خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب16%

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 344

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
  • البداية
  • السابق
  • 344 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80684 / تحميل: 7511
الحجم الحجم الحجم
خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

____________________

عبد الله بن عمرو بن العاص: السنّة لابن أبي عاصم: ح ٩٢٩ و ٩٣٠ و ٩٣٤ و ٩٤٤، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٨١: ١٤٦٠ وص ٢٧٦ ح ١٤٣١، تاريخ الطبري: ٣ / ٩٢ حوادث سنة ٨ في عنوان (أمر أموال هوازن وعطايا المؤلّفة قلوبهم)، مسند البزّار: ص ٢٠٧، حلية الأولياء: ٦ / ٥٤ ترجمة نوف البكالي، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٥ أوّل كتاب قتال أهل البغي، دلائل البيهقي: ٥ / ١٨٦.

عبد الله بن مسعود: سنن ابن ماجة: ١ / ٥٩: ١٦٨، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٢: ٣٧٨٧٢ وص ٥٥٣ ح ٣٧٨٧٩، مسند أحمد: ١ / ٤٠٤ ط ١، سنن الترمذي: ٣ / ٣٢٦، الشريعة للآجري: ص ٣٥ باب ذكر ثواب قتال الخوارج، شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٣٤: ٢٥٥٩ وفيه:(يا أُمّ سلمة هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي) .

عبد الله بن أبي نجيح: مرسلاً: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٩ ح ٩٢٩ و ٩٣١.

عقبة بن عامر: مسند أحمد: ٤ / ١٤٥ ط ١ في مسند عقبة.

قتادة: مرسلاً: المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٤: ١٨٦٦٩.

محمّد بن عليّ بن الحسين أبو جعفر الباقر: السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧٦ ح ١٤٣٢، تاريخ الطبري: ٣ / ٩٢ حوادث سنة ٨، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٩ ح ٩٢٩ و ٩٣١، دلائل البيهقي: ٥ / ١٨٧.

محمّد بن عمرو بن علقمة: مرسلاً: السنّة لابن أبي عاصم: ح ٩٣٣.

أبو نجيح والد عبد الله: مرسلاً: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤١ ح ٩٣٢.

أبو هريرة: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٧ ح ٩٢٦.

وأمر قتال الخوارج من اختصاصات أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد ورد من غير طريق أنّه (عليه السلام) نَهى عن مقاتلة الخوارج من بعده معلّلاً في بعضها بأنّه:(ليس مَن طلب الحقّ فأخطأ (وهم الخوارج)كمن طلب الباطل فأصابه (وهم معاوية وأضرابه)) ، وفي بعضها استثناء حالة خروجهم على إمام عادل، وأخبار النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عامتها دالة على هذا الاختصاص؛ لذلك قال المصنّف في بداية

=

٢٦١

أنا فقأت عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان [ وأهل الجمل ] (١) ،ولو لا أنّي أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم بالّذي قضى الله [ عزّ وجلّ ] (٢) على لسان نبيّكم (صلّى الله عليه وسلّم) لمَن قاتلهم مبصراً لضلالتهم عارفاً بالهدى الّذي نحن عليه.

____________________

=

الباب: ذكر ما خصّ به عليّ من قتال المارقين.

وقد رُوي عن عليّ وغيره من وجوه أنّه قال: أُمرت أن أقتل الناكثين أهل الجمل والقاسطين أهل الشام والمارقين الخوارج.

وتقدّم عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): أنّ عليّاً يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فهو مع الحقّ والقرآن، فمَن فارقه فقد فارق الحقّ والقرآن، سواء كان عالماً بذلك كمعاوية وابن العاص وأضرابهما، أم كان جاهلاً مثل عامّة الخوارج وسواد أهل الشام.

(١) من طبعتي مصر وبيروت، ومثله في السنّة لعبد الله بن أحمد، وكفاية الطالب للكنجى، وحلية الأولياء لأبي نعيم.

(٢) من أ، ب، ط.

٢٦٢

ذكر مناظرة عبد الله بن عبّاس الحروريّة واحتجاجه

[ عليهم ](١) فيما أنكروه على أمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)

١٩٠ - أخبرنا عمرو بن عليّ قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي قال: حدثنا عكرمة بن عمّار قال: حدثنا أبو زميل [ سماك بن الوليد ] قال: حدثني عبد الله بن عبّاس قال:

لمّا خرجت الحروريّة اعتزلوا في دار وكانوا ستّة آلاف، فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعليّ أكلّم هؤلاء القوم. قال:إنّي أخافهم عليك . قلت: كلاّ. فلبست وترجّلت ودخلت عليهم في دار نصف النّهار وهم يأكلون، فقالوا: مرحباً بك يا ابن عبّاس، فما جاء بك؟! قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) المهاجرين والأنصار، ومن عند ابن عمّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون. فانتحى لي نفر منهم، قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وابن عمّه؟ قالوا: ثلاث. قلت: ما هنّ؟

____________________

(١) من طبعتي مصر وبيروت.

١٩٠ - ورواه أحمد أحمد بن حنبل عن عبد الرحمان بن مهدي: ٥ / ٢٦٣: ٣١٨٧ بقصّة الحديبيّة.

ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام عن عبد الرحمان بن مهدي: كتاب الأموال: ص ١٧٢ ح ٤٤٥.

ورواه عبد الرزّاق عن عكرمة: المصنّف: ١٠ / ١٥٧: ١٨٦٧٨، وعنه الطبراني في الكبير: ١٠ / ٢٥٧: ١٠٥٩٨، وعنه أبو نعيم في حلية الأولياء: ١ / ٣١٨ ترجمة ابن عبّاس.

ورواه عمر بن يونس عن عكرمة: الأموال لأبي عبيد: ص ١٧٢ ح ٤٤٥، مستدرك

=

٢٦٣

قالوا(١) : أمّا إحداهنّ: فإنّه حكّم الرجال في أمر الله، وقال الله:( إِنِ الْحُكْمُ إِلا للهِ ) [ ٥٨ / الأنعام: ٦، ٤٠ و٦٧ / يوسف: ١٢ ] ما شأن الرجال والحكم؟ قلت: هذه واحدة.

قالوا: وأمّا الثانية: فإنّه قاتل ولم يسب [ سباهم ](٢) ولم يغنم، وإن كانوا كفّاراً لقد حلّ سبيهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حلّ سبيهم ولا قتالهم. قلت: هذه ثنتان فما الثالثة؟ وذكر كلمة معناها:

قالوا: محى نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو

____________________

=

الحاكم: ٢ / ١٥٠، وعنه البيهقي في السنن الكبرى: ٨ / ١٧٩، كلاهما في كتاب قتال أهل البغي، تاريخ دمشق لابن عساكر: ٣ / ١٩١ ح ١٢٠٤ من ترجمة أمير المؤمنين.

ورواه موسى بن مسعود عن عكرمة: المعجم الكبير للطبراني: ١٠ / ٢٥٧: ١٠٥٩٨، وعنه أبو نعيم في حلية الأولياء: ١ / ٣١٨ ترجمة ابن عبّاس، المعرفة والتاريخ للفسوي: ١ / ٥٢٢، وعنه الخوارزمي في المناقب: ح ٢٤٤ في آخر الفصل ١٦.

ورواه النضر بن محمّد عن عكرمة: جامع بيان العلم لابن عبد البرّ: ٢ / ١٠٣ باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجّة.

وأخرج أبو داود في سننة: ٤ / ٣١٧ من طريق عكرمة جزءاً منه؛ فلاحظ.

وله شاهد من حديث عبد الله بن شداد وفيه: أنّ عليّاً (عليه السلام) ناظرهم أوّلاً ثمّ بعث إليهم ابن عبّاس: أخرجه أحمد في المسند: ٢ / ٨٤: ٦٥٦، وأبو يعلى في المسند: ١ / ٣٦٧: ٤٧٤، والحاكم في المستدرك: ٢ / ١٥٢، وعنه وعن غيره البيهقي في السنن الكبرى: ٨ / ١٧٩ - ١٨١ كلاهما في كتاب قتال أهل البغي.

ورواه الشعبي باختصار: أنساب الأشراف: ح ٤٥٥ ترجمة أمير المؤمنين.

ولاحظ الأحاديث التالية، وانظر ما رواه البلاذري في أنساب الأشراف: ح ٤٤٦ وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين.

(١) من طبعتي مصر وبيروت: وفي الأصل وطبعة الكويت: (قال).

(٢) من الأصل وحده.

٢٦٤

أمير الكافرين.

قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا.

قلت لهم: أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله جلّ ثناؤه وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وسلّم) ما يرد قولكم أترجعون؟ قالوا: نعم.

قلت: أمّا قولكم (حكّم الرجال في أمر الله) فإني أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صيّر الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم، فأمر الله تبارك وتعالى أن يحكّموا فيه، أرأيت قول الله تبارك وتعالى:( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُتَعَمّدَاً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنكُمْ ) [ ٩٥ / المائدة: ٥ ] وكان من حكم الله أنّه صيّره إلى الرجال يحكمون فيه، ولو شاء يحكم(١) فيه، فجاز من حكم الرجال، أنشدكم بالله أحكم الرجال في صلاح ذات البين وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب؟ قالوا: بلى، بل في هذا أفضل.

وفي المرأة وزوجها [ قال الله عزّ وجلّ ](٢) :( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا ) [ ٣٥ / النساء: ٤ ] فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ خرجت من هذه؟ قالوا: نعم.

قلت: وأمّا قولكم: (قاتل ولم يسب ولم يغنم) أفتسبون أُمّكم عائشة تستحلّون منها ما تستحلّون من غيرها وهي أُمّكم؟ فإن قلتم: إنّا نستحلّ منها ما نستحلّ من غيرها فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمّنا فقد كفرتم،( النّبِيّ أَوْلَى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمّهَاتُهُمْ ) [ ٦ / الأحزاب: ٣٣ ] فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج؟ أفخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.

وأمّا محي نفسه من أمير المؤمنين فأنا اتيكم بما ترضون، أنّ نبيّ الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوم الحديبيّة صالح المشركين فقال لعليّ:(اكتب يا عليّ: هذا ما صالح عليه محمّد

____________________

(١) في ج: (لحكم).

(٢) من طبعة مصر.

٢٦٥

رسول الله) . قالوا: لو نعلم أنّك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(امح يا عليّ، اللهمّ إنّك تعلم أنّي رسول الله، امح يا علي واكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد الله) . والله لرسول الله (ص) خير من عليّ وقد محى نفسه، ولم يكن محوه نفسه ذلك محاه من النبوّة، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.

فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلالتهم، قتلهم المهاجرون والأنصار.

٢٦٦

ذكر الأخبار المؤيّدة لما تقدّم وصفه

١٩١ - أخبرني معاوية بن صالح قال: حدثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدثنا عمرو بن هاشم الجنبي، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعب القرظي، عن علقمة بن قيس قال:

قلت لعليّ: تجعل بينك وبين ابن آكلة الأكباد حكماً؟ قال:إنّي كنت كاتب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)يوم الحديبيّة فكتبت: (هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله وسهيل بن عمرو) . فقال سهيل: لو علمنا أنّه رسول الله ما قاتلناه، امحها. فقلت:هو والله رسول الله وإن رغم أنفك، لا والله لا أمحوها (١) .فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(أرني مكانها). فأريته فمحاها وقال: (أما إنّ لك مثلها ستأتيها وأنت مضطرّ) (٢) .

١٩٢ - أخبرنا محمّد بن المثنى ومحمّد بن بشار قالا: حدثنا محمّد [ بن جعفر ] قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء قال:

____________________

(١) في الأصل (أمحها)، والمثبت من أ، ب وطبعتي مصر وبيروت.

(٢) وفي ط: (مضطهد).

١٩١ - وروى البلاذري في ح ٤٢٧ من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف: عن أبي إسحاق السبيعي عن علقمة بن قيس قال: قلت لعليّ: أتقاضي معاوية على أن يحكم حكمان؟ فقال: ما أصنع أنا مضطهد.

وروى ابن أبي عاصم في السنة: ص ٤٢٥ ح ٩٠٧ عن عليّ بن يزيد: عن فطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عليّ يوم النهروان أنّه قال:(أمرت بقتال المارقين وهؤلاء المارقون). قال المحقّق بالهامش: أخرجه البزّار ص ٢٣٥ عن عبد الله بن نمير عن فطر.

١٩٢ - ورواه مسلم بهذا الإسناد في صحيحه: ٣ / ١٤١٠ ح ٢ من باب ٣٤ (باب صلح الحديبيّة) من كتاب الجهاد.

ورواه البخاري عن محمّد بن بشار: صحيح البخاري: ٣ / ٢٤١ باب ما جاء في الإصلاح

=

٢٦٧

لمّا صالح رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أهل الحديبيّة - وقال ابن بشار: أهل مكّة - كتب عليّ كتاباً بينهم، قال: فكتب: (محمّد رسول الله)، فقال المشركون: لا تكتب محمّد رسول الله، لو كنت رسول الله لم نقاتلك. فقال لعلي: (امحه). قال: ما أنا بالّذي أمحاه. فمحاه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بيده، فصالحهم على أن يدخل هو و أصحابه ثلاثة أيّام، ولا يدخلها إلاّ بجُلبان السلاح، فسألته - قال ابن بشار: فسألوه -: ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه.

١٩٣ - أخبرنا أحمد بن سليمان [ الرهاوي ](١) قال: عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل [ بن يونس ] عن [ جدّه ] أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

____________________

=

بين الناس.

ورواه أحمد بن حنبل عن محمّد بن جعفر باختصار: المسند: ٤ / ٢٩١ ط ١، وعنه أبو داود في سننه: كتاب المناسك: ٢ / ١٦٧: ح ١٨٣٢ باب المحرم يحمل السلاح.

ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة: مسند الطيالسي: ٩٧: ٧١٣.

ورواه معاذ العنبري عن شعبة: صحيح مسلم: ٣ / ١٤٠٩ ح ١٧٨٣ باب صلح الحديبيّة من كتاب الجهاد.

ورواه عن شعبة: مسند أحمد: ٤ / ٢٨٩ ط ١.

ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق: كما في الحديث التالي.

ورواه زكريّا عن أبي إسحاق: صحيح مسلم: ٣ / ١٤١٠ ح ٣ من باب صلح الحديبيّة من كتاب الجهاد.

(١) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

١٩٣ - تقدّم هذا الحديث وبهذا الإسناد برقم ٦٩ بفقرة (أنت منّي وأنا منك) فقط.

٢٦٨

اعتمر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في ذي القعدة فأبى أهل مكّة أن يدعوه يدخل مكّة حتّى قاضاهم على أن يقيم فيها ثلاثة أيّام، فلمّا كتبوا: (هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله)، قالوا: لا نقرّ بها، لو نعلم أنّك رسول الله ما منعناك بيته ولكن أنت محمّد بن عبد الله. قال:(أنا رسول الله وأنا محمّد بن عبد الله)، قال لعليّ:(امح رسول الله (ص)) . فقال:والله لا أمحوك أبداً . فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الكتاب وليس يحسن يكتب، فكتب مكان رسول الله (ص) محمّداً، فكتب:(هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد الله، لا يدخل مكّة سلاح إلاّ السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع أحداً من أصحابه إن أراد أن يقيم). فلمّا دخلها ومضى الأجل أتوا عليّاً فقالوا: قل لصاحبك فليخرج عنّا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فتبعته ابنة(١) حمزة تنادي: يا عم يا عم! فتناولها

____________________

ورواه البخاري عن عبيد الله بن موسى: الصحيح: ٥ / ١٧٩ باب عمرة القضاء، وعنه البغوي في شرح السنّة: ١٤ / ١٣٩: ٣٩٣٧.

ورواه سعيد بن مسعود عن عبيد الله بن موسى: سنن البيهقي: ٨ / ٥ باب الخالة أحقّ بالحضانة من كتاب النفقات.

ورواه أسود بن عامر عن إسرائيل: مسند أحمد: ٤ / ٢٩٨ ط ١ دون قصّة ابنة حمزة.

ورواه حجين اليمامي عن إسرائيل: مسند أحمد: ٤ / ٢٩٨ ط ١ دون قصّة ابنة حمزة.

ورواه محمّد بن يوسف عن إسرائيل: مسند الدرامي: ٢ / ٢٣٧ باب صلح الحديبيّة دون قصّة ابنة حمزة.

ورواه هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ عن عليّ: كما في الحديث التالي.

وقصّة صلح الحديبيّة رواها أيضاً المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم وابن عمر وأنس.

(١) في فتح الباري: ٧ / ٥٠٥: اسمها عمارة وقيل فاطمة، وقيل أُمامة، أو غيرها، ورجّح ابن حجر الأوّل.

٢٦٩

عليّ، فأخذ(١) بيدها فقال لفاطمة: دونك ابنة عمّك، فحملتها، فاختصم فيها عليّ وزيد وجعفر، فقال عليّ: أنا أخذها وهي ابنة عمّي. وقال جعفر: ابنة عمّي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لخالتها وقال:(الخالة بمنزلة الأمّ) . ثمّ قال لعليّ:(أنت منّي وأنا منك) . وقال لجعفر:(أشبهت خلقي وخلقي) . ثمّ قال لزيد:(أنت أخونا ومولانا). فقال عليّ: ألا تتزوّج ابنة حمزة؟ فقال:(إنّها ابنة أخي من الرضاعة) .

قال أبو عبد الرحمان: خالفه(٢) يحيى بن آدم فروى آخر هذا الحديث عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم، عن عليّ:

أنّهم اختصموا في ابنة حمزة، فقضى بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لخالتها وقال: (الخالة أمّ)(٣) . قلت: يا رسول الله ألا تزوجها؟ قال: (إنّها لا تحلّ لي إنّها ابنة أخي من الرضاعة)، وقال لعليّ: (أنت منّي وأنا منك)، وقال لزيد: (أنت أخونا ومولانا)، وقال لجعفر: (أشبهت خلقي وخلقي).

____________________

(١) في الكبرى: (فأخذها).

(٢) ليس فيه مخالفة بل فيه متابعة.

١٩٤ - تقدّم الحديث وبتفصيل برواية القاسم بن يزيد الجرمي عن إسرائيل برقم ٧٠، وقد ذكرنا تخريجاته في ذيل الحديث هناك فلاحظ.

(٣) في ج، ط (إنّ الخالة أُمّ).

٢٧٠

الفهارس:

١ - فهرس الآيات

٢ - فهرس الأحاديث

٣ - فهرس الأعلام والأماكن

٤ - فهرس الموضوعات

٢٧١

٢٧٢

فهرس الآيات

( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى‏ أَعْقَابِكُمْ ) : ١٤٤ / آل عمران - ح ٦٤.

( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً ) : ٣٥ / النساء - ح ١٩٠.

( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) : ٩٥ / المائدة - ح ١٩٠.

( إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ للهِ ) : ٥٧ / الأنعام و٤٠ و٦٧ / الأحزاب - ح ١٩٠.

( النّبِيّ أَوْلَى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) : ٦ / الأحزاب - ح ١٩٠.

( إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ ) ٣٣ / الأحزاب - ح ١١.

( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُولَ... صَدَقَةً ) : ١٢ و١٣ / المجادلة - ح ١٥٢.

* * *

٢٧٣

فهرس الأحاديث والآثار

الحديث رقم الحديث

ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية - ١٦٠

أتبغض عليّاً؟! - ٩٧

أخبرني أنّه ميّت من وجعه - ١٢٧

أخبرني أنّه يموت فبكيت - ١٢٨

اذهب فوار أباك - ١٢٨

استأذن أبو بكر على النبي فسمع صوت عائشة عالياً - ١١٠

أشبهت خلقي وخلقي - ٧٠ - ١٩٤

اطلبوا ذا الثدية - ١٨٤

اعتمر رسول الله في ذي القعدة فأبى أهل مكّة - ١٩٣

أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله - ١٣١

أقرب النّاس عهداً برسول الله على - ١٥٥

ألا أحدّثكما بأشقى النّاس؟ - ١٥٣

ألا أعلّمك دعاء إذا دعوت غفر لك؟ - ٣٠

ألا أعلّمك كلمات إذا قلتهنّ غفر لك؟ - ٢٥ - ٢٩

ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى - ٥٣

التمسوا المخدج - ١٨٥

ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ - ٨٣، ٩٢، ٩٥

الله وليّي وأنا وليّ المؤمنين - ١٥٧

اللّهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد - ١٥١

اللّهمّ اكفه أذى الحرّ والبرد - ١٤

٢٧٤

الحديث رقم الحديث

اللّهمّ إنّ الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة - ١٦٠ و١٦١

اللّهمّ اهد قلبه وسدّد لسانه - ٣٤

اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير - ١٠

اللّهمّ هؤلاء أهلي - ١١

اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي - ٢٤

أمّا أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت منّي وأنا منك - ١٣٨

أمّا أنت يا علي فصفيّي وأميني - ٧٢

أما إنّ لك مثلها ستأتيها وأنت مضطر - ١٩١

أمّا بعد أيّها النّاس إنّ وليّكم - ٩٤

أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى - ١١، ٢٤، ٤٤، ٤٦، ٤٩، ٥٢، ٥٥، ٥٦، ٥٨ ٥٩ ٦١، ١٢٦

أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأُمّة - ١٣١

أمّا علي فلا تسألني عنه... فهذا بيته - ١٠٤ - ١٠٧

أمر رسول الله بأبواب المسجد فسدّت - ٤٢

انطلقت مع رسول الله حتّى أتينا الكعبة - ١٢٢

أنّا أوّل مَن صلّى - ١

أنّا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصدّيق الأكبر - ٧، ٦٦

أنا فقأت عين الفتنة - ١٨٩

أنت خليفتي في كلّ مؤمن - ٢٤

أنت منّي بمنزلة هارون من موسى - ١١، ١٢، ٢٤، ٤٤، ٦٣، ١٢٦

أنت منّي مكان هارون - ٥٦

أنت منّي وأنا منك - ٦٩، ٧٠، ١٩٧

إنّ أحدث النّاس عهداً برسول الله علي - ١٥٤، ١٥٥

٢٧٥

الحديث رقم الحديث

إن التقيتما فعليّ على النّاس - ٨٩

إنّ رسول الله دعا فاطمة فناجاها فبكت - ١٢٨

إنّ رسول الله وصف ناساً إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء - ١٧٧

إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوني - ١٣٣، ١٣٤

إنّ جبرئيل كان يعارضني بالقران كلّ سنة مرّة - ١٣١، ١٣٢

إنّ عليّاً كان أوّلنا به لحوقاً - ١٠٩

إنّ عليّاً منّي وأنا منه - ٦٦

إنّ فاطمة مضغة منّي يريبني ما رابها و - ١٣٣، ١٣٧، ١٤٠

إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك - ٣٢، ٣٧

إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن - ٧٩

إنّ الله وليّي وأنا وليّ المؤمنين - ٩٨

إنّ الله يقول:( أفإن مات أو قتل ) - ٦٤

إنّ معاوية ذكر عليّ بن أبي طالب - ١٢٦

إنّ ملكاً من السماء لم يكن رآني فاستأذن الله في زيارتي - ١٣٠

إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل القرآن - ١٥٦

إنّ النبيّ حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر - ٧٧

أنّه ذكر ناساً في أُمّته يخرجون في فرقة - ١٧٣

إنّه سيخرج قوم يتكلّمون بالحقّ لا يجاوز حلوقهم - ١٨١

إنّه قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق وفيهم ذو الثدية - ١٨٥

إنّه كان أوّلنا به لحوقاً - ١٠٨

إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو علي - ٧٦

إنّه لعهد النبيّ الأُمّي لا يحبّني إلاّ مؤمن - ١٠٠ - ١٠٢

إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى - ١٢

٢٧٦

الحديث رقم الحديث

إنّها صغيرة - ١٢٣

إنّي أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي - ٧٥

إنّي دافع لوائي غداً إلى رجل يحبّ الله ورسوله - ١٥

أو لا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى - ٥٤

أوّل مَن أسلم وصلّى علي - ٣ - ٦

أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة - ٢٤

أيّها النّاس مَن وليّكم؟ - ٩٦

بي خفف عن هذه الأُمّة - ١٥٢

بؤساً لك ابن سميّة - ١٦٣

بينا نحن عند رسول الله وهو يقسم... أتاه ذو الخويصرة - ١٧٥، ١٧٦

تجعل بينك وبين ابن آكلة الأكباد حكماً - ١٩١

تفترق أُمّتي فرقتين يمرق بينهما مارقة - ١٧١

تقتل عمّاراً الفئة الباغية - ١٥٨، ١٦٨

تمرق مارقة عند فرقة من النّاس - ١٦٩، ١٧٢

جئت في الجاهليّة إلى مكّة - ٦

الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة - ١٢٩، ١٣٠، ١٤٠، ١٤٣

الخالة أُمّ - ٧٠، ١٩٤

الخالة بمنزلة الأُمّ، ٧١

خطب أبو بكر وعمر فاطمة - ١٢٣

دعه فإنّ له أصحاباً يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم - ١٧٥

ذكر لي أنّكم تسبّون عليّاً؟! - ٩٢

ربّ هؤلاء أهلي - ٥٤

ريحانَتَيّ من هذه الأُمّة - ١٤٤، ١٤٥

٢٧٧

الحديث رقم الحديث

سأل رجل ابن عمر عن عثمان وعلي - ١٠٤

ستكون أُمّتي فرقتين - ١٧٠

سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ - ٣٨، ٤٢، ٧٣

سيخرج قوم من أُمّتي يقرؤن القرآن - ١٨٦

صدق الله وبلغ رسوله - ١٨٢

عليّ منّي وأنا منه - ٦٨، ٧١، ٧٣، ٨٩، ١٩٤

عهد إليّ النبيّ الأُمّي لا يحبّني إلاّ مؤمن - ١٠١

فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة - ١٢٧، ١٣١

قم يا عليّ فقد برئت - ١٤٧، ١٤٨

كأنّي قد دعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين - ٧٨

كان أحبّ النّاس إلى رسول الله من النساء فاطمة ومن الرجال عليّ - ١١٣

كان أوّل مَن أسلم بعد خديجة - ٢٤

كان (عثمان) من الّذين تولّوا يوم التقى الجمعان - ١٠٤، ١٠٦

كان لي من نبي الله مدخلان - ١١٧

كانت لي ساعة من السحر - ١١٥، ١١٦

كانت لي منزلة من رسول الله لم تكن لأحد من الخلائق - ١١٨

كلمات الفرج: لا إله إلاّ الله العليّ العظيم - ٢٧

كلمة حقّ أُريد بها باطل - ١٧٧

كنت أدخل على نبيّ الله فإن كان يصلّي سبّح - ١١٤

كنت إذا سألت أُعطيت - ١٢٠، ١٢١

كنت إذا سألت رسول الله أعطاني - ١١٩

كنت في زفاف فاطمة - ١٢٤

كيف أنت يا علي وقوم كذا وكذا؟ - ١٨٣

لأبعثنّ رجلاً يحبّ الله ورسوله - ٢٤

٢٧٨

الحديث رقم الحديث

لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبّ الله ورسوله - ١٨، ٢١

لأدفعنّ الراية غداً إلى رجل يحبّ الله ورسوله - ١٣

لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله - ١١، ١٢، ١٤، ١٥، ٢٢، ١٢٦

لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله - ٢٠، ٢٣

لأعطين اللواء رجلاً يحبّ الله ورسوله - ١٦

لأعطين هذه الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله - ١٩، ٥٤

لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله عليه - ١٧

لا إله إلاّ الله العظيم الحليم - ٢٥، ٣٠

لا تسأل عن عليّ ولكن انظر إلى بيته - ١٠٤، ١٠٧

لا تقعنّ يا بريدة في علي - ٩٠

لا يحبّك إلاّ مؤمن - ٩٨، ١٠٠، ١٠٢

لا يذهب بها إلاّ رجل هو منّي وأنا منه - ٢٤

لا ينبغي أن يبلغ هذا إلاّ رجل من أهلي - ٧٤، ٧٥

لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأوّلون - ٢٣

لمّا خرجت الحروريّة اعتزلوا في دار - ١٩٠

لمّا رجعت إلى النبيّ قال لي كلمة ما أحبّ أنّ لي بها الدنيا - ١٥٠

لمّا زوّج رسول الله فاطمة من عليّ - ١٢٥

لمّا صالح رسول الله أهل مكّة - ١٩٢

لو لا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد الله - ١٨٧، ١٨٨

لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي - ٧١

ما أعرف أحداً من هذه الأُمّة عبد الله بعد نبيّها غيري - ٨

ما أنا أمرت بإخراجكم، ما أنا فتحتها ولا سددتها - ٤٠، ٤١

ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي - ٨٨

٢٧٩

الحديث رقم الحديث

ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله منه - ١١١، ١١٢

ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطاني وما سألت لنفسي شيئاً إلاّ وقد سألت لك - ١٤٧

ما لك يا أبا تراب؟ - ١٥٣

ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ - ٥٤

ما منكم أحد إلاّ وله حامة - ٦٠

ما يدريك لعلّ الله قد أطلع على أهل بدر - ٢٤

مرحباً بابنتي... أما ترضين أنّك سيّدة نساء هذه الأُمّة - ١٣٢

مرض رسول الله فجاءت فاطمة - ١٢٧

مرهم أن يتصدّقوا - ١٥٢

مَن سبّ عليّاً فقد سبّني - ٩٠، ٩١

مَن كنت مولاه فعليّ مولاه - ٩، ١٢، ٨٠، ٨٧، ٩٣، ٩٦، ٩٨، ٩٩، ١٥٧

مَن كنت وليّه فعليّ وليّه - ٢٤، ٧٧، ٧٩، ٩٥

هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله - ١٩١

هذا ما قاضي عليه محمّد رسول الله - ١٩٣

هذا وليّي والمؤدّي عنّي - ٩

هذان ابناي وابنا ابنتي - ١٣٩

هما ريحانتي من الدنيا - ١٤٥

هي أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ - ١٤٦

وسدّ أبواب المسجد غير باب عليّ - ٤٣

والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله - ٦٤

والله لقد علمت أنّ عليّاً أحبّ إليك - ١١٠

والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم - ٣٩

ومَن يعدل إذا لم أعدل؟ - ١٧٥

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

المخالفين لأنّه منصب الهيّ وكمال نفسانيّ ودرجة وهيبة

وما قيل من أنّ الولاية بمنزلة الحليلة للأئمّة واغتصبها المغتصبون منهم فتزوّجها فالنواصب أبناء هذه البغيّة ونزّلوا أخبار خبث مولد النواصب هذا التنزيل وقالوا : إنّ الزوج الشرعي للولاية هم الأئمّةعليهم‌السلام وقد عقد الله هذا الزواج في السماء

وهذا حديث باطل ومردود وهو أدنى من كلام المبرسمين أصحاب الماليخوليا ، والأولى أن ندعوه هذيان القلم ، وأكثر من هذا لا يستحقّ من عناية العلماء لردّه ولا يتّسق مع سابقة العلماء وشئوناتهم العلميّة ورتب أهل الفضل كما قال الحكماء :

از سخن پُر در من هم چون صدف هر گوش را

قفل گوهر ساز ياقوت زمر پوش را

در جواب هر سؤالى حاجت گفتار نيست

چشم بينا عذر مى خواهد لب خاموش را

لا تجعلنّ كلّ قول مثل جوهرة

تقرط الأُذن فيها كي تحلّيها

أبعد عن العين بالأقفال جوهرة

فإنّ حقّ يتيم الدرّ تخفيها

ولا تجيبنّ يوماً كلّ مسألة

إطباق كلّ شفاه عذرها فيها

ومن الأشعار التي أنشدها الإمام الرضاعليه‌السلام في حضرة المأمون ونسبه إلى بعض فتيان آل عبد المطّلب كما ورد في العيون هذان البيتان :

وإذا ابتليت بجاهل متكلّف

يجد المحال من الأُمور صوابا

أوليته منّي السكوت وربّما

كان السكوت عن الجواب جوابا(١)

وجملة القول : إنّ هذه الفقرة من الزيارة مساوقة لفقرة الصحيفة السجاديّة

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٥٧ وفيه بدل « ابتليت » « بليت » وبدل « متكلّف » « متحكّم » ( هامش الأصل ) وفي المجلّد الأوّل منه ص ١٨٧ أربعة أبيات بدل البيتين ( المترجم )

٣٠١

وفيها يشير الإمام السجّاد إلى عيد الأضحى والجمعة وصلاة العيدين والخطبة ويقول : « اللهمّ هذا المقام لخلفائك وأصفياءك ومواضع اُمناءك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها »(١) وهذا الابتزاز والإزالة والدفع كلّ ذلك ناشئ عن الصدر السالف والقرن الأوّل من عدول الصحابة ، ولا تتنافى عدالتهم مع ظلم أهل البيت وإيذاء فاطمةعليها‌السلام وإحراق بيتها والخلاف مع عليّعليه‌السلام وبغض الحسنينعليهما‌السلام ، كما مرّ عليك جانب من ذلك وعسى أن نشير فيما يأتي إلى جملة اُخرى منه

بل لا يتنافى ذلك عندهم مع تغيير جميع الفروع والاُصول والأحكام وهدم أساس الشريعة المقدّسة ـ على الصادع بها ألف سلام ـ كما يظهر ذلك من الأخبار المبثوثة في مطاوي كتبهم المعتمدة واُصولهم الصحيحة

نقل السيّد المحقّق الأمين شارح الصحيفة المقدّسة من الجمع بين الصحيحين في مسند أبي الدرداء في الحديث الأوّل من أخبار البخاري : قالت اُمّ الدرداء : دخل عليّ أبو الدرداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمر محمّد شيئاً إلّا أنّهم يصلّون جميعاً(٢)

وفي الحديث الأوّل من صحيح البخاري من مسند أنس بن مالك نقل عن الزهري قال : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرض شيئاً ممّا أدركت إلّا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت(٣)

وفي حديث آخر إنّه قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

_________________

(١) الصحيفة السجاديّة ، دعاء ٤٩ ( هامش الأصل ) الكاملة : ٢٨١ نشر جامعة المدرّسين ( المترجم )

(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٦ باب فضل صلاة الفجر في جماعة ، ط دار مطابع الشعب بمصر ( هامش الأصل )

(٣) نفسه ، باب تضييع الصلاة عن وقتها ، ص ١٤١ ( هامش الأصل )

٣٠٢

قيل : فالصلاة ؟ قال : أليس صنعتم ما صنعتم فيها(١)

وهذه شهادة صريحة من أبي الدرداء وأنس بن مالك ـ وهما من أكابر الصحابة عند أهل السنّة والجماعة ـ بأنّ أحكام الشريعة بأجمعها غيّرت ، وبدّلت أحكام الشرع الشريف عامّة ، حتّى الصلاة وهي أظهر الواجبات وأعرف الفرايض ، وجميع ما مرّ جرى على أيدي الصحابة والتابعين الذين رووا في حقّهم « خير القرون قرني ثمّ القرن الذي يليه »(٢)

وإذا كان حال القرن الأوّل والثاني بهذه المثابة فما بالك بالقرون اللاحقة والأعصار التابعة التي تتبدّل في كلّ يوم أحوالها ، وتتنزّل شئونها باعترافهم

وطبقاً للحديث سابق الذكر يمكن أن نقول :

õ خُذ جملة البلوى ودع تفصيلها õ

_________________

(١) نفسه

(٢) عمران بن حصين ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم قال عمران : فما أدري قال النبيّ بعد قوله مرّتين أو ثالثاً ، ثمّ يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن

وفي خبر آخر : خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم إيمانهم ، وإيمانهم شهادتهم [ صحيح البخاري ، ٨ : ١١٣ باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ، ط دار ومطابع الشعب بمصر ] ( هامش الأصل )

٣٠٣

وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ

الشرح : التمهيد مأخوذ من المهاد بمعنى البساط والفراش أو من العهد بمعنى سرير الطفل ، وكلاهما عائد إلى أصل واحد ونصّ في أساس البلاغة على أنّ التمهيد معناه التوطئة وتسهيل الأمر والإصلاح ، والمراد في أمثال هذه الوقائع وتمهيد العذر من المعاني المجازيّة ، ومعناه بسطه وتهيئة قبوله

والباء في « بالتمكين » للسببيّة على الظاهر والتمكين بمعنى الإقدار ، والظاهر أنّ اشتقاق المكان منه بحسب اللفظ ، وأمّا بحسب المعنى فاشتقاقه من الكون

القتال : بمعنى القتل والذبح والحرب

والمقصود من الممهّدين هم الأوائل الذين سهّلوا السبيل ووطّئوا الاُمور ، وهيّئوا أسباب الظلم ، لأنّه لولاهم وما ارتكبوه من السلوك الوحشي الخشن مع أهل البيت لما جرأ الأواخر على ظلمهم بتلك القسوة المعهودة

وهذا أصحّ الوجوه في تفسير الفقرة المعروفة « المقتول في يوم الجمعة أو الاثنين »(١)

_________________

(١) كما في البحار ٤٤ : ١٩٩ و ٢٠١

وعن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام : يوم الاثنين يوم نحس قبض الله عزّ وجلّ نبيّه ، وما اُصيب آل محمّد إلّا يوم الاثنين [ الكافي ، باب صوم عرفة وعاشوراء ؛ بحار الأنوار ٤٥ : ٩٤ ] وتأتي هذه الرواية بتفصيلها ذيل « اللهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو اُميّة »

مروج الذهب : وسُمعت في جنازته ( الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ) سوداء وهي تقول : ماذا لقينا من يوم الاثنين [ بحار الأنوار ٥٠ : ٢٠٧ ]

ولنعم ما قيل : « ما قُتل الحسين إلّا في يوم السقيفة » فلعنة الله على من أسّس أساس الظلم والجور على أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين [ بحار الأنوار ٤٥ : ٣٣٨ ]

٣٠٤

لأنّ يوم السقيفة حدث في يوم الاثنين ، وقد أجاد الشاعر المفلّق الحاج هاشم الكعبي حيث قال :

تا الله ما سيف شمر نال منك ولا

يدا سنان وإن جلّ الذي ارتكبوا

لولا الذي أغضبوا ربّ العُلى وأبوا

نصّ الولا ولحقّ المصطفى غصبوا

أصابك النفر الماضي بما ابتدعوا

وما المسبّب لو لم ينجح السبب

ولا تزال خيول الحقد كامنة

حتّى إذا أبصروها فرصة وثبوا

فادرك الكلّ ما قد كان يطلبه

والقصد يدرك لمّا يمكن الطلب

كفُّ بها اُمّك الزهراء قد ضربوا

هي التي اُختك الحورا بها سلبوا

وإن نار وغىً صاليت جمرتها

كانت لها كفّ ذاك البغي تحتطب

وليبك يومك من يبكيك يوم غدوا

بالصنوا قوداً وبنت المصطفى ضربوا

والله ما كربلا لو لا السقيفة والإحياء

تدري(١) ولا لا النار ما الحطب

وورد في كثير من الأخبار لعن قاتلي سيّد الشهداء ومقاتليه ، ولعلّنا نشير إلى جانب منه فيما يأتي ونكتفي هنا بذكر حديث واحد ليقوم بأداء حقّ هذا العنوان ،

_________________

ولنعم ما نقله عليّ بن عيسى عن بعض الأصحاب عن القاضي أبي بكر بن أبي قريعة في ضمن أبياتٍ له :

وأريتكم أنّ الحسين

اُصيب في يوم السقيفه

ولأيّ حالٍ اُلحدت

بالليل فاطمة الشريفه

ولما حمت شيخيكم

عن وطي حجرتها المنيفه

أوّه لبنت محمّد

ماتت بغصّتها أسيفه

فوالله لا أنسى زينب بنت عليّعليهما‌السلام وهي تندب وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : وا محمّداه ! صلّى عليك مليك السماء وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، بأبي من عسكره في يوم الاثنين نهبا بأبي من فساط مقطّع العُرى . [ بحار الأنوار ٤٥ : ٥٩ ]

(١) جاء في الكتاب « تعلم » ولا يستقيم بها الوزن فاستبدلنا بها « تدري » لأنّي أحفظها هكذا

٣٠٥

ولئلّا تخلو هذه المقولة من هذه الأخبار من رأس

وفي تفسير الإمام الحسن العسكري :( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) (١) نزلت في اليهود ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت هذه الآية في هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله : أفلا اُنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الاُمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : قومٌ من اُمّتي ينتحلون بأنّهم أهل ملّتي ، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب اُرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ، ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريّا ويحيى

ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنّم

ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقيّة تسكتهم

ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن عليّعليهما‌السلام رحمة وشفقة ، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً

ألا وإنّ الراضين بقتل الحسينعليه‌السلام شركاء قتله

ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم ، والمتقدّمين بهم برآء من دين الله

ألا إنّ الله ليأمر الملائكة المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسينعليه‌السلام إلى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فيزيد في عذوبتها وطيبها ألف ضعفها ، وإنّ الملائكة ليتلقّون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسينعليه‌السلام ويلقونها في ألهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها ، يشدّد بها على

_________________

(١) البقرة : ٨٤

٣٠٦

المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم(١)

اللهمّ اجر دموعنا في مصاب الحسين ، ووفّقنا للعن قتلته من الأوّلين والآخرين ، اللهمّ العنهم لعناً وبيلاً ، وعذّبهم عذاباً أليماً لا تعذّب به أحداً من خلقك ، وصلّ على محمّد وآله الطاهرين من اليوم إلى يوم الدين

_________________

(١) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٣٦٧ ط اُولى ١٤٠٩ مهر ـ قم المقدّسة ( المترجم ) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ١٤٨ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٣٠٤ رقم ١٧ ( هامش الأصل )

٣٠٧

بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ(١)

برء : من باب سمع أي فارق ، والتبرّي بمعنى المفارقة ، وهذا المعنى مأخوذ من كتب الأدب من قبيل منتهى الإرب وتاج المصادر ، وترجمة القزويني على القاموس ، ولم تبيّن الكتب العربيّة حقيقة معنى البرائة ، وبرأ من مرضه أي تنق وعوفي ، وبرأ من دينه أي سقط عنه طلبه ، وكلا المعنيين مأخوذ من المعنى المتقدّم

وفي تفسير مجمع البيان ومفاتيح الغيب لابن الخطيب الرازي فسّر البرائة بانقطاع العصمة ، وهذا تفسير باللازم

وبعض المنتسبين إلى العلم فسّروا البرائة بالامتناع ، وبعد التتبّع والفحص الكامل لم نجد وجهاً لهذا التفسير

وسبب تعدّيته بـ « إلى » كان لإشرابه معنى توجّه أو تعطّف ، لأنّ المتبرّء من واحد متقرّب إلى الآخر ، إذ المتبرّء حين يدبر عنه يقبل على غيره فيثير حنقه بمحبّة غيره ورعاية قربه ، ولعلّ هذا المعنى هو الذي صحّح دخول « إلى » على هذا الطرف

والضمير في « منهم » راجع إلى جميع الطوائف المذكورة المراد من هذه الصفات أولئك الذين لهم المدخليّة التامّة في ذلك الأمر حيث استندت إليهم الأفعال ممّا جرى على الحسينعليه‌السلام بنحو من الأنحاء لينفى عنهم عنوان الأشياع والأتباع وينطبق عليهم عنوان مستقلّ آخر

تبع تباعاً وتِباعاً : اقتفى أثر فلان ، وتبع وزان فرس بمعنى تابع ، ويطلق على

_________________

(١) الصحيح من أشياعهم وأتباعهم وغفلةً من المؤلّف أو الناسخ حدث التقديم والتأخير ( هامش الأصل )

٣٠٨

المفرد والجمع مثل :( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) (١) وجمع أتباع ، وتباعة ، وإن كان يطلق على المشي الظاهر ولكنّه من جهة التوسّع في الإطلاق يتناول المعنوي أيضاً وفي هذا السياق يوجد حديث مبنى على ذوق أهل المعرفة وليس هذا المقام موضع بيانه

الشيعة : عبارة عن الأنصار والأتباع ، صرّح بذلك في المصباح وغيره ، واشتقاقه من المشايعة ومعناها المتابعة والنصرة ، وهو مأخوذ من التشييع والمشايعة بمعنى المصاحبة للتعظيم ، كما يستعمل في معنى مشايعة الموتى وتشييعهم ، وكلا الحقيقتين مأخوذ من الشيوع بمعنى الظهور لأنّ في لفظ : مشيّع ومشايع يتبادر الميّت والضيف إلى الذهن وبه يتعالى اسمه ويشيع شرفه

ومجمل القول : جمع الشيعة شيعٍ ، وجمع الشيع أشياع ، وقد ارتكب الفيروزآبادي في القاموس خطأً حين اعتبر الأشياع والشيع كلاهما جمع التشيّع ، لأنّ قياس العربيّة لا يسمع بجمع « فعله » على « أفعال » وصرّح بما قلناه الفيّومي في المصباح

الولي : مأخوذ من ولي ومعناه الحقيقي القرب ، ويستعمل في القرابة النسبيّة والقرب الروحاني وهو المحبّة ، ويستعمل أيضاً في قرب الإحاطة وهو الرئاسة

واعلم أنّ رعاية الصحّة تتمّ في أمرين :

الأمر الأوّل : التنقية وهي دفع الفضلات والأخلاط الفاسدة

والأمر الثاني : التقوية وهي حفظ البنية وبقاء المزاج الذي هو الصورة الخامسة الحاصلة من تفاعل الكيفيّات الأربع ، المتداعية بالانفكاك والانفصال

كما أنّ حصول الكمال الإنساني والترقّي النفساني في السلوك الأخلاقي بأمرين :

_________________

(١) إبراهيم : ٢١

٣٠٩

أحدهما : دفع الرذائل من قبيل الحسد واللؤم والقساوة وحبّ الجاه

وثانيهما : كسب الفضائل من جنس العفو والسماح ورقّة القلب والإعراض عن الخلق

ومثله الإيمان وهو مصحّح جميع الأعمال وميزان كلّ كمال مركّب كذلك من جزئين :

الأوّل : البرائة من أعداء الله

والثاني : محبّة الله وأوليائه

وهذا المعنى مضافاً إلى ما جاء في سرده وتوضيحه من الكتاب والسنّة فإنّه وارد في خصوص جماعة معيّنة من طريق أهل بيت النبيّ ؛ أهل العصمة والطهارة أرواحنا لهم الفداء ، وذلك معترف به ومشهود به من جميع القلوب الصافية والنفوس الزاكية

حيث ما من عاقل نبيه يستولي عليه الوهم بالقدرة على الجمع بين محبّة إنسان ومحبّة عدوّه ، كما قال الشاعر في الحكمة الشعريّة :

تحبّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني

صديقك إنّ الرأي منك لعازبُ

وللعقلاء أصحاب البصائر والقلوب الواعية تكفي هذه الآية المباركة التي يقول الحقّ تعالى فيها :( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) وفي هذه الآية المباركة وردت وجوه من تأكيد المنع عن موادّة أعداء الله

_________________

(١) المجادلة : ٢٢

٣١٠

وفي الحديث المنقول عن العيون بطرق عدّة أنّ الإمام الرضاعليه‌السلام كتب إلى المأمون في حديث طويل : حبّ أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله والبرائة منهم ومن أئمّتهم ولعلّنا نشير في أثناء البحث إلى جانب منه في مقام آخر(١)

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٢ رقم ٣٥ ما كتبه الرضاعليه‌السلام إلى المأمون في محض الإسلام وشرايع الدين ( هامش الأصل ) وفي نسختي ص ١٢٤ ( المترجم )

٣١١

يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ

الشرح : السلم : بمعنى المسالمة والصلح والموادعة لأنّه جاء بمعنى المسالمة والصلح كما في القاموس وغيره ، والظاهر عدم الاشتراك بل من باب استعمال المصدر بمعنى اسم الفاعل ، فإمّا أن يكون محمولاً على المبالغة أو بتقدير ذو ( اي ذو سلم ) كما صرّح بذلك الأُدباء ، وهذا المعنى وإن لم يكن قياسيّاً بل متوقّفاً على مقتضى الحال الخاصّة التي يعرفها الأديب بالممارسة ، كما صرّح بذلك الآمدي في الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وإن كانت الأمثلة التي استشهد بها لا تخلو من نقاش ، ولكنّ الميزان في هذا الموضع ثابت ومحقّق

ومثله الحديث في كلمة « حرب » والأظهر في رأي هذا العبد لله أنّها المعنى المصدري نفسه

ويجب أن نقول ذلك من أجل إظهار كمال المطاوعة والتوغّل في العبوديّة والمتابعة أنّا وصلنا في هذا المقام إلى درجة أصبحنا حقيقة السلم مع من سالمكم ومصداقاً واقعيّاً للحرب لمن حاربكم

اليوم : بحسب أصل اللغة من أوّل طلوع الشمس إلى غروبها ـ كما هو المشهور بين اللغويّين ـ ويطابق اصطلاح حكماء الفرس وعلماء الهيئة والحساب أو أنّه من أوّل طلوع الفجر حتّى غروب الشمس كما صرّح بذلك ابن هشام في « شرح الكعبيّة » والظاهر أنّ المعنى الثاني لليوم هو تحديد الزمن الشرعي من اليوم وليس المعنى اللغوي ، وهذا القليل البضاعة أشار تلويحاً في « منظومة ميزان الفلك » إلى هذا المعنى :

واليوم من طلوع جرم الشمس

إلى غروبها بزعم الفُرْس

كذاك في النجوم والحساب

وذاك في السنّة والكتاب

يؤخذ من طلوع فجر صادق

إلى ذهاب حمرة المشارق

٣١٢

وتفصيل هذه الجملة أنّ غاية النهار زوال الحمرة(١) كما هو المعروف من مذهب الإماميّة ، أو غروب القرص كما هو مذهب أهل السنّة ، وقال بهذا شرذمة من علماء الشيعة نظراً إلى الأخبار المحمولة على التقيّة أو أنّهم جعلوا الأخبار في القول السابقة حاكمة على الأخبار التي قال بها الشيعة لا الأقلّيّة منهم فمالوا إليها وقالوا بها ، والإفاضة بها خارجة عن منهج هذا الشرح

وأحياناً يطلق اليوم على مطلق الزمان كما صرّح به ابن هشام في شرح الكعبيّة وحكى القول به عن سيبويه واستشهد بما أثر عن القوم من قولهم : أنا اليوم أفعل كذا ، ويريدون الوقت الحاضر ، ومن هذا القبيل قولهم : تلك أيّام الهرج ، كما قال بعض شرّاح القاموس(٢)

وأكثر اللغويّين والاُدباء نصّوا على هذا المعنى واستعماله في يوم القيامة أظهر ، لأنّه مبنى على هذا المعنى غير ملحوظٍ به طلوعاً أو غروباً ، ولابدّ من أخذهما في المعنى عند الوقوف على ظواهر العبارات

وفي الحقيقة إنّنا وإن أمكننا القول عن حقيقة اليوم بأنّه مدّة ظهور الشمس في نصف الفلك المرئي ، وأخذ الطلوع والغروب في معناه للدلالة على مصاديق أفراده في الخارج ، وبناءاً على هذا يكون يوم القيامة من مصاديق المعنى الأوّل ، والله أعلم بالصواب

القيامة : مصدر قيام ظاهراً ، يقال : قام قياماً وقيامة كما نقل بعض العلماء المتبحّرين اللغويّين ، وإن لم يذكر في كثير من الكتب

_________________

(١) يجب تحديدها بالمشرقيّة وبها يعرف دخول الليل ، أمّا الحمرة المغربيّة التي تمتدّ بعد اختطاط الظلام فلا عبرة بها ( المترجم )

(٢) قال الزبيدي : وقد يراد باليوم الوقت ، ومنه الحديث : تلك أيّام الهرج أي وقته ، ولا يختصّ بالنهار دون الليل [ تاج العروس ٩ : ١١٥ ]

٣١٣

وإطلاق يوم القيامة على يوم الحشر إمّا بسبب قيام البشريّة كافّة من مضاجعها للعرض على الله تعالى ، وإمّا بسبب قيام الخلق كافّة في ساحة العدل الربّاني جلّت عظمة الله ، كما في قوله تعالى عزّ من قائل :( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) (١)

وزعم بعضهم أنّ الكلمة مولّدة من السريانيّة بمعنى « قيماً » أي يوم الحشر ، وهذا غاية في البعد ، والأصحّ الأوّل

والظاهر أنّ التعبير عن يوم الجمعة بيوم القيامة نظراً لهذا المعنى ، لقيام الخطيب فيها بالخطبة أو لقيام الناس فيه كافّة بالصلوات ، أو لقيام أمر النبيّ فيه ، أو لتذكاره بأمر يوم القيامة ، والله أعلم

فائدة

في الأخبار الكثيرة المرويّة عن الفريقين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة وأمير المؤمنينعليهما‌السلام : حربك حربي وسلمك سلمي(٢) وكذلك قال لأهل العباعليهم‌السلام : « أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم » أو قريباً من هذا اللفظ ، كما أوصل الترمذي في الجامع السند إلى زيد بن أرقم : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم(٣)

يتبيّن من هذا الحديث على اُصول أهل السنّة والجماعة كفر معاوية وأصحاب الجمل وأصحاب واقعة كربلاء جميعاً ، لأنّ من حارب رسول الله باتفاق الاُمّة ونصّ الكتاب والسنّة كافر ، فإذا كان محارب هذه الجماعة محارباً لرسول الله فهو كافر البتّة

_________________

(١) المطفّفين : ٦

(٢) بحار الأنوار ٤٢ : ٢٦١ وتجد ذلك أيضاً في الأجزاء التالية ٢٦ ـ ٢٧ ـ ٣٢ ـ ٣٣ ـ ٣٧ ـ ٣٨ ـ ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٦٥ ( المترجم )

(٣) اُنظر : سنن ابن ماجة القزويني ١ : ٥٢ ( المترجم ) صحيح الترمذي ، ج ٥ باب ٦١ فضل فاطمة رقم ٣٨٧٠ ( هامش الأصل )

٣١٤

وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ

الشرح : يمكن أن يكون الواو في مطلع الجملة للعطف ، وتكون هذه الجملة الدعائيّة معطوفة على ما سبقها من اللعائن ، وعلى هذا الوجه تكون الجملة المتضمّنة للبرائة والاستسلام والمتابعة معترضة بين العاطف والمعطوف عليه ، والنكتة المتصوّرة في وجه إقحام هذه الجملة بينهما أنّ الزائر وهو يمارس لعن الأعداء يتذكّر أعمالهم الشنيعة وآثارهم الفظيعة ، فتقلّبهم الأيّام الخوالي فيهيج وجده الكامن وشوقه الساكن فيفقد السيطرة على نفسه وهو يستعرض جرائم القوم ومنكراتهم فيظهر البرائة منهم دونما اختيار منه ، وتدركه النفرة منهم ومن أتباعهم وأشياعهم ، من هنا يخاطب الإمام المظلوم لفرط حبّه وخلوص إرادته فيحمله ذلك على عرض مسالمته الكاملة ومتابعته الشاملة مع صفاء الباطن وخلوص النيّة بين يدي ساحة الإمام المقدّسة وسدّته الرفيعة

وينعتق من هذا الكلام الذي اندفع فجئة على لسانه مرّة اُخرى ويعدل عنه إلى الحديث الأوّل من لعن الأعداء ويعطف عليهم أولئك الذين هم أعيان الظالمين المسبّبين لهذا الخطب الفادح والرزء الجليل ، والذين لهم أثر يذكر في جريان هذه الخطوب وإعانة على حدوثها فيأخذ بلعنهم واحداً واحداً ، ويعطفهم على الأوائل لكي يشفي غيظه ويريح حنقه ويبرأ من لواعج صدره من ذكرهم بالتفصيل ، كما يمكن أن تكون الواو استئنافيّة

وعلى كلّ حال فإنّ النكتة تعود إلى ما ذكرناه تفصيلاً

وسوف نذكر معنى الآل بعد هذا الحديث إن شاء الله(١)

_________________

(١) ذيل « صلّی الله عليه وآله » ( هامش الأصل )

٣١٥

وزياد المنصوص عليه باللعن هو والد عبيد الله لعنهما الله المعروف بزياد بن أبيه وزياد بن اُمّه وزياد بن عبيد وزياد بن سميّة ، واشتهر بعد استلحق معاوية إيّاه بابن أبي سفيان ، وعبيد وسميّة كلاهما من موالي كسرىٰ فأهداهما كسرى إلى أبي الخير بن عمر الكندي أحد أقيال اليمن ، وأشار إلى ذلك أبو بكر بن دريد في مقصورته المعروفة ، فقال :

فخامرت نفس أبي الخير جوىٰ

حتّى حواه الحتف فيمن قد حوىٰ

وشرح حاله في الشروح الدريديّة وغيرها ، وفي شرح الدريديّة(١) : وكان من حديثه مسيره إلى كسرى يستجيشه على قومه فأعطاه جيشاً من الأساورة فلمّا صاروا بكاظمة ونظروا إلى وحشة بلاد العرب ، فقالوا : أين نمضي مع هذا ، فعمدوا إلى سمّ فدفعوه إلى طبّاخه ووعدوه بالإحسان إليه(٢) إن ألقى السمّ في طعام الملك ، ففعل ذلك ، فما استقرّ الطعام في جوفه حتّى اشتدّ وجعه ، فلمّا علم الأساورة ذلك دخلوا عليه فقالوا له : إنّك قد بلغت إلى هذه الحالة فاكتب لنا إلى الملك كسرى إنّك قد أذنت لنا في الرجوع ، فكتب لهم بذلك

ثمّ إنّ أبا الجبر خفّ ما به فخرج إلى الطائف البليدة التي بالقرب من مكّة وكان بها الحارث بن كلدة طبيب العرب الثقفي ، فعالجه فأبرأه فأعطاه سميّة ـ بضمّ العين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء المثنّاة من تحتها وفي آخره هاء ـ وعبيداً ـ بضمّ العين المهملة تصغير عبد ـ وكان كسرى قد أعطاهما أبا الجبر في جملة ما أعطاه(٣) وهذا يوافق ما نقله ابن عبد ربّه وابن خلّكان

_________________

(١) فيها : إنّه أبو الجبر ولم يذكر سميّة ولا عبيداً [ الخطيب التبريزي ، شرح مقصورة ابن دريد ، ص ٥٩ ] ( المترجم )

(٢) إلى هنا أخذناه من هامش الخطيب : ٥٩

(٣) ابن خلّكان ، وفيات الأعيان ٦ : ٣٥٦

٣١٦

ويقول ابن الأثير في الكامل وابن خلدون في العبر : أنّ سميّة جارية لدهقان من أهل زنده رود ، أهداها للحارث بن كلدة لمّا عالجه ، والطريق الأوّل أتقن وأمتن

وخلاصة القول : إنّ سميّة ولدت نافعاً على فراش الحارث ولكنّه نفاه ، ثمّ ولدت أبابكرة الصحابي المعروف على فراشه ، فنفاه أيضاً ولم يعترف به ، وأعطى سميّة لعبيد ، وهؤلاء الثلاثة : زياد ونافع وأبوبكرة أولاد سميّة ومعهم شبل بن معبد الذين شهدوا على المغيرة لعنه الله بالزنا عند عمر بن الخطّاب ، وتلكّأ زياد بشهادته بتلويح من عمر ، فدرأ عن المغيرة الحدّ وأقامه على الشهود ، وهي من أشدّ المطاعن على عمر ، كما هو مذكور بالتفصيل في الأسفار الكلاميّة

وقال في العقد الفريد : كان الزانيات من النساء في الجاهليّة ينصبن على بيوتهنّ رايات ليعرفن بذلك ويقصدهنّ الشباب ، وكان بغاة النفع من الناس يرسلون جواريهم في هذا السبيل كرهاً ليجمعن لهم الحطام الفاني والعرض الزائل وينالوا بذلك الحياة الدنيا ، وقد أشار الله تعالى في محكم كتابه المجيد بقوله :( وَلَا تُكْرِهُوا
فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ
) (١) يريد في الجاهليّة( فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يريد في الإسلام

وفي مروج الذهب : وكانت سميّة من ذوات الرايات بالطائف تؤدّي الضريبة إلى الحارث بن كلدة وكانت تنزل بالموضع الذي نزل فيه البغايا بالطائف خارجاً عن الحضر في محلّة يقال لها : حارّة البغايا .

وجاء أبو سفيان يوماً إلى أبي مريم السلولي وهو خمّار في الطائف في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة فقال : ائتني بها على ذفرها وقذرها ( يظهر من قول أبي سفيان هذا أنّه

_________________

(١) النور : ٣٣

٣١٧

وطأها قبل هذا اليوم ) ( الى أن قال ) والله لقد أخذ بدرعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم لو لا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(١)

وولدت سميّة زياداً عام أوّل من الهجرة على فراش عبيد الله ، فكان يعرف بزياد بن عُبيد وابن اُمّه وابن أبيه وابن سميّة ، ولمّا بلغ أشدّه استكتبه أبو موسى الأشعري فأرسله عمر في حاجة فأحسن القيام بها فقدم على عمر وهو في المسجد ، فخطب بين يديه خطبة أعجب بها الحاضرون ، فقال عمرو بن العاص : لو كان قرشيّاً لساق العرب بعصاه ،

فقال أبو سفيان : اُقسم بالله أنّي أعرف الذي وضعه في رحم اُمّه

فقيل له : من يا تُرى ؟

فقال : أنا هو !

ولمّا استخلف أمير المؤمنين ، كان زياد معروفاً بالنزاهة ولم يظهر منه خلاف وكان إدرايّاً سياسيّاً حازماً ذا فطنة وكياسة ، من ثمّ عهد إليه أمير المؤمنين بإدارة حدود فارس(٢) ، وأراد معاوية خديعته فما تأتّىٰ ذلك له ، وكتب إليه يوماً يتهدّده ، فقال عقيب ذلك : « أتعجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يخوّفني بقصده إيّاي » ، وأثنى على أمير المؤمنينعليه‌السلام ثناءاً بليغاً فأرسل إليه أمير المؤمنين رسالة يحذّره من مكر معاوية ويأمره بالثبات على عهده إلى أن استشهد أمير المؤمنين وانقضت أيّامه عند ذلك فتح معاوية أحابيله عليه ، واستعان عليه بخبث فطرته

_________________

(١) مروج الذهب ٢ : ١٥ و ١٦ بتصرّف من المؤلّف ( المترجم ) و ٣ : ٦ ط دار الهجرة ( هامش الأصل )

(٢) لم يعهد إليه الإمام بذلك إنّما كان بفعل ابن عبّاس لأنّه والي البصرة يومئذٍ وفارس من توابعها ( المترجم )

٣١٨

ودنائة مولده وأوكل أمر جذبه نحوه إلى المغيرة بن شعبة وهو يومئذٍ رأس النفاق ومعدن النصب فانطلّت الحيلة على زياد واستلحقه معاوية وصيّره أخاه واعترف زياد حبّاً في الدنيا وميلاً إلى جاهها بخباثة مولده ورضي باُخوّة معاوية وأبوة أبي سفيان وعند ذلك أقسم أبوبكرة أن لا يكلّمه لأنّه زنىّ سميّة وقدح في نسبه(١)

ولمّا استقرّ رأيهما على ذلك أرسلت إليه جويريّة بنت أبي سفيان عن أمر أخيها معاوية ، فأتاها فأذنت له وكشفت عن شعرها بين يديه وقالت : أنت أخي ، أخبرني بذلك أبو مريم ثمّ أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع الناس ، فقام أبو مريم السلولي ، فقال : أشهد أنّ أبا سفيان قدم علينا بالطائف وأنا خمّار في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة ، فقال : إأتني بها على ذفرها(٢) وقذرها

فقال له زياد : مهلاً يا أبا مريم ، إنّما بعثت شاهداً ولم تبعث شائماً ، فقال أبو مريم : لو كنتم كفيتموني لكان أحبّ إليّ وإنّما شهدت بما عاينت ورأيت ، والله لقد أخذ بكُمِّ درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه ، يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم ، لولا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(٣)

وفي رواية الكامل : فخرجت من عنده وإنّ اسكتيها لتقطر منيّاً(٤)

_________________

(١) كان صرم أبي بكرة له قبل هذا التاريخ أي عندما تلجلج في الشهادة وكان أحد الشهود على المغيرة فأقسم أبوبكرة لا يكلّمه مادام حيّاً ( المترجم )

(٢) الذفر : الرائحة الخبيثة

(٣) المسعودي ٣ : ١٦ ط دار الكتب العلميّة لبنان ـ ١٤١١ ( المترجم )

(٤) الكامل في التاريخ ٣ : ٣٠١ ( المترجم )

٣١٩

ولولا أنّ ذلك في فضائح أعداء أهل البيت لما ذكرت هذه الجملة ، ولكنّها في فضائهم وأنا مترجمها أيضاً

ويقال : إنّ المتنبّي قال في حقّها :

أقم المسالح حول شفر سميّة

إنّ المنيّ بحلقتيها خضرم

وخلاصة الحديث : إنّ معاوية بهذه الشهادة صيّر زياداً أخاه ، وقام يونس بن عبيد فقال : يا معاوية ، قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضيت أنت أنّ الولد للعاهر وأنّ الحجر للفراش مخالفة لكتاب الله تعالى وانصرافاً عن سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان(١)

والحقّ أنّ هذا العار لا يمحوه الماء وهو طعن لا تجد له جواباً بأيّ كتاب ، وكان الفضل بن روزبهان التزم بالجواب على مطاعن معاوية في ردّه على نهج الحقّ وحين يبلغ الحديث إلى هذا الحدّ يقول : لم يكن معاوية بالخليفة الشرعي فلا يلزمنا الجواب عن كلّ مطاعنه وهذه الحكاية مذكورة في جميع كتب أهل السنّة والجماعة ، ولم يردّها أحد منهم ، وذكرها الشعراء في تلك الفترة وطعنوا بها على معاوية وزياد منهم عبدالرحمن بن الحكم أخو مروان لعنه الله :

ألا أبلغ معاوية بن حربٍ

مغلغلة من الرجل اليماني(٢)

أتغضب أن يقال أبوك عفّ

وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنّها حملت زياداً

وصخر من سميّة غير دان

_________________

(١) مروج الذهب ٣ : ١٧ ( المترجم ) والكامل لابن الأثير ٣ : ٤٤٢ ط بيروت ( هامش الأصل )

(٢) كذا في مروج الذهب وفي شرح النهج والوفيات فقد ضاقت بما تأتي اليدان وهو أثبت على هذه الرواية وقيل أنّها ليزيد بن المفرغ فيصحّ ما ذكرناه في المتن ( منهرحمه‌الله )

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344