خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب16%

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 344

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
  • البداية
  • السابق
  • 344 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80685 / تحميل: 7511
الحجم الحجم الحجم
خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أقول صدق(١) ، فأمسك بيدي رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وقال: (أتبغض عليّاً)؟ فقلت: نعم. فقال: (لا تبغضه وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً، فو الّذي نفسي بيده لنصيب آل عليّ في الخمس أفضل من وصيفة). فما كان أحد بعد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أحبّ إلَيّ من عليّ.

قال عبد الله بن بريدة: والله ما في الحديث بيني وبين النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) غير أبي.

٩٨ - أخبرنا الحسين بن حريث [ المروزي ](٢) قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال:

قال عليّ في الرحبة:أنشد بالله مَن سمع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوم غدير خم يقول: (إنّ الله وليّي وأنا وليّ المؤمنين، ومَن كنت وليّه فهذا وليّه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره) .

قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي ستّة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستّة.

وقال عمرو ذو مرّ:(أحبّ مَن أحبّه وأبغض مَن أبغضه...) وساق الحديث،

____________________

(١) هذا هو الصواب، وفي ط: (فجعلت أقول عليه وأقول صدق وأقول وأقول صدق)، وفي طبعة مصر: (فجعلت أقرأ عليه ويقول صدقاً وأقول صدق)، وفي الأصل: (فجعلت أقول عليه ويقول صدق وأقول ويقول صدق)، وفي مشكل الآثار: (فجعلت أقرأ عليه ويقول صدق وأقرأ ويقول صدق). وله وجه على سبيل الاستفهام، وفي رواية أحمد: (فجعلت أقرأ الكتاب وأقول الصدق).

٩٨ - ورواه النسائي أيضاً في كتابه مسند عليّ، كما في ترجمة سعيد بن وهب من تهذيب الكمال رواه عن يوسف بن عيسى عن الفضل بن موسى، وكذلك في الخصائص كما يأتي في ح ١٥٧؛ فلاحظ.

ورواه يحيى بن يعلى عن الأعمش: ح ٥٢٩ من تاريخ ابن عساكر.

وتقدّم تخريج الحديث ذيل ح ٨٥ من رواية شعبة عن أبي إسحاق فلاحظ.

(٢) من طبعتي مصر وبيروت، و (ب).

١٤١

رواه إسرائيل عن أبي إسحاق(١) عن عمرو ذي مرّ: أحبّ...

٩٩ - أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ قال: حدثنا خلف [ بن تميم ](٢) قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو ذي مر قال:

شهدت عليّاً بالرحبة ينشد أصحاب محمّد (صلّى الله عليه وسلّم):أيّكم سمع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول:

(مَن كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه، وأحبّ مَن أحبّه وأبغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره) .

____________________

(١) في الأُصول زيادة: (الشيباني) عدا طبعة بيروت المعتمدة على نسخة طهران فلم ترد فيها اللفظة، وعدا طبعة مصر حيث سقط منها هذا السطر برمّته، وقد صرّح المزّي في تهذيب الكمال في ترجمة عمرو أنّه روى عنه أبو إسحاق السبيعي ولم يرو عنه غيره وأضاف: روى له النسائي في خصائص عليّ وفي مسنده.

(٢) من طبعتي مصر وبيروت.

٩٩ - ورواه الحسين بن محمّد المروزي عن إسرائيل: ح ٩٤٣ من مناقب الكوفي، ح ٤٤ باب ١٠ من فرائد السمطين.

ورواه جابر بن الحر عن أبي إسحاق: ترجمة عليّ من تاريخ دمشق: ح ٥٣٤.

ورواه حبيب بن حبيب عن أبي إسحاق عن عمرو وزيد بن أرقم مقتصراً على المرفوع: المعجم الكبير: ٥ / ١٩٢ ح ٥٠٥٩.

ورواه شريك عن أبي إسحاق: مسند أحمد ح ٩٥١ من رواية ابنه عبد الله.

ورواه شعبة عن أبي إسحاق: مناقب الكوفي: ٢ / ٤٥١: ٩٤٢، فضائل أحمد: ح ١٤٤.

ورواه عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وسعيد بن وهب وعمرو ذي مرّ: مناقب الكوفي: ح ٨٤٣، وفي ح ٨٧٩ عن عمرو وحده.

ورواه فطر عن أبي إسحاق عن عمرو وسعيد وابن يثيع: مسند البزّار ح ٧٨٦، وكشف الأستار: ح ٢٥٤٢، مناقب الكوفي: ح ٨٥٧ و ٩٣٢، أمالي الطوسي: ح ٥٢ من المجلس ٩،

١٤٢

الفرق بين المؤمن والمنافق

١٠٠ - أخبرنا [ أبو كريب ](١) محمّد بن العلاء [ الكوفي ](٢) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابت، عن زِرّ بن حُبيش، عن عليّ قال:(والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة [ إنّه ] (٣) لعهد النبيّ الأُمّي (صلّى الله عليه وسلّم)إلَيّ [ أن ] (٤) لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق) .

____________________

ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ح ٥١٥ و ٥١٦، والبداية والنهاية: ٧ / ٣٦٠ نقلاً عن ابن عقدة.

ورواه كثير النواء عن أبي إسحاق عن الثلاثة: مناقب الكوفي ح ٩١١.

هذا ورواه المتّقي الهندي في كنز العمّال: ١٣ / ١٥٨: ٣٦٤٨٧ عن أبي إسحاق عن الثلاثة، ونسبه إلى البزّار وابن جرير والخلعي في الخلعيات.

وتقدّم تخريج رواة حديث المناشدة ذيل الحديث ٨٥؛ فلاحظ.

(١ و ٢) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

(٣) من (أ، ب)، وح ١٧ من فضائل عليّ من كتاب المناقب من السنن الكبرى: ح ٨١٥٣.

(٤) من مخطوطة طهران وحدها، ومثله في ح ١٧ من فضائل عليّ من سنن النسائي الكبرى.

١٠٠ - ورواه المصنّف بهذا السند والمتن في كتاب المناقب: ح ١٧ من فضائل عليّ من السنن الكبرى: ٥ / ٤٧ ح ٨١٥٣.

ولاحظ الحديثين التاليين.

ورواه من طريق أبي معاوية جماعة منهم ابن أبي شيبة في المصنّف: ٦ / ٣٦٨ ح ١ من فضائل عليّ وقرن به وكيعاً، وعنه مسلم في صحيحه: ١ / ٨٦ ح ١٣١: ٧٨ باب ٣٣ من كتاب الإيمان عن ابن أبي شيبة عن وكيع وأبي معاوية وعن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية، وابن ماجة في السنن: ١ / ١١٤ وقرن به وكيعاً وابن نمير، والقطيعي في الفضائل: ح ٢٢٩ عن ابن أبي شيبة، وابن حبّان في صحيحه: ١٥ / ٣٦٧: ٦٩٢٤، وابن أبي عاصم في السنّة: ح ١٣٢٥ عن ابن أبي شيبة، وابن مندة في الإيمان: ح ٢٦١، وأبو نعيم الأصبهاني في كتابه صفة النفاق ونعت

=

١٤٣

١٠١ - أخبرنا واصل بن عبد الأعلى [ الكوفي ](١) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن عليّ قال:

(عهد إليّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق) .

١٠٢ - أخبرنا يوسف بن عيسى قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: أخبرنا الأعمش، عن عديّ، عن زرّ قال:

قال عليّ:(إنّه لعهد النبيّ الأُمّي (صلّى الله عليه وسلّم)إليّ أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق).

____________________

=

المنافقين: ٣١ / عن ابن أبي شيبة، و البزّار في مسنده: ح ٥٦٠، و البلاذري في أنساب الأشراف: ص ١٢ ح ٢٠ من ترجمة عليّ (عليه السلام)، و ابن عساكر في تاريخه: ٢ / ١٩٥ ح ٦٨٩ و ٦٩٠، و البغوي في معجم الصحابة: ق ٤٢٠، و الكوفي في المناقب: ٢ / ٤٧٩ ح ٩٧٨.

(١) من طبعة مصر.

١٠١ - ورواه المصنّف أيضاً في السنن الكبرى: ٦ / ٥٣٥ ح ١١٧٥٣، وفي المجتبى: ٨ / ١١٧ في باب علامة المنافق.

ورواه من طريق وكيع جماعة منهم: محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: ح ٩٦٣، والشيخ المفيد في الإرشاد في الفصل ٣ ح ٣، وعنه الكراجكي في كنز الفوائد: ٢ / ٨٣، والبغوي في معجم الصحابة: ق ٤٢٠ مقروناً بأبي معاوية، وأحمد في المسند: ح ٧٣١ و ١٠٦٢ مكرّراً وح ٧١ من فضائل عليّ، وعنه مسلم في صحيحه: ١ / ٨٦ ح ١٣١، وابن ماجة في السنن: ١ / ١١٤، وابن أبي عاصم في السنّة: ح ١٣٢٥، والبغوي في معالم التنزيل: ٦ / ١٨٠ وشرح السنّة: ١٤ / ١١٣ ح ٣٩٠٨، وابن المغازلي في المناقب: ح ٢٢٨ و٢٣١، وابن عساكر في تاريخ دمشق: ح ٦٨٦ - ٦٨٨ و ٦٩٧، وابن الأعرابي في المعجم: ح ١٠٠٠، وابن مندة في الإيمان: ح ٢٦١.

١٠٢ - ورواه المصنّف أيضاً في سننه: ٨ / ١١٥، وفي السنن الكبرى: ٦ / ٥٣٤: ١١٧٤٩ ح ٦ من

=

١٤٤

____________________

=

باب علامة الإيمان.

وهذا الحديث رواه جماعة عن الأعمش، منهم:

١ - أسباط بن محمّد: صفة النفاق لأبي نعيم الأصبهاني: ق ٣٢.

٢ - إسماعيل بن مسلم: الإرشاد للمفيد: ص ٣٩ فصل ٣.

٣ - جرير بن حازم: مناقب الخوارزمي: ح ٣٣٦ في الفصل ١٩.

٤ - زهير بن معاوية: صفة النفاق: ق ٣١، أمالي الطوسي: ح٤٦٥، م ١٠.

٥ - زياد بن خيثمة: صفة النفاق: ق ٣١، أمالي الطوسي: ص ٢٥٨ ح ٤٦٥.

٦ - زياد بن عبد الله: مناقب ابن المغازلي: ح ٢٢٥.

٧ - أبو سعيد بن عبد الكريم: مناقب ابن المغازلي: ح ٢٢٥.

٨ - سفيان الثوري: صفة النفاق: ٣٠ / ب، تاريخ ابن عساكر: ح ٦٨٢ من ترجمة أمير المؤمنين، تاريخ الخطيب البغدادي: ٢ / ٢٥٥.

٩ - سليمان التيمي: صفة النفاق: ق ٣١.

١٠ - شريك: صفة النفاق: ق ٣١.

١١ - عبد الحميد الحمّاني: صفة النفاق: ٣١، ابن عساكر: ح ٦٩٩.

١٢ - عبد الله بن داود الخريبي: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٥ وقال: صحيح متّفق عليه، تاريخ بغداد: ١٤ / ٤٢٦، صفة النفاق: ٣٠ / ب، تاريخ دمشق: ح ٦٩٢ و ٦٩٣ من ترجمة أمير المؤمنين، مناقب ابن المغازلي: ح ٢٢٦، الأربعون لأبي الفوارس: ح ١٥، بشارة المصطفى للطبري العماد: ص ٦٤، فرائد السمطين: ١ / ١٣٣ من طريق أبي نعيم.

١٣ - عبد الله بن المبارك، صفة النفاق: ٣٢.

١٤ - عبد الله بن نمير: مسند أحمد: ح ٦٤٢ والفضائل: ح ٨٤، سنن ابن ماجة: ١ / ١١٤ مقروناً بوكيع وأبي معاوية.

١٥ - عبد النور المسمعي: تاريخ ابن عساكر: ح ٦٨٣.

١٤٥

____________________

١٦ - عبيد الله بن محمّد بن عائشة: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٥.

١٧ - عبيد الله بن موسى العبسي: مسند أبي يعلى: ١ / ٢٥١ ح ٢٩١، تاريخ بغداد: ١٤ / ٤٢٦، تاريخ دمشق: ح ٦٩١ و ٦٩٤ و ٦٩٥، معرفة علوم الحديث للحاكم: ص ١٨٠ في النوع الأربعين، شرح السنّة للبغوي: ١٤ / ١١٤ ح ٣٩٠٩.

١٨ - عمرو بن خالد أبو حفص الأعشى: تاريخ دمشق: ح ٦٨٤.

١٩ - أبو عوانة: مناقب ابن المغازلي: ح ٢٢٥.

- أبو عيسى الرملي = يحيى بن عيسى.

٢٠ - فضل بن موسى: كما عند المصنّف هنا.

٢١ - محاضر بن المورع: تاريخ بغداد: ١٤ / ٤٢٦ في ترجمة أبي علي ابن هشام الحربي.

٢٢ - أبو معاوية محمّد بن خازم الضرير الكوفي: تقدّم في الحديث ١٠٠.

٢٣ - مندل: معجم شيوخ ابن الأعرابي: ح ٦٤٢.

٢٤ - نوح بن تغلب: صفة النفاق: ٣٢، تاريخ دمشق: ح ٦٩٦.

٢٥ - وكيع: كما تقدّم في الحديث ١٠١ تخريجاته.

٢٦ - يحيى بن عيسى أبو عيسى الرملي: مسند الحميدي: ح ٥٨، سنن الترمذي: ٥ / ٦٤٣: ٣٧٣٦، صفة النفاق: ٣١، تاريخ ابن عساكر: ح ٦٩٨ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

هذا ولم يتفرّد الأعمش بهذا بل تابعه شعبة عن عديّ بن ثابت: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٥، وعلل الحديث للرازي: ٢ / ٤٠٠ برقم ٢٧٠٩ قال: وقد روى عن الأعمش الخلق، تاريخ دمشق: ح ٧٠٠ من ترجمة أمير المؤمنين، موضح أوهام الجمع و التفريق للخطيب: ٢ / ٦٨ في ترجمة يحيى بن عبدك.

ورواه سالم بن أبي حفصة عن عديّ: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٥.

ورواه كثير النواء عن عدي: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٥، و مناقب الكوفي: ح ٩٨٢.

قال أبو نعيم في حلية الأولياء: ورواه عن عديّ بن ثابت كثير النواء وسالم بن أبي حفصة و

=

١٤٦

____________________

=

الحكم بن عتيبة وجابر الجعفي والحسن الفقيمي وسليمان الشيباني وسالم الفراء ومسلم الملائي وأيّوب وعمّار ابنا شعيب و أبان بن قطن، كلّ هؤلاء من رواة الكوفة وأعلامهم.

ولم يتفرّد زر بن حبيش بل تابعه كلّ من:

الحارث الهمداني: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٤٧ ح ٤٤٥، وعنه ابن عساكر في ح ١٦٦ من ترجمة أمير المؤمنين: ١ / ١٣٥.

الحسن البصري: ح ١٦٢ من ترجمة عليّ من أنساب الأشراف.

أبو الطفيل عامر بن واثلة: ح ٧٠٣ من تاريخ دمشق ترجمة أمير المؤمنين: ٢ / ٢٠٤.

عباية بن ربعي: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٦.

عبد الله بن نجي الحضرمي: صفة النفاق: ٣١ / أ، مناقب ابن المغازلي: ح ٢٣٠، ترجمة عليّ من تاريخ دمشق: ١ / ٦٣ ح ٩١.

عليّ بن ربيعة: مناقب ابن المغازلي: ح ٢٢٩، تاريخ بغداد: ٨ / ٤١٧، تاريخ ابن عساكر: ٢ / ٢٠٣ ح ٧٠٢.

كيسان الملائي: تاريخ دمشق: ح ٧٠١ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

وروى أبو المغيرة عن عليّ بمعناه: ح ٥٢٨ من مسند أبي يعلي وعنه ابن عساكر: ح ١٥٢.

قال ابن أبي الحديد في شرح الخطبة ٥٧ من نهج البلاغة بعد درجه حديثاً عن عليّ في هذا المعنى موقوفاً: وقد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب.

وللحديث طرق عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وله شواهد ومؤيّدات كثيرة، وبه وأمثاله أتمّ الله الحجّة على الخلق وعرّفهم طريق الإيمان عن طريق النفاق،( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) .

١٤٧

ذكر المثل الذي ضربه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)

لعليّ بن أبي طالب

١٠٣ - أخبرنا [ أبو جعفر ](١) محمّد بن عبد الله بن المبارك [ المخرّمي ](٢) قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا [ عمر بن عبد الرحمان ] أبو حفص الأبّار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن عليّ قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(يا عليّ، فيك مثل من عيسى (٣) أبغضته يهود حتّى بهتوا أُمّه، و أحبّته النصارى حتّى أنزلوه بالمنزل الّذي ليس به).

____________________

(١) من طبعتي مصر وبيروت.

(٢) منهما و (أ، ب).

(٣) في غ: (فيك من عيسى مثل).

١٠٣ - وأشار الحسكاني في شواهد التنزيل: ح ٨٦٤ إلى رواية يحيى بن معين.

ورواه الحسن بن عرفة عن الأبّار: مسند أبي يعلى: ١ / ٤٠٦ ح ٥٣٤، الفضائل: ح ٢٠٩ برواية عبد الله بن أحمد.

ورواه سريج بن يونس عن الأبّار: شواهد التنزيل: ح ٨٦٥، الزهد: ١١٩١ والمسند: ١٣٧٦ والفضائل: ٢٠٩ و٣٤٣ برواية عبد الله بن أحمد.

ورواه عمرو بن عليّ عن الأبّار: ح ٨٦٣ من شواهد التنزيل.

ورواه سعد بن طالب أبو غيلان الشيباني عن الحكم: مسند أحمد: ١٣٧٧، والفضائل: ٣٤٤، والزهد: ١١٩٢ من رواية عبد الله بن أحمد.

ورواه سلمة بن صالح بن الحكم: ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ح ٧٥٠.

ورواه عليّ بن ثابت عن الحكم: ٣ / ١٢٣.

ورواه أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي عن الحكم: التاريخ الكبير للبخاري: ٣: ٢٨١

=

١٤٨

____________________

=

في ترجمة ربعية، معجم ابن الأعرابي: ٢ / ١٩، أنساب الأشراف ح ٨٢ من ترجمة عليّ (عليه السلام)، شواهد التنزيل: ح ٨٦٢، مناقب ابن المغازلي: ح ١٠٤، تاريخ دمشق: ح ٧٥١ - ٧٥٣، فرائد السمطين: ١ / ١٧٣، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٧٠ ح ١٠٠٤.

ورواه الدار قطني في العلل: ق ٦٣ / أ، من طريق الحكم.

ورواه الحسين بن نصر بن مزاحم عن الحارث: كما في عيون الأخبار للبغدادي: في المجلس ١٢ ق ٢٦، وقد سقطت الواسطة بينه و بين الحارث من النسخة، وقد روى فرات الحديث عن شيخه عن الحسين عن إبراهيم بن الحكم [ عن ] المسعودي عن الحارث؛ فلاحظ ما سيأتي.

ورواه الصباح بن يحيى المزني عن الحارث شواهد التنزيل: ح ٨٦٧، أمالي الطوسي: في المجلس ٩ و ١٠، ما نزل من القرآن في عليّ لأبي نعيم ح ٥٩، تفسير فرات الكوفي: ح ٥٤٤، تاريخ دمشق: ح ٧٥٤ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

ورواه أبو عبد الرحمان عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المسعودي، عن الحارث: شواهد التنزيل: ح ٨٦٦ و ٨٦٧، تفسير فرات الكوفي: ح ٥٤١ و ٥٤٢.

ورواه محمّد بن كثير الملائي، عن الحارث: مسند البزّار: ح ٧٥٨، تفسير فرات: ح ٥٤٠.

ورواه عبد الرحمان بن أبي ليلى عن عليّ موقوفاً: تفسير محمّد بن العبّاس: ح ٤١ من سورة الزخرف.

ورواه الأصبغ بن نباتة، عن عليّ: شواهد التنزيل: ح ٨٦٩، مناقب الخوارزمي: ح ٥٦ من الفصل ١٩.

ورواه زاذان عن عليّ موقوفاً: شواهد التنزيل ح ٨٧٠، والفضائل لأحمد: ح ١٤٧.

والحديث رواه عن عليّ أيضاً ابنه عمر: كما في شواهد التنزيل: ح ٨٦٠ و ٨٦١، والمجروحين لابن حبّان: ٢ / ١٢٢ في ترجمة عيسى بن عبد الله.

ورواه الحسين الشهيد عن أبيه: أمالي الطوسي: ح ٤٨ من المجلس ١٢، وتفسير محمّد بن العبّاس: ح ٤٢ من تفسير سورة الزخرف.

١٤٩

ذكر منزلة عليّ بن أبي طالب وقربه من النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)

ولزوقه به وحبّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) له

١٠٤ - أخبرنا إسماعيل بن مسعود [ البصري ](١) قال: حدثنا خالد [ بن الحارث ] عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن العلاء [ بن عرار ] قال:

سأل رجل ابن عمر عن عثمان، قال: كان من الّذين تولّوا يوم التقى الجمعان فتاب الله عليه، ثمّ أصاب ذنباً فقتلوه، وسأله عن عليّ فقال: لا تسأل عنه ألا ترى قرب(٢) منزله من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم).

____________________

ورواه عباية بن ربعي عن عليّ: شواهد التنزيل: ح ٨٦٦.

وقال محقّق طبعة الكويت: البلوشي: وجاء بمعنى الحديث عن عليّ موقوفاً أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة: ٩٨٣ عن أبي السوار العدوي عنه، وعبد الرزّاق في مصنّفه: ١١ / ٣١٨ عن ابن سيرين عن عليّ، ثمّ قال: وهذا وإن كان موقوفاً فله حكم المرفوع؛ لأنّه من الأمور الغيبيّة الّتي لا تُدْرَك بالرأي.

وروى نحوه أبو رافع عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): كما في ٨٦٨ من شواهد التنزيل، وح ٩٥١ من المعجم الكبير للطبراني: ١ / ٣٢٠.

وللحديث شواهد كثيرة.

(١) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

(٢) لفظة (قرب) ليست في الأصل وإنّما هي من (أ، ب، ط)، وفي طبعة مصر: (ألا ترى منزلته).

١٠٤ - ورواه إسرائيل وزهير عن أبي إسحاق: كما في الحديثين التاليين.

ورواه معمر عن أبي إسحاق: المصنّف لعبد الرزّاق: ١١ / ٢٣٢: ٢٠٤٠٨، وعنه أحمد في الفضائل: ح ١٣٤.

١٥٠

١٠٥ - أخبرني هلال بن العلاء بن هلال قال: حدثنا حسين [ بن عيّاش ] قال: حدثنا زهير [ بن معاوية ] عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار قال:

سألت عبد الله بن عمر قلت: ألا تحدّثني عن عليّ وعثمان؟ قال: أمّا عليّ فهذا بيته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ولا أحدّثك عنه بغيره، وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم أُحد ذنباً عظيماً فعفا الله عنه، وأذنب فيكم [ ذنباً ](١) صغيراً فقتلتموه.

١٠٦ - أخبرنا أحمد بن سليمان [ الرهاوي ](٢) قال: حدثنا عبيد الله [ بن

____________________

ورواه سعيد بن سنان أبو سنان عن أبي إسحاق: تاريخ دمشق: ص ٥٠٧ من ترجمة عثمان.

ورواه زيد ابن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق: المعجم الأوسط للطبراني: ٢ / ٩٧: ١١٨٨، تاريخ دمشق: ح ٣٢٨ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلاّ أنّه نسب بعض الحديث إلى أبيه عمر، ميزان الاعتدال: ٣ / ٦٥ في ترجمة عروة بن مروان... وسقط منه العلاء بن عرار واقتصر أيضاً على ذكر عليّ دون عثمان، تهذيب الكمال: ٢٢ / ٥٢٩ في ترجمة العلاء بن عرار بكامله.

ورواه سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار، كما ذكره ابن حجر في القول المسدّد: ص ٣٠ ذيل ح ٣.

وروى بمعناه في عليّ مع تفصيل جميع بن عمير، عن ابن عمر: ح ٥١١ من مناقب الكوفي.

١٠٥ - لاحظ الحديث ١٠٤، وانظر ذيل الحديث ٤٣ حديث ابن عمر في سدّ الأبواب.

(١) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

١٠٦ - لاحظ الحديث المتقدّم.

قال السيوطي في اللآلي المصنوعة: ١ / ٣٤٩، وروى النسائي أيضاً حديث ابن عمر بسند صحيح من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن العلاء بن عرار قال: قلت لعبد الله بن عمر: أخبرني عن عليّ وعثمان؟ قال: أمّا عليّ فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزله من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؛ فإنّه سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه. رجاله رجال الصحيح إلاّ العلاء وهو ثقة، وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار... عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه بنحوه.

(٢) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

١٥١

موسى ] قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار قال:

سألت ابن عمر، وهو في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن عليّ وعثمان؟ فقال: أمّا عليّ فلا تسألني عنه وانظر إلى منزله(١) من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ليس في المسجد بيت غير بيته، وأمّا عثمان فإنّه أذنب ذنباً عظيماً [ تولّى ](٢) يوم التقى الجمعان فعفا الله عنه وغفر له، فأذنب فيكم دون ذلك(٣) فقتلتموه.

١٠٧ - أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال: حدثنا ابن موسى - وهو

____________________

(١) في ط: (إلى قرب منزله).

(٢) في (ط) وحدها.

(٣) لفظة (ذلك) من (أ، ب) وطبعتي مصر وبيروت، ولم ترد في الأصل.

١٠٧ - ورواه جرير عن عطاء: المصنّف لابن أبي شيبة: ح ٤ من فضائل عليّ برقم ٣٢٠٥٨.

ورواه أبو الأحوص عن عطاء: أنساب الأشراف: ح ٢١٤ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه أبو حصين عن سعد بن عبيدة، وبتفصيل: تاريخ دمشق: ص ٥٠٦ من ترجمة عثمان، التاريخ الكبير للبخاري: ٥ / ٢٣.

ورواه عبد الأعلى بن عامر التغلبي، عن سعد بن عبيدة باختصار: تاريخ دمشق: ح ١١٠٧ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

وروى نحوه أبو هارون العبدي عن ابن عمر: شواهد التنزيل: ١ / ٣٠: ١٢، المصنّف لابن أبي شيبة ح ٥ من فضائل عليّ، وقد سمّي السائل في هذه الرواية بنافع بن الأزرق، وهو من رؤوس الخوارج، قُتل سنة ٦٥.

وروى نحوه نافع مولى ابن عمر عنه: صحيح البخاري: ٦ / ٣٢، السنن الكبرى للبيقهي: ٨ / ١٩٢.

ورواه مجاهد عن ابن عمر: المعجم الكبير للطبراني: ١٢ / ٣١٧: ١٣٥٣٣.

وهذا الحديث وما قبله وما بعده يتناسب مع حديث سدّ الأبواب المتقدّم، وفي بعض طرقه إشارة بل تصريح بقضيّة سدّ الأبواب.

١٥٢

محمّد بن موسى بن أعين -(١) قال: حدثنا أبي، عن عطاء [ بن السائب ] عن سعد بن عبيدة قال:

جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عليّ؟ فقال: لا تسأل عن عليّ، ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، قال: فإنّي أبغضه، قال: أبغضك الله.

١٠٨ - أخبرني هلال بن العلاء بن هلال قال: حدثنا حسين - هو ابن عيّاش -(٢) قال: حدثنا زهير [ بن معاوية ] قال: حدثنا أبو إسحاق قال:

____________________

(١) ما بين الخطّين من (أ، ب)، وطبعتي مصر وبيروت.

١٠٨ - ورواه أبو غسّان مالك بن إسماعيل، عن زهير: تاريخ دمشق: ح ١٠٣٤ من ترجمة عليّ (عليه السلام): ٣ / ١٤.

ورواه النفيلي عن زهير: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٢٥، تاريخ دمشق: ح ١٠٣٥.

ورواه المعافى بن سليمان، عن أبيه، عن زهير: المعجم الكبير للطبراني: ١٩ / ٤٠: ٨٦، وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة: ٢ / ١٥٥ / ب.

ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، كما في الحديث التالي.

ورواه شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٢٥.

ورواه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق: الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم: ١ / ٤٢ / أ.

ورواه عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لقثم: معرفة الصحابة لأبي نعيم: ٢ / ٥٥ / ب، تاريخ دمشق ٣ / ١٣ ح ١٠٣٣ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن تمام بن العبّاس: العلل ومعرفة الرجال: ١ / ١٤٧.

ورواه مطين في مسند عليّ بسنده عن قثم وعبد الله بن عبّاس، كما في الطرائف لابن طاووس: ١ / ٢٨٤.

(٢) ما بين الخطّين من (ط)، ومثله في (أ) دون لفظة (هو).

١٥٣

سأل عبد الرحمان [ بن خالد ](١) قثم بن العبّاس: من أين ورث عليّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال: إنّه كان أوّلنا به لحوقاً، وأشدّنا به لزوقاً(٢) .

خالفه زيد بن أبي أنيسة فقال: عن خالد بن قثم:

١٠٩ - أخبرنا هلال بن العلاء قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله [ بن عمرو الرقّى ] عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق:

عن خالد بن قثم أنّه قيل له: ما لعليّ ورث رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) دون جدّك وهو عمّه؟ قال: إنّ عليّاً كان أوّلنا به لحوقاً، وأشدّنا به لصوقاً(٣) .

١١٠ - أخبرني عبدة بن عبد الرحيم [ المروزي ](٤) قال: أخبرنا عمرو بن محمّد قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن النعمان بن بشير قال:

____________________

(١) من (أ، ط)، وتهذيب الكمال.

(٢) في الأصل والتهذيب: (لزوماً)، والمثبت من أ، ب، ط. ومثله في عامة المصادر.

١٠٩ - لاحظ الحديث المتقدّم، وانظر لقصّة وراثته رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أيضاً ح ٦٤ و٦٥ من هذا الكتاب.

(٣) في طبعة مصر، و(أ، ب): لزوقاً.

(٤) من ب، وطبعتي مصر وبيروت، وكتاب عشرة النساء من السنن الكبرى.

١١٠ - ورواه المصنّف أيضاً في كتاب عشرة النساء من السنن الكبرى: ٥ / ٣٦٥: ٩١٥٥ باب رفع المرأة صوتها على زوجها: ح ١ بهذا السند والمتن... وفيه: كيف رأيت.

ورواه أيضاً أبو نعيم عن يونس: مسند أحمد: ٤ / ٢٧٥ ط ١، كشف الأستار: ٣ / ١٩٤، وفي مسند البزّار: ٨ / ٢٢٣: ٣٢٧٥.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٧ بعد ذكره الخبر من طريق البزّار: رواه أبو داود غير

١٥٤

استأذن أبو بكر على النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد علمت أنّ عليّاً أحبّ إليك من أبي. فأهوى إليها أبو بكر ليلطمها وقال: يا ابنة فلانة(١) ! أراكِ ترفعين صوتكِ على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟! فأمسكه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وخرج أبو بكر مغضباً، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): (يا عائشة كيف رأيتني أنقذتك من الرجل)؟ ثمّ استأذن أبو بكر بعد ذلك، وقد اصطلح رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وعائشة فقال أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):: (قد فعلنا).

١١١ - أخبرني محمّد بن آدم [ بن سليمان المصيصي ](٢) قال: حدثنا [ يحيى بن

____________________

ذكر محبّة علي (رضي الله عنه)، رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني بإسناد ضعيف.

ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العبزار: مسند أحمد: ٤ / ٢٧٢ ط ١، وفضائل الصحابة: ح ٣٨ به دون محبّة عليّ.

ورواه حجّاج بن محمّد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق - دون ذكر محبّة عليّ -: سنن أبي داود: ٤ / ٣٠٠: ٤٩٩٩ كتب الأدب باب ما جاء في المزاح: ح ٢.

وللحديث شواهد كثيرة، فلاحظ ما تقدّم آنفاً وما سيأتي لاحقاً.

وأمّا ما ذكر بعض من حديث عمرو بن العاص، المخرج في الصحيحين، في أنّ أحبّ النساء والرجال عائشة وأبوها، فجوابه: أنّ عمراً كان من كبار المشركين وشانئي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل الإسلام، ومن رؤوس النفاق والفتنة ومبغضي عليّ بعد الإسلام، وهو الأبتر ابن الأبتر بشهادة القران والرسول وآله؛ فلا تقبل روايته وخاصّة فيما يقوي اتّجاهاته البغيضة.

(١) وفي مسند أحمد: ٥ / ٢٧٢ ط ١: يا ابنة أُمّ رومان - وتناولها - أترفعين.

١١١ - ورواه أيضاً أحمد بن محمّد بن سعيد أبو العبّاس بن عقدة، عن يحيى: أمالي الطوسي: المجلس ٩ ح ٣٢.

ورواه الحسن بن حمّاد الكوفي، عن يحيى: مسند أبي يعلى: ٨ / ٢٧٠ ح ٤٨٥٧، ومعجم شيوخه: ١٧٨: ١٣٥ ترجمة ابن حماد، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق: ح ٦٥٦ من ترجمة

=

١٥٥

____________________

=

أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه أبو السري، عن يحيى: تاريخ ابن عساكر: ح ٦٥٥.

ورواه الوليد بن شجاع أبو همام، عن يحيى: تاريخ دمشق: ح ٦٥٤.

ورواه يوسف بن محمّد بن سابق أبو بكر، عن يحيى: تاريخ دمشق: ٦٥٢، مناقب الخوارزمي فصل ٦ ص ٧٩ ح ٦٣.

ورواه جعفر الأحمر، عن أبي إسحاق: تاريخ ابن عساكر ح ٦٥٣، أمالي الطوسي: م ١٢ ح ٣.

ورواه عباد بن الربيع وعبد الله بن أبي غنيّة، عن أبي إسحاق: أمالي الطوسي: م ٩ ح ٣٢.

ورواه عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق: أمالي الطوسي: م ٩ ح ٣٢.

ورواه محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبي إسحاق: كما في الحديث التالي.

ورواه أبان بن تغلب،عن جميع: ح ٦٥٠ من ترجمة عليّ من تاريخ دمشق.

ورواه الأعمش سليمان بن مهران، عن جميع نحوه: مناقب الكوفي: ح ٦٦٦ و٩٦٤، معرفة الصحابة لأبي نعيم: ٢ / ٣١٩ / أ، تاريخ دمشق: ح ٦٥١.

ورواه أبو الجحّاف داود بن أبي عوف، عن جميع: سنن الترمذي: ٥ / ٧٠١: ٣٨٧٤، تاريخ دمشق: ح ٦٥٨ - ٦٦٠، الاستيعاب: ٤ / ١٨٧٩ في ترجمة فاطمة، المعجم الكبير للطبراني: ٢٢ / ٤٠٣: ١٠٠٨، مقتل الحسين للخوارزمي: ص ٥٧ فصل ٥ ح ١٠٤.

ورواه صدقة بن سعيد، عن جميع نحوه: مناقب الكوفي: ح ٥٧٧، مسند أبي يعلى: ٨ / ٢٧٩: ٤٨٦٥.

ورواه عوام بن حوشب، عن جميع: تاريخ دمشق: ح ٦٥٠، شواهد التنزيل: ح ٦٨٤، مناقب الكوفي: ح ٦١٧، فرائد السمطين: باب ٦٨ ح ١ بسنده عن الثعلبي.

ورواه كثير النواء، عن جميع: تاريخ جرجان: ص ٢١٣ ترجمة زيد بن عدي برقم ٣٢٩، تاريخ دمشق: ح ٦٥٧.

والغريب من كلام الذهبي في تعليقته على مستدرك الحاكم حيث قال: لم تقل عائشة هذا

=

١٥٦

عبد الملك بن حميد ] بن أبي غنيّة، عن أبيه، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع - وهو ابن عمير - قال:

دخلت مع أُمّي على عائشة وأنا غلام فذكرت لها عليّاً فقالت: ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) منه، ولا امرأة أحبّ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) من امرأته.

١١٢ - أخبرنا عمرو بن عليّ [ البصري ](٣) قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطّاب - ثقة - قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير قال:

دخلت مع أُمّي على عائشة فسمعتها تسألها من وراء الحجاب عن عليّ؟ فقال: تسأليني عن رجل ما أعلم أحداً كان أحبّ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) منه، و

____________________

=

أصلاً!!! رجماً بالغيب، فعلى فرض التسليم بضعف السند من هذا الطريق فعدم الإثبات لا يدلّ على عدم الثبوت، وللحديث شواهد كثيرة منها الحديث السابق الصحيح السند عند الذهبي وأمثاله، ولاحظ الحديث التالي.

وأمّا حديث عبد الله بن شقيق عن عائشة الّذي رواه أحمد في مسنده: ٦ / ٢٤١ ط ١، الّذي يذكر فيها خلاف هذا فعبد الله بن شقيق كان عثمانيّاً يبغض عليّاً كما في ترجمته من تهذيب الكمال فلا يقبل منه ما يؤيدّ انحرافه وتمايله وقد تقدّم آنفاً عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(يا عليّ، لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق) .

(٢) من طبعتي مصر وبيروت.

١١٢ - ورواه عبّاد بن يعقوب عن محمّد بن إسماعيل: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٥٤.

ورواه جماعة آخرون، فلاحظ تعليقة الحديث المتقدّم.

ورواه مرسلاً الطبري في المسترشد: ص ٤٤٩، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: ١ / ١٤٠ ح ٧٠ و٧٢.

(٣) من طبعتي مصر وبيروت.

١٥٧

لا أحبّ إليه من امرأته.

١١٣ - أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا [ أسود بن عامر ] شاذان، عن جعفر [ بن زياد ] الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن ابن بريدة قال:

جاء رجل إلى أبي فسأله: أيّ النّاس كان أحبّ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)(١) ؟ فقال: كان أحبّ النّاس إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) من النساء فاطمة ومن الرجال عليّ.

قال أبو عبد الرحمان: عبد الله بن عطاء ليس بالقوي في الحديث.

____________________

(١) في الأصل: (من النساء)، فحذفناها وفقاً لسائر النسخ والسياق.

١١٣ - ورواه عن إبراهيم بن سعيد: كلّ من الترمذي كما في الجامع الصحيح: ٥ / ٦٦٨: ٣٨٦٨ في مناقب فاطمة، والسراج محمّد بن إسحاق: كما في الاستيعاب: ٤ / ١٨٩٧ في ترجمة فاطمة الزهراء، والبغوي كما في ح ٦٤٩ من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر.

ورواه الدوري عن الأسود بن عامر المعروف بشاذان: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٥٥.

وروى الروياني في مسند بريدة من مسنده: ص ٢٦ ح ٤١ عن حبّان بن عليّ عن عبد الله بن عطاء... قال: جاء قوم من خراسان فقالوا... عن أحبّ النّاس كان إلى رسول الله (ص)؟ قال: عليّ بن أبي طالب. قالوا: فأخبرنا عن أبغض الناس كان إلى رسول الله (ص)؟ قال: بنو أميّة وثقيف وحنيفة.

وللحديث شواهد كثيرة من غير طريق.

١٥٨

ذكر منزلة عليّ

من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عند دخوله ومسألته وسكوته

١١٤ - أخبرني محمّد بن وهب قال: حدثنا محمّد بن سلمة قال: حدثني أبو عبد الرحيم [ خالد بن أبي يزيد ] قال: حدثني زيد - وهو ابن أبي أنيسة - عن الحارث [ بن يزيد ] عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجيّ: سمع عليّاً يقول:

(كنت أدخل على نبيّ الله (صلّى الله عليه وسلّم) (١) فإن كان يصلّى سبّح فدخلت، وإن لم يكن يصلّى أذن لي فدخلت) .

____________________

(١) في طبعتي مصر وبيروت إضافة: (كلّ ليلة)، ويؤيّدها ما سيأتي في الروايات التالية.

١١٤ - قال محقّق طبعة الكويت أحمد ميرين البلوشي ما ملخّصه: عبد الله بن نجيّ أبو لقمان الحضرمي قال النسائي ثقة... والتوثيق من أمثاله يعض عليه بالنواجذ... وأمّا ما يتعلّق بسماعه من عليّ فقد نقل البزار في مسنده عن أحمد قوله: عبد الله بن نجي وأبوه سمعا من عليّ. وفي هذا الإسناد صرّح بسماعة من عليّ (رضي الله عنه)، ومعلوم أنّ المثبت مقدّم على النافي... وأمّا الاختلاف في متن الحديث فحاصل، ولكنّ الروايات الّتي ذكر فيها التنحنح (بل التسبيح) ضعيفة.

وقال: وأمّا الاختلاف في سند الحديث حيث إنّ عبد الواحد بن زياد رواه عن عمارة عن الحارث عن أبي زرعة عن ابن نجي، ورواه مسدد عن عمارة عن أبي زرعة عن ابن نجي ولم يذكر الحارث في إسناده فليس بقادح؛ لأنّ عمارة سمع من أبي زرعة نفسه كما صرّح به البخاري في التاريخ الكبير: ٦ / ٥٠١، فمن الجائز أن يكون سمع الحديث بواسطة وبغيرها فحدث على الوجهين، وهذا سائغ ويسمّى بالمزيد في متصل الأسانيد.

وقال ابن حجر في ترجمة عمرو بن جرير: عن عليّ وعنه ابنه أبو زرعة. قال النسائي في مسند عليّ به: هذا خطأ والصواب عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير....

١٥٩

١١٥ - أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدثنا محمّد بن عبيد [ بن حساب البصري ] وأبو كامل [ فضيل بن حسين ] قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عمارة بن القعقاع، عن الحارث [ بن يزيد ] العكلي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجيّ قال: قال عليّ:

(كانت لي ساعة من السحر أدخل فيها على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فإن كان في صلاته سبّح فكان ذلك إذنه لي، وإن لم يكن في صلاته أذن لي) .

ذكر الاختلاف على المغيرة في هذا الحديث:

١١٦ - أخبرني محمّد بن قدامة قال: حدثنا جرير [ بن عبد الحميد ]، عن المغيرة [ بن مقسم ]، عن الحارث [ بن يزيد ]، عن أبي زرعة بن عمرو قال: حدثنا عبد الله

____________________

١١٥ - ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم عن عبد الواحد بن زياد: مسند أحمد: ٢ / ١٣ ح ٥٧٠.

ورواه أبو كامل عن عبد الواحد: كما عند المصنّف هنا، ومسند البزّار: ٨٨٢، وسنن البيهقي: ٢ / ٢٤٧، ومشكل الآثار: ٢ / ٢١١: ١٨٩٩ باب ٢٨٠.

ورواه محمّد بن عبيد عن عبد الواحد: كما عند المصنّف هنا، والبيهقي في سننه: ٢ / ٢٤٧ في كتاب الصلاة باب ما يقول إذا نابه شيء في صلاته.

ورواه مسدد عن عبد الواحد بن زياد: سنن البيهقي: ٢ / ٢٤٧، ولم يذكر الحارث في إسناده.

ورواه معلّى بن أسد عن عبد الواحد: مسند ابن خزيمة: ٩٠٤.

ورواه أبو النعمان عن عبد الواحد: مسند الدارمي: ٢٦٦٣ بالاقتصار على ذيل الحديث: ٢ / ٢٨٤ باب لا تدخل الملائكة بيتاً فيه تصاوير.

ورواه... عن عبد الواحد: مسند البزّار ح ٨٨١ بإسقاط الحارث.

١١٦ - ورواه المصنّف أيضاً في باب التنحنح في الصلاة من كتاب السهو من كتاب الصلاة من المجتبى من السنن: ٣ / ١٢ ح ١ مع مغايرات.

ورواه أبو خيثمة زهير عن جرير: مسند أبي يعلى: ١ / ٤٤٤ ح ٥٩٢ مع زيادة في ذيله.

ورواه يوسف بن موسى عن جرير: مسند ابن خزيمة: ٢ / ٥٤: ٩٠٤.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

المخالفين لأنّه منصب الهيّ وكمال نفسانيّ ودرجة وهيبة

وما قيل من أنّ الولاية بمنزلة الحليلة للأئمّة واغتصبها المغتصبون منهم فتزوّجها فالنواصب أبناء هذه البغيّة ونزّلوا أخبار خبث مولد النواصب هذا التنزيل وقالوا : إنّ الزوج الشرعي للولاية هم الأئمّةعليهم‌السلام وقد عقد الله هذا الزواج في السماء

وهذا حديث باطل ومردود وهو أدنى من كلام المبرسمين أصحاب الماليخوليا ، والأولى أن ندعوه هذيان القلم ، وأكثر من هذا لا يستحقّ من عناية العلماء لردّه ولا يتّسق مع سابقة العلماء وشئوناتهم العلميّة ورتب أهل الفضل كما قال الحكماء :

از سخن پُر در من هم چون صدف هر گوش را

قفل گوهر ساز ياقوت زمر پوش را

در جواب هر سؤالى حاجت گفتار نيست

چشم بينا عذر مى خواهد لب خاموش را

لا تجعلنّ كلّ قول مثل جوهرة

تقرط الأُذن فيها كي تحلّيها

أبعد عن العين بالأقفال جوهرة

فإنّ حقّ يتيم الدرّ تخفيها

ولا تجيبنّ يوماً كلّ مسألة

إطباق كلّ شفاه عذرها فيها

ومن الأشعار التي أنشدها الإمام الرضاعليه‌السلام في حضرة المأمون ونسبه إلى بعض فتيان آل عبد المطّلب كما ورد في العيون هذان البيتان :

وإذا ابتليت بجاهل متكلّف

يجد المحال من الأُمور صوابا

أوليته منّي السكوت وربّما

كان السكوت عن الجواب جوابا(١)

وجملة القول : إنّ هذه الفقرة من الزيارة مساوقة لفقرة الصحيفة السجاديّة

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٥٧ وفيه بدل « ابتليت » « بليت » وبدل « متكلّف » « متحكّم » ( هامش الأصل ) وفي المجلّد الأوّل منه ص ١٨٧ أربعة أبيات بدل البيتين ( المترجم )

٣٠١

وفيها يشير الإمام السجّاد إلى عيد الأضحى والجمعة وصلاة العيدين والخطبة ويقول : « اللهمّ هذا المقام لخلفائك وأصفياءك ومواضع اُمناءك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها »(١) وهذا الابتزاز والإزالة والدفع كلّ ذلك ناشئ عن الصدر السالف والقرن الأوّل من عدول الصحابة ، ولا تتنافى عدالتهم مع ظلم أهل البيت وإيذاء فاطمةعليها‌السلام وإحراق بيتها والخلاف مع عليّعليه‌السلام وبغض الحسنينعليهما‌السلام ، كما مرّ عليك جانب من ذلك وعسى أن نشير فيما يأتي إلى جملة اُخرى منه

بل لا يتنافى ذلك عندهم مع تغيير جميع الفروع والاُصول والأحكام وهدم أساس الشريعة المقدّسة ـ على الصادع بها ألف سلام ـ كما يظهر ذلك من الأخبار المبثوثة في مطاوي كتبهم المعتمدة واُصولهم الصحيحة

نقل السيّد المحقّق الأمين شارح الصحيفة المقدّسة من الجمع بين الصحيحين في مسند أبي الدرداء في الحديث الأوّل من أخبار البخاري : قالت اُمّ الدرداء : دخل عليّ أبو الدرداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمر محمّد شيئاً إلّا أنّهم يصلّون جميعاً(٢)

وفي الحديث الأوّل من صحيح البخاري من مسند أنس بن مالك نقل عن الزهري قال : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرض شيئاً ممّا أدركت إلّا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت(٣)

وفي حديث آخر إنّه قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

_________________

(١) الصحيفة السجاديّة ، دعاء ٤٩ ( هامش الأصل ) الكاملة : ٢٨١ نشر جامعة المدرّسين ( المترجم )

(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٦ باب فضل صلاة الفجر في جماعة ، ط دار مطابع الشعب بمصر ( هامش الأصل )

(٣) نفسه ، باب تضييع الصلاة عن وقتها ، ص ١٤١ ( هامش الأصل )

٣٠٢

قيل : فالصلاة ؟ قال : أليس صنعتم ما صنعتم فيها(١)

وهذه شهادة صريحة من أبي الدرداء وأنس بن مالك ـ وهما من أكابر الصحابة عند أهل السنّة والجماعة ـ بأنّ أحكام الشريعة بأجمعها غيّرت ، وبدّلت أحكام الشرع الشريف عامّة ، حتّى الصلاة وهي أظهر الواجبات وأعرف الفرايض ، وجميع ما مرّ جرى على أيدي الصحابة والتابعين الذين رووا في حقّهم « خير القرون قرني ثمّ القرن الذي يليه »(٢)

وإذا كان حال القرن الأوّل والثاني بهذه المثابة فما بالك بالقرون اللاحقة والأعصار التابعة التي تتبدّل في كلّ يوم أحوالها ، وتتنزّل شئونها باعترافهم

وطبقاً للحديث سابق الذكر يمكن أن نقول :

õ خُذ جملة البلوى ودع تفصيلها õ

_________________

(١) نفسه

(٢) عمران بن حصين ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم قال عمران : فما أدري قال النبيّ بعد قوله مرّتين أو ثالثاً ، ثمّ يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن

وفي خبر آخر : خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم إيمانهم ، وإيمانهم شهادتهم [ صحيح البخاري ، ٨ : ١١٣ باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ، ط دار ومطابع الشعب بمصر ] ( هامش الأصل )

٣٠٣

وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ

الشرح : التمهيد مأخوذ من المهاد بمعنى البساط والفراش أو من العهد بمعنى سرير الطفل ، وكلاهما عائد إلى أصل واحد ونصّ في أساس البلاغة على أنّ التمهيد معناه التوطئة وتسهيل الأمر والإصلاح ، والمراد في أمثال هذه الوقائع وتمهيد العذر من المعاني المجازيّة ، ومعناه بسطه وتهيئة قبوله

والباء في « بالتمكين » للسببيّة على الظاهر والتمكين بمعنى الإقدار ، والظاهر أنّ اشتقاق المكان منه بحسب اللفظ ، وأمّا بحسب المعنى فاشتقاقه من الكون

القتال : بمعنى القتل والذبح والحرب

والمقصود من الممهّدين هم الأوائل الذين سهّلوا السبيل ووطّئوا الاُمور ، وهيّئوا أسباب الظلم ، لأنّه لولاهم وما ارتكبوه من السلوك الوحشي الخشن مع أهل البيت لما جرأ الأواخر على ظلمهم بتلك القسوة المعهودة

وهذا أصحّ الوجوه في تفسير الفقرة المعروفة « المقتول في يوم الجمعة أو الاثنين »(١)

_________________

(١) كما في البحار ٤٤ : ١٩٩ و ٢٠١

وعن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام : يوم الاثنين يوم نحس قبض الله عزّ وجلّ نبيّه ، وما اُصيب آل محمّد إلّا يوم الاثنين [ الكافي ، باب صوم عرفة وعاشوراء ؛ بحار الأنوار ٤٥ : ٩٤ ] وتأتي هذه الرواية بتفصيلها ذيل « اللهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو اُميّة »

مروج الذهب : وسُمعت في جنازته ( الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ) سوداء وهي تقول : ماذا لقينا من يوم الاثنين [ بحار الأنوار ٥٠ : ٢٠٧ ]

ولنعم ما قيل : « ما قُتل الحسين إلّا في يوم السقيفة » فلعنة الله على من أسّس أساس الظلم والجور على أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين [ بحار الأنوار ٤٥ : ٣٣٨ ]

٣٠٤

لأنّ يوم السقيفة حدث في يوم الاثنين ، وقد أجاد الشاعر المفلّق الحاج هاشم الكعبي حيث قال :

تا الله ما سيف شمر نال منك ولا

يدا سنان وإن جلّ الذي ارتكبوا

لولا الذي أغضبوا ربّ العُلى وأبوا

نصّ الولا ولحقّ المصطفى غصبوا

أصابك النفر الماضي بما ابتدعوا

وما المسبّب لو لم ينجح السبب

ولا تزال خيول الحقد كامنة

حتّى إذا أبصروها فرصة وثبوا

فادرك الكلّ ما قد كان يطلبه

والقصد يدرك لمّا يمكن الطلب

كفُّ بها اُمّك الزهراء قد ضربوا

هي التي اُختك الحورا بها سلبوا

وإن نار وغىً صاليت جمرتها

كانت لها كفّ ذاك البغي تحتطب

وليبك يومك من يبكيك يوم غدوا

بالصنوا قوداً وبنت المصطفى ضربوا

والله ما كربلا لو لا السقيفة والإحياء

تدري(١) ولا لا النار ما الحطب

وورد في كثير من الأخبار لعن قاتلي سيّد الشهداء ومقاتليه ، ولعلّنا نشير إلى جانب منه فيما يأتي ونكتفي هنا بذكر حديث واحد ليقوم بأداء حقّ هذا العنوان ،

_________________

ولنعم ما نقله عليّ بن عيسى عن بعض الأصحاب عن القاضي أبي بكر بن أبي قريعة في ضمن أبياتٍ له :

وأريتكم أنّ الحسين

اُصيب في يوم السقيفه

ولأيّ حالٍ اُلحدت

بالليل فاطمة الشريفه

ولما حمت شيخيكم

عن وطي حجرتها المنيفه

أوّه لبنت محمّد

ماتت بغصّتها أسيفه

فوالله لا أنسى زينب بنت عليّعليهما‌السلام وهي تندب وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : وا محمّداه ! صلّى عليك مليك السماء وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، بأبي من عسكره في يوم الاثنين نهبا بأبي من فساط مقطّع العُرى . [ بحار الأنوار ٤٥ : ٥٩ ]

(١) جاء في الكتاب « تعلم » ولا يستقيم بها الوزن فاستبدلنا بها « تدري » لأنّي أحفظها هكذا

٣٠٥

ولئلّا تخلو هذه المقولة من هذه الأخبار من رأس

وفي تفسير الإمام الحسن العسكري :( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) (١) نزلت في اليهود ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت هذه الآية في هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله : أفلا اُنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الاُمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : قومٌ من اُمّتي ينتحلون بأنّهم أهل ملّتي ، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب اُرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ، ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريّا ويحيى

ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنّم

ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقيّة تسكتهم

ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن عليّعليهما‌السلام رحمة وشفقة ، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً

ألا وإنّ الراضين بقتل الحسينعليه‌السلام شركاء قتله

ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم ، والمتقدّمين بهم برآء من دين الله

ألا إنّ الله ليأمر الملائكة المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسينعليه‌السلام إلى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فيزيد في عذوبتها وطيبها ألف ضعفها ، وإنّ الملائكة ليتلقّون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسينعليه‌السلام ويلقونها في ألهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها ، يشدّد بها على

_________________

(١) البقرة : ٨٤

٣٠٦

المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم(١)

اللهمّ اجر دموعنا في مصاب الحسين ، ووفّقنا للعن قتلته من الأوّلين والآخرين ، اللهمّ العنهم لعناً وبيلاً ، وعذّبهم عذاباً أليماً لا تعذّب به أحداً من خلقك ، وصلّ على محمّد وآله الطاهرين من اليوم إلى يوم الدين

_________________

(١) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٣٦٧ ط اُولى ١٤٠٩ مهر ـ قم المقدّسة ( المترجم ) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ١٤٨ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٣٠٤ رقم ١٧ ( هامش الأصل )

٣٠٧

بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ(١)

برء : من باب سمع أي فارق ، والتبرّي بمعنى المفارقة ، وهذا المعنى مأخوذ من كتب الأدب من قبيل منتهى الإرب وتاج المصادر ، وترجمة القزويني على القاموس ، ولم تبيّن الكتب العربيّة حقيقة معنى البرائة ، وبرأ من مرضه أي تنق وعوفي ، وبرأ من دينه أي سقط عنه طلبه ، وكلا المعنيين مأخوذ من المعنى المتقدّم

وفي تفسير مجمع البيان ومفاتيح الغيب لابن الخطيب الرازي فسّر البرائة بانقطاع العصمة ، وهذا تفسير باللازم

وبعض المنتسبين إلى العلم فسّروا البرائة بالامتناع ، وبعد التتبّع والفحص الكامل لم نجد وجهاً لهذا التفسير

وسبب تعدّيته بـ « إلى » كان لإشرابه معنى توجّه أو تعطّف ، لأنّ المتبرّء من واحد متقرّب إلى الآخر ، إذ المتبرّء حين يدبر عنه يقبل على غيره فيثير حنقه بمحبّة غيره ورعاية قربه ، ولعلّ هذا المعنى هو الذي صحّح دخول « إلى » على هذا الطرف

والضمير في « منهم » راجع إلى جميع الطوائف المذكورة المراد من هذه الصفات أولئك الذين لهم المدخليّة التامّة في ذلك الأمر حيث استندت إليهم الأفعال ممّا جرى على الحسينعليه‌السلام بنحو من الأنحاء لينفى عنهم عنوان الأشياع والأتباع وينطبق عليهم عنوان مستقلّ آخر

تبع تباعاً وتِباعاً : اقتفى أثر فلان ، وتبع وزان فرس بمعنى تابع ، ويطلق على

_________________

(١) الصحيح من أشياعهم وأتباعهم وغفلةً من المؤلّف أو الناسخ حدث التقديم والتأخير ( هامش الأصل )

٣٠٨

المفرد والجمع مثل :( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) (١) وجمع أتباع ، وتباعة ، وإن كان يطلق على المشي الظاهر ولكنّه من جهة التوسّع في الإطلاق يتناول المعنوي أيضاً وفي هذا السياق يوجد حديث مبنى على ذوق أهل المعرفة وليس هذا المقام موضع بيانه

الشيعة : عبارة عن الأنصار والأتباع ، صرّح بذلك في المصباح وغيره ، واشتقاقه من المشايعة ومعناها المتابعة والنصرة ، وهو مأخوذ من التشييع والمشايعة بمعنى المصاحبة للتعظيم ، كما يستعمل في معنى مشايعة الموتى وتشييعهم ، وكلا الحقيقتين مأخوذ من الشيوع بمعنى الظهور لأنّ في لفظ : مشيّع ومشايع يتبادر الميّت والضيف إلى الذهن وبه يتعالى اسمه ويشيع شرفه

ومجمل القول : جمع الشيعة شيعٍ ، وجمع الشيع أشياع ، وقد ارتكب الفيروزآبادي في القاموس خطأً حين اعتبر الأشياع والشيع كلاهما جمع التشيّع ، لأنّ قياس العربيّة لا يسمع بجمع « فعله » على « أفعال » وصرّح بما قلناه الفيّومي في المصباح

الولي : مأخوذ من ولي ومعناه الحقيقي القرب ، ويستعمل في القرابة النسبيّة والقرب الروحاني وهو المحبّة ، ويستعمل أيضاً في قرب الإحاطة وهو الرئاسة

واعلم أنّ رعاية الصحّة تتمّ في أمرين :

الأمر الأوّل : التنقية وهي دفع الفضلات والأخلاط الفاسدة

والأمر الثاني : التقوية وهي حفظ البنية وبقاء المزاج الذي هو الصورة الخامسة الحاصلة من تفاعل الكيفيّات الأربع ، المتداعية بالانفكاك والانفصال

كما أنّ حصول الكمال الإنساني والترقّي النفساني في السلوك الأخلاقي بأمرين :

_________________

(١) إبراهيم : ٢١

٣٠٩

أحدهما : دفع الرذائل من قبيل الحسد واللؤم والقساوة وحبّ الجاه

وثانيهما : كسب الفضائل من جنس العفو والسماح ورقّة القلب والإعراض عن الخلق

ومثله الإيمان وهو مصحّح جميع الأعمال وميزان كلّ كمال مركّب كذلك من جزئين :

الأوّل : البرائة من أعداء الله

والثاني : محبّة الله وأوليائه

وهذا المعنى مضافاً إلى ما جاء في سرده وتوضيحه من الكتاب والسنّة فإنّه وارد في خصوص جماعة معيّنة من طريق أهل بيت النبيّ ؛ أهل العصمة والطهارة أرواحنا لهم الفداء ، وذلك معترف به ومشهود به من جميع القلوب الصافية والنفوس الزاكية

حيث ما من عاقل نبيه يستولي عليه الوهم بالقدرة على الجمع بين محبّة إنسان ومحبّة عدوّه ، كما قال الشاعر في الحكمة الشعريّة :

تحبّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني

صديقك إنّ الرأي منك لعازبُ

وللعقلاء أصحاب البصائر والقلوب الواعية تكفي هذه الآية المباركة التي يقول الحقّ تعالى فيها :( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) وفي هذه الآية المباركة وردت وجوه من تأكيد المنع عن موادّة أعداء الله

_________________

(١) المجادلة : ٢٢

٣١٠

وفي الحديث المنقول عن العيون بطرق عدّة أنّ الإمام الرضاعليه‌السلام كتب إلى المأمون في حديث طويل : حبّ أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله والبرائة منهم ومن أئمّتهم ولعلّنا نشير في أثناء البحث إلى جانب منه في مقام آخر(١)

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٢ رقم ٣٥ ما كتبه الرضاعليه‌السلام إلى المأمون في محض الإسلام وشرايع الدين ( هامش الأصل ) وفي نسختي ص ١٢٤ ( المترجم )

٣١١

يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ

الشرح : السلم : بمعنى المسالمة والصلح والموادعة لأنّه جاء بمعنى المسالمة والصلح كما في القاموس وغيره ، والظاهر عدم الاشتراك بل من باب استعمال المصدر بمعنى اسم الفاعل ، فإمّا أن يكون محمولاً على المبالغة أو بتقدير ذو ( اي ذو سلم ) كما صرّح بذلك الأُدباء ، وهذا المعنى وإن لم يكن قياسيّاً بل متوقّفاً على مقتضى الحال الخاصّة التي يعرفها الأديب بالممارسة ، كما صرّح بذلك الآمدي في الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وإن كانت الأمثلة التي استشهد بها لا تخلو من نقاش ، ولكنّ الميزان في هذا الموضع ثابت ومحقّق

ومثله الحديث في كلمة « حرب » والأظهر في رأي هذا العبد لله أنّها المعنى المصدري نفسه

ويجب أن نقول ذلك من أجل إظهار كمال المطاوعة والتوغّل في العبوديّة والمتابعة أنّا وصلنا في هذا المقام إلى درجة أصبحنا حقيقة السلم مع من سالمكم ومصداقاً واقعيّاً للحرب لمن حاربكم

اليوم : بحسب أصل اللغة من أوّل طلوع الشمس إلى غروبها ـ كما هو المشهور بين اللغويّين ـ ويطابق اصطلاح حكماء الفرس وعلماء الهيئة والحساب أو أنّه من أوّل طلوع الفجر حتّى غروب الشمس كما صرّح بذلك ابن هشام في « شرح الكعبيّة » والظاهر أنّ المعنى الثاني لليوم هو تحديد الزمن الشرعي من اليوم وليس المعنى اللغوي ، وهذا القليل البضاعة أشار تلويحاً في « منظومة ميزان الفلك » إلى هذا المعنى :

واليوم من طلوع جرم الشمس

إلى غروبها بزعم الفُرْس

كذاك في النجوم والحساب

وذاك في السنّة والكتاب

يؤخذ من طلوع فجر صادق

إلى ذهاب حمرة المشارق

٣١٢

وتفصيل هذه الجملة أنّ غاية النهار زوال الحمرة(١) كما هو المعروف من مذهب الإماميّة ، أو غروب القرص كما هو مذهب أهل السنّة ، وقال بهذا شرذمة من علماء الشيعة نظراً إلى الأخبار المحمولة على التقيّة أو أنّهم جعلوا الأخبار في القول السابقة حاكمة على الأخبار التي قال بها الشيعة لا الأقلّيّة منهم فمالوا إليها وقالوا بها ، والإفاضة بها خارجة عن منهج هذا الشرح

وأحياناً يطلق اليوم على مطلق الزمان كما صرّح به ابن هشام في شرح الكعبيّة وحكى القول به عن سيبويه واستشهد بما أثر عن القوم من قولهم : أنا اليوم أفعل كذا ، ويريدون الوقت الحاضر ، ومن هذا القبيل قولهم : تلك أيّام الهرج ، كما قال بعض شرّاح القاموس(٢)

وأكثر اللغويّين والاُدباء نصّوا على هذا المعنى واستعماله في يوم القيامة أظهر ، لأنّه مبنى على هذا المعنى غير ملحوظٍ به طلوعاً أو غروباً ، ولابدّ من أخذهما في المعنى عند الوقوف على ظواهر العبارات

وفي الحقيقة إنّنا وإن أمكننا القول عن حقيقة اليوم بأنّه مدّة ظهور الشمس في نصف الفلك المرئي ، وأخذ الطلوع والغروب في معناه للدلالة على مصاديق أفراده في الخارج ، وبناءاً على هذا يكون يوم القيامة من مصاديق المعنى الأوّل ، والله أعلم بالصواب

القيامة : مصدر قيام ظاهراً ، يقال : قام قياماً وقيامة كما نقل بعض العلماء المتبحّرين اللغويّين ، وإن لم يذكر في كثير من الكتب

_________________

(١) يجب تحديدها بالمشرقيّة وبها يعرف دخول الليل ، أمّا الحمرة المغربيّة التي تمتدّ بعد اختطاط الظلام فلا عبرة بها ( المترجم )

(٢) قال الزبيدي : وقد يراد باليوم الوقت ، ومنه الحديث : تلك أيّام الهرج أي وقته ، ولا يختصّ بالنهار دون الليل [ تاج العروس ٩ : ١١٥ ]

٣١٣

وإطلاق يوم القيامة على يوم الحشر إمّا بسبب قيام البشريّة كافّة من مضاجعها للعرض على الله تعالى ، وإمّا بسبب قيام الخلق كافّة في ساحة العدل الربّاني جلّت عظمة الله ، كما في قوله تعالى عزّ من قائل :( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) (١)

وزعم بعضهم أنّ الكلمة مولّدة من السريانيّة بمعنى « قيماً » أي يوم الحشر ، وهذا غاية في البعد ، والأصحّ الأوّل

والظاهر أنّ التعبير عن يوم الجمعة بيوم القيامة نظراً لهذا المعنى ، لقيام الخطيب فيها بالخطبة أو لقيام الناس فيه كافّة بالصلوات ، أو لقيام أمر النبيّ فيه ، أو لتذكاره بأمر يوم القيامة ، والله أعلم

فائدة

في الأخبار الكثيرة المرويّة عن الفريقين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة وأمير المؤمنينعليهما‌السلام : حربك حربي وسلمك سلمي(٢) وكذلك قال لأهل العباعليهم‌السلام : « أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم » أو قريباً من هذا اللفظ ، كما أوصل الترمذي في الجامع السند إلى زيد بن أرقم : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم(٣)

يتبيّن من هذا الحديث على اُصول أهل السنّة والجماعة كفر معاوية وأصحاب الجمل وأصحاب واقعة كربلاء جميعاً ، لأنّ من حارب رسول الله باتفاق الاُمّة ونصّ الكتاب والسنّة كافر ، فإذا كان محارب هذه الجماعة محارباً لرسول الله فهو كافر البتّة

_________________

(١) المطفّفين : ٦

(٢) بحار الأنوار ٤٢ : ٢٦١ وتجد ذلك أيضاً في الأجزاء التالية ٢٦ ـ ٢٧ ـ ٣٢ ـ ٣٣ ـ ٣٧ ـ ٣٨ ـ ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٦٥ ( المترجم )

(٣) اُنظر : سنن ابن ماجة القزويني ١ : ٥٢ ( المترجم ) صحيح الترمذي ، ج ٥ باب ٦١ فضل فاطمة رقم ٣٨٧٠ ( هامش الأصل )

٣١٤

وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ

الشرح : يمكن أن يكون الواو في مطلع الجملة للعطف ، وتكون هذه الجملة الدعائيّة معطوفة على ما سبقها من اللعائن ، وعلى هذا الوجه تكون الجملة المتضمّنة للبرائة والاستسلام والمتابعة معترضة بين العاطف والمعطوف عليه ، والنكتة المتصوّرة في وجه إقحام هذه الجملة بينهما أنّ الزائر وهو يمارس لعن الأعداء يتذكّر أعمالهم الشنيعة وآثارهم الفظيعة ، فتقلّبهم الأيّام الخوالي فيهيج وجده الكامن وشوقه الساكن فيفقد السيطرة على نفسه وهو يستعرض جرائم القوم ومنكراتهم فيظهر البرائة منهم دونما اختيار منه ، وتدركه النفرة منهم ومن أتباعهم وأشياعهم ، من هنا يخاطب الإمام المظلوم لفرط حبّه وخلوص إرادته فيحمله ذلك على عرض مسالمته الكاملة ومتابعته الشاملة مع صفاء الباطن وخلوص النيّة بين يدي ساحة الإمام المقدّسة وسدّته الرفيعة

وينعتق من هذا الكلام الذي اندفع فجئة على لسانه مرّة اُخرى ويعدل عنه إلى الحديث الأوّل من لعن الأعداء ويعطف عليهم أولئك الذين هم أعيان الظالمين المسبّبين لهذا الخطب الفادح والرزء الجليل ، والذين لهم أثر يذكر في جريان هذه الخطوب وإعانة على حدوثها فيأخذ بلعنهم واحداً واحداً ، ويعطفهم على الأوائل لكي يشفي غيظه ويريح حنقه ويبرأ من لواعج صدره من ذكرهم بالتفصيل ، كما يمكن أن تكون الواو استئنافيّة

وعلى كلّ حال فإنّ النكتة تعود إلى ما ذكرناه تفصيلاً

وسوف نذكر معنى الآل بعد هذا الحديث إن شاء الله(١)

_________________

(١) ذيل « صلّی الله عليه وآله » ( هامش الأصل )

٣١٥

وزياد المنصوص عليه باللعن هو والد عبيد الله لعنهما الله المعروف بزياد بن أبيه وزياد بن اُمّه وزياد بن عبيد وزياد بن سميّة ، واشتهر بعد استلحق معاوية إيّاه بابن أبي سفيان ، وعبيد وسميّة كلاهما من موالي كسرىٰ فأهداهما كسرى إلى أبي الخير بن عمر الكندي أحد أقيال اليمن ، وأشار إلى ذلك أبو بكر بن دريد في مقصورته المعروفة ، فقال :

فخامرت نفس أبي الخير جوىٰ

حتّى حواه الحتف فيمن قد حوىٰ

وشرح حاله في الشروح الدريديّة وغيرها ، وفي شرح الدريديّة(١) : وكان من حديثه مسيره إلى كسرى يستجيشه على قومه فأعطاه جيشاً من الأساورة فلمّا صاروا بكاظمة ونظروا إلى وحشة بلاد العرب ، فقالوا : أين نمضي مع هذا ، فعمدوا إلى سمّ فدفعوه إلى طبّاخه ووعدوه بالإحسان إليه(٢) إن ألقى السمّ في طعام الملك ، ففعل ذلك ، فما استقرّ الطعام في جوفه حتّى اشتدّ وجعه ، فلمّا علم الأساورة ذلك دخلوا عليه فقالوا له : إنّك قد بلغت إلى هذه الحالة فاكتب لنا إلى الملك كسرى إنّك قد أذنت لنا في الرجوع ، فكتب لهم بذلك

ثمّ إنّ أبا الجبر خفّ ما به فخرج إلى الطائف البليدة التي بالقرب من مكّة وكان بها الحارث بن كلدة طبيب العرب الثقفي ، فعالجه فأبرأه فأعطاه سميّة ـ بضمّ العين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء المثنّاة من تحتها وفي آخره هاء ـ وعبيداً ـ بضمّ العين المهملة تصغير عبد ـ وكان كسرى قد أعطاهما أبا الجبر في جملة ما أعطاه(٣) وهذا يوافق ما نقله ابن عبد ربّه وابن خلّكان

_________________

(١) فيها : إنّه أبو الجبر ولم يذكر سميّة ولا عبيداً [ الخطيب التبريزي ، شرح مقصورة ابن دريد ، ص ٥٩ ] ( المترجم )

(٢) إلى هنا أخذناه من هامش الخطيب : ٥٩

(٣) ابن خلّكان ، وفيات الأعيان ٦ : ٣٥٦

٣١٦

ويقول ابن الأثير في الكامل وابن خلدون في العبر : أنّ سميّة جارية لدهقان من أهل زنده رود ، أهداها للحارث بن كلدة لمّا عالجه ، والطريق الأوّل أتقن وأمتن

وخلاصة القول : إنّ سميّة ولدت نافعاً على فراش الحارث ولكنّه نفاه ، ثمّ ولدت أبابكرة الصحابي المعروف على فراشه ، فنفاه أيضاً ولم يعترف به ، وأعطى سميّة لعبيد ، وهؤلاء الثلاثة : زياد ونافع وأبوبكرة أولاد سميّة ومعهم شبل بن معبد الذين شهدوا على المغيرة لعنه الله بالزنا عند عمر بن الخطّاب ، وتلكّأ زياد بشهادته بتلويح من عمر ، فدرأ عن المغيرة الحدّ وأقامه على الشهود ، وهي من أشدّ المطاعن على عمر ، كما هو مذكور بالتفصيل في الأسفار الكلاميّة

وقال في العقد الفريد : كان الزانيات من النساء في الجاهليّة ينصبن على بيوتهنّ رايات ليعرفن بذلك ويقصدهنّ الشباب ، وكان بغاة النفع من الناس يرسلون جواريهم في هذا السبيل كرهاً ليجمعن لهم الحطام الفاني والعرض الزائل وينالوا بذلك الحياة الدنيا ، وقد أشار الله تعالى في محكم كتابه المجيد بقوله :( وَلَا تُكْرِهُوا
فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ
) (١) يريد في الجاهليّة( فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يريد في الإسلام

وفي مروج الذهب : وكانت سميّة من ذوات الرايات بالطائف تؤدّي الضريبة إلى الحارث بن كلدة وكانت تنزل بالموضع الذي نزل فيه البغايا بالطائف خارجاً عن الحضر في محلّة يقال لها : حارّة البغايا .

وجاء أبو سفيان يوماً إلى أبي مريم السلولي وهو خمّار في الطائف في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة فقال : ائتني بها على ذفرها وقذرها ( يظهر من قول أبي سفيان هذا أنّه

_________________

(١) النور : ٣٣

٣١٧

وطأها قبل هذا اليوم ) ( الى أن قال ) والله لقد أخذ بدرعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم لو لا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(١)

وولدت سميّة زياداً عام أوّل من الهجرة على فراش عبيد الله ، فكان يعرف بزياد بن عُبيد وابن اُمّه وابن أبيه وابن سميّة ، ولمّا بلغ أشدّه استكتبه أبو موسى الأشعري فأرسله عمر في حاجة فأحسن القيام بها فقدم على عمر وهو في المسجد ، فخطب بين يديه خطبة أعجب بها الحاضرون ، فقال عمرو بن العاص : لو كان قرشيّاً لساق العرب بعصاه ،

فقال أبو سفيان : اُقسم بالله أنّي أعرف الذي وضعه في رحم اُمّه

فقيل له : من يا تُرى ؟

فقال : أنا هو !

ولمّا استخلف أمير المؤمنين ، كان زياد معروفاً بالنزاهة ولم يظهر منه خلاف وكان إدرايّاً سياسيّاً حازماً ذا فطنة وكياسة ، من ثمّ عهد إليه أمير المؤمنين بإدارة حدود فارس(٢) ، وأراد معاوية خديعته فما تأتّىٰ ذلك له ، وكتب إليه يوماً يتهدّده ، فقال عقيب ذلك : « أتعجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يخوّفني بقصده إيّاي » ، وأثنى على أمير المؤمنينعليه‌السلام ثناءاً بليغاً فأرسل إليه أمير المؤمنين رسالة يحذّره من مكر معاوية ويأمره بالثبات على عهده إلى أن استشهد أمير المؤمنين وانقضت أيّامه عند ذلك فتح معاوية أحابيله عليه ، واستعان عليه بخبث فطرته

_________________

(١) مروج الذهب ٢ : ١٥ و ١٦ بتصرّف من المؤلّف ( المترجم ) و ٣ : ٦ ط دار الهجرة ( هامش الأصل )

(٢) لم يعهد إليه الإمام بذلك إنّما كان بفعل ابن عبّاس لأنّه والي البصرة يومئذٍ وفارس من توابعها ( المترجم )

٣١٨

ودنائة مولده وأوكل أمر جذبه نحوه إلى المغيرة بن شعبة وهو يومئذٍ رأس النفاق ومعدن النصب فانطلّت الحيلة على زياد واستلحقه معاوية وصيّره أخاه واعترف زياد حبّاً في الدنيا وميلاً إلى جاهها بخباثة مولده ورضي باُخوّة معاوية وأبوة أبي سفيان وعند ذلك أقسم أبوبكرة أن لا يكلّمه لأنّه زنىّ سميّة وقدح في نسبه(١)

ولمّا استقرّ رأيهما على ذلك أرسلت إليه جويريّة بنت أبي سفيان عن أمر أخيها معاوية ، فأتاها فأذنت له وكشفت عن شعرها بين يديه وقالت : أنت أخي ، أخبرني بذلك أبو مريم ثمّ أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع الناس ، فقام أبو مريم السلولي ، فقال : أشهد أنّ أبا سفيان قدم علينا بالطائف وأنا خمّار في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة ، فقال : إأتني بها على ذفرها(٢) وقذرها

فقال له زياد : مهلاً يا أبا مريم ، إنّما بعثت شاهداً ولم تبعث شائماً ، فقال أبو مريم : لو كنتم كفيتموني لكان أحبّ إليّ وإنّما شهدت بما عاينت ورأيت ، والله لقد أخذ بكُمِّ درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه ، يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم ، لولا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(٣)

وفي رواية الكامل : فخرجت من عنده وإنّ اسكتيها لتقطر منيّاً(٤)

_________________

(١) كان صرم أبي بكرة له قبل هذا التاريخ أي عندما تلجلج في الشهادة وكان أحد الشهود على المغيرة فأقسم أبوبكرة لا يكلّمه مادام حيّاً ( المترجم )

(٢) الذفر : الرائحة الخبيثة

(٣) المسعودي ٣ : ١٦ ط دار الكتب العلميّة لبنان ـ ١٤١١ ( المترجم )

(٤) الكامل في التاريخ ٣ : ٣٠١ ( المترجم )

٣١٩

ولولا أنّ ذلك في فضائح أعداء أهل البيت لما ذكرت هذه الجملة ، ولكنّها في فضائهم وأنا مترجمها أيضاً

ويقال : إنّ المتنبّي قال في حقّها :

أقم المسالح حول شفر سميّة

إنّ المنيّ بحلقتيها خضرم

وخلاصة الحديث : إنّ معاوية بهذه الشهادة صيّر زياداً أخاه ، وقام يونس بن عبيد فقال : يا معاوية ، قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضيت أنت أنّ الولد للعاهر وأنّ الحجر للفراش مخالفة لكتاب الله تعالى وانصرافاً عن سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان(١)

والحقّ أنّ هذا العار لا يمحوه الماء وهو طعن لا تجد له جواباً بأيّ كتاب ، وكان الفضل بن روزبهان التزم بالجواب على مطاعن معاوية في ردّه على نهج الحقّ وحين يبلغ الحديث إلى هذا الحدّ يقول : لم يكن معاوية بالخليفة الشرعي فلا يلزمنا الجواب عن كلّ مطاعنه وهذه الحكاية مذكورة في جميع كتب أهل السنّة والجماعة ، ولم يردّها أحد منهم ، وذكرها الشعراء في تلك الفترة وطعنوا بها على معاوية وزياد منهم عبدالرحمن بن الحكم أخو مروان لعنه الله :

ألا أبلغ معاوية بن حربٍ

مغلغلة من الرجل اليماني(٢)

أتغضب أن يقال أبوك عفّ

وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنّها حملت زياداً

وصخر من سميّة غير دان

_________________

(١) مروج الذهب ٣ : ١٧ ( المترجم ) والكامل لابن الأثير ٣ : ٤٤٢ ط بيروت ( هامش الأصل )

(٢) كذا في مروج الذهب وفي شرح النهج والوفيات فقد ضاقت بما تأتي اليدان وهو أثبت على هذه الرواية وقيل أنّها ليزيد بن المفرغ فيصحّ ما ذكرناه في المتن ( منهرحمه‌الله )

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344