورواه القاسم بن يزيد الجَرْمي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة وهانئ، عن عليّ:

٧٠ - أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدثنا القاسم [ بن يزيد ] قال: حدثنا إسرائيل [ بن يونس ]، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ، عن عليّ قال:

____________________

(١ و ٢) من ط، أ، ب.

(٣) من ط.

(٤) بل ورواه أيضاً إسرائيل عن أبي إسحاق، عن حبشي؛ فلاحظ تعليقة الحديث المتقدّم.

٦٩ - هذا جزء من حديث مطوّل سيأتي برقم ١٩٣.

ورواه باختصار أيضاً الترمذي في الجامع: ٥ / ٦٣٥: ٣٧١٦ عن وكيع عن إسرائيل، وعن البخاري عن عبيد الله بن موسى... ثمّ قال: وفي الحديث قصّة.

ولاحظ الحديث التالي.

٧٠ - ورواه آدم بن أبي إياس عن إسرائيل: تاريخ دمشق: ح ١٧٣ بالاقتصار على فضيلة عليّ.

ورواه أسد بن موسى عن إسرائيل: مشكل الآثار للطحاوي: باب ٤٨٢ ح ٣٣٥٠.

ورواه إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل: سنن أبي داود: ح ٢٢٨٠ دون ذكر الفضائل، السنن

=

١٠١

لمّا صدرنا من مكّة إذا ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم، فتناولها عليّ فأخذها فقال لفاطمة: دونك ابنة عمّك. فحملتها، فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد، فقال عليّ: أنا أحقّ بها وهي ابنة عمّي. وقال جعفر: ابنة عمّي وخالتها تحتي. وقال: زيد: بنت أخي. فقضى بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لخالتها وقال:(الخالة بمنزلة الأمّ) .

____________________

=

الكبرى للبيهقي: ٨ / ٥، تاريخ بغداد: ٤ / ١٤٠ ترجمة أحمد بن داود بن جابر السراج.

رواه أسود بن عامر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ وحده: مسند أحمد: ح ٨٥٧.

ورواه الحجّاج عن إسرائيل: مسند أحمد: ح ٩٣١.

ورواه عبيد الله بن موسى عن إسرائيل: المصنَّف لابن أبي شيبة: ح ٢٦ من فضائل عليّ (عليه السلام) بالاقتصار على فضيلته، ولم يذكر هبيرة في السند، وفي ح ٥ من فضائل جعفر وبالاقتصار على فضيلته وفيه عن هبيرة عن هانئ، وفي ح ٨ من فضائل أسامة وأبيه بالاقتصار على فضيلته دون ذكر هبيرة في السند، وعنه ابن حبّان في صحيحه: ح ٧٠٤٦ بالاقتصار على فضيلة جعفر، مستدرك الحاكم: ٣ / ١٢٠، الطبقات الكبرى: ٤ / ٣٦، مسند البزّار: ح ٧٤٤ عن هانئ وحده، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ٦ إشارة.

ورواه يحيى بن آدم عن إسرائيل: مسند أحمد: ح ٧٧٠، مسند أبي يعلى: ح ٥٢٦ و ٥٥٤ مكرّراً وبالاقتصار على فضيلة زيد، هذا الكتاب ح ١٩٤ أي الحديث الأخير منه، مسند ابن راهويه كما في نصب الراية: ٣ / ٢٦٧.

ورواه زكريّا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق: مسند أبي يعلى: ح ٤٠٥ دون ذكر الفضائل عن هانئ وحده، مشكل الآثار للطحاوي باب ٤٨٢ ح ٣٣٥٠ دون الفضائل عن هانئ وحده، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ٦ إشارة.

ورواه عبد الرحمان بن أبي ليلى عن عليّ: مشكل الآثار: ح ٣٣٥٢ دون الفضائل.

ورواه نافع بن عجير عن عليّ: مشكل الآثار: ح ٣٣٥٤ و ٣٣٥٥، وكما سيأتي في الحديث ما بعد التالي فلاحظ تخريجاته هناك.

ورواه عبد الله بن عبّاس والبراء بن عازب وأسامة بن زيد وغيرهم، وسيأتي حديث أسامة برقم ١٣٨، وحديث البراء تقدّم برقم ٦٩، وسيأتي بطوله برقم ١٩٣.

١٠٢

وقال لعليّ:(أنت منّي وأنا منك) . وقال لجعفر:(أشبهتَ خَلقي وخُلُقي) . وقال لزيد:(يا زيد أنت أخونا ومولانا).

١٠٣

ذكر قوله (صلّى الله عليه وسلّم): عليّ كنفسي

٧١ - أخبرنا العبّاس بن محمّد قال: حدثنا الأحوص بن جوّاب قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(لينتهينّ بنو وليعة (١) أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذريّة) .

فما راعني إلاّ وكفّ عمر في حجزتي من خلفي [ قال ](٢) : مَن يعني؟ فقلت: ما إيّاك يعني ولا صاحبك. قال: فمَن يعني؟ قلت(٣) : خاصف النعل. قال: وعليّ يخصف نعلاً.

____________________

٧١ - ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي الجوّاب وهو الأحوص: المصنَّف: ح ٧٤ من فضائل عليّ (عليه السلام) مكتفياً بالمرفوع دون قول أبي ذرّ.

ورواه عثمان بن أبي شيبة عن الأحوص: مناقب الكوفي: ح ٣٦٣ ج ١ ص ٤٦١.

ورواه يحيى بن آدم عن يونس: الفضائل لأحمد: ح ٩٠ إلاّ أنّه لم يذكر أبا ذر في السند صريحاً بل ذكره في الحديث؛ وبذلك يرتفع الإرسال.

وللحديث شواهد من طريق: عليّ وعبد الرحمان بن عوف والمطلب بن عبد الله بن حنطب وعبد الله بن شداد وغيرهم.

ولكلّ من فقراته أيضاً شواهد.

(١) بنو وليعة هم ملوك حضر موت.

(٢) من نسخة طهران.

(٣) في ج، غ، ب: قال.

١٠٤

ذكر قول النبي (صلّى الله عليه وسلّم): أنت صفيّي وأنت أميني

٧٢ - أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدثنا [ محمّد بن يحيى ] بن أبي عمر وأبو مروان [ محمّد بن عثمان بن خالد ] قالا: حدثنا عبد العزيز [ بن محمّد الدراوردي ]، عن يزيد بن عبد الله بن [ أسامة بن ](١) الهاد، عن محمّد بن نافع بن عُجَير، عن أبيه، عن عليّ قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(أمّا أنت يا عليّ فصفيّي وأميني) .

____________________

(١) من طبعة مصر وبيروت، ومثلها في ب.

٧٢ - هذا جزء من الحديث المتقدّم برقم ٧٠ فلاحظ تخريجاته هناك.

ورواه ابن أبي عمر في مسنده كما في المطالب العالية: ٢ / ٥٥ ح ١٦٣٥، ومن طريقه الطحاوي في مشكل الآثار: ح ٣٣٥٥ في الباب ٤٨٢ إلاّ أنّه فيه: عن محمّد عن نافع بن جبير! عن أبيه عن عليّ... الحديث بطوله كما تقدّم برقم ٧٠ لكن مع اختلاف.

ورواه أبو خالد عن الدراوردي: مناقب الكوفي: ح ٤١٠ وفيه: عن محمّد بن إبراهيم عن نافع.

ورواه عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي: تاريخ البخاري: ١ / ٢٤٩ في ترجمة محمّد بن نافع، إلاّ أنّه اكتفى من الحديث بقوله: (الخالة أمّ).

ورواه عبد الملك بن عمرو عن الدراوردي إلاّ أنّه قال: عن محمّد بن إبراهيم عن نافع بن عجير عن أبيه عن عليّ: كما في سنن أبي داود: ٢ / ٢٨٤ ح ٢٢٧٨، وأشار إلى اختصاره، ومسند البزّار: ق ٧٨، وسنن البيهقي كما تقدّم آنفاً.

ورواه الفضل بن محمّد الشعراني عن إبراهيم بن حمزة عن عبد العزيز الدراوردي: كما في السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ٦، وذكر شطراً من الحديث إلاّ أنّه قال في قصّة بنت حمزة، وكان قد ذكر قبله قصّتها كاملة ثمّ قال: هكذا حدثناه وكذلك رواه محمّد بن يحيى الذهلي عن إبراهيم بن حمزة، وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمّد وهو في كتاب سنن أبي داود... عن عبد الملك بن عمرو عن عبد العزيز بن محمّد عن يزيد بن الهاد عن محمّد بن إبراهيم عن نافع بن عجير عن أبيه عن عليّ (عليه السلام) والله أعلم، والّذي عندنا أنّ الأوّل أصحّ، وكذلك رواه الأويسي

=

١٠٥

ذكر قول النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم):

لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو علي

٧٣ - أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا إسرائيل [ بن يونس ]، عن أبي إسحاق، عن حُبشي بن جنادة السَّلولي قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(عليّ منّي وأنا منه، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنّا أو عليّ) .

____________________

=

عن عبد العزيز بن محمّد.

ورواه محرز بن سلمة وأبو مروان العثماني عن الدراوردي: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٨٥ ح ١٣٣٠.

ورواه بكر بن مضر عن ابن الهاد: كما في مشكل الآثار للطحاوي: ح ٣٣٥٤.

٧٣ - تقدّم هذا الحديث برقم ٦٨ من رواية شريك عن أبي إسحاق؛ فلاحظ تخريجاته هناك بالهامش، ولاحظ الأحاديث التالية، ورواه المصنّف بهذا السند والمتن في المناقب من السنن الكبرى أيضاً: ٥: ٤٥ ح ٨١٤٧.

١٠٦

ذكر توجيه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ببراءة مع عليّ

٧٤ - أخبرنا محمّد بن بشّار قال: حدثنا عفّان [ بن مسلم ] وعبد الصمد [ بن عبد الوارث ] قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب، عن أنس قال:

بعث النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ببراءة مع أبي بكر ثمّ دعاه فقال:

(لا ينبغي أن يبلغ هذا عنّي إلاّ رجل من أهلي) .

ثمّ دعا عليّاً فأعطاه إيّاه.

____________________

٧٤ - ورواه بهذا السند والمتن الترمذي في الجامع الصحيح: ٥: ٢٧٥ ح ٣٠٩٠ في كتاب تفسير القران، والحسكاني في شواهد التنزيل: ١: ٣٠٦ ح ٣١٠ بسنده عن أبي بكر بن خزيمة عن ابن بشار.

ورواه أحمد عن عفّان وعبد الصمد: المسند: ٢٠ / ٤٣٤: ١٣٢١٤ وفيه: (فلمّا بلغ ذا الحليفة). وهكذا في رواية القطيعي.

ورواه أحمد عن عفّان وحده: المسند: ح ١٤٠١٩.

ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن عفّان: المصنَّف: ح ٧٢ من فضائل عليّ (عليه السلام).

ورواه تمتام واسمه محمّد بن غالب عن عفّان: شواهد التنزيل: ح ٣١١.

ورواه الحسن بن محمّد بن الصباح عن عفّان: ح ٨٧٩ من ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ٢ / ٣٧٧ ط ٢.

ورواه الحبري الحسين بن الحكم عن عفّان وحده: شواهد التنزيل: ح ٣١٢.

ورواه خضر بن أبان عن عفّان: مناقب الكوفي: ح ٣٩٠.

ورواه زهير عن عفان: مسند أبي يعلى: ٥ / ٤١٢: ٣٠٩٥.

ورواه عليّ بن سهل البزاز عن عفّان: معجم الشيوخ لابن الأعرابي: ق ٢٢٠ / ب مع زيادة.

ورواه عليّ بن عبد العزيز البغوي عن عفان: شواهد التنزيل: ح ٣١٢.

ورواه محمّد بن إسحاق عن عفّان: ح ٣١٤ من شواهد التنزيل: ١ / ٣٠٨.

ورواه عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه: شواهد التنزيل: ح ٣١٦.

١٠٧

٧٥ - أخبرنا العبّاس بن محمّد [ الدوري ](١) قال: حدثنا أبو نوح - واسمه عبد الرحمان بن غزوان - قُراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن عليّ:

____________________

ورواه أبو قلابة عن عبد الصمد بن عبد الوارث وحده: كما في ح ٨٨٠ من ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ دمشق، وح ١٩٧ من مناقب الخوارزمي في الفصل ١٥، وح ٣١٥ من شواهد التنزيل.

ورواه محمّد بن أبي بكر المقدمي عن عبد الصمد: شواهد التنزيل: ح ٣١٧.

ورواه عثمان بن عمر بن فارس عن حماد: شرح مشكل الآثار للطحاوي: ح ٣٥٨٨.

ورواه الكرماني بن عمرو عن حمّاد: شواهد التنزيل: ح ٣١٨.

ورواه محمّد بن عبد الله الخزاعي عن حمّاد: ح ٦٩ و ٢١٢ من فضائل أحمد برواية القطيعي، وح ٣٠٩ من شواهد التنزيل للحسكاني: ١ / ٣٠٥، قال: ورواه جماعة عن حمّاد.

ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي مقروناً بعبد الصمد عن حمّاد: مناقب الخوارزمي: ح ١٩٧، وشواهد التنزيل: ح ٣١٥، ومناقب الكوفي: ح ٤١٥.

وذكره السيوطي في الدرّ المنثور: ٤ / ١٢٢ وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسَّنَه، وأبو الشيخ وابن مردويه.

(١) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

٧٥ - ورواه القاسم بن سلام أبو عبيد عن أبي نوح قراد: الأموال: ص ١٧٨ برقم ٤٥٨، وعنه البلاذري في أنساب الأشراف: ح ١٦٨ من ترجمة أمير المؤمنين به، إلاّ أنّه لم يذكر عليّاً في السند.

وروى نحوه سفيان بن عيينة والثوري عن أبي إسحاق عن زيد عن عليّ: سنن الترمذي: ٥: ٢٧٦ ح ٣٠٩٢، وأشار إلى طرقه، وح ٥٩٤ من المسند لأحمد، والحميدي: ٤٨، والدارمي: ١٩١٩، وأبي يعلى: ح ٤٥٢، والبيهقي: ٩ / ٢٠٧، والحاكم: ٤ / ١٧٨، والدار قطني في العلل: ٣ / ١٦٤.

ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق: تفسير الطبري: ١٠ / ٤٦.

١٠٨

أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر ثمّ أتبعه بعليّ فقال له:(خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكّة) .

قال:فلحقته فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال: يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟ قال: (لا [ إلاّ ] (١) إنّي أُمرتُ أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي) .

٧٦ - أخبرنا زكريّا بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن عمر [ بن محمّد مشكدانة ]

____________________

وروى نحوه البزّار في مسنده: (٥٨٧)، والطبري في تفسيره: ١٠ / ٤٦ و ٤٧، والبيهقي: ٩ / ٢٠٦ من طريق معمر وابن أبي زائدة وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن زيد عن عليّ.

ورواه زيد بن يثيع عن أبي بكر أيضاً: ح ٤ من مسند أحمد، وح ١٠٤ من مسند أبي يعلى الموصلي، والمروزي: ح ١٣٢.

ورواه حنش عن عليّ: مسند أحمد: ح ١٢٩٧، وفي الفضائل ح ٣٢٥ من رواية عبد الله بن أحمد، وتاريخ دمشق لابن عساكر: ح ٨٩١ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وشواهد التنزيل: ح ٣١٩.

ورواه الحارث الأعور عن عليّ: تفسير الطبري: ١٠ / ٤٦ بسندين.

ورواه الشعبي عن عليّ: ح ٣٢٠ من شواهد التنزيل دون إشارة إلى قصّة أبي بكر.

وللحديث شواهد.

(١) من ط، أ، ب.

٧٦ - ورواه زيد بن الحباب عن فطر: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩٦ ح ٣٨٥.

ورواه عليّ بن هاشم عن فطر: مناقب الكوفي: ح ٣٧٣.

ورواه أبي نعيم الفضل بن دكين عن فطر: مناقب الكوفي: ٢ / ٤٦٦ ح ٩٦١ ط ١.

ورواه يزيد بن هارون عن فطر: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩٥ ح ١٣٨٤.

١٠٩

قال: حدثنا أسباط [ بن محمّد ]، عن فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن رُقيم، عن سعد قال:

بعث رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أبا بكر ببراءة حتّى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليّاً فأخذها منه، ثمّ سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه، فقال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي) .

٧٧ - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: قرأت على أبي قرة موسى بن طارق، عن [ عبد الملك ] بن جريج قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن أبي الزبير، عن جابر:

____________________

وروى نحوه الجورقاني في الأباطيل: ١٢٦ من طريق فطر.

ورواه ابن مردويه بسنده عن سعد: كما في الدرّ المنثور: ٤ / ١٢٣.

ورواه الحارث بن مالك عن سعد: مسند الصحابة للشاشي في مسند سعد: ق ١٢ / أ، وعنه ابن عساكر في ح ٢٧٨ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق.

وهذا الحديث كما يعرف من رواية ابن عساكر وابن أبي عاصم وغيرهما هو جزء من الحديث المتقدّم برقم ٤٠ و ٦٠ عن أحمد بن يحيى عن عليّ بن قادم عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث وبرقم ٤١ بالسند المذكور هنا، وبرقم ٥٩ عن القاسم بن زكريّا بن دينار عن أبي نعيم عن فطر؛ فلاحظ تخريجاته فيما تقدّم.

٧٧ - وأورده النسائي أيضاً في السنن في المجتبى: ٥ / ٢٤٧ في كتاب الحجّ، وفي الكبرى: ٢ / ٤١٦ ح ٣٩٨٤.

وبهذا السند والمتن رواه الدارمي في السنن: ٢ / ٦٦، والحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ٤١٦ ح ٣٢٦، والبيهقي في السنن: ٥ / ١١١ إشارة.

ورواه محمّد بن يوسف الزبيدي أبو حمة عن أبي قرة: سنن البيهقي: ٥ / ١١١.

وللحديث شواهد من غير طريق، وتقدّم في ح ٢٤ من رواية ابن عبّاس.

١١٠

أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) حين رجع من عمرة الجِعْرانة(١) بعث أبا بكر على الحجّ فأقبلنا معه حتّى إذا كنّا بالعرج ثُوِّب(٢) بالصبح، ثمّ استوى ليكبّر فسمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) [ الجَدعاء ](٣) ، لقد بدا لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في الحجّ، فلعلّه أن يكون رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنصلّي معه! فإذا عليّ عليها، فقال له أبو بكر: أميرٌ أم رسول؟ فقال:لا، بل رسول أرسلني رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ببراءة أقرؤها على النّاس في مواقف الحجّ. فقدمنا مكّة فلمّا كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب النّاس فحدّثهم عن مناسكهم، حتّى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على النّاس براءة حتّى ختمها، ثمّ خرجنا معه حتّى إذا كان يومُ عرفة قام أبو بكر فخطب النّاس فحدّثهم عن مناسكهم، حتّى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على النّاس سورة البراءة حتّى ختمها، ثمّ كان يوم النحر فأفضنا، فلمّا رجع أبو بكر خطب النّاس فحدّثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم، فلمّا فرغ قام عليّ فقرأ على النّاس براءة حتّى ختمها، فلمّا كان يوم النفر الأوّل قام أبو بكر فخطب النّاس فحدّثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون فعلّمهم مناسكهم، فلمّا فرغ قام عليّ فقرأ على النّاس براءة حتّى ختمها.

____________________

(١) موضع بين مكّة والطائف. وقيل: بكسر العين وتشديد الراء.

(٢) أي أُقيم للصلاة.

(٣) من طبعة مصر، والمجتبى من السنن، وسنن الدارمي، وشواهد التنزيل.

١١١

باب قول النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم):

مَن كنت وليّه فعليّ وليّه

٧٨ - أخبرنا محمّد بن المثنّى قال: حدثني يحيى بن حمّاد قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان [ بن مهران الأعمش ] قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال:

لمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن حجّة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقُمِمنَ(١) ثمّ قال:(كأنّي قد دُعِيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الأخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض). ثمّ قال:(إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن) .

ثمّ أخذ بيد عليّ فقال:(مَن كنت وليّه فهذا وليّه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه) .

فقلت لزيد: سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ فقال: ما كان في الدوحات أحدٌ إلاّ رآه بعينيه وسمعه بأُذنيه.

____________________

(١) من قمم بمعنى كنس.

٧٨ - ورواه المصنّف أيضاً في كتاب المناقب من السنن الكبرى: ٥ / ٤٥: ٨١٤٨ ح ١٢ من فضائل عليّ (عليه السلام).

ورواه بهذا ابن أبي عاصم في السنّة: ص ٥٩٢ ح ١٣٦٥ السند مع الاقتصار على فقرة (مَن كنت مولاه فعليّ مولاه)، والبزّار في مسنده كما في كشف الأستار: ٣ /: ١٩٠: ٢٥٣٩.

ورواه أحمد بن حنبل وخلف بن سالم عن يحيى بن حمّاد: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٠٩، وعنه الخوارزمي في المناقب: فصل ١٤ ص ١٨٢ عن خلف وحده.

ورواه عبد الأعلى النرسي عن يحيى: أمالي المرشد بالله: ج ١ ص ١٤٩ ذيل ح ٧.

ورواه عبد الملك الرقاشي عن يحيى: أنساب الأشراف: ح ٤٨ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

١١٢

____________________

ورواه كثير بن يحيى عن أبي عوانة: المعجم الكبير للطبراني: ٥ / ١٦٦: ٤٩٦٩، مناقب الكوفي: ح ٩١٩ ط ١.

ورواه سعيد بن عبد الكريم عن الأعمش: المعجم الكبير: ٥ / ١٦٦: ٤٩٦٩.

ورواه شريك عن الأعمش: كشف الأستار: ٣ / ١٨٩: ٢٥٣٨، المعجم الكبير: ٥ / ١٦٦: ٤٩٧، المعرفة والتاريخ للفسوي: ١ / ٥٣٦، مناقب الكوفي: ح ٨٨٢، المعجم الأوسط: ٢ / ٥٧٦ ح ١٩٨٧ بحديث المناشدة فلاحظ ذيل الحديث ٨٥ الآتي.

ورواه محمّد بن فضيل عن الأعمش: سنن الترمذي: ٥ / ٦٦٣ ح ٣٧٨٨ باب مناقب أهل البيت، مناقب الكوفي: ح ٦٠٤ ط ١، الأمالي الخميسيّة: ج ١ ص ١٥٢.

ورواه حكيم بن جبير عن أبي الطفيل: المعجم الكبير للطبراني: ٥ / ١٦٦ ح ٤٩٧١، مناقب الكوفي: ح ٨٤٩ ط ١، تهذيب الكمال: ١١ / ٩٠ ترجمة سعيد بن النضر، وأشار إلى رواية الطبراني.

ورواه سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل: مستدرك الحاكم: ٣ / ١١٠، فضائل أحمد برقم ٨٢، سنن الترمذي: ٥ / ٦٣٣ ح ٣٧١٣، أمالي المحاملي: ق ٧١، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ح ٥٣٥ و ٥٣٦ عن المحاملي وأبي يعلى وغيرهما ابن عساكر في ح ٥٣٥ و ٥٣٦ من ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ دمشق، والمعجم الكبير، ٣ / ١٧٩ ح ٣٠٤٩ وفيه: عن زيد أو حذيفة بن أسيد مع اختصار، وهكذا في مناقب الكوفي: ح ٩٤٠.

ورواه فطر عن أبي الطفيل: كما في الحديث ٩٢ و ٩٣ الآتي من هذا الكتاب.

ورواه الطبري بسنده عن أبي الطفيل: كما في ح ١ من فضائل عليّ من كنز العمّال: ١٣ / ١٠٤ رقم ٣٦٣٤٠.

ورواه أبو الضحى مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم: المعجم الكبير: ٥ / ١٦٩ - ١٧٠ ح ٤٩٨٠ - ٤٩٨٤، وكنز العمّال: ح ٣٦٣٤٤ نقلاً عن ابن جرير وباختصار، ومناقب ابن المغازلي: ص ١٩ ح ٢٥، وح ٥٤٣ من ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ دمشق، وح ٣٥٠ و ٦٢٠ و ٦٤٩ و ٨٩٧

١١٣

____________________

من مناقب الكوفي، والمعرفة والتاريخ للفسوي: ١ / ٥٣٦، والسنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩٢ ح ١٣٧١.

ورواه يحيى بن جعدة عن زيد: ح ٤٩٨٦ من المعجم الكبير للطبراني، وح ٥٤٢ من تاريخ دمشق، والكامل لابن عدي في ترجمة كامل أبي العلاء، والبداية والنهاية: ٥ / ٢١٢ نقلاً عن محمّد بن جرير، ومناقب الكوفي: ح ٨٥٥ و ٩٢٠ و ٩٢٥.

ورواه حبيب الإسكاف عن زيد: ح ٥٤١ من تاريخ ابن عساكر.

ورواه حبيب بن يسار وحبيب بن زيد عن زيد: كشف الأستار: ص ١٩٠ برقم ٢٥٤٠.

ورواه حبيب بن أبي ثابت عن زيد مع الاقتصار على فقرة (من كنت مولاه فعليّ مولاه): السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩١ ح ١٣٦٤.

ورواه أبو سلمان المؤذّن عن زيد بن أرقم: المعجم الكبير: ٥ / ١٧٥ ح ٤٩٩٦، ومناقب ابن المغازلي: ص ٢٣ ح ٣٣، ومسند أحمد: ٥ / ٣٧٠ ط ١ في عنوان أحاديث رجال من أصحاب النبيّ، والبداية والنهاية: ٧ / ٣٦٠ نقلاً عن أبي بكر الشافعي.

ورواه يزيد بن حيّان عن زيد: المعجم الكبير: ٥ / ١٨٢ ح ٢٠٢٥ بالاقتصار على حديث الثقلين وح ٥٢٢٦ و ٥٠٢٨ بطوله مع مغايرات وح ٥٠٢٧ مقتصراً على أهل البيت، ومسند أحمد ٤ / ٣٦٦ في حديث، وزين الفتى للعاصمي: ح ٤٧٩، وصحيح مسلم: ٤ / ١٨٧٣ ح ٢٤٠٨، ومناقب الكوفي: ح ٦٠٦ و ٦٢١ و ٨٨٨ و ٩٣٩، ومناقب ابن المغازلي: ح ٢٨٤، وفرائد السمطين: ٢ / ٢٥٠.

ورواه أخوه سعيد بن حيّان عن زيد: تاريخ ابن عساكر في ترجمة شارزما من قسم النساء ص ١٩٧، وروى نحوه مسلم في صحيحه: ٤ / ١٨٧٤ إلاّ أنّ فيه يزيد بن حيان.

ورواه عليّ بن ربيعة عن زيد: المعجم الكبير: ٥ / ١٨٦ ح ٥٠٤٠ بالاقتصار على الثقلين وكذلك في مسند أحمد: ٤ / ٣٧١ ط ١، والمعرفة والتاريخ للفسوي: ١ / ٥٣٦.

ورواه سعيد بن وهب وحبّة العرني عن زيد: ح ٤٠٥٨ من المعجم الكبير: ٥ / ١٩٢

=

١١٤

____________________

=

باختصار.

ورواه عبد خير وعمرو ذو مرّ وحبّة عن زيد: ح ٢٧ من مناقب ابن المغازلي في حديث المناشدة.

ورواه أبو إسحاق عن زيد وعمر وذي مرّ: المعجم الكبير: ٥ / ١٩٢ ح ٤٠٥٩ باختصار، وح ٥٤٦ من ابن عسارك عن زيد وحده، وفي ح ٥٥٣ منه عن زيد والبراء بن عازب، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩٣ ح ١٣٧٥ باختصار.

ورواه أبو عبد الله الشيباني أو الشامي عن زيد: ح ٥٠٦٥ من المعجم الكبير: ٥ / ١٩٤ باختصار، وح ٥٣٧ من ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ ابن عساكر نقلاً عن أبي يعلى.

ورواه ثوير بن أبي فاختة عن زيد: المعجم الكبير: ٥ / ١٩٤ ح ٥٠٦٦.

ورواه أبو ليلى الحضرمي عن زيد: ح ٥٠٦٨ من المعجم الكبير: ٥ / ١٩٥، وح ١٧٠ من فضائل أحمد، ومسند البزّار كماف في كشف الأستار: ص ١٩٠ برقم ٢٥٤٠، والسنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٢٩ ح ١٣٦٩ مقتصراً على بعض المرفوع.

ورواه عبد الله بن باقل الكندي عن زيد: مناقب الكوفي: ح ٧٨٦.

ورواه عطيّة العوفي عن زيد: المعجم الكبير: ٥ / ١٩٥ ح ٥٠٦٩ - ٥٠٧١، ومسند أحمد: ٤ / ٣٦٨ ط ١ , الفضائل: ح ١١٦، وكنز العمّال: ١٣ / ١٠٤ نقلاً عن محمّد بن جرير، وابن عساكر: ح ٥٣١ - ٥٤٠ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ومناقب الكوفي: ح ٨٦٠ و ٨٧٧ و ٩٣٥.

ورواه ميمون أبو عبد الله عن زيد: كما سيأتي تحت الرقم ٨٣ فلاحظ تخريجاته هناك.

ورواه أبو هارون العبدي عن زيد: كما عند الطبراني: ح ٥٠٩٦ و ٥٠٩٧ ج ٥ ص ٢٠٤ من المعجم الكبير.

وروته أنيسة بنت زيد عن أبيها: المعجم الكبير للطبراني: ٥ / ٢١٢ ح ٥١٢٨.

ورواه ابن امرأة زيد بن أرقم عن زيد: ح ٢٣ من مناقب ابن المغازلي: ص ١٦ في حديث

=

١١٥

٧٩ - أخبرنا محمّد بن العلاء قال: حدثنا أبو معاوية [ محمّد بن خازم ] قال:

____________________

=

طويل.

ولاحظ هامش الحديث ٨٥ الآتي ففيه ذكر بعض طرق الحديث؛ حيث إنّ رواية زيد بن أرقم في بعض طرقها ذكر لحديث مناشدة أمير المؤمنين أيضاً كما في مسند أحمد وغيره.

قال العسقلاني في آخر ترجمة عليّ (عليه السلام) من كتاب تهذيب التهذيب تعليقاً على ذِكر المزّي لحديث الموالاة: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلّف فيه أضعاف مَن ذكر، وصحّحه واعتنى بجمع طرقه أبو العبّاس ابن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر.

وذكر الذهبي في تذكرة الحفّاظ: ٢ / ٧١٣ في ترجمة الطبري: ولمّا بلغه أنّ ابن أبي داود تكلّم في حديث غدير خم، عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث. رأيت مجلّداً من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.

وقال ابن كثير في ترجمة الطبري من البداية والنهاية: ١١ / ١٤٦: رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلّدين ضخمين.

٧٩ - ورواه المصنّف أيضاً في ح ٨ من باب فضائل عليّ من كتاب المناقب من السنن الكبرى: ٥ / ٥٦ ح ٨١٤٤، مع الاقتصار على المرفوع منه بهذا السند.

ورواه إبراهيم بن زياد عن أبي معاوية واسمه محمّد بن خازم: صحيح ابن حبّان: ١٥ / ٣٧٤: ٦٩٣٠.

ورواه أحمد بن عبد الجبّار عن أبي معاوية: تاريخ ابن عساكر: ح ٤٧٦.

ورواه أحمد بن حنبل عن أبي معاوية: المسند: ٥ / ٣٥٠ ط ١، وعنه ابن عساكر في ح ٤٧٢ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية، وقرن به وكيعاً: ح ٢ من فضائل عليّ (عليه السلام) من كتاب المصنَّف، وعنه ابن أبي عاصم في السنّة: ص ٥٩٠ ح ١٣٥٤.

ورواه جبارة بن المغلس عن أبي معاوية: ح ٨٥٩ من مناقب الكوفي.

ورواه الحسن بن عرفة عن أبي معاوية: مناقب ابن المغازلي: ح ٣٥ و ٤٧٢، وتاريخ ابن

=

١١٦

____________________

=

عساكر: ح ٤٧١ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

ورواه حسين بن محمّد عن أبي معاوية: مناقب ابن المغازلي: ص ٢١ ح ٢٨.

ورواه أبو خيثمة عن أبي معاوية: رواية أبي يعلى الموصلي المذكورة تحت الرقم ٤٧٤ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق.

ورواه عليّ بن حرب عن أبي معاوية: ح ٤٧٥ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق.

ورواه عمرو بن عليّ عن أبي معاوية: مسند الروياني: ص ٣٦ ح ٦٢، وعنه ابن عساكر في ترجمة عليّ من تاريخ دمشق: ح ٤٧٢.

ورواه محمّد بن العلاء عن أبي معاوية: كما هنا عند المصنّف.

ورواه محمّد بن المتوكّل عن أبي معاوية: كما في ح ٣٥٢ من مناقب الكوفي: ١ / ٤٥١.

ورواه محمّد بن المثنّى عن أبي معاوية: كما في مسند البزّار: ح ٢٥٣٥.

ورواه أبو عوانة عن الأعمش: مستدرك الحاكم: ٢ / ١٢٩ قسم الفيء، وقال: صحيح على شرط الشيخين، إنّما أخرجه البخاري من حديث عليّ بن سويد عن ابن بريدة مختصراً، وليس في هذا الباب أصحّ من حديث أبي عوانة.

ورواه وكيع عن الأعمش: مناقب الكوفي: ح ٨٩٣ و ٩٢٩، مسند أحمد: ٥ / ٣٦١ و ٣٥٨ ط ١ مطولاً ومختصراً، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٣٠، تاريخ دمشق: ح ٤٧٠ و ٤٧٨، وتقدّم من رواية ابن أبي شيبة عن وكيع مقروناً بأبي معاوية.

ورواه الأجلح عن ابن بريدة: ح ٨٩ الآتي؛ فلاحظ.

ورواه أبو إسحاق عن ابن بريدة: المعجم الأوسط: ٧ / ٤٩: ٦٠٨١.

ورواه الربيع بن زيد عن ابن بريدة: مناقب الكوفي: ح ٣٣٧.

ورواه سعيد بن إياس الجريري عن ابن بريدة: طبقات المحدّثين لأبي الشيخ الأصبهاني: ٣ / ٣٨٨: ٥٥٦ ترجمة أحمد بن عمرو التاجر.

١١٧

حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن [ عبد الله ] بن بريدة، عن أبيه قال:

بعثنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في سرية واستعمل علينا عليّاً، فلمّا رجعنا سألنا:

(كيف رأيتم صحبة صاحبكم)؟

فإمّا شكوته أنا وإمّا شكاه غيري، فرفعت رأسي - وكنت رجلاً مكباباً - فإذا بوجه رسول الله قد احمرّ، فقال:

(مَن كنت وليّه فعليّ وليّه).

٨٠ - أخبرنا محمّد بن المثنى قال: حدثنا أبو أحمد [ محمّد بن عبد الله بن الزبير ] قال: حدثنا عبد الملك بن [ حميد بن ] أبي غَنيّة، عن الحكم [ بن عتيبة ]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: حدثني بريدة قال:

بعثني النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) مع عليّ إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلمّا رجعت شكوته إلى

____________________

ورواه عبد الجليل بن عطيّة عن ابن بريدة: ح ٩٧ الآتي؛ فلاحظ.

ورواه عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة: مناقب الكوفي: ح ٣٣١، المعجم الأوسط: ٥ / ٤٢٥، تاريخ دمشق: ح ٤٦٥ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه عطيّة العوفي عن ابن بريدة: المعجم الأوسط: ح ٥٧٥٢، تاريخ دمشق: ح ٤٨١.

ورواه عليّ بن سويد عن ابن بريدة: مسند أحمد: ٥ / ٣٥٩ ط ١ والفضائل: ح ٣٠١، تاريخ دمشق: ح ٤٧٩ و ٤٨٠، سنن البيهقي: ٦ / ٣٤٢، مشكل الآثار للطحاوى: ح ٣٣١٦.

ورواه طاووس عن بريدة: المعجم الصغير للطبراني: ١ / ٧١ ترجمة أحمد بن إسماعيل بن يوسف الأصبهاني عن عبد الرزّاق، معجم ابن الأعرابي: ٢٢١، حلية الأولياء: ٤ / ٢٣ ترجمة طاوس، أخبار أصبهان: ١ / ١٦١: ١٤٢ ترجمة أحمد بن إسماعيل عن الطبراني، المصنَّف لعبد الرزّاق: ١١ / ٢٢٥: ٢٠٣٨٨، إلاّ أنّه لم يذكر بريدة في السند. وكذلك مناقب الكوفي: ح ٣٤٩ و ٣٥٤ و ٩٣٠ وفي ح ٣٥٣ عن بريدة، الفضائل لأحمد: ح ١٢٩ عن عبد الرزّاق دون ذكر بريدة.

ورواه عبد الله بن عبّاس عن بريدة: كما في الحديثين التاليين.

١١٨

رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فرفع رأسه إليّ وقال:

(يا بريدة! مَن كنت مولاه فعليّ مولاه) .

٨١ - أخبرنا أبو داود [ سليمان بن سيف ](١) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الملك بن أبي غنيّة قال: حدثنا الحكم [ بن عتيبة ]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن بريدة قال:

____________________

٨٠ - وأخرجه البزّار في مسنده عن محمّد بن المثنى كما في كشف الأستار: ٣ / ١٨٨.

ورواه أبو نعيم عن ابن أبي غنيّة: كما في الحديث التالي.

ورواه عديّ بن ثابت عن سعيد بن جبير: ح ٨٥٢ من مناقب الكوفي: ٢ / ٣٧٩ ط ١.

ولاحظ الحديث التالي والمتقدّم.

(١) الزيادة من ح ٩ من فضائل عليّ من كتاب المناقب من السنن الكبرى للنسائي.

٨١ - ورواه المصنّف بهذا السند والمتن في ح ٩ من فضائل عليّ من السنن الكبرى: ٥ / ٤٥ ح ٨١٤٥.

ورواه أحمد بن آدم عن أبي نعيم: مناقب الكوفي ح ٩٤٨.

ورواه أحمد بن حازم الغفاري عن أبي نعيم: مستدرك الحاكم: ٣ / ١١٠، وعنه الخوارزمي في المناقب: ح ٣ من الفصل ١٤.

ورواه أحمد بن حنبل عن أبي نعيم: المسند: ٥ / ٣٤٧، وفي الفضائل: ح ١١٣.

ورواه أحمد بن نصر عن أبي نعيم: مستدرك الحاكم: ٣ / ١١٠.

ورواه أحمد بن يوسف عن أبي نعيم: مستدرك الحاكم: ٣ / ١١٠.

ورواه إسحاق الحربي عن أبي نعيم: مناقب ابن المغازلي: ح ٣٦.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم: المصنَّف: ح ٦٩ من فضائل عليّ (عليه السلام).

ورواه خضر بن أبان عن أبي نعيم: مناقب الكوفي: ح ٩٠٧ ط ١.

ورواه محمّد بن عبد الله الحشاش عن أبي نعيم: مناقب الكوفي: ح ٩٢٨.

ورواه محمّد بن يحيى الذهلي عن أبي نعيم: مستدرك الحاكم: ٣ / ١١٠.

١١٩

خرجت مع عليّ إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فذكرت عليّاً فتنقّصته، فجعل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يتغيّر وجهه وقال:

(يا بريدة! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ؟

قلت: بلى يا رسول الله.

قال:(مَن كنت مولاه فعليّ مولاه) .

٨٢ - أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه: أنّ سعداً قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):

(مَن كنت مولاه فعليّ مولاه) .

٨٣ - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا [ محمّد بن إبراهيم بن ] أبي عديّ، عن

____________________

ورواه هارون بن عبد الله عن أبي نعيم: مناقب أبي جعفر الكوفي: ٢ / ٤٥٤، وانظر أخبار أصبهان: ٢ / ٢١٩.

ولاحظ الحديثين المتقدّمتين، ولاحظ صدر القصّة وهو دعاء النبي (صلّى الله عليه وآله) لعليّ عند بعثه إلى اليمن في الحديث ٣٢ - ٣٧.

٨٢ - هذا جزء من حديث مطولّ تقدّم فقرة منه في الحديث ١٣ من هذا الكتاب وبهذا السند؛ فلاحظ.

ورواه محمّد بن يحيى بن عبد الكريم عن عبد الله بن داود: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩١ ح ١٣٥٩ بهذه الفقرة، وفي الحديث ١٣٤١ ص ٥٨٧ بفقرة حديث المنزلة كما تقدّم.

٨٣ - ورواه الدولابي عن المصنّف بهذا الإسناد: الكنى والأسماء: ٢ / ٦١.

ورواه أبو شهاب الحنّاط عن عوف: مناقب الكوفي: ح ٨٧٣ و ٨٨٣ مكرّراً، وح ٩٠٥ ط ١.

ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن عوف: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩١ ح ١٣٦٢

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

الموت والشهادة. بل إنّهم يستلهمون من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام) «والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمّه»(١) ويستقبلون الموت في سبيل الهدف برحابة صدر. ولهذا فإنّ أمير المؤمنين حينما تلقّى الضربة السامّة من اللعين الخاسر «عبد الرحمن بن ملجم» لم يقل سوى «فزت وربّ الكعبة».

خلاصة القول : فإنّ الإيمان بالمعاد يجعل من الإنسان الخائف الضائع ، إنسانا شجاعا شهما هادفا ، تمتلئ حياته بالحماسة والتضحية والصدق والتقوى.

٣ ـ الدلائل العقليّة على المعاد :

فضلا عن الدلائل النقلية الكثيرة على المعاد سواء الواردة في القرآن المجيد ، والتي تشمل مئات الآيات بهذا الخصوص ، فإنّ هناك أدلّة عقليّة واضحة أيضا على هذه المسألة ، والتي نحاول ذكرها هنا بشكل مختصر :

أ ـ برهان الحكمة :

إذا نظرنا إلى هذا العالم بدون العالم الآخر ، فسيكون فارغا وبلا معنى تماما ، كما لو افترضنا بوجود الحياة في الأطوار الجنينية بدون الحياة في هذه الدنيا.

فلو كان قانون الخلق يقضي بأنّ جميع المواليد الجدد يختنقون بمجرّد نزولهم من بطون امّهاتهم ويموتون ، فإنّ الدور الجنيني سيكون بلا معنى؟ كذلك لو كانت الحياة في هذا العالم مبتورة عن الحياة في العالم الآخر ، فسنواجه نفس الاضطراب والحيرة ، فما ضرورة أن نعيش سبعين عاما أو أكثر أو أقل في هذه الدنيا وسط كلّ هذه المشكلات؟ فنبدأ الحياة ونحن لا نملك تجربة معيّنة ، وحين بلوغ تلك المرتبة يهجم الموت وينتهي العمر نسعى مدّة لتحصيل العلم والمعرفة ،

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٥ صفحة ٥٢.

٢٦١

وحينما نبلغ درجة منه بعد اشتعال الرأس شيبا يستقبلنا الموت.

ثمّ لأجل ماذا نعيش؟ الأكل واللبس والنوم والاستيقاظ المتكرّر يوميا ، واستمرار هذا البرنامج المتعب لعشرات السنين ، لماذا؟

فهل حقّا إنّ هذه السماء المترامية الأطراف وهذه الأرض الواسعة ، وكلّ هذه المقدّمات والمؤخّرات وكلّ هؤلاء الأساتذة والمعلّمين والمربّين وكلّ هذه المكتبات الضخمة وكلّ هذه الأمور الدقيقة والأعمال التي تداخلت في خلقنا وخلق باقي الموجودات ، كلّ ذلك لمجرّد الأكل والشرب واللبس والحياة المادية هذه؟

هنا يعترف الذين لا يعتقدون بالمعاد بتفاهة هذه الحياة ، ويقدم بعضهم على الانتحار للتخلّص من هذه الحياة الخاوية ، بل قد يفتخر به.

وكيف يمكن لمن يؤمن بالله وبحكمته المتعالية أن يعتبر هذه الحياة الدنيا وحدها بدون ارتباطها بحياة اخرى ذات قيمة وذات شأن؟

يقول تعالى :( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ) (١) . أيّ أنّه لو لم يكن رجوع بعد هذه الدنيا إلى الله ، فإنّ الحياة في هذه الدنيا ليست سوى عبث في عبث.

نعم فإنّ الحياة في هذه الدنيا تجد معناها ويكون لها مفهوما ينسجم مع حكمة الله سبحانه وتعالى عند ما تعتبر هذه : «الدنيا مزرعة للآخرة» و «الدنيا قنطرة» ومكان تعلّم ، وجامعة للاستعداد للعالم الآخر ومتجر لذلك العالم ، تماما كما يقول أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) في كلماته العميقة المعنى «إنّ الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عاقبة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار موعظة لمن اتّعظ بها ، مسجد أحبّاء الله ، ومصلّى ملائكة الله ، ومهبط وحي الله ،

__________________

(١) المؤمنون ، ١١٥.

٢٦٢

ومتجر أولياء الله»(١) .

خلاصة القول ، إنّ الفحص والمطالعة في وضع هذا العالم يؤدّي إلى الاعتقاد بعالم آخر وراء هذا العالم( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ ) (٢) .

ب ـ برهان العدالة :

التدقيق في نظام الوجود وقوانين الخلق ، يستنتج منه أنّ كلّ شيء منها محسوب بدقّة متناهية. ففي مؤسسة البدن البشري ، يحكم نظام عادل دقيق ، بحيث أنّه لو تعرّض لأدنى تغيير أو عارض ما لأدّى إلى إصابته بالمرض أو حتّى الموت ، حركات القلب ، دوران الدم ، أجفان العين ، وكلّ جزء من خلايا الجسم البشري مشمول بهذا النظام الدقيق ، الذي يحكم العالم بأسره «وبالعدل قامت السموات والأرض»(٣) فهل يستطيع الإنسان أن يكون وحده النغمة النشاز في هذا العالم الواسع؟!

صحيح أنّ الله سبحانه وتعالى أعطى للإنسان بعض الحرية في الإرادة والإختيار لكي يمتحنه ولكي يتكامل في ظلّ تلك الحرية ويطوي مسير تكامله بنفسه ، ولكن إذا أساء الإنسان الاستفادة من تلك الحرية فما ذا سيكون؟!

ولو أنّ الظالمين الضالّين المضلّين بسوء استفادتهم من هذه الموهبة الإلهية استمرّوا على مسيرهم الخاطئ فما ذا يقتضي العدل الإلهي؟! وصحيح أنّ بعضا من المسيئين يعاقبون في هذه الدنيا ويلقون مصير أعمالهم ـ على الأقل قسم منهم ـ ولكن المسلّم أنّ جميعهم لا ينال جميع ما يستحقّ. كما أنّ جميع المحسنين الأطياب لا يتلقّون جزاء أعمالهم الطيّبة في الدنيا ، فهل من

__________________

(١) نهج البلاغة ، الكلمات القصار كلمة ١٣١.

(٢) الواقعة ، ٦٢.

(٣) تفسير الصافي ، المجلّد الخامس ، صفحة ١٠٧.

٢٦٣

الممكن أن تكون كلا المجموعتين في كفّة عدالة الله سواء؟!

ويقول القرآن الكريم :( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) .(١) وفي موضع آخر يقول تعالى :( أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) .(٢)

على كلّ حال ، فلا شكّ في تفاوت الناس وإطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى ، كما أنّ محاكم «القصاص والثواب الدنيوية» و «محكمة الوجدان» و «الآثار الوضعية للذنوب» كلّ ذلك لا يكفي لإقرار العدالة على ما يبدو ، وعليه يجب القبول بأنّه لأجل إجراء العدالة الإلهية يلزم وجود محكمة عدل عامّة تراعي بدقّة الخير أو الشرّ في حساباتها ، وإلّا فإنّ أصل العدالة لا يمكن تأمينه أبدا.

وبناء على ما تقدّم يجب الإقرار بأنّ قبول العدل الإلهي مساو بالضرورة لوجود المعاد والقيامة ، القرآن الكريم يقول :( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) .(٣)

ويقول :( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .(٤)

ج ـ برهان الهدف :

على خلاف ما يتوهّمه المادّيون ، فإنّ الإلهيين يرون أنّ هناك هدفا من خلق الإنسان ، والذي يعبّر عنه الفلاسفة بـ «التكامل» وفي لسان القرآن والحديث فهو «القرب إلى الله» أو «العبادة»( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) .(٥)

فهل يمكن تحقيق هذا الهدف إذا كان الموت نهاية لكلّ شيء؟!

__________________

(١) القلم ، ٣٥ و ٣٦.

(٢) ص ، ٢٨.

(٣) الأنبياء ، ٤٧.

(٤) يونس ، ٥٤.

(٥) الذاريات ، ٥٦.

٢٦٤

يجب أن يكون عالم بعد هذا العالم ويستمرّ فيه سير الإنسان التكاملي ، وهناك يحصد ما زرع في هذا العالم ، وكما قلنا في موضع آخر فإنّه في ذلك العالم الآخر يستمرّ سير الإنسان التكاملي ليبلغ هدفه النهائي.

الخلاصة : أنّ تحقيق الهدف من الخلق لا يمكن بدون الإعتقاد بالمعاد ، وإذا قطعنا الارتباط بين هذا العالم وعالم ما بعد الموت ، فكلّ شيء سيتحوّل إلى ألغاز ، وسوف نفقد الجواب على الكثير من التساؤلات.

د ـ برهان نفي الاختلاف :

لا شكّ أنّنا جميعا نتعذّب كثيرا من الاختلافات بين المذاهب والعقائد في هذا العالم ، وكلّنا نتمنّى أن تحلّ هذه الاختلافات ، في حين أنّ جميع القرائن تدلّل على أنّ هذه الاختلافات هي من طبيعة الحياة. ويستفاد من عدّة دلائل بأنّه حتّى بعد قيام المهديعليه‌السلام ـ وهو المقيم لحكومة العدل العالمية والمزيل لكثير من الاختلافات ـ ستبقى بعض الاختلافات العقائدية بلا حلّ تامّ ، وكما يقول القرآن الكريم فإنّ اليهود والنصارى سيبقون على اختلافاتهم إلى قيام القيامة :( فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ) .(١)

ولكن الله سبحانه وتعالى الذي يقود كلّ شيء باتّجاه الوحدة سينهي تلك الاختلافات حتما ، ولوجود الحجب الكثيفة لعالم المادّة في الدنيا فإنّه لا يمكن حلّ هذا الأمر بشكل كامل فيها ، ونعلم أنّ العالم الآخر هو عالم الظهور والانكشاف ، إذن فنهاية هذه المسألة ستكون نهاية عملية ، وستكون الحقائق جلية واضحة إلى درجة أنّ الاختلافات العقائدية ستحلّ بشكل نهائي تامّ.

الجميل أنّه تمّ التأكيد في آيات متعدّدة من القرآن الكريم على هذه المسألة ، يقول تعالى في الآية (١١٣) من سورة البقرة :( فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما

__________________

(١) المائدة ، ١٤.

٢٦٥

كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) وفي الآيات (٣٨) و (٣٩) من سورة النحل يقول تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ ) .

٤ ـ القرآن ومسألة المعاد :

تعتبر مسألة المعاد المسألة الثانية بعد مسألة التوحيد والتي تعتبر المسألة الأساس في تعليمات الأنبياء بخصائصها وآثارها التربوية ، لذا ففي بحوث القرآن الكريم نجد أنّ أكثر الآيات اختصّت ببحث مسألة المعاد ، بعد الكثرة الكاثرة التي اختصّت ببحث مسألة التوحيد.

والمباحث القرآنية حول المعاد تارة تكون بشكل استدلالات منطقية ، واخرى بشكل بحوث خطابية وتلقينية شديدة الوقع بحيث أنّ سماعها في بعض الأحيان يؤدّي إلى قشعريرة شديدة في البدن بأسره. والكلام الصادق ـ كالاستدلالات المنطقية ـ ينفذ إلى أعماق الروح الإنسانية.

في القسم الأوّل ، أي الاستدلالات المنطقية ، فإنّ القرآن الكريم يؤكّد كثيرا على موضوع إمكانية المعاد ، إذ أنّ منكري المعاد غالبا ما يتوهّمون استحالته ، ويعتقدون بعدم إمكانية المعاد بصورة معاد جسماني يستلزم عودة الأجسام المهترئة والتراب إلى الحياة مرّة اخرى.

ففي هذا القسم ، يلج القرآن الكريم طرقا متنوعة ومتفاوتة تلتقي كلّها في نقطة واحدة ، وهي مسألة «الإمكان العقلي للمعاد».

فتارة يجسّد للإنسان النشأة الاولى ، وبعبارة وجيزة ومعبّرة واضحة تقول الآية :( كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) .(١)

__________________

(١) الأعراف ، ٢٩.

٢٦٦

وتارة يجسّد حياة وموت النبات ، وبعثه الذي نراه بامّ أعيننا كلّ عام ، وفي الختام يقول إنّ بعثكم تماما كالنبات :( وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ ) .(١)

وفي موضع آخر يقول تعالى :( وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ ) .(٢)

وحينا يطرح مسألة قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق السموات والأرض فيقول :( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .(٣)

وحينا آخر يعرض عملية انبعاث الطاقة واشتعال الشجر الأخضر كنموذج على قدرته ، وجعل النار في قلب الماء فيقول :( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً ) .(٤)

وتارة يجسّد أمام ناظري الإنسان الحياة الجنينية فيقول :( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ) .(٥)

وأخيرا فإنّ القرآن تارة يدلّل على البعث بالنوم الطويل ـ النوم الذي هو قرين الموت وأخوه ، بل إنّه الموت بعينه من بعض الجوانب ـ كنوم أصحاب الكهف الذي استمر ثلاثمائة وتسع سنين ، وبعد تفصيل جميل حول النوم واليقظة يقول :

__________________

(١) سورة ق ، ٩ ـ ١١.

(٢) فاطر ، ٩.

(٣) الأحقاف ، ٣٣.

(٤) سورة يس ، ٨٠.

(٥) الحجّ ، ٥.

٢٦٧

( وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها ) .(١)

تلك هي الأساليب الستّة المختلفة التي طرحتها آيات القرآن الكريم لبيان إمكانية المعاد. علاوة على قصّة إبراهيم عليه‌السلام والطيور الأربعة (البقرة ـ ٢٦٠) وقصّة عزير (البقرة ـ ٢٥٩) وقصّة الشهادة من بني إسرائيل (البقرة ـ ٧٣) ، والتي تشكّل كلّ واحدة منها نموذجا تأريخيا على هذه المسألة وهي من الشواهد والدلائل الاخرى التي ذكرها القرآن بهذا الخصوص.

خلاصة القول ، إنّ ما يعرضه القرآن الكريم عن المعاد ومظاهره المختلفة ومعلوماته ونتائجه ، والدلائل الرفيعة التي يطرحها بهذا الخصوص ، حيّة ومقنعة بحيث أنّ أيّ إنسان إذا كان لديه ذرّة من الوجدان فإنّه يتأثّر بعمق ما يطرحه القرآن الكريم.

وعلى قول البعض : فإنّ ألفا ومائتي آية من القرآن الكريم تبحث في مسألة المعاد ، لو جمعت وفسّرت لأصبحت وحدها كتابا ضخما.

٥ ـ المعاد الجسماني :

المقصود من المعاد الجسماني ليس إعادة الجسم وحده في العالم الآخر ، بل إنّ الهدف هو بعث الروح والجسم معا ، وبتعبير آخر فإنّ عودة الروح أمر مسلّم به ، والحديث حول عودة الجسم.

جمع من الفلاسفة القدماء كانوا يعتقدون بالمعاد الروحي فقط ، وينظرون إلى الجسد على أنّه مركّب ، يكون مع الإنسان في هذه الدنيا فقط ، وبعد الموت يصبح الإنسان غير محتاج إليه فينزل الجسد ويندفع نحو عالم الأرواح.

ولكن العلماء المسلمين الكبار يعتقدون بأنّ المعاد يشمل الروح والجسم ، وهنا لا يقيّد البعض بعودة الجسم السابق ، ويقولون بأنّ الله قيّض للروح جسدا ، ولكن

__________________

(١) الكهف ، ٢١.

٢٦٨

شخصيّة الإنسان بروحه فإنّ هذا الجسد يعدّ جسده.

في حال أنّ المحقّقين يعتقدون بأنّ هذا الجسد الذي يصبح ترابا ويتلاشى ، يتلبّس بالحياة مرّة اخرى بأمر الله الذي يجمعه ويكسوه بالحياة ، هذه العقيدة نابعة من متون الآيات القرآنية الكريمة.

إنّ الشواهد على المعاد الجسماني في الآيات القرآنية الكريمة كثيرة جدّا ، بحيث يمكن القول قطعا بأنّ الذين يعتقدون باقتصار المعاد على المعاد الروحي فقط لا يملكون أدنى اطّلاع على الآيات العديدة التي تبحث في موضوع المعاد ، وإلّا فإنّ جسمانية المعاد واضحة في الآيات القرآنية إلى درجة تنفي أدنى شكّ في هذه المسألة.

فهذه الآيات التي قرأناها في آخر سورة يس ، توضّح هذه الحقيقة حيث حينما تساءل الإنسان :( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) أجابه القرآن بصراحة ووضوح :( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .

إنّ كلّ تعجّب المشركين والمخالفين لمسألة المعاد هو هذه القضيّة ، وهي كيف يمكن إحياؤنا بعد الموت وبعد أن نصبح ترابا متناثرا وضائعا في هذه الأرض؟( وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) .(١)

إنّهم يقولون :( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) (٢) . وتعجّبوا من هذه المسألة إلى درجة أنّهم اعتبروا إظهارها دليلا على الجنون أو الكذب على الله( قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) .(٣)

لهذا السبب فإنّ استدلالات القرآن الكريم حول إمكانية المعاد عموما تدور

__________________

(١) السجدة ، ١٠.

(٢) المؤمنون ، ٣٥.

(٣) سورة سبأ ، ٧.

٢٦٩

حول هذا المحور وهو «المعاد الجسماني» وما عرضناه في الفصل السابق في ستّة طرق كانت دليلا وشاهدا على هذا الادّعاء.

علاوة على أنّ القرآن الكريم يذكر مرارا وتكرارا بأنّكم ستخرجون يوم القيامة من قبوركم والقبور مرتبطة بالمعاد الجسماني.

والأوصاف التي يذكرها القرآن الكريم عن المواهب المادية والمعنوية للجنّة ، كلّها تدلّل على أنّ المعاد معاد جسمي ومعاد روحي أيضا ، وإلّا فلا معنى للحور والقصور وأنواع الأغذية والنعيم في الجنّة إلى جنب المواهب المعنوية.

على كلّ حال ، فلا يمكن أن يكون الإنسان على جانب يسير من المنطق والثقافة القرآنية وينكر المعاد الجسماني. وبتعبير آخر : فإنّ إنكار المعاد الجسماني بنظر القرآن الكريم مساو لإنكار أصل المعاد.

علاوة على هذه الأدلّة النقلية ، فإنّ هناك أدلّة عقلية بهذا الخصوص لو أردنا إيرادها لاتّسع البحث كثيرا ، لا شكّ أنّ الإعتقاد بالمعاد الجسماني سيثير أسئلة وإشكالات كثيرة ، منها شبهة الآكل والمأكول والتي ردّ عليها العلماء الإسلاميون والتي أوردنا تفصيلا عنها بشكل مختصر في المجلّد الثاني عند تفسير الآية (٢٦٠) من سورة البقرة.

٦ ـ الجنّة والنار

الكثيرون يتوهّمون بأنّ عالم ما بعد الموت يشبه هذا العالم تماما ولكنّه بشكل أكمل وأجمل ، غير أنّ لدينا قرائن عديدة تدلّل على الفروق الكبيرة بين العالمين من حيث الكيفية والكميّة ، لو أردنا تشبيهها بالفروق بين العالم الجنيني وهذه الدنيا لظلّت المقايسة أيضا غير كاملة.

فوفقا لصريح الروايات الواردة في هذا الشأن فإنّ في عالم ما بعد الموت ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على فكر بشر ، القرآن الكريم يقول :( فَلا تَعْلَمُ

٢٧٠

نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) .(١)

الأنظمة الحاكمة في ذلك العالم أيضا تتفاوت تماما مع الأنظمة في هذا العالم ، ففي حين يستفاد في هذا العالم من أفراد يسمّون «الشهود» في المحاكمات ، نرى أنّ هناك تشهد الأيدي والأرجل وحتّى الجلد( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) .(٢) ( وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) (٣) .

على كلّ حال ، فما قيل عن العالم الآخر لا يرسم أمامنا سوى صورة باهتة ، وعادة فإنّ اللغة التي نتحدّث بها والثقافة التي لدينا غير قادرة جميعها على الوصف الحقيقي لما هو موجود هناك ، ولكن لا يترك الميسور بالمعسور. فالمقدار المتيقّن هو أنّ الجنّة هي مركز كلّ النعم والمواهب الإلهية سواء المادية أو المعنوية ، وجهنّم هي مركز لكلّ أنواع العذاب الأليم المادّي والمعنوي أيضا.

أمّا بخصوص تفصيل ذلك فإنّ القرآن الكريم أورد جزئيات نحن نؤمن بها ، ولكن تفصيلها بدقّة غير ممكن بدون الرؤية والمعاينة. ولنا بحث حول هذا الخصوص في تفسير الآية (٣٣) من سورة آل عمران.

إلهي : آمنّا في الفزع الأكبر.

إلهي : لا تحاسبنا بعدلك ولكن حاسبنا بلطفك وعدلك ، فليس لدينا من الأعمال ما يوجب رضاك.

اللهم افعل بنا ما يرضيك عنّا ويجعلنا من الناجين آمين ربّ العالمين.

* * *

نهاية سورة يس

__________________

(١) السجدة ، ١٧.

(٢) سورة يس ـ ٦٥.

(٣) سورة فصلت ، ٢١.

٢٧١
٢٧٢

سورة

الصّافات

مكيّة

وعدد آياتها مائة واثنان وثمانون آية

٢٧٣
٢٧٤

سورة الصّافات

محتوى سورة الصّافات :

هذه السورة بحكم كونها من السور المكيّة ، فإنّها تمتلك كافّة خصائص السور المكيّة ، فهي تسلّط الأضواء على اصول المعارف والعقائد الإسلامية الخاصّة بالمبدأ والمعاد. وتتوعّد المشركين بأشدّ العقاب وذلك من خلال العبارات الحازمة والآيات القصيرة العنيفة الوقع ، وتوضّح ـ بالأدلّة القاطعة ـ بطلان عقائدهم.

بصورة عامّة يمكن تلخيص محتوى سورة الصافات في خمسة أقسام :

القسم الأوّل : يبحث حول مجاميع من ملائكة الرحمن ، ومجموعة من الشياطين المتمردين ومصيرهم.

القسم الثّاني : يتحدّث عن الكافرين ، وإنكارهم للنبوّة والمعاد ، والعقاب الذي ينتظرهم يوم القيامة ، كما يستعرض الحوار الذي يدور بينهم في ذلك اليوم ، ويحملهم جميعا الذنب ، والعذاب الإلهي الذي سيشملهم ، كما يشرح هذا القسم جوانب من النعم الموجودة في الجنّة إضافة إلى ملذّاتها وجمالها وسرور أهلها.

القسم الثّالث : يشرح بصورة مختصرة تأريخ الأنبياء أمثال (نوح) و (إبراهيم) و (إسحاق) و (موسى) و (هارون) و (إلياس) و (لوط) و (يونس) وبصورة ذات تأثير قوي ، كما يتحدّث هذا القسم بشكل مفصّل عن إبراهيم محطّم الأصنام وعن جوانب مختلفة من حياته ، والهدف الرئيسي من وراء سرد قصص الأنبياء ـ مع ذكر بعض الشواهد العينية من تأريخهم ـ هو تجسيد حوادث تلك القصص

٢٧٥

وتصويرها بشكل محسوس وملموس.

القسم الرّابع : يعالج صورة معيّنة من صور الشرك والذي يمكن اعتباره من أسوأ صور الشرك ، وهو الإعتقاد بوجود رابطة القرابة بين الله سبحانه وتعالى والجنّ والملائكة ، ويبيّن بطلان مثل هذه العقائد التافهة بعبارات قصيرة.

أمّا القسم الخامس والأخير : فيتناول في عدّة آيات قصار انتصار جيوش الحقّ على جيوش الكفر والشرك والنفاق ، وابتلاءهم ـ أي الكافرين والمشركين والمنافقين ـ بالعذاب الإلهي ، وتنزّه آيات هذا القسم الله سبحانه وتعالى وتقدّسه عن الأشياء التي نسبها المشركون إليه ، ثمّ تنتهي السورة بالحمد والثناء على الباريعزوجل .

فضيلة تلاوة سورة الصافات :

في حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، جاء فيه : «من قرأ سورة الصافات اعطي من الأجر عشر حسنات ، بعدد كلّ جنّ وشيطان ، وتباعدت عنه مردة الشياطين ، وبرىء من الشرك ، وشهد له حافظاه يوم القيامة أنّه كان مؤمنا بالمرسلين»(١) .

وفي حديث آخر عن الإمام الصادقعليه‌السلام جاء فيه : «من قرأ سورة الصافات في كلّ جمعة لم يزل محفوظا من كلّ آفة ، مدفوعا عنه كلّ بليّة في حياته الدنيا ، مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق ، ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم ، ولا جبّار عنيد ، وإن مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيدا ، وأماته شهيدا ، وأدخله الجنّة مع الشهداء في درجة من الجنّة»(٢) .

الثواب العظيم الذي يناله من يتلو سورة الصافات ، جاء نتيجة لما تحويه هذه

__________________

(١) مجمع البيان ، أوّل تفسير سورة الصافات.

(٢) تفسير مجمع البيان أوّل تفسير سورة الصافات ـ لقد ورد هذا الحديث في تفسير البرهان نقلا عن الشيخ الصدوق ، رحمة الله مع اختلاف بسيط.

٢٧٦

السورة المباركة ، فنحن ندرك أنّ الهدف من التلاوة هو التفكّر ، ومن ثمّ الإعتقاد ، ومن بعد العمل. ومن دون شكّ فإنّ الذي يتلو هذه السورة بتلك الصورة ، سيحفظ من شرّ الشياطين ، ويتطهّر من الشرك ، ويمتلك الإعتقاد الصحيح القوي ، ويمارس أعمالا صالحة ، ويتّعظ من القصص الواقعية للأنبياء والأقوام الماضية ، وإنّه سيحشر مع الشهداء.

وممّا يذكر فإنّ تسمية هذه السورة بالصافات جاءت نسبة إلى الآية الاولى فيها.

* * *

٢٧٧

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥) )

التّفسير

الملائكة المستعدّة لتنفيذ المهام :

هذه السورة هي أوّل سورة في القرآن الكريم تبدأ بالقسم ، القسم المليء بالمعاني والمثير للتفكّر ، القسم الذي يجوب بفكر الإنسان في جوانب مختلفة من هذا العالم ، ويجعله متهيّئا لتقبّل الحقائق.

من المسلّم به أنّ الله تبارك وتعالى هو أصدق الصادقين ، وليس بحاجة إلى القسم ، إضافة إلى أنّ قسمه إن كان للمؤمنين ، فإنّهم مؤمنون به من دون قسم ، وإن كان للناكرين ، فإنّ أولئك لا يعتقدون بالقسم الإلهي.

ونلفت الانتباه إلى نقطتين لحلّ مشكلة القسم في كلّ آيات القرآن التي سنتناولها من الآن فما بعد.

الاولى : أنّ القسم يأتي دائما بالنسبة إلى امور مهمّة وذات قيمة ، ولذلك فإنّ

٢٧٨

أقسام القرآن تشير إلى عظمة وأهميّة الأشياء المقسم بها. وهذا الأمر يدعو إلى التفكّر أكثر بالشيء المقسم به ، التفكّر الذي يكشف للإنسان عن حقائق جديدة.

الثانية : أنّ القسم يأتي للتأكيد ، وللدلالة على أنّ الأمور التي يقسم من أجلها هي امور جديّة ومؤكّدة.

وعلاوة على ذلك أنّ المتحدّث لو تحدّث بصورة حازمة ومؤكّدة ، فإنّ تأثير كلامه من الناحية النفسية سيكون أوقع على قلب المستمع ، كما أنّه يقوّي المؤمنين ويضعّف الكافرين.

على كلّ حال ، فإنّ بداية هذه السورة تذكر أسماء ثلاثة طوائف أقسم بها الله تعالى(١) .

الأولى :( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ) .

الثانية :( فَالزَّاجِراتِ زَجْراً ) .

الثالثة :( فَالتَّالِياتِ ذِكْراً ) .

فمن هي تلك الطوائف الثلاث؟ وعلى من أطلقت تلك الصفات؟ وما الهدف النهائي منها؟

المفسّرون قالوا الكثير بهذا الشأن ، إلّا أنّ المعروف والمشهور هو أنّ هذه الصفات تخصّ طوائف من الملائكة

طوائف اصطفّت في عالم الوجود بصفوف منظمة ، وهي مستعدّة لتنفيذ الأمر الإلهي.

وطوائف من الملائكة تزجر بني آدم عن ارتكاب المعاصي والذنوب ، وتحبط وساوس الشياطين في قلوبهم. أو الملائكة الموكّلة بتسيير السحاب في السماء وسوقها نحو الأرض اليابسة لإحيائها.

وأخيرا طوائف من الملائكة تتلو آيات الكتب السماوية حين نزول الوحي

__________________

(١) هذه العبارات الثلاث من جهة هي ثلاثة أقسام ، ومن جهة اخرى هي قسم واحد له ثلاث صفات.

٢٧٩

على الرسل(١) .

وممّا يلفت النظر أنّ «الصافات» هي جمع كلمة «صافّة» وهي بدورها تحمل صفة الجمع أيضا ، وتشير إلى مجموعة مصطفّة ، إذن فـ «الصافات» تعني الصفوف المتعدّدة(٢) .

وأمّا كلمة «الزاجرات» فإنّها مأخوذة من (الزجر) ويعني الصرف عن الشيء بالتخويف والصراخ ، وبمعنى أوسع فإنّها تشمل كلّ منع وطرد وزجر للآخرين.

إذن فالزاجرات تعني مجاميع مهمّتها نهي وصرف وزجر الآخرين.

و «التاليات» من (التلاوة) وهي جمع كلمة (تال) وتعني طوائف مهمّتها تلاوة شيء ما(٣) .

ونظرا لكثرة واتّساع مفاهيم هذه الألفاظ ، فليس من العجب أن يطرح المفسّرون تفاسير مختلفة لها دون أن يناقض بعضها الآخر ، بل من الممكن أيضا أن تجتمع لتوضيح مفهوم هذه الآيات ، فمثلا المقصود من كلمة «الصافات» هو صفوف الملائكة المستعدّة لتنفيذ الأوامر الإلهيّة ، في عالم الخلق ، أو الملائكة النازلون بالوحي إلى الأنبياء في عالم التشريع ، وكذلك صفوف المقاتلين

__________________

(١) بالطبع وردت احتمالات اخرى في تفسير الآيات المذكورة أعلاه ، «منها» ما يشير إلى صفوف جند الإسلام في ساحات الجهاد ، الذين يصرخون بالأعداء ويزجرونهم عن الاعتداء على حرمة الإسلام والقرآن ، والذين يتلون كتاب الله دائما ومن دون أي انقطاع ، وينوّرون قلوبهم وأرواحهم بنور تلاوته ، ومنها : أنّ بعض هذه الأوصاف الثلاثة هو إشارة إلى ملائكة اصطفّت بصفوف منظمة ، والقسم الآخر يشير إلى آيات القرآن التي تنهى الناس عن ارتكاب القبائح ، والقسم الثالث يشير إلى المؤمنين الذين يتلون القرآن في أوقات الصلاة وفي غيرها من الأوقات. ويستبعد الفصل بين هذه الأوصاف ، لأنّها معطوفة على بعضها البعض بحرف (الفاء) ، وهذا يوضّح أنّها أوصاف لطائفة واحدة. وقد ذكر العلّامة «الطباطبائي» في تفسيره الميزان هذا الاحتمال ، في أنّ الأوصاف الثلاثة هي تطلق على ملائكة مكلّفة بتبليغ الوحي الإلهي ، والاصطفاف في طريق الوحي لتوديعه ، وزجر الشياطين التي تقف في طريقه ، وفي النهاية تلاوة آيات الله على الأنبياء.

(٢) ولا ضير في التعبير عن الملائكة بلفظ الإناث «الصافات والزاجرات والتاليات» لأنّ موصوفها الجماعة ، وهي مؤنّث لفظي.

(٣) ممّا يذكر أنّ بعض اللغويين قالوا بأنّ جمع كلمة (تال) هو (تاليات) وجمع (تالية) (توال).

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344